ما المقصود بالآية الكريمة: {وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى}؟

السؤال :

ما المقصود بالآية الكريمة: {وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى}؟



الجواب :

أوضح صاحب الميزان [ج2 ص311] معنى الضلال بقوله: {وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى} [الضحى:7] بأنّ المراد بالضلال عدم الهداية والمراد بكونه (صلى الله عليه وآله) ضالاً حاله في نفسه مع قطع النظر عن هدايته تعالى فلا هدى له (صلى الله عليه وآله) ولا لأحد من الخلق إلا بالله سبحانه فقد كانت نفسه في نفسها ضالّة وإن كانت الهداية الإلهية ملازمة لها منذ وجدت، فالآية في معنى قوله تعالى: {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ} [الشورى: من الآية52]، ومن هذا الباب قول موسى على ما حكى الله عنه: {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ} [الشعراء:20] أي: لم أهتد بهدى الرسالة بعد. ويقرب منه ما قيل: إنّ المراد بالضلال الذهاب من العلم كما في قوله: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} [البقرة: من الآية282]، ويؤيّده قوله: {وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} [يوسف: من الآية3]. وقيل: المعنى وجدك ضالاً بين الناس لا يعرفون حقّك فهداهم إليك ودلّهم عليك. وقيل: إنّه إشارة إلى ضلاله في طريق مكّة حينما كانت تجيء به حليمة بنت أبي ذؤيب من البدو إلى جدّه عبد المطلب على ما رُوي. وقيل: إشارة إلى ما رُوي من ضلاله في شعاب مكّة صغيراً. وقيل: إشارة إلى ما رُوي من ضلاله في مسيره إلى الشام مع عمّه أبي طالب في قافلة ميسرة غلام خديجة. وقيل غير ذلك، وهي وجوه ضعيفة ظاهرة الضعف.

المجيب مركز الأبحاث العقائدية بتصرف


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=352