00989338131045
 
 
 
 
 
 

 مقدمة 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير فرات الكوفي   ||   تأليف : فرات الكوفي

تفسير فرات الكوفي

المؤلف: الشيخ أبوالقاسم فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي

من أعلام الغيبة الصغرى وأستاذ المحدثين في زمانه، كثير الحديث كثير الشيوخ من معاصري ثقة الاسلام الكليني والحافظ ابن عقدة وابن ماتي وغيرهم، كان عصره زاخرا بالعلم والعلماء والمحدثين وكانت الكوفة آنذاك من مراكز الحديث والعلم.

غير أن صفحات التاريخ لم تنقل الينا من حياته شيئا ولم تفرد له الكتب الرجالية التي بأيدينا له ترجمة لا بقليل ولا كثير ولم تذكره حتى في خلال التراجم.

أما اسمه وأسم أبيه وجده فقد تردد كثيرا في أسانيد هذا الكتاب وشواهد التنزيل وكتب الشيخ الصدوق والمجموعة التفسيرية المعروفة بتفسير القمى وفضل زيارة الحسين لابن الشجري.

وأما كنيته فلم تذكر إلا في (فضل زيارة الحسين) لابن الشجري الكوفي في ح 27 و 73.

[11]

ومشايخه يناهزون المائة وأما الرواة عنه فلا يتجاوز من تعرفنا عليه العشرة سواء المذكورين في هذا الكتاب أو غيره.

ولو أن هذه الكتب الآنفة الذكر لم تذكر فرات في ثنايا الاسانيد لامكن التشكيك في وجود شخص بهذا الاسم والقول بأن هذا الاسم مستعار.

ونسبته (الكوفي) كان من القاطنين بها كما يظهر من طبقة شيوخه والرواة عنه أما أنه من أي قبيلة وعشرية ومن أي بيت هو ومن هم أقرباؤه وأصدقاؤه وهل هو من العرب أو من غيرهم وما هي اتجاهاته المذهبية والفكرية فهذه أسئلة لا جواب عليها سوى الاخير.

لكن إذا ما ألقينا نظرة سريعة على هذا الكتاب واحتوائه على 777 حديثا وعلى ذكر مشايخ للمصنف ربما جاوز الماء‌ة وتصفحنا اثاره ورواياته في كتب الصدوق وابن الشجري و....لحصلنا على ترجمة واضحة للمؤلف ربما تغنينا عن كثير من أقوال الاشخاص و أخبار الآحاد.

فاذا لا حظنا تلك الظروف ونظرنا إلى الشخصيات والاجواء والكتب العلمية المعاصرة للمؤلف وسبرنا الكتب التي ألفت حول هذا الموضوع (التفسير الروائي) لتجلت لنا شخصية المصنف ومكانته العلمية وآتجاهاته الفكرية والعقائدية.

فالمصنف كان رجلا فاضلا متمتعا بأرضية فكرية واجتماعية خصبة مكنته من تأليف هذا الكتاب الشريف فهو أستاذ المحدثين في زمانه كما جاء في تعبير تلميذه أبي القاسم العلوي في اول الكتاب.

وربما كان من الناحية الفكرية والعقائدية زيديا أو كان متعاطفا معهم ومخالطا إياهم و متمايلا إليهم على الاقل كما يبدو واضحا لمن يلاحظ في الكتاب مشايخه وأسانيده و أحاديثه فهو أشبه ما يكون بكتب الزيدية وليس فيه نص على الائمة الاثنى عشرو إن كان مكثرا في الرواية عن الصادقين بنصوص تؤكد على إمامتهما وعصمتهما لكن في المقابل يروي عن زيد أحاديث تنفي العصمة عن غير الخمسة من أهل البيت وربما كان السبب في عدم ذكره في الكتب الرجالية هو أنه لم يكن إماميا حتى تهتم الامامية به ولم يكن سنيا حتى تهتم السنة به بل هو من الوسط الزيدي في الكوفة، والزيدية قد انمحت الكثير من آثارهم وتضاء‌ل دورهم في المجتمع الاسلامي حتى انحصر في بقعة معينة ونائية من الارض هي بلاد اليمن والامامية وإن كانت انمحت الكثير من آثارها بسبب الظلم و غيره إلا أنها استمرت في مواصلة مسيرتها بكل نجاح وتمكنت من ترسيخ دعائمها وتوطيد أركانها ونشر أفكارها وكسب المزيد من التقدم والتطور الكمي والكيفي فحفظت بذلك أغلب تراثها.

[12]

هذا ولا يزال يراودنا الامل في أن نعثر على ترجمة لفرات في بعض المصادر المخطوطة للزيدية والتى لا تزال بعيدة عن متناولنا فلديهم على ما أخبرني به بعض السادة الاجلاء كتاب (نسمات الاسحار) وهي موسوعة رجالية ضخمة تحتوي على الكثير من شخصياتهم التي ليس لها ذكر في مثل كتاب (مطلع البدور) و (نسمة السحر) وإن كان الكتاب قد ألف في زمن متأخر إلا أنها موسوعة لطيفة وقد أزمعنا بحول الله وقوته طبع (مطلع البدور) وهو قيد التحقيق و (نسمة السحر) وهو قيد الاعداد ولوسهل الله لنا الحصول على نسخة من (نسمات الاسحار) وما شاكله من الكتب لاقدمنا على تحقيقه ونشره.

وقد طبع في الآونة الاخيرة في ايران الاسلام كتاب فضل زيارة الحسين لابي عبدالله العلوي الشجري الزيدي الكوفي المتوفي سنة 445 وتبينت لنا منه اكثر فاكثر مكانة فرات الروائية وعدد آخر من شيوخه وتلامذته ومعاصريه حيث أن أكثر من عشر أحاديث الكتاب بواسطة فرات.

ومما تجدر الاشارة إليه هو أن الكثير من روايات الشيخ الصدوق المنتهية إلى فرات تؤكد غاية التأكيد أنه كان إماميا هذا ولكن الكتاب أكثر دلالة على اتجاهاته العقائدية من الروايات المتفرقة هنا وهناك وربما كان وجه الجمع بينهما أنه كان في بادئ الامر زيديا ثم صار إماميا فالكتاب في زمن زيديته وواقفيته وروايات الصدوق في زمن إماميته أو أنه كان زيديا متفتحا على أفكار الامامية وأوساطها وأحاديثها غير ممتنع من ذكر أحاديثهم.

ومما ساهم في طمس آثار فرات وأمثاله كالحجام وابن عقدة ومطين و..في ضياع الكتب المتكفلة لتاريخ الكوفة وبيان أوجه النشاط الفكرى والاجتماعى هناك هو انحسار الحركة العلمية فيها وعدم استمرارها بسبب الانظمة الجائرة والكوارث الطبيعية التى حلت بها فمع أن هناك العديد من الكتب التي ألفت حول الكوفة إلا أنها ضاعت ودمرت ولم يبق منها حسب علمنا سوى كتاب مختصر في فضل الكوفة للشجري الذى طبع مؤخرا في بيروت.

ولا نعرف لفرات من آثار غير هذا الكتاب إلا كراس في ذكر سب أهل إصفهان لعلي عليه السلام ضمن مجموعة كراسات خطية في مجلد واحد محفوظة في كلية الالهيات بطهران تحمل رقم 256 القسم العاشر من المجموعة 45 ر - 61 پ انظر الفهرست المطبوع ج 14 الرقم 1082 ص 194 من منشورات جامعة طهران وقد سعينا بعض السعي للحصول عليها فلم نوفق وهي بخط الشيخ محمود مؤرخة بسنة 1089 ه‍ ق.

[13]

الكتاب: وهو واحد من أمهات المصادر التراثية ومن أقدمها، يضم بين دفتيه كنوزا من الانوار الالهية والمعارف القرآنية والامور التاريخية والاجتماعية، وفي الاعم الاغلب يدور حول ما نزل في أهل البيت عليهم السلام من آي الذكر الحكيم ويتخلله بعض الروايات التي لا ترتبط بما نزل فيهم بل لها جانب تفسيري محض وربما لا يكون لها جانب تفسيري بل ذكرت فيها آية استطرادا وتارة ليس فيها أي ارتباط يذكر.

وقد وصف بأنه تفسير آيات القرآن المروي عن الائمة كما في مقدمة هذا الكتاب، وفي هذا التعبير الذي لا يعرف قائله مسامحة ما، جمع فيه المصنف روايات كثيرة يرجع قسم منها إلى الاصول والكتب التفسيرية التي كانت متداولة في عصر الائمة بأسانيد مختلفة ومن مختلف الفئات الاسلامية فمن الشيعة: الامامية والزيدية والواقفية و....ومن السنة كذلك مختلف الفئات ولا يقتصر فيها على أحاديث الرسول أو أهل البيت عليهم الصلاة والسلام بل يتعداها إلى أقوال الصحابة والتابعين وبعض الشخصيات الاخرى.

وهذا الكتاب لم يكن بمتناول أحد من العلماء والاعلام فيما نعرف إلى زمن العلامة المجلسي رحمه الله سوى الحاكم أبي القاسم عبيد الله بن عبدالله بن أحمد الحسكاني الحافظ صاحب الكتاب النفيس شواهد التنزيل حيث كان عنده هذا الكتاب بالكامل وهو يكثر النقل عنه في كتابه وأيضا ينقل بسنده إلى فرات إضافة إلى النقل المباشر وقد كان لدى الحاكم الحسكاني أصولا وكتبا أخرى هي غير موجودة اليوم مثل التفسير العتيق وتفسير العياشي بكامله مسندا و...و....فما هو السبب الذي مني به الكتاب من المجهولية كما مني به صاحب الكتاب؟ ربما يكون للاتجاه الفكري دورا في الموضوع فالكتاب كمؤلفه لا يمثل الاتجاه الامامي حتى تهتم به أوساطها ففي الكتاب مثلا تصريحات لزيد في نفي العصمة عن الامام السجاد والباقر و الصادق وان المعصومين منا خمسة لا سادس لهم ولا يرتبط بالاوساط السنية بشكل من الاشكال حتى تهتم به ففي الكتاب تعريض لبعض الصحابة وفيه أيضا التوجه الخاص الموجود عند الشيعة في أخذ معارفهم من أهل البيت حيث ترى الكتاب زاخرا بأحاديث الباقر والصادق عليهما السلام، ولم يحصل للزيدية قدرة تذكر في مراكز التحرك العلمي والثقافي مثل ايران والعراق والشام ومصر حتى يتمكنوا من صيانة تراثهم وبثه.

وربما كان بسبب روائيته المحضة وخلوه من الجوانب الادبية والقصصية والشعرية و..لم يلق رواجا وسوقا عند العامة وأهل الاذواق الخاصة فبقي طي الكتمان فالكتاب هذا

[14]

لا يثير هواة الشعر والقصص والنحو والادب والفلسفة و...بل يثير أهله فقط وهم الزيدية و قد قدمنا الكلام في أن الزيدية تضاء‌ل دورهم وانحسر مدهم وصاروا على هامش الساحة فبقي هذا الكتاب وأمثاله خلف الستار.

ولا أريد هنا نفي العناصر المشتركة الموجودة لدى كافة الطوائف والمؤدية إلى ضياع الكثير من الآثار والتراث مثل التساهل والتسامح والغفلة عن حفظ التراث أو الكوارث الطبيعية والصراعات المحلية فتلك العناصر لها موقعها المطلوب من هذه الاحتمالات لكنا نريد أن نبحث عن العناصر الخاصة التي ربما تكون موجودة في هذا الكتاب إضافة إلى العناصر المشتركة التي هي في غنى عن التنويه بها والتعريض لها.

وينبغى أن نشير إلى أنه من الضروري تشكيل لجان خاصة للبحث والتنقيب عما تبقى من الكتب التراثية لصيانتها وحفظها ونشرها فلا يزال العديد من الكتب باقية هنا وهناك تنتظر فرص الانقاذ والنشر وبين كل فترة وأخرى نسمع بالعثور على كتاب من الكتب وقد عثر في الآونة الاخيرة في إيطاليا على أثر نفيس في مناقب أهل البيت لابي جعفر محمد بن سليمان الكوفي القاضي المعاصر لفرات والذي يحتوي على أكثر من ألف حديث ولم يطلع على هذا الكتاب من ذي قبل أحد من العلماء سوى بعض أوساط الزيدية باليمن وهو الآن قيد الطبع وسيصدر قريبا إنشاء الله بتحقيق شيخنا الوالد.

ترتيب الكتاب وضع الكتاب على أساس السور القرآنية في الغالب فأدرج مثلا كل ما يرتبط بسورة البقرة فيها دون مراعاة ترتيب داخلي للآيات والاحاديث فالاحاديث المرتبطة بالآية 274 مثلا هي خمسة أحاديث لكنها لم تأت في مكان واحد وبالتعاقب، بل الاول كان تحت الرقم(2) من الاصل والثاني تحت الرقم 11 والثالث تحت الرقم 19 والرابع تحت الرقم 25، والخامس تحت الرقم 28 من الاصل وهلم جرا سائر الاحاديث في مختلف السور، ولم يكن الامر ينتهي بهذا بل في كثير من الاماكن وقع الخلط في أحاديث السور أيضا فترى عددا من أحاديث سورة المائدة وقعت في سورة البقرة أو أنه وقع الخلط بين السور المتشابهة في الاسم مثل النمل والنحل والحج والحجر وغيرها من الموارد ولا أدري ممن وقع هذا الخلط الفظيع ومتى وقع فأقدم نسخة عندنا والتى تعود إلى القرن العاشر بهذا الشكل، ولا ندري كيف كان الوضع الاولي للكتاب هل كان مرتبا كما هو عليه باقي الكتب أو كان مثلما هو عليه الآن فعلى أية حال حينما واجهنا هذه الاختلالات لم نر بدا من جعل كل حديث في

[15]

سورته ثم حينما غيرنا الترتيب الاصلي للكتاب بدا لنا في أن نرتب الكتاب على أساس الآيات القرانية وفق سائر الكتب المدونة في هذا الفن وأن ندرج كل حديث تحت الآية المرتبطة بها فأضفنا إلى الكتاب الآيات المرتبطة بالاحاديث وجعلناها بمنزلة العنوان للاحاديث فكل الآيات التي ذكرناها في بداية الاحاديث هي من الاضافات التي لم تكن في الكتاب أما عناوين السور والعناوين التي وردت في المقدمة فهي من الاصل.

وحينما غيرنا ترتيب الكتاب حاولنا أن لا تفوت أية فائدة علمية أو تحقيقية من هذا التغيير فوضعنا في بداية كل حديث رقمين: الاول للتسلسل والثاني لبيان الوضع الاصلي للحديث فاذا لاحظنا الحديث يحمل رقم 90 - 3..فالاول للتسلسل والثاني يعني أنه كان الحديث الثالث من هذه السورة حسب الاصل.

والمصنف كثيرا ما يلخص أسماء الشيوخ عند تعاقبها فاذا قال تحت الرقم(1) حدثنا الحسين بن الحكم فانه في الرقم الثاني يكتفي بقوله (حدثنا الحسين) ومع الاخلال بالترتيب السابق ربما فوت بعض هذه القرائن على المطالع غير المتنبه لدور الارقام الموجودة فأضفنا في أمثال هذه الموارد (بن الحكم) ووضعناه بين المعقوفين وذلك فيما إذا انقطع الاتصال والتعاقب.

وقد سبق أن قدمنا الكلام بأنه لم يطلع أحد على هذا الكتاب في العصور المتقدمة سوى الحاكم الحسكاني رحمه الله ولا نعرف مواصفات نسخته سوى أنها كانت مسندة وغالب موارد النقل عنها موجود في النسخة التي بأيدينا سوى مورد واحد، لكن هذه النسخة التي بأيدينا قد أسقط عامة أسانيدها إلا بعض الاسانيد في الاول والوسط وآخر الكتاب، وأما نسخة (ر) التي كانت عند العلامة المجلسي رضوان الله عليه فهي أيضا مسقطة الاسانيد وتشترك مع النسخ التى اعتمدنا عليها في الطبع والتحقيق أنها من أصل واحد إلا أنها شبه تلخيص لفرات، وذلك من كاتب ليس له إلمام ودرك لمثل هذه الامور ولم يتبع فيه الاساليب العلمية والواضحة بل وقع التلخيص ممن يجهل هذا الفن تماما وبالنتيجة فالنسخة التي اعتمد عليها العلامة المجلسي في البحار نسخة ناقصة مشوشة نسبيا.

والكتاب الموجود عندنا هو برواية أبي الخير مقداد بن علي الحجازي المدني عن أبي القاسم عبدالرحمان بن محمد بن عبدالرحمان العلوي الحسني أو الحسيني عن فرات كما نلاحظ ذلك في بداية الكتاب ونهايته، والمقدمة التى وردت في أول الكتاب قبل الاحاديث ليست لفرات على ما يبدو وليس في الكتاب نكتة أو تعليقة أو كلام من فرات حتى تتبين لنا مكانته العلمية والفكرية.

[16]

وأما مشكلة حذف الاسانيد فلا ندري متى وقع هذا الامر المؤسف نعم لو لاحظنا من جهة أن نسخة الحسكاني كانت مسندة ودققنا في التسلسل السندي لرواية كتاب فرات الموجود حاليا عندنا في أول الكتاب وآخره نظرنا إلى تاريخ النسخ التي بأيدينا والتى تعود أقدمها إلى قبل خمسة قرون لاهتدينا ربما إلى تحديد الفترة التي وقع فيها الحذف وهي ما بين القرن الخامس والعاشر على أن هذه التقديرات راجعة إلى النسخة التي وقع فيها الحذف فلربما بقيت النسخة المسندة إلى فترات متأخرة وعسى أن نعثر في المستقبل القريب على نسخة كاملة لتفسير فرات.

وأما السبب في هذا التصرف فربما يعود لجهل الناسخ إلى أهمية الاسناد في الرواية فأراد الاقتصار على لباب المطلب بزعمه وحذف التشريفات الزائدة فحذف الاسانيد كما وقع ما يشبه هذا الامر في نسخة (ر) حيث أن الكاتب لم يكتف بهذا المقدار بل حذف المتون المكررة، أو كان السبب في أن المحدثين في قرون متمادية كانوا لا يروون الكتاب إلا باجازة تعود ولو بالواسطة إلى مؤلف الكتاب وصاحب الحديث فاذا لم يجدوا أحدا يجيزهم ذلك نقلوا الاحاديث على نحو الارسال كما فعل ذلك بتفسير العياشي حيث أن الذي حذف منه الاسناد يذكر في المقدمة ما ملخصه: إني لما رغبت إلى هذا وطلبت سماعا من المصنف أو غيره فلم أجد في ديارنا من كان عنده سماع أو إجازة منه حذفت منه الاسناد و كتبت الباقي على وجهه ليكون أسهل على الكاتب والناظر فيه فان وجدت بعد ذلك سماع أو إجازة المصنف اتبعت الاسانيد.

ولربما يعود السبب إلى أن رجال السند كانوا لدى الكاتب من المجاهيل فأرادان يريح نفسه من ذكر أناس غير معروفين فحذف الاسانيد إلا أن هذا الاحتمال ضعيف.

ولم يراع الذي أسقط الاسانيد ترتيبا واحدا ونهجا علميا في الحذف ففي البداية لم يحذف الاسانيد ثم حينما استمر بالكتابة كأنما مل من تكرر الاسماء وطولها فحذفها واقتصر على ذكر شيخه فقط ثم أردفه بقوله (معنعنا) لكن هذا لغير بداية السور أما بداية السور فتارة يقتصر على ذكر فرات نفسه وتارة يقتصر على ذكر راوية فرات (أبوالقاسم العلوى عبدالرحمان بن محمد بن عبدالرحمان) وربما أعقبه بذكر فرات ولربما أعقب ذكر فرات ذكر شيخه نادرا وكأن الكاتب أصابته صحوة في أثناء الكتابة فأبقي قسما من أسانيد أواسط الكتاب وأيضا حينما وصل به الامر إلى أواخر الكتاب وأحس بنشوة الخلاص من معاناة الكتابة أثبت بعض الاسانيد في آخر الكتاب.

وكل هذا يؤكد الاحتمال الاول من أسباب الحذف.

[17]

ومما يهون الخطب في كافة الامور الثقافية هو أن الله الحجة البالغة وكتابه الساطع الذي يفرق بين الحق والباطل وهناك الاحاديث الكثيرة المتواترة المقطوع صدورها بحيث يمكن أن تكون ميزانا لمعرفة الاحاديث الاخرى بعد العرض عليها، وأيضا هناك الفطرة السليمة التى تتمكن نوعا ما من تمييز الجيد من الردي، وقد أرجعنا الرسول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ما رواه الكثير من علماء الفريقين إلى الثقلين كتاب الله وعترته ما إن تمسكنا بهما لن نضل بعده أبدا وإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليه الحوض، فالكتاب واضح برهانه لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه قد حفظه الله من الزيادة والنقصان وعصمه من التلبيس والتحريف وأما الثقل الآخر فليس هو السنة النبوية ولا سنة أهل البيت بمعنى الاحاديث والروايات التي بايدينا وذلك لما فيه من الاختلاق والتغيير والتناقض والسنة التي لا تعصم نفسها عن الكذب والضلال كيف يتم إرجاع الناس إليه من قبل الرسول و بالنتيجة فاقد العصمة كيف يورث العصمة من الضلال فيما إذا تمسكوا به، بل الثقل الاخرهم أهل البيت بأنفسهم فهم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم وتطهيرا وهم حفظة هذا الدين من تحريف الغالين وانتحال المبطلين هم الائمة الاثنى عشر الذين يمثلون وجودا مستمرا في جميع العصور إلى يوم القيامة حتى ورود الحوض مع استمرارية القرآن جنبا إلى جنب وفي عصر الغيبة وإن كان الامام غائبا عن الابصار إلا أنه رسم الخطوط العريضة و الواضحة الحية للتمسك بهم والاهتداء بهديهم سواء في مجال القيادة والثقافة وهو الشاهد على الاوضاع والموجه لها بقدر ما تقتضيه أسباب الهداية واللطف الالهى.

فعلينا دائما وأبدا أن نتمسك بالثقلين وعرض ما هو غامض على القرآن ومراجعة أولي الفقه والبصيرة الذين يمثلون تلك الخطوط وأن لا نتسرع في الحكم على الاحاديث بمجرد عدم فهمنا لها فللقرآن ظهر وبطن ولبطنه بطن إلى سبعين بطن فربما نرى رواية تتعارض بالنظر البدوي لظاهر القرآن إلا أننا لو تأملنا وتريثنا لعرفنا أنه ليس فقط لا يتعارض بل يؤيده كل التأييد لكن لا يلقاها إلا الذين صبروا ولا يلقاها إلا ذو حظ عظيم فظاهره أنيق وباطنه عميق فاذا وجدنا آية ظاهرها في جماعة معينة ثم تقول الرواية أنها نزلت في أهل البيت أو في شيعتهم أو في أعدائهم فلا نستنكر ذلك فقد جاء في الحديث كما في أول الكتاب: القرآن أربعة أرباع ربع فينا وربع في عدونا وربع فرائض وأحكام وربع حلال وحرام ولنا كرائم القرآن، وفي ح 166 من هذا الكتاب نحوه عن الباقر وأضاف: ولو أن آية نزلت في قوم ثم ماتوا اولئك ماتت الآية إذا ما بقي من القرآن شئ، إن القرآن يجري من أوله إلى آخره وآخره إلى أوله ما قامت السماوات والارض فلكل قوم آية يتلونها هم منها في خير أو شر.

[18]

قال المولى محسن الكاشاني الفيض في المقدمة الثالثة من تفسير الصافي: ولما كان نبينا سيد الانبياء ووصيه سيد الاوصياء لجمعهما كمالات سائر الانبياء والاوصياء ومقاماتهم مع مالهما من الفضل عليهم وكان كل منهما نفس الآخر، صح أن ينسب إلى أحدهما من الفضل ما ينسب إليهم لاشتماله على الكل وجمعه لفضائل الكل و حيث كان الاكمل يكون الكامل لا محالة، ولذلك خص تأويل الآيات بهما وبسائر أهل البيت عليهم السلام الذين هم منهما ذرية بعضها من بعض، وجئ بالكلمة الجامعة التي هي الولاية فانها مشتملة على المعرفة والمحبة التابعة وسائر ما لابد منه في ذلك.

وأيضا فإن أحكام الله سبحانه إنما تجري على الحقائق الكلية والمقامات النوعية دون خصائص الافراد والآحاد، فحيثما خوطب قوم بخطاب أو نسب إليهم فعل دخل في ذلك الخطاب وذلك الفعل كل من كان من سنخهم وطينتهم...وذلك لان كل من أحبه الله و رسوله أحبه كل مؤمن من ابتداء الخق إلى انتهائه وكذا من أبغضه...وكل مؤمن في العالم قديما أو حديثا إلى يوم القيامة فهو من شيعتهم ومحبيهم، وكل جاحد في العالم قديما أو حديثا فهو من مخالفيهم(1)..هذه نبذة مما ذكره الفيض الكاشاني في مقدمة تفسيره وفي هذا الكتاب الذي بين يديك إشادة بالشيعة والتشيع وتنديد بغيرهم فربما يغتر الجاهل المتسمى بهذا الاسم فيخال إليه أن الاسم وحده ينفعه وأن الظاهر يغني عن الباطن وأنه الناجي والفائز ومع أن في هذا الكتاب وغيره تصريحات واضحة في تفسير الشيعة والتشيع كما في كلام الامام الباقر عليه السلام أنه لا تنال ولايتنا إلا بالورع وإلا بالعمل كما في ح 415 وغيره لكن هذه المواضيع غير مبوبة ومرتبة حتى يقف الطالب على حده بدقة ووضوح لذلك ننقل هنا ما ذكره المحقق الكبير والفقيه الشهير الفيض الكاشاني قدس الله سره في معنى الشيعة ومعنى المخالف وتقسسم الناس بهذا الاعتبار كما ذكره في نهاية ج 4 من المحجة البيضاء ص 371 ط قم قال: ومن وفقه الله لمحبة صاحب هذا المقام وموالاته والاقتداء به والاهتداء بهداه والاقتفاء لاثره والتشيع له على طريقته ومنهاجه في في حركاتة وسكناته وأفعاله وأحواله والوقوف على أسراره وعلومه بقدر طاقته وعلى حسب وسعه ويكون كلما أخطأ أناب فأصاب وكلما أذنب ذنبا رجع وتاب وكلما زل قدمه استقام وآب وتبرء من الطرق الباطلة والاهواء الزائغة و أهليها وزهد في فضول الدنيا وامتاز من بينها فهو الشيعي والخاصي والسعيد والناجي والمتعلم على سبيل النجاة والمؤمن الممتحن والمتقي والمقتصد وصاحب الميمنة وأهل

[19]

اليمين.

ومن هو في مقابل هذا الشخص بأن يكون عودا للامام غير مقتد به ولا مهتد بهداه و لا مقتف أهره ولا واقف على أسراره بل مخالفا له في طريقته جاحدا أمره متبعا هواه مقبلا على دنياه فهو المخالف والعامي والشقي والهالك والمشرك والضال والظالم وصاحب المشأمة وأهل الشمال...في كلام لطيف له فلاحظ ألبتة.

ومما يتعلق بترتيب الكتاب هو أن المصنف عند نقله عن مشايخه يختلف تعبيره بين شيخ وآخر في قوله حدثني وحدثنا فعندما يروي عن الفزاري والاهوازي مثلا فيقول (حدثني) و عندما يروي عن الحبري والاحمسي و....فيعبر ب (حدثنا) هذا في الاعم الاغلب مع اختلاف بين النسخ.

مخطوطات الكتاب:

1 - نسخة مكتبة أمير المؤمنين في النجف الاشرف تحت الرقم 1890 والتي كتبت في بداية القرن 14 على ما ببالي ولم يذكر الكاتب عن أية نسخة استنسخها وهذه النسخة بالرغم من أنها متأخرة، لكنها من النسخ الجيدة، إن لم تكن أحسنهما وقد اعتمدنا عليها بالدرجة الاولى ورمزنا لها ب (أ) وهي بخط الحاج محمد العبايچي والد الميرزا فرج الله التبريزي و كانت في ملكية المرحوم الاديب حجة الاسلام والمسلمين العلامة الشيخ محمد على الغروى الاوردبادي قدس الله روحه المتوفى سنة 1380 ه‍ وتقع في 441 صفحة وخطها ردئ.

2 - نسخة مكتبة مدرسة السيد البروجردي في النجف الاشرف وهي نسخة المحدث الشهير الميرزا حسين النوري رحمه الله صاحب المستدرك إستكتبها العالم الفاضل الاديب الشيخ احمد بن الشيخ حسن...القفطان السعدي النجفي لنفسه سنة 1276 ه‍ ق في كربلاء المقدسة عن نسخة فرغ كاتبها من كتابتها بمكة الشمرفة ظهر يوم الثلاثاء الثاني و العشرين من ربيع الثاني سنة 1083 من الهجرة على يد إبراهيم بن عبدالله الاحسائي الجبلي مولدا والشيرازي مسكنا.

والنسخة ثمينة وتنفرد ببعض المزايا والاصلاحات وعليها إشارات التصحيح والمقابلة وقد اعتمدنا عليها بالدرجة الثانية ورمزنا لها ب (ب).

3 - نسخة السيد الخوانساري أحمد بن محمد رضا العلوي الحسيني، المحفوظة في مكتبة نجله بقم وقد جاد بصورة عنها لنا واستفدنا منها في مواضع من هذا الكتاب وهي وإن كانت مستنسخة عن نسخة الميرزا النوري (ب) إلا أنها تتفرد باصلاحات وتعديلات هامة

[20]

مما يثير الظن أنه استفاد من نسخة خطية أخرى لم يشر إليها وقد فرغ من كتابتها سنة 1326 ه‍ ورمزنا لها ب (خ).

4 - نسخة المدرسة الفيضية بقم مستنسخة من (ب) أيضا وقد لا حظتها فلم أجد فيها مفارقة تذكر عن الاصل ولا أعرف تاريخ كتابتها وقد كتب فوقها بالفارسية ما ترجمته: راوي هذا التفسير والد الصدوق ! والمصنف كان حيا إلى سنة 307.(2) هذا ولا أدري من أين حصل على هذه المعلومات.

5 - نسخة مكتبة الروضة الرضوية المقدسة بمشهد الرضا عليه السلام وهي أيضا مأخوذة من أصل (ب) ولم يذكر تاريخ استنساخها، لسقوط آخر صفحة منها، ولم يكن فيها فارق يذكر عن الاصل ومما يجدر إلاشارة إليه أن (ب) و (ر) وما يتبعهما من النسخ بعد انتهاء أحاديث فرات، ذكر فيها ستة أحاديث وهي: (صلى الله عليه وآله) يقول: أعطاني ربي خمسا وأعطى عليا خمسا، أعطاني جوامع الكلم أعطى عليا جوامع العلم، وجعلني نبيا وجعل عليا وصيا، وأعطاني الكوثر وأعطى عليا سلسبيللا، و أعطاني الوحي وأعطى عليا الالهام، وأسرى بي ربي إلى السماء وفتحت لعلي أبواب السماء حتى رأى ما رأيت ونظر إلى ما نظرت.

وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا ابن عباس خالف من خالف عليا ولا تكونن له ظهيرا ولا وليا، فوالذي بعثني بالحق ما يخالفه أحد إلا غير الله ما به من نعمة وشوه خلقته قبل أن يدخل النار، يا ابن عباس لا تشك في علي فإن الشك كفر و يخرج من الايمان.

سأل رجل رسول الله: أمريم أفضل أم فاطمة؟ فسكت، فقال [ ثانية ]: يا رسول الله أفاطمة أفضل أم مريم؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله فاطمة فضلى في الدنيا والآخرة فاطمة بضعة مني.

وعن جعفر بن محمد عليه السلام قال: أشهد على أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خرجت من نكاح و لم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي لم يصبني من سفاح الجاهلية شئ.

[ و ] رواه أبوحمزة عن أبي جعفر عن أبيه عن جدة.

وهذان الحديثان من كتاب دلائل النبوة من تصنيف الامام الحافظ أبي نعيم أحمد بن عبدالله بن أحمد.

روي عن عبدالله بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لم يلق أبواي في سفاح لم يزل الله ينقلني من أصلاب طيبة إلى أرحام طاهرة صافيا هاديا مهديا لم تتشعب شعبة إلا كنت في خيرها.

[21]

وعن جابر بن عبدالله الانصاري قال: إن النبي نادى بالمهاجرين والانصار بالسلاح [ بالصلاة ] ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا معشر المسلمين من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يوم القيامة يهوديا قال جابر: فقمت إليه وقلت: يا رسول الله وإن شهد إن لا إله إلا الله؟ قال: وإن شهد أن لا إله إلا الله.

الخبر بتمامه وكماله.

أقول: هذه الاحاديث موجودة في كافة النسخ المأخوذة من (ب) بعد تفسير فرات بصورة إلحاق للكتاب ونسخة مكتبة المقدسة الروضة الرضوية تنتهي الاحاديث المذكورة في وسط الحديث الاخير (قال جابر فقمت إليه وقلت) حيث سقطت الورقة الاخيرة من المجلد لا من تفسير فرات.

6 - نسخة مكتبة السيد الروضاتي باصفهان ونرمز لها ب (ر) والتي تعود على أقل تقدير إلى أوائل ق 11 وعلى أكثر تقدير إلى أوائل ق 9 وذلك أن الورقة الاخيرة سقطت من الكتاب وهي تشترك مع (ب) في تعقيبها بالاحاديث الستة المتقدمة في الاصل وفي الترتيب العام للكتاب تتفق وسائر النسخ إلا أن كاتبها قد لخص الاحاديث فما رآه مكررا أسقطه فلربما ذكر سند الحديث وشيئا من المتن ثم انتبه إلى أن مثله معنى ومتنا تقدم فترك الحديث مبتورا وانتقل إلى ما بعده والظاهر أن هذه النسخة هي نسخة العلامة المجلسي التي أدرج محتوياتها في البحار فلذلك فان نقل المجلسي من كتاب فرات في البحار لم تكن من نسخة كاملة بل من نسخة ناقصة ومشوشة فتارة يخلط بين حديثين أو أربعة أحاديث مع إسقاط الاسانيد الموجودة في ما بين تلك الاحاديث وكاتب هذه النسخة أو أصلها هو عفيف الدين طيفور بن سراج الدين جنيد الحافظ الواعظ [ أنهى كتابتها ] في يوم الاربعاء ثامن عشر ذي الحجة الحرام سنة ست [و ] ثمانمائة أو سنة سبعين وثمانمأة حسب نقل نسخة مكتبة ملك عنها.

والتاريخ الاول غير واضح في النسخة.

والذي يرجح عندي هو أن هذه النسخة مستنسخة من نسخة طيفور بن جنيد وأن تاريخ نسخها يرجع إلى حوالى القرن العاشرو أوائل القرن 11 وذلك أن من عادة الكتاب أن يكتبوا تاريخ الكتابة عند نهاية الكتاب، والكتاب قد سقط منه ورقة أو ورقتان فيها ستة أحاديث ليست هي من فرات بالاصل كما قد منا الذكر فيها وفي آخر صفحة موجودة من الكتاب إشارة إلى أول كلمة من الصفحة التالية والساقطة كما هو عليه عادة الكتاب.

ومما يجدر الاشارة إليه هو أن بعض من كان الكتاب بحوزته قد أخطأ في معرفته فكتب عليه: تفسير غياث بن إبراهيم رضي الله عنه خطأ مما أوقع في الوهم بعض المؤلفين الذين استفادوا من هذا الكتاب مثل المفسر المحدث محمد رضا النصيري من أعلام ق 11 في

[22]

كتابه تفسير الائمة لهداية الامة حيث تصور أن هذا الكتاب هو لغياث بن إبراهيم وأنه يكثر فيه النقل عن فرات وربما مما ساعده في هذا التوهم هو أن أحاديث الكتاب مصدرة تارة باسم فرات وأخرى من دونها فعلى أية حال فمهما نقل في كتابه عن فرات يقول: غياث بن إبراهيم عن فرات بن إبراهيم، وتسبب هذا الوهم أن يعقد العلامة الكبير الشيخ آقا بزرگ الطهراني في كتابه المنيف (الذريعة) عنوانا مستقلا باسم: نفسير غياث بن إبراهيم.

اعتمادا على ما ذكره الاصفهاني في كتابه.

7 - نسخة مكتبة ملك بطهران تحت الرقم 3976 سقط من أولها خمس أوراق وكتب في آخرها: قد فرغت من هذا التفسير الكلام ! مروي ! عن الائمة عليهم السلام في 15 جمادي الاولى سنة تسعة وتسعمائة على يد نبي محمد بن علي بن بهمن.

وهذه النسخة سقيمة جدا ومأخوذة من (ر) لم نستفد منها شيئا.

8 - نسخة أخرى بمكتبة ملك تحت الرقم 301 كتبت في عصر متأخر وتشترك مع المتقدمة في السقم والتصحيف والمصدر المستنسخ منه.

9 - النسخة المطبوعة بالنجف بمطبعة الحيدرية وهي أول طبعة لتفسير فرات وقد اعتمد الناشر على نسخة الفاضل الكامل الشيد عبدالرزاق الموسوي المقرم التى يرجع تاريخها إلى سنة 1354 ه‍ ق وهي مستنسخة من نسخة كتبها شير محمد الهمداني الجورقاني سنة 1354 ه‍ ق أيضا وقال: هذا تمام ما في النسخة التي نسخت هذه منها إلا قيلامن أولها نسخته من نسخة أخرى أقول: وأصله نسخة العلامة الاوردوبادي التي فرغ من كتابتها سنة 1334 ه‍ ق عن النسخة المتقدمة تحت الرقم(1).

هذا ولم تخل هذه النسخة أي المطبوعة من الاستفادة من (ب) نسخة مكتبة مدرسة السيد البروجردي ولم تخل أيضا من اجتهادات وتعديلات ذوقية دون نصب قرينة عليها.

و لم نستفد منها إلا نادرا مع الاشارة إلى ذلك.

أسلوب التحقيق:

رتبنا الكتاب حسب الآيات والسور القرآنية وقد تقدم الكلام حوله، واستفدنا من كتب و مصادر شتى لتحقيق نصوص وأسانيد الكتاب مثل تفسير الحبري والقمي وشواهد التنزيل وتفسير البرهان والصافي ونور الثقلين والخصائص لابن بطريق والمناقب لابي جعفر الكوفي المعاصر لفرات وكتاب اليقين لابن طاووس وتاريخ دمشق ترجمة الامام أمير المؤمنين و الحسن والحسين وغيرهم.

[23]

ثم إننا اعتمدنا على (أ) بالدرجة الاولى وهي نسخة مكتبة أمير المؤمنين ثم (ب) نسخة الميرزا النوري ثم (ر) و (خ) كل هذا مع عدم المرجحات الواضحة وقد أثبتنا عامة الاختلافات بين النسخ في الكتاب حتى مع وضوح غلط النسخة من أجل التحفظ على الصورة الاولية للنسخة أو التحفظ على ما يقرب من تلك الصورة لما فيه من إبقاء الباب مفتوحا للمحققين لمتابعة أبحاثهم فاذا جاء في الكتاب حدثتي الحسين [ ب: الحسن ] فيعني أن في (ب) بدل (الحسين) (الحسن)، وإذا جاء في الكتاب مثلا: سبحان الله [ والحمد لله.ر ] فيعني أنه قوله (والحمد لله) وردت في (ر) وحدها فالرمز إذا كان في بداية ما بين المعقوفين فيعني أنه نسخة بدل عما قبلها وإن تأخر فيعني انها فقط من صاحبة الرمز، وتارة تكون في نسخة واحدة ثبت لنسخة أخرى فنرسمه هكذا [ والحمد لله.ر (خ.ل) ] أو هكذا [ والحمد لله ر (ه‍) ] فيما إذا كان بالهامش من النسخة الخطية.

وقد أكملنا الكثير من الاسانيد الساقطة من تفسير الحبري وشواهد التنزيل وتارة من غيرهما ووضعنا كافة هذه الاضافات بين المعقوفين مع الاشارة في المتن أو الحاشية إلى المصدر المأخوذ منه هذه التكملة.

ثم إننا علقنا على الاحاديث بتعليقات مختلفة فرجحنا ما يتحد سندا ومتنا ثم ما يتحد متنا ثم ما يكون بمعناه وذكرنا ترجمة كل من هو مذكور في الكتاب في أول مورد لذكره واكتفينا بذلك، سوى شيوخ المصنف فقد أفردنا ترجمتهم في المقدمة وراجعنا كتب الرجال من السنة والشيعة وقبل كل شئ كان المهم لنا هو التثبت من صحة الاسم وصحة التسلسل السندي وعدم وقوع الخلل والتصحيف فيه.

ورتبنا للكتاب فهارس متنوعة للاستفادة الكاملة.

أقوال العلماء المتأخرين فيه: قال السيد الخوانساري المتوفي 1313 ه‍ في كتابه المعروف روضات الجنات: المحدث العميد والمفسر الحميد صاحب كتاب التفسير الكبير الذي هو بلسان الاخبار، وأكثر أخباره في شأن الائمة الاطهار، وهو مذكور في عداد تفسيري العياشي وعلي بن إبراهيم القمي، ويروي عنه [ الحر العاملي ] في الوسائل و [المجلسيفي ] البحار على سبيل الاعتماد والاعتبار، ذكره المحدث النيسابوري في رجاله بعد ما تركه سائر أصحاب الكتب في الرحال فقال: له كتاب تفسيره المعروف عن محمد بن أحمد بن علي الهمداني ! قال شيخنا المجلسي رحمه الله في كتاب بحار الانوار: تفسير فرات وإن لم يتعرض [ أحد ] من

 





 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21335855

  • التاريخ : 28/03/2024 - 18:25

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net