00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة النحل 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير نور الثقلين ( الجزء الثالث )   ||   تأليف : الشيخ عبد على بن جمعة العروسي الحويزي

 

سورة النحل

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى أبى جعفر عليه السلام قال: من قرأ سورة النحل في كل شهر كفى المغرم في الدنيا، وسبعين نوعا من أنواع البلاء أهونه الجنون والجذام والبرص، وكان مسكنه في جنة عدن وهى وسط الجنان.

2 - في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبى صلى الله عليه واله قال: من قرء‌ها لم يحاسبه الله تعالى بالنعم التى أنعمها عليه في دار الدنيا، وان مات في يوم تلاها أو ليلته أعطى من الاجر كالذى مات وأحسن الوصية.

3 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبان بن تغلب قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: أول من يبايع القائم جبرئيل، ينزل في صورة طير أبيض فيبايعه ثم يضع رجلا على بيت الله الحرام ورجل على بيت المقدس، ثم ينادى بصوت ذلق(1) تسمعه الخلايق: أتى امر الله فلا تستعجلوه.

4 - عن ابن مهزيار عن القائم عليه السلام حديث طويل وفيه انه عليه السلام تلى: " بسم الله الرحمن الرحيم أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كان لم تغن بالامس " فقلت: يا سيدى يا بن رسول الله فما الامر؟ قال: نحن أمر الله عزوجل وجنوده.

5 - في تفسير العياشى عن هشام بن سالم عن بعض أصحابنا عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سئلته عن قول الله: أتى امر الله فلا تستعجلوه قال: اذا أخبر الله النبى صلى الله عليه واله بشئ إلى وقت فهو قوله: " اتى أمر الله فلا تستعجلوه " حتى يأتى ذلك الوقت، وقال: ان الله اذا أخبر ان شيئا كائن فكأنه قد كان.

وفيه بعد أن نقل أبان بن تغلب عن أبى عبدالله عليه السلام كما نقلنا عنه سابقا، وفى

___________________________________

(1) الذلق: الفصيح.

[39]

رواية عن أبان عن أبى جعفر عليه السلام نحوه.

6 - في تفسير على بن ابراهيم " اتى امر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون " قال: نزلت لما سألت قريش رسول الله صلى الله عليه واله ان ينزل عليهم(1) فأنزل الله تبارك وتعالى " اتى أمر الله فلا تستعجلوه ".

7 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن على بن أسباط عن الحسين بن أبى العلا عن سعد الاسكاف قال: أتى رجل أمير المؤمنين عليه السلام يسئله عن الروح أليس هو جبرئيل؟ فقال له أمير المومنين عليه السلام: جبرئيل من الملائكة والروح غير جبرئيل، فكرر ذلك على الرجل، فقال له: لقد قلت عظيما من القول، ما أحد يزعم ان الروح غير جبرئيل: فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: انك ضال تروى عن أهل الضلال يقول الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه واله: أتى امر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون ينزل الملائكة بالروح والروح غير الملائكة عليهم السلام.

8 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: على من يشاء من عباده ان انذروا انه لا اله الا انا فاتقون يقول: بالكتاب.

وقال على بن ابراهيم في قوله: خلق الانسان من نطفة فاذا هو خصيم مبين قال: خلقه من قطرة من ماء منتن(2) فيكون خصيما متكلما بليغا، وقال أبوالجارود في قوله: والانعام خلقها لكم فيها دف‌ء ومنافع والدف‌ء: حواشى الابل: ويقال بل هى الادفاء(3) من البيوت والثياب.

9 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن على عليه السلام قال: سئل النبى صلى الله عليه واله أى المال خير؟ قال: زرع زرعه صاحبه وادى حقه يوم حصاده، قيل: وأى مال بعد الزرع خير؟ قال: رجل في غنمه قد تبع بها مواقع القطر، يقيم الصلوة و يؤتى الزكوة، قيل فأى المال بعد الغنم خير؟ قال: البقر تغدو بخير وتروح بخير

___________________________________

(1) وفى المصدر " أن ينزل عليهم العذاب ".

(2) وفى المصدر " من قطرة من ماء مهين ".

(3) ادفأه من الحائط وغيره كنه اى ستره.

[40]

قيل: فأى المال بعد البقر خير؟ قال: الراسيات(1) في الوحل المطعمات في المحل(2) نعم المال النخل، من باعه فانما ثمنه بمنزلة رماد على شاهقة اشتدت به الريح في يوم عاصف، الا أن يخلف مكانها، قيل: يا رسول الله فأى المال بعد النخل خير؟ فسكت فقال له رجل: فأين الابل؟ قال: فيه الشقاء والجفاء والعناء وبعد الدار، تغدو مدبرة وتروح مدبرة لا يأتى خيرها الا من جانبها الاشأم.

10 - عن أبيعبد الله عن ابيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: الغنم اذا أقبلت اقبلت، واذا أدبرت أقبلت، والبقراذا أقبلت أقبلت، واذا أدبرت ادبرت، والابل أعناق الشياطين اذا أقبلت أدبرت، واذا أدبرت ادبرت، ولا يجئ خيرها الا من الجانب الاشأم، قيل: يا رسول الله فمن يتخذها بعد ذا؟ قال: فاين الاشقياء الفجرة؟.

11 - عن الحارث قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه واله: عليكم بالغنم والحرث فانهما يروحان بخير ويغدوان بخير، قال: فقيل له: يا رسول الله فأين الابل؟ قال: تلك أعناق الشياطين ويأتى خيرها من الجانب الاشام، قيل: يا رسول الله ان سمع الناس بذلك تركوها فقال: اذا لا يعدمها الاشقياء الفجرة.

12 - عن امير المؤمنين عليه السلام أفضل ما يتخذه الرجل في منزله لعياله الشاة، فمن كان في منزله شاة قدست عليه الملائكة مرتين في كل يوم، وكذلك في الثلاث يقول: بورك فيكم.

13 - عن الحسن بن مصعب قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ان لله تعالى في كل يوم و ليلة ملكا ينادى مهلا مهلا عباد الله عن المعاصى فلولا بهائم رتع وصبية رضع وشيوخ ركع لصب عليكم العذاب صبا ترضون به رضا.

14 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون قال: حين ترجع من المرعى، قوله: وتحمل اثقالكم إلى بلد ثم تكونوا بالغيه الا بشق الانفس قال: إلى مكة والمدينة وجميع البلدان.

15 - في الكافى أبوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان بن يحيى

___________________________________

(1) اى الثابتات في أماكنها لا تزول لعظمها.

(2) المحل: الشدة والجدب وانقطاع المطر ويبس الارض من الكلاء.

[41]

عن عبدالله بن يحيى الكاهلى قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ويذكرالحج، فقال قال رسول الله صلى الله عليه واله: هو أحد الجهادين، هو جهاد الضعفاء ونحن الضعفاء، أما انه ليس شئ أفضل من الحج الا الصلوة، وفى الحج ههنا صلوة، وليس في الصلوة قبلكم حج، لا تدع الحج وأنت تقدر عليه، أما ترى انه يشعث رأسك و يقشف فيه جلدك(1) وتمتنع فيه من النظر إلى النساء، وانا نحن ههنا ونحن قريب، و لنا مياه متصلة، ما نبلغ الحج حتى يشق علينا فكيف أنتم في بعد البلاد، وما من ملك ولا سوقة(2) يصل إلى الحج الا بمشقة في تغيرمطعم او مشرب أو ريح او شمس لا يستطيع ردها، وذلك قوله عزوجل: " وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه الا بشق الانفس ان ربكم لرؤف رحيم ".

- في كتاب علل الشرايع أبى (ره) قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن صفوان وفضالة عن القاسم الكاهلى قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يذكر الحج وذكر مثل ما نقلناه عن الكافى سواء.

16 - في تفسير العياشى عن زرارة عن أحدهما عليهما السلام قال سألته عن ابوال الخيل والبغال والحمير؟ قال فكرهها، فقلت " أليس لحمها حلال؟ قال: فقال: أليس قد بين الله لكم: " والانعام خلقها لكم فيها دف‌ء ومنافع ومنها تأكلون " وقال في الخيل: والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة فجعل الاكل من الانعام التى قص الله في الكتاب، وجعل للركوب الخيل والبغال والحمير وليس لحومها بحرام ولكن الناس عافوها(3).

17 - في الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن غير واحد عن أبان عن زرارة عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان الخيل كانت وحوشا في بلاد العرب، فصعد

___________________________________

(1) شعث رأسه: تفرق شعره وجلده.

والقشف - محركة -: رثاثة الهيئة وسوء الحال ورجل قشف - ككتف -: لوحته الشمس او الفقر فتغير.

(2) السوقة الرعية يستوى فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث.

(3) عاف الرجل الطعام والشراب وغيرها عيفا: كرهه فلم يأكله أو لم يشربه.

[42]

ابراهيم واسمعيل عليهما السلام على جبل جياد ثم صاحا: ألاهلا(1) قال: فما بقى فرس الا أعطاهما بيده، وأمكن من ناصيته.

18 - عنه عن على بن الحكم عن عمر بن أبان عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيمة.

19 - عنه عن ابن فضال عن ثعلبة عن معمر عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: الخير كله معقود في نواصى الخيل إلى يوم القيمة.

20 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبدوس بن أبى عبيدة قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: أول من ركب الخيل اسمعيل، وكانت وحشية لم تركب، فحشرها الله عزوجل على اسمعيل من جبل منى، وانما سميت الخيل العراب، لان اول من ركبها اسمعيل.

21 - في كتاب الخصال عن الحسين بن زيد قال: بلغنى ان الله تعالى خلق الخيل من أربعة أشياء، من البحر الاعظم المحدق بالدنيا، ومن النار، ومن دموع ملك يقال له ابراهيم، ومن بين طيبة.

22 - في كتاب علل الشرايع وباسناده إلى محمد بن يعقوب عن على بن محمد باسناده رفعه قال: قال على عليه السلام لبعض اليهود وقد سئله عن مسائل: اول من ركب الخيل قابيل يوم قتل أخاه هابيل، واول من ركب البغل ابن آدم عليه السلام وذلك كان له ابن يقال له معد، وكان عشوقا للدواب، وأول من ركب الحمار حوا.

23 - في كتاب الخصال عن أم الدرداء قالت: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من أصبح معافى في جسده آمنا في سربه(2) عنده قوت يومه فكانما حيزت له الدنيا: يا ابن آدم يكفيك من الدنيا ما سد جوعتك، ووارى عورتك، فان يكن بيت يكنك فذاك، وان يكن دابة تركبها فبخ بخ، والخير وما الخير وما بعد ذلك حساب عليك

___________________________________

(1) جياد: جبل بمكة وقيل: ان المعروف في كتب اللغة " أجياد " وهلا: رجز للخيل اى اقربى.

(2) السرب هنا بمعنى الحرم والعيال.

[43]

او عذاب.

24 - عن نافع بن عبد الحارث قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من سعادة المسلم سعة المسكن، والجار الصالح، والمركب الهنيئ.

25 - عن ابى عبدالله عليه السلام قال: سمعت أبى يحدث عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: خمس لا أدعهن حتى الممات: ركوب الحمار مردفا الحديث.

26 - وعن الامام الباقر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: خمس لست بتاركهن حتى الممات: ركوبى الحمار موكفا(1) الحديث.

27 - عن يعقوب بن سالم رفع الحديث إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لا يرتدف ثلثة على دابة فان أحدهم ملعون وهو المقدم.

28 - عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام ان النبى صلى الله عليه واله قال: ما خلق الله خلقا الا وقد أمر عليه آخر يغلب به، وذلك ان الله تبارك وتعالى لما خلق البحار في السماء فخرت وزخرت وقالت: أى شئ يغلبنى؟ فخلق الله تعالى الفلك فأدارها به وذللها، ثم ان الارض فخرت وقالت: أى شئ يغلبنى فخلق الله تعالى الجبال فأثبتها في ظهرها أوتادا منها من أن تميد بما عليها، فذلت الارض واستقرت.

29 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثورى عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه: واما " ق " فهو الجبل المحيط بالارض، وخضرة السماء منه، وبه يمسك الله الارض أن تميد بأهلها.

30 - في اصول الكافى احمد بن مهران عن محمد بن على ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبى عبدالله عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام باب الله الذى لا يؤتى الا منه، وسبيله الذى من سلك بغيره هلك، وكذلك يجرى لائمة الهدى واحدا بعد واحد.

جعلهم الله أركان الارض أن تميد بأهلها.

___________________________________

(1) اى الذى وضع عليها الاكاف وهو برذعة الحمار.

[44]

الحسين بن محمد الاشعرى عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور العمى عن محمد بن سنان قال: حدثنا المفضل قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول وذكر كالحديث السابق سواء.

على بن محمد ومحمد بن الحسين عن سهل بن زياد عن محمد بن الوليد شباب الصيرفى قال: حدثنا سعيد الاعرج عن ابى عبدالله عليه السلام ثم ذكر مثله ايضا.

محمد بن يحيى وأحمد بن محمد جميعا عن محمد بن الحسن عن على بن حسان قال: حدثنى أبوعبدالله الرياحى عن أبى الصامت الحلوانى عن أبى جعفر عليه السلام ثم ذكر مثله ايضا بتغيير يسير، وهذه الاحاديث الاربعة طوال أخذنا منها موضع الحاجة.

31 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبى هراسة عن أبى جعفر عليه السلام قال: لو أن الامام رفع من الارض ساعة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله.

32 - وباسناده إلى ابراهيم بن أبى محمود قال: قال الرضا عليه السلام: ولا تخلو الارض من قائم منا ظاهر أو خاف، ولوخلت يوما بغير حجة لماجت بأهها كما يموج البحر باهله.

33 - وباسناد له آخر إلى أبى هراسة عن أبى جعفر عليه السلام قال: لو ان الامام رفع من الارض لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله.

34 - وباسناده إلى سليمان بن مهران الاعمش عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن على عن أبيه على بن الحسين عليهم السلام حديث طويل يقول فيه: وبنا يمسك الارض أن تميد بأهلها.

35 - وباسناده إلى الحسين بن على بن أبى حمزة الثمالى عن أبيه عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام عن النبى صلى الله عليه واله حديث طويل قال في آخره بعد ان ذكر خلفاء‌ه الاثنى عشر صلوات الله عليه وعليهم: بهم يمسك الله عزوجل السماء ان تقع على الارض الا باذنه، وبهم يحفظ الارض أن تميد بأهلها.

36 - وقال الصدوق رضى الله عنه في هذا الكتاب: ويروى في الاخبار الصحيحة عن أئمتنا عليهم السلام ان من رأى رسول الله صلى الله عليه واله أو واحدا من الائمة عليهم السلام قد

[45]

دخل مدينة أوقرية في منامه فانه أمن لاهل المدينة أوالقرية مما يخافون ويحذرون، و بلوغ لما يأملون ويرجون.

37 - في اصول الكافى الحسين بن محمد الاشعرى عن معلى بن محمد عن أبى داود المسترق قال: حدثنا داود الجصاص قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: وعلامات وبالنجم هم يهتدون قال: النجم رسول الله صلى الله عليه واله، والعلامات الائمة عليهم السلام.

38 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن اسباط بن سالم قال: سال الهيثم أبا عبدالله عليه السلام وأنا عنده عن قول الله عزوجل: " وعلامات وبلنجم هم يهتدون " فقال: رسول الله صلى الله عليه واله النجم، وعلامات الائمة.

39 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء قال: سألت الرضاعليه السلام عن قول الله عزوجل: " وعلامات وبالنجم هم يهتدون " قال: نحن العلامات والنجم رسول الله صلى الله عليه واله.

40 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب أبوالورد عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: " وعلامات وبالنجم هم يهتدون " قال: نحن النجم.

41 - الهيتى وداود الجصاص عن الصادق، والوشا عن الرضا عليهما السلام: النجم رسول الله، والعلامات الائمة عليهم السلام.

42 - أبوالمضا عن الرضا عليه السلام قال النبى صلى الله عليه واله لعلى: أنت نجم بنى هاشم.

43 - وعنه قال عليه السلام: أنت احد العلامات.

44 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: " وعلامات وبالنجم هم يهتدون " فانه حدثنى أبى عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن معلى بن خنيس عن أبى عبدالله عليه السلام قال: النجم رسول الله صلى الله عليه واله، والعلامات الائمة عليهم السلام.

45 - حدثنى أبى عن الحسين بن خالد عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت: " النجم و الشجر يسجدان " قال: النجم رسول الله صلى الله عليه واله، وقد سماه الله في غير موضع، فقال: " والنجم اذا هوى " وقال: وعلامات وبالنجم هم يهتدون " فا لعلامات الاوصياء، والنجم رسول الله صلى الله عليه واله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

[46]

46 - في مجمع البيان " وعلامات وبالنجم هم يهتدون " قيل: أراد به الاهتداء في القبلة قال ابن عباس: سألت رسول الله صلى الله عليه واله فقال: الجدى عليه قبلتكم وبه تهتدون في بركم وبحركم.

47 - وروى أبوالجارود عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه أن الله جعل النجوم أمانا لاهل السماء، وجعل أهل بيتى امانا لاهل الارض.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى الله عنه: تأمل في مناسبة حديث أبى الجارود في المقام وموقعه منه.

48 - في امالى شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أبى بصير عن أبى عبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام في قوله الله عزوجل: " وعلامات وبالنجم هم يهتدون " قال: النجم رسول الله صلى الله عليه واله، والعلامات الائمة من بعده عليه وعليهم السلام.

49 - في تفسير العياشى عن المفضل بن صالح عن بعض أصحابه عن أحدهما عليهما السلام في قوله: " وعلامات وبالنجم هم يهتدون " قال: هو أمير المؤمنين عليه السلام.

50 - عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن عليه السلام في قول الله: " وعلامات وبالنجم هم يهتدون " قال: نحن العلامات والنجم رسول الله صلى الله عليه واله.

51 - عن اسمعيل بن ابى زياد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن على ابن أبيطالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: " وبالنجم هم يهتدون " قال: هو الجدى لانه نجم لا يزول، وعليه بناء القبلة وبه يهتدون أهل البر والبحر.

52 - عن اسمعيل بن أبى زياد عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله: " وعلامات وبالنجم هم يهتدون " قال: ظاهر وباطن، الجدى عليه تبنى القبلة وبه يهتدى أهل البر و البحر، لانه لا يزول(1).

53 - عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن هذه الآية: والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون اموات غير احياء وما يشعرون ايان

___________________________________

(1) قال المحدث الكاشانى (ره): يعنى معناه الظاهر الجدى والباطن رسول الله صلى الله عليه وآله.

[47]

يبعثون قال: الذين يدعون من دون الله الاول والثانى والثالث، كذبوا رسول الله صلى الله عليه واله بقوله: والوا عليا واتبعوه، فعادوا عليا ولم يوالوه، ودعوا الناس إلى ولاية أنفسهم، فذلك قول الله: " والذين يدعون من دون الله " قال: وأما قوله: " لا يخلقون شيئا " فانه يعنى لا يعبدون شيئا وهم يخلقون فانه يعنى وهم يعبدون، وأما قوله: " أموات غير أحياء " يعنى كفار غير مؤمنين، واما قوله: " وما يشعرون ايان يبعثون " فانه يعنى انهم لا يؤمنون، انهم يشركون الهكم اله واحد فانه كما قال الله واما قوله: الذين لا يؤمنون بالآخرة فانه يعنى لا يؤمنون بالرجعة انها حق: واما قوله: قلوبهم منكرة فانه يعنى قلوبهم كافرة واما قوله: وهم مستكبرون فانه يعنى عن ولاية على عليه السلام مستكبرون، قال الله لمن فعل ذلك وعيد منه لا جرم ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون انه لا يحب المستكبرين عن ولايه على عليه السلام.

عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام مثله سواء.

54 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد الكريم بن عبدالرحيم عن محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن أبى حمزة الثمالى قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: " فالذين لا يؤمنون بالآخرة " يعنى انهم لا يؤمنون بالرجعة انها حق " قلوبهم منكرة " يعنى انها كافرة " وهم مستكبرون " يعنى عن ولاية على مستكبرون " ولا جرم ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون انه لا يحب المستكبرين عن ولاية على عليه السلام ".

55 - في تفسير العياشى عن مسعدة قال: مر الحسين بن على عليهما السلام لمساكين قد بسطوا كساء لهم فألقوا كسرا فقالوا: هلم يا بن رسول الله فأكل معهم(1) ثم تلا " ان الله لا يحب المستكبرين ".(2)

___________________________________

(1) كذا في النسخ وفى المصدر: " فثنى وركه فأكل معهم " والورك - ككتف - ما فوق الفخذ كالكتف فوق العضد.

(2) وتمام الحديث انه عليه السلام بعد ما أكل معهم، ثم قال: قد أجبتكم فأجيبونى قالوا: نعم يا بن رسول الله، فقاموا معه حتى أتوا منزله، فقال للرباب: أخرجى ما كنت تدخرين.

[48]

56 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقرى عن حفص بن غياث عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال: ومن ذهب يرى ان له على الآخرة فضلا فهو من المستكبرين، فقلت: انما يرى ان له عليه فضلا بالعافية اذا رآه مرتكبا للمعاصى؟ فقال: هيهات هيهات ! فلعله ان يكون قد غفر له مأ اتى، وأنت موقوف تحاسب؟ أما تلوت قصة سحرة موسى صلوات الله عليه؟ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

57 - في تفسير العياشى عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل عليه السلام هذه الآية هكذا: " واذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم في على قالوا أساطير الاولين " " ليحملوا " يعنى بنى اسرائيل.

58 - عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: " واذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم في على قالوا اساطير الاولين " سجع أهل الجاهلية في جاهليتهم فذلك قوله: " اساطير الاولين " واما قوله ليحملوا أوزارهم كامله يوم القيمة فانه يعنى ليستكملوا الكفر ليوم القيمة واما قوله: ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم يعنى يتحملون كفر الذين يتولونهم، قال الله: الا ساء ما يزرون.

59 - عن ابى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: " ليحملوا أوزارهم كامله يوم القيمة " يعنى ليستكملوا الكفر يوم القيمة " ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم " يعنى كفر الذين يتولونهم قال الله: " الا ساء ما يزرون ".

60 - في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم في قوله: " ليحملوا اوزارهم كامله يوم القيمة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم الا ساء ما يزرون " قال: يحملون آثامهم يعنى الذين غصبوا أمير المؤمنين وآثام كل من اقتدى بهم، وهو قول الصادق عليه السلام والله ما أهريقت محجمة من دم ولا قرع عصا بعصا ولا غصب فرج حرام ولا أخذ مال من غير حل الا ووزر في أعناقهم(1) من غير ان ينقص من أوزار العاملين شئ.

___________________________________

(1) وفى نسخة " في أعناقهما " على لفظ التثنية.

[49]

61 - حدثنى أبى عن ابن ابى عمير عن جميل عن أبيعبد الله عليه السلام قال: خطب أمير المؤمنين صلوات الله عليه بعدما بويع له بخمسة ايام خطبة، فقال فيها: واعلموا ان لكل حق طالبا، ولكل دم ثايرا، والطالب كقيام الثاير بدمائنا، والحاكم في حق نفسه هو العادل الذى لا يجور، وهو الله الواحد القهار، واعلموا ان على كل شارع بدعة وزره ووزر كل مقتديه من بعده، من غير أن ينقص من أوزار العالمين شئ، وسينتقم الله من الظلمة مأكل بمأكل ومشرب بمشرب، من لقم العلقم ومشارب الصبر الادهم(1) فليشربوا بالصلب من الراح السم المذاق، وليلبسوا دثار الخوف دهرا طويلا، ولهم بكل ما أتوا وعملوا من أفاريق الصبر الادهم فوق ما أتوا وعملوا، اما انه لم يبق الا الزمهرير شتائهم، وما لهم من الصيف الا رقدة وتحسبهم ما زودوا وحملوا على ظهورهم من الآثام فيا مطايا الخطايا ويا زور الزور، اوزار الآثام مع الذين ظلموا اى منقلب ينقلبون اسمعوا واعوا وتوبوا وابكوا على انفسكم فسيعلم الذين ظلموا فاقسم ثم اقسم لتحملنها بنو امية من بعدى وليعرفنها في دارهم عما قليل فلا يبعد الله الا من ظلم وعلى البادى يعنى الاول وما سهل لهم من سبل الخطايا مثل اوزارهم، واوزار كل من عمل بوزرهم إلى يوم القيمة ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم الا ساء ما يزرون.

62 - في مجمع البيان " ومن اوزار الذين يضلونهم " روى عن النبى صلى الله عليه واله انه قال: ايما داع دعى إلى الهدى فاتبع فله مثل اجورهم من غير ان ينقص من اجورهم شئ وايما داع دعى إلى ضلالة فاتبع عليه فان عليه مثل اوزار من اتبعه من غير أن ينقص من أوزارهم.

63 - في تفسير العياشى عن الحسن بن زياد الصيقل عن أبيعبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: قد مكر الذين من قبلهم ولم يعلم الذين آمنوا فاتى الله بنيانهم فخر عليهم السقف قال محمد بن كليب عن أبيه قال: انما شاء.

64 - عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: " فاتى الله بنيانهم من القواعد " قال: كان بيت غدر يجتمعون فيه اذا أرادوا الشر.

65 - عن ابى السفاتج عن أبيعبد الله عليه السلام [ وعنه بيتهم ] من القواعد يعنى بيت

___________________________________

(1) العلقم: الحنظل وكل شجر مر.

والصبر: عصارة شجر مر.

[50]

مكرهم.

66 - عن كليب عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: " فاتى الله بنيانهم من القواعد " قال: لا فاتى الله بيتهم من القواعد: وانما كان بيتا.

67 - في مجمع البيان وروى عن أهل البيت عليهم السلام " فاتى الله بيتهم من القواعد ".

68 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن محمد بن أبى عمير عن أبى ايوب عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في قوله " قد مكر الذين من قبلهم فاتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم واتاهم العذاب من حيث لا يشعرون " قال: بيت مكرهم اى ماتوا فألقاهم الله في النار، وهو مثل لاعداء آل محمد عليهم السلام.

69 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن على عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات وكذلك اتيانه بنيانهم وقال عزوجل " فأتى بنيانهم من القواعد " فاتيانهم من القواعد ارسال العذاب.

70 - في كتاب الخصال عن أبيعبد الله عليه السلام قال قام رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام في الجامع بالكوفة فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنى عن يوم الاربعاء والتطير منه وثقله وأى أربعاء هو؟ فقال عليه السلام: آخر أربعاء في الشهر وهو المحاق، وفيه قتل قابيل هابيل أخاه، ويوم الاربعاء القى ابراهيم في النار، ويوم الاربعاء خر عليهم السقف من فوقهم (الحديث) وفى عيون الاخبار مثله سواء.

71 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: ثم يوم القيمة يخزيهم ويقول اين شركائى الذين تشاقون فيهم قال الذين اوتوا العلم ان الخزى اليوم والسوء على الكافرين قال: الذين اوتوا العلم الائمة عليهم السلام يقولون لاعداهم: اين شركاؤكم ومن اطعتموهم في الدنيا.

72 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن على عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: واما قوله: " يتوفيكم ملك الموت الذى وكل بكم " وقوله: " الله يتوفى الانفس حين موتها " وقوله: " توفته رسلنا وهم لا يفرطون " وقوله: الذين

[51]

تتوفيهم الملائكة ظالمى انفسهم وقوله: " الذين تتوفيهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم " فان الله تبارك وتعالى يدبر الامور كيف يشاء، يوكل من خلقه من يشاء بما يشاء، اما ملك الموت فان الله يوكله بخاصته بمن يشاء من خلقه ويوكل رسله من يشاء من خاصته بمن يشاء من خلقه يدبر الامور كيف يشاء، وليس كل العلم يستطيع صاحب العلم أن يفسره لكل الناس، لان فيهم القوى والضعيف، ولان منه ما يطاق حمله ومنه ما لا يطاق حمله، الا لمن سهل الله له حمله وأعانه عليه من خاصة أوليائه، وانما يكفيك ان تعلم ان الله المحيى والمميت، وانه يتوفى الانفس على يد من يشاء من خلقه من ملائكة وغيرهم.

73 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) عن أميرالمؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول مجيبا لبعض الزنادقة وقد قال أجد الله تعالى يقول " يتوفيكم ملك الموت الذى وكل بكم " و " الله يتوفى الانفس حين موتها " و " الذين تتوفيهم الملائكة طيبين " وما أشبه ذلك، فمرة يجعل الفعل لنفسه، ومرة لملك الموت، ومرة للملائكة، فاما قول الله عز وجل: " الله يتوفى الانفس حين موتها " وقوله: " يتوفيكم ملك الموت " و " توفته رسلنا " و " توفيهم الملائكة طيبين " و " الذين تتوفيهم الملائكة ظالمى أنفسهم " فهو تبارك وتعالى أجل وأعظم من أن يتولى ذلك بنفسه، وفعل رسله وملائكته فعله، لانهم بأمره يعملون، فاصطفى جل ذكره من الملائكة رسلا وسفرة بينه وبين خلقه، وهم الذين قال الله فيهم: " الله يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس " فمن كان من أهل الطاعة تولت قبض روحه ملائكة الرحمة ومن كان من أهل المعصية تولت قبض روحه ملائكة النقمة، ولملك الموت أعوان من ملائكة الرحمة والنقمة، يصدرون عن أمره، وفعلهم وفعله وكل ما يأتونه منسوب اليه واذا كان فعلهم فعل ملك الموت، وفعل ملك الموت فعل الله، لانه يتوفى الانفس على يد من يشاء ويعطى ويمنع و يثيب ويعاقب على يد من يشاء وان فعل امنائه فعله كما قال: " وما تشاؤن الا أن يشاء الله ".

74 - في من لا يحضره الفقيه وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل: " الله يتوفى الانفس حين موتها " وعن قول الله عزوجل: " الذين تتوفيهم الملائكة طيبين " و " الذين تتوفيهم الملائكة ظالمى انفسهم " وعن قول الله عزوجل " توفته رسلنا " وعن قوله

[52]

عزوجل " ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة " وقد يموت في الدنيا في الساعة الواحدة في جميع الآفاق ما لا يحصيه الا الله عزوجل فكيف هذا؟ فقال: ان الله تبارك وتعالى جعل لملك الموت أعوانا من الملائكة يقبضون الارواح: بمنزلة صاحب الشرطة له أعوان من الانس، يبعثهم في حوائجه فتتوفيهم الملائكة، ويتوفيهم ملك الموت من الملائكة مع ما يقبض هو، ويتوفاها الله تعالى من ملك الموت.

75 - في امالى شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: انه من ليس من أحد من الناس تفارقه روحه جسده حتى يعلم إلى اى منزلين يصير، إلى الجنة ام إلى النار: أعدو هو لله أو ولى، فان كان وليا لله فتحت له أبواب الجنة، وشرع طرقها ونظر إلى ما أعد الله له فيها، ففرغ من كل شغل، و وضع عنه كل ثقل، وان كان عدو الله فتحت له أبواب النار وشرع له طرقها، ونظر إلى ما أعد الله له فيها، فاستقبل كل مكروه ونزل كل شرور، كل هذا يكون عند الموت وعنده يكون بيقين، قال الله تعالى: " الذين تتوفيهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون " ويقول، الذين تتوفيهم الملائكة ظالمى أنفسهم فالقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى ان الله عليم بما كنتم تعملون * فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين ويقول فيه عليه السلام ايضا، عليكم بتقوى الله فانها تجمع الخير ولا خير غيرها، و يدرك بها من الخير ما لا يدرك بغيرها من خير الدنيا والآخرة، قال الله عزوجل: وقيل للذين اتقوا ماذا انزل ربكم قالوا خيرا للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين.

76 - في تفسير العياشى عن ابن مسكان عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: " ولنعم دار المتقين " قال: الدنيا.

77 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: " طيبين " قال: هم المؤمنون الذين طابت مواليدهم.

[53]

78 - وفيه قوله: " الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفى الآخرة " قال الحيوة الدنيا الرؤيا الحسنة يراها المؤمن، وفى الآخرة عند الموت وهو قوله: " تتوفيهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة ".

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه قد سبق لهذه الآية قريبا بيان غير مرة فليراجع.

79 - في تفسير العياشى عن خطاب بن مسلمة قال قال أبوجعفر عليه السلام: ما بعث الله نبيا قط الا بولايتنا والبراء‌ة من عدونا، وذلك قول الله في كتابه: ولقد بعثنا في كل امه رسولا منهم ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة بتكذيبهم آل محمد ثم قال: سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين.

80 - عن صالح بن ميثم(1) قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: " وله اسلم من في السموات والارض طوعا وكرها " قال: ذلك حين يقول عليه السلام انا أولى الناس بهذه الآية(2).

واقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن اكثر الناس لا يعلمون إلى قوله: كاذبين.

81 - عن سيرين(3) قال: كنت عند أبى عبدالله عليه السلام اذ قال: ما يقول الناس في هذه الآية " وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت "؟ قال: يقولون: لا قيامة ولا بعث ولا نشورا، فقال: كذبوا والله انما ذلك اذ قام القائم وكر معه المكرون فقال أهل خلافكم: قد ظهرت دولتكم يا معشر الشيعة وهذا من كذبكم، يقولون رجع فلان وفلان لا والله لا يبعث الله من يموت، ألا ترى انه قال: " وأقسموا بالله جهد ايمانهم " كانت المشركون أشد تعظيما لللات والعزى من أن يقسموا بغيرها، فقال الله: " بلى وعدا عليه حقا ليبين لهم الذى يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا

___________________________________

(1) وفى المصدر: " عبدالله بن صالح بن ميثم " لكن الظاهر هو المختار.

(2) وفى المصدر: " قال ذلك بهذه الاية...اه ".

(3) واستظهرنا في هامش المصدر ان يكون مصحف السرى وهو مشترك بين جمع من أصحاب الصادق (ع) من معلوم الحال وغيره.

[54]

انهم كانوا كاذبين * انما قولنا لشيئ اذا أردناه أن نقول له كن فيكون ".

82 - عن الفضيل قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: [ أعلمنى ] آية كتابك، قال: اكتب بعلامة كذا وكذا، وقل آية(1) من القرآن، قلت لفضيل: وما تلك الآية؟ قال: ما حدثت احدا بها غير بريد، قال زرارة: أنا أحدثك بها: " وأقسموا بالله جهد ايمانهم " إلى آخر الآية: قال: فسكت الفضيل ولم يقل لا ولا نعم.

83 - في روضة الكافى سهل عن محمد عن أبيه عن أبى بصير قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام قوله: تبارك وتعالى: " وأقسموا بالله جهد أيمانهم لايبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن اكثر الناس لا يعلمون " قال: فقال لى: يا أبا بصير ما تقول في هذه الآية؟ قال: قلت: ان المشركين يزعمون ويحلفون لرسول الله: صلى الله عليه واله ان الله لا يبعث الموتى، قال: فقال: تبا لمن قال هذا، سلهم هل كان المشركون يحلفون بالله أم باللات والعزى؟ قال: قلت: جعلت فداك فأوجدنية، قال: فقال: يا أبا بصير لو قد قام قائمنا بعث الله قوما من شيعتنا قباع سيوفهم(2) على عواتقهم فيبلغ ذلك قوما من شيعتنا لم يموتوا فيقولون بعث فلان وفلان من قبورهم وهم مع القائم، فيبلغ ذلك قوما من عدونا فيقولون يا معشر الشيعة ما أكذبتم هذه دولتكم وانتم تقولون فيها الكذب لا والله ما عاش هؤلاء ولا يعيشون إلى يوم القيمة، قال: فحكى الله قولهم فقال: و أقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت ".

84 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: " واقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن اكثر الناس لا يعلمون " فانه حدثنى أبى عن بعض رجاله رفعه إلى أبعبيد الله عليه السلام قال: ما يقول الناس فيها؟ قال: يقولون نزلت في الكفار، قال: ان الكفار لا يحلفون بالله وانما نزلت في قوم من امة محمد صلى الله عليه واله قيل لهم: ترجعون بعد الموت قبل القيامة؟ فيحلفون انهم لا يرجعون، فرد الله عليهم فقال: ليبين لهم الذى يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا انهم كانوا كاذبين

___________________________________

(1) وفى المنقول عن نسخة البرهان " وقرء آية..اه ".

(2) قباع السيف: ما على طرف مقبضه.

[55]

يعنى في الرجعة يردهم فيقتلهم ويشفى صدور المؤمنين منهم.

قال عز من قائل: انما امرنا لشئ اذا اردناه ان نقول له كن فيكون.

85 - في امالى شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى صفوان بن يحيى قال: قلت لابى الحسن عليه السلام: أخبرنى عن الارادة من الله عزوجل ومن الخلق؟ فقال: الارادة من الله تعالى احداثه الفعل لا غير ذلك، لانه جل اسمه لا يهم ولا يتفكر.

86 - في مجمع البيان: لنبوئنهم في الدنيا حسنة وروى عن على عليه السلام لنثوئنهم بالثاء: والقراء‌ة لنبوئنهم.

87 - فبصائر الدرجات الحسين بن سعيد عن فضالة بن ايوب عن أبان بن عثمان عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: فاسئلوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون قال: الذكر القرآن، وآل الرسول صلى الله عليه وآله أهل الذكر وهم المسئولون.

88 - في اصول الكافى محمد عن أحمد عن ابن فضالة عن ابن بكير عن حمزة بن الطيار انه عرض على ابيعبد الله عليه السلام بعض خطب أبيه حتى اذا بلغ موضوعا منها فقال له: كف و اسكت، ثم قال أبوعبدالله عليه السلام: لا يسعكم فيما ينزل بكم مما لا تعلمون الا الكف عنه و التثبت والرد على الائمة الهدى، حتى يحملوكم فيه على القصد ويجلو عنكم فيه العمى، ويعرفوكم فيه الحق، قال الله تعالى: " فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ".

89 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن عبدالله بن عجلان عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: " فاسئلو أهل الذكر ان كنتم لاتعلمون " قال رسول الله صلى الله عليه واله: الذكر أنا، والائمة عليهم السلام أهل الذكر.

90 - الحسين بن محمد عن معلى بن حمد عن محمد بن اورمة عن على بن حسان عن عمه عبدالرحمن بن كثير قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: " فاسئلوا اهل الذكر ان كنتم لا - تعلمون " قال: اهل الذكر محمد صلى الله عليه واله ونحن المسئولون.

91 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء قال: سألت الرضا عليه السلام فقلت جعلت فداك " فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " فقال: نحن أهل الذكر و نحن المسئولون، فقلت: فانتم المسئولون ونحن السائلون؟ قال: نعم.

قلت: حقا

[56]

علينا أن نسئلكم؟ قال: نعم، قلت: حقا عليكم ان تجيبونا، قال: [ لا ] ذلك النيا ان شئنا فعلنا وان شئنا لم نفعل، أما تسمع قول الله تبارك وتعالى: " هذا عطاؤنا فامنن او أمسك بغير حساب ".

92 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عاصم بن حميد عن أبى بصير عن أبيعبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: " وانه لذكر لك ولقومك فسوف تسألون " فرسول الله الذكر: واهل بيته المسئولون وهم أهل الذكر.

93 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن اسمعيل عن منصور بن يونس عن ابى بكر الحضرمى قال: كنت عند أبى جعفر عليه السلام ودخل عليه الورد اخوا الكميت فقال: جعلنى الله فداك أخترت لك سبعين مسألة ما يحضرنى منها مسألة واحدة قال ولا واحدة يا ورد قال: بلى قد حضرنى منها واحدة قال: وما هى؟ قال قول الله تبارك وتعالى: " فاسئلوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " من هم؟ قال: نحن، قال: قلت علينا ان نسألكم، قال: نعم، قلت: عليكم أن تجيبونا؟ قال: ذلك الينا.

94 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان من عندنا يزعمون ان قول الله عزوجل: " فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " انهم اليهود والنصارى؟ قال: اذا يدعونكم إلى دينهم ثم قال بيده(1) إلى صدره: ونحن أهل الذكر، ونحن المسئولون.

95 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول: قال على بن الحسين: على الائمة من الفرض ما ليس على شيعتهم، و على شيعتنا ما ليس علينا، أمرهم الله عزوجل أن يسألونا قال: " فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " فأمرهم ان يسئلونا وليس علينا الجواب، ان شئنا أجبنا وان شئنا أمسكنا.

96 - احمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبى نصر قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام كتابا فكان في بعض ما كتبت قال الله عزوجل: " فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون "

___________________________________

(1) اى أشار.

[57]

وقال الله عزوجل: " وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كان فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون " فقد فرضت عليهم المسألة ولم يفرض عليكم الجواب؟ قال: قال الله تبارك وتعالى: " فان لم يستجيبوا فاعلم انما يتبعون اهوائهم ومن أضل ممن اتبع هواه "(1).

97 - محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى ومحمد ابن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن اسمعيل بن جابر وعبدالكريم بن عمرو عن عبدالحميد ابن أبى الديلم عن أبى عبدالله عليه السلام ونقل حديثا طويلا وفيه يقول عليه السلام وقال الله جل ذكره: " فاسئلوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " قال الكتاب الذكر وأهله آل محمد عليهم السلام أمر الله عزوجل بسؤالهم، ولم يؤمروا بسؤال الجهال، وسمى الله عزوجل القرآن ذكرا فقال تبارك وتعالى: وانزلنا عليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون.

98 - في عيون الاخبار في باب مجلس ذكر الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه قالت العلماء: فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال: الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا، فأول ذلك قوله عزوجل إلى أن قال: واما التاسعة فنحن أهل الذكر الذين قال الله تعالى: " فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " فنحن أهل الذكر فاسئلونا ان كنتم لا تعلمون، فقالت العلماء: انما عنى بذلك اليهود و النصارى، فقال أبوالحسن: سبحان الله وهو يجوز ذلك اذا يدعونا إلى دينهم ويقولون انه أفضل من دين الاسلام؟ فقال المأمون: فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا يا أبا الحسن؟ فقال: نعم الذكر رسول الله صلى الله عليه واله ونحن أهله، وذلك بين في كتاب الله عزوجل حيث يقول في سورة الطلاق: " فاتقوا الله يا اولى الالباب الذين آمنوا قد أنزل الله اليكم ذكرا رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات " فالذكر رسول الله صلى الله عليه واله و

___________________________________

(1) قال في الوافى: ولم يفرض عليكم الجواب استفهام استبعاد، كأنه استفهم السر فيه فأجابه الامام بالاية، ولعل المراد انه لو كنا نجيبكم عن كل ما سئلتم فربما يكون في بعض ذلك ما لا تستجيبونا فيه فتكونون من أهل هذه الآية.

[58]

نحن أهله، فهذه التاسعة.

99 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا عبدالله بن محمد عن دواد وسليم بن سفيان عن ثعلبة عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: " فاسئوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " من المعنون بذلك؟ فقال: نحن والله، فقلت: فانتم المسئولون؟ قال: نعم: قلت: ونحن السائلون؟ قال: نعم قلت: فعلينا ان نسألكم؟ قال، نعم قلت: وعليكم أن تجيبونا؟ قال: ذلك الينا ان شئنا فعلنا وان شئنا تركنا، ثم قال: " هذا عطاؤنا فامنن او امسك بغير حساب:(1).

100 - في روضة الكافى حدثنى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن فضال عن حفص المؤذن عن أبيعبد الله عليه السلام انه قال في رسالة طويلة إلى أصحابه: واعلموا انه ليس من علم الله ولا من أمره أن يأخذ أحد من خلق الله في دينه بهوى ولا رأى ولا مقايس، فقد أنزل الله القرآن وجعل فيه تبيان كل شئ، وجعل للقرآن وتعلم القرآن أهلا لا يسمع أهل علم القرآن الذين آتاهم الله علمه أن يأخذوا فيه بهوى ولا رأى ولا مقايس: أغناهم الله عن ذلك بما اتاهم من علمه، وخصهم به ووضعه عندهم كرامة من الله، أكرمهم بها، وهم أهل الذكر الذين أمر الله هذه الامة بسؤالهم وهم الذين من سألهم، وقد سبق في علم الله أن يصدقهم ويتبع أثرهم، أرشدوه وأعطوه من علم القرآن ما يهتدى به إلى الله باذنه إلى جميع سبل الحق، وهم الذين لا يرغب عنهم وعن مسألتهم وعن علمه الذين أكرمهم الله به وجعله عندهم الا من سبق عليه في علم الله الشقاء في أصل الخلق تحت الاظلة، فاولئك الذين يرغبون عن سؤال أهل الذكر، والذين آتاهم الله علم القرآن ووضعه عندهم، و امر بسؤالهم، وأولئك الذين يأخذون بأهوائهم ومقاييسهم حتى دخلهم الشيطان، لانهم جعلوا أهل الايمان في علم القرآن عند الله كافرين، وجعلوا أهل الضلالة في علم القرآن عند الله مؤمنين، وحتى جعلوا ما احل الله في كثير من الامر حراما، وجعلوا ما حرم الله

___________________________________

(1) " في بصائر الدرجات محمد بن الحسن عن أبى داود عن سليمان بن سعيد عن ثعلبة عن منصور عن زرارة قال: قلت لابى جعفر (ع): قول الله تبارك وتعالى: " فاسئلوا " وذكر مثل ما في تفسير على بن ابراهيم منه عفى عنه " (عن هامش بعض النسخ).

[59]

في كثير من الامر حلالا، فذلك أصل ثمرة أهوائهم.

101 - وفيها خطبة أمير المؤمنين عليه السلام وهى الخطبة الطالوتية قال فيها عليه السلام: اذا ذكر الامر سألتم أهل الذكر، فاذا أفتوكم قلتم هو العلم بعينه فكيف وقد تركتموه ونبذتموه وخالفتموه؟.

102 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب محمد بن مسلم وجابر الجعفى في قوله تعالى: " فاسئلوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " قال الباقر عليه السلام: نحن أهل الذكر.

103 - في تفسير العياشى عن أحمد بن محمد عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: كتب إلى انما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا، واذا خفنا خاف، واذا امنا أمن، قاالله: " فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة: الآية فقد فرض عليكم المسألة والرد الينا ولم يفرض علينا الجواب.

104 - عن ابراهيم بن عمر عمن سمع ابا جعفر عليه السلام يقول: ان عهد نبى الله صار عند على بن الحسين عليه السلام، ثم صار عند محمد بن على، ثم يفعل الله ما يشاء، فالزم هؤلاء فاذا خرج رجل منهم معه ثلثمائة رجل، ومعه راية رسول الله صلى الله عليه واله عامدا إلى المدينة حتى يمر بالبيداء، فيقول: هذا مكان القوم الذين خسف بهم، وهى الآية التى قال الله: " أفامن الذين مكرو السيئآت ان يخسف الله بهم الارض او ياتيهم العذاب من حيث لا يشعرون او يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين.

105 - عن ابن سنان عن أبيعبد الله عليه السلام سئل عن قول الله: " أفامن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الارض " قال: هم أعداء الله، وهم يمسخون ويقذفون ويسيخون في الارض.

106 - في روضة الكافى كلام لعلى بن الحسين عليه السلام في الوعظ والزهد في الدنيا يقول فيه عليه السلام: ولا تكونوا من الغافلين المائلين إلى زهرة الدنيا الذين مكروا السيئات فان الله يقول في محكم كتابه: " افأمن الذين مكروا السيئآت ان يخسف الله بهم الارض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون * او يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين * أو

[60]

يأخذهم على تخوف " فاحذروا ما حذركم الله بما فعل بالظلمة في كتابه، ولا تأمنوا أن ينزل بكم بعض ما توعد به القوم الظالمين في الكتاب، والله لقد وعظكم الله في كتابه بغيركم فان السعيد من وعظ بغيره.

107 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: " افأمن الذين مكروا السيئآت " يا محمد وهو استفهام " ان يخسف الله بهم الارض أو ياتيهم العذاب من حيث لا يشعرون * او يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين " قال: اذا جاؤا وذهبوا في التجارات وفى أعمالهم فيأخذهم في تلك الحالة " أو يأخذهم على تخوف " قال: على تيقظ " فأن ربكم لرؤف رحيم " 108 - قوله: أو لم يروا إلى ما خلق الله من شئ يتفيئوا ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون قال: تحويل كل ظل خلقه الله فهو سجود لله، لانه ليس شئ الا له ظل يتحرك بتحريكه وتحويله وسجوده.

109 - قوله " ولله يسجد ما في السموات وما في الارض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون قال: الملائكة ما قدر الله لهم يمرون فيه(1).

110 - في مجمع البيان " ولله يسجد ما في السموات وما في الارض " الآية وقد صح عن النبى صلى الله عليه واله انه قال: ان لله ملائكة في السماء السابعة سجودا منذ خلقهم إلى يوم القيمة ترعد فرائصهم من مخافة الله، لا تقطر من دموعهم قطرة الا صار ملكا، فاذا كان يوم القيمة رفعوا رؤسهم وقالوا: ما عبدناك حق عبادتك أورده الكلبى في تفسيره.

111 - في تفسير العياشى عن أبى بصير قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ولا تتخذوا الهين اثنين انما هو اله واحد يعنى بذلك ولا تتخذوا امامين انما هو امام واحد.

قال عز من قائل: وما بكم من نعمة فمن الله.

112 - في تفسير على بن ابراهيم عن النبى صلى الله عليه واله حديث طويل وفيه يقول عليه السلام ومن لم يعلم ان لله عليه نعمة الا في مطعم او ملبس فقد قصر عمله ودنى عذابه.

___________________________________

(1) وفى المصدر: " يأمرون فيه ".

[61]

113 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن على بن الحسين الدقاق عن عبدالله ابن محمد عن أحمد بن عمر عن زيد القتات عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ما من عبد أذنب ذنبا فندم عليه الا غفر الله له قبل أن يستغفر، وما من عبد أنعم الله عليه نعمة فعرف انها من عند الله الا غفر الله له قبل ان يحمده.

114 - في تفسير على بن ابراهيم ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون قال: قالت قريش، ان الملائكة هم بنات الله فنسبوا ما لا يشتهون إلى الله، فقال الله تبارك وتعالى: " ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون " يعنى من البنين.

115 - في كتاب ثواب الاعمال عن أبى عبدالله عليه السلام قال: البنات حسنات، والبنون نعمة، والحسنات يثاب عليها والنعمة يسئل عنها، وقال: انه بشر النبى صلى الله عليه واله بفاطمة عليها السلام، فنظر في وجوه أصحابه فراى الكراهية فيهم، فقال: ما لكم ريحانة أشمها ورزقها على الله.

116 - في تفسير العياشى عن انس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا أنس اسكب لى وضوء‌ا(1) قال فعمدت فسكبت له وضوء‌ا فأعلمته، فخرج فتوضأ ثم عاد إلى البيت إلى مجلسه ثم رفع رأسه فقال: يا أنس اول من يدخل علينا امير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين، قال انس: فقلت بينى وبين نفسى: اللهم اجعله رجلا من قومى، قال: فاذا أنا بباب الدار يقرع، فخرجت ففتحت فاذا على بن أبى طالب، فدخل فتمشى فرايت رسول الله صلى الله عليه واله حين رآه وثب على قدميه مستبشرا فلم يزل قائما وعلى يتمشى حتى دخل عليه البيت، فاعتنقه رسول الله صلى الله عليه واله فرأيت رسول الله صلى الله عليه واله يمسح بكفه وجهه فيمسح به وجه على، ويمسح عن وجه على بكفه فيمسح به وجهه يعنى وجه نفسه فقال له على: يا رسول الله لقد صنعت بى اليوم شيئا ما صنعت بى قط؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه واله وما يمنعنى وأنت وصيى وخليفتى، والذى يبين لهم الذى يختلفون فيه بعدى وتسمعهم نبوتى.

___________________________________

(1) سكب الماء: صبه.

[62]

117 - في الكافى على بن ابراهيم عن النوفلى عن السكونى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله ليس أحد يغص(1) بشرب اللبن، لان الله عزوجل يقول: لبنا خالصا سائغا للشاربين.

118 - الحسين بن محمد بن السيارى عن عبدالله بن أبى عبدالله الفارسى عمن ذكره عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال لى رجل: انى اكلت لبنا فضرنى، قال: فقال أبوعبدالله عليه السلام: لا والله ما يضر لبن قط، ولكنك أكلته مع غيره فضرك الذى أكلته، فظننت ان اللبن الذى ضرك.

119 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن خالد بن نجيح عن أبى عبدالله عليه السلام قال: اللبن طعام المرسلين.

120 - محمد بن يحيى عن سلمة بن خطاب عن عباد بن يعقوب عن عبيد بن ابن محمد عن محمد بن قيس عن ابى جعفر عليه السلام قال: لبن الشاة السوداء خير من لبن حمراء ولبن بقرة حمراء خير من لبن سوداوين.

121 - على بن ابراهيم عن أبيه عن النوفلى عن السكونى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ألبان البقر دواء.

122 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن يحيى بن ابراهيم بن أبى البلاد عن أبيه عن جده قال: شكوت إلى أبى جعفر عليه السلام ذربا(2) وجدته، فقال لى: ما يمنعك من شرب ألبان البقر؟ وقال لى: أشربتها قط؟ فقلت له نعم مرارا، فقال لى: كيف وجدتها؟ فقلت: وجدتها تدبغ المعدة وتكسوا الكليتين الشحم، وتشهى الطعام، فقال لى: لو كانت أيامه لخرجت أنا وأنت إلى ينبع(3) حتى نشربه.

123 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن بكر بن صالح عن الجعفرى قال: سمعت أبا الحسن موسى عليه السلام يقول: أبوال الابل خير من ألبانها،

___________________________________

(1) عض بالماء: اعترض في حلقه شئ منه فمنعه التنفس.

(2) الذرب: فساد المعدة.

(3) قرية كبيرة على سبع مراحل من المدينة

[63]

ويجعل الله عزوجل الشفاء في ألبانها.

124 - في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: حسو اللبن(1) شفاء من كل داء الا الموت.

125 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: ومن ثمرات النخيل والاعناب تتخذون منه سكرا قال: الخل " ورزقا حسنا " الزبيب.

126 - في تفسير العياشى عن سعيد بن يسار عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان الله أمر نوحا أن يحمل في السفينة من كل زوجين اثنين، فحمل الفحل والعجوة(2) فكانا زوجا، فلما نضب الماء(3) أمرالله نوحا أن يغرس الجبلة وهى الكرم، فاتاه ابليس فمنعه عن غرسها وأبى نوح الا أن يغرسها، وأبى ابليس أن يدعه يغرسها وقالت ليس لك ولا لاصحابك انما هى لى ولاصحابى، فتنازعا ماسألته، ثم انهما اصطلحا على ان جعل نوح لابليس سهما ولنوح ثلثة، وقد أنزل الله لنبيه في كتابه ما قد قرأتموه " ومن ثمرات النخيل والاعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا " فكان المسلمون بذلك ثم أنزل الله آية التحريم: " انما الخمر والميسر والانصاب " إلى " منتهون " يا سعيد فهذه آية التحريم، وهى نسخت الآية الاخرى،(4).

127 - عن محمد بن يوسف عن أبيه قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله:

___________________________________

(1) الحسو: طعام يعمل من الدقيق واللبن أو الماء.

(2) الفحل: ذكر النخل.

وفى المصدر " النخل " بدل " الفحل " والعجوة: ضرب من أجود التمر.

(3) نضب الماء " غار وذهب في الارض(4) " في الكافى أبوعلى الاشعرى عن الحسن بن على الكوفى عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليمانى عن أبيعبد الله عليه السلام قال: ان ابليس لعنه الله نازع نوحا عليه السلام في الكرم، فأتاه جبرئيل عليه السلام فقال: ان له حقا.

فأعطاه الثلث فلم يرض ابليس لعنه الله، ثم أعطاه النصف فلم يرض فطرح جبرئيل عليه السلام نارا فأحرقت الثلثين وبقى الثلث فقال: ما احرقت النار فهو نصيبه وما بقى فهو لك يا نوح وفيه عن أبى عبدالله عليه السلام حديث طويل وفى آخره فقال له: اجعل لى منها نصيبا فجعل له الثلث فأبى أن يرضى، فجعل له النصف فأبى أن يرضى، فابى نوح أن يزيده، فقال جبرئيل لنوح عليه السلام: يا رسول الله أحسن فان منك الاحسان، فعلم نوح عليه السلام انه قد جعل عليها سلطان فجعل نوح له الثلثين، فقال أبوجعفر عليه السلام: اذا أخذت عصيرا فاطبخه حتى يذهب الثلثان فكل واشرب فذلك نصيب الشيطان (منه عفى عنه) وعن هامش بعض النسخ.

[64]

واوحى ربك إلى النحل قال: الهام.

128 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: " وأوحى ربك إلى النحل " قال: وحى الهام يأخذ النحل من جميع النور(1) ثم يتخذه عسلا، وحدثنى أبى عن الحسن بن على الوشاء عن رجل عن حريز بن عبدالله عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله: " واوحى ربك إلى النحل " قال: نحن والله النحل الذى أوحى الله اليه " ان اتخذى من الجبال بيوتا " أمرنا أن نتخذ من العرب شيعة ومن الشجر يقول: من العجم ومما يعرشون يقول: من الموالى والذى يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه اعنى العلم الذى يخرج منا اليكم.

129 - في كتاب الخصال عن داود بن كثير الرقى قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: لقد أخبرنى أبى عن جدى عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه واله نهى عن قتل ستة: النحلة والنملة والضفدع والصرد والهدهد والخطاف، فاما النحلة فأنها تأكل طيبا وتضع طيبا و هى التى أوحى الله اليها ليست من الجن ولا من الانس، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

130 - في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامى وما سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه وسأله عن شئ أوحى اليه ليس من الجن ولا من الانس؟ فقال: أوحى الله تعالى إلى النحل.

131 - في اصول الكافى أبوعلى الاشعرى عن الحسن بن على الكوفى عن العباس بن عامر عن جابر المكفوف عن عبدالله بن أبى يعفور عن ابى عبدالله عليه السلام قال:

___________________________________

(1) النور - بفتح النون -: زهر النبات.

[65]

اتقوا على دينكم واحجبوه بالتقية، فانه لا ايمان لمن لا تقية له، انما أنتم في الناس كالنحل في الطير، ولو ان الطير يعلم ما في أجواف النحلة ما بقى منها شئ الا اكلته، ولو ان الناس علموا ما في أجوافكم انكم تحبونا أهل البيت لاكلوكم بألسنتهم، ونحلوكم(1) في السر والعلانية، رحم الله عبدا منكم كان على ولايتنا.

132 - في تفسير العياشى عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله " واوحى ربك إلى النحل ان اتخذى من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون " إلى " ان في ذلك لآية لقوم يتفكرون " فالنحل الائمة، والجبال العرب، والشجر الموالى عتاقه، ومما يعرشون يعنى الاولاد والعبيد ممن لم يعتق وهو يتولى الله ورسوله والائمة، و الثمرات المختلفة ألوانه فنون العلم الذى قد يعلمهم الائمة(2) شيعتهم، وفيه شفاء للناس يقول في العلم شفاء للناس والشيعة هم الناس، وغيرهم الله أعلم بهم ما هم، ولو كان كما تزعم انه العسل الذى يأكله الناس اذا ما أكل منه وما شرب ذو عاهة الا شفى، لقول الله " فيه شفاء للناس " ولا خلف لقول الله، وانما الشفاء في علم القرآن لقوله: " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة [ للمؤمنين " فهو شفاء ورحمة ] لاهله لا شك فيه ولا مرية، وأهله ائمة الهدى الذين قال الله: " ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ".

133 - وفى رواية أبى الربيع الشامى عنه في قول الله " واوحى ربك إلى النحل " فقال: رسول الله " ان اتخذى من الجبال بيوتا " قال تزوج من قريش، " ومن الشجر " قال في العرب " ومما يعرشون " قال: في الموالى " يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه " قال: أنواع العلم، " فيه شفاء للناس ".

134 - عن سيف بن عميرة عن شيخ من اصحابنا عن أبيعبد الله عليه السلام قال: كنا عنده فسأله شيخ فقال: بى وجع وانا أشرب له النبيذ ووصفه له الشيخ، فقال له: ما يمنعك من الماء الذى جعل الله منه كل شئ حى؟ قال: لا يوافقنى، قال: فما يمنعك من العسل؟ قال الله: فيه شفاء للناس قال: لا أجده قال: فما يمنعك من اللبن الذى نبت

___________________________________

(1) نحل فلانا سابه.

(2) كذا في النسخ وفى المصدر (وقد يعلم الشيعه).

[66]

لحمك واشتد عظمك؟ قال: لا يوافقنى، قال له أبوعبدالله عليه السلام: أتريد أن آمرك بشرب الخمر، [ لا آمرك ] لا والله لا آمرك.

135 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام اصحابه: لعق العسل شفاء من كل داء‌قال الله تعالى: " يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس ".

136 - في عيون الاخبار عن الرضا عليه السلام باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان يكن في شئ شفاء ففى شرطة الحجام(1) او في شربة عسل.

137 - وباسناده قال قال رسول الله صلى الله عليه واله: لا تردوا شربة عسل من أتاكم بها.

138 - وباسناده قال قال على بن ابى طالب عليه السلام: ثلثة يزدن في الحفظ ويذهبن بالبلغم: القرآن، والعسل، واللبان.

139 - في الكافى محمد ين يحيى عن أحمد بن محمد عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن محمد بن مسلم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لعق العسل شفاء من كل داء، قال الله عزوجل: " يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس " وهو مع قراء‌ة القرآن ومضغ اللبان يذيب البلغم.

140 في محاسن البرقى عنه عن بعض أصحابنا عن عبدالرحمن بن شعيب عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: لعق العسل فيه شفاء قال الله: " يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس ".

141 - في تفسير العياشى عن عبدالله بن القداح عن أبيعبد الله عليه السلام عن أبيه قال: جاء رجل إلى أميرالمؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين بى وجع في بطنى، فقال له أمير المؤمنين: ألك زوجة؟ قال: نعم، قال: استوهب منها [ شيئا ] طيبة به نفسها من مالها، ثم اشتر به عسلا ثم اسكب(2) عليه من ماء السماء، ثم اشربه، فأنى اسمع الله يقول في كتابه: " وأنزل من السماء ماء مباركا " وقال: " يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه فيه شفاء للناس " وقال: " فان طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا " فاذا

___________________________________

(1) شرطة الحجام بالضم: الآلة التى يحجم بها - على ما قيل.

(2) سكب الماء ونحوه: صبه.

[67]

اجتمعت البركة والشفاء والهنئ والمرئ شفيت انشاء الله تعالى ففعل ذلك فشفى.

142 - في مجمع البيان وفى النحل والعسل وجوه من الاعتبار، منها اختصاصه بخروج العسل من فيه، ومنها جعل الشفاء من موضع السم، فان النحل يلسع، ومنها ما ركب الله من البدايع والعجائب فيه وفى طباعه، ومن أعجبها ان جعل سبحانه لكل فئة منه يعسوبا هو أميرها يقدمها ويحامى عنها ويدبر أمرها ويسوسها، وهى تبعه وتقتفى أثره ومتى فقدته انحل نظامها وزال قوامها، وتفرقت شذر مذر، والى هذا المعنى أشار على أمير المؤمنين عليه السلام في قوله: أنا يعسوب المؤمنين.

143 - في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه رفعه عن محمد بن داود الغنوى عن الاصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل ستقف عليه بتمامه في سورة الواقعة انشاء الله تعالى، يقول فيه: ثم ذكر أصحاب الميمنة وهم المؤمنون حقا باعيانهم، جعل فيهم أربعة أرواح: روح الايمان، وروح القوة، وروح الشهوة وروح البدن وقال قبل ذلك: وبروح الايمان عبدوا الله ولم يشركوا به وبروح القوة جاهدوا عدوهم، وعالجوا معاشهم وبروح الشهوة أصابوا لذيذ الطعام ونكحوا الحلال من شباب النساء، وبروح البدن دبوا ودرجوا، وقال عليه السلام: متصلا بقوله وروح البدن: فلا يزال العبد يستكمل هذه الارواح الاربعة حتى تاتى عليه حالات، فقال الرجل: يا أمير المؤمنين ما هذه الحالات؟ فقال: اما أولهن فهو كما قال الله عزوجل: ومنكم من يرد إلى ارذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا فهذا ينتقص منه جميع ا لارواح، وليس بالذى يخرج من دين الله، لان الفاعل به رده إلى أرذل عمره، فهو لا يعرف للصلوة وقتا، ولا يستطيع التهجد بالليل ولا بالنهار، ولا القيام في الصف مع الناس فهذا نقصان من روح الايمان وليس يضره شيئا.

144 - في كتاب الخصال بعد ان ذكر حال الانسان في بلوغ الاربعين والخمسين إلى التسعين قال: وفى حديث آخر فاذا بلغ إلى المأة فذلك أرذل العمر وقد روى ان ارذل العمر، ان يكون عقله عقل ابن سبع سنين.

[68]

145 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: والله خلقكم ثم يتوفيكم إلى قوله لكيلا يعلم من بعد علم شيئا قال: اذا كبر لا يعلم ما علمه قبل ذلك.

146 - في مجمع البيان وروى عن على عليه السلام ان ارذل العمر خمس وسبعون سنة، وروى عن النبى صلى الله عليه واله مثل ذلك.

147 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادى رزقهم على ما ملكت ايمانهم فهم فيه سواء قال: لا يجوز للرجل ان يخص نفسه بشئ من المأكول دون عياله.

148 - في جوامع الجامع ويحكى عن أبى ذر رضى الله عنه انه سمع النبى صلى الله عليه واله يقول: انما هم اخوانكم فاكسوهم مما تكسون واطعموهم مما تطعمون فما رؤى عبده بعد ذلك الا وردائه ردائه وازاره ازاره من غير تفاوت.

149 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: والله جعل لكم من انفسكم ازواجا يعنى حوا خلقت من آدم وحفدة قال: الاختان.

150 - في تفسير العياشى عن عبدالرحمن الاشل قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: في قول الله: " وجعل لكم من أوزاجكم بنين وحفدة " قال: الحفدة بنو البنت، ونحن حفدة رسول الله صلى الله عليه واله.

151 - عن جميل بن دراج عن أبيعبد الله عليه السلام عن قوله: " وجعل لكم من ازوجكم بنين وحفدة " قال: هم الحفدة وهم العون منهم يعنى البنين.

152 - في مجمع البيان وفى رواية الوالبى هم اختان الرجل على بناته وهو المروى عن أبى عبدالله عليه السلام.

153 - في الكافى محمد بن أحمد عن ابن فضال عن مفضل بن صالح عن ليث المرادى قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن العبد هل يجوز طلاقه؟ فقال: ان كان امتك فلا، ان الله عزوجل يقول: عبدا مملوكا لا يقدر على شئ وان كانت امة قوم آخرين او حرة جاز طلاقه.

154 - في من لا يحضره الفقيه وروى ابن اذينة عن زرارة عن أبى جعفر و

[69]

ابى عبدالله عليهما السلام قالا: المملوك لا يجوز طلاقه ولا نكاحه الا باذن سيده، قلت: فان السيد كان زوجه بيد من الطلاق؟ قال: بيد السيد " ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ " الطلاق؟.

155 - في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن حريز عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن رجل ينكح امته من رجل آخر يفرق بينهما اذا شاء؟ فقال ان كان مملوكا فليفرق بينهما اذا شاء، ان الله تعالى يقول: " عبدا مملوكا لا يقدر على شئ " فليس للعبد شئ من الامر، وان كان زوجها حرا فان طلاقها صفقتها.

156 - الحسين بن على بن الحسن بن على بن فضال عن ابن بكير عن الحسن العطار قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن رجل أمر مملوكه أن يتمتع بالعمرة إلى الحج أعليه أن يذبح عنه؟ قال: لا ان الله يقول: " عبدا مملوكا لا يقدر على شئ ".

157 - محمد بن يعقوب عن أبى العباس محمد بن جعفر عن ايوب بن نوح عن صفوان عن سعيد بن يسار قال: سئلت ابا عبدالله عليه السلام عن امرأة حرة تكون تحت المملوك فتشتريه هل يبطل نكاحه؟ قال: نعم لانه عبد مملوك لا يقدر على شئ.

158 - في تفسير العياشى عن أبى بصير في الرجل ينكح أمته لرجل له ان يفرق بيهما اذا شاء؟ قال: ان كان مملوكا فليفرق بينهما اذا شاء، لان الله يقول: " عبدا مملوكا لا يقدر على شئ " فليس للعبد من الامر شئ، وان كان زوجها حرا فرق بينهما اذا شاء المولى.

159 - عن احمد بن عبدالله العلوى عن الحسن بن الحسين عن الحسين بن زيد بن (عن خ) على عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: كان على بن أبى طالب عليه السلام يقول: " ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ " ويقول: للعبد لا طلاق ولا نكاح، ذلك إلى سيده والناس يروون خلاف ذلك، اذا اذن السيد لعبده لا يرون له أن يفرق بينهما.

160 - عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: مر عليه غلام له فدعاه اليه

[70]

ثم قال: يافتى أرد عليك وتطعمنا بدرهم ضربت؟ قال: فقلت: جعلت فداك انا نروى عندنا ان عليا عليه السلام اهديت له واشتريت جارية فسألها أفارغة أنت أم مشغولة؟ قالت: مشغولة، قال: فارسل فاشترى بعضها من زوجها بخمسمأة درهم، فقال كذبوا على على ولم يحفظوا، أما تسمع إلى قول الله وهو يقول: " ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ ".

161 - في تفسير على بن ابراهيم " ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ " قال: لا يتزوج ولا يطلق ثم ضرب الله مثلا في الكفار، ثم قال: وضرب الله مثلا رجلين احدهما ابكم لا يقدر على شئ وهو كل على مولاه اينما يوجهه لايات بخير هل يستوى هو ومن يامر بالعدل وهو على صراط مستقيم قال: كيف يستوى هذا و هذا الذى يأمر بالعدل أمير المؤمنين والائمة صلوات الله عليهم.

قال عز من قائل: والله أخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون.

162 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن الحسن بن ابراهيم عن يونس ين يعقوب قال: كان عند أبى عبدالله عليه السلام جماعة من أصحابه منهم حمران بن أعين ومحمد بن اعين ومحمد بن النعمان وهشام بن سالم والطيار وجماعة فيهم هشام بن الحكم و هو شاب، فقال أبوعبدالله: يا هشام ألا تخبرنى كيف صنعت بعمرو بن عبيد وكيف سألته؟ فقال هشام: يا بن رسول الله انى اجلك واستحييك ولا يعمل لسانى بين يديك، فقال أبوعبدالله عليه السلام: اذا أمرتكم بشئ فافعلوا، قال هشام: بلغنى ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة فعظم ذلك على وخرجت اليه ودخلت البصرة يوم الجمعة فاتيت مسجد البصرة فاذا أنا بحلقة كبيرة فيها عمرو بن عبيد، وعليه شملة سوداء متزرا بها من صوف وشملة مرتديا بها والناس يسئلونه، فاستفرجت الناس فأفرجو إلى ثم قعدت في آخر القوم على ركبتى، ثم قلت: ايها العالم انى رجل غريب تأذن لى في مسألة؟ فقال لى: نعم، فقلت: ألك عين؟ فقال: يابنى أى شئ هذا من السؤال وشى تراه كيف تسأل عنه؟ فقال: هكذا مسئلتى، فقال: يابنى سل وان كانت مسئلتك حمقاء قلت:

[71]

أجبنى فيها قال لى: سل، قلت: ألك عين؟ قال: نعم، قلت: فما تصنع بها؟ قال: أرى بها الالوان والاشخاص، قلت: ألك انف؟ قال: نعم، قلت: فما تصنع به؟ قال: أشم به الرائحة، قلت: ألك فم؟ قال: نعم، قلت: فما تصنع به؟ قال: اذوق به الطعم.

قلت: فلك اذن؟ قال: نعم.

قلت: فما تصنع بها؟ قال: أسمع بها الصوت، قلت: ألك قلب؟ قال: نعم، قلت: فما تصنع به؟ قال: أميز به كلما ورد على هذه الجوارح والحواس، قلت: أو ليس في هذه الجوارح والحواس غنى عن القلب؟ فقال: لا قلت: وكيف ذلك وهى صحيحة سليمة؟ فقال: يا بنى ان الجوارح اذا شكت في شئ شمته أو رأته أو ذاقته أو سمعته ردته إلى القلب فيستبين اليقين ويبطل الشك، قال هشام: فقلت له: فانما أقام الله القلب لشك الجوارح؟ قال: نعم، قلت: لابد من القلب والالم تستيقن الجوارح؟ قال: نعم.

فقلت: يابا مروان فان الله تبارك وتعالى لم يترك جوارحك حتى جعل لها اماما يصحح لها الصحيح ويتيقن به ما شككت فيه ويترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم وشكهم واختلافهم لا يقيم لهم اماما يردون اليهم شكهم وحيرتهم ويقيم ذلك اماما لجوارحك ترد اليه حيرتك وشكك؟ قال: فسكت ولم يقل شيئا.

ثم التفتت إلى وقال لى: أنت هشام بن الحكم؟ فقلت: لا، فقال: من جلسائه؟ قلت: لا، قال: فمن أين أنت؟ قال: قلت: من أهل الكوفة، قال: فانت اذا هو، ثم ضمنى اليه و أقعدنى في مجلسه وما زال عن مجلسه وما نطق حتى قمت، قال: فضحك أبوعبدالله عليه السلام وقال: يا هشام من علمك هذا؟ قلت: شئ أخذته منك والفته، فقال: هذا والله مكتوب في مصحف ابراهيم وموسى.

163 - في تفيسر على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجاورد في قوله: اثاثا قال: المال ومتاعا قال: المنافع إلى حين إلى بلاغها وقال على بن ابراهيم في قوله: والله جعل لكم مما خلق ظلالا قال: ما يستظل به.

قال عز من قائل: وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر.

164 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن مالك بن

[72]

عطية عن سليمان بن خالد قال سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الحر والبرد مما يكون؟ قال: لى يا ابا ايوب ان المريخ كوكب حار وزحل كوكب بارد، فاذا بدء المريخ في الارتفاع انحط زحل وذلك في الربيع، فلا يزالان كذلك كلما ارتفع المريخ درجة انحط زحل درجة ثلثة أشهر حتى ينتهى المريخ في الارتفاع وينتهى زحل في الهبوط فيجلو المريخ، فلذلك يشتد الحر، فاذا كان آخر الصيف واول الخريف بدء زحل في الارتفاع وبدء المريخ في الهبوط، فلا يزالان كذلك كلما ارتفع زحل درجة انحط المريخ درجة حتى ينتهى المريخ في الهبوط وينتهى زحل في الارتفاع، فيجلو زحل، وذلك في اول الشتاء وآخر الخريف، فلذلك يشتد البرد وكلما ارتفع هذا هبط هذا، وكلما هبط هذا ارتفع هذا فاذا كان في الصيف يوم بارد فالفعل في ذلك للقمر، واذا كان في الشتاء يوم حار فالفعل في ذلك للشمس هذا تقدير العزيز العليم وأنا عبد رب العالمين(1).

165 - في تفسير العياشى عن جعفر بن أحمد عن العمركى عن النيسابورى عن على بن جعفر بن محمد عن أخيه موسى بن جعفر عليه السلام انه سئل عن هذه الآية يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها قال: عرفوه ثم انكروه.

166 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: " يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها " قال: نعمة الله هم الائمة، والدليل على ان الائمة نعمة الله قول الله: " الم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا " قال الصادق عليه السلام: نحن والله نعمة الله التى انعم بها على عباده، وبنا فاز من فاز.

167 - في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محمد الهاشمى قال: حدثنى أبى عن احمد بن عيسى قال: حدثنى جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام في قوله عزوجل: " يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها " قال: لما نزلت " انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون " اجتمع نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله في مسجد المدينة فقال بعضهم لبعض: ما تقولون

___________________________________

(1) قال المجلسى (ره): لعله كان في المجلس من يذهب مذهب الغلاة أو علم (ع) ان في قلب الراوى شيئا من ذلك فنفاه وأذعن بعبودية نفسه وان الله رب العالمين.

[73]

في هذه الآيه؟ فقال بعضهم: ان كفرنا بهذه الآية نكفر بسايرها وان آمنا فان هذا ذل حين يسلط علينا ابن أبى طالب، فقالوا: قد علمنا ان محمدا صادق فيما يقول ولكنا نتولاه ولا نطيع عليا فيما أمرنا، قال: فنزلت هذه الآية " يعرفون نعمه الله ثم ينكرونها " يعرفون يعنى ولاية على عليه السلام، " واكثرهم الكافرون " بالولاية.

168 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب أبوحمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام في قوله تعالى: ويوم نبعث من كل امة شهيدا قال: نحن الشهود على هذه الامة.

169 - في مجمع البيان قوله: " ويوم نبعث من كل امة شهيدا " يعنى يوم القيامة بين سبحانه انه يبعث فيه من كل امة شهيدا وهم الانبياء والعدول من كل عصر يشهدون على الناس باعمالهم، وقال الصادق عليه السلام: لكل زمان وامة امام تبعث كل امة مع امامها.

170 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: ويوم نبعث من كل امة شهيدا " قال لكل زمان وامه امام تبعث كل امة من امامها.

171 - قوله: الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب قال: كفروا بعد النبى صلى الله عليه واله، وصدوا عن أمير المؤمنين عليه السلام " زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون " ثم قال: ويوم نبعث في كل امة شهيدا عليهم من انفسهم يعنى من الائمة، ثم قال لنبيه: وجئنا بك يا محمد شهيدا على هؤلاء يعنى على الائمة فرسول الله صلى الله عليه واله شهيدا على الائمة وهم شهداء على الناس.

172 - في تفسير العياشى عن منصور عن حماد اللحام قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: نحن والله نعلم ما في السموات وما في الارض وما في الجنة وما في النار وما بين ذلك، قال فبقيت أنظر اليه فقال: يا حماد ان ذلك في كتاب الله ثلث مرات قال: ثم تلا هذه الآية: " ويوم نبعث في كل امة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين " آية من كتاب الله فيه تبيان كل شئ.

173 - عن عبدالله بن الوليد قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: قال الله لموسى: " وكتبنا له

[74]

في الالواح من كل شئ " فعلمنا انه لم يكتب لموسى الشئ كله وقال الله لعيسى: " ليبين لهم الذى يختلفون فيه " وقال الله لمحمد صلى الله عليه واله: " وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ ".

174 - عن يونس عن عدة من أصحابنا قالوا: قال أبوعبدالله عليه السلام: ان لاعلم خبر السموات وخبر الارض وخبر ما كان وخبر ما هو كائن كانه في كفى، قال: من كتاب الله أعلمه، ان الله يقول: " فيه تبيان كل شئ ".

175 - في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام مع اهل الاديان والمقالات في التوحيد قال الرضا عليه السلام في اثناء المحاورات: وكذلك أمر محمد صلى الله عليه واله وما جاء به وأمر كل نبى بعثه الله، ومن آياته انه كان يتيما فقيرا راعيا اجيرا لم يتعلم كتابا، ولم يختلف إلى معلم، ثم جاء بالقرآن الذى فيه قصص الانبياء عليهم السلام وأخبارهم حرفا حرفا، واخبار من مضى ومن بقى إلى يوم القيمة.

176 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن حديد عن مرازم عن أبيعبد الله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى أنزل في القرآن تبيان كل شئ حتى والله ما ترك شيئا تحتاج اليه العباد حتى لا يستطيع عبد يقول لو كان هذا انزل في القرآن الا وقد أنزله الله فيه.

177 - على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن الحسين بن منذر عن عمر بن قيس عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: ان الله تبارك وتعالى لم يدع شيئا تحتاج اليه الامة الا انزله في كتابه وبينه لرسوله صلى الله عليه واله، وجعل لكل شئ حدا وجعل عليه دليلا يدل عليه، وجعل على من تعدى ذلك الحد حدا.

178 - على بن محمد بن عيسى عن يونس عن حماد عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: ما من شئ الا وفيه كتاب أو سنة.

179 - على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن حماد عن عبدالله بن سنان عن أبى الجارود قال: قال أبوجعفر عليه السلام: اذا حدثتكم بشئ فاسئلونى من كتاب الله، ثم

[75]

قال في بعض حديثه: ان رسول الله صلى الله عليه واله نهى عن القيل والقال، وفساد المال وكثرة السؤال، فقيل له: يا بن رسول الله اين هذا من كتاب الله؟ قال: ان الله عزوجل يقول: " لا خير في كثير من نجويهم الا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس " وقال: " ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التى جعل الله لكم قياما " وقال: " لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم ".

180 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عمن حدثه عن المعلى بن خنيس قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ما من أمر يختلف فيه اثنان الا وله أصل في كتاب الله عزوجل، ولكن لا تبلغه عقول الرجال.

181 - محمد بن يحيى عن بعض أصحابه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبيعبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أيها الناس ان الله تبارك و تعالى أرسل اليكم الرسول صلى الله عليه واله إلى أن قال: فجاء‌هم بنسخة ما في الصحف الاولى وتصديق الذى بين يديه، وتفصيل الحلال من ريب الحرام، ذلك القرآن فاستنطقوه و لن ينطق لكم، اخبركم عنه ان فيه علم ما مضى وعلم ما يأتى إلى يوم القيمة، وحكم ما بينكم وبيان ما اصبحتم فيه تختلفون، فلو سألتمونى عنه لعلمتكم(1).

182 - محمد بن يحيى عن محمد بن عبدالجبار عن ابن فضال عن حماد بن عثمان عن عبدالاعلى بن أعين قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: قد ولدنى رسول الله صلى الله عليه واله وانا أعلم كتاب الله، وفيه بدو الخلق وما هو كائن إلى يوم القيمة، وفيه خبر السماء وخبر الارض وخبر الجنة وخبر النار، وخبر ما كان وخبر ما هو كائن، أعلم ذلك كما أنظر إلى كفى، ان الله يقول: " فيه تبيان كل شئ ".

183 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن النعمان عن اسمعيل بن جابر عن أبى عبدالله عليه السلام قال: كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وفصل ما بينكم ونحن نعلمه.

184 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن اسمعيل بن مهران عن سيف

___________________________________

(1) وفى نسخة " لاخبرتكم " والمختار هو الموافق للمصدر ايضا.

[76]

ابن عميرة عن أبى المغرا عن سماعة عن ابى الحسن موسى عليه السلام قال: قلت له: أكل شئ في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه واله أو يقولون فيه؟ قال: بل كل شئ في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه واله.

185 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عيسى عن أبى عبدالله المؤمن عن عبدالاعلى مولى آل سام قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: والله انى لاعلم كتاب الله من اوله إلى آخره كانه في كفى، فيه خبر السماء وخبر الارض، وخبر ما كان وخبر ما هو كائن قال الله عزوجل: " فيه تبيان كل شئ ".

186 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن يونس بن يعقوب عن الحارث بن المغيرة وعدة من أصحابنا منهم عبدالاعلى وأبوعبيدة وعبدالله بن بشر الخثعمى سمعوا أبا عبدالله عليه السلام يقول: انى لاعلم ما في السموات وما في الارض واعلم ما في الجنة وأعلم ما في النار، وأعلم ما كان وما يكون، قال: ثم سكت هنيئة فرأى ان ذلك كبر على من سمعه منه فقال: علمت ذلك من كتاب الله عزوجل ان الله عزوجل يقول: " فيه تبيان كل شئ "(1).

187 - محمد بن يحيى الاشعرى عن أحمد بن محمد عن البرقى عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبى عن أيوب بن الحر قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ان الله عز ذكره ختم بنبيكم النبين فلا نبى بعده ابدا، وختم بكتابكم الكتب فلا كتاب بعده ابدا، وانزل فيه تبيان كل شئ، وخلقكم وخلق السموات والارض ونبأ ما قبلكم وفصل ما بينكم وخبر ما بعدكم، وأمر الجنة والنار وما انتم صائرون اليه.

188 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن عبدالاعلى قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: وانا امرء من قريش قد ولدنى رسول الله صلى الله عليه واله وعلمت كتاب الله وفيه تبيان كل شئ به، والخلق وأمر السماء وأمر الارض وأمر الاولين

___________________________________

(1) " في بصائر الدرجات: وما يكون إلى أن يقوم الساعة، ثم سكت.

ثم قال: أعلم من كتاب الله أنظر اليه هكذا، ثم بسط كفيه ثم قال: ان الله يقول: " انا أنزلنا اليك الكتاب فيه تبيان كل شئ منه عفى عنه " (عن هامش بعض النسخ).

[77]

وأمر الآخرين وأمر ما كان وما يكون.

كانى أنظر إلى ذلك نصب عينى.

189 - على عن أبيه عن عبدالله بن المغيرة عن سماعة بن مهران قال: قال أبو عبدالله عليه السلام: ان العزيز الجبار انزل عليكم كتابه وهو الصادق البار، فيه خبركم وخبر من قبلكم وخبر من بعدكم وخبر السماء والارض، ولو أتاكم من يخبركم عن ذلك لتعجبتم.

190 - في نهج البلاغة في كلام له عليه السلام في ذم اختلاف العلماء في الفتيا: أم أنزل الله دينا ناقصا فاستعان بهم على اتمامه، أم كانوا شركاء له؟ فلهم أن يقولوا و عليه أن يرضى، أم أنزل دينا تاما فقصر الرسول صلى الله عليه واله عن تبليغه وأدائه والله سبحانه يقول: " ما فرطنا في الكتاب من شئ وفيه تبيان لكل شئ ".

191 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى عمر بن عثمان التيمى القاضى قال: خرج امير المؤمنين عليه السلام على أصحابه وهم يتذاكرون المروة، فقال: أين أنتم من كتاب الله؟ قالوا: يا اميرالمؤمنين في أى موضع؟ فقال: في قوله عزوجل: ان الله يأمر بالعدل والاحسان والعدل الانصاف والاحسان التفضل.

192 - في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبى عن بريد بن معوية عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في خطبة يوم الجمعة الخطبة الاولى: الحمد لله نحمده ونستعينه.

وذكر خطبة طويلة وآخرها ويكون آخر كلامه ان يقول: " ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون " ثم يقول: اللهم اجعلنا ممن يذكر فتنفعه الذكرى ثم ينزل.

193 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: " ان الله يأمر بالعدل والاحسان و ايتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى " قال: العدل شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه واله، والاحسان أمير المؤمنين صلوات الله عليه، و الفحشاء والمنكر والبغى فلان وفلان وفلان.

[78]

194 - حدثنا محمد بن أبى عبدالله قال: حدثنا موسى بن عمران قال: حدثنى الحسن بن يزيد عن اسمعيل بن مسلم قال: جاء رجل إلى أبى عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وانا عنده فقال: يا بن رسول الله " ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون " وقوله: " امر ربى الا تعبدوا الا اياه " فقال: نعم ليس لله في عباده امر الا العدل والاحسان، فالدعاء من الله عام والهدى خاص، مثل قوله: " يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم " ولم يقل ويهدى جميع من دعى إلى صراط مستقيم.

195 - في مجمع البيان وجاء‌ت الرواية ان عثمان بن مظعون قال: كنت اسلمت استحياء‌ا من رسول الله صلى الله عليه واله لكثرة ما كان يعرض على الاسلام ولم يقر الاسلام في قلبى، فكنت ذات يوم عنده حال تأمله فشخص بصره نحو السماء كانه يستفهم شيئا فلما سرى عنه، سألته عن حاله: فقال نعم بينا انا أحدثكم اذا رأيت جبرئيل في الهواء أتانى بهذة الآية " ان الله يأمر بالعدل والاحسان " وقرأها إلى آخرها، فقر الاسلام في قلبى واتيت عمه أبا طالب فأخبرته، فقال: يا آل قريش اتبعوا محمدا ترشدوا، فانه لا يأمركم الا بمكارمم الاخلاق، واتيت الوليد بن المغيرة وقرأت عليه هذه الآية فقال: ان كان محمد قاله فنعم ما قاله، وان قاله ربه فنعم ما قال، فأنزل الله: " افرأيت الذى تولى واعطى قليلا " يعنى قوله نعم ما قال، ومعنى قوله: " واكدى " انه لم يقم على ما قاله وقطعه.

196 - وعن عكرمة قال: ان النبى صلى الله عليه واله قرء هذه الآية على الوليد بن المغيرة فقال: يا بن أخى اعد فأعاد، فقال: ان له حلاوة، وان عليه لطلاوة، وان اعلاه لمثمر، وان اسفله لمغدق(1) وما هو قول البشر.

197 - في روضة الواعظين (ره) وقال صلى الله عليه واله: جماع التقوى في قوله: " ان الله يأمر بالعدل والاحسان".

___________________________________

(1) الطلاوة: الحسن والبهجة.

والمغدق من الغدق المطر الكثير - العلم

[79]

198 - في كتاب الخصال عن السكونى عن أبى عبدالله جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن على عليهم السلام قال: تكلم النار يوم القيمة ثلثة أميرا وقاريا وذا ثروة من المال، تقول للامير: يا من وهب الله له سلطانا ولم يعدل فتزدرده كما تزدرد الطير حب السمسم(1) وتقول للقارى (الحديث).

199 - عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان اسرع الخير ثوابا البر، وان أسرع الشر عقابا البغى.

200 - عن ابى مالك قال: قلت لعلى بن الحسين عليه السلام: اخبرنى بجميع شرايع الدين، قال: قول الحق والحكم بالعدل والوفاء بالعهد، هذه جميع شرايع الدين.

201 - عن أبى جعفر عليه السلام قال: في كتاب على عليه السلام: ثلث خصال لا يموت صاحبهن حتى يرى وبالهن: البغى وقطيعة الرحم واليمين الكاذبة يبارز الله بها، الحديث.

202 - في كتاب التوحيد حدثنا محمد بن القاسم المفسر رضى الله عنه قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلى بن محمد بن سيار عن أبويهما عن الحسن بن على بن محمد بن على الرضا عن أبيه عن جده عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه واله انه قال: ماعرف الله من شبهه بخلقه، ولا وصفه بالعدل من نسب اليه ذنوب عباده.

203 - في تفسير العياشى عن سعد عن أبى جعفر عليه السلام " ان الله يامر بالعدل و الاحسان " قال سعد: " ان الله يأمر بالعدل " وهو محمد، " والاحسان " وهوعلى " وايتاء ذى القربى " وهو قرابتنا، أمر الله العباد بمودتنا وايتائنا ونهاهم عن الفحشاء والمنكر، من بغى على أهل البيت ودعى إلى غيرنا.

204 - عن اسمعيل الحريرى قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام قول الله: " ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى " قال: اقرء كما اقول لك يا اسمعيل: " ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذى القربى حفه " قال(2) أداء امام إلى امام بعد امام، " وينهى عن الفحشاء والمنكر " قال ولاية

___________________________________

(1) ازدرد اللقمة، ابتلعها.

(2) وفى المصدر بعد قوله " حقه " زيادة وهى: " قلت: جعلت فداك انا لا نقرأ هكذا في قرائة زيد *

[80]

فلان وفلان.

205 - عن عامر بن كثير وكان داعية الحسين بن على(1) عن موسى بن ابى الغدير عن عطاء الهمدانى عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله: " ان الله يأمر بالعدل و الاحسان وايتاء ذى القربى " قال: العدل شهادة ان لا اله الا الله، والاحسان ولاية أمير المؤمنين، وينهى عن الفحشاء والمنكر، الفحشاء الاول، والمنكر الثانى، و البغى الثالث.

206 - وفى رواية سعد الاسكاف عنه قال: يا سعد " ان الله يأمر بالعدل " وهو محمد فمن أطاعه فقد عدل، و " الاحسان " على، فمن تولاه فقد احسن والمحسن في الجنة، و " ايتاء ذى القربى " قرابتنا أمر الله العباد بمودتنا وايتائنا، ونهاهم عن الفحشاء والمنكر، من بغى علينا أهل البيت، ودعى إلى غيرنا.

207 - عن زيد بن الجهم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: لما سلموا على على عليه السلام بأمرة المؤمنين قال رسول الله صلى الله عليه واله للاول: قم فسلم على على بأمرة المؤمنين فقال: امن الله او من رسوله قال: نعم من الله ومن رسوله ثم قال لصاحبه: قم فسلم على على بامرة المؤمنين، فقال: من الله ومن رسوله؟(2) قال: نعم من الله ومن رسوله، قال: يا مقداد قم فسلم على على بامرة المؤمنين قال: فلم يقل ما قال صاحباه، ثم قال: قم يا باذر فسلم على على بامرة المؤمنين،

___________________________________

* قال: ولكنا نقرؤها هكذا في قرائة على (ع)، قلت: فما يعنى بالعدل؟ قال شهادة ان لا اله الا الله قلت: والاحسان؟ قال شهادة ان محمدا رسول الله، قلت فما يعنى بايتاء ذى القربى حقه؟ قال: اداء...اه " والظاهر سقوطها من النسخ.

(1) اى الحسين بن على بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن على بن أبيطالب (ع) صاحب فخ والخارج على بنى عباس، وقصة خروجه وقتله مشهورة مدونة في كتب التواريخ والسير(2) وفى بعض النسخ " من الله أو من رسوله " وكذا في المواضع الاتية ومثله فيما يأتى في رواية الكافى.

[81]

فقام وسلم ثم قال: يا سلمان قم وسلم على على بامرة المؤمنين فقام وسلم، حتى اذا خرجا وهما يقولان: لا والله لا نسلم له ما قال أبدا فانزل الله تبارك وتعالى على نبيه: ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا بقولكم من الله أو من رسوله ان الله يعلم ما تفعلون ولا تكونوا كالتى نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا تتخذون ايمانكم دخلا بينكم ان يكون امة هى ازكى من امة قال: قلت: جعلت فداك انما نقرأها " أن تكون امة هى أربى من امة " فقال: ويحك يا زيد وما أربى ان يكون والله أزكى من ائمتكم(1) انما يبلوكم الله به يعنى عليا ولنبين لكم يوم القيمة ما كنتم فيه تختلفون ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدى من يشاء ولتسئلن عما كنتم تعملون ولا تتخذوا ايمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها بعد ما سلمتم على على عليه السلام بامرة المؤمنين وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله يعنى عليا ولكم عذاب عظيم.

208 - في اصول الكافى محمد بن الحسين(2) عن محمد بن اسمعيل عن منصور ان يونس عن زيد بن الهجم الهلالى عن أبيعبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: لما أنزلت ولاية على بن أبى طالب وكان قول رسول الله صلى الله عليه واله، سلموا على على بامرة المؤمنين فكان مما اكد الله عليهما في ذلك اليوم يا زيد قول رسول الله صلى الله عليه واله لهما، قوما فسلما عليه بامرة المؤمنين، فقالا: أمن الله أو من رسوله يا رسول الله؟ فقال لهما رسول الله صلى الله عليه واله: من الله ومن رسوله، فأنزل الله عزوجل: " ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ان الله يعلم ما تفعلون " يعنى به قول رسول الله صلى الله عليه واله لهما وقولهما: أمن الله او من رسوله " ولا تكونوا كالتى نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا تتخذون ايمانكم دخلا بينكم ان تكونوا امة هى ازكى من ائمتكم " قال: قلت: جعلت فداك أئمة؟ قال: اى والله ائمة، قلت: فانا نقرء أربى؟ قال: ما أربى وأومى بيده فطرحها، " انما يبلوكم الله به " يعنى بعلى عليه السلام " ولنبين لكم يوم القيمة ما

___________________________________

(1) كذا في النسخ وفى المصدر " ما اربى ان يكون والله كى ازكى من ائمتكم ".

(2) كذا في النسخ وفى المصدر " محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين...اه ".

[82]

كنتم فيه تختلفون * ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدى من يشاء ولتسئلن يوم القيمة عما كنتم تعملون * ولا تتخذوا ايمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها " يعنى بعد مقالة رسول الله صلى الله عليه واله في على عليه السلام " وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله " يعنى به على عليه السلام " ولكم عذاب عظيم ".

209 - في تفسير على بن ابراهيم قال على بن ابراهيم في قوله: " وأوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضو االايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا " فانه حدثنى أبى رفعه قال: قال ابوعبدالله: لما نزلت الولاية وكان من قول رسول الله صلى الله عليه واله بغدير خم سلموا على على عليه السلام بامرة المؤمنين فقالا: من الله ومن رسوله؟ فقال لهما: نعم حقا من الله ومن رسوله، انه أمير المؤمنين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين يقعده الله يوم القيمة على الصراط فيدخل أولياء‌ه الجنة، ويدخل أعدائه النار، فأنزل الله عزوجل: " ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ان الله يعلم ما تفعلون " يعنى قول رسول الله صلى الله عليه واله من الله ومن رسوله، ثم ضرب لهم مثلا فقال: " ولا تكونوا كالتى نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا تتخذون ايمانكم دخلا بينكم ".

210 - وفى رواية أبى الجارود عن أبيجعفر عليه السلام قال: التى نقضت غزلها امرأة من بنى تيم بن مرة يقال لها ريطة بنت كعب بن سعد بن تيم بن لوى بن غالب، كانت حمقاء تغزل الشعر، فاذا غزلته نقضته ثم عادت فغزلته، فقال الله: " كالتى نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا تتخذون ايمانكم دخلا بينكم " قال: " ان الله تبارك وتعالى أمر بالوفاء ونهى عن نقض العهد، فضرب لهم مثلا.

رجع إلى رواية على بن ابراهيم في قوله: " ان تكون أئمة هى ازكى من ائمتكم " فقيل: يا ابن رسول الله نحن نقرأ هى أربى من امة قال: ويحك وما أربى وأومى بيده بطرحها " انما يبلوكم الله به " يعنى بعلى بن أبى طالب يختبركم " وليبين لكم يوم القيمة ما كنتم فيه تختلفون * ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة " قال على مذهب واحد وأمر واحد " ولكن يضل من يشاء " قال: يعذب بنقض العهد " ويهدى من يشاء " قال: يثيت " ولتسئلن

[83]

عما كنتم تعملون ".

قوله: " ولا تتخذوا ايمانكم دخلا بينكم " قال هو: مثل لامير المؤمنين عليه السلام " فتزل قدم بعد ثبوتها " يعنى بعد مقالة النبى صلى الله عليه واله فيه " وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله " يعنى عن على " ولكم عذاب عظيم ".

211 - في تفسير العياشى متصلا بآخر ما سبق عنه اعنى قوله: " ولكم عذاب عظيم " عن عبدالرحمن بن سالم الاشل عنه قال: " التى نقضت غزلها من قوة بعد انكاثا " عايشة هى نكثت ايمانها.

212 - في مجمع البيان قال ابن عباس: ان رجلا من حضرموت يقال له عبدان - الاشرع قال: يا رسول الله ان امرء القيس الكندى جاورنى في أرضى فاقتطع من أرضى(1) فذهب بها منى والقوم يعلمون انى لصادق لكنه أكرم عليهم منى، فسأل رسول الله صلى الله عليه واله امرء القيس عنه فقال: لا أدرى ما يقول، فأمره أن يحلف، فقال عبدان: انه فاجر لا يبالى أن يحلف، فقال: ان لم يكن لك شهود فخذ يمينه، فلما قام ليحلف انظره فانصرفا فنزل قوله: ولا تشتروا بعهد الله الايتان فلما قرأهما رسول الله صلى الله عليه واله قال امرء القيس: اما ما عندى فينفد وهو صادق فيما يقول، لقد اقتطعت أرضه ولم أدر كم هى فليأخذ من أرضى ما شاء ومثلها معها بما اكلت من ثمرها، فنزل فيه: من عمل صالحا الآية.

213 - في كتاب معانى الاخبار حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن أبى عمير عن بعض أصحابه عن أبيعبد الله عليه السلام قال: قيل له: ان أبا الخطاب يذكر عنك انك قلت له: اذا عرفت الحق فاعمل ما شئت، قال: لعن الله أبا الخطاب والله ما قلت هكذا، ولكنى قلت له: اذا عرفت الحق فاعمل ما شئت من خير يقبل منك، ان الله عزوجل يقول: " من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فاولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب " ويقول تبارك وتعالى: من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حيوة طيبة.

214 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: " من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو

___________________________________

(1) اقتطع من ماله قطعة: أخذ منه شيئا.

[84]

مؤمن فلنحيينه حيوة طيبة " قال: القنوع بما رزقه الله.

215 - في نهج البلاغة وسئل عن قول الله تعالى: " فلنحيينه حيوة طيبة "؟ فقال: هى القناعة.

216 - في مجمع البيان " فلنحيينه حيوة طيبة " فيه أقوال إلى قوله: " ثانيها " انها القناعة والرضا بما قسم الله تعالى وروى ذلك عن النبى صلى الله عليه واله.

217 - في الكافى محمد بن يحيى عن على بن الحسن بن على عن عباد بن يعقوب عن عمرو بن مصعب عن فرات بن أحنف عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: او كل كتاب نزل من السماء " بسم الله الرحمن الرحيم " فاذا قرأت " بسم الله الرحمن الرحيم " فلا تبالى الا تستعيذ، واذا قرأت " بسم الله الرحمن الرحيم " ستر بك فيما بين السماء والارض.

218 - في روضة الكافى خطبة طويلة لامير المؤمنين عليه السلام يقول فيها: استعيذ بالله من الشيطان الرجيم " بسم الله الرحمن الرحيم والعصر ان الانسان لفى خسر " إلى آخر السورة.

219 - في عوالى اللئالى وروى عن عبدالله بن مسعود قال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه واله فقلت: وأعوذ بالله السميع العليم فقال لى: يا ابن ام عبد قل: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم هكذا أقرأنيه جبرئيل.

220 - في قرب الاسناد للحميرى باسناده إلى حنان بن سدير قال: صليت خلف أبى عبدالله عليه السلام المغرب قال: فتعوذ باجهار: " أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وأعوذ بالله ان يحضرون " ثم جهر ببسم الله الرحمن الرحيم.

221 - في تهذيب الاحكام محمد بن على بن محبوب عن عبدالصمد بن محمد عن حنان بن سدير قال: صليت خلف أبى عبدالله عليه السلام فتعوذ باجهار، ثم جهر ببسم الله الرحمن الرحيم.

222 - في عيون الاخبار حديث طويل عن موسى بن جعفر عليه السلام وقد قال له

[85]

هارون الرشيد: كيف قلتم: انا ذرية النبى صلى الله عليه واله والنبى لم يعقب وانما العقب للذكر لا للانثى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم " ومن ذريته داود وسليمن وايوب " الآية.

223 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى - ره - باسناده إلى محمد بن على الباقر عليه السلام حديث يقول فيه حاكيا عن رسول الله صلى الله عليه واله: فأوحى إلى بسم الله الرحمن الرحيم: " يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك " الآية.

224 - في تفسير العياشى عن أبى عبدالله عليه السلام حديث طويل وفيه فقال النبى صلى الله عليه واله: بسم الله الرحمن الرحيم " يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر " الآية.

225 - عن سماعة عن ابى عبدالله عليه السلام في قول الله " واذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم " قلت: كيف أقول؟ قال: تقول: استعيذ بالسميع العليم(1) من الشيطان الرجيم؟ وقال: ان الرجيم أخبث الشياطين، قال: قلت له: لم سمى الرجيم؟ قال: لانه يرجم، قلت: فانفلت منها شئ(2) قال: لا، قلت فكيف: سمى الرجيم ولم يرجم بعد؟ قال: يكون في العلم انه رجيم.

226 - عن الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سئلته عن التعوذ من الشيطان عند كل سورة نفتحها؟ قال: نعم، فتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وذكر ان الرجيم أخبث الشياطين، فقلت له: لم سمى الرجيم؟ قال: لانه يرجم، فقلت: هل ينفلت شيئا اذا رجم؟ قال: لا ولكن يكون في العلم انه رجيم.

227 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى عبدالعظيم بن عبدالله الحسنى قال: سمعت أبا الحسن على بن محمد العسكرى عليه السلام يقول: معنى الرجيم انه مرجوم باللعن، مطرود من الخير، لا يذكره مؤمن الا لعنه وان في علم السابق اذا خرج القائم عليه السلام لا يبقى مؤمن في زمانه الا رجمه بالحجارة، كما كان قبل ذلك مرجوما باللعن.

228 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام في كلام طويل: فقارى القرآن

___________________________________

(1) وفى المصدر " استعيذ بالله السميع العليم...اه ".

(2) انفلت: نجا وتخلص.

[86]

يحتاج إلى ثلثة أشياء: قلب خاشع، وبدن فارغ، وموضع خال، فاذا خشع لله قلبه فر منه الشيطان الرجيم، قال الله تعالى: " فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ".

223 - في مجمع البيان والاستعاذة عند التلاوة مستحبة غير واجبة بلا خلاف في الصلوة وخارج الصلوة.

224 - في روضة الكافى على بن محمد عن على بن العباس عن الحسن بن عبد - الرحمان عن منصور بن يونس عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قلت له: فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم انه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون فقال: يابا محمد يسلط والله من المؤمن على بدنه ولا يسلط على دينه، وقد سلط على ايوب عليه السلام فشوه خلقه ولم يسلط على دينه، وقد يسلط من المؤمنين على أبدانهم ولا يسلط على دينهم، قلت قوله عزوجل: انما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون قال: الذين هم بالله مشركون، يسلط على أبدانهم وعلى اديانهم.

225 - في تفسير العياشى عن حماد بن عيسى رفعه إلى أبيعبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: " انما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون " قال ليس له أن يزيلهم عن الولاية، فاما الذنوب وأشباه ذلك فانه ينال منهم كما ينال من غيرهم.

226 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: واذا بدلنا آية مكان آية والله اعلم بما ينزل قالوا انما انت مفتر قال: كان اذا نسخت آية قالوا لرسول الله صلى الله عليه واله: أنت مفتر فرد الله عليهم، فقال: قل لهم يا محمد نزله روح القدس من ربك بالحق يعنى جبرئيل ليثبت الله الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين.

227 - وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: " روح القدس " قال: هو جبرئيل، والقدس الطاهر " ليثبت الذين آمنوا " هم آل محمد " وهدى و بشرى للمسلمين ".

[87]

228 - في تفسير العياشى عن محمد بن عرامة الصيرفى عمن أخبره عن أبيعبد الله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى خلق روح القدس فلم يخلق خلقا أقرب اليه منها، و ليست بأكرم خلقه عليه، فاذا أراد أمرا ألقاه اليها، فالقاه إلى النجوم فجرت به.

229 - في تفسير على بن ابراهيم قوله.

ولقد نعلم انهم يقولون انما يعلمه بشر لسان الذى يلحدون اليه اعجمى وهو لسان أبى فكيهة مولى ابن الحضرمى كان أعجمى اللسان وكان قد اتبع نبى الله وآمن به، وكان من أهل الكتاب، فقالت قريش: هذا والله يعلم محمدا علمه بلسانه، يقول الله: وهذا لسان عربى مبين.

230 - في مجمع البيان وقال عبيد الله بن مسلم: كان غلامان في الجاهلية نصرانيان من أهل عين التمر، اسم احدهما يسار واسم الآخر خير(1) كانا صقلبيين يقرآن كتابا لهما بلسانهم، وكان رسول الله صلى الله عليه واله ربما مر بهما واستمع لقرائتهما، فقالوا: انما يتعلم منهما.

231 - في كتاب التوحيد باسناده إلى داود بن القاسم قال: سمعت على بن موسى الرضا عليه السلام يقول: من شبه الله بخلقه فهو مشرك، ومن وصفه بالمكان فهو كافر، ومن نسب اليه ما نهى عنه فهو كاذب، ثم تلا هذه الآية انما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله واولئك هم الكاذبون.

232 - في تفسير العياشى عن العباس بن هلال عن أبى الحسن الرضا عليه السلام انه ذكر رجلا كذابا ثم قال: فقال الله: " انما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون ".

233 - عن معمر بن يحيى بن سالم قال: قلت لابى جعفر عليه السلام، ان اهل الكوفة يروون عن على عليه السلام انه قال: ستدعون إلى سبى والبراء‌ة منى، فان دعيتم إلى سبى فسبونى وان دعيتم إلى البراء‌ة منى فلا تتبرؤا منى فانى على دين محمد صلى الله عليه واله فقال أبوجعفر عليه السلام: ما اكثر ما يكذبون على عليه السلام انما قال انكم ستدعون إلى سبى والبراء‌ة منى، فان دعيتم إلى سبى فسبونى وان دعيتم إلى البراء‌ة منى فانى على دين محمد صلى الله عليه واله، ولم يقل فلا تتبرؤا منى، قال: قلت: جعلت فداك فان أراد الرجل يمضى على القتل ولا يتبرء؟ فقال: لا والله [ الا ]

___________________________________

(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر في بعض النسخ " حنتر ".

[88]

على الذى مضى عليه عمار، ان الله يقول: الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان.

233 - عن ابى بكر عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال بعضنا: مد الرقاب أحب اليك أم البراء‌ة من على؟ فقال: الرخصة أحب إلى أما سمعت قول الله في عمار: الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان.

234 - عن عبدالله بن عجلان عن أبى عبدالله قال سألته فقلت له: ان الضحاك(1) قد ظهر بالكوفة ويوشك ان ندعى إلى البراء‌ة من على فكيف نصنع ! قال: فابرء منه، قال: قلت: أى شئ أحب اليك؟ قال: أن يمضون على ما مضى على عمار بن ياسر، اخذ بمكة فقالوا له: ابرء من رسول الله فبرأ منه، فأنزل الله عذره: " الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ".

235 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم ابن يزيد: قال: حدثنا أبوعمرو الزبيرى عن ابى عبدالله عليه السلام انه قال: فاما ما فرض الله على القلب من الايمان فالاقرار والمعرفة والعقد والرضا، والتسليم بان لا اله الا الله وحده لا شريك له الها واحدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، وان محمدا عبده و رسوله، والاقرار بما جاء من عند الله من نبى او كتاب، فذلك ما فرض الله على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله، وهو قول الله عزوجل: " الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدرا " وقال: " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " فذلك ما فرض الله عزوجل على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله وهو رأس الايمان، و الحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

236 - ابن محبوب عن خالد بن نافع البجلى عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ان رجلا أتى النبى صلى الله عليه واله فقال: يا رسول الله أوصنى فقال: لا تشرك بالله شيئا وان حرقت بالنار وعذبت، الا وقلبك مطمئن بالايمان، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

___________________________________

(1) هو ضحاك بن قيس الشيبانى الخارج بالكوفة سنة 127 في خلافة مروان والمقتول بكفر توثا سنة 128 وقيل انه قتل سنة 129 ورأى رأى الخوارج والحرورية.

[89]

237 - على بن ابراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: قيل لابى عبدالله عليه السلام ان الناس يروون ان عليا قال على منبر الكوفة: ايها الناس انكم ستدعون إلى سبى فسبونى ثم تدعون إلى البرائة منى فلا تتبرؤا منى؟ فقال: ما أكثر ما يكذب الناس على على عليه السلام ثم قال: انما قال: انكم ستدعون إلى سبى فسبونى، ثم تدعون إلى البرائة منى وانى لعلى دين محمد ولم يقل: فلا تتبرؤا منى، فقال له السائل: أرأيت ان اختار القتل دون البرائة؟ فقال: والله ما ذلك عليه وماله الا ما مضى عليه عمار بن ياسر، حيث اكرهه أهل مكة وقلبه مطمئن بالايمان، فأنزل الله عزوجل " الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان " فقال النبى صلى الله عليه واله عندها: يا عمار ان عادوا فعد، فقد أنزل الله عزوجل عذرك وأمرك أن تعود ان عادوا.

238 - على عن أبيه عن ابن أبى عمير عن جميل عن محمد بن مروان قال: قال لى أبوعبدالله عليه السلام: ما منع ميثم رحمه الله من التقية؟ فوالله لقد علم ان هذه الآية نزلت في عمار وأصحابه " الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان".

239 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أبى داود المسترق قال: حدثنى عمرو بن مروان قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه واله: رفع عن امتى أربع خصال: خطاؤها ونسيانها وما أكرهوا عليه وما لم يطيقوا، وذلك قول الله عزوجل: " ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " وقوله: " الا من اكره و قلبه مطمئن بالايمان ".

240 - في من لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصية لابنه محمد بن الحنفية: وفرض الله على القلب وهو أمير الجوارح الذى به تعقل وتفهم و تصدر عن أمره ورأيه فقال عزوجل: " الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان " الآية.

241 - في قرب الاسناد للحميرى باسناده إلى أبى عبدالله عليه السلام قال: ان التقية ترس المؤمن ولا ايمان لم لا تقية له، قلت: جعلت فداك أرأيت قول الله تبارك وتعالى:

[90]

" الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان " قال: وهل التقية الا هذا؟.

242 - في مجمع البيان قيل نزل قوله: " الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان " في جماعة اكرهوا وهم عمار وياسر أبوه وامه سمية وصهيب وبلال وخباب عذبوا وقتل ابوعمار وامه، فأعطاهم عمار بلسانه ما أرادوا منه، ثم اخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه واله فقال قوم: كفر عمار فقال صلى الله عليه واله: كلا ان عمارا ملئ ايمانا من قرنه إلى قدمه واختلط الايمان بلحمه ودمه، وجاء عمار إلى رسول الله صلى الله عليه واله وهو يبكى فقال عليه السلام: ماوراك؟ قال: شر يا رسول الله ما تركت حتى نلت منك، وذكرت آلهتهم بخير، فجعل رسول الله صلى الله عليه واله يمسح عينيه ويقول: ان عادوا لك فعد لهم بما قلت، فنزلت الآية عن ابن عباس وقتادة.

243 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: " من كفر بالله بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان " فهو عمار بن ياسر أخذته قريش بمكة فعذبوه بالنار حتى أعطاهم بلسانه ما أرادوا وقلبه مقر بالايمان، قوله: ولكن من شرح بالكفر صدرا فهو عبدالله بن سعد بن أبى سرح بن الحارث بن بنى لوى يقول الله: " فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم.

ذلك بانهم استحبوا الحيوة الدنيا على الآخرة وان الله لا يهدى القوم الكافرين.

ذلك بان الله ختم على سمعهم وابصارهم وقلوبهم واولئك هم الغافلون لا جرم انهم في الآخرة هم الخاسرون " هكذا في قراء‌ة ابن مسعود هذا كله في عبدالله بن سعد بن ابى سرح كان عاملا لعثمان بن عفان على مصر.

244 - في تفسير العياشى عن اسحق بن عمار قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ان رسول الله صلى الله عليه واله كان يدعوا أصحابه فمن أراد به خيرا سمع وعرف ما يدعوه اليه، و من أراد به شرا طبع على قلبه فلا يسمع ولا يعقل وهو قوله: اولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وابصارهم واولئك هم الغافلون.

245 - في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم ثم قال ايضا في عمار: ثم ان ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا ان ربك من بعدها لغفور رحيم قوله: وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة ياتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بانعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا

[91]

يصنعون قال: نزلت في قوم كان لهم نهر يقال له البليان(1) وكانت بلادهم خصبة كثيرة الخير، وكانوا يستنجون بالعجين ويقولون هذا ألين، فكفروا بأنعم الله و استخفوا بنعمة الله، فحبس الله عليهم البليان فجدبوا حتى أحوجهم الله إلى ما كانوا يستنجون به حتى كانوا يتقاسمون عليه.

246 - في محاسن البرقى عن أبيه عن محمد بن سنان عن أبى عيينة(2) عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان قوما وسع الله عليهم في ارزاقهم حتى طغوا فا ستخشنوا الحجارة فعمدوا إلى النقى(3) وصنعوا منه كهيئة الافهار فجعلوه في مذاهبهم(4) فأخذهم الله بالسنين فعمدوا إلى اطعمتهم فجعلوها في الخزائن، فبعث الله على ما في الخزاين ما أفسده حتى احتاجوا إلى ما كان يستطيبون به في مذاهبهم، فجعلوا يغسلونه ويأكلونه.

وفى حديث أبى بصير قال: نزلت فيهم هذه الآية: " وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة " إلى آخر الآية.

247 - في تفسير العياشى عن حفص بن سالم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان قوما في بنى اسرائيل تؤتى لهم من طعامهم حتى جعلوا منه تماثيل بمدن كانت في بلادهم يستنجون بها، فلم يزل الله بهم حتى اضطروا إلى التماثيل يبيعونها ويأكلونها، وهو قول الله: " ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ".

248 - عن زيد الشحام عن أبى عبدالله عليه السلام قال: كان أبى يكره أن يمسح

___________________________________

(1) كذا في النسخ وفى المصدر " الثرثار " مكان " البليان " في الموضعين وهو الظاهر.

(2) كذا في النسخ وفى المصدر (باب فضل الخبز..) " عن محمد بن سنان عن عيينة ".

(3) النقى - بفتح النون وكسر القاف وتشديد الياء -: الخبز المعمول من لباب الدقيق.

(4) الافهار جمع الفهر: الحجر ملاء الكف.

والمذاهب جمع المذهب: المتوضأ وفي بعض النسخ " مناهيهم " بدل " مذاهبهم ".

[92]

يده في المنديل وفيه شئ من الطعام تعظيما له الا أن يمصها، أو يكون إلى جانبه صبى فيمصها، قال: فانى أجد اليسير يقع من الخوان فأتفقده فيضحك الخادم، ثم قال: ان أهل قرية ممن كان قبلكم كان الله قد وسع عليهم حتى طغوا، فقال بعضهم لبعض: لو عمدنا إلى شئ من هذا النقى فجعلناه نستنجى به كان ألين علينا من الحجارة قال عليه السلام: فلما فعلوا ذلك بعث الله على ارضهم دوابا أصغر من الجراد فلم تدع لهم شيئا خلقه الله الا أكلته من شجر أو غيره، فبلغ بهم الجهد إلى أن أقبلوا على الذى كانوا يستنجون به، فأكلوه وهى القرية التى قال الله تعالى: " ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة " إلى قوله: " بما كانوا يصنعون ".

249 - في اصول الكافى الحسين بن محمد عن على بن محمد بن سعد عن محمد بن مسلم عن اسحق بن موسى قال: حدثنى اخى وعمى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ثلثة مجالس يمقتها الله ويرسل نقمته على أهلها فلا تقاعدوهم ولا تجالسوهم، مجلسا فيه من يصف لسانه كذبا في فتياه، ومجلسا ذكر أعدائنا فيه جديد وذكرنا فيه رث، و مجلسا فيه من يصد عنا وانت تعلم، قال: ثم تلا أبوعبدالله عليه السلام: ثلث آيات من كتاب الله كانما كن فيه أو قال كفه " ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم " " واذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره " ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب.

250 - في كتاب التوحيد محمد بن أحمد بن الحسن بن الوليد رضى الله عنه في جامعه وحدثنا به محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف قال حدثنى عبدالرحمان بن أبى نجران عن حماد بن عثمان عن عبدالرحيم القصير قال: كتب أبوعبدالله عليه السلام على يدى عبدالملك بن أعين: اذا أتى العبد بكبيرة من كبائر المعاصى أو صغيرة من صغائر المعاصى التى نهى الله عزوجل عنها كان خارجا من الايمان، وساقطا عنه اسم الايمان، و ثابتا عليه اسم الاسلام، فان تاب واستغفر عاد إلى الايمان ولم يخرجه إلى الكفر والجحود والاستحلال، فاذا قال للحلال هذا حرام وللحرام حلال ودان بذلك، فعندنا

[93]

يكون خارجا من الايمان والاسلام إلى الكفر، وكان بمنزلة رجل دخل الحرم ثم دخل الكعبة فأحدث في الكعبة حدثا فاخرج عن الكعبة وعن الحرم، فضربت عنقه وصار إلى النار، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

251 - في تفسير على بن ابراهيم ثم قال عزوجل: " ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب " قال: هو ما كانت اليهود تقول: ما في بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا.

252 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبدالرحمن بن سمرة عن النبى صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه: ومن فسر القرآن برأيه فقد افترى على الله الكذب.

253 - في الكافى على بن ابراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبدالله عليه السلام وقال بعده وبهذا الاسناد قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: والامة واحدة فصاعدا كما قال الله سبحانه وتعالى: ان ابراهيم كان امة قانتا لله يقول: مطيعا لله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

254 - في تفسير العياشى عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام عن قول الله: " ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا " قال: شئ فضل الله به.

255 - قال أبوبصير عن ابى عبدالله عليه السلام في قوله: " ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا " قال: سماه الله امة.

256 - يونس بن ظبيان عنه " ان ابراهيم كان امة قانتا " امة واحدة.

257 - عن سماعة بن مهران قال: سمعت عبدا صالحا(1) يقول: لقد كانت الدنيا وما [ كان ] فيها الا واحد يعبد الله، ولو كان معه غيره اذا لاضافه اليه حيث يقول: " ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين " فصبر بذلك ما شاء الله ثم ان الله

___________________________________

(1) وفى المصدر " العبد الصالح " بدل " عبداصالحا ".

[94]

آنسه باسمعيل واسحق فصار ثلثة.

258 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: " ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا " وذلك انه على دين لم يكن عليه أحد غيره فكان امة واحدة، واما قانتا فالمطيع، واما الحنيف فالمسلم، وهداه إلى صراط مستقيم قال: إلى الطريق الواضح.

259 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: ولا طريق للاكياس من المؤمنين أسلم من الاقتداء، لانه المنهج الاوضح، قال الله عزوجل: ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا فلو كان لدين الله تعالى سلك أقوم من الاقتداء لندب أوليائه و انبيائه اليه.

260 - في محاسن البرقى عنه عن ابن فضال عن حماد بن عثمان عن عبدالله ابن سليمان الصيرفى قال " سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: " ان أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبى والذين آمنوا " ثم قال: أنتم والله على دين ابراهيم ومنهاجه، وأنتم أولى الناس، أنتم على دينى ودين آبائى.

261 - عنه عن أبيه ومحمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن اسحق بن عمار عن عباد ابن زياد قال: قال لى أبوعبدالله عليه السلام: يا عباد ما على ملة ابراهيم أحد غيركم.

262 - في تفسير العياشى عن عمر بن أبى ميثم قال: سمعت الحسين بن على صلوات الله عليه يقول: ما أحد على ملة ابراهيم الا نحن وشيعتنا وساير الناس منها براء.

263 - عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: ما أبقيت الحنيفية شيئا حتى ان منها قص الشارب والاظفار، والاخذ من الشارب والختان.

264 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد عن أبى عمرو الزبيرى عن أبيعبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فأخبر انه تبارك و تعالى اول من دعا إلى نفسه ودعى إلى طاعته واتباع امره، فبدء بنفسه وقال: " والله يدعو إلى دار السلام ويهدى من يشاء إلى صراط مستقيم " ثم ثنى برسوله فقال: ادعوا إلى سبيل

[95]

ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى احسن يعنى بالقرآن.

265 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن على بن رئاب عن أبيعبد الله عليه السلام قال: قال والله نحن السبيل الذى أمركم الله باتباعه.

قوله: " و جادلهم بالتى هى أحسن " قال: بالقرآن.

266 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) قال أبومحمد العسكرى عليه السلام: ذكر عند الصادق عليه السلام الجدال في الدين وان رسول الله صلى الله عليه واله والائمة عليهم السلام نهوا عنه فقال الصادق عليه السلام: لم ينه مطلقا ولكنه نهى عن الجدال بغير التى هى احسن أما تسمعون قوله تعالى: " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن " فالجدال بالتى أحسن قد قرنه العلماء بالدين، والجدال بغير التى هى أحسن محرم حرمة الله على شيعتنا، واما الجدال بالتى هى أحسن فهو ما امر الله تعالى به نبيه أن يجادل به من جحد البعث بعد الموت، واحياؤه له، فقال الله حاكيا عنه: " وضرب لنا مثلا ونسى خلقه قال من يحيى العظام وهى رميم " فقال الله في الرد عليه: " قل - محمد - يحييها الذى أنشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة، وستقف انشاء الله على تتمة لهذا الكلام في العنكبوت عند قوله تعالى: " ولا تجادلوا أهل الكتاب " الآية.

267 - وروى عن النبى صلى الله عليه واله انه قال: نحن المجادلون في دين الله على لسان سبعين نبيا.

268 - في تفسير على بن ابرهيم ان رسول الله صلى الله عليه واله قال يوم احد: من له علم بعمى حمزة؟ فقال الحارث بن الصمت(1): أنا أعرف موضعه فجاء حتى وقف على حمزة، فكره أن يرجع إلى رسول الله صلى الله عليه واله فيخبره، فقال رسول الله لامير المؤمنين عليه السلام: يا على أطلب عمك فجاء على عليه السلام فوقف على حمزة فكره أن يرجع اليه، فجاء رسول الله صلى الله عليه واله حتى وقف عليه، فلما رأى ما فعل به بكى ثم

___________________________________

(1) وفى بعض الكتب " الحارث بن الصمة ".

[96]

قال: ما وقفت موقفا أغلظ على من هذا المكان، لئن أمكننى الله من قريش لاقتلن سبعين رجلا منهم، فنزل عليه جبرئيل فقال: وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين فاصبر فقال رسول الله صلى الله عليه واله: اصبر.

269 - في تفسير العياشى عن الحسين بن حمزة قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: لما رأى رسول الله صلى الله عليه واله ما صنع بحمزة بن عبدالمطلب قال: اللهم لك الحمد واليك المشتكى، وانك المستعان(1) على ما أرى، ثم قال صلى الله عليه واله: لئن ظفرت لامثلن ولامثلن، قال: فأنزل الله: " وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين " قال: فقال رسول الله صلى الله عليه واله: أصبر أصبر.

___________________________________

(1) وفى المصدر " وانت المستعان..اه ".

[97]




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21398261

  • التاريخ : 18/04/2024 - 02:20

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net