الشباب في القرآن

السؤال :

هل ورد أي شيء عن الشباب في القرآن الكريم؟ وفي أي موضع؟



الجواب :

بالرغم من أنه لم ترد كلمة (الشباب) في القرآن الكريم بلفظها، إلا أنه وردت عدة ألفاظ في القرآن تشير إلى معنى الشباب، ومن ذلك قوله تعالى: (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ) والفتى - كما يقول الراغب الأصفهاني – الطري من الشباب والأنثى فتاة والمصدر فتاء، ويكنى بهما عن العبد والأمة، قال: (تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ) والفتي من الإبل كالفتى من الناس وجمع الفتى فتية وفتيان وجمع الفتاة فتيات .

كما عبّر القرآن الكريم عن مرحلة الشباب بمرحلة القوة بين ضعفين: ضعف الطفولة، وضعف الشيخوخة في قوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) فالإنسان يكون ضعيفاً في طفولته ويحتاج إلى المساعدة والرعاية والاهتمام، وهو كذلك عندما يكبر ويكون شيخاً عاجزاً عن القيام بأبسط أموره مما يحتاج معه إلى الرعاية والمساعدة والاهتمام، أما مرحلة الشباب وهي مرحلة القوة فهي مرحلة العطاء والفاعلية والنشاط.

كما تحدث القرآن الكريم عن نماذج رائعة للشباب المؤمن، وعرف قصصهم بأسلوب التصوير البياني الرائع، فقد أشار القرآن الحكيم إلى قصة إسماعيل واستعداده للتضحية في سبيل الله تعالى، كما أشار إلى قصة إبراهيم عندما كان شاباً يافعاً في مواجهة الأصنام والدعوة إلى توحيد الله تعالى.

كما عرض قصة نبي الله يوسف وكيف استطاع مقاومة فتنة النساء وتفضيله السجن على إشباع الغرائز والشهوات. كما تحدث عن قصة فتية الكهف وكيف حافظوا على إيمانهم في مواجهة مجتمع منحرف.

وعندما يتحدث القرآن الكريم عن نماذج مؤمنة للشباب وبأسلوب التصوير البياني المعجز، وبأسلوب القصة المؤثر يريد أن يبعث برسالة للشباب في كل عصر ومصر إلى أهمية الثبات على القيم والمبادئ، والتضحية من أجل قيم العدل والحق والحرية.

منقول من موقع سماحة الشيخ عبد الله اليوسف


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=564