• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم / المكتبة .
              • الكتاب : مراجعات قرآنية ( اسئلة شبهات وردود) ، تأليف : السيد رياض الحكيم .
                    • الموضوع : سورة الحجر .

سورة الحجر

سورة الحجر

 

((وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ))(16).  

س 445 ـ ما هي البروج المذكورة؟

ج ـ إشارة إلى منازل الشمس والقمر، شبهها بالقصور المحسوسة.

 

((وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ))(24).  

س 446 ـ من هم المستقدمون والمستأخرون؟

ج ـ المستقدمون هم السابقون، والمستأخرون هم المتأخرون بحسب الوجود.

 

((... وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ))(85).  

س 447 ـ كيف تنسجم الدعوة للصفح الجميل مع الدعوة للجهاد والغلظة على الكفار والمنافقين في قولـه تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)) (التوبة:73).

ج ـ ان الآية الأولى نزلت في مكة حيث كان الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) يواجه أذاهم بالصبر في مقابل دعوتهم للإسلام، قبل تشريع الجهاد، فكانت هذه الآية ونحوها تسلية للرسول وحثّاً له على تحمّل الأذى في سبيل الله تعالى، بينما الآية الثانية نزلت بعد فتح مكة أو حينه حيث أسّس الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم)دولة الإسلام وخاض المعارك الجهادية في مواجهة عدوان الكافرين على الكيان الإسلامي الفتي، فكان الأمر بالجهاد والغلظة طبيعياً لردعهم عن الاستمرار في عدوانهم، وكذلك بالنسبة للمنافقين الذين كانوا يمثلون الطابور الخامس الذي يزرع الفتنة وعدم الاستقرار داخل البنية الإسلامية، علماً ان المقصود من جهاد المنافقين ليس هو القتال بالسيف وإنّما هو الردع والغلظة في التعامل.

وعلى كل حال فليس هناك تناقض بين مدلولي الآيتين، وانما اختلف الموقف تبعاً لاختلاف الظرف الموضوعي عما كان عليه في مكة قبل الهجرة.

 

((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ))(95).  

س 448 ـ كيف ينسجم ذلك مع قولـه تعالى: ((فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَاب)) (1) وقولـه تعالى: ((كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ)) (2)؟

 ج ـ لا منافاة بينهما، لأنّ كلاً منهما من حالاته، قال الطبرسي: (وأصل آدم (عليه السلام) كان من تراب، وذلك قولـه: ((خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ)) ثم جعل التراب طيناً، وذلك قولـه: ((وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ))(3) ثم ترك ذلك الطين حتى تغيّر واسترخى، وذلك قولـه: ((مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ)) ثم ترك حتى جف، وذلك قولـه: ((مِن صَلْصَالٍ)) فهذه الأقوال لا تناقض فيها، إذ هي إخبار عن حالاته المختلفة) (4).

  

 ((وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ))(87).  

س 449 ـ إذا كان السبع المثاني هي سورة الفاتحة ـ كما تضمنته بعض النصوص ـ فكيف يعطف عليه القرآن، والعطف يعني المغايرة بين المتعاطفين؟

ج ـ كلاّ، لأنّ من مصحّحات العطف الاهتمام ببعض الأفراد وتخصيصها بالذكر.

 

((لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ))(88).  

س 450 ـ كيف ينسجم الإعجاب بنعمة الله عليهم مع الحزن عليهم؟

ج ـ أصحاب النعم الوافرة هم قلّة منهم، حيث نبّه تعالى أنّ توفر هذه النعم عندهم لا يعني فوزهم ونجاتهم ما داموا كافرين، وأما قولـه: ((وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ)) فباعتبار أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) كان ـ بسبب شفقته ـ يحزن على قومه ويتحسّر عليهم بسبب غضب الله تعالى عليهم وما ينتظرهم من عذابه، حتى خاطبه ربّه بقولـه: ((فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ))(5).

  

ــــــــــــــــــ

(1) سورة الحج: 5.

(2) سورة آل عمران: 60.

(3) سورة الأعراف: 12.

(4) مجمع البيان: 6/516.

(5) سورة فاطر: 8. 

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/books/index.php?id=450
  • تاريخ إضافة الموضوع : 0000 / 00 / 00
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12