معنى الكفر في قوله تعالى (ومن لم يحكم بما انزل الله...)

السؤال : أود الحصول على الاجابة على تفسير قوله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الكافرون) حتى ولو كان الحاكم أو القاضي ينطق بالشهادتين؟

الجواب :  الكفر لغة بمعنى الستر ، فالكافر من يستر على الحقّ ولا يظهره ، والكفر تارة في العقيدة كمن يكفر بالله أو رسوله أو وصيه ، فيكون كافراً بالتوحيد أو خاتم النبوة ، أو الامامة الحقّة .
  واخرى كفر في العمل، ومنه كفر النعمة وجحودها ، فمن يترك الصلاة وهو مقر بالشهادتين فهو كافر كما ورد في الأحاديث، ولكن هذا من الكفر في العمل ، وكذلك في قوله تعالى في آية الحج: (( ولله على الناس حجّ البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فانّ الله هو الغني ))[آل عمران :97] فهذا لمن ترك الحج وهو مستطيع فانه كافر في العمل، ولا يوجب ذلك نجاسته كما هو ثابت في محله من الفقه الاسلامي ، وإن كان يعاقب على تركه الحجّ .
  وحينئذ من يحكم بغير ما أنزل الله ، تارة ينكر ما أنزل الله فيحكم بغيره ، ويعتقد أن غير حكم الله هو الصواب والحقّ ، فهذا يرجع إلى انكار الله سبحانه والكفر به في العقيدة ، ويحكم عليه بالنجاسة في الدنيا والخلود في النار في الآخرة كالشيوعيين الذين ينكرون الله وينكرون حكمه ، واخرى يؤمن بالله ويقول بالشهادتين إلاّ أنّه جهلاً يتصور ان الاحكام الوضعية أوفق بالتطبيق في عصرنا الحاضر فيحكم بغير ما أنزل الله جهلاً وان كان مثقفاً وقاضياً يحمل العلوم العصريّة ، فهذا كافر في العمل وفاسق في التطبيق ، فيعاقب على فسقه وكفره العملي إلاّ أنّه لا يخلّد في النار كما كان يخلد الكافر في العقيدة .
  فنقول بالتفصيل بين الكفر العملي والكفر العقيدتي .
 

  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=342