00989338131045
 
 
 
 
 
 

 من سورة العاديات 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير فرات الكوفي   ||   تأليف : فرات الكوفي

من سورة العاديات

758 - قال [ حدثنا ] أبوالقاسم قال: حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي معنعنا: عن ابن عباس رضي الله عنه قال: دعا النبي صلى الله عليه وآله أبابكر إلى غزوة 1 ذات السلاسل فأعطاه الراية فردها ثم دعا عمر فأعطاه الراية فردها ثم دعا خالد بن الوليد فأعطاه الراية فرجع [ ب: فردها ] فدعا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فأمكنه من الراية فسيرهم معه وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوه.

قال: فانطلق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بالعسكر وهم معه حتى انتهى إلى القوم فلم يكن بينه وبينهم إلا جبل.

قال: فأمرهم أن ينزلوا في أسفل الجبل فقال لهم: اركبوا دوابكم.

فقال خالد بن الوليد: يا أبابكر وأنت يا عمر ما ترون إلى هذا الغلام أين أنزلنا؟ ! أنزلنا في واد كثير الحيات كثير الهام 2 كثير السباع، نحن منه على احدى ثلاث خصال إما سبع ياكلنا ويأكل دوابنا وإما حيات تعقرنا وتعقر دوابنا وإما يعلم بنا عدونا فيقتلنا، قوموا بنا إليه.

قال: فجاؤوا إلى علي وقالوا: يا على أنزلتنا في واد كثير السباع كثير الهام كثير الحيات نحن منه على احدى ثلاث خصال: إما سبع يأكلنا ويأكل دوابنا أو حيات تعقرنا وتعقر دوابنا أو يعلم عدونا فيلينا [ ب: فيأتينا ] فيقتلنا.

قال: فقال لهم علي: أليس قد أمركم رسول الله صلى الله عليه وآله أن تسمعوا لي وتطيعوني 3؟ قالوا: بلى قال: فانزلوا.

___________________________________

1.ر: غزو.

2.ب: الهوام.

ومثله في المورد الثاني.

3.ر: وتطيعوا.

ومثله في المورد الثاني.

[592]

[ قال: ] فرجعوا فأبت [ ر: وأبت ] تحملهم الارض فاستفزهم خالد بن الوليد قال: قوموا بنا إليه.

قال: فجاؤوا إليه فردوا عليه ذلك الكلام فقال: أليس قد أمركم رسول الله صلى الله عليه وآله أن تسمعوا لي وتطيعوني؟ قالوا: بلى.

قال: فارجعوا.

[ قال: فرجعوا ] قال: فأبوا أن ينقادوا واستفزهم خالد [ بن الوليد.أ ] ثالثة فقالوا له مثل ذلك الكلام فقال لهم: أليس قد أمركم رسول الله صلى الله عليه وآله أن تسمعوا لي وتطيعوا [ أمري.ر ]؟ قالوا: بلى.

قال: فانزلوا بارك الله فيكم ليس عليكم بأس.

قال: فنزلوا وهم مرعوبين.

1 قال: وما زال علي [ عليه السلام.ب ] ليلته قائما يصلي حتى إذا كان في السحر قال لهم: اركبوا بارك الله فيكم.

قال: فركبوا واطلع الجبل حتى إذا انحدر على القوم وأشرف [ ر: فأشرف ] عليهم قال لهم: انزعوا أكمة دوابكم قال: فشمت الخيل ريح الاناث قال: فصهلت يسمع [ ب: فسمع ] الخيل صهيل خيلهم [ أ: خيولهم ] فولوا هاربين.

قال: فقتل مقاتلهم [ ب.مقاتليهم ] وسبى ذراريهم.

قال: فهبط جبرئيل عليه السلام على رسول الله [ أ، ب: النبي ] صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا محمد (والعاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا فأثرن به نقعا فوسطن به جمعا) [ لآية.أ، ب ] قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله تخالط القوم ورب الكعبة.

قال: وجاء‌ه البشارة.

759 - فرات قال: حدثني الحسين بن سعيد وجعفر بن محمد الفزاري معنعنا: عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه وغيره ان النبي صلى الله عليه وآله أقرع بين أهل الصفة فبعث منهم ثمانين رجلا ومن غيرهم إلى بني سليم وولي عليهم وانهزموا مرة بعد مرة فلبث بذلك أياما يدعو عليهم.

قال: ثم دعا بلالا فقال له: ائتني ببردي النجراني وقبائي الخطية فأتاه بهما فدعا عليا 2 وبعثه في جيش إليهم وقال: لقد وجهته كرارا غير فرار.

قال: فسار علي 3 وخرج معه النبي صلى الله عليه وآله يشيعه فكأني أنظر إليه

___________________________________

1.أ: مرعوبون.

759.وأخرج نحوه محمد بن العباس بسنده عن أبي جعفر عليه السلام.

في أ، ب: الغفاري وغيره (أ: وغيرهم) رضي الله عنهم.

2.في (ر) زيادة: فقعد عليا.

3.ر: فسرع عليا.

[593]

[ ر: إليهم ] عند مسجد الاحزاب وعلي على فرس أشقر وهو يوصيه ثم ودعه 1 النبي صلى الله عليه وآله وسلم وانصرف.

قال: وسار علي فيمن معه متوجها نحو العراق وظنوا أنه يريد بهم غير ذلك الوجه حتى أتاهم 2 الوادي ثم جعل يسير الليل ويكمن النهار فلما دنا من القوم أمر أصحابه فعلموا الخيل وأوقفهم 3 وقال [ أ، ب: فقال ]: لا تبرحوا إذا نبذ 4 بامامهم فرام بعض أصحابه الخلاف وأبى بعض حتى إذا طلع الفجر أغار عليهم علي فمنحه الله أكتافهم وأظهره عليهم، فأنزل الله على نبيه محمد صلى الله عليه وآله الآية: (والعاديات ضبحا).[ قال.أ ]: فخرج النبي لصلاة الفجر وهو يقول: ضبح والله جمع القوم ثم صلى بالمسلمين فقرء: (والعاديات ضبحا) قال: فقتل منهم ماء‌ة وعشرين رجلا وكان رئيس القوم الحارث بن بشر وسبى منهم ماء‌ة وعشرين ناهدا.

وعلى سيدي السلام !.

760 - فرات قال: حدثني علي بن محمد بن علي بن عمر الزهري معنعنا: عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: بينما نحن أجمع ما كنا 5 حول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما خلا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فانه كان في منبر في الحار [ خ: بالجار ] إذ أقبل أعرابي بدوي 6 يتخطا صفوف المهاجرين والانصار حتى جثى بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول: السلام عليك [ يا رسول الله.ر ] فداك أبي وأمي يا رسول الله.

فقال النبي صلى الله عليه وآله: وعليك السلام من أنت يا أعرابي؟ قال: رجل من بني لجيم يا رسول الله.

فقال النبي صلى الله عليه وآله: ماوراك يا أخا لجيم؟ قال: يا رسول الله خلفت خثعما وقد تهيؤا وعبؤا كتائبهم وخلفت الرايات تخفق فوق رؤوسهم يقدمهم الحارث بن مكيدة الخثعمي في خمسماء‌ة من رجال خثعم يتألون باللات والعزى أن لا يرجعوا حتى يردوا المدينة فيقتلونك ومن معك يا رسول الله.

___________________________________

1.أ، ب: روحه.

خ (خ ل): ودعه.

ر: ورحه.

2.ر: فم الوادي.

ومثله في رواية محمد بن العباس.

3.خ: فعكموا.

ب: قفلوا.

أ: فعلوا الجبل.

ب، ر: وأقفوهم.

4.ر: اوانبذ.

خ (خ ل): وانتبذ.

5.كذا في (أ) وفي ب: بينا.

وفي أ، ر: أجمع كنا.

6.ر: يدري.

[594]

قال: فدمعت عينا النبي صلى الله عليه وآله حتى أبكى جميع أصحابه ثم قال: معاشر الناس سمعتم مقالة الاعرابي؟ قالوا: كل قد سمعنا يا رسول الله.

قال: فمن منكم يخرج إلى هاؤلاء القوم قبل أن يطؤنا في ديارنا وحريمنا لعل الله يفتح على يديه وأضمن له على الله الجنة؟ قال: فوالله ما قال أحدنا [ ب: أنا ] يا رسول الله.

قال: فقام النبي صلى الله عليه وآله على قدميه وهو يقول: معاشر أصحابي هل سمعتم مقالة الاعرابي؟ قالوا: كل قد سمعنا يا رسول الله.

قال: فمن منكم يخرج إليهم قبل أن يطؤنا في ديارنا وحريمنا لعل الله يفتح على يديه وأضمن له على الله اثنى عشر قصرا في الجنة؟ قال: فوالله ما قال أحدنا [ ب: أنا ] يا رسول الله.

قال: فبينما النبي [ صلى الله عليه وآله.أ ] واقف إذ أقبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فلما نظر إلى النبي [ وهو.أ ] واقف ودموعه تنحدر كأنها جمان انقطع سلكه 1 على خديه لم يتمالك أن رمى [ أ: يرمى ] بنفسه عن بعيره إلى الارض ثم أقبل يسعى نحو النبي صلى الله عليه وآله يمسح بردائه الدموع عن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول: ما الذي أبكاك لا أبكى الله عينيك يا حبيب الله هل نزل في أمتك شئ من السماء؟ قال: يا علي ما نزل فيهم إلا خير ولكن هذا الاعرابي حدثني عن رجال خثعم بأنهم قد عبؤا كتائبهم وخفقت الرايات فوق رؤوسهم، يكذبون قولي ويزعمون بأنهم لا يعرفون ربي يقدمهم الحارث بن مكيدة الخثعمي في خمسماء‌ة من رجال خثعم يتألون باللات والعزى لا يرجعون حتى يردوا المدينة فيقتلوني ومن معي واني قلت لاصحابي: من منكم يخرج إلا هاؤلاء القوم من قبل أن يطؤنا في ديارنا وحريمنا لعل الله أن يفتح على يديه وأضمن له على الله اثنى عشر قصرا في الجنة.

فقال علي عليه السلام: فداك أبي وأمي يا رسول الله صف لي هذه القصور؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي بناء هذه القصور لبنة من ذهب ولبنة من فضة ملاطها المسك الاذفر والعنبر، حصباؤها [ ب: حصاها] الدر والياقوت ترابها الزعفران وكثيبها الكافور، في صحن كل قصر من هذه القصور أربعة أنهار نهر من عسل ونهر من خمر ونهر من لبن ونهر من ماء، محفوف بالاشجار، والمرجان على حافتي [ أ، ب، ر: حاوى ] كل

___________________________________

1.الجمان: اللؤلؤ.

والسلك الخيط الذي ينظم فيه وفي ب: سالكه.

أ: مسالكه.

وفي أ: على غدته.

ب: غلابه ر: غديه.

والمثبت من خ.

[595]

نهر من هذه الانهار، وخلق فيها خيمة من درة بيضاء لا قطع فيها ولا فصل قال لها كوني فكانت، يرى باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها، في كل خيمة سرير مفضض بالياقوت الاحمر، قوائمه من الزبرجد الاخضر، على كل سرير حوراء من الحور العين، على كل حوراء سبعون حلة خضراء وسبعون حلة صفراء، يرى مخ ساقها خلف عظامها وجلدها وحليها وحللها كما ترى الخمرة ! الصافية في الزجاجة البيضاء، مكللة بالجوهر، لكل حوراء سبعون ذوابة كل ذوابة بيد وصيف، وبيد كل وصيف مجمر [ خ: مجمرة ] تبخر تلك [ ر: بتلك ] الذوابة، يفوح من ذلك المجمر بخار لا يفوح بنار ولكن بقدرة الجبار.

قال: فقال علي [ عليه السلام.ر ]: فداك أبي وأمي يا رسول الله أنا لهم.

فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا علي هذا لك وأنت له، انجد إلى القوم.

فجهزه رسول الله [ أ: النبي ] صلى الله عليه وآله في خمسين وماء‌ة 1 رجل من الانصار والمهاجرين فقام ابن عباس ! رضي الله عنه وقال: فداك أبي وأمي يا رسول الله تجهز ابن عمي في خمسين و ماء‌ة رجل من العرب إلى خمسماء‌ة رجل وفيهم الحارث بن مكيدة يعد بخمسماء‌ة فارس؟ ! فقال النبي صلى الله عليه وآله: امط عني يا ابن عباس فوالذي بعثني بالحق لو كانوا على عدد الثرى وعلي وحده لاعطى الله عليا عليهم النصرة 2 حتى يأتينا بسبيهم أجمعين.

فجهزه النبي وهو يقول: إذهب يا حبيبي حفظ الله من تحتك ومن فوقك وعن يمينك وعن شمالك والله خليفتي عليك.

فسار علي بمن معه حتى نزلوا بواد خلف المدينة بثلاثة أميال يقال له: وادي ذي خشب.

قال: فوردوا الوادي ليلا فضلوا الطريق قال: فرفع علي رأسه إلى السماء وهو يقول: يامهدي كل ضال ويا منقذ كل غريق ويا مفرج كل مغموم، لا تقو علينا ظالما ولا تظفر بنا عدونا واهدنا إلى سبيل الرشاد.

قال: فاذا الخيل تقدح بحوافرها من الحجارة النار حتى عرفوا الطريق فسلكوه فأنزل الله [ تعالى.ر ] على نبيه محمد صلى الله عليه وآله: (والعاديات ضبحا) يعني الخيل (فالموريات قدحا) قال: قدحت الخيل بحوافرها من الحجارة النار (فالمغيرات صبحا) قال:

___________________________________

1.كذا في (خ) وفي أ: خمس مائة.

ر: خمسين ماء‌ة.

ب: خمسمائة.

ومثله في الموارد الآتية.

والمثبت أنسب.

2.كذا في ب.

وفي أ: لاعطى عليا عليهم النصر.

ر: لاعطى الله عليهم النصر.

[596]

صبحهم علي مع طلوع الفجر وكان لا يسبقه أحد إلى الاذان فلما سمع المشركون الاذان قال بعضهم لبعض: ينبغي أن يكون راع في رؤوس هذه الجبال يذكر الله.

فلما أن قال: أشهد أن محمدا رسول الله قال بعضهم لبعض: ينبغي أن يكون الراعي من أصحاب الساحر الكذاب وكان علي [ عليه السلام.ر ] لا يقاتل حتى تطلع الشمس وتنزل ملائكة النهار.

قال: فلما أن ترجل النهار التفت علي إلى صاحب راية النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له: ارفعها.

فلما ان رفعها ورآها المشركون عرفوها وقال بعضهم لبعض: هذا عدوكم الذي جئتم تطلبونه، هذا محمد وأصحابه.

قال: قال: فخرج غلام من المشركين من أشدهم بأسا واكثرهم كفرا فنادى أصحاب 1 النبي [ صلى الله عليه وآله.

أ، ب ]: يا أصحاب الساحر الكذاب أيكم محمد فليبرز إلي فخرج إليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وهو يقول: ثكلتك أمك وأنت 2 الساحر الكذاب، محمد جاء بالحق من عند الحق.

قال له: من أنت؟ قال: أنا علي بن أبي طالب أخو رسول الله وابن عمه وزوج ابنته.

قال: لك هذه المنزلة من محمد؟ قال له علي: نعم.

قال: فأنت ومحمد شرع واحد ما كنت أبالي لقيتك أو لقيت محمدا [ قال.ب ] ثم شد على علي وهو يقول: لاقيت ليثا يا علي ضيغما * قرما كريما في الوغى مشرما 3 ليثا شديدا من رجلا خثعما * ينصر دينا معلما ومحكما من يلقني يلق غلاما طال ما * كاد القروم فأتته سلما 4 فأجابه علي عليه السلام وهو يقول: لاقيت قرما هاشميا ضيغما * ليثا شديدا في الوغى غشمشما أنا علي سأبين خثعما * بكل خطي يرى النقع دما وكل صارم ضروب قمما 5 [ قال.ب ]: ثم حمل كل واحد منهما على صاحبه فاختلف بينهما ضربتان فضربه

___________________________________

1.أ، ب: يا أصحاب.

2.ر: أنت.

3.ر: مشمرا.

4.ر: كاد القرن.

ب: كاد لقرن.

ن: وانتما مسلما.

والقرن والقرم بمعنى والقروم بضم القاف جمع القرم.

5.ر: قرنا.

ن: خدشمي.

بدل هاشمى.

ر: سائر.

ب: فسابتر.

أ: قشعما.

أ، ب: تضرب فيقما.

ر: صار من يتب ضرب فيغما.

[597]

علي [ عليه السلام.أ ] ضربة فقتله وعجل الله بروحه إلى النار، ثم نادى علي: هل من مبارز؟ فبرز أخ للمقتول وهو يقول:

أقسم باللات والعزى قسم *** إنى لدى الحرب صبور ما ارم

من يلقني أذقه أنواع الالم 1 فأجابه علي عليه السلام وهو يقول:

بالله ربي انني لاقسم *** قسم حق ليس فيه مأثم

انكم من شرنا لن تسلموا 2 وحمل كل واحد منهما على صاحبه فضربه علي ضربة فقتله وعجل الله بروحه إلى النار، ثم نادى علي: هل من مبارز؟ فبرز له الحارث بن مكيدة وكان صاحب الجمع وهو يعد بخمسماء‌ة فارس وهو الذي أنزل الله تعالى فيه: (إن الانسان لربه لكنود) قال: كفور (وإنه على ذلك لشهيد) قال: شهيد عليه بالكفر (وإنه لحب الخير لشديد) قال: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يعني باتباعه محمدا صلى الله عليه وآله.

قال: فبرز الحارث وهو يحرض 3 على الله وعلى رسوله وهو يقوله:

لانصرن اللات نصرا حقا *** بكل عضب وازال الحلقا !

بكل صارم يرى منعقا ! 4

فأجابه علي عليه السلام وهو يقول:

أذودكم بالله عن محمد *** بقلب سيف قاطع مهند

أرجو بذاك الفوز يوما ارد 5 *** على إلهي والشفيع أحمد

ثم حمل كل واحد منهما على صاحبه فضربه علي ضربة قتله وعجل الله بروحه إلى النار، ثم نادي علي: هل من مبارز؟ فبرز إليه ابن عم له [ ر: ابن عمه ] يقال له: عمرو بن الفتاك وهو يقول:

___________________________________

1.ر: يصور ما ارم.

أ، ب: جل الالم.

ر: جرا.

والمثبت من ط النجف.

2.أ: ألا أنا بالله أقسم.

ر: انا بالله ربي اقسم.

ب: عين حق.

ب: من بأسنا.

3.أ، ر: يحرص.

4.كذا في ب، ر.

وفي أ: لان اللات..

عضيب..الخلقا..ضعقا.

وفي ط النجف: إن لنصراللات عندي حقا، بكل صارم يريكم صعقا وكل خطي يزيل الحلقا.

5.خ: يوم المورد.

أ، ر: يوم اردا.

[598]

إني عمرو، وأبي الفتاك *** ونصل سيف بيدي هتاك

يقطع رأسا لم يزل كذاك ! 1 فأجابه علي عليه السلام وهو يقول:

فهاكها مترعة دهاقا *** كاس دهاق مزجت زعاقا

إني أنا المرء الذي إن لاقى *** أقد هاما وأجذ ساقا 2

ثم حمل كل واحد منهما على صاحبه فضربه علي ضربة فقتله وعجل الله بروحه إلى النار، ثم نادى علي: هل من مبارز؟ فلم يبرز إليه أحد فشد أمير المؤمنين عليه السلام حتى توسط جمعهم فذلك قول الله: (فوسطن به جمعا) فقتل علي مقاتلهم [ أ: مقاتليهم ] وسبى ذراريهم وأخذ أموالهم وأقبل بسبيهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فبلغ ذلك النبي فخرج وجميع أصحابه حتى استقبل عليا على ثلاثة أميال من المدينة وأقبل النبي [ صلى الله عليه وآله وسلم.

أ، ب ] يمسح الغبار عن وجه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بردائه ويقبل بين عينيه ويبكي وهو يقول: الحمدلله يا علي الذي شد بك أزري وقوى بك ظهري يا علي انني [ أ: فإنني ] سألت الله فيك كما سأل أخي موسى بن عمران [ صلوات الله وسلامه عليه ] 3 أن يشرك هارون في أمره وقد سألت ربي أن يشد بك أزري.

ثم التفت إلى أصحابه وهو يقول: معاشر أصحابي لا تلوموني في حب [ أ: حبي ] علي بن أبي طالب فانما حبي عليا من أمر الله والله أمرني ان أحب عليا وأدنيه، يا علي من أحبك فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله ومن أحبه الله وكان حقيقا [ ب: حقا ] على الله أن يسكن محبيه الجنة، يا علي من أبغضك فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله ومن أبغض الله أبغضه الله ولعنه، وكان حقيقا [ ب: حقا ] على الله أن يوقفه يوم القيامة موقف البغضاء ولا يقبل منه صرف ولا عدل ولا إجارة 4.

___________________________________

1.ب: أ: يقال له عمرو بن أبي الفتاك ب: إني عمرو بن أبي.

أ، ر: بيدى نصل سيف.

وفى ط النجف: وفي يدي مخذم بتاك أطلب حقي إن أتى العراك.

وفي أ، ر: أقطع به الرؤوس لم أزل كذاك.

2.ر، ب: يفاكها.

أ: كاش.

ب، أ، ر: إني امرؤ إذا.

أ، ب: مال آقا.

أ: أقد لهام.

ر، ب: اقد الهام.

ب، ر، أ: وأجد.

وفي ط النجف: دونكها..كأسا سلافا..يقد..ويجد.

3.من (ر) وفى أ (ع).

4.أجار إجارة: أنقذه وأغاثه من العذاب.

وفي أ، ر: ولاجارة.

وفي (ب) جعله في أول الحديث التالي فصار هكذا: وفى اجازة عبدالله...

[599]

761 - [ فرات قال: حدثني ] عبدالله بن بحر بن طيفور معنعنا: عن جعفر بن محمد عليهما السلام في قول الله [تبارك و.أ ] تعالى: (والعاديات ضبحا) قال: هذه السورة في أهل وادي 1 اليابس.

قيل: يا ابن رسول الله وما كان حالهم وقصتهم؟ قال: إن أهل وادي اليابس اجتمعوا اثنى عشر ألف فارس وتعاهدوا وتعاقدوا أن لا يتخلف رجل عن رجل ولا يخذل أحد أحدا ولا يفر رجل عن صاحبه حتى يموتوا كلهم على خلق واحد ويقتلون محمدا وعليا، فنزل جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره بقصتهم وما تعاهدوا عليه وتواثقوا [ ر، ق: وتوافقوا ] وأمره أن يبعث أبابكر إليهم [ ر: عليهم ] في أربعة آلاف فارس من المهاجرين والانصار فصعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر فحمدالله [ تعالى.ر ] وأثنى عليه ثم قال: يامعشر المهاجرين والانصار إن جبرئيل عليه السلام أخبرني ان أهل الوادي ! اليابس [ في.ب ] اثنى عشر ألف فارس قد استعدوا وتعاهدوا وتواثقوا [ ر: وتوافقوا ] أن لا يغدر رجل بصاحبه ولا يفر عنه ولا يخذله حتى يقتلوني أو 2 يقتلون أخي علي [ بن أبي طالب ] وأمرني أن أسير إليهم أبابكر في أربعة آلاف فارس، فخذوا في أمركم واستعدوا لعدوكم وانهضوا إليهم على اسم الله وبركته يوم الاثنين إن شاء الله.

فأخذ المسلمون عدتهم وتهيأوا وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله أبابكر بأمر وكان فيما أمره به: ان اذا رآهم أن يعرض عليهم الاسلام فان تابعوه وإلا واقعهم فقتل مقاتليهم وسبى ذراريهم واستباح أموالهم وأخرب ديارهم.

فمضى أبوبكر ومن معه من المهاجرين والانصار في أحسن عدة وأحسن هيئة يسيربهم 3 سيرا رفيقا حتى انتهوا إلى أهل الوادي اليابس فلما بلغ القوم نزول القوم عليهم ونزول أبي بكر وأصحابه قريبا منهم خرج 4 إليهم من وادي اليابس ماء‌تا رجل مدججين في السلاح فلما صاد فوهم قالوا لهم: من أين أقبلتم وأين تريدون ليخرج إلينا صاحبكم حتى نكلمه فخرج إليهم أبوبكر ونفر من المسلمين فقال لهم أبوبكر: اناصاحب رسول الله

___________________________________

1.ر: الوادي.

ومثله في المورد الآتي.

2.ب: و.

3.ر: يسيرون ببدء.

أ: يسير يبدء.

4.أ، ر: نزل القوم عليهم ونزل أبو..فخرج.

[600]

[ ص.ب ] فقالوا: ما أقدمك علينا؟ قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله أن أعرض عليكم الاسلام [ و.ب ] أن تدخلوا فيما دخل فيه المسلمون ولكم مالهم وعليكم ما عليهم وإلا فالحرب بيننا وبينكم.

قالوا له: أما واللات والعزى لولا رحم بيننا وبينك و قرابة قريبة لقتلناك وجميع أصحابك حتى يكون [ ب: تكون ] حديثا لمن يأتي بعدكم ارجع أنت [ وأصحابك.أ، ب ] ومن معك وارغبوا في العافية فانا نريد صاحبكم [ بعينه.

أ، ب ] وأخاه علي بن أبي طالب.فقال أبوبكر لاصحابه: ياقوم [ إن القوم.ب ] أكثر منا أضعافا وأعد منكم عدة وقد نأت داركم [ ر: دياركم ] عن إخوانكم من المسلمين فارجعوا نعلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحال القوم.

فقالوا له جميعا: خالفت يا أبابكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما أمرت به فاتق الله وواقع القوم ولا تخالف قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

قال: إني أعلم مالا تعلمون والشاهد يرى مالا يرى [ ب: يراه ] الغائب.

فانصرف الناس وانصرفوا أجمعين.

فأخبر جبرئيل عليه السلام النبي صلى الله عليه وآله بما قال (ب: بمقالة) القوم ومارد عليهم أبوبكر فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا أبابكر خالفت [ أمري.ب ] ولم تفعل ما أمرتك [ به.ب ] وكنت لي عاصيا فيما أمرتك.

فقام النبي صلى الله عليه وآله [ وصعد المنبر ] فحمدالله وأثنى عليه ثم قال: يا معاشر [ ب: معشر ] المسلمين إني أمرت أبابكر أن يسير إلى أهل وادي اليابس وأن يعرض عليهم الاسلام ويدعوهم إلى الله وإلي فان أجابوا وإلا واقعهم وانه سار إليهم فخرج إليه منهم ماء‌تا رجل فلما سمع كلامهم وما استقبلوه به انفتح سحره [ ب، ق: انتفخ صدره ] ودخله الرعب منهم وترك قولي ولم يطع أمري وإن جبرئيل عليه السلام أمرني عن الله [ تبارك و.أ.

تعالى.أ، ب ] أن ابعث عمر مكانه في أصحابه في أربعة آلاف فارس فسر يا عمر باسم الله ولا تعمل ما عمل أبوبكر أخوك فانه قد عصى الله وعصاني.وأمره بما أمر به أبابكر.

فخرج عمر والمهاجرون والانصار الذين كانوا مع أبي بكر يقصد بهم في مسيره [ ر: سيره ] حتى شارف القوم [فكان قريبا.أ، ر ] حيث يراهم ويرونه حتى خرج إليهم ماء‌تا رجل من [ أهل.ب ] وادى اليابس فقالوا له ولاصحابه مثل مقالتهم لابي بكر فانصرف عنهم وانصرف الناس معه وكاد أن يطير قلبه لما رأس من نجدة القوم وجمعهم ورجع.

فنزل جبرئيل عليه السلام [ على النبي صلى الله عليه وآله وأخبره.ب ] بما

[601]

صنع عمر وانه قد انصرف المسلمون معه فصعد النبي صلى الله عليه وآله المنبر فحمدالله [ تعالى.ر ] وأثنى عليه وأخبر [ هم.ب ] بما صنع عمر وما كان منه وانه قد انصرف بالمسلين معه مخالفا لامري عاصيا لقولي فقام [ق:فقدم] إليه عمر.وأخبره [ بمثل ما أخبره به صاحبه.ب ] فقال له النبي صلى الله عليه وآله: يا عمر قد عصيت الله في عرشه وعصيتني وخالفت أمري وعملت 1 برأيك ألا قبح الله رأيك وإن جبرئيل عليه السلام أمرني عن الله أن ابعث علي بن أبي طالب عليه السلام في هاؤلاء المسلمين وأخبرني ان الله تعالى يفتح عليه وعلى أصحابه.

ثم نزل فدعا علي بن أبي طالب عليه السلام فأوصاه بما أوصى به أبابكر وعمر وأصحابه أربعة آلاف فارس وأخبره أن الله سيفتح عليه وعلى أصحابه.فخرج علي عليه السلام ومعه المهاجرون والانصار فسار بهم [ سيرا غير.ب ] سير أبي بكر وعمر وذلك أنه أعنف بهم في السير حتى خافوا أن يتقطعوا من التعب وتحفى دوابهم فقال لهم: لا تخافوا فان رسول الله صلى الله عليه وآله أمرني بأمر وأنا منته إلى أمره، وأخبرني أن الله تبارك وتعالى سيفتح علي وعليكم، ابشروا فانكم غادون إلى خير.

فطابت أنفسهم وسكنت قلوبهم فساروا كل ذلك في السير والتعب الشديد حتى باتوا قريبا منهم حيث يراهم ويرونه وأمر أصحابه أن ينزلوا وسمع أهل الوادي اليابس بقدوم علي بن أبي طالب عليه السلام فخرج منهم إليه ماء‌تا فارس شاكين في السلاح فلما رآهم علي عليه السلام خرج [ ر، أ: فخرج ] إليهم في نفر من أصحابه فقالوا لهم: من أنتم ومن أين أقبلتم وأين تريدون؟ قال: أنا أمير المؤمنين ! علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخوه ورسوله إليكم أن ندعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وان محمدا (عبده ورسوله) [ ر: رسول الله ] ولكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم من الخير والشر.

فقالوا: إياك أردنا وأنت طلبتنا قد سمعنا مقالتك وما أردت [ خ، ر: عرضت ]، وهذا الامر [ خ، ر: أمر ] لا يوافقنا وتبا لك ولاصحابك وخذ حذرك واستعد للحرب ولكنا قاتلوك وقاتلو أصحابك، والموعد فيما بيننا وبينكم غدا سحرا [ب: ضحوة ] و قد أعذرنا فيما بيننا وبينكم.

فقال لهم علي عليه السلام: ويلكم تهددوني بكثرتكم وجمعكم؟ ! ! وأنا أستعين

___________________________________

1.كذا في (ب) وفي أ: وتجليت.

ر: وتجلست.

[602]

بالله وملائكته وبالمسلمين عليكم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

فانصرفوا إلى مراكزهم [ ر: مراكزكم ] وانصرف علي إلى مركزه.

فلما جنه الليل أمر علي أصحابه أن يحسو دوابهم 1 ويقضمونها و [ ويحبسونها.أ، ر ] ويسرجونها، فلما أسفر عمود الصبح صلى بالناس بغلس فمر [ خ: ثم غار ] عليهم بأصحابه فلم يعلموا حتى توطأتهم 2 الخيل فما أدرك آخر أصحابه حتى قتل مقاتليهم وسبى ذراريهم واستباح أموالهم وأخرب ديارهم وأقبل بالاسارى والاموال معه.

ونزل جبرئيل عليه السلام فأخبر النبي [ ب: رسول الله صلى الله عليه وآله ] بما فتح الله على [ يدي.أ ] أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وجماعة المسلمين فصعد المنبر وحمد الله تعالى وأثنى عليه وأخبر الناس بما فتح الله تعالى على المسلمين وأعلمهم انه لم يصب منهم إلا رجلان.

فخرج النبي صلى الله عليه وآله يستقبل عليا وجميع أهل المدينة من المسلمين حتى لقيه على [ ثلاثة.

أ، ب ] أميال من المدينة فلما رآه علي مقبلا نزل عن دابته ونزل النبي صلى الله عليه وآله حتى التزمه وقبل النبي [صلى الله عليه وآله.ب ] بين عينيه ونزل جماعة المسلمين إلى علي حيث نزل النبي صلى الله عليه وآله وأقبل بالغنيمة والاسارى وما رزقهم الله تعالى من أهل الوادي [ ب: وادى ] اليابس.

ثم قال جعفر بن محمد عليهما السلام: فما غنم المسلمون مثلها قط إلا أن يكون خيبر فانها مثل خيبر وأنزل الله تعالى في ذلك اليوم: (والعاديات ضبحا) يعني بالعاديات الخيل تعدو بالرجال والضبح ضبحا [ خ: ضبحتها.

ق: صيحتها ] في أعنتها ولجمها، (فالموريات قدحا) قال: قدحت الخيل، (فالمغيرات صبحا) أخبرك انها أغارت عليها صبحا، (فأثرن به نقعا) يعني بالخيل أثرن بالوادي نقعا، (فوسطن به جمعا): جمع القوم، (إن الانسان لربه لكنود) قال: لكفور 3 (وإنه على ذلك لشهيد) قال: يعنيهما جميعا قد شهدا جمع وادي [ أ: الوادي ] اليابس وتمنيا الحياة، (وإنه لحب الخير لشديد) يعني أمير المؤمنين عليه السلام، (أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور إن ربهم بهم يومئذ لخبير) قال:

___________________________________

1.ب: يحسنوا.

ر، ب: إلى دوابهم.

2.خ: وطأتهم.

أ: توطأهم.

ر: توطنهم.

3.ر: أي هو الكفور.

ا، ب: وهو الكفور.

والمثبت من خ.

[603]

نزلت هاتان الآيتان فيهما خاصة كانا يضمران ضمير السوء ويعملان به فأخبر الله تعالى خبرهما.

فهذه قصة أهل وادى [ ر: الوادى ] اليابس وتفسير السورة.

 




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21404126

  • التاريخ : 20/04/2024 - 05:07

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net