التشبيه في قوله تعالى: {كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ} [البقرة: 265]

السؤال :

{وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة: 265]

ماذا يقصد الباري من هذا التشبيه؟ الصورة فيها ضبابية نوعاً ما، فهلا شرحتموها.



الجواب :

بالتوجّه إلى الآية التي قبلها نفهم المقصود منهما، وهو:

أنّ المنفق في سبيل الله إمّا مؤمن أو منافق، والإنسان يراهما بعين واحدة أنّهما صالحان وأنّ انفاقهما في سبيل الله سيرجع عليهما بالخير والبركة، وشبّههما القرآن بالإنسان الذي يرى نزول المطر على الأرض ويتوقّع أن تثمر الأرض.

لكن في الحقيقة المؤمن يمثل الأرض الربوة ـ المرتفعة ـ التي إذا أصابها وابل ـ مطر كثير ـ أخرجت ضعف ثمارها، وإذا لم يصبها وابل فـ (طلٌّ) ـ ندى ومطر خفيف ـ ؛ يعني: تخرج الشيء المتوقّع منها لا ضعفه.

أمّا المنافق فهو كالأرض التي ظاهرها مثمر لكن عندما يسقط المطر عليها لا تثمر شيئاً؛ لأنّ أرضيّتها في الواقع ليست تراباً صالحاً للزرع بل صلداً؛ أي: حجرياً، فمهما أنفق لا يرجع عليه بخير.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=1016