00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الأنفال 

القسم : أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية   ||   الكتاب : مراجعات قرآنية ( اسئلة شبهات وردود)   ||   تأليف : السيد رياض الحكيم

سورة الأنفال

 ((يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ))(1) 

س345 ـ ما هي الأنفال؟

ج ـ ذكر الفقهاء الشيعة ـ تبعاً للنصوص الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام)ـ أن الأنفال كلّ ما يصطفيه النبي(صلى الله عليه وآله وسلّم) أو الإمام (عليه السلام) من الغنيمة، وكلّ أرض مُلكت بغير قتال، وكل أرض موات، ورؤوس الجبال، وبطون الأودية، والغابات، وصفايا الملوك وقطائعهم ـ غير المغصوبة ـ وميراث من لا وارث له، وما غنمه المقاتلون بغير إذنه(1). بينما اختلف غيرهم من الفقهاء على عدة أقوال (2). والأنفال في الأصل جمع نفل، وهي الزيادة.

 

س346 ـ ما علاقة الأمر بإصلاح ذات البين بكون الأنفال لله والرسول؟

ج ـ يبدو أنّ منحة النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أو وعده بزيادة حصة بعض المقاتلين في معركة بدر أثار فئةً أخرى حتى اختلف المسلمون فيما بينهم، فنزلت الآية لتؤكد أنّ ذلك للرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) يصنع فيه ما يرتئيه وتحثّهم على إصلاح ذات بينهم. وفي الحديث عن أبي أمامة الباهلي قال: سألت عبادة بن الصامت عن الأنفال. فقال: فينا ـ معشر أصحاب بدر ـ نزلت حين اختلفنا في النفل، وساءت فيه أخلاقنا، فانتزعه الله من أيدينا، وجعله إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقسّمه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بين المسلمين عن بواء، يقول: على السواء(3).

 ((كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ))(5) 

س347 ـ متى أخرجه الله من بيته؟

ج ـ إشارة على خروج النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) من المدينة إلى بدر بوحي من الله تعالى وتقديره.

 ((إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ))(11) 

س348 ـ ما هو الارتباط بين النعاس وشعور المقاتل بالأمن؟

ج ـ حيث لم يكن كلّ المسلمين متهيئين للقتال في ذهابهم إلى بدر، لأنّ الكثير منهم تخيّل أن الهدف هو السيطرة على القافلة التجارية لقريش، وعندما واجهوا ـ بعد ذلك ـ جيش المشركين الذي يفوقهم عُدّة وعدداً دبّ فيهم الخوف والوجل فمنعهم من النوم والاستقرار، فغشّاهم الله تعالى بالنعاس رحمةّ بهم لتستقرّ نفوسهم ويزول وجلهم ويتهيئوا لقتال عدوّهم.

 

 

س349 ـ لماذا جعل ثمرة إنزال المطر عليهم تطهيرهم؟

ج ـ لأنّهم كانوا بحاجة إلى التنظيف والاغتسال، لرفع جنابتهم وإزالة الأوساخ والغبار العالق بهم.

 ((فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ))(17) 

س350 ـ ألا يتضمّن نفي الرمي واثباته مناقضة؟ ولا أقل من تثبيت فكرة الجبر حتى كأنّ المسلمين لم يصدر منهم فعل؟

ج ـ كلاّ، لا شك في صدور الفعل وبذل الجهد منهم، لكن حيث كان الله سبحانه هو الذي هيّأ ظروف النصر وعوامله، وهو صاحب القضاء والتقدير فينسب الفعل والنتيجة إليه. وإن صحت نسبة الفعل كالرمي للمقاتل أيضاً. كما أوضحناه سابقا.

((إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءكُمُ الْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ...))(19). 

س351 ـ كيف ينسب الفتح للمشركين مع أنهم لم يكسبوا سوى الهزيمة والخذلان؟

ج ـ يبدو أن الآية الكريمة في مقام التبكيت والردّ على المشركين حيث كانوا يطلبون الفتح، فردّهم بأن الفتح قد ظهر لكم، وفي حديث أبي حمزة الثمالي: قال أبو جهل: اللهم ربّنا ديننا القديم ودين محمد الحديث، فأي الدينين كان أحبّ إليك وأرضى عندك فانصر أهله اليوم(4).

 ((وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لاسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ))(23). 

س352 ـ إذا كان الإسماع يوجب إعراضهم فكيف يُسمعهم؟

ج ـ الجملة الثانية تتحدث عن حالتهم الفعلية وهي عدم الفائدة والخير فيهم، وإسماعُهم الأول ـ المنتفي ـ إنما هو على فرض أن يعلم الله تعالى فيهم خيراً، وهو غير متحقق بالفعل، فلا مناقضة بينهما.

 

((وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ))(25). 

س353 ـ الأمم والأشخاص إنما يتقون الفتنة الإلهية بإيمانهم، أما إذا كان إيمان هؤلاء لا يقيهم منها فكيف يتقونها؟

ج ـ اتقاء الفتنة لا ينحصر بالإيمان، لأن المؤمن معرَّض للفتنة والتمحيص أيضاً، فيتّقيها بالإخلاص لله تعالى والبصيرة في دينه والصبر وتحمّل ما يصيبه من البلاء ونحو ذلك، وقد يساهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تجنّب المجتمع الفتنة، لأنه يمنع من انتشار المنكر أو يقضي عليه، فيكون اتقاء الفتنة بتعميم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

((يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ))(29). 

س354 ـ ما هو الفرقان الذي يجعله الله للمتقين؟

ج ـ هو البصيرة التي تمكنّهم من تمييز الحق من الباطل، وتعصمهم من الفتن والانحراف.

 

((وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ...)) (33-34). 

س355 ـ أليس قولـه: ((وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ...)) مناقضاً لمدلول الآية التي قبلها؟

ج ـ كلاً، لأنّ هذه الآية تذكر وجه استحقاقهم للعذاب الدنيوي، وتلك الآية ذكرت المانع من تعذيبهم، فما دام أحد المانعين متحقّقاً فلا عذاب، ومع انتفائهما فيعذَّبون بسبب أعمالهم.

 

س356 ـ كيف ينسب لأهل مكة الصدّ عن المسجد الحرام، ولم يعرف عنهم ذلك؟

ج ـ باعتبار أنهم كانوا يصدّون المسلمين عنه، وعن عبادتهم لله وإقامة طقوسهم وشعائرهم فيه.

 

((فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ))(57). 

س357 ـ كيف يكون تشريد من خلفهم؟

ج ـ من خلال التنكيل بأولئك الناقضين للعهد يخشى غيرهم من نقض العهد، فينتابهم التفرق والارتباك والاضطراب، وهو التشريد.

 

((وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ))(58). 

س358 ـ مجرّد الخوف من الخيانة لا يسوّغ نقض العهد؟

ج ـ الآية لم تسوّغ الخيانة بمجرّّد ذلك، وإنما حيث كان العهد اتفاقاً بين الطرفين فدوامه رهين بكليهما، وعندما تلوح شواهد الخيانة من طرف فمن حق الطرف الآخر إعلام خصمه بايقاف العمل بالاتفاق والعهد، وهو معنى: ((فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء)) أي ألقِ اليهم العهد وأبلغهم بتجميده، فيعرف الطرفان ذلك،كي لا يعتبر خيانة للطرف الآخر.

 ((الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ ِئَتَيْنِ..))(66). 

س359 ـ كيف ينسب العلم لله الآن وهو يستلزم جهله سبحانه من قبل؟

ج ـ هناك وجهان للجواب:

الأول ان لفظة ((الآنَ)) من ضمن الجملة الأولى ظرف متعلق بـ ((خَفَّفَ)) فهو زمان التخفيف وهو التشريع الذي تضمنته الآية بجهاد المسلمين لمن يضاعفهم عدداً لا أكثر، وليس ((الآنَ)) زماناً للعلم الإلهي الذي هو سابق على التشريع المذكور.

الثاني: ان هناك علمين بالحوادث:

الأول: هو العلم الحادث سوف يحدث، وكذلك أوصافه وخصوصياته كوقت ومكان حدوثه، ومثل هذا العلم يمكن سبقه على حدوث الحادث، وهو ثابت لله قبل حدوث الحوادث.

الثاني: هو العلم بالحدوث الفعلي للحادث، وهذا العلم يقترن زماناً بالحدوث ويتأخر ـ رتبةًً ـ، ولا يعقل تقدمّه على حدوث الحادث، لأنه ما دام لا حدوث فعلي للحادث لا معنى للعلم بحدوثه الفعلي. فالعلم المذكور في الآية هو العلم الإلهي الثاني بضعفهم، والذي استتبعه التخفيف عنهم، ولا ينافي ذلك ثبوت العلم الإلهي الأول بضعفهم من قبل.

ومما لابدّ أن نشير إليه أن علم الباري تعالى ليس حصولياً، وإنما هو حضور الأشياء لديه. وتفصيل الكلام حول ذلك في البحوث الفلسفية.

 

((... وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ))(72). 

س360 ـ إذا كانت النصرة في الدين فتجب حتى إذا كان الخصوم كفاراً معاهَدين فلماذا استثناهم؟

ج ـ كلاّ، فانّ ذلك يتبع طبيعة العهد والميثاق بين المسلمين والطرف الآخر، فقد لا يدخل ذلك ضمن بنود العهد، كما حدث نظيره في صلح الحديبية ـ تبعاً لمصالح انكشف سرّها فيما بعد ـ حيث التزم النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) بارجاع من يُُسلم من قريش ولم يتعهد القريشيون بارجاع من يرتدّ من المسلمين.

 

((وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ))(73). 

س361 ـ ما هو وجه الارتباط بين ولاية الكافرين لبعضهم وفعل المؤمنين المانع من الفتنة والفساد؟

ج ـ النصف الثاني من الآية يرتبط بالآية السابقة على هذه الآية لا بولاية الكافرين المذكورة في هذه الآية، والمعنى أن المؤمنين إذا لم ينصروا إخوانهم في الدين ـ وهو ما تضمنت الآية السابقة الأمرَ به ـ تكن فتنة وفساد كبير.

  

ــــــــــــــــــ

(1) يراجع وسائل الشيعة: 6/364 وما بعدها، أبواب الأنفال وما يختص بالإمام.

(2) يراجع بداية المجتهد: 1/412 وما بعدها.

(3) مسند أحمد:5/379: حديث: 22814.

(4)يراجع تفسير القرآن لأبي حمزة الثمالي: 184.

 




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 22377608

  • التاريخ : 12/03/2025 - 04:42

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net