00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة النحل 

القسم : أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية   ||   الكتاب : مراجعات قرآنية ( اسئلة شبهات وردود)   ||   تأليف : السيد رياض الحكيم

سورة النحل

 

((يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ))(2).  

س 451 ـ ما هو الروح، ولماذا قال هنا: ((يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ)) وقال في مواطن أخرى: ((يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا))(1) ،((تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ))(2)؟

ج ـ الروح الذي يُعطف عليه الملائكة ـ كما في آيتي المعارج والنبأ ـ هو جبرئيل أو ملك آخر ـ كما تضمنته بعض النصوص. وأما الروح في آية سورة النحل فهو الوحي أو أمر النبوة، قيل سمي روحاً، لأنه حياة من موت الكفر، فصار بحياته للناس كالروح الذي يحيا به جسد الإنسان(3).

 

 ((وَعَلَى اللّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ وَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ))(9).  

س 452 ـ كيف يكون على الله قصد السبيل؟

ج ـ القصد بمعنى الاستقامة، أي على الله بمقتضى لطفه بعباده بيان الطريق المستقيم لهم، وفي مقابل ذلك السبُُل والمبادئ الجائرة أي المنحرفة.

 

((الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ))(28).  

س 453 ـ ما معنى إلقائهم السلَم؟

ج ـ من معاني السلَم الانقياد والاستسلام، فهؤلاء عندما لمسوا ضعفهم تركوا عنادهم وكبرياءهم، وخضعوا للأمر الواقع، فحاولوا الاعتذار والتنصّل من مواقفهم السابقة وكفرهم.

 

((وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى...))(61).  

س 454 ـ كيف يفني كلّ دابة بسبب ظلم الظالمين مع أن مقتضى العدل أن يقتصر العذاب عليهم؟

ج ـ حيث كلّ الناس ـ ما عدا المعصومين ـ مذنبون مع ربّهم، فهم يستحقّون عذابه، إلاّ أنّ رحمته تعالى وسعتهم، فامهلهم لكي يتوبوا ويستقيموا، وأما غير المكلّفين من الدواب فقد خُلقت لأجل الإنسان، كما قال تعالى: ((هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً))(4) فيكون فناؤها تبعاً لفناء من خُلقت من أجله، وليس انتقاماً منها.

 

((وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَآئِغًا لِلشَّارِبِينَ))(66).  

س 455 ـ لماذا قال: ((فِي بُطُونِهِ)) مع أن مرجع الضمير ((الأَنْعَامِ)) جمع لغير العاقل؟

ج ـ ذكر النحاة أن جمع التكسير يمكن اعتباره مذكراً بإرادة الجمع، ويمكن اعتباره مؤنثاً بإرادة الجماعة، فيصح أن يقال: جاءت النساء، وجاء النساء.

وهناك توجيه آخر لتذكير الضمير في: ((بُطُونِهِ)) وهو أن المقصود من الأنعام الجنس والطبيعة، فالضمير يعود على جنسها، لا أفرادها، فلذلك جاء مذكّراً لا مؤنّثاً.

 

((وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ...))(77).  

س 456 ـ كيف يكون أمر الساعة أقرب من لمح البصر؟

ج ـ بسبب عموم قدرة الله تعالى، فهو لا يحتاج إلى توفر ظروف وتهيئة مقدّمات، بل: ((إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ))(5).

 

((وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ))(103).  

س 457 ـ اختلاف اللسان لا ينفي ادعاءهم، إذ يمكن أن يعلّمه المضمون فيصوغها محمّد (صلى الله عليه وآله وسلّم) ـ بزعمهم ـ صياغة عربية؟

ج ـ كلاّ، لأنّ من أهم ما انبهر به المشركون وتحدّاهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) هو بلاغة القرآن العربية وفصاحته المتميّزة التي يعجز عنها البلغاء العرب، والكاشفة عن كونه من الله تعالى، لا من غيره.

 

((... فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))(115).  

س 458 ـ المضطر غير الباغي ولا المعتدي ليس مذنباً في أكله الميتة حتى يحتاج للمغفرة؟

ج ـ ليس المقصود بيان كون المضطر المذكور مذنباً، بل حيث إنّ الله تعالى يغفر ذنوب عباده ويغضّ عنها رحمةً بهم، فهو ـ بطريق أولى ـ يراعي ظروفهم ولا يشق على المضطر المذكور بفرض تجنّب الميتة، بل يجوّز له سدَّ رمقه ورفع ضرورته.

 

((ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ))(119).  

س 459 ـ إذا كان عملهم للسوء بسبب جهلهم فلا يكون معصية، فكيف احتاجوا إلى توبة ومغفرة؟

ج ـ الجهالة هنا في مقابل الحكمة لا في مقابل العلم، فهؤلاء غلبهم هواهم فعملوا السوء من دون إصرار ثم عادوا إلى رشدهم، فتابوا وأصلحوا. ونظير ذلك ما جاء في حديث الإفك: (ولكن اجتهلته الحميّة) (6) أي حملته العصبية على الجهل أي الحمق.

 

((إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ))(120). 

س 460 ـ ما معنى أن يكون ابراهيم اُمّة؟

ج ـ قـال أبو عبيدة: كان اُمّة أي إماماً (7). ولعـلّه إشـارة إلى قولـه تعالـى ـ لإبراهيم ـ: ((قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا))(8).

وقيل: الاُمة: الرجل الذي لا نظير له، وكلّ من كان على دين الحق مخالفاً لسائر الأديان، فهو اُمة وحده، وكان إبراهيم خليل الرحمن ـ على نبينا وعليه السلام ـ اُمّة(9).

 

((ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ...)) (125)

س 461 ـ كيف ينسجم الأمر بالدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة في هذه الآية وقريب منها الآيات التي نفت الإكراه في الدين مثل قولـه تعالى: ((لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ... )) (10). مع الآيات التي تأمر بتحريض المؤمنين على القتال، والأمر بقتال الكافرين مثل قولـه تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ... )) (11). و((وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ... )) (12) و((قَاتِلُوا... حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ)) (13) و((فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ... وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ... )) (14)؟

 ج ـ قبل أن نتحدث عن الآيات الوارد في السؤال نرتأي أن نمرّ سريعاً على سيرة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) مع أعدائه من المشركين وأهل الكتاب منذ بداية الرسالة الإسلامية، حيث نجده(صلى الله عليه وآله وسلّم) قد اعتمد المنطق والحوار في دعوة الناس للإسلام والإيمان بالله، وبرغم العنف والإرهاب الذي واجهه به المشركون إلاّ انه(صلى الله عليه وآله وسلّم) لم يعاملهم بالمثل فلم يعتمد أسلوب التنظيمات السرية المسلحة مثلاً، بل دعا أصحابه إلى الصمود وتحمّل قساوة التعذيب والعدوان حتى ضرب المسلمون الأوائل الأمثلة الرائعة في الصبر والصمود في سبيل العقيدة، فنرى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) عندما يمرّ بمشاهد التعذيب القاسي الذي يعانيه الصحابي الجليل ياسر وزوجته سمية وولدهما عمّار، لا يزيد على قولـه(صلى الله عليه وآله وسلّم): (صبراً آل ياسر إنّ موعدكم الجنّة)، وكذلك بالنسبة لباقي أصحابه الذين كانوا يعانون من ضغوط المشركين وبطشهم.

واستمر الوضع الرهيب يخيّم على أوساط المسلمين حتى هاجر بعضهم الى الحبشة، وتمادى المشركون فكانت محاولتهم ـ الفاشلة ـ في إرجاع المهاجرين الى قبضتهم... وبعدها كانت الهجرة العامة الى المدينة المنوّرة فجوبهوا بمصادرة أموالهم وممتلكاتهم في مكة، وملاحقة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) وأصحابه خلال مسيرة الهجرة بهدف قتلهم وإبادتهم.

وعندما حاول المسلمون استرجاع جزء من حقوقهم من قافلة أبي سفيان التجارية تجهّز المشركون للحرب بهدف القضاء على المسلمين ـ رغم علمهم بسلامة القافلة من سيطرة المسلمين ـ فخاض المسلمون الأوائل اوّل حرب دفاعية في (بدر)، وتلتها معارك مصيرية اخرى كان موقف المسلمين فيها كلها دفاعياً، كما تشهد بذلك مواقع المعارك الجغرافية وأنها جميعاً في أطراف المدينة لا اطراف مكة.

واستمر الرسول في مساعيه لتجنب الحرب والعنف حتى عندما تجاوز المشركون الخط الأحمر في التعامل مع القبائل والجماعات المناوئة عندما منعوا الرسول والمسلمين من أداء مراسم العمرة، متجاوزين كل الأعراف السائدة في الجزيرة العربية التي تحظر ـ في كل الأحوال والظروف ـ منع حجاج البيت الحرام وتهديدهم وقتالهم(15)، فتنازل الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) عن حقّه في زيارة البيت الحرام واستعد للرجوع مع الكم الهائل من المسلمين إلى المدينة المنوّرة رغم انّهم وصلوا إلى أطراف مكة.

وتم الاتفاق بين الطرفين على صلح الحديبيّة، وتحمّل الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) تبعات وآثار الصلح خصوصاً فيما يرتبط بالبند الذي ينصّ على انّ "من أتى محمداً من قريش بدون اذن وليّه ردّه عليهم ومن جاء قريشاً من أتباع محمد لم يردّوه عليه" حيث واجه الرسول احتجاجاً عنيفاً من بعض الصحابة ـ الذين جهلوا حكمة هذا البند ـ ومع كل ذلك التزم النبي(صلى الله عليه وآله وسلّم) ببنود الصلح ليؤكد حرصه على السلام ونبذ الحرب، ومرت الأيام القليلة واذا بالمشركين ينقضون معاهدة الصلح ويغدرون بقبيلة (خزاعة) احلاف المسلمين...

ورغم المواقف العدائية والركام الهائل لعدوان المشركين لم ينتقم الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) منهم وهو في اوج قوّته وهم في منتهى ضعفهم عند فتح (مكة)، بل اوصى المسلمين بعدم سفك الدماء، وخاطب أعداءه بكلمته الخالدة: "اذهبوا فأنتم الطلقاء".

وأما موقف النبي(صلى الله عليه وآله وسلّم) من أهل الكتاب فكان هو اعتماد منطق الحوار الهادئ والحكمة امتثالاً لقولـه تعالى ((ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ...)) حتى انه عقد معاهدة الدفاع المشترك مع الجماعات اليهودية التي كانت متواجدة في المدينة، الاّ ان اليهود واجهوا النبي وأصحابه بمواقف الغدر والطعن من الخلف في احلك الظروف الحرجة التي مرّت بهم، واستمرت كل طائفة منهم تتحيّن الفرصة تلو الفرصة للتحالف السري مع المشركين والغدر بالنبي(صلى الله عليه وآله وسلّم) فاضطر(صلى الله عليه وآله وسلّم) للتخلّص منهم، ورغم غدرهم ومواقفهم المشينة لم يستخدم العنف مع كثير منهم.

وكان للرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) موقف مماثل مع الكافرين خارج الجزيرة العربية حيث كانت دعوته لهم للدخول في الإسلام سلمية من خلال الرسائل التي أرسلها للملوك والرؤساء آنذاك، لكن بعض هؤلاء ـ مثل كسرى والحارث الغساني ـ واجهوا هذا الموقف السلمي بالتحدّي والاستخفاف حتى قتل بعضهم رسول النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) إليهم.

بعد هذه اللمحة الموجزة عن سيرة النبي الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلّم)ومواقفه السلمية مع أعدائه ومناوئيه من المشركين وأهل الكتاب نعود إلى الحديث حول الآيات الواردة في السؤال فنقول...

ليس هناك مناقضة بين الآيات من القسمين المذكورين في السؤال لأن القسم الأول منها يتحدث عن ان الإيمان الحقيقي يكون عن عقيدة وإرادة من صاحبه، ولا يتحقق بالحث والإكراه النفسي عليه بسبب الرغبة والحرص في هدايتهم الذي عرف به الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) وكما تشير بعض هذه الآيات إلى مدى حرص النبي على إيمان الناس وإخراجهم من ظلمات الجهل والشرك ((فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ))(16).

وأمّا القسم الثاني من الآيات..

أ) فالآية الأولى ((حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ)) (17) تدعو إلى حث المسلمين على التهيّؤ والاستعداد للجهاد في مواجهة أعداء الإسلام، ولا ترتبط باكراه غير المسلمين على الدخول في الاسلام على خلاف ما صوّره صاحب النشرة.

ب) والآية الثانية ((وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ)) (18) نزلت بعد فتح مكة ونقض العهد من جانب المشركين، فكانوا هم السبب في انتهاك حرمة انفسهم.

ج) وأمّا الآية الثالثة ((قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ... حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ...)) (19) فهي تتحدث عن التزامات أهل الكتاب المالية في الدولة الإسلامية التي توفّر لهم الأمن وحريّة المعتقد والعبادة والأنشطة الاقتصادية المتنوعة، حتى أنهم اُعفوا من واجب الجهاد في مواجهة العدوان الذي يواجه البلاد وفرض على المسلمين تحمله عنه.

د) وأمّا الآية الرابعة و((فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ... وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ... )) (20) فهي تتحدث عن تحريض المسلمين على الجهاد لدفع عدوان الكافرين عليهم، وقد ذكر المفسرون في سبب نزول هذه الآية ان أبا سفيان لما رجع إلى مكة يوم (أحد) واعد رسول الله موسم بدر الصغرى، فتثاقل المسلمون عن تلبية نداء الجهاد فنزلت هذه الآية تدعو النبي إلى حثّ المؤمنين وتحريضهم على الجهاد ((عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا)) (21) بأس الذين كفروا فهذه الآية لا ترتبط بقضية الإكراه على الإسلام، كما جاء في السؤال.

 

 ــــــــــــــــــ

(1) سورة النبأ: 38.

(2) سورة المعارج: 4.

(3) لسان العرب: 2 / 463.

(4) سورة البقرة: 29.

(5) سورة يس: 82.

(6) لسان العرب:11/ 129.

(7) لسان العرب: 12/27.

(8)سورة البقرة: 124.

(9)يراجع لسان العرب: 12/27.

(10)البقرة:256.

(11)الأنفال:65.

(12)الأنفال:39.

(13)التوبة:29.

(14)النساء:84.

(15) ذكر المؤرخون ان قريشاً بعثوا الى النبي(صلى الله عليه وآله وسلّم) وهو في الحديبية الحليس بن علقمة او ابن زبان وكان سيد الأحابيش ـ وهم حلفاء قريش ـ ليحاوره ويمنعه من دخول مكة، فلما رآه رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) قال: ان هذا من قوم يتألّهون، فابعثوا الهدي في وجهه حتى يراه. فلما رأى الهدي وعرف علامته رجع الى قريش ولم يصل الى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) إعظاماً لما رأى. فقال: يا معشر قريش إنّي قد رأيت ما لا يحل، صدّ الهدي في قلائده قد أكل اوباره من طول الحبس عن محلّه. قالوا له: اجلس فإنّما أنت أعرابي لا علم لك، فغضب الحليس وقال: يا معشر قريش، والله ما على هذا حالفناكم ولا على هذا عاقدناكم أن تصدّوا عن بيت الله من جاء معظّماً له، والذي نفس الحليس بيده لتُخلّنَّ بين محمد وبين ما جاء له أو لأنفرنّ بالأحابيش نفرة رجل واحد. فقالوا له: مه كفّ عنّا يا حليس حتى نأخذ لأنفسنا ما نرضى به. يراجع الطبري 2/276.

(16) فاطر: 8.

(17) الأنفال: 65.

(18) الأنفال:39.

(19) التوبة:29.

(20) النساء:84.

(21) النساء: 84.

 




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21401763

  • التاريخ : 19/04/2024 - 09:29

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net