هل كلّ مسلم مؤمنٌ، أم أنّ هناك فرقاً بين الإسلام الإيمان؟

السؤال :

هل كلّ مسلم مؤمنٌ، أم أنّ هناك فرقاً بين الإسلام الإيمان؟



الجواب :

تارةً نقرأ في القرآن أنّ الناس يدخلون في دين الله {يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} [النصر: 2]، وتارةً أخرى يبيّن القرآن أنّ هناك من يرفع شعار الدين لكن لم يدخل الإيمان في قلبه {وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات: 14]. أي: يجب أن يدخل الدين بين الناس.

نعم، الدين له مراحل يمكن تشبيهها هكذا: مرحلة الدفء، مرحلة التسخين، ومرحلة النضوج؛ فكلّ ساخن يمكن أن يَبرد، لكن الذي نضج لا يمكن أن يعود نيئاً.

فدخول الناس في الدين سهل ويسير، وكلّ من شهد الشهادتين صار مسلماً (وطبقاً للتشبيه الذي مثّلنا به)، هذه هي المرحلة الاولى، أي: مرحلة الدفء. لكن المرحلة الأعلى هي مرحلة التسخين. حيث كان أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يندفعون بحرارة للتضحية بين يديه (صلّى الله عليه وآله)، لكنّ القرآن يخاطبهم: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ ... إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ} [الانفال: 41].

إذن؛ فمن يشهد الشهادتين ويجاهد إلى جانب الرسول الكريم، قد يكون ضعيفاً أمام المال!

فيجب على مَن يشهد الشهادتين ويجاهد في سبيل الله، أن يُخرج ويعطي حقّ الله ورسوله والمؤمنين الفقراء من أمواله، عندها ستكون مرحلة دخول الإيمان في قلبه.

القرآن الكريم يعتبر فئة واحدة؛ مؤمنين حقّاً، فيقول عنهم: {أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا}، أمّا المنافقون الذين يظهرون الإيمان ويضمرون الكفر؛ فهؤلاء لم يكونوا مؤمنين حقّاً {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة: 8].

  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=670