00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الحجر 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير نور الثقلين ( الجزء الثالث )   ||   تأليف : الشيخ عبد على بن جمعة العروسي الحويزي

كتاب تفسير نور الثقلين

الجزء الثالث

لمؤلفه

المحدث الجليل العلامة الخبير

الشيخ عبد على بن جمعة العروسى الحويزى قدس سره

المتوفى سنة 1112

صححه وعلق عليه السيد هاشم الرسولى المحلاتى

طبع بنفقة خادم الشريعة الحاج ابوالقاسم المشتهر بسالك وفقه الله تعالى لمرضاته

[2]

 

سورة الحجر

بسم الله الرحمان الرحيم

1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى أبى عبدالله عليه السلام قال: من قرأ سورة ابراهيم والحجر في ركعتين جميعا في كل جمعة لم يصبه فقر أبدا ولا جنون ولا بلوى.

2 - في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبى صلى الله عليه واله قال: من قرأها أعطى من الاجر عشر حسنات بعدد المهاجرين والانصار و المستهزئين بمحمد صلى الله عليه واله.

3- في تفسير العياشى عن عبدالله بن عطاء المكى قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين قال: ينادى مناد يوم القيامة يسمع الخلايق انه لا يدخل الجنة الا مسلم، ثم يود سائر الخلق انهم كانوا مسلمين.

4 - في تفسير على ابن ابراهيم حدثنى أبى عن محمد بن أبى عمير عن عمر بن اذينة عن رفاعة عن أبى عبدالله عليه السلام قال: اذا كان يوم القيامة نادى مناد من عند الله: لا يدخل الجنة الا مسلم فيومئذ يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين.

5 - في مجمع البيان وروى مرفوعا عن النبى صلى الله عليه واله قال: اذا اجتمع أهل النار في النار ومعهم من شاء الله من أهل القبلة، قال الكفار للمسلمين: ألم تكونوا مسلمين؟ قالوا: بلى، قالوا: فما أغنى عنكم اسلامكم وقد صرتم معنا في النار؟ قالوا: كانت لنا ذنوب فأخذنا بها فيسمع الله عزوجل ما قالوا فأمر من كان في النار من أهل الاسلام فأخرجوا منها، فحينئذ يقول الكفار: ياليتنا كنا مسلمين.

قال عز من قائل ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الامل فسوف يعلمون.

6 - في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن عاصم

[3]

ابن حميد عن أبى حمزة عن يحيى بن عقيل قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: انما أخاف عليكم اثنتين: اتباع الهوى وطول الامل، اما اتباع الهوى فانه يصد عن الحق، واما طول الامل فينسى الاخرة.

7 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عمر بن عثمان عن على بن عيسى رفعه قال: فيما ناجى الله عزوجل موسى عليه السلام: ياموسى لا يطول في الدنيا املك فيقسو قلبك، والقاسى القلب منى بعيد.

8 - في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن النعمان عن ابن مسكان عن داود بن فرقد عن أبى شبيبة الزهرى عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: اذا استحقت ولاية الله والسعادة جاء الاجل بين العينين، وذهب الامل وراء الظهر، واذا استحقت ولاية الشيطان والشقاوة جاء الامل بين العينين و ذهب الاجل وراء الظهر، قال: وسئل رسول الله صلى الله عليه واله أى المؤمنين أكيس؟ فقال أكثرهم ذكرا للموت وأشدهم له استعدادا.

9 - محمد بن يحيى عن الحسين بن اسحق عن على بن مهزيار عن فضالة عن اسمعيل ابن أبى زياد عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ما أنزل الموت حق منزلته من عد غدا من اجله، قال: وقال أمير المؤمنين عليه السلام: ما أطال عبد الامل الا ساء العمل، وكان يقول: لو راى العبد أجله وسرعته اليه لابغض العمل من طلب الدنيا.

10 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: واعلموا ان الامل يسهى القلب وينسى الذكر، فأكذبوا الامل فأنه غرور وصاحبه مغرور.

11 - في كتاب الخصال عن عبدالله بن حسن بن على عن امه بنت الحسين عن أبيها عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان صلاح أول هذه الامة بالزهد واليقين، وهلاك

[4]

آخرها بالشح(1) والامل.

12 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب بعد أن ذكر قوله تعالى: " فاسئلوا أهل الذكر " ثم قوله تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون: تفسير يوسف القطان ووكيع بن الجراح واسمعيل السرى وسفيان الثورى انه قال الحارث: سألت أمير المؤمنين عليه السلام عن هذه؟ قال: والله انا لنحن أهل الذكر، نحن اهل العلم، نحن معدن التأويل والتنزيل.

13 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: ولقد جعلنا في السماء بروجا قال: منازل الشمس والقمر وزيناها للناظرين بالكواكب.

14 - في مجمع البيان وزيناها بالكواكب النيرة عن أبى عبدالله عليه السلام وهى في اثنى عشر برجا.

15 - في قرب الاسناد للحميرى باسناده إلى موسى بن جعفر عليه السلام حديث طويل يذكر فيه آيات الرسول صلى الله عليه واله يقول فيه مخاطبا لنفر من اليهود: اما أول ذلك فانكم انتم تقرؤن ان الجن كانوا يسترقون السمع قبل مبعثه فمنعت في اوان رسالته بالرجوم وانقضاض النجوم وبطلان الكهنة والسحرة.

16 - في تفسير العياشى عن بكر بن محمد الازدى عن عمه عبدالسلام عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال يا عبداالسلام: احذر الناس ونفسك، فقلت: بأبى أنت و امى اما الناس فقد أقدر على أن أحذرهم، فاما نفسى فكيف؟ قال: ان الخبيث المسترق السمع يجيئك فيسترق ثم يخرج في صورة آدمى، فقال عبدالسلام: فقلت: بأبى و امى هذا ما لا حيلة له قال: هو ذاك(2).

___________________________________

(1) الشح: البخل.

(2) قال في البحار: الظاهر ان المراد به ما تلفظ به من معايب الناس وغيرها من الامور التى يريد أخفاء‌ها فيكون مبالغة في التقية، ويحتمل شموله لما يخطر بالبال، فيكون الغرض رفع الاستبعاد عما يخفيه الانسان عن غيره ثم يسمعه من الناس وهذا كثير، والمراد بالخبيث الشيطان.

[5]

17 - في امالى الصدوق (ره) حدثنا على بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن أبى عبدالله البرقى قال: حدثنى أبى عن جده أحمد بن أبى عبدالله عن أحمد بن محمد بن أبى نصر البزنطى عن أبان بن عثمان عن أبى عبدالله الصادق عليه السلام قال: كان ابليس لعنه الله يخترق السموات السبع، فلما ولد عيسى عليه السلام حجب من ثلث سموات وكان يخترق أربع سموات، فلما ولد رسول الله صلى الله عليه واله حجب من السبع كلها ورميت الشياطين بالنجوم، وقالت قريش: هذا قيام الساعة التى كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه، وقال عمرو بن امية وكان من أزجر أهل الجاهلية: أنظروا هذه النجوم التى يهتدى بها ويعرف بها أزمان الشتاء والصيف، فان كان رمى بها فهو هلاك كل شئ، وان كانت ثبتت ورمى بغيرها فهو أمر حدث، وأصبحت الاصنام كلها صبيحة ولد النبى صلى الله عليه واله ليس منها صنم الا وهو منكب على وجهه، وارتجس في تلك الليلة أيوان الكسرى وسقطت منه أربع عشرة شرفة(1) وغاضت بحيرة ساوة(2) وخمدت نيران فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، ورأى المؤبدان(3) في تلك الليلة في المنام ابلا صعابا تقود خيلا عرابا، قد قطعت دجلة وانسربت في بلادهم، وانقصم طاق الملك الكسرى من وسطه، وانخرقت عليه دجلة العوراء(4) وانتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز ثم استطار حتى بلغ المشرق ولم يبق سرير ملك من ملوك الدنيا الا أصبح منكوسا والملك مخرسا لا يتكلم يومه ذلك، وانتزع علم الكهنة وبطل سحر السحرة، ولم تبق كاهنة في العرب الا حجبت عن صاحبها، وعظمت قريش في العرب وسموا آل الله عزوجل، قال أبوعبدالله الصادق عليه السلام: انما سموا آل الله لانهم في بيت الله الحرام

___________________________________

(1) الشرفة من القصر: ما أشرفت من بنائه والجمع شرف.

(2) غاض الماء: نقص وغار في الارض.

(3) المؤبدان: فقيه الفرس وحاكم المجوس وهو للمجوس كقاضى القضاة للمسلمين.

(4) قال في البحار في بيان الحديث: ان كسرى كان سكر بعض الدجلة وبنى عليها بناء‌ا، فلعله لذلك وصفوا الدجلة بعد ذلك بالعوراء، لانه عور وطم بعضها فانخرقت عليه، ورأيت في بعض المواضع بالغين المعجمة من اضافة الموصوف إلى الصفة اى العميقة.

[6]

وقالت آمنة: ان ابنى والله سقط فاتقى الارض بيديه ثم رفع رأسه إلى السماء فنظر اليها ثم خرج منى نور أضاء له كل شئ، وسمعت في الضوء قائلا يقول: انك قد ولدت سيد الناس فسميه محمدا، وأتى به عبدالمطلب لينظر اليه و قد بلغه ما قالت امه فأخذه فوضعه في حجره ثم قال: الحمد لله الذى أعطانى * هذا الغلام الطيب الاردان * قد ساد في المهد على الغلمان ثم عوذه بأركان الكعبة وقال فيه أشعارا، قال: وصاح ابليس لعنه الله في أبالسته، فا جتمعوا اليه فقالوا: ما الذى أفزعك ياسيدنا؟ فقال لهم: ويلكم لقد أنكرت السموات والارض منذ الليلة، لقد حدث في الارض حدث عظيم ما حدث مثله منذ رفع عيسى بن مريم، فاخرجوا وانظروا ما هذا الحدث الذى قد حدث، فافترقوا ثم اجتمعوا اليه فقالوا: ما وجدنا شيئا، فقال ابليس لعنه الله: أنا لهذا الامر ثم انغمس في الدنيا فجالها حتى انتهى إلى الحرم، فوجد الحرم محفوظا بالملائكة فذهب ليدخل فصاحوا به فرجع، ثم صار مثل الصرد وهو العصفور فدخل من قبل حراء، فقال له جبرئيل: وراك لعنك الله فقال له: حرف أسألك عنه يا جبرئيل ما هذا الحدث منذ الليلة في الارض؟ فقال له: ولد محمد صلى الله عليه واله فقال: هل لى فيه نصيب؟ قال: لا، قال: ففى امته؟ قال: نعم، قال: رضيت.

18 - في تفسير على بن ابراهيم: وحفظناها من كل شيطان رجيم الا من استرق السمع فاتبعه شهاب مبين فلم تزل الشياطين تصعد إلى السماء وتتجسس حتى ولد النبى صلى الله عليه واله قوله: والارض مددناها والقينا فيها رواسى اى جبالا وانبتنا فيها من كل شئ موزون وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين قال: لكل ضرب من الحيوان قدر ناشيئا مقدرا.

وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: " و أنبتنا فيها من كل شئ موزون " فان الله تبارك وتعالى أنبت في الجبال الذهب والفضة و الجوهر والصفر والنحاس والحديد والرصاص والكحل والزرنيخ وأشباه هذه لا يباع الا وزنا.

[7]

وقال على بن ابراهيم في قوله: وان من شئ الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم قال: الخزانة الماء الذى ينزل من السماء فينبت لكل حزب من الحيوان ما قدر الله لها من الفداء.

19 - في روضة الواعظين للمفيد (ره) وروى جعفربن محمد عن أبيه عن جده عليه السلام انه قال: في العرش تمثال جميع ما خلق الله من البر والبحر، قال: وهذا تأويل قوله: " وان من شئ الا عندنا حزائنه ".

20 - في تفسير على بن ابراهيم قوله وارسلنا الرياح لواقح قال: التى تلقح الاشجار.

21 - في تفسير العياشى عن ابن وكيع عن رجل عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لا تسبوا الريح فانها بشر، وانها نذر وانها لواقح فاسئلوا الله من خيرها وتعوذوا من شرها.

22 - عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين قال: هم المؤمنون من هذه الامة.

23 - في تفسير على بن ابراهيم: ولقد خلقنا الانسان من صلصال قال: الماء المتصلصل بالطين من حمأ مسنون قال حمأ متغير(1).

24 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن عن النضر بن شعيب عن عبدالغفار الجازى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: طينة الناصب من حمأ مسنون، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

25 - في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في هاروت وماروت حديث طويل وفيه بعد أن مدح عليه السلام الملائكة وقال: معاذ الله من ذلك ان الملائكة معصومون محفوظون من الكفر والقبايح بألطاف الله تعالى، قالا: قلنا له: فعلى هذا لم يكن ابليس ايضا ملكا؟ فقال: لا بل كان من الجن، أما تسمعان الله يقول: " واذ قلنا للملئكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس كان من الجن " فأخبر عزوجل انه كان من الجن، وهو الذى قال الله تعالى

___________________________________

(1) الحمأ: الطين الاسود.

[8]

" والجان خلقناه من قبل من نار السموم ".

26 - في كتاب الخصال عن أبى عبدالله عليه السلام قال: الاباء ثلثة: آدم ولد مؤمنا والجان ولد كافرا: وابليس ولد كافرا، وليس فيهم نتاج انما يبيض ويفرخ، وولده ذكور ليس فيهم اناث.

27 - في تفسير على بن ابراهيم: والجان خلقناه من قبل من نار السموم قال: أبوابليس وقال: الجان من ولد الجان منهم مؤمنون وكافرون ويهود ونصارى وتختلف أديانهم، والشياطين من ولد ابليس وليس فيهم مؤمن الا واحدا اسمه هام بن هيم بن لا قيس بن ابليس، جاء إلى رسول الله صلى الله عليه واله فرآه جسيما عظيما وامرء‌ا مهولا، فقال له: من أنت؟ قال: انا هام بن هيم بن لاقيس بن ابليس، كنت يوم قتل قابيل هابيل غلاما ابن أعوام أنهى عن الاعتصام وآمر بافساد الطعام، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: بئس لعمرى الشاب المؤمل، والكهل المؤمر، فقال: دع عنك هذا يا محمد فقد جرت توبتى على يد نوح، ولقد كنت معه في السفينة فعاتبته على دعائه على قومه، ولقد كنت مع ابراهيم حين القى في النار فجعلها الله عليه بردا وسلاما، ولقد كنت مع موسى حين غرق الله فرعون و نجى بنى اسرائيل، ولقد كنت مع هود حين دعا على قومه فعاتبته، ولقد كنت مع صالح فعاتبته على دعائه على قومه، ولقد قرأت الكتب تبشرنى بك ويقرؤنك السلام ويقولون: أنت أفضل الانبياء واكرمهم، فعلمنى مما أنزل الله عليك شيئا، فقال رسول الله صلى الله عليه واله لامير المؤمنين صلوات الله عليه: علمه، فقال هام: يا محمد انا لا نطيع الا نبيا او وصى نبى، فمن هذا؟ قال: هذا أخى ووصى ووزيرى ووراثى على بن أبى طالب، قال: نعم نجد اسمه في الكتب اليا، فعلمه أمير المؤمنين عليه السلام، فلما كانت ليلة الهرير بصفين جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام.

قوله: " واذ قال ربك للملائكة انى خالق بشرا من صلصال " فقد كتبنا خبره.

28 - في كتاب علل الشرايع عن أبى جعفر عليه السلام عن على أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه قال الله جل جلاله للملائكة: " انى خالق بشرا من صلصال

[9]

من حمأ مسنون * فاذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين " وذلك من الله عزوجل تقدمة منه إلى الملائكة في آدم من قبل أن يخلقه احتجاجا منه عليهم، قال: فاغترف تبارك وتعالى غرفة من الماء العذب الفرات وصلصلها(1) فجمدت، ثم قال لها: منك أخلق النبين والمرسلين وعبادى الصالحين والائمة المهتدين الدعاة إلى الجنة وأتباعهم إلى يوم القيامة، ولا أبالى ولا اسئل عما أفعل وهم يسئلون، يعنى بذلك خلقه انه يسألهم، ثم اغترف من الماء المالح الاجاج فصلصلها فجمدت، ثم قال لها: منك أخلق الجبارين والفراعنة والعتاة واخوان الشياطين، والدعاة إلى النارالى يوم القيامة و أتباعهم، ولا ابالى ولا اسئل عما أفعل وهم يسألون، قال: وشرط في ذلك البداء ولم يشرط في أصحاب اليمين البداء، ثم خلط المائين فصلصلهما ثم ألقاهما قدام عرشه، وهما ثلة من طين(2) ثم أمر الملائكة الاربعة الشمال والدبور والصبا والجنوب أن جولوا على هذه الثلة الطين وأبروها(3) وانسموها، ثم جزوها وفصلوها واجروا الطبايع الاربعة الريح والمرة(4) والدم والبلغم، قال: فجاء‌ت الملائكة عليها وهى الشمال والصبا والجنوب والدبور فأجروا فيها الطبايع الاربعة، قال: والريح في الطبايع الاربعة في البدن من ناحية الشمال، قال: والبغلم في الطبايع الاربعة في البدن من ناحية الصبا، قال: والمرة في الطبايع الاربعة في البدن من ناحية الدبور، قال: والدم في الطبايع الاربعة في البدن من ناحية الجنوب، قال: فاستقلت النسمة وكمل البدن، قال: فلزمه من ناحية الريح حب الحيوة وطول الامل والحرص، ولزمه من ناحية البلغم حب الطعام

___________________________________

(1) الصلصال: الطين اليابس الذى لم يطبخ اذا نقر به صوت كما يصوت الفخار.

وصلصل الشى ء: صوت.

(2) وفى تفسير القمى: " سلالة " بدل " ثلة ".وكذا فيما يأتى.

(3) قال المجلسى (ره) قوله: " فأبروها " يمكن أن يكون مهموزا من برأه الله اى خلقه وجاء غير المهموز ايضا بهذا المعنى، فيكون مجازا اى اجعلوها مستعدة للخلق، ويمكن أن يكون من البرى بمعنى النحت.

كناية عن التفريق أو من التأبير من قولم أبر النخل اى أصلحه.

(4) قال زميلنا الفاضل دامت افاضاته في ذيل الحديث في العلل: قوله الريح والمرة الظاهر ان المراد بالريح هنا السوداء وبالمرة: الصفراء.

[10]

والشراب واللين والرفق، ولزمه من ناحية المرة الغضب والسفه والشيطنة والتجبر والتمرد والعجلة، ولزمه من ناحية الدم حب النساء واللذات وركوب المحارم والشهوات.

قال عمرو: أخبرنى جابر ان أبا جعفر عليه السلام قال: وجدناه في كتاب من كتب على عليه السلام.

29 - وباسناده إلى اسحق القمى(1) عن أبى جعفر الباقر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: لما كان الله منفردا بالوحدانية ابتدأ الاشياء لا من شيئ، فأجرى الماء العذب على أرض طيبة طاهرة سبعة ايام مع لياليها، ثم نضب(2) الماء عنها فقبض قبضة من صفاء ذلك الطين وهى طينتنا أهل البيت، ثم قبض قبضة من أسفل ذلك الطينة وهى طينة شيعتنا ثم اصطفانا لنفسه، فلو ان طينة شيعتنا تركت كما تركت طينتنا لما زنى أحد منهم ولا سرق و لا لاط ولا شرب المسكر، ولا ارتكب شيئا مما ذكرت، ولكن الله عزوجل أجرى الماء المالح على أرض ملعونة سبعة ايام ولياليها، ثم نضب الماء عنها، ثم قبض قبضة وهى طينة ملعونة من حمأ مسنون وهى طينة خبال(3) وهى طينة أعدائنا، فلو ان الله عزوجل ترك طينتهم كما أخذناها لم تروهم في خلق الادميين، ولم يقروا بالشهادتين ولم يصوموا ولم يصلوا ولم يزكوا ولم يحجوا البيت، ولم تروا أحدا منهم بحسن خلق، ولكن الله تبارك وتعالى جمع الطينتين طينتكم وطينتهم، فخلطهما وعركهما عرك الاديم(4) ومزجهما بالمائين، فما رأيت من أخيك المؤمن من شر: لواط(5) او زنا أو شئ مما ذكرت من شرب مسكر أو غيره، فليس من جوهريته ولا من ايمانه، انما هو بمسحة الناصب اجترح هذه السيئآت التى ذكرت، وما رأيت من الناصب من حسن وجهه وحسن خلق أو صوم أو صلوة أو حج بيت الله أو صدقة أو معروف فليس من جوهريته، انما تلك الافاعيل من

___________________________________

(1) وقد مر نظير هذا الحديث في سورة يوسف تحت رقم 141 عن كتاب العلل عن أبى.

اسحق الليثى عن ابى جعفر (ع) وفيه زيادات واضافات يفهم منها معنى هذا الحديث فراجع.

(2) نضب الماء: غار في الارض وسفل.

(3) الخبال: الفساد.

(4) عرك الاديم: دلكه والاديم: الجلد المدبوغ.

(5) وفى نسخة البحار " من شر لفظ ".

[11]

مسحة الايمان اكتسبها، وهو اكتساب مسحة الايمان.

30 - في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن ابى عمير عن ابن اذينة عن الاحول قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الروح التى في آدم قوله فاذا سويته ونفخت فيه من روحى قال: هذه روح مخلوقة، والروح التى في عيسى مخلوقة.

31 - عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن عبدالله بن بحر عن أبى أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عما يروون ان الله خلق آدم على صورته؟ فقال: هى صورة محدثة مخلوقة اصطفاها الله واختارها على ساير الصور المختلفة، فأضافها إلى نفسه كما أضاف الكعبة إلى نفسه، والروح إلى نفسه فقال: " بيتى " " ونفخت فيه من روحى ".

32 - في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: " ونفخت فيه من روحى " قال: روح اختاره الله واصطفاه و خلقه واضافه إلى نفسه، وفضله على جميع الارواح فنفخ منه في آدم.

33 - وباسناده إلى أبى جعفر الاصم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الروح التى في آدم والتى في عيسى ما هما؟ قال: روحان مخلوقان اختارهما الله واصطفاهما: روح آدم وروح عيسى عليهما السلام.

34 - وباسناده إلى أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: " ونفخت فيه من روحى " قال: من قدرتى.

35 - وباسناده إلى عبدالكريم بن عمرو عن أبى عبدالله عليه السلام " فاذا سويته ونفخت فيه من روحى " قال: ان الله عزوجل خلق خلقا وخلق روحا، ثم أمر ملكا فنفخ فيه فليست بالتى نقصت من قدرة الله شيئا من قدرته.

36 - وباسناده إلى عبد الحميد الطائى عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: " ونفخت فيه من روحى " كيف هذا النفخ؟ فقال: ان الروح

[12]

متحرك كالريح وانما سمى روحا لانه اشتق اسمه من الريح، وانما اخرجت على لفظة الروح لان الروح مجانس للريح، وانما اضافه إلى نفسه لانه اصطفاه على ساير الارواح، كما اصطفى بيتا من البيوت فقال: " بيتى " وقال لرسول من الرسل: " خليلى " وأشباه ذلك، وكل ذلك مخلوق مصنوع محدث مربوب مدبر.

في الكافى مثل هذا الحديث الاخير سواء.

37 - في قرب الاسناد للحميرى باسناده إلى مسعدة بن زياد قال: حدثنى جعفر بن محمد عن أبيه ان روح آدم عليه السلام لما أمرت أن تدخل فكرهته، فأمرها الله أن تدخل كرها وتخرج كرها.

38 - في تفسير العياشى عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله " ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين " قال: روح خلقها الله فنفخ في آدم منها.

39 - عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله: " فاذا سويته ونفخت فيه من روحى " قال: خلق خلقا وخلق روحا، ثم أمر الملك فنفخ وليست بالتى نقصت من الله شيئا، هى من قدرته تبارك وتعالى عنه.

40 - وفى رواية سماعة عنه: خلق آدم فنفخ فيه، وسألته عن الروح؟ قال: هى من قدرته من الملكوت.

41 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: ثم جمع سبحانه من حزن الارض وسهلها(1) تربة سنها بالماء حتى خلصت ولاطها بالبلة حتى لزبت(2) فجبل منها صورة ذات أحناء ووصول وأعضاء وفصول(3) أجمدها حتى استمسكت وأصلدها حتى

___________________________________

(1) الحزن من الارض: ما غلظ منها واشتد كالجبل، والسهل: مالان وفى نهج البلاغة هكذا " ثم جمع سبحانه من حزن الارض وسهلها وعذبها وسبخها...اه ".

(2) سنها بالماء اى خلطها، ولاطها بالبلة اى خلطها بالرطربة والبلة: النداوة، ولزبت اى لصقت.

واللازب: اللاصق.

(3) جبل بمعنى خلق.

والاحناء جمع حنو، وهى الجوانب.

والوصول جمع كثرة للوصل وهى المفاصل.

[13]

صلصلت(1) لوقت معدود وأجل معلوم، ثم نفخ فيها من روحه فمثلت انسانا ذا أذهان يجيلها وفكر يتصرف بها، وجوارح يختدمها، وأدوات يقلبها، ومعرفة يفرق بها بين الاذواق والمشام والالوان والاجناس، معجونا بطينة الالوان المختلفة والاشباه المؤتلفة، والاضداد المتعادية، والاخلاط المتباينة، من الحر والبرد، والبلة و الجمود، والمساء‌ة والسرور، واستأدى الله سبحانه الملائكة وديعته لديهم، وعهد وصيته اليهم في الاذعان بالسجود له، والخنوع لتكرمته، فقال تعالى: " اسجدوا لآدم " فسجدوا الا ابليس وقبيله اعترتهم الحمية، وغلبت عليهم الشقوة، وتعززوا بخلقة النار، واستوهنوا خلق الصلصال، فأعطاه النظرة استحقاقا للسخطة، واستتماما للبلية، وانجازا للعدة، فقال: انك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم.

42 - في كتاب الخصال عن أبى عبدالله عليه السلام قال: رن(2) ابليس أربع رنات: اوليهن يوم لعن وحين اهبط إلى الارض والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

43 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى عبدالعظيم بن عبدالله الحسنى قال: سمعت أبا الحسن على بن محمد العسكرى عليهما السلام يقوله: معنى الرجيم انه مرجوم باللعن، مطرود من الخير، لا يذكره مؤمن الا لعنه، وان في علم الله السابق اذا خرج القائم عليه السلام لا يبقى مؤمن في زمانه الا رجمه بالحجارة، كما كان قبل ذلك مرجوما باللعن.

44 - في كتاب علل الشرايع بسناده إلى عبدالله بن يزيد بن سلام انه قال لرسول الله صلى الله عليه واله وقد سأله عن الايام: فالخميس؟ قال: هو يوم خامس من الدنيا، و هو يوم انيس لعن فيه ابليس ورفع فيه ادريس، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

45 - وبسناده إلى يحيى بن ابى العلا الرازى عن أبى عبدالله عليه السلام حديث طويل يقوله فيه عليه السلام وقد سئل عن قوله الله عزوجل لابليس: " فأنك من المنظرين إلى يوم

___________________________________

(1) أصلدها اى جعلها صلدا وهى الصلبة الملساء.

وقد مر معنى الصلصل قريبا.

(2) رن الرجل: صاح ورفع صوته بالبكاء.

[14]

الوقت المعلوم " قال عليه السلام: ويوم الوقت المعلوم يوم ينفخ في الصور نفخة واحدة فيموت ابليس ما بين النفخة الاولى والثانية.

46 - في تفسير العياشى عن وهب بن جميع مولى اسحق بن عمار قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول ابليس: " فانظرنى إلى يوم يبعثون قال فانك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم " قال له وهب: جعلت فداك أى يوم هو؟ قال: يا وهب أتحسب أنه يوم يبعث الله فيه الناس، ان الله أنظره إلى يوم يبعث فيه قائمنا، فاذا بعث الله قائمنا كان في مسجد الكوفة وجاء ابليس حتى يجثو بين يديه(1) على ركبتيه فيقول: يا ويله من هذا اليوم، فيأخذ ناصيته فيضرب عنقه، فذلك اليوم الوقت المعلوم.

47 - عن الحسن بن عطية قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ان ابليس عبدالله في السماء الرابعة في ركعتين ستة آلاف سنة، وكان انظار الله اياه إلى يوم الوقت المعلوم بما سبق من تلك العبادة.

48 - عن أبان قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ان على بن الحسين اذا أتى الملتزم(2) قال: اللهم ان عندى أفواجا من الذنوب وافواجا من خطايا وعندك أفواج من رحمة وأفواج من مغفرة، يا من استجاب لابغض خلقه اليه اذ قال: " انظرنى إلى يوم يبعثون " استجب لى وافعل بى كذا.

49 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: فلعمرى لقد فوق لكم سهم الوعيد وأغرق لكم بالنزع الشديد(3) ورماكم عن مكان قريب فقال: رب بما اغويتنى لازينن

___________________________________

(1) جثا: جلس على ركبتيه.

(2) الملتزم - بفتح الزاء -: دبر الكعبة، سمى به لان الناس يعتنقونه اى يضمونه إلى صدورهم والالتزام: الاعتناق.

(3) قوله (ع): فوق لكم سهم الوعيد قال الشارح المعتزلى اى جعل له فوقا وهو موضع الوتر وهذا كناية عن التهيؤ والاستعداد، قوله (ع): وأغرق لكم بالنزع الشديد اى استوفى مد القوس وبالغ في نزعها ليكون مرماه أبعد ووقع سهامه أشد.

[15]

لهم في الارض ولاغوينهم اجمعين قذفا بغيب بعيد، ورجما بظن مصيب(1) صدقه به ابناء الحمية، واخوان العصبية، وفرسان الكبر والجاهلية.

قال عز من قائل: الا عبادك منهم المخلصين.

50 - في كتاب معانى الاخبار حدثنا أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن أحمد بن أبى عبدالله عن أبيه قال: جاء جبرئيل إلى النبى صلى الله عليه واله، فقال له النبى: يا جبرئيل ما تفسير الاخلاص؟ قال: المخلص الذى لا يسأل الناس شيئا حتى يجد، واذا وجد رضى، واذا بقى عنده شيئا أعطاه، فان من لم يسأل المخلوق اقر الله عزوجل بالعبودية، واذا وجد فرضى فهو عن الله راض، والله تبارك وتعالى عنه راض، واذا أعطى الله عزوجل فهو على حد الثقة بربه عزوجل، والحديث طويل أخذنا منه موضوع الحاجة.

51 - في اصول الكافى أحمد عن عبدالعظيم عن هشام بن الحكم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: هذا صراط على مستقيم.

52 - في تفسير العياشى عن أبى جميلة عن أبى عبدالله عليه السلام عن أبى جعفر عن أبيه(2) عن قوله: " هذا صراط على مستقيم " قال: هو أمير المؤمنين عليه السلام.

53 - في مجمع البيان قرأ يعقوب " هذا صراط على " بالرفع وروى ذلك عن أبى عبدالله عليه السلام.

54 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى على بن النعمان عن بعض اصحابنا رفعه إلى أبى عبدالله عليه السلام في قوله: ان عبادى ليس لك عليهم سلطان قال: ليس على هذة العصابة خاصة سلطان، قال: قلت: وكيف جعلت فداك وفيهم ما فيهم؟ قال:

___________________________________

(1) وفى بعض النسخ وكذا في شرح ابن أبى الحديد " ورجما بظن غير مصيب وقال: هذه الرواية اشهر بوجوه فمن شاء الوقوف عليها فليراجع ج 3: 230 ط مصر.

(2) وفى المصدر " عن عبدالله بن أبى جعفر عن أخيه " لكن الظاهر هو المختار ففى الصافى: " العياشى عن السجاد".

[16]

ليس حيث تذهب، انما قوله: " ليس لك عليهم سلطان " أن يحبب اليهم الكفر، ويبغض اليهم الايمان.

55 - في روضة الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبى عبدالله عليه السلام انه قال لابى بصير: يا أبا محمد لقد ذكركم الله في كتابه فقال: " ان عبادى ليس لك عليهم سلطان " والله ما أراد بهذا الا الائمة عليهم السلام وشيعتهم، والحديث طويل أخذنا منه موضوع الحاجة.

56 - في تفسير العياشى عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت: أرأيت قول الله " ان عبادى ليس لك عليهم سلطان " ما تفسير هذه الاية؟ قال: قال الله: انك لا تملك أن تدخلهم جنة ولا نارا.

57 - عن أبى بصير قال: سمعت جعفر بن محمد عليه السلام وهو يقول: نحن أهل الرحمة وبيت النعمة وبيت البركة، نحن في الارض بنيان وشيعتنا عرى الاسلام(1) وما كانت دعوة ابراهيم الا لنا ولشيعتنا، ولقد استثنى الله إلى يوم القيمة على ابليس، فقال: " ان عبادى ليس لك عليهم سلطان ".

58 - عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام انه اذا كان يوم القيمة يؤتى بابليس في سبعين غلا، وسبعين كبلا(2) فينظر الاول إلى زفر في عشرين ومأة كبل وعشرين ومأة غل، فينظر ابليس فيقول: من هذا الذى أضعف الله له العذاب وانا اغويت هذا الخلق جميعا؟ فيقال: هذا زفر فيقال: بما جدد له هذا العذاب؟ فيقال ببغيه على على عليه السلام فيقول له ابليس: ويل لك وثبوره لك، أما علمت ان الله أمرنى بالسجود لادم فعصيته، و سألته ان يجعل لى سلطان على محمد وأهل بيته وشيعته فلم يجبنى إلى ذلك، وقال: " ان عبادى ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين ".

___________________________________

(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر وساير الموسوعات الكبيرة الناقلة عنه لكن في الاصل " غرس الاسلام " والعرى جمع العروة كلما يؤخذ باليد وما يوثق به ويعول عليه.

وقولهم " عرى الايمان - أو عرى الاسلام " على التشبيه بالعروة التى يستمسك بها ويستوثق.

(2) الكبل: القيد.

[17]

59 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: وان جهنم لموعدهم اجمعين لها سبعة ابواب لكل باب منهم جزء مقسوم قال: يدخل في كل باب أهل ملة، وللجنة ثمانية أبواب.

60 - وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر (ع) في قوله: " وان جهنم لموعدهم اجمعين " وقوفهم على الصراط، واما " لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم " فبلغنى والله أعلم ان الله جعلها سبعة درجات أعلاها الجحيم، يقوم أهلها على الصفا منها، تغلى أدمغتهم فيها كغلى القدور بما فيها، والثانيه " لظى نزاعة للشوى تدعوا من أدبر وتولى وجمع فأوعى " والثالثة " سقر لا تبقى ولا تذر لواحة للبشر عليها سبعة عشر " والرابعة الحطمة ومنها تثور " شرر كالقصر كانه جمالة صفر " تدق من صار اليها مثل الكحل، فلا تموت الروح، كلما صاروا مثل الكحل عادوا والخامسة الهاوية فيها مالك، يدعون يا مالك اغثنا فاذا أغاثهم جعل لهم آنية من صفر من نار فيها صديد ما يسيل من جلودهم كأنه مهل، فاذا رفعوه ليشربوا منه تساقطت لحم وجوههم من شدة حرها، وهو قول الله " وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى الوجوه بئس الشراب وساء‌ت مرتفقا " ومن هوى فيها هوى سبعين عاما في النار، كلما احترق جلده بدل جلدا غيره والسادسة هى السعير فيها ثلثمائة سرادق من نار، في كل سرادق ثلثمائة قصر من نار، في كل قصر ثلثمأة بيت من نار، في كل بيت ثلثمائة لون من العذاب من غير عذاب النار، فيها حيات من نار، وعقارب من نار، وجوامع من نار، وسلاسل من نار، وأغلال من نار، وهو الذى يقول الله: " انا اعتدنا للكافرين سلاسل واغلالا وسعيرا " والسابعة جهنم وفيها الفلق، وهو جب في جهنم اذا فتح أسعر النار سعرا، وهو اشد النار عذابا، واما صعود فجبل من صفر من نار وسط جهنم، واما اثاما فهو واد من صفر مذاب يجرى حول الجبل، فهو أشد النار عذابا.

61 - في تفسير العياشى عن أبى بصير قال: يؤتى بجنهم لها سبعة أبواب،

[18]

بابها الاول للظالم(1) وهو زريق، وبابها الثانى لحبتر، والباب الثالث للثالث، و الرابع لمعاوية، والخامس لعبد الملك، والسادس لعكر بن هوسر(2) والسابع لابى سلامة فهم أبواب لمن اتبعهم(3).

62 - في كتاب الخصال في سؤال بعض اليهود عليا عليه السلام عن الواحد إلى المائة قال له اليهودى: فما السبعة؟ قال: سبعة أبواب النار متطابقات.

63 - عن ابى عبدالله عليه السلام عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: ان للنار سبعة أبواب يدخل منه فرعون وهامان، وقارون وباب يدخل منه المشركون والكفار من لم يؤمن بالله طرفة عين، وباب يدخل منه بنو امية هو لهم خاصة لا يزاحمهم فيه أحد، و هو باب لظى وهو باب سقر وهو باب الهاوية يهوى بهم سبعين خريفا، فكلما هوى بهم سبعين خريفا فار بهم فورة قذف بهم في أعلاها سبعين خريفا، ثم هوى بهم هكذا سبعين خريفا، فلا يزالون هكذا أبدا خالدين مخلدين، وباب يدخل منه مبغضونا ومحاربونا وخاذلونا، وانه لاعظم الابواب وأشدها حرا، قال محمد بن الفضيل الزرقى: فقلت لابى عبدالله عليه السلام: الباب الذى ذكرت عن أبيك عن جدك عليهما السلام انه يدخل منه بنو امية يدخله من

___________________________________

(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر والبحار وغيره لكن في الاصل " الظالمين " على صيغة الجمع.

(2) وفى المصدر والبحار " عسكر " بالسين، وسيأتى من المجلسى (ره) بيان فيه.

(3) قال المجلسى (ره):، زريق كناية عن الاول لان العرب يتشأم بزرقة العين، والحبتر هو الثعلب ولعله انما كنى عنه لحيلته ومكره، وفى غيره من الاخبار وقع بالعكس وهو أظهر اذا لحبتر بالاول أنسب، ويمكن أن يكون هنا ايضا المراد ذلك، وانما قدم الثانى لانه أشقى وأفظ واغلظ.

وعسكر بن هوسر كناية عن بعض خلفاء بنى أمية او بنى العباس.

وكذا أبى سلامة كناية عن أبى جعفر الدوانيقى، ويحتمل أن يكون عسكر كناية عن عايشة وساير أهل الجمل، اذ كان اسم جمل عايشة عسكرا وروى انه كان شيطانا " انتهى ".

وقال في غير هذا الموضع: ويحتمل أن يكون كناية عن بعض ولاة بنى امية كأبى سلامة، ويحتمل أن يكون ابوسلامة كناية عن ابى مسلم اشارة إلى من سلطهم من بنى العباس.

[19]

مات منهم على الشرك أو ممن ادرك الاسلام منهم؟ فقال: لا ام لك ألم تسمعه يقول وباب يدخل منه المشركون والكفار، فهذا باب يدخل منه كل مشرك وكل كافر لا يؤمن بيوم الحساب، وهذا الباب الآخر يدخل منه بنو امية لانه هو لابى سفيان و معاوية وآل مروان خاصة، يدخلون من ذلك الباب فتحطمهم النار فيه حطما لا يسمع لهم واعية ولا يحيون فيها ولا يموتون.

64 - في مجمع البيان " لها سبعة أبواب " فيه قولان: أحدهما ما روى عن أمير المؤمنين عليه السلام ان جهنم لها سبعة أبواب اطباق بعضها فوق بعض، ووضع احدى يديه على الاخرى فقال: هكذا، وان الله وضع الجنان على العرض ووضع النيران بعضها فوق بعض فاسفلها جهنم، وفوقها لظى، وفوقها الحطمة وفوقها سقر، وفوقها الجحيم، وفوقها السعير، وفوقها الهاوية، وفى رواية الكلبى: أسلفها الهاوية واعلاها جهنم.

65 - في تهذيب الاحكام محمد بن على بن محبوب عن أحمد بن محمد عن ابن أبى نصر قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن رجل اوصى بجزء من ماله؟ فقال: واحد من سبعة ان الله تعالى يقول: " لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم ".

66 - احمد بن محمد بن عيسى عن اسمعيل بن همام الكندى عن الرضا عليه السلام في رجل أوصى بجزء من ماله؟ قال: الجزء من سبعة، ان الله تعالى يقول: " لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم ".

عنه عن ابى همام عن الرضا عليه السلام مثله.

67 - في روضة الكافى خطبة لامير المؤمنين عليه السلام وفيها: الا وان التقوى مطايا ذللل حمل عليها، وأعطوا أزمتها فاوردتهم الجنة، وفتحت أبوابها ووجدوا ريحها و طيبها، وقيل لهم: ادخلوها بسلام آمنين.

68 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) عن النبى صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه عليه السلام وقد ذكر عليا وأولاده عليهم السلام: الا ان اولياء‌هم الذين يدخلون الجنة آمنين، وتتلقيهم الملائكة بالتسليم أن طبتم فادخلوها خالدين.

[20]

69 - في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الاشعرى عن ابن القداح عن ابى عبدالله عليه السلام قال: كان على عليه السلام يقول: لا تغضبوا ولا تغضبوا، افشوا السلام وأطيبوا الكلام وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام ثم تلا عليهم قول الله عزوجل: " السلام المؤمن المهيمن ".

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

70 - في روضة الكافى عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبدالله بن عبدالرحمن عن عبدالله بن القاسم عن عمرو بن ابى المقدام عن ابى عبدالله عليه السلام انه قال " أنتم والله الذين قال الله عزوجل: ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين.

71 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن ابى عبدالله عليه السلام انه قال لابى بصير: يا ابا محمد لقد ذكركم الله في كتابه فقال: " اخوانا على سرر متقابلين " والله ما أراد بهذا غيركم والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.

72 - في تفسير العياشى عن محمد بن مروان عن ابى عبدالله عليه السلام قال: ليس منكم رجل ولا امرأة الا وملائكة الله يأتونه بالسلام، وانتم الذين قال الله: " ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين ".

73 - عن محمد بن القاسم عن ابى عبدالله عليه السلام قال: ان سارة قالت لابراهيم عليه السلام: قد كبرت فلو دعوت الله ان يرزقك ولدا فتقر أعيننا؟ فان الله قد اتخذك خليلا و هو مجيب دعوتك ان شاء الله، فسأل ابراهيم ربه أن يرزقه غلاما عليما، فاوحى الله اليه: انى واهب لك غلاما عليما، ثم ابلوك فيه بالطاعة لى، قال ابوعبدالله عليه السلام: فمكث ابراهيم بعد البشارة ثلث سنين، ثم جائته البشارة من الله باسمعيل مره اخرى بعد ثلث سنين.

74 - عن ابى بصير عن ابى جعفر عليه السلام قال: ان لوطا لبث في قومه ثلثين سنة يدعوهم إلى الله ويحذرهم عقابه، قال: وكانوا قوما لا يتنظفون من الغائط ولا يتطهرون من

[21]

الجنابة وكان لوط وآله يتنظفون من الغائط و يتطهرون من الجنابة، و كان لوط ابن خالة ابراهيم وابراهيم ابن خالة لوط وكانت امرأة ابراهيم سارة اخت لوط، وكان ابراهيم ولوط نبيين مرسلين منذرين، وكان لوط رجلا سخيا كريما يقرى الضيف(1) اذا نزل به ويحذره قومه، قال: فلما راى قوم لوط ذلك قالوا، انا ننهاك عن العالمين لا تقرى ضيفا ينزل بك، فانك ان فعلت فضحنا ضيفك واخزيناك فيه، وكان لوط اذا نزل به الضيف كتم أمره مخافة أن يفضحه قومه، وذلك ان لوطا كان فيهم لا عشيرة له.

قال: وان لوطا وابراهيم لا يتوقعان نزول العذاب على قوم لوط، وكانت لابراهيم ولوط منزلة من الله شريفة، وان الله تبارك وتعالى كان اذاهم بعذاب قوم لوط أدركته فيهم مودة ابراهيم وخلته ومحبة لوط فيراقبهم فيه فيؤخر عذابهم: قال ابو جعفر: فلما اشتد اسف الله على قوم لوط وقدر عذابهم وقضاه أحب أن يعوض ابراهيم من عذاب قوم لوط بغلام عليم فيسلى به مصابه بهلاك قوم لوط، فبعث الله رسلا إلى ابراهيم يبشرونه باسمعيل، فدخلوا عليه ليلا ففزع منهم وخاف أن يكونوا سراقا، قال: فلما ان رأته الرسل فزعا وجلا قالوا: سلاما قال سلام قال انا منكم وجلون قالوا لا توجل انا نبشرك بغلام عليم قال ابوجعفر عليه السلام: والغلام العليم هو اسمعيل من هاجر فقال ابراهيم للرسل: ابشرتمونى على ان مسنى الكبر فبم تبشرون قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين فقال ابراهيم للرسل " فما خطبكم بعد البشارة؟ قالوا انا ارسلنا إلى قوم مجرمين انهم كانوا قوما فاسقين لننذرهم عذاب رب العالمين، قال ابوجعفر: عليه السلام فقال ابراهيم للرسل: " ان فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله الا امرأتة كانت من الغابرين فلما جاء آل لوط المرسلين قال انكم قوم منكرون قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون " يقول: من عذاب الله لننذر قومك العذاب " فأسر باهلك " يا لوط اذا مضى من يومك هذا سبعة ايام ولياليها " بقطع من الليل ولا يلتفت منكم احد الا امرأتك انه مصيبها ما اصابهم " قال أبوجعفر عليه السلام فقضوا إلى لوط ذلك الامر " ان دابر

___________________________________

(1) قرى الضيف: أضافه وأجاره واكرمه.

[22]

هؤلاء مقطوع مصبحين " قال أبوجعفر عليه السلام: فلما كان يوم الثامن من طلوع الفجر قدم الله رسلا إلى ابراهيم يبشرونه باسحق ويعزونه بهلاك قوم لوط " الحديث " وقد كتبناه بتمامه في هود.

75 - في كتاب الخصال عن الصباح مولى أبى عبدالله عليه السلام قال: كنت مع أبى عبدالله فلما مررنا باحد قال: ترى الثقب الذى فيه؟ قلت: نعم، قال اما انا فلست أراه.

وعلامة الكبر ثلث: كلال البصر(1) وانحناء الظهر ورقة القدم.

76 - في تفسير العياشى عن صفوان الجمال قال: صليت خلف ابى عبدالله عليه السلام فأطرق ثم قال: اللهم لا تقنطنى من رحمتك، ثم جهر فقال: ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون.

77 - في كتاب التوحيد باسناده إلى معاذ بن جبل حديث طويل عن النبى صلى الله عليه واله يقول فيه: قال الله يا بن آدم باحسانى اليك قويت على طاعتى وبسوء ظنك بى قنطت من رحمتى.

78 - في بصائر الدرجات حدثنى السندى بن الربيع عن الحسن بن على بن فضال عن على بن رئاب عن أبى بكر الحضرمى عن أبى جعفر عليه السلام قال: ليس مخلوق الا وبين عينيه مكتوب: مؤمن أو كافر، وذلك محجوب عنكم وليس محجوبا عن الائمة من آل محمد صلوات الله عليهم، ثم ليس يدخل عليهم أحد الا عرفوه مؤمن أو كافر، ثم تلا هذه الآية: ان في ذلك لايات للمتوسمين.

79 - احمد بن الحسن عن أحمد بن ابراهيم عن الحسن بن البرة عن على بن حسان عن عبدالكريم بن كثير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ويحك يابا سليمان ! انه ليس من عبد يولد الا كتب بين عينيه مومن أو كافر، قال الله عزوجل: " ان في ذلك لايات للمتوسمين " نعرف عدونا من ولينا، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

80 - في اصول الكافى احمد بن مهران عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسنى عن ابن ابى عمير قال: أخبرنى اسباط بياع الزطى قال: كنت عند ابى عبدالله عليه السلام فسئله

___________________________________

(1) كل بصره: أعيا ونبأ ولم يحقق المنظور.

[23]

رجل عن قول الله عزوجل: ان في ذلك لايات للتوسمين وانها لبسبيل مقيم " قال: نحن المتوسمون والسبيل فينا مقيم.

81 - محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن يحيى بن ابراهيم، قال حدثنى اسباط بن سالم قال: كنت عند أبى عبدالله عليه السلام فدخل عليه رجل من أهل هيت(1) فقال له: اصلحك الله ما تقول في قول الله عزوجل: " ان في ذلك لايات للمتوسمين " قال: نحن المتوسمون والسبيل فينا مقيم.

82 - محمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان عن حماد بن عيسى عن ربعى بن عبدالله عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: " ان في ذلك لآيات للمتوسمين " قال: هم الامة، قال رسول الله صلى الله عليه واله: اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله عزوجل في قول الله(2) عزوجل " ان في ذلك لآيات للمتوسمين".

83 - محمد بن يحيى عن الحسن بن على الكوفى عن عبيس بن هشام عن عبدالله بن سليمان عن ابى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: " ان في ذلك لآيات للمتوسمين " فقال: هم الائمة " وانها لبسبيل مقيم " قال: لا يخرج منا أبدا.

84 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن أسلم عن ابراهيم بن أيوب عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابى جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في قوله: " ان في ذلك لآيات للمتوسمين " قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله المتوسم وأنا من بعده، والائمة من ذريتى المتوسمون وفى نسخة اخرى: أحمد بن مهران عن محمد بن على عن محمد بن اسلم عن ابراهيم بن أيوب باسناده مثله.

85 - احمد بن ادريس ومحمد بن يحيى عن الحسن بن على الكوفى عن عبيس بن هشام عن عبدالله بن سليمان عن ابى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن الامام فوض الله اليه كما فوض إلى سليمان بن دادود؟ فقال: نعم وذلك ان رجلا سأله عن مسألة فاجابه فيها، وسأله

___________________________________

(1) هيت: بلدة على الفرات من نواحى بغداد فوق الانبار ذات نخل كثير وخيرات واسعة واسم قرية في نواحى دمشق ايضا.

(2) متعلق بقوله: قال رسول الله صلى الله عليه وآله.

[24]

آخر عن تلك المسألة فأجابه بغير جواب الاول، ثم سأله آخر فاجابه بغير جواب الاولين ثم قال: " هذا عطاؤنا فامنن او أعط بغير حساب " وهكذا هى في قرائة على عليه السلام، قال: فقلت: أصلحك الله فحين أجابهم بهذا الجواب يعرفهم الامام ؟ قال: سبحان الله أما تسمع الله يقول: " ان في ذلك لآيات للمتوسمين " وهم الائمة " وانها لبسبيل مقيم " لا تخرج مها أبدا، ثم قال لى: نعم ان الامام اذا أبصر إلى الرجل عرفه وعرف لونه، وان سمع كلامه من خلف حائط عرفه وعرف ما هو، ان الله يقول: " ومن آياته خلق السموات والارض واختلاف السنتكم وألوانكم ان في ذلك لآيات للعالمين " وهم العلماء فليس يسمع شيئا من الامر ينطق به الا عرفه ناج أو هالك، فلذلك يجيبهم بالذى يجيبهم.

86 - في روضة الواعظين للمفيد (ره) بعد أن ذكر الصادق عليه السلام وروى عنه حديثا وقال عليه السلام: اذا قام قائم آل محمد عليه السلام حكم بين الناس بحكم داود لا يحتاج إلى بينة، يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه.

ويخبر كل قوم بما استنبطوه، ويعرف وليه من عدوه بالتوسم قال الله عزوجل: " ان في ذلك لايات للمتوسمين وانها لبسبيل مقيم ".

87 - في مجمع البيان وقد صح عن النبى صلى الله عليه واله انه قال: اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله، قال: ان لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم، ثم قرء هذه الآية.

88 - وروى عن أبى عبدالله عليه السلام انه قال: نحن المتوسمون والسبيل فينا مقيم، و السبيل طريق الجنة، ذكره على بن ابراهيم في تفسيره(1).

89 - في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في وجه دلائل الائمة و الرد على الغلاة والمفوضة لعنهم الله، حدثنا تميم بن عبدالله بن تميم القرشى رضى الله عنه قال: حدثنى أبى قال، حدثنا أحمد بن على الانصارى عن الحسن بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون يوما وعنده على بن موسى الرضا عليه السلام وقد اجتمع الفقهاء

___________________________________

(1) " الذى في تفسير على بن ابراهيم الرواية الاخيرة، وانما لم نأخذها منه لانها فيه بلفظ " قال " كما هى عادته، فأخذناها من مجمع البيان للتصريح باسمه فيه عليه السلام.

منه عفى عنه " (عن هامش بعض النسخ).

[25]

وأهل الكلام من الفرق المختلفة فسأله بعضهم فقال له: يا بن رسول الله بأى شيئ تصح الامامه لمدعيها؟ قال: بالنص والدليل، قال له: فدلالة الامام فيما هى؟ قال: في العلم واستجابة الدعوة قال فما وجه اخباركم مما يكون؟ قال ذلك بعهد معهود الينا من رسول الله، قال: فما وجه اخباركم مما في قلوب الناس؟ قال له: أما بلغك قول رسول الله صلى الله عليه واله: اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله على قدر ايمانه ومبلغ استبصاره وعلمه، وقد جمع الله للائمة منا ما فرقه في جميع المؤمنين، وقال عزوجل في كتابه العزيز: " ان في ذلك لايات للمتوسمين " فأول المتوسمين رسول الله صلى الله عليه واله، ثم أمير المؤمنين عليه السلام من بعده، ثم الحسن والحسين والائمة من ولد الحسين إلى يوم القيمة، قال: فنظر اليه المأمون فقال له: يا ابا الحسن زدنا مما جعل الله لكم أهل البيت، فقال الرضا عليه السلام: ان الله تعالى قد أيدنا بروح منه مقدسة مطهرة، ليست بملك، لم تكن مع أحد ممن مضى الا مع رسول الله صلى الله عليه واله، وهى مع الائمة منا تسددهم وتوفقهم، وهو عمود من نور بيننا وبين الله تعالى.

90 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبان بن تغلب قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: اذا قام القائم عليه السلام لم يقم بين يديه أحد من خلق الرحمان الا عرفه صالح هو أم طالح، ألا وفيه آية للمتوسمين وهو سبيل المقيم.

91 - في كتاب معانى الاخبار الهلالى أمير المدينة يقول: سألت جعفر بن محمد فقلت له: يا بن رسول الله في نفسى مسألة أريد ان أسئلك عنها، قال: ان شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسألنى: وان شئت فاسئل، قال: فقلت له: يا بن رسول الله وبأى شئ تعرف ما في نفسى قبل سؤالى عنه؟ قال: بالتوسم والتفرس، أما سمعت قول الله عزوجل: " ان في ذلك لآيات للمتوسمين " وقول رسول الله صلى الله عليه واله: اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله.

92 - في تفسير العياشى عن عبدالرحمن بن سالم الاشل رفعه في قوله: " لآيات للمتوسمين " قال: هم آل محمد الاوصياء عليهم السلام.

[26]

93 - عن ابى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام [ ان ] في الامام آية للمتوسين، وهو السبيل المقيم، ينظر بنور الله وينطق عن الله، لا يعزب عنه شئ مما أراد.

94 - عن جابر بن يزيد الجعفى قال: قال أبوجعفر عليه السلام: بينما امير المؤمنين عليه السلام جالس بمسجد الكوفة قد احتبى بسيفه والقى برنسه وراء ظهره(1) اذ أتته امرأة مستعدية على زوجها، فقضى للزوج على المرأة، فغضبت فقالت: لا والله ما هو كما قضيت، لا والله ما تقضى ولا تعدل بالرعية، ولا قضيتك عند الله بالمرضية، قال: فنظر اليها أمير المؤمنين عليه السلام فتأملها ثم قال لها: كذبت يا جرية يا بذية ايا سلسع ايا سلفع(2) ايا التى تحيض من حيث لا تحيض النساء، قال: فولت هاربة وهى تولول وتقول: يا ويلى ويلى ويلى ثلثا، قال فلحقها عمرو بن حريث(3) فقال لها: يا امة الله اسئلك، فقالت: ما للرجال والنساء في الطرقات؟ فقال: انك استقبلت أمير المؤمنين عليا بكلام سررتينى به ثم قرعك أمير المؤمنين بكلمة فوليت مولولة؟ فقالت: ان ابن أبى طالب والله استقبلنى فأخبرنى بما هو كتمته من بعلى منذ ولى عصمتى، لا والله ما رأيت طمثا من حيث يرينه النساء، قال: فرجع عمرو بن حريث إلى أمير المؤمنين فقال: له يا امير المؤمنين ما نعرفك بالكهانة فقال له: وما ذلك يا ابن حريث؟ فقال له يا امير المؤمنين ان هذه المرأة ذكرت انك أخبرتها بما هو فيها وانها لم تر طمثا قط من حيث تراه النساء، فقال له: ويلك يا بن حريث ان الله تبارك وتعالى خلق الارواح قبل الابدان بألفى عام، وركب الارواح في الابدان، فكتب بين أعينها

___________________________________

(1) احتبى احتباء‌ا: جمع بين ظهره وساقيه بعمامة ونحوها ليستند اذ لم يكن للعرب في البوادى جدران تستند اليها في مجالسها، والبرنس، قلنسوة طويلة كانت تلبس في صدر الاسلام.

كل ثوب رأسه ملتزق به.

(2) البذية: الفحاشة.

والسلفع: السليط.

وامرأة سلفع يستوى فيه المذكر والمؤنث.

يقال: سلطية جريئة.

ولم أجد للسلسع معنى في كتب اللغة.

(3) عمرو بن حريث القرشى المخزومى من أعداء أمير المؤمنين عليه السلام وأولياء بنى امية ويظهر من هذا الحديث خبثه وزندقته وعداوته له عليه السلام، وقد ورد في ذمة روايات كثيرة فراجع تنقيح المقال وغيره.

[27]

كافر ومؤمن، وما هى مبتلاة به إلى يوم القيمة، ثم أنزل بذلك قرآنا على محمد صلى الله عليه واله فقال: " ان في ذلك لآيات للمتوسمين " وكان رسول الله صلى الله عليه واله المتوسم ثم انا من بعده، ثم الاوصياء من ذريتى من بعدى، انى لما رأيتها تأملتها فأخبرتها بما هو فيها ولم أكذب.

95 - في عيون الاخبار عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه قال عليه السلام في قول الله عزوجل: فاصفح الصفح الجميل قال: العفو من غير عتاب.

96 - في امالى الصدوق (ره) باسناده عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال قال على بن الحسين زين العابدين عليه السلام في قول الله عزوجل: " فاصفح الصفح الجميل " قال: العفو من غير عتاب.

97 - في تهذيب الاحكام محمد بن على بن محبوب عن العباس عن محمد بن أبى عمير عن أبى ايوب عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن السبع المثانى والقرآن العظيم هى الفاتحة؟ قال: نعم، قلت بسم الله الرحمن الرحيم من السبع المثانى؟ قال: نعم هى أفضلهن.

98 - في تفسير العياشى ان عبدالرحمن عمن رفعه قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم قال: هى سورة الحمد، وهو سبع آيات: منها " بسم الله الرحمن الرحيم " وانما سميت المثانى لانها تثنى في الركعتين.

99 - عن ابى بكر الحضرمى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال: اذا كانت لك حاجة فاقرأ المثانى وسورة اخرى وصل ركعتين وادع الله.

قلت: أصلحك الله وما المثانى؟ فقال: فاتحة الكتاب: " بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ".

100 - عن سورة بن كليب عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: نحن المثانى التى أعطى نبينا.

101 - عن يونس بن عبدالرحمن عمن رفعه قال: سألت ابا عبدالله عن قول الله : " ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم " قال: ان ظاهرها الحمد، وباطنها

[28]

ولد الولد، والسابع منها القائم عليه السلام(1).

102 - قال حسان: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: " ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم " قال: ليس هكذا تنزيلها، انما هى: " ولقد آتيناك سبعا من المثانى [ نحن هم ] والقرآن العظيم " ولد الولد.

103 - عن القاسم بن عروة عن ابى جعفر عليه السلام في قول الله: " ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم " قال: سبعة ائمة والقائم.

104 - عن السدى عمن سمع عليا عليه السلام يقول: " سبعا من المثانى " فاتحة الكتاب.

105 - عن سماعة قال: قال أبوالحسن عليه السلام: " ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم " قال: لم يعط الانبياء الا محمد صلى الله عليه واله، وهم السبعة الائمة الذين يدور عليهم الفلك، " والقرآن العظيم " محمد صلى الله عليه واله.

106 - عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليه السلام قال: سألته عن قوله: " آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم " قال: فاتحة الكتاب يثنى فيها القول.

107 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: قال على عليه السلام لبعض أحبار اليهود في اثناء كلام طويل يذكر فيه مناقب النبى صلى الله عليه واله: وزاد الله عز ذكره محمد صلى الله عليه واله السبع الطوال، وفاتحة الكتاب، وهى السبع المثانى، والقرآن العظيم.

___________________________________

(1) قال المحدث الكاشانى (ره): ولعلهم انما عدوا سبعا باعتبار اسمائهم فانها سبعة، وعلى هذا فيجوز أن يجعل المثانى من الثناء، وأن يجعل من التثينة باعتبار تثنيتهم مع القرآن، وأن يجعل كناية عن عددهم الاربعة عشر بأن يجعل نفسه واحدا منهم بالتغاير الاعتبارى بين المعطى والمعطى له " انتهى ".

وقال بعض: ان المراد بالسبع المثانى النبى والائمة وفاطمة عليهم السلام فهم أربعة عشر سبعة وسبعة، لقوله: المثانى، فكل واحد من السبعة مثنى وللعلامة المجلسى (ره) وكذا المحدث الحر العاملى قدس سرهما ايضا بيان في هذا الحديث وما يتلوه في التعبير فراجع البحار ج 7: 114 واثبات الهداة ج 7: 102.

[29]

108 - في عيون الاخبار عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفى آخره: وقيل لامير المؤمنين عليه السلام: يا امير المؤمنين أخبرنا عن " بسم الله الرحمن الرحيم " هى من فاتحة الكتاب؟ فقال: نعم، كان رسول الله صلى الله عليه واله يقرأها ويعدها آية منها، ويقول: فاتحة الكتاب هى السبع المثانى.

109 - وباسناده إلى الحسن بن على عن أبيه على بن محمد عن ابيه محمد بن على بن أبيه الرضا عن آبائه عن على عليه السلام انه قال: ان " بسم الله الرحمن الرحيم " آية من فاتحة الكتاب، وهى سبع آيات تمامها بسم الله الرحمن الرحيم، سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: ان الله تعالى قال لى: يا محمد " ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم " فافرد الامتنان على بفاتحة الكتاب وجعلها بازاء القرآن العظيم.

110 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبى سلام عن بعض أصحابنا عن أبى جعفر عليه السلام قال: نحن المثانى التى أعطاها الله نبينا، صلى الله عليه واله ونحن وجه الله، نتقلب في الارض بين أظهركم عرفنا من عرفنا، ومن جهلنا فامامه اليقين(1).وفى اصول الكافى مثله.

111 - في مجمع البيان السبع المثانى هى فاتحة الكتاب وهو قول على عليه السلام وروى ذلك عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام.

112 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن صالح بن السندى عن جعفر بن بشير عن سعد الاسكاف قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: اعطيت السور الطوال مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الانجيل(2) وأعطيت المثانى مكان الزبور.

113 - ابوعلى الاشعرى عن الحسن بن على بن عبدالله وحميد بن زياد عن الخشاب جميعا

___________________________________

(1) كذا في النسخ لكن في تفسير العياشى وتفسير على بن ابراهيم والمنقول عنهما في البحار وغيره " فامامه السعير " وهو الظاهر ويحتمل التصحيف ايضا، ولم أظفر على الحديث في مظانه في أصول الكافى.

(2) قد مر في المجلد الاول صفحة 258 لهذا الحديث بيان عن الطبرسى (ره) في الذيل فراجع.

[30]

عمرو بن جميع عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ومن أوتى القرآن فظن ان أحدا من الناس أوتى أفضل مما أوتى، فقد عظم ما حقر الله، وحقر ما عظم الله.

114 - على بن ابراهيم عن أبيه وعلى بن محمد القاسانى جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود عن سفيان بن عيينة عن الزهرى عن على بن الحسين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من أعطاه الله القرآن فراى ان رجل اعطى أفضل مما أعطى، فقد صغر عظيما، وعظم صغيرا، والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.

115 - في تفسير العياشى عن حماد عن بعض أصحابه عن أحدهما عليهما السلام قول الله: لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به ازواجا منهم قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله في نزل به ضيقة، [ فاستسلف من يهودى ](1) فقال اليهودى: والله ما لمحمد ثاغية ولا راغية(2) فعلى ما أسلفه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله: انى لامين الله في سمائه وأرضه ولو ائتمنتنى على شئ لاديته اليك، قال: فبعث بدرقة(3) فرهنها عنده، وانزلت عليه: " ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحيوة الدنيا ".

116 - في تفسير على بن ابراهيم أخبرنا أحمد بن ادريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبى عبدالله عليه السلام قال: لما نزلت هذه الآية " لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به ازواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين " قال رسول الله صلى الله عليه واله: من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات، ومن رمى ببصره إلى ما في يدى غيره كثر همه ولم يشف غيظه، ومن لم يعلم ان الله عليه نعمة الا في مطعم او ملبس فقط قصر علمه ودنى عذابه، ومن أصبح على الدنيا حزينا أصبح على الله ساخطا، ومن شكى مصيبة نزلت به فانما يشكو ربه، ومن دخل النار من هذه الامة ممن قرأ القرآن فهو ممن يتخذ آيات الله هزوا، ومن أتى ذا ميسرة فتخشع له طلب ما في يديه ذهب ثلثا دينه.

___________________________________

(1) استسلف: اقترض.

(2) الثاغية: الشاة: والراغية: الناقة.

(3) الدرقة - محركة -: الترس من الجلود.

ليس فيه خشب ولا عقب.

[31]

117 - في مجمع البيان وكان رسول الله صلى الله عليه واله لا ينظر إلى ما يستحسن من الدنيا.

118 - في تفسير على بن ابراهيم قال على بن ابراهيم في قوله: الذين جعلوا القرآن عضين قال: قسموا القرآن ولم يؤلفوه على ما أنزله الله، فقال: لنسئلنهم اجمعين عما كانوا يعملون.

119 - في تفسير العياشى عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال: قال في الذين أبرزوا القرآن عضين، قال: هم قريش.

120 - في اصول الكافى محمد بن أبى عبدالله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن عباس بن الحريش عن أبى جعفر الثانى عليه السلام قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: سئل رجل أبى فقال: يا ابن رسول الله سآتيك بمسألة صعبة: أخبرنى عن هذا العلم ما له لا يظهر كما كان يظهر مع رسول الله صلى الله عليه واله؟ قال: فضحك أبى عليه السلام وقال: أبى الله أن يطلع على علمه الا ممتحنا للايمان، كما قضى على رسول الله صلى الله عليه واله أن يصبر على أذى قومه ولا يجاهدهم الا بامره، فكم من اكتتام قد اكتتم به، حتى قيل له: اصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين وايم الله انه لو صدع قبل ذلك لكان آمنا، ولكنه انما نظر في الطاعة وخاف الخلاف، فلذلك كف فوددت أن عينك تكون مع مهدى هذه الامة، والملائكة بسيوف آل داود بين السماء والارض، تعذب أرواح الكفرة من الاموات، وتلحق بهم أرواح أشباههم من الاحياء، ثم اخرج سيفا ثم قال: هاان هذا منها قال: فقال أبى اى والذى اصطفى محمدا على البشر، قال: فرد الرجل اعتجاره(1) و قال: انا إلياس، ما سألتك عن أمرك وبى منه جهالة، غير انى أحببت أن يكون هذا الحديث قوة لاصحابك، والحديث طويل اخذنا منه موضوع الحاجة.

121 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن على الحلبى

___________________________________

(1) الاعتجار: لف العمامة على رأسه.

والرد هنا في مقابل الفتح المذكور في صدر الحديث في قوله: " ففتح الرجل عجيرته واستوى جالسا وتهلل وجه..

اه " وان شئت الوقوف على تمام الحديث راجع الاصول: باب شأن انا انزلناه في ليلة القدر الحديث الاول.

[32]

عن أبى عبدالله عليه السلام قال: اكتتم رسول الله صلى الله عليه واله مختفيا خائفا خمس سنين، ليس يظهر أمره وعلى عليه السلام وخديجة: ثم أمره الله عزوجل أن يصدع بما أمر، فظهر رسول الله صلى الله عليه واله فأظهر أمره.

122 - وفى خبر آخر انه عليه السلام كان مختفيا بمكة ثلث سنين.

123 - وباسناده إلى عبدالله بن على الحلبى قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: مكث رسول الله صلى الله عليه واله بمكة بعد ما جاء الوحى عن الله تبارك وتعالى ثلثة عشر سنة، منها ثلث سنين مختفيا خائفا لا يظهر، حتى أمره الله عزوجل ان يصدع بما أمر، فأظهر حيئنذ الدعوة.

124 - في تفسير العياشى عن محمد بن على الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: اكتتم رسول الله صلى الله عليه واله بمكة سنين ليس يظهر وعلى معه وخديجة، ثم أمره الله أن يصدع بما يؤمر وظهر رسول الله صلى الله عليه واله فجعل يعرض نفسه على قبائل العرب، فاذا أتاهم قالوا: كذاب امض عنا.

125 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: " ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها " قال: نسختها: " فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين ".

126 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: " فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين انا كفيناك المستهزئين " فانها نزلت بمكة بعد أن نبئ رسول الله صلى الله عليه واله بثلث سنين، وذلك ان النبوة نزلت على رسول الله صلى الله عليه واله يوم الاثنين وأسلم على يوم الثلثاء ثم أسلمت خديجة بنت خويلد زوجة رسول الله صلى الله عليه واله ثم دخل أبوطالب إلى: النبى وهو يصلى وعلى بجنبه، وكان مع أبى طالب جعفر فقال له أبوطالب: صل جناح ابن عمك، فوقف جعفر على يسار رسول الله فبدر رسول الله صلى الله عليه واله من بينهما، فكان يصلى رسول الله وعلى عليه السلام وجعفر وزيد بن حارثة و خديجة، فلما أتى لذلك ثلث سنين، أنزل الله عليه: " فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين انا كفيناك المستهزئين " وكان المستهزؤن برسول الله خمسة الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، والاسود بن المطلب، والاسود بن عبد يغوث، و

[33]

الحارث بن طلاطلة الخزاعى، فمر الوليد بن المغيرة وكان رسول الله صلى الله عليه واله دعى عليه لما كان بلغه من أذائه واستهزائه، فقال: اللهم اعم بصره، واثكله بولده، فعمى بصره وقتل ولده ببدر(1) فمر الوليد بن المغيرة برسول الله صلى الله عليه واله ومعه جبرئيل عليه السلام، فقال جبرئيل: يا محمد هذا الوليد بن المغيرة وهو من المستهزئين بك.

قال: نعم، وقد كان مر برجل من خزاعة وهو يريش نبالا له، فوطئ على بعضها فأصاب أسفل عقبه قطعة من ذلك، فدميت فلما مر بجبرئيل عليه السلام أشار إلى ذلك، فرجع الوليد إلى منزله ونام على سريره، وكانت ابنته نائمة اسفل منه فانفجر الموضع الذى اشار اليه جبرئيل عليه السلام اسفل عقبه فسال منه الدم حتى صار إلى فراش ابنته: فانتبهت ابنته فقالت: ياجارية أتحل وكاء القربة(2)؟ قال الوليد: ما هذا وكاء القربة ولكنه دم أبيك: فاجمعى لى ولدى وولد أخى فانى ميت فجمعتهم فقال لعبد الله بن أبى ربيعة: ان عمارة بن الوليد بارض الحبشة بدار مضيعة، فخذ كتابا من محمد إلى النجاشى ان يرده، ثم قال لابنه هاشم وهو أصغر ولده: يا بنى اوصيك بخمس خصال فاحفظها: اوصيك بقتل أبى دهم الدوسى فانه غلبنى على امرأتى وهى بنته، ولو تركها وبعلها كانت تلد لى ابنا مثلك، ودمى في خزاعة وما تعمدوا قتلى، وأخاف ان تفتنوا بعدى، ودمى في بنى خزيمة بن عامر ودياتى(3) في ثقيف فخده ولا سقف نجران على مائتا دينار فاقضها، ثم فاضت نفسه، ومر ربيعة بن الاسود برسول الله صلى الله عليه واله فأشار جبرئيل إلى بصره فعمى ومات، ومر به الاسود بن عبد يغوث، فأشار جبرئيل إلى بطنه فلم يزل يستسقى حتى شق بطنه، ومر العاص بن وائل فأشار جبرئيل إلى رجله فدخل يداه(4) في أخمص قدميه وخرجت من ظاهره

___________________________________

(1) وفى المصدر بعد قوله " ببدر " هكذا: " وكذلك دعا على الاسود بن عبد يغوث والحارث بن طلاطلة الخزاعى، فمر الوليد....اه ".

(2) الوكاء - ككتاب -: رباط القربة.

(3) وفى السيرة لابن هشام " ربائى ".

وفى المصدر " ديانى ".

(4) كذا في النسخ والظاهر انه مصحف وفى المصدر والمنقول عنه في البحار وغيره " فدخل عود في أخمص قدمه اه ".

[34]

ومات، ومر ابن الطلاطلة فأشار جبرئيل إلى وجهه فخرج إلى جبال تهامة فأصابته السمائم(1) واستسقى حتى انشق بطنه، وهو قول الله: " انا كفيناك المستهزئين " فخرج رسول الله صلى الله عليه واله فقال على الحجر فقال: يا معشر قريش، يا معاشر العرب ادعوكم إلى شهادة ان لا اله الا الله، وانى رسول الله، وآمركم بخلع الانداد و الاصنام فاجيبونى تملكون بها العرب، وتدين لكم العجم، وتكونون ملوكا في الجنة، فاستهزؤا منه وقالوا: جن محمد بن عبدالله، ولم يجسروا عليه لموضع أبى طالب، فاجتمعت قريش إلى أبى طالب فقالوا: يا أبا طالب ان ابن أخيك قد سفه أحلامنا وسب آلهتنا، وأفسد شباننا، وفرق جماعتنا، فان كان يحمله على ذلك الغرم جمعنا له مالا فيكون أكثر قريش مالا، ونزوجه اى امرأة شاء من قريش، فقال له أبوطالب: ما هذا يا بن أخى؟ فقال: يا عم هذا دين الله الذى ارتضاه لانبيائه ورسله، بعثنى الله رسولا إلى الناس، فقال: يا بن أخى ان قومك قد أتونى يسألونى ان أسئلك أن تكف عنهم، فقال: يا عم انى لا أستطيع ان أخالف أمر ربى، فكف عنه أبوطالب، ثم اجتمعوا إلى أبى طالب فقالوا: أنت سيد من ساداتنا فادفع الينا محمدا لنقتله وتملك علينا، فقال أبوطالب قصيدته الطويلة: ويقول فيها: ولما رأيت القول لاودبينهم(2) * وقد قطعوا كل العرى والوسائل كذبتم وبيت الله يبزى محمد * ولما نطاعن دونه ونناضل(3) وننصره حتى نصرع حوله * ونذهل عن أبنائنا والحلائل(4)

___________________________________

(1) السمائم جمع السموم: الريح الحارة.

(2) قوله: " بينهم " في المصدر " عندهم " والعرى جمع العروة: كلما يوثق به ويعول عليه.

(3) قوله " يبزى " اى يقهر ويغلب، قال في البحار أراد " لايبزى " فحذف لا من جواب القسم وهى مرادة اى لا يقهر ولم نقاتل وندافع " انتهى " والصحيح كما في الغدير ج 7: 338 " نبزى " اى نقهر، وناضل عنه: حامى وجادل ودافع وتكلم عنه بعذره.

(4) صرعه: طرحه على الارض شديدا.

وذهل عنه: نسيه.

والحلائل جمع الحليلة: الزوجة.

[35]

قال: فلما اجتمعت [ قريش ] على قتل رسول الله صلى الله عليه واله وكتبوا الصحيفة القاطعة، جمع أبوطالب بنى هاشم وحلف لهم بالبيت والركن والمقام والمشاعر في الكعبة، لئن شاكت محمدا شوكة لاتين عليكم يا بنى هاشم فأدخله الشعب، وكان يحرسه بالليل والنهار قائما بالسيف على رأسه اربع سنين، فلما خرجوا من الشعب حضرت أبا طالب الوفاة، فدخل عليه رسول الله صلى الله عليه واله وهو يجود بنفسه، فقال: ياعم ربيت صغيرا وكلفت يتيما، فجزاك الله عنى خيرا اعطنى كلمة اشفع لك بها عند ربى، فروى انه لم يخرج من الدنيا حتى أعطى رسول الله الرضا، وقال رسول الله صلى الله عليه واله: لو قمت المقام المحمود لشفعت لابى وامى وعمى واخ كان لى مواخيا في الجاهلية(1).

126 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) روى موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لامير المؤمنين عليه السلام: فان هذا موسى بن عمران قد أرسله الله إلى فرعون وأراه الآية الكبرى؟ قال له على عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه واله ارسله الله إلى فراعنة شتى مثل أبى جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة وشيبة وأبى البخترى والنضر بن الحرث، وأبى بن خلف، ومنبه ونبيه ابنى الحجاج، والى المستهزئين: الوليد بن المغيرة المخزومى، والعاص بن وائل السهمى، والاسود بن عبد يغوث الزهرى، والاسود بن المطلب، والحارث بن الطلاطلة فاراهم الآيات في الآفاق وفى أنفسهم حتى تبين لهم انه الحق، قال اليهودى: لعد انتقم الله لموسى من فرعون؟ قال له على عليه السلام: لقد كان كذلك ولقد انتقم الله جل اسمه لمحمد صلى الله عليه واله من الفراعنة، فاما المستهزؤن فقد قال الله عزوجل: " انا كفيناك المستهزين " فقتل

___________________________________

(1) غير خفى على المحقق الخبير والمطالع البصير لاخبار أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم ان أبا طالب كان مؤمنا يتقى قومه ويستر دينه، وعليه الشيعة الامامية، ويعرف ذلك من سيرته وكلماته وأشعاره ايضا، وقد افرد العلامة الاستاذ الامينى دام ظله في كتابه الغدير لذلك بابا يذكر فيه اشعاره وأحواله، ويدفع الشبهات الواهية المنقولة عن بعض العامة في ايمانه واسلامه رضى الله عنه فراجع ج 7: 330 - 409.

فما في هذا الخبر اما هو مأخوذ عن العامة وأورده القمى (ره) على عقيدتهم.

أو كان منه صلى الله عليه وآله على ظاهر حال ابى طالب والله العالم.

[36]

الله خمستهم كل واحد منهم بغير قتلة صاحبه في يوم واحد، فاما الوليد بن المغيرة فمر بنبل لرجل من خزاعة قد راشه ووضعه في الطريق، فأصابه شظية منه(1) فانقطع أكحله حتى ادماه فمات، وهو يقول قتلنى رب محمد، واما العاص بن وائل السهمى فانه خرج في حاجة له إلى موضع فتدهده(2) حتى حجر فسقط فتقطع قطعة قطعة فمات وهو يقول: قتلنى رب محمد، واما الاسود بن عبد يغوث فانه خرج يستقبل ابنه زمعة فاستظل بشجرة فأتاه جبرئيل عليه السلام فأخذ رأسه فنطح به الشجرة فقال لغلامه: امنع عنى هذا فقال: ما أرى أحدا يصنع بك شيئا الا نفسك فقتله، وهو يقول: قتلنى رب محمد، واما الاسود بن الحارث فان النبى صلى الله عليه واله دعى عليه أن يعمى بصره وان يثكله ولده، فلما كان في ذلك اليوم خرج حتى صار إلى موضع، فاتاه جبرئيل عليه السلام بورقة خضراء فضرب بها وجهه فعمى، وبقى حتى أثكله الله عزوجل ولده، واما الحارث بن الطلاطلة فانه خرج من بيته في السموم فتحول حبشيا فرجع إلى أهله فقال: أنا الحارث فغضبوا عليه فقتلوه وهو يقول: قتلنى رب محمد، وروى ان الاسود بن الحارث أكل حوتا مالحا فاصابه عليه العطش فلم يزل يشرب الماء حتى انشق بطنه فمات، وهو يقول: قتلنى رب محمد كل ذلك في ساعة واحدة: و ذلك انهم كانوا بين يدى رسول الله صلى الله عليه واله فقالوا له: يا محمد ننتظر بك إلى الظهر فان رجعت عن قولك والا قتلناك، فدخل النبى صلى الله عليه واله منزله فأغلق عليه بابه مغتما لقولهم، فأتاه جبرئيل عليه السلام عن الله من ساعته فقال: يا محمد السلام يقرء عليك السلام وهو يقول: " اصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين " يعنى اظهر أمرك لاهل مكة وادعهم إلى الايمان قال: يا جبرئيل كيف أصنع بالمستهزئين وما أوعدونى؟ قال له: " انا كفيناك المستهزئين " قال: يا جبرئيل كانوا الساعة بين يدى ! قال: قد كفيتهم فأظهر امره عند ذلك، واما بقيتهم من الفراعنة فقتلوا يوم بدر بالسيف، وهزم الله الجمع وولوا الادبار، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

127 - في كتاب الخصال عن أبان الاحمر رفعه قال: المستهزؤن للنبى صلى الله عليه واله

___________________________________

(1) الشظية: كل فلقة من شئ كفلقة العود او القصبة.

(2) تدهده الحجر: تدحرج.

[37]

خمسة الوليد بن المغيرة المخزومى، والعاص بن وائل السهمى والاسود بن عبد يغوث الزهرى والاسود بن المطلب، والحارث بن عطية الثقفى.

128 - في اصول الكافى محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى و محمد بن يحيى ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن اسمعيل بن جابر وعبدالكريم بن عمرو عن عبدالحميد بن أبى الديلم عن أبى عبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه حاكيا عن رسول الله صلى الله عليه واله ذكر من فضل وصيه ذكرا فوقع النفاق في قلوبهم فعلم رسول الله صلى الله عليه واله ذلك وما يقولون، فقال الله جل ذكره: يا محمد ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون لكنهم يجحدون بغير حجة لهم وكان رسول الله صلى الله عليه واله يتألفهم ويستعين بعضهم على بعض، ولا يزال يخرج لهم شئ في فضل وصيه حتى نزلت هذه السورة، فاحتج عليهم حين أعلم بموته ونعيت اليه نفسه.

129 - على بن ابراهيم عن أبيه وعلى بن محمد القاسانى جميعا عن القاسم بن محمد الاصبهانى عن سليمان بن داود المنقرى عن حفص بن غياث قال: قال لى أبوعبدالله عليه السلام: على يا حفص ان من صبر صبر قليلا، وان من جزع جزع قليلا، ثم قال: عليك بالصبر في جميع امورك، فان الله عزوجل بعث محمد فأمر بالصبر والرفق فصبر صلى الله عليه واله حتى نالوه بالعظايم ورموه بها فضاق صدره فأنزل الله عزوجل: " ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين " الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

130 - في مجمع البيان: وكن من الساجدين المصلين عن الضحاك وابن عباس قال: وكان رسول الله صلى الله عليه واله اذا حزنه أمر فرغ إلى الصلوة(1).

___________________________________

(1) فرغ إلى الشى: قصد.

[38]




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21338139

  • التاريخ : 29/03/2024 - 09:12

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net