00989338131045
 
 
 
 
 
 

 ما هو معنى التفسير؟ 

( القسم : التفسير )

السؤال : ما هو معنى التفسير؟ وهل يختص بحالة ما إذا لم يكن للفظ ظهور فيكون إظهاره تفسيراً؟ أم أنّ التفسير عام وشامل لحالة بيان المعنى الظاهر؟


الجواب : التفسير لغةً: البيان والكشف [لسان العرب، مادة (فسر)]، فتفسير الكلام هو الكشف عن مدلوله وبيان معناه، وقد وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم بهذا المعنى أيضاً، في قوله تعالى: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} [الفرقان : 33]. وهناك اتجاهات مختلفة في الإجابة عن هذا التساؤل ، نذكر منها اتجاهين : الأول: الاتجاه الذي يمثل الرأي السائد لدى علماء أصول الفقه والذي يرى أن التفسير لا يكون إلا في: أ - إظهار أحد محتملات اللفظ مع تساويها، وإثبات أنه هو المعنى المراد. ب - إظهار المعنى الخفي غير المتبادر، وإثبات أنه هو المعنى المراد بدلاً من الظاهر المتبادر . وأما ذكر المعنى الظاهر المتبادر من اللفظ فلا يكون تفسيراً. الثاني : وهناك اتجاه آخر ـ وهو الصحيح ـ يرى أنّ ذكر المعنى الظاهر قد يكون في بعض الحالات تفسيراً أيضاً وإظهاراً لأمر خفي، كما أنه في بعض الحالات الأخرى قد لا يكون تفسيراً لأن المعنى يكون واضحاً وليس فيه خفاء أو غموض ، وقد اصطلح على الظهور الأول (بالظهور المعقد) وعلى الثاني (بالظهور البسيط). فالظهور البسيط هو: الظهور الواحد المستقل المنفصل عن سائر الظواهر الأخرى ، كظهور جملة (أذهب إلى البحر في كل يوم) ، ولا يعتبر إبراز المعنى على أساس هذا الظهور تفسيراً. وأما الظهور المعقد: فهو الظهور المتكون نتيجة لمجموعة من الظواهر المتفاعلة كظهور جملة (أذهب إلى البحر في كل يوم وأستمع إلى حديثه) فلجملة (أذهب إلى البحر في كل يوم) ظهور خاص بها ، ولجملة (وأستمع إلى حديثه) ظهور خاص بها قد يبدو انه لا يناسب الأول إذ لا يوجد للبحر حديث، ولا بد من دراسة تفاعل هذين الظهورين فيما بينهما واستحصال الظهور الناتج من هذا التفاعل ، وهو المعنى الذي يريده المتكلم الذي هو (الذهاب إلى العالم المتبحر في العلم والاستماع إلى حديثه) . ونتيجة لهذا التعقيد في التركيب أصبح للكلام درجة من الغموض والخفاء جديرة بالكشف والإبانة ، ولهذا صح اعتبار إبراز المعنى على أساس هذا الظهور تفسيراً. وعلى هذا فإن التفسير وفق هذا الاتجاه الثاني يشتمل على : أ - بيان المعنى في موارد الظهور المعقد . ب - إظهار أحد محتملات اللفظ وإثبات أنه هو المعنى المراد . ج - إظهار المعنى الخفي غير المتبادر وإثبات أنه هو المعنى المراد ، بدلاً من الظاهر المتبادر . وبناءً على الاتجاه المذكور ، نعرف أن التفسير معنى (إضافي) لأنه بيان للمعنى وتوضيحه حتى في موارد ظهور اللفظ . وعندئذٍ فالمعنى الظاهر قد يكون بحاجة إلى بيان وكشف لشخص دون آخر، فهو تفسير بإضافته للأول ، ولا يكون تفسيراً بإضافته للثاني . وأما على الاتجاه الأول ، فإن للتفسير معنى (موضوعياً) لا يختلف باختلاف الأفراد، لأننا نلاحظ فيه (اللغة)، فإن كان معنى اللفظ لغة هو المعنى الذي يقتضيه استعماله اللغوي، فلا يكون كشفه تفسيرا وإن اكتنفه بعض الخفاء والغموض، وأما إذا كان المعنى معنى آخر لا يقتضيه استعماله اللغوي بل عيناه بدليل خارجي فيكون كشفه تفسيراً. والتفسير على قسمين بلحاظ الشيء المفسر، وهما : أولاً - تفسير اللفظ : ويراد به بيان معنى اللفظ لغة . ثانياً - تفسير المعنى : ويراد به تحديد مصداقه الخارجي الذي ينطبق عليه . فنحن نقرأ في القرآن الكريم ـ مثلاً ـ كلمات تصف الله سبحانه وتعالى بالحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام و ...، كقوله تعالى: {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ...} [سورة البقرة، 255]. {حم * تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } [سورة غافر، 1-2]. {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [سورة الملك، 1]. {قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [سورة المجادلة، 1]. {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } [سورة البقرة، 75]. أو كلفظة (أهل البيت) في قوله تعالى: {... إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [سورة الأحزاب، 33]. ونواجه بالنسبة إلى هذه الكلمات وأمثالها بحثين ، هما: الأول : البحث في مفاهيم هذه الكلمات من الناحية اللغوية وهذا هو (التفسير اللفظي). الثاني : البحث في تعيين مصاديق هذه المفاهيم . فبالنسبة إلى الله تعالى ، كيف يسمع ؟ وبأي شئ ؟ وكيف يعلم ؟ و . . . ، وبالنسبة لأهل البيت ، من هم هؤلاء؟ وهل (المصداق) هو زوجات النبي (ص)؟ أم الخمسة (محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين) (ع)؟ ... وهذا هو (تفسير المعنى) الذي نقصده. -المصدر: تفسير سورة الحمد، السيّد محمد باقر الحكيم، ص15-18، بتصرّف.


طباعة   ||   أخبر صديقك عن السؤال   ||   التاريخ : 2015 / 01 / 13   ||   القرّاء : 6011  


 
 

  التلاوة :
  • الحفظ (23)
  • التجويد (18)
  • القراءات السبع (2)
  • الصوت والنغم (7)
  علوم القرآن وتفسيره :
  • علوم القرآن (57)
  • التفسير (205)
  • المفاهيم القرآنية (10)
  • القصص القرآني (6)
  • الأحكام (26)
  • الاجتماع وعلم النفس (31)
  العقائد :
  • التوحيد (27)
  • العدل (10)
  • النبوّة (25)
  • الإمامة (6)
  • المعاد (17)
  استفتاءات المراجع :
  • السيد الخوئي (29)
  • السيد السيستاني (52)
  • السيد الخامنئي (7)
  • الشيخ مكارم الشيرازي (83)
  • السيد صادق الروحاني (37)
  • السيد محمد سعيد الحكيم (49)
  • السيد كاظم الحائري (7)
  • الشيخ الوحيد الخراساني (2)
  • الشيخ إسحاق الفياض (3)
  • الشيخ الميرزا جواد التبريزي (10)
  • السيد صادق الشيرازي (78)
  • الشيخ لطف الله الصافي (29)
  • الشيخ جعفر السبحاني (11)
  • السيد عبدالكريم الاردبيلي (1)
  • الشيخ جوادي آملي (23)
  • السيد محمود الشاهرودي (5)
  • السيد الامام الخميني (4)
  جديد الأسئلة والإستفتاءات :



 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث

 حول امتناع إبليس من السجود

 الشفاعة في البرزخ

 في أمر المترفين بالفسق وإهلاكهم

 التشبيه في قوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم

  البحث في الأسئلة والإستفتاءات :



  أسئلة وإستفتاءات قرآنية منوعة :



 شخص كان يقرأ في صلاته الواجبة بعد سورة الفاتحة سورة الضحى فقط دون أن يضيف إليها سورة الانشراح والآن علم بذلك، فهل يقضي صلواته السابقة أو أنّها كانت صحيحة لأنّه لم يكن يعلم بأنّ عليه أن يجمع بين سورتي الضحى والانشراح أو بين سورتي الفيل وقريش

 فهل يجوز كتابة الملاحظات اليومية المختلفة على الآية القرأنية ولفظ الجلالة؟

 عملية المسخ في القرآن

 هل يجب على المرأة عدم إظهار شعرها عند قراءة القرآن؟

 قال أحد المفسرين عند تفسيره لقوله تعالى : (وهمّ بها): ((وهكذا نتصور موقف يوسف، فقد أحسّ بالانجذاب في إحساس لا شعوري، وهمّ بها استجابة لذلك الإحساس كما همّت به، ولكنّه توقّف وتراجع))، علماً أنّه في مكان آخر يقول: ((إنّ همّ يوسف هذا الذي كان نتيجة الانجذاب

 ما المقصود بقوله تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}؟ وهل هنالك أيّ شروط

 ما هو المقصود من مفردة (الكرسي) في الآية (وَسِعَ كُرسِيُّهُ السَّمواتِ وَالأرْضِ)؟

 ما هي الأمور الخارقة للعادة وعلاقتها بالمعجزة؟

 ما هو الغرض من نزول القرآن مع بدء البعثة الشريفة، وتصريح القرآن بنزوله في ليلة القدر من شهر رمضان؟

 في رأي ابن كعب ما هي الآية التي سقطت من سورة البينة؟

  إحصاءات الأسئلة والإستفتاءات :
  • عدد الأقسام الرئيسية : 4

  • عدد الأقسام الفرعية : 32

  • عدد الأسئلة والإستفتاءات : 900

  • تصفحات الأسئلة والإستفتاءات : 7770568

  • التاريخ : 28/03/2024 - 19:47

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • رئيسية الأسئلة والإستفتاءات القرآنية
  • أرشيف الأسئلة والإستفتاءات القرآنية
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net