سؤال: ما هو الاستدلال القرآني على التوحيد في الخالقية؟

السؤال :

سؤال: ما هو الاستدلال القرآني على التوحيد في الخالقية؟



الجواب :

هذا التعبير ـ والذي يلاحظ في آيات القرآن الاُخرى، کالآية 61 ـ 63 من سورة العنکبوت، والآية 38 من الزمر، والآية 9 من الزخرف ـ يدلّ من جهة على أنّ المشرکين لم يکونوا منکرين لتوحيد الخالق مطلقاً، ولم يکونوا يستطيعون ادّعاء کون الأصنام خالقة، إنّما کانوا معتقدين بالشرک في عبادة الأصنام وشفاعتها فقط، ومن جهة اُخرى يدلّ على کون التوحيد فطريّاً وأنّ هذا النور کامن في طينة وطبيعة کلّ البشر.

ثمّ تقول: إذا کان هؤلاء معترفين بتوحيد الخالق فـ (قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ).

ثمّ تتطرّق إلى (مالکية) الله، لأنّه بعد ثبوت کونه خالقاً لا حاجة إلى دليل على کونه مالکاً، فتقول: (لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ)، ومن البديهي أنّ الخالق والمالک يکون مدبّراً لأمر العالم أيضاً، وبهذا تثبت أرکان التوحيد الثلاثة، وهي: (توحيد الخالقية) و(توحيد المالکية) و(توحيد الربوبية). والذي يکون على هذا الحال فإنّه غنيّ عن کلّ شيء، وأهل لکلّ حمد وثناء، ولذلک تقول الآية في النهاية: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ).

إنّه غنيّ على الإطلاق، وحميد من کلّ جهة، لأنّ کلّ موهبة في هذا العالم تعود إليه، وکلّ ما يملکه الإنسان فانّه صادر منه وخزائن کلّ الخيرات بيده، وهذا دليل حيّ على غناه.

ولو أنّما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحر ما نفدت کلمات الله إنّ الله عزيز حکيم بعد ذکر علم الله اللامحدود، تتحدّث الآية الاُخرى عن قدرته اللامتناهية، فتقول: (مَا خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ).

المجيب: سماحة آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=717