ما هو القصود من «قصد السبيل» في الآية (على اللّه قصد السبيل)؟

السؤال :

ما هو القصود من «قصد السبيل» في الآية «على اللّه قصد السبيل»؟



الجواب :

يشير الله تعالى في الآية 9 من سورة «النحل» إلى إحدى نعمه المعنوية حيث يقول تعالى: (وعلى اللّه قصد السبيل) أي عليه سبحانه سلامة الصراط المستقيم وهو الحافظ له من كلّ انحراف، وقد وضعه في متناول الإنسان.

«القصد»: بمعنى صفاء واستواء الطريق، فيكون معنى «قصد السبيل» الصراط المستقيم الذي ليس فيه ضلال ولا انحراف(1).

ولكن أىّ النحوين من الصراط المستقيم هو المراد، التكويني أم التشريعي؟

اختلف المفسّرون في ذلك، إلاّ أنّه لا مانع من قصد الجانبين معاً.

توضيح ذلك: جهّزَ اللَّهُ الإنسان بقوى متنوعة وأعطاه من القوى والقابليات المختلفة ما يعينه على سلوكه نحو الكمال الذي هو الهدف من خلقه.

وكما أنّ بقية المخلوقات قد اُودعت فيها قوىً وغرائز توصلها إلى هدفها، إلاّ أنّ الإنسان يمتاز عليها بالإرادة وبحريّة الاختيار فيما يريده، ولهذا فلا قياس بين الخط التصاعدي لتكامل الإنسان وبقية الأحياء الاُخرى.

فقد هدى اللّهُ الإنسان بالعقل والقدرة وبقية القوى التكوينية التي تعينه للسير على الصراط المستقيم.

كما أرسل له الأنبياء والوحي السماوي وأعطاه التعليمات الكافية والقوانين اللازمة للمضي بهدى التشريع الرّباني في تكملة مشوار المسيرة، وترك باقي السبل المنحرفة.

ومن لطيف الأسلوب القرآني جعل الأمر المذكور في الآية فريضةً عليه جلّ شأنه فقال: (على اللّه)، وكثيراً ما نجد مثل هذه الصيغة في الآيات القرآنية، كما في الآية 12 من سورة الليل (إنّ علينا للهدى).(2)

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ  ذكر بعض كبار المفسّرين كالعلاّمة الطباطبائي في تفسير الميزان أنّ «القصد» بمعنى (القاصد) في قبال «الجائر) أيْ المنحرف عن الحق.

2 ـ الأمثل، ج 7 ،ص 19.

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=409