• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم / المكتبة .
              • الكتاب : التبيان في تفسير القرآن ( الجزء التاسع ) ، تأليف : شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي .
                    • الموضوع : سورة الطور .

سورة الطور

52 - سورة الطور

مكية بلا خلاف وهي تسع وأربعون آية في الكوفي، وثمان في البصري، وسبع في المدنيين.

بسم الله الرحمن الرحيم

(والطور(1) وكتاب مسطور(2) في رق منشور(3) والبيت المعمور(4) والسقف المرفوع(5) والبحر المسجور(6) إن عذاب ربك لواقع(7) ما له من دافع(8))

سبع آيات حجازي وثمان في ما عداه، عد الكوفيون والشاميون (والطور) ولم يعده الحجازيون.

الوجه في القسم بالطور هو ما قدمناه في قوله (والذاريات) وغير ذلك، وهو أن الله تعالى له أن يقسم بما يشاء من خلقه، وليس للعباد ان يقسموا إلا به. وقيل: الطور هو الجبل الذي كلم الله عليه موسى. وقال مجاهد: الطور جبل. وقال المبرد: يقال لكل جبل طور. فاذا ادخلت عليه الالف واللام كان معرفة لشئ بعينه.

[402]

ومنه قوله (ورفعنا فوقهم الطور)(1) وقيل: إنه سرياني (وكتاب مسطور) أي مكتوب - في قول قتادة والضحاك - قال رؤية: إني واسطار سطرن سطرا(2) وقيل: الكتاب المسطور: هو الذي كتبه الله على خلقه من الملائكة في السماء يقرؤن فيه ما كان ويكون.

وقيل: هو القرآن مكتوب عندالله في اللوح المحفوظ، وهو الرق المنشور.

وقال الفراء: الكتاب المسطور صحائف الاعمال فمن أخذ كتابه بيمينه، ومن أخذ كتابه بشماله. والسطر ترتيب الحروف. والمسطور المرتب الحروف على وجه مخصوص، سطرته أسطره سطرا، فأنا ساطر وذلك مسطور (في رق منشور) فالرق جلد رقيق يصلح للكتابة.

وقال ابوعبيدة: الرق هو الورق.

وقيل: إنما ذكر الرق، لانه من أحسن ما يكتب عليه، فذكر لهذه العلة، فاذا كتبت الحكمة في ماهو على هذه الصفة كان أبهى وأولى. والمنشور المبسوط. وإنما قيل: منشور، لانه أبهى في العيون.

وقوله (والبيت المعمور) قيل: هو بيت في السماء الرابعة بحيال الكعبة، تعمره الملائكة بما يكون منها فيه من العبادة. وروي ذلك عن علي عليه السلام وابن عباس ومجاهد.

قال على عليه السلام يدخل كل يوم سبعون الف ملك ثم لا يعودون فيه.

وقال الحسن البيت المعمور: البيت الحرام.

وقال أميرالمؤمنين عليه السلام ومجاهد وقتادة وابن زيد (السقف المرفوع) هو السماء.

وقوله (والبحر المسجور) فالبحر المجري الواسع العظيم من مجاري الماء، واصله الاتساع. والبحيرة الناقة التي يوسع شق أذنها وتخلى في المرع. وتبحر فلان في العلم إذا اتسع فيه، والمسجور المملؤ. ومنه سجرت التنور إذا ملاته نارا. وعين سجرا ممتلئة فيها حمرة كأنها احمرت مما هو لها كسجار التنور.

___________________________________

(1) سورة 2 البقرة آية 63، 93.

(2) مر في 4 / 110

[403]

وقال مجاهد وابن زيد: البحر المسجور الموقد.

وقال قتادة: هو المملوء قال لبيد:

فتوسطا عرض السري وصدعا *** مسجورة متجاوز أقدامها(1)

وروي في الحديث ان البحر يسجر، فيكون نارا في جهنم.

وقوله (إن عذاب ربك لواقع) جواب القسم، أقسم الله تعالى بالاشياء التي تقدم ذكرها ليتحقق عند العباد أن عذابه واقع لا محالة لمن وافى على الصفة التي يستحق بها العقوبة، وأن لا يطمع أن ينفعه سؤال حميم او قريب منه قال النمر ابن تولب العكلي: شاهدا في المسجور:

إذا شاء طالع مسجورة *** ترى حولها النبع والسما سما(2)

وإنما هي بقعة مملوة شجرا.

قوله تعالى: (يوم تمور السماء مورا(9) وتسير الجبال سيرا(10) فويل يومئذ للمكذبين(11) ألذين هم في خوض يلعبون(12) يوم يدعون إلى نار جهنم دعا(13) هذه النار التي كنتم بها تكذبون(14) أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون(15) إصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون(16))

ثمان آيات كوفي وشامي، وسبع في ما عداهما، عد الكوفيون والشاميون (دعا) ولم يعده الباقون.

___________________________________

(1) مر في 7 / 118.

(2) تفسير القرطبي 17 / 61 ومجاز القرآن 2 / 230

[404]

قوله (يوم تمور السماء مورا) يعني يوم القيامة، وهو متعلق بقوله (إن عذاب ربك لواقع.. يوم تمور السماء مورا) والمور تردد الشئ بالذهاب والمجيئ كما يتردد الدخان ثم يضمحل، مار يمور مورا فهو مائر.

وقيل: يمور مورا بمعنى يدور دورا - في قول مجاهد - وقال الضحاك: معناه يموج موجا قال الاعشى انشده أبوعبيدة:

كان مشيتها من بيت جارتها *** مور السحابة لا ريث ولا عجل(1)

ورواه غيره مر السحابة (وتسير الجبال سيرا فويل يومئذ للمكذبين) الذين ينكرون اخبار الله تعالى فهؤلاء الجهال أنكروا ما اخبر به الانبياء بأن نسبوه إلى الكذب (الذين هم في خوض يلعبون) فالخوض الدخول في الماء بالقدم وشبه به الدخول في الامر بالقول، يقال خاض يخوض خوضا، فهو خائض. وخوضه في الشراب تخويضا، ومنه المخوض. واللعب طلب الفرح بمثل حال الصبي في إنتفاء العمل على مقتضى العقل، لعب لعبا فهو لاعب، ودخلت الفاء في (فويل) لما فيه من معنى الجزاء، لان تقديره إذا كان كذا وكذا فويل، ومعنى الآية إني سأعلمهم بكفرهم وتصير عاقبتهم العذاب.

وقوله (يوم يدعون إلى نار جهنم دعا) معناه يوم يدعون إلى نار جهنم للعذاب فيها، دعه يدعه دعا إذا دفعه. ومثله صكه يصكه صكا، والداع الدافع وقيل: الدع الدفع بانزعاج وإرهاق - في قول قتادة والضحاك -.

وقوله (هذه النار التي كنتم بها تكذبون) أي يقال لهم على وجه التوبيخ: هذه النار التي كنتم تكذبون بها في دار التكليف حين جحدتم الثواب والعقاب والنشور.

___________________________________

(1) ديوان الاعشى 144 ومجاز القرآن 2 / 231

[405]

ويقال لهم على وجه الانكار عليهم (أفسحر هذا) قد غطى على ابصاركم (أم انتم لا تبصرون) ثم يقال لهم (اصلوها) يعني النار (فاصبروا او لا تصبروا) سواء عليكم) كونكم في العقاب صبرتم أو لم تصبروا، فانه لا يحيف عليكم (إنما تجزون ما كنتم) أي جزاء ما كنتم (تعملون) في الدنيا من المعاصي والصلي لزوم النار المعذب بها صلى يصلي صليا، ومنه الصلاة للزوم الدعاء فيها، ومنه: صلى على دنها وارتسم(1) أي لزم، والمصلي الذي يجئ في اثر السابق على لزوم أثره والاصل لزوم الشئ، والصبر حبس النفس على الامر بالعمل فكأنه قال: احبسوا أنفسكم على النار لتعاملوا بالحق او لا تحبسوا سواء عليكم في ان الجزاء لا محالة واقع بكم ولا حق لكم.

والجزاء مقابلة العمل بما يقتضيه في العقل من خير او شر. والسواء والاستواء والاعتدال بمعنى واحد. والاستواء إمتناع كل واحد من المقدارين من ان يكون زائدا على الآخر او ناقصا عنه، فالصبر وترك الصبر لا ينفع واحد منهما في رفع العذاب عن أهل النار.

قوله تعالى: (إن المتقين في جنات ونعيم(17) فاكهين بما آتيهم ربهم ووقيهم ربهم عذاب الجحيم(18) كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون(19) متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين(20))

أربع آيات بلا خلاف.

___________________________________

(1) مر في 1 / 56، 193 و 2 / 41 و 5 / 327

[406]

لما اخبر الله تعالى عن حال الكفار وما أعد لهم من أليم العقاب، اخبر أيضا بما أعده للمؤمنين المتقين من أنواع الثواب فقال (إن المتقين) الذين يجتنبون معاصي الله خوفا من عقابه (في جنات) أي بساتين تجنها الاشجار (ونعيم فاكهين بما آتاهم ربهم) أي؟؟ بما أعطاهم ربهم من أنواع النعم وقال الزجاج: معنى (فاكهين) معجبين بما آتاهم.

وقال الفراء: مثل ذلك (وقاهم ربهم) أي منع عنهم عذاب الجحيم.

والفاكه الكثير الفاكهة، كقولهم لابن وتامر أي ذو لبن وذو تمر.

والفكه المسرور بأحواله اكسرور آكل الفاكهة بفاكهته.

وقوله (متكئين على سرر مصفوقة) قيل متكئين على النمارق وهي الوسائد إلا انه حذف ذكرها. والمعنى (عليه)، لانه أصل الاتكاء، وتقديره متكئين على النمارق الموضوعة على السرر، وهو جمع سرير.

وقوله (مصفوقة) أي مصطفة.

وقوله (وزوجناهم بحور عين) فالحور البيض النقيات البياض في حسن وكمال، والعين الواسعة الاعين في صفاء وبهاء، والمعنى قرنا هؤلاء المتقين بالحور العين على وجه التنعيم لهم والتمتيع.

قوله تعالى: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شئ كل امرئ بما كسب رهين(21) وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون(22) يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم(23) ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون(24) وأقبل بعضهم على بعض يتساء‌لون(25))

خمس آيات بلا خلاف.

[407]

قرأ ابن كثير وأهل الكوفة (واتبعتهم) بالتاء (ذريتهم) على واحدة (بهم ذريتهم) على واحدة أيضا.

وقرأ نافع (واتبعتهم) بالتاء (ذريتهم) على واحدة (بهم ذرياتهم) على الجمع.

وقرأ ابن عامر (واتبعتهم ذرياتهم) بالتاء على الجمع (بهم ذرياتهم) جماعة ايضا.

وقرأ ابوعمرو (أتبعناهم) بالنون (ذرياتهم) جماعة (ألحقنا بهم ذرياتهم) جماعة ايضا.

وقرأ ابن كثير وحده (وما ألتناهم) بفتح الالف وكسر اللام.

الباقون - بفتح الالف واللام - وقرأ ابن كثير وأبوعمرو (لا لغوا فيها ولا تأثيم) نصبا. الباقون بالرفع والتنوين.

قال الزجاج: فمن رفع فعلى ضربين: احدهما - على الابتداء و (فيها) الخبر، والثاني - أن تكون (لا) بمعنى ليس رافعة وانشد سيبويه:

من فرعن نيرانها *** فأنا ابن قيس لابراح(1)

ومن نصب بنى كقوله (لا ريب فيه)(2) والاختيار عند النحويين إذا كررت (لا) الرفع. والنصب جائز حسن. يقول الله تعالى (والذين آمنوا) بالله وأقروا بتوحيده وصدقوا رسله (وأتبعتهم ذريتهم بايمان ألحقنا بهم ذريتهم) من قرأ بالنون معناه، وألحقنا بهم ذرياتهم أي ألحق الله بهم ذرياتهم يعني حكم لهم بذلك. ومن قرأ (واتبعتهم) نسب الاتباع إلى الذرية. والمعنى إنهم آمنوا كما آمنوا، فمن جمعه فلا ختلاف اجناس الذرية، ومن وحد، فلانه يقع على القليل والكثير، وإنما قرأ ابوعمرو

___________________________________

(1) اللسان (برح) وسيبويه 1 / 28، 354.

(2) سورة 2 البقرة آية 2

[408]

(أتبعناهم) بالنون لقوله بعد ذلك (ألحقنا) وقال البلخي: معنى الآية إن ثواب الذرية إذا عملوا مثل أعمال الاباء يثابون مثل ثواب الاباء، لان الثواب على قدر الاعمال. ولما قال (واتبعناهم ذرياتهم) بين أن ذلك يفعل بهم من غير ان ينقص من أجورهم، لئلا يتوهم انه يلحقهم نقص أجر.

وقال الزجاج: معنى الآية إن الابناء إذا كانوا مؤمنين فكانت مراتب آبائهم في الجنة أعلا من مراتبهم ألحق الابناء بالآباء، ولم ينقص الآباء من أعمالهم، وكذلك إن كان اعمال الآباء انقص ألحق الآباء بالابناء. والاتباع إلحاق الثاني بالاول في معنى عليه الاول، لانه لو ألحق به من غير أن يكون في معنى هو عليه لم يكن إتباعا، وكان إلحاقا. وإذا قيل: اتبعه بصره فهو الادراك، وإذا قيل: تبعه فهو يصرف البصر بتصرفه.

وقوله (ألحقنا بهم ذرياتهم) قال ابن عباس والضحاك وابن زيد: الحقوا الاولاد بالاباء إذا آمنوا من أجل إيمان الاباء. وفى رواية أخرى عن ابن عباس: أن التابعين الحقوا بدرجة آبائهم، وإن قصرت اعمالهم تكرمة لآبائهم والاول هو الوجه. وإنما وجب بالايمان إلحاق الذرية بهم مع أنهم قد يكون ليس لهم ذرية لانه إنما يستحق ذلك السرور على ما يصح ويجوز مع أنه إذا اتبع الذرية على ما أمر الله به استحق الجزاء فيه، فان أبطلته الذرية عند البلوغ بسوء عمل، وفي سروره في أمر آخر كما أن اهل الجنة من سرورهم ما ينزل باعدائهم في النار، فلو عفى عنهم لوفوا سرورهم بأمر آخر.

وقوله (وما ألتناهم) معناه ما نقصناهم يقال: ألته يألته ألتا، وألاته يلته إلاتة، ولاته يليته ثلاث لغات - ذكرها ابوعبيدة: إذا نقصه، فبين - عزوجل - أنه لا يجوز عليه نقصان شئ من جزاء عمله، لانه لا يجوز عليه الظلم لا قليله ولا كثيره ولا صغيره ولا كبيره، وقال ابن عباس ومجاهد والربيع (وما ألتناهم) ما نقصناهم

[409]

قال الشاعر:

ابلغ بني ثعل عني مغلغلة *** جهد الرسالة لا ألتا ولا كذبا(1)

وقوله (كل امرئ بما كسب رهين) أي كل إنسان يعامل بما يستحقه ويجازى بحسب ما عمله إن عمل طاعة أيثب عليها وإن عمل معصية عوقب بها لا يؤاخذ احد بذنب غيره. والرهين والمرهون والمرتهن هو المحتبس على أمر يؤدى عنه بحسب ما يجب فيه، فلما كان كل مكلف محتبسا على عمله، فان صح له اداؤه على الواجب فيه تخلص، وإلا هلك، فلهذا قال (كل امرئ بما كسب رهين).

قوله (وامددناهم بفاكهة) فالامداد هو الاتيان بالشئ بعد الشئ يقال: مد الجرح وأمد النهر، والفاكهة هي الثمار (ولحم مما يشتهون) أي وامددناهم ايضا بلحم من الجنس الذي يشتهونه.

وقوله (يتنازعون فيها كأسا) أي يتعاطون كأس الخمر، قال الاخطل:

نازعتهم طيب الراح الشمول وقد *** صاح الدجاج وحانت وقعة الساري(2)

والكأس الاناء المملوء بالشراب، فان كان فارغا فلا يسمى كأسا - ذكره الفراء - وقوله (لا لغو فيها ولا تأثيم) معناه لا يجري بينهم باطل ولا ما يلغى فيه ولا ما فيه أثم كما يجري في الدنيا عند شرب الخمر.

وقوله (ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون) يعني في صفائه وبياضه وحسن منظره، والمكنون المصون. وقيل: ليس على الغلمان مشقة في خدمة أهل الجنة، بل لهم في ذلك لذة، لانه ليس هناك دار محنة.

وقوله (واقبل بعضهم على بعض يتساء‌لون) أي يسأل بعضهم بعضا عن حاله، وما هو فيه من انواع النعيم فيسرون بذلك ويزداد فرحهم

___________________________________

(1) تفسير الطبرى 27 / 15.

(2) تفسير الطبرى 27 / 16 والقرطبى 17 / 68

[410]

وقيل: يسأل بعضهم بعضا عما فعلوه في دار الدنيا مما استحقوا به المصير إلى الثواب والكون في الجنان بدلالة قوله (إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين).

قوله تعالى: (قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين(26) فمن الله علينا ووقينا عذاب السموم(27) إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم(28) فذكر فما أنت بنعمت ربك بكاهن ولا مجنون(29) أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون(30))

خمس آيات بلا خلاف.

قرأ نافع والكسائي (ندعوه أنه) بفتح الحمزة على تقدير أنه او لانه. الباقون بكسر الهمزة على الاستئناف. لما حكى الله تعالى ان اهل الجنة يقبل بعضهم على بعض ويسأل بعضهم بعضا عن احوالهم ذكر ما يقولونه فانهم يقولون (إنا كنا) في دار الدنيا (في أهلنا مشفقين) أي خائفين رقيقي القلب، فالاشفاق رقة القلب عما يكون من الخوف على الشئ، والشفقة نقيض الغلظة. واصله الضعف من قولهم: ثوب شفق أي ضعيف النسج رديئه، ومنه الشفق، وهو الحمرة التي تكون عند غروب الشمس إلى العشاء الآخرة، لانها حمرة ضعيفة.

والاهل هو المختص بغيره من جهة ما هو اولى به، وكلما كان أولى به فهو احق بأنه أهله، فمن ذلك اهل الجنة وأهل النار. ومن ذلك اهل الجود والكرم، وفلان من اهل القرآن، ومن أهل العلم، ومن أهل الكوفة.

[411]

ومن هذا قيل: لزوجة الرجل: أهله، لانها مختصة به من جهة هي أولى به من غيره. فقوله (في أهلنا مشفقين) اي من يختص به ممن هو أولى بنا.

وقوله (فمن الله علينا) فالمن القطع عن المكاره إلى المحاب، يقال: من على الاسير يمن منا إذا اطلقه واحسن اليه، وامتن عليه بصنيعه أي اقتطعه عن شكره بتذكير نعمته والمنية قاطعة عن تصرف الحي (وأجر غير ممنون)(1) أي غير مقطوع.

وقوله (ووقانا عذاب السموم) الوقا: منع الشئ من المخوف بما يحول بينه وبينه، ومنه الوقاية، ووقاه يقيه وقاء فهو واق، ووقاه توقية قال الراجز: إذا الموقي مثل ما وقيت عذاب السموم فالسموم الحر الذي يدخل في مسام البدن بما يوجد ألمه، ومنه ريح السموم، ومسام البدن الخروق الدقاق. ثم قالوا (إنا كنا من قبل ندعوه) يعني في دار التكليف ندعوه (أنه هو البر الرحيم) أي ندعوه بهذا، فيمن فتح الهمزة، ومن كسرها أراد إنا كنا ندعوه ونتضرع اليه، ثم ابتدأ فقال (إنه هو البر الرحيم) قال ابن عباس: البر هو اللطيف وأصل الباب اللطف مع عظم الشأن، ومنه البر للطفها مع عظم النفع بها، ومنه البر لانه لطف النفع به مع عظم الشأن، ومنه البرية للطف مسالكها مع عظم شأنها، والبر بالكسر الفاره، والبر بر الوالدين، وقولهم: فلان لا يعرف هره من بره قيل في معناه ثلاثة اشياء: احدها - لا يعرف السنور من الفاره.

الثاني - لا يعرف من يبره ممن يكرهه.

___________________________________

(1) سورة 95 التين آية 6

[412]

الثالث - لا يعرف دعاء الغنم وهو برها من سوقها.

ثم قال تعالى للنبي صلى الله عليه واله (فذكر) يا محمد أي اعظ هؤلاء المكلفين (فما أنت بنعمة ربك) قسم من الله تعالى بنعمته (بكاهن ولا مجنون) على ما يرمونك به.

وقال البلخي: معناه ما أنت بنعمة الله عليك بكاهن، ولا يلزم ان يكون الله تعالى لم ينعم على الكاهن، لان الله تعالى قد عم على جميع خلقه بالنعم وإن كان ما انعم به على النبي اكثر، وقد مكن الله الكاهن وسائر الكفار من الايمان به، وذلك نعمة عليه. فالكاهن الذي يذكر انه يخبر عن الجن على طريق العزائم، والكهانة صنعة الكاهن، والكاهن الموهم انه يعلم الغيب بطريق خدمة الجن والمجنون المؤف بما يغطي على عقله حتى لا يدرك به في حال يقظة، وقد علموا أنه ليس بشاعر، كما علموا أنه ليس بمجنون، لكن قالوا ذلك على جهة التكذيب عليه ليستريحوا إلى ذلك كما يستريح السفهاء إلى التكذب على أعدائهم.

ثم قال (أم) ومعناه بل (يقولون شاعر نتربص به ريب المنون) قال مجاهد: ريب المنون حوادث الدهر.

وقال ابن عباس وقتادة: الموت، والمنون المنية، وريبها الحوادث التي تريب عند مجيئها وقال الشاعر:

تربص بها ريب المنون لعلها *** سيهلك عنها بعلها وشحيح(1)

___________________________________

(1) تفسير الطبرى 27 / 17

[413]

قوله تعالى: (قل تربصوا فاني معكم من المتربصين(31) أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون(32) أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون(33) فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين(34) أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون(35) أم خلقوا السموات والارض بل لا يوقنون(36) أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون(37) أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين(38) أم له البنات ولكم البنون(39) لم تسئلهم اجرا فهم من مغرم مثقلون(40))

عشرة آيات بلا خلاف.

لما حكى الله تعالى عن الكفار أنهم قالوا في النبي صلى الله عليه واله أنه كاهن ومجنون، وانه شاعر نتربص به ريب المنون أي نتوقع فيه حوادث الدهر والهلاك، قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه واهل (قل) لهم يا محمد (تربصوا فاني معكم من المتربصين) فالتربص هو الانتظار بالشئ إنقلاب حال إلى خلافها. والمعنى إنكم إن تربصتم بي حوادث الدهر والهلاك، فاني معكم من المنتظرين لمثل ذلك، فتربص الكفار بالنبي صلى الله عليه واله والمؤمنين قبيح، وتربص النبي والمؤمنين بالكفار وتوقعهم لهلاكهم حسن، وقوله (فتربصوا) وإن كان بصيغة الامر فالمراد به التهديد.

وقوله (أم تأمرهم أحلامهم بهذا) على طريق الانكار عليهم ان هذا الذي يقولونه ويتربصون بك من الهلاك. أحلامهم أي عقولهم تأمرهم به، وتدعوهم اليه والاحلام جمع الحلم، وهو الامهال الذي يدعو إليه العقل والحكمة، فالله تعالى حليم كريم، لانه يمهل العصاة بما تدعو اليه الحكمة، ويقال: هذه أحلام قريش أي عقولهم.

ثم قال تعالى ليس الامر على ذلك (بل هم قوم طاغون) والطاغي هو الطالب للارتفاع بالظلم لمن كان من العباد، ومنه قوله (انا لما طغى الماء)(1) لانه طلب الارتفاع كطلب الظالم للعباد في الشدة، فحسن على جهة الاستعارة.

___________________________________

(1) سورة 69 الحاقة آية 11

[414]

وقوله (أم يقولون تقوله) معناه بل يقولون أفتراه واخترعه وافتعله، لان التقول لا يكون إلا كذبا، لانه دخله معنى تكلف القول من غير حقيقة معنى يرجع اليه، وكذلك كل من تكلف أمرا من غير اقتضاء العقل أن له فعله فهو باطل.

ثم قال (بل) هؤلاء الكفار (لا يصدقون) بنبوتك ولا بأن القرآن انزل من عند الله. والآية ينبغي ان تكون خاصة فيمن علم الله انه لا يؤمن.

ثم قال على وجه التحدي لهم (فليأتوا بحديث مثله) يعني مثل القرآن وما يقاربه (إن كانوا صادقين) في انه شاعر وكاهن ومجنون وتقوله، لانه لا يتعذر عليهم مثله.

وقيل المثل الذي وقع التحدي به هو ما كان مثله في أعلا طبقة البلاغة من الكلام الذي ليس بشعر. واعلا طبقات البلاغة كلام قد جمع خمسة أوجه: تعديل الحروف في المخارج، وتعديل الحروف في التجانس وتشاكل المقاطع مما تقتضيه المعاني وتهذيب البيان بالايجاز في موضعه والاطناب في موضعه، والاستعارة في موضعها والحقيقة في موضعها. واجراء جميع ذلك في الحكم العقلية بالترغيب في ما ينبغي ان يرغب فيه. والترهيب مما ينبغي ان يرهب منه، والحجة التي يميز بها الحق من الباطل. والموعظة التي تليق للعمل بالحق.

وقوله (أم خلقوا من غير شئ) معناه أخلقوا من غير خالق (أم هم الخالقون) لنفوسهم فلا يأتمرون لا مرالله ولا ينتهون عما نهاهم عنه.

وقيل: معنى (أخلقوا من غير شئ) أخلقوا لغير شئ أي أخلقوا باطلا لا لغرض.

وقيل: المعنى أخلقوا من غير أب ولا أم فلا يهلكون، كما أن السموات والارض خلقتا من غير شئ، فاذا هم أضعف من السماء الذي خلق لامن شئ، فاذا كان ما خلق لامن شئ يهلك فما كان دونه بذلك أولى.

[415]

وقوله (أم خلقوا السموات والارض) واخترعوها فلذلك لا يقرون بالله أنه خالقهم. ثم قال تعالى (بل لا يوقنون) بان لهم إلها يستحق العبادة وحده ولا يقرون بانك نبي من جهة الله.

وقوله (أم عندهم خزائن ربك) معناه اعندهم خزائن نعمة ربك وخزائن الله مقدوراته، لانه يقدر من كل جنس على ما لا نهاية له فشبه ذلك بالخزائن التي تجمع اشياء مختلفة. والمعنى كأنه قال: أعندهم خزائن رحمة ربك فقد أمنوا أن تجئ الامور على خلاف ما يحبون " أم هم المسيطرون " على الناس فليس عليهم مسيطر ولا لهم ملزم ومقوم، فالمسيطر الملزم غيره امرا من الامور قهرا، وهو مأخوذ من السطر يقال: سيطر يسيطر سيطرة، وهو (فيعل) من السيطرة، ونظيره بيطر بيطرة.

وقيل: المسيطر الملك القاهر.

وقيل: هو الجبار المتسلط، ومنه قوله " لست عليهم بمسيطر "(1) يقولون: سيطر علي أي اتخذني خولا، وقال ابوعبيدة: المسيطرون الارباب، والمسيطر والمبيقر والمبيطر والمهيمن والكميت اسماء جاء‌ت مصغرة لا نظير لها.

وقرأ قتادة " بمسيطر " بفتح الطاء، بمعنى لست عليهم بمسلط.

وقرأ ابن كثير وابوعمرو وابن عامر والكسائي " المسيطرون " بالسين.

الباقون بالصاد إلا ان حمزة يشم الصاد زايا.

وقوله " أم لهم سلم يستمعون فيه " فالسلم مرتقى إلى العلو من مشيد الدرجة مرتقى إلى علو من بناء مصمت. ويقال: جعلت فلانا سلما لحاجتي أي سببا.

وقال ابن مقبل:

لا يحرز المروء احجاء البلاد ولا *** تبنى له في السموات السلاليم(2)

فكأنه قيل أم يستمعون الوحي من السماء، فقد وثقوا بما هو عليه وردوا

___________________________________

(1) سورة 88 الغاشية آية 22.

(2) تفسير الطبري 27 / 19 ومجاز القرآن 2 / 234

[416]

ماسواه " فليأت مستمعهم بسلطان مبين " أي بحجه يظهر صحة قولهم. والاستماع الاصغاء إلى الصوت، وإنما قيل لهم ذلك، لان كل من ادعى ما لم يعلم ببداهة العقول فعليه إقامة الحجة.

وقوله " أله البنات ولكم البنون " معناه ألكم البنون ولله البنات، فصاحب البنين أعلى كلمة من صاحب البنات، وهذا غاية التجهيل لهم والفضيحة عليهم. وقيل: لو جاز اتخاذ الاولاد عليه لم يكن يختار على البنين البنات فدل بذلك على افراط جهلهم في ما وصفوا الله تعالى به من اتخاذ الملائكة بنات.

وقوله " أم تسألهم اجرا " أي ثوابا على اداء الرسالة اليهم بدعائك إياهم إلى الله " فهم من مغرم مثقلون " فالمغرم إلزام الغرم - في المال - على طريق الابذال، والمغرم انفاق المال من غير إبذال. واصله المطالبة بالحاح فمنه الغريم، لانه يطالب بالدين بالحاح، ومنه " ان عذابها كان غراما "(1) أي ملحا دائما. والمغرم لانه يلزم من جهة المطالبة بالحاح لا يمكن دفعه. والمثقل المحمول عليه ما يشق حمله لثقله.

___________________________________

(1) سورة 25 الفرقان آية 65

[417]

قوله تعالى: (أم عندهم الغيب فهم يكتبون(41) أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون(42) أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون(43) وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم(44) فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون(45) يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون(46) وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون(47) واصبر لحكم ربك فانك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم(48) ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم(49))

تسع آيات بلا خلاف.

قرأ عاصم وابن عامر (يصعقون) بضم الياء - على ما لم يسم فاعله - الباقون بفتح الياء على اضافة الفعل اليهم، وهما لغتان. يقال: صعق فلان فهو مصعوق وصعق فهو صاعق.

وروي عن عاصم أيضا " يصعقون " بضم الياء وكسر العين بمعنى يحصلون في الصاعقة.

وقيل: الصعق الهلاك بصيحة تصدع القلب.

وقيل: الصعق عند النفخة الاولى.

قال قوم: إن قوله " أم عندهم الغيب فهم يكتبون " جواب لقولهم ان ان امر الآخرة على ما تدعون حقا فلنا الجنة كقولهم " ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى "(1) ذكره الحسن. والغيب الذي لا يعلمه إلا الله هو مالم يعلمه العاقل ضرورة ولا عليه دلالة. والله تعالى عالم به، لانه يعلمه لنفسه، والعالم لنفسه لا يخفى عليه شئ من وجه من الوجوه.

وقوله " أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون " فالكيد هو المكر. وقيل: هو فعل ما يوجب الغيظ في خفى يقال: كاده يكيده كيدا، فهو كائد، والمفعول مكيد وكايده مكايدة مثل غايظة مغايظة. والكيد من الله هو التدبير الذي

___________________________________

(1) سورة 41 حم السجدة (فصلت) آية 50

[418]

يدبره لاوليائه على اعدائه ليقهروهم ويستعلوا عليهم بالقتل والاسر.

وقال الزجاج: معناه أيريدون بكفرهم وطغيانهم كيدا، فالله تعالى يكيدهم بالعذاب في الدنيا والآخرة.

وقوله " أم لهم إله غير الله " أي على حقيقية معنى الالهية وهو القادر على ما تحق به العبادة فلذلك عبدوه؟ ! فانهم لا يقدرون على دعوى ذلك. ثم نزه نفسه فقال " سبحان الله عما يشركون " من ادعاء آلهة معه من الاصنام والاوثان.

وقوله " وإن يروا كسفا من السماء ساقطا " فالكسف جمع كسفة كقولك: سدر وسدرة، وهو جواب قولهم " او تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا "(1) فقال الله تعالى لو سقط عليهم ما آمنوا ولقالوا (سحاب مركوم) والكسف القطعة من الغيم بقدر ما يكسف ضواء الشمس. والكسف من السماء القطعة منها. والسحاب الغيم سمي بذلك لا نسحابة في السماء، والمركوم الموضوع بعضه على بعض. وكل الامور المذكورة بعد (أم) إلزامات لعبدة الاوثان على مخالفة القرآن، ثم قال تعالى للنبي صلى الله عليه واله " فذرهم " أي اتركهم " حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون " أي يهلكون فيه بوقوع الصاعقة عليهم.

وقيل: الصعقة هي النفخة الاولى التي يهلك عندها جميع الخلائق، ثم وصف ذلك اليوم بأن قال " يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا " أي لا ينفعهم كيدهم وحيلتهم ولا تدفع عنهم شيئا، لان جميعه يبطل " وهم لا ينصرون " بالدفاع عنهم.

والفرق بين الغنى بالشئ والغنى عنه أن الغنى عنه يوجب أن وجوده وعدمه سواء في أن الموصوف غني، وليس كذلك الغنى به، لانه يبطل ان يكون الموصوف غنيا. والغنى هو الحي الذي ليس بمحتاج، وليس بهذه الصفة إلا الله تعالى. ومعنى " لا يغني عنهم " أي لا يصرف عنهم شيئا من الضرر الذي يقع إلى نفع يصير بمنزلة الغنى لهم.

___________________________________

(1) سورة 17 الاسرى آية 92

[419]

وقوله " وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك " قال ابن عباس: هو عذاب القبر، وبه قال البراء وقال مجاهد: هو الجوع في الدنيا.

وقال ابن زيد: هو مصائب الدنيا.

وقال قوم: هو عموم جميع ذلك.

ثم قال " ولكن اكثرهم لا يعلمون " ومعناه إن اكثر هؤلاء الكفار لا يعلمون صحة ما أمرناهم وأمرناك به لجحدهم نبوتك.

ثم قال تعالى للنبي صلى الله عليه واله " واصبر " يا محمد " لحكم ربك " الذي حكم به وألزمك التسليم له " فانك باعيننا " أي بمرئى منا ندركك، ولا يخفى علينا شئ من أمرك، نحفظك لئلا يصلوا إلى شئ من مكروهك. وأمره بالتنزيه له عما لا يليق به فقال " وسبح محمد ربك حين تقوم " قال ابوالاحوص: معناه حين تقوم من نومك.

وقال الضحاك: معناه إذا قمت إلى الصلاة المفروضة، فقل سبحانك اللهم وبحمدك.

وقال ابن زيد: معناه صل بحمد ربك حين تقوم من نوم القائلة إلى صلاة الظهر.

ثم قال " ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم " معناه من الليل يعني من المغرب والعشاء الآخرة " وإدبار النجوم " قال الضحاك وابن زيد: هو صلاة الفجر قال ابن عباس وقتادة. هما الركعتان قبل صلاة الفجر، وقال الحسن: هما الركعتان قبل صلاة الفجر تطوعا، والنجوم هي الكواكب واحدها نجم، ويقال: نجم النبت ونجم القرن والسن إلا انه إذا اطلق أفاد الكواكب. وقرأ " وادبار النجوم " بفتح الهمزة زيد عن يعقوب على انه جمع. الباقون - بكسرها - على المصدر.

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/books/index.php?id=1307
  • تاريخ إضافة الموضوع : 0000 / 00 / 00
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19