ان ربکم الله الذي خلق السماوات و الأرض في ستة أيام"

السؤال : ان ربکم الله الذي خلق السماوات و الأرض في ستة أيام" الآية 54 من سورة الأعراف. و لکن و اللآيات التالية:"قل انکم لتکفرون بالذي خلق الأرض في يومين و تجعلون له أنداداً" الآية 9 من سورة فصّلت؛ " و جعل فيها رواسي من فوقها و بارک فيها و قدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين" الآية 10 من سورة فصّلت؛: يومان (لخلق الأرض) + 4 أيام (لخلق البرکات) + يومان (لخلق السماوات) = 8 أيام و ليست ستة أيام  ؟

الجواب : سلك المفسّرون طريقين في الإجابة على هذا السؤال:
الطريق الأوّل: وهو المشهور المعروف، ومفاده أنّ المقصود بأربعة أيّام هو تتمّة الأربعة أيّام، بأن يتمّ في اليومين الأوّلين من الأربعة خلق الأرض، وفي اليومين الآخرين خلق باقي خصوصيات الأرض. مضافاً إلى ذلك اليومين لخلق السماوات، فيكون المجموع ستة أيّام أو ستّ مراحل.
و شبيه ذلك ما يرد في اللّغة العربية من القول مثلاً بأنّ المسافة من هنا إلى مكّة يستغرق قطعها عشرة أيّام، وإلى المدينة المنورة (15) يوماً، أي إنّ المسافة بن مكّة والمدينة تكون خمسة أيام ومن هنا إلى مكّة عشرة أيّام.
وهذا التّفسير صحيح لوجود مجموعة الآيات التي تتحدّث عن الخلق في ستة أيّام، وإلاّ ففي غير هذه الحالة لا يمكن الركون له، من هنا تتبيّن أهمّية ما يقال من أنّ القرآن يفسّر بعضه بعضاً.
الطريق الثاني الذي اعتمده المفسّرون للإجابة على الإشكال أعلاه هو قولهم:
إنّ أربعة أيّام لا تختصّ ببداية الخلق، بل هي إشارة إلى الفصول الأربعة للسنّة، والتي هي بداية ظهور الأرزاق والمواد الغذائية التي تنفع الإنسان والحيوان.
لكن هذا التّفسير فضلاً عن أنّه لا يلائم الآيات أعلاه، فإنّه أيضاً يقصر «اليوم» فيما يتعلّق بالأرض والمواد الغذائية وحسب؛ لأنّ معناه يتعلّق بالفصول الأربعة فقط، بينما لاحظنا أنّ «يوم» في معنى خلق السماوات والأرض يعني بداية مرحلة! مضافاً لذلك تكون النتيجة اختصاص يومين من الأيّام الستة لخلق الأرض، ويومين آخرين لخلق السماوات، أمّا اليومان الباقيان اللّذان يتعلّقان بخلق الكائنات بين السماء والأرض «ما بينهما» فليس هناك إشارة إليهما! من كلّ ذلك يتبيّن أنّ التّفسير الأوّل أجود. [لاحظ: الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج‏15، ص:360- 361]

  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=632