هل يمكن أن نقول بأنّ بعض المقامات لها عنوان

السؤال :

هل يمكن أن نقول بأنّ بعض المقامات لها عنوان في بعض المفاهيم وهناك مقام معيّن لا يتناسب مع هذا المفهوم؟



الجواب :

لا أنه أصلاً  لا يتناسب، بل يتناسب أكثر أو أقل، أي: هذا المقام يتناسب أكثر مع هذا المفهوم ومع هذا أقلّ تناسباً. أنا لا أقول بأنه يوجد مقام ممنوع لهذا المفهوم ولا يمكن الاستفادة منه بتاتاً، بل أقول هذا المفهوم أقل تناسباً مع هذا المفهوم. فمثلاً مقام العجم يأتي للتحدّي وللأمر القاطع وللزجر؛ يعني إذا قرأنا هذه الآية: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ} [الحاقة: 30ـ32]، ربّما يأتي شخص ويقول بأنّ هذا الآيات فيها وصف لجهنم فلابد لي من قراءتها بمقام الصبا لكي أتحزّن بها! هذا ليس محلّ حزن لكي يتحزّن به أحد، بل هذا أمر إلهي، يزيد أو الشمر يستحقّان جهنم ويجب أن يدخلا جهنم، إذاً هذا أمر إلهي قاطع {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ} فيجب علينا أداؤها بشكلها القاطع ولا نتعاطف معهم ونقرأها (على شكل محزون) {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ} فهل يحزننا مثلاً دخول يزيد والشمر إلى جنهم لكي نتحزّن بقراءتها!

فالجزم والأمر القاطع يقرأ بهذا المقام؛ لأنّ هذا المقام - من خلال الدراسات العلمية - له تأثير على كل مستمع، يعني: يختارون مقام العجم للمفاهيم الحماسية فيختارونه للأناشيد الوطنية في كل العالم؛ لأنّ النشيد الوطني يجب أن يكون حماسياً لا عاطفياً، ويختارونه لأناشيد الحرب أيضاً، فلا يختارون مقام الصبا أو الكرد مثلاً؛ لأنّ الذي يمسك بالسلاح ويذهب إلى الحرب فهو بحاجة إلى تشجيع، فيكون مقام العجم أنسب من غيره من المقامات بالنسبة لهذه المفاهيم (الحماسية). لكن، هل هناك منع لقراءتها بمقام الصبا؟ لا، لا يوجد منع أو أنّه لا يناسب أصلاً، بل يقال: إنّ له تأثيراً أقلّ على المستمع، بل قد يكون القارئ مسيطراً بشكل جيّد يتحكّم بالمقام بحيث يخلق من مقام الصبا مفهوم الزجر والقاطعية.

المجيب الدكتور مهدي الدغاغلة


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=661