ما هو المقصود من إن الله تعالى (كل يوم في شأن)؟

السؤال : ما هو المقصود من إن الله تعالى (كل يوم في شأن)؟

الجواب :

 أشار الله تعالى في الآية 29 من سورة «الرحمن» إلى إن خلقه وإيجاده للموجودات مستمر، حيث قال تعالى: (كلّ يوم هو في شأن).
نعم إنّ خلقه مستمر، وإجاباته لحاجات السائلين والمحتاجين لا تنقطع، كما أنّ ابداعاته مستمرّة فيجعل الأقوام يوماً في قوّة وقدرة، وفي يوم آخر يهلكهم، ويوماً يعطي السلامة والشباب، وفي يوم آخر الضعف والوهن، ويوماً يذهب الحزن والهمّ من القلوب وآخر يكون باعثاً له، وخلاصة الأمر أنّه في كلّ يوم ـ وطبقاً لحكمته ونظامه الأكمل ـ يخلق ظاهرة جديدة وخلقاً وأحداثاً جديدة.
والإلتفات إلى هذه الحقيقة من جهة يوضّح احتياجاتنا المستمرّة لذاته المقدّسة، ومن جهة اُخرى فإنّه يذهب اليأس والقنوط من القلوب، ومن جهة ثالثة فإنّه يلوي الغرور ويكسر الغفلة في النفوس.
نعم، إنّه سبحانه له في كلّ يوم شأن وعمل.
وبالرغم من أنّ بعض المفسّرين ذكروا قسماً من هذا المعنى الواسع تفسيراً للآية، إلاّ أنّ البعض ذكر في تفسيرها، أنّها مغفرة الذنوب، وذهاب الحزن، وإعزاز أقوام وإذلال آخرين فقط.
والبعض الآخر قال: إنّها مسألة الخلق والرزق والحياة والموت والعزّة والذلّة فقط.
والبعض الآخر عنون مسألة الخلق والموت بالنسبة للإنسان وقال: إنّ لله جيوشاً ثلاثة: جيش ينتقل من أصلاب الآباء إلى أرحام الاُمّهات، وجيش يخرج إلى عالم الدنيا من أرحام الاُمّهات، وجيش يساق من عالم الدنيا إلى القبور.
وكما قلنا فإنّ للآية مفهوماً واسعاً يشمل كلّ خلق جديد وخلقة جديدة، ويشمل كلّ تغيير وتحوّل في هذا العالم.
ونقرأ في رواية لأمير المؤمنين(عليه السلام) أنّه قال في أحد خطبه: «الحمد لله الذي لا يموت ولا تنقضي عجائبه لأنّه كلّ يوم هو في شأن، من إحداث بديع لم يكن».(1)ونقرأ في حديث آخر للرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) في تفسيره الآية الكريمة: «من شأنه أن يغفر ذنباً ويفرّج كرباً ويرفع قوماً ويضع آخرين»(2)(3)
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. اُصول الكافي، ج 1، ص 141، مطابق نقل تفسير نورالثقلين، ج 5، ص 193.
2. تفسير مجمع البيان، ذيل الآية مورد البحث، ونقل هذا الحديث أيضاً في تفسير روح المعاني من صحيح البخاري.
3.الأمثل، ج 13، ص 455.

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=394