00989338131045
 
 
 
 
 
 

 الإحكام والإتقان في الخلقة 

( القسم : العدل )

السؤال :

{وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [سورة الجاثية: ٤]

تفسير {وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ} كما في الميزان في قوله تعالى: {وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [الجاثية، 4]: البث التفريق والإثارة وبثه تعالى للدواب خلقها وتفريقها ونشرها على الأرض كما قال في خلق الإنسان: {ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ} [الروم: ٢٠].

س: لماذا نشرها في الأرض وغير مستورة العورتين؟



الجواب :

أولاً: إن مسألة خلق الموجودات بشكل عام كالكواكب والنباتات والحيوانات ومنها البهائم، خُلق كلّ صنف منها بكيفية خاصة وصفة معيّنة يمتاز بها عن غيره، وعلى نظام الحكمة والتدبير الإلهيَّين.

وثانياً: كلمة عورة كما في اللغة هي ما يُستقبح كشفه ويجب ستره، ولكن تدخّل الشارع في حدود هذا المعنى زيادةً أو نقصاناً. وهناك فرق بين البشر وبين البهائم في هذا الجانب لأن البهائم ليس لها كيان خاص وشخصية كما في الإنسان حتى نقول ـ مثلاً ـ عورتها محترمة أو مما يُعبأ به ويلتفت إليه عادةً، فلا يمكن القول إنها من باب العورة الواجب سترها، وهكذا الاختلاف في سائر الجوانب، فللبشر خلقتهم الخاصة وللبهائم خلقتها الخاصة تفترق بها عنهم، فلا يمكن قياسها على الإنسان بحال. وهذا الاختلاف أيضاً بشكله العام مما يضمن لها أن تنتشر في الأرض {وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ} بتلك الكيفية الخاصة التي أرادها الله تعالى، الكيفية التي تزاول معها حياتها الخاصة من تكاثر وحراثة للأرض ونقل وركوب وغير ذلك خدمة للإنسان ـ مع مراعاة عدم إيذائها ـ قال تعالى: {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} [النحل: 6-7]. ثم إن الستر متحقق في كل نوع وصنف من أصناف البهائم ولو جزئياً وحسب التكوين الخاص به.

وبعبارة جامعة: الخلقة لها أسرار وإحكام وإتقان كما هو واضح لكل من عاين الطبيعة {صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} [النمل: 88] فهو تعالى أعلم بما خلق وما فيه من أسرار ودقائق {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14].



طباعة   ||   أخبر صديقك عن السؤال   ||   التاريخ : 2017 / 06 / 12   ||   القرّاء : 4673  


 
 

  التلاوة :
  • الحفظ (23)
  • التجويد (18)
  • القراءات السبع (2)
  • الصوت والنغم (7)
  علوم القرآن وتفسيره :
  • علوم القرآن (57)
  • التفسير (205)
  • المفاهيم القرآنية (10)
  • القصص القرآني (6)
  • الأحكام (26)
  • الاجتماع وعلم النفس (31)
  العقائد :
  • التوحيد (27)
  • العدل (10)
  • النبوّة (25)
  • الإمامة (6)
  • المعاد (17)
  استفتاءات المراجع :
  • السيد الخوئي (29)
  • السيد السيستاني (52)
  • السيد الخامنئي (7)
  • الشيخ مكارم الشيرازي (83)
  • السيد صادق الروحاني (37)
  • السيد محمد سعيد الحكيم (49)
  • السيد كاظم الحائري (7)
  • الشيخ الوحيد الخراساني (2)
  • الشيخ إسحاق الفياض (3)
  • الشيخ الميرزا جواد التبريزي (10)
  • السيد صادق الشيرازي (78)
  • الشيخ لطف الله الصافي (29)
  • الشيخ جعفر السبحاني (11)
  • السيد عبدالكريم الاردبيلي (1)
  • الشيخ جوادي آملي (23)
  • السيد محمود الشاهرودي (5)
  • السيد الامام الخميني (4)
  جديد الأسئلة والإستفتاءات :



 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث

 حول امتناع إبليس من السجود

 الشفاعة في البرزخ

 في أمر المترفين بالفسق وإهلاكهم

 التشبيه في قوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم

  البحث في الأسئلة والإستفتاءات :



  أسئلة وإستفتاءات قرآنية منوعة :



 هل يجوز تقبيل القرآن الكريم ؟

 هل العزوبة فضيلة؟ كما في قوله تعالى: {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ}

 الرواية التي يرويها العياشي في تفسيره عن المعمر بن سليمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أبي عليه السلام: ( ما ضرب رجل القرآن بعضه ببعض إلا كفر ) .. ما هو معناها الحقيقي ، مع شيء من الامثلة ؟

 ما هي القراءات؟ وما هي عوامل نشوئها وتطوّرها؟

 لماذا نهى أمّةٌ منهم قومًا اللهُ مُهلكهم أو معذّبهم..؟ ومِن أين علموا أنّه تعالى مهلك أو معذّب القوم؟

 ورد قوله تعالى : ( إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً ) [ النساء : 31 ] ، وورد قوله تعالى : ( الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِ

 قد يقول قائل: إنّنا نرى الكثير من المؤمنين يحيون حياة مليئة بالآلام والمصائب

 ( معنى قوله تعالى (فلما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء) )

 هل يجب على المرأة عدم إظهار شعرها عند قراءة القرآن؟

 هل يجوز للمتيمم بدلا عن الغسل مس كتابة القرآن الكريم وترتفع بتيممه الكراهة عند القراءة؟

  إحصاءات الأسئلة والإستفتاءات :
  • عدد الأقسام الرئيسية : 4

  • عدد الأقسام الفرعية : 32

  • عدد الأسئلة والإستفتاءات : 900

  • تصفحات الأسئلة والإستفتاءات : 7811128

  • التاريخ : 19/04/2024 - 19:01

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • رئيسية الأسئلة والإستفتاءات القرآنية
  • أرشيف الأسئلة والإستفتاءات القرآنية
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net