ما معنى «الفطرت» في الآية الشريفة (فطرت اللّه التى فطر الناس عليها)؟

السؤال : ما معنى «الفطرت» في الآية الشريفة (فطرت اللّه التى فطر الناس عليها)؟

الجواب :

إن «معرفة الله الفطرية» لم يختص به القرآن الكريم فحسب، بل هو وارد في الأحاديث الإسلامية بشكل يسترعي الإنتباه، حيث إنّ بعضها يؤكّد على التوحيد بالفطرة، وبعضها يؤكّد على المعرفة، وقسم يتناول الفطرة «على الإسلام» وأخيراً فإن قسماً منها تناول عنوان الولاية أيضاً.

ففي حديث معتبر يرويه المحدث الكبير الشيخ الكليني في أصول الكافي، وهو ما نقله عن هشام بن سالم، قال: سألت الإمام الصادق(عليه السلام): ما المراد من قوله تعالى: (فطرت الله التي فطر الناس عليها)... فقال «هي التوحيد»(1).

كما ورد في الكافي نفسه نقلا عن بعض أصحاب الإمام الصادق(عليه السلام) أيضاً حين سأله عن تفسير الآية المتقدمة فقال الإمام(عليه السلام) «هي الإسلام»(2).

كما نقرأ حديثاً متشابهاً لما سبق ـ عن الإمام الباقر(عليه السلام) جواباً لزرارة أحد أصحابه العلماء حين سأله عن تفسير الآية فقال(عليه السلام) «فطرهم على المعرفة به»(3).

والحديث المنقول عن النّبي(صلى الله عليه وآله) «كل مولود يولد على الفطرة حتى ليكون أبواه هما اللذان يهودانه وينصرانه» يؤكّد هذا المضمون أيضاً(4).

وأخيراً فإننا نقرأ في أصول الكافي حديثاً عن الإمام الصادق(عليه السلام) أيضاً في تفسير الآية قال: «هي الولاية»(5).

وقد ورد في الخطبة الاُولى لنهج البلاغة عن أميرالمؤمنين(عليه السلام) حديث موجز العبارة غزير المعنى، إذ يقول(عليه السلام) «فبعث فيهم رسوله، وواتر إليهم أنبياءه ليستأدوهم ميثاق فطرته، ويذكروهم منسي نعمته، ويحتجوا عليهم بالتبليغ، ويثيروا لهم دفائن العقول».

وطبقاً للرّوايات المتقدمة، فليست معرفة الله هي الفطرية فحسب، بل مجموع الإسلام بشكل موجز «مضغوط» كامن في داخل الفطرة الإنسانية بدءاً من التوحيد وانتهاءً بالقادة الإلهيين وخلفائهم الصادقين، وكذلك فروع الأحكام أيضاً.(6)

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ أصول الكافي، ج 2، ص 12، باب «فطرة الخلق على التوحيد».

2. المصدر السابق.

3. المصدر السابق.

4. تفسير جوامع الجامع، ذيل الآية محل البحث.

5. تفسير نور الثقلين، ج 4، ص 182.

6.الأمثل، ج 10 ،ص 165.

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=462