• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : دروس الدار التخصصية .
              • القسم الفرعي : بيانات قرآنية .
                    • الموضوع : الصبر وحكمة الابتلاءات .

الصبر وحكمة الابتلاءات

إعداد اللجنة العلمية

في دار السيدة رقية عليها السلام للقرآن الكريم

تضمّنت هذه الدراسة مجموعة من البيانات المهمّة في الجانب التفسيري والعقدي والتربوي، بالإضافة إلى بيانات أهمّ المصادر الشيعيّة ـ (نهج البلاغة والصحيفة السجّاديّة) ـ تحت عنوان: البيانات العلويّة من النهج والصحيفة السجّاديّة.

كما لا تخلو هذه الدراسة من التحقيق في بعض الأهداف الرئيسة للدار، وهي الإشارة إلى أهمّ الدروس المرتبطة بعلم وفنّ التجويد القرآني.

ولم يكن العمل في هذه الدراسة مقتصـراً على عقل واحد أو فكر شخص لوحده، بل كان مخاضاً لعمل جماعي اتفقت كلمة القائمين عليه، وبعد أن اكتملت الفكرة ونضجت شُرع بالعمل للقيام بإعداد هذه الدراسة القرآنيّة المعاصرة لأجل تحقيق أهدافها المنشودة، حيث وُزّعت الأدوار كلٌّ بحسب اختصاصه ومعرفته ومجاله. فتولّى القيام بهذا العمل ثُلّة من الأساتذة المختصّين في مختلف المجالات العلمية:

1ـ الدكتور الشيخ شاكر الساعدي في بيان النكات العقدية.

2ـ سماحة الشيخ سهيل السهيل في بيان النكات الفقهية.

3ـ الأستاذ السيد حكمت الموسوي في بيان النكات التربوية.

4ـ الأستاذ حيدر الكعبي في مادة التجويد.

5ـ الأستاذ الحافظ حميد الكناني في إبراز البيانات العلوية من (نهج البلاغة والصحيفة السجادية).

وقام الأستاذان أحمد فرج الله وعصام العلي بمراجعة الكتاب تصحيحاً وتقويماً للنصّ.

والشيخ أحمد الخليفة بمتابعة سير العمل خلال فترة إعداده.

البيان الرابع

الصبر وحكمة الابتلاءات

الآيات (153ـ159) من سورة البقرة

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ *وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ * إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾

تظهر أهمّية الصبر ومنزلته من الإيمان كونه إحدى دعائمه الأساسية، بل هو علامة الإيمان والتقوى، قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: «... وَعَلَيْكُمْ بِالصَّبْرِ؛ فَإِنَّ الصَّبْرَ مِنَ الإيمَانِ كَالرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ، وَلا خَيْرَ فِي جَسَدٍ لا رَأْسَ مَعَهُ، وَلا فِي إِيمَانٍ لا صَبْرَ مَعَهُ» [نهج البلاغة ـ الخطبة/ 82].

ثم إنّ الإيمان على أربع دعائم: الصبـر، واليقين، والعدل، والجهاد.

والصبـر منها على أربع شعب: الشوق، والشفق، والزهد، والتـرقّب.

فمن اشتاق إلى الجنّة سلا عن الشهوات، ومن أشفق من النّار اجتنب المحـرّمات، ومن زهد في الدنيا استهان بالمصيبات، ومن ارتقب الموت سارع إلى الخيرات [الكافي: 2/50].

وقد جعل الله تعالى نفسه مع الصابرين، كما جاء في الآية الشـريفة:      ﴿إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾، وهذه المعية في واقعها نتيجة حتمية لمن استعان بالصبر والصلاة. وبعد ذلك أكّد على مسألة الصبـر عند حلول المصائب والابتلاءات، حيث أمـر نبيّه الأكـرم محمداً صلى الله عليه وآله بزف البشـرى إلى هؤلاء الصابـرين عند حـول المصائب بهم، قال تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ [البقرة/ 155 ـ 157].

والصبـر لا يقتصـر على المصائب بل حتى على النعمة التي يمنّ الله تعالى بها على عباده، قال الإمام علي عليه السلام: «الصَّبْـرُ صَبْرَانِ: صَبْرٌ عَلَى مَا تَكْرَهُ، وَصَبْرٌ عَمَّا تُحِبُّ» [نهج البلاغة ـ الخطبة/ 55].

والنتيجة من وراء ذلك هو حصول الرضا الإلهي ونزول الرحمة والمعية الإلهية، فطوبى لمن كان مع الله وكان الله معه، وعليه فلا خوف عليه ولا حزن.

البيانات التفسيرية

1ـ لقد أمر الله سبحانه وتعالى نبيَّه الكريم بالصبر (تسع عشرة) مرة في القرآن الكريم. وكان أمير المؤمنين علي عليه السلام كلّما عرض عليه مكروه أو أصابته محنة قام وصلّى ركعتين.

2ـ أنَّ أداء الفرائض أمرٌ صعب يستلزم الاعتقاد الراسخ والإيمان بالعطاء الإلهي، لذا نرى مَن يعتقد بأنّ الشهيد حيٌّ يُرزق فإنّه سيندفع إلى الشهادة دون خوف ووجل.

3ـ أنَّ الابتلاء الإلهي هو لأجل تكامل الناس وتربيتهم؛ فالخوف من العدو، والحصار الاقتصادي، والحرب والجهاد وإرسال الأولاد والأحبّة إلى ساحات القتال هو من جملة هذه الابتلاءات.

4ـ الابتلاءات والمحن مؤدّى الصبر والنضوج؛ لأنّ هناك الكثير من الصفات الإنسانيّة؛ كالصبر والرضا، التسليم والقناعة، الزهد والتقوى، الحلم والإيثار، لا يحصل عليها الإنسان إلاّ من خلال الصبر في الابتلاءات والمحن، قال تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾.

البيانات العقائدية

1ـ الصبـر والصلاة هما من أهمِّ الاُمـور العباديّة الموجبة لبقاء الإنسان مع الله تعالى.

2ـ التأكيد على أنّ القتل والشهادة في سبيل الله تعالى من مـوجبات الحياة في الدنيا والآخـرة.

3ـ الابتلاء سُنّة إلهيّة ثابتة لا محيص منها.

4ـ أنّ الـرضا بقدر الله وقضائه مـوجبٌ لنـزول الـرحمة الإلهيّة على صاحبه.

5ـ الصفا والمروة من شعائر الله تعالى.

البيانات الفقهية

1ـ كلُّ استعانة تبتني على حـرام أو تنتهي إليه فهي محـرّمة إلاّ في صورة الاضطـرار الرافع للحـرمة. ومن أمثلة ذلك: الاستعانة بالسحـر والكهانة والشعبذة ونحوها، والاستعانة بالمؤمن لإيذاء مؤمن آخر، وإن علم المستعان بالغاية كان شـريكاً. وكالاستعانة بالحاكم الجائـر على إنقاذ حقّ مع وجـود طريق مشروع لإنقاذه [الموسوعة الفقهيّة الميسّرة/ 346].

2ـ جـواز الاستعانة بالنبي الأكـرم والأئمّة الأطهار عليهم السلام على نحو طلب الشفاعة من الباري جلّ وعلا في تحقيق المطالب وقضاء الحـوائج.

3ـ استحباب صلاة ركعتين لطلب قضاء الحاجة، وقد جاءت في كيفيتها صـور متعددة، منها: أن يتوضأ صاحب الحاجة ويتصدّق بصدقة، ثمَّ يدخل المسجد فيصلّي ركعتين، ثمَّ يعقّب بعد الركعتين بحمد الله وتمجيده والصلاة على النبي وأهل بيته عليهم السلام، ثمَّ يطلب من الله حاجته، ويعاهده على أن يأتي بطاعة معيّنة شكراً لله إذا قُضيت حاجته [الفتاوى الواضحة/ 341].

البيانات التربوية

1ـ أنَّ تربية الإنسان لا تقتصـر على إصلاح الباطن دون الظاهر أو العكس، بل إنّ صلاحهما معاً أمر ضروري، ولا بدّ من تحقّقه في الواقع.

2ـ الامتحان المقتـرن بالتشجيع والبُشرى أمـرٌ مهم له دور كبير في تهيئة الإنسان لمجابهة شتّى أنواع المصاعب والشدائد بعزم وحزم.

3ـ إذا ما أصابت المحن والمصائب الإنسانَ فلا بدَّ أن تذكّره بأهدافه العُليا وغاياته السامية.

4ـ أنَّ التشجيع والتحفيز على نيل الأجر قضايا ضرورية في تربية الفرد، لكن يجب أن يُعطى الأجر بعد اجتياز المصاعب بنجاح مميز ونتائج إيجابيّة.

5ـ تعريف الفرد بواجباته قبل الشروع في العمل أمر لازم للأمن من الوقوع في اللبس والالتباس.

البيانات العلوية من النهج والصحيفة السجادية

1ـ قال أمير المؤمنين عليه السلام: «... وَعَلَيْكُمْ بِالصَّبْرِ؛ فَإِنَّ الصَّبْرَ مِنَ الإيمَانِ كَالرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ، وَلا خَيْرَ فِي جَسَدٍ لا رَأْسَ مَعَهُ، وَلا فِي إِيمَانٍ لا صَبْرَ مَعَهُ» [نهج البلاغة ـ الخطبة/ 82].

2ـ قال عليه السلام: «الصَّبْرُ صَبْرَانِ: صَبْرٌ عَلَى مَا تَكْرَهُ، وَصَبْرٌ عَمَّا تُحِبُّ» [نهج البلاغة ـ الخطبة/ 55].

3ـ قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: «إِنَّ الله يَبْتَلِي عِبَادَهُ عِنْدَ الأعْمَالِ السَّيِّئَةِ بِنَقْصِ الثَّمَرَاتِ وَحَبْسِ الْبَرَكَاتِ وَإِغْلاقِ خَزَائِنِ الْخَيْرَاتِ؛ لِيَتُوبَ تَائِبٌ وَيُقْلِعَ مُقْلِعٌ، وَيَتَذَكَّرَ مُتَذَكِّرٌ وَيَزْدَجِرَ مُزْدَجِرٌ» [نهج البلاغة ـ الخطبة/ 143].

4ـ قال عليه السلام: «... أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، شَهَادَةً مُمْتَحَناً إِخْلاصُهَا، مُعْتَقَداً مُصَاصُهَا، نَتَمَسَّكُ بِهَا أَبَداً مَا أَبْقَانَا، وَنَدَّخِرُهَا لِأَهَاوِيلِ مَا يَلْقَانَا؛ فَإِنَّهَا عَزِيمَةُ الإيمَانِ، وَفَاتِحَةُ الإحْسَانِ، وَمَرْضَاةُ الرَّحْمَنِ، وَمَدْحَرَةُ الشَّيْطَانِ. وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بِالدِّينِ الْمَشْهُورِ وَالْعَلَمِ المأْثُورِ وَالْكِتَابِ المسْطُورِ، وَالنُّورِ السَّاطِعِ وَالضِّيَاءِ اللامِعِ وَالأمْرِ الصَّادِعِ، إِزَاحَةً لِلشُّبُهَاتِ وَاحْتِجَاجاً بِالْبَيِّنَاتِ، وَتَحْذِيراً بِالْآيَاتِ وَتَخْوِيفاً بِالمثُلاتِ، وَالنَّاسُ فِي فِتَنٍ انْجَذَمَ فِيهَا حَبْلُ الدِّينِ وَتَزَعْزَعَتْ سَوَارِي الْيَقِينِ، وَاخْتَلَفَ النَّجْرُ وَتَشَتَّتَ الأمْرُ، وَضَاقَ الْمَخْرَجُ وَعَمِيَ الْمَصْدَرُ، فَالْهُدَى خَامِلٌ وَالْعَمَى شَامِلٌ، عُصِـيَ الرَّحْمَنُ وَنُصـِرَ الشَّيْطَانُ، وَخُذِلَ الإيمَانُ فَانْهَارَتْ دَعَائِمُهُ وَتَنَكَّرَتْ مَعَالِمُهُ، وَدَرَسَتْ سُبُلُهُ وَعَفَتْ شُرُكُهُ، أَطَاعُوا الشَّيْطَانَ فَسَلَكُوا مَسَالِكَهُ وَوَرَدُوا مَنَاهِلَهُ، بِهِمْ سَارَتْ أَعْلامُهُ وَقَامَ لِوَاؤُهُ» [نهج البلاغة ـ الخطبة/ 2].

5ـ قال عليه السلام: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللهَ لَمْ يَقْصِمْ جَبَّارِي دَهْرٍ قَطُّ إِلاّ بَعْدَ تَمْهِيلٍ وَرَخَاءٍ، وَلَمْ يَجْبُرْ عَظْمَ أَحَدٍ مِنَ الْأُمَمِ إِلاّ بَعْدَ أَزْلٍ وَبَلاءٍ، وَفِي دُونِ مَا اسْتَقْبَلْتُمْ مِنْ عَتْبٍ وَمَا اسْتَدْبَرْتُمْ مِنْ خَطْبٍ مُعْتَبَرٌ، وَمَا كُلُّ ذِي قَلْبٍ بِلَبِيبٍ، وَلا كُلُّ ذِي سَمْعٍ بِسَمِيعٍ، وَلا كُلُّ نَاظِرٍ بِبَصِيرٍ. فَيَا عَجَباً! وَمَا لِيَ لا أَعْجَبُ مِنْ خَطَأِ هَذِهِ الْفِرَقِ عَلَى اخْتِلافِ حُجَجِهَا فِي دِينِهَا، لا يَقْتَصُّونَ أَثَرَ نَبِيٍّ وَلا يَقْتَدُونَ بِعَمَلِ وَصِيٍّ، وَلا يُؤْمِنُونَ بِغَيْبٍ وَلا يَعِفُّونَ عَنْ عَيْبٍ، يَعْمَلُونَ فِي الشُّبُهَاتِ وَيَسِيرُونَ فِي الشَّهَوَاتِ، المَعْرُوفُ فِيهِمْ مَا عَرَفُوا وَالْمُنْكَرُ عِنْدَهُمْ مَا أَنْكَرُوا، مَفْزَعُهُمْ فِي المُعْضِلاتِ إِلَى أَنْفُسِهِمْ وَتَعْوِيلُهُمْ فِي المُهِمَّاتِ عَلَى آرَائِهِمْ، كَأَنَّ كُلَّ امْرِئٍ مِنْهُمْ إِمَامُ نَفْسِهِ قَدْ أَخَذَ مِنْهَا فِيمَا يَرَى بِعُرًى ثِقَاتٍ وَأَسْبَابٍ مُحْكَمَاتٍ!» [نهج البلاغة ـ الخطبة/ 88].

7ـ قال عليه السلام وقد عزّى الأشعث بن قيس عن ابنٍ له: «يَا أَشْعَثُ، إِنْ تَحْزَنْ عَلَى ابْنِكَ فَقَدِ اسْتَحَقَّتْ مِنْكَ ذَلِكَ الرَّحِمُ، وَإِنْ تَصْبِرْ فَفِي اللهِ مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ خَلَفٌ. يَا أَشْعَثُ، إِنْ صَبَـرْتَ جَرَى عَلَيْكَ الْقَدَرُ وَأَنْتَ مَأْجُورٌ، وَإِنْ جَزِعْتَ جَرَى عَلَيْكَ الْقَـدَرُ وَأَنْتَ مَأْزُورٌ. يَا أَشْعَثُ، ابْنُكَ سَرَّكَ وَهُوَ بَلاءٌ وَفِتْنَةٌ، وَحَزَنَكَ وَهُوَ ثَوَابٌ وَرَحْمَةٌ» [نهج البلاغة ـ الخطبة/ 291].

ملاحظات الوصل والوقف والابتداء

1ـ الآية: ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ تقع صفة لكلمة ﴿الصَّابِرِينَ﴾ في الآية السابقة، فإن أمكن وصلها بها فهو أفضل.

2ـ لا يوجد في الآية ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾ وقف كافٍ؛ لأنّ جملة ﴿أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ﴾ خبر ﴿إِنَّ﴾، فإن لم يمكن الوصل فمن الأفضل الوقف على ﴿يَلْعَنُهُمُ اللهُ﴾، أو على كلمة ﴿أُولَئِكَ﴾ والبدء منها. وفي حالة الوقف على ﴿فِي الْكِتَابِ﴾ فلا بدّ من البدء بـ ﴿مِنْ بَعْدِ﴾، ولا يصحّ البدء بـ ﴿ وَالْهُدَى﴾؛ لكونها معطوفة على ﴿مِنَ الْبَيِّنَاتِ﴾.

أسئلة المناقشة

س1: لقد أمر الله سبحانه وتعالى نبيّه الكريم بالصبر في مواطن عدّة، اذكرها بإيجاز.

س2: ما الذي يفعله الإمام أمير المؤمنين عليه السلام إذا ما أصابه مكروه أو أصابته محنة؟

س3: اذكر أهمّ الابتلاءات الإلهيّة التي تصيب الإنسان لأجل تكامله وتربيته.

س4: لماذا يكون النضوج والصبر من مؤدّات الابتلاءات والمحن؟

س5: اذكر أربعاً من الصور التي يمكن لنا أن نستعين بها في الضـرورة مع أنّها محرمة.

س6: ما هي الاُمور التي تؤكّدها لنا البيانات التربوية في الآيات (153ـ 158) من سورة البقرة؟

س7: لماذا لا يوجد وقف كافٍ في الآية: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مقالات مرتبطة:

دور المساجد في إحياء الذكر الإلهي

ضرورة بعثة الأنبياء (عليهم السلام) وأهميتها

نبذ الإشاعات والتحذر منها


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2422
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 10 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28