00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة التوبه 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير نور الثقلين ( الجزء الثاني )   ||   تأليف : الشيخ عبد على بن جمعة العروسي الحويزي

سورة التوبه

بسم الله الرحمن الرحيم

شأن نزولها

1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى ابيعبدالله عليه السلام قال: من قرأ سورة الانفال وسورة البرائة في كل شهر لم يدخله نفاق ابدا، وكان من شيعة امير المؤمنين عليه السلام.

2 - في تفسير العياشي عن ابي بصير عن ابيعبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول من قرأ برائة والانفال في كل شهر لم يدخله نفاق أبدا، وكان من شيعة امير المؤمنين عليه السلام حقا، ويأكل يوم القيامة من موائد الجنة مع شيعته حتى يفرغ الناس من الحساب.

3 - في مجمع البيان ابي بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: من قرأ سورة الانفال والبرائة فأنا شفيع له وشاهد يوم القيمة، انه برئ من النفاق، واعطى من الاجر بعدد كل منافق ومنافقة في دار الدنيا عشر حسنات، ومحى عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان العرش وحملته يصلون عليه ايام حياته في الدنيا.

4 - وقد روى عن ابيعبد الله عليه السلام انه قال: الانفال والبرائة واحد.

5 - 6 - ترك البسملة في اولها قرائة وكتابة وفيه أقوال: إلى قوله " وثانيها " انه لم ينزل بسم الله الرحمن الرحيم على رأس سورة برائة لان بسم الله الرحمن الرحيم للامان والرحمة ونزلت برائة لدفع الامان والسيف عن علي بن ابي طالب عليه السلام.

" واذا قيل ": كيف يجوز ان ينقض النبي ذلك العهد؟ " فالقول فيه " انه يجوز ان ينقض صلى الله عليه واله ذلك على ثلثة أوجه " احدها ".

ان يكون العهد مشروطا بان يبقى إلى ان يرفعه الله تعالى بوحي، واما يكون قد ظهر من المشركين خيانة، واما ان يكون مؤجلا إلى مدة، وقد وردت الرواية بان النبي صلى الله عليه واله شرط عليهم ما ذكرناه، وروى ايضا ان المشركين كانوا قد نقضوا العهد وهموا بذلك، فأمر الله سبحانه ان ينقض عهدهم.

[177]

7 - في تفسير العياشي عن داود بن سرحان عن ابي عبدالله عليه السلام قال: كان الفتح في سنة ثمان وبرائة في سنة تسع، وحجة الوداع في سنة عشر.

8 - عن ابي العباس عن أحدهما عليهما السلام قال: الانفال وسورة برائة واحدة.

9 - في كتاب الخصال عن الحارث بن ثعلبة قال: قلت لسعد: أشهدت شيئا من مناقب علي عليه السلام؟ قال: نعم شهدت له أربع مناقب، والخامسة شهدتها لان يكون لي منهن واحدة أحب الي من حمر النعم(1) بعث رسول الله صلى الله عليه واله أبا بكر ببرائة ثم أرسل عليا عليه السلام فأخذها منه، فرجع أبوبكر فقال: يارسول الله أنزل في شئ؟ قال: لا الا انه لا يبلغ عني الا رجل مني.

10 - وفي احتجاج علي عليه السلام يوم الشورى على الناس قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد امر الله عزوجل رسوله أن يبعث ببرائة فبعث بها مع أبي بكر فأتاه جبرئيل فقال: يامحمد انه لا يؤدي عنك الا انت أو رجل منك، فبعثني رسول الله صلى الله عليه واله فأخذتها من ابي بكر فمضيت فأديتها عن رسول الله صلى الله عليه واله فأثبت الله على لسان رسول الله اني منه، غيري؟ قالوا: لا.

11 - وفي مناقب امير المؤمنين عليه السلام وتعدادها قال عليه السلام: واما الخمسون فان رسول الله صلى الله عليه واله بعث ببرائة مع ابي بكر فلما مضى اتى جبرئيل عليه السلام فقال: يامحمد لا يؤدي عنك الا نت او رجل منك فوجهني على ناقته العضباء، فلحقته بذي الحليفة(2) فأخذتها منه فخصني الله بذلك.

12 - عن جابر الجعفي عن ابي جعفر عن امير المؤمنين عليه السلام وقد سأله راس - اليهود كم: تمتحن الاوصياء في حيوة الانبياء وبعد وفاتهم؟ قال: ياأخا اليهود ان الله تعالى امتحنني في حيوة نبينا صلى الله عليه وآله في سبعة مواطن، فوجدني

___________________________________

(1) حمر النعم - بضم الحاء وسكون الميم -: الابل الحمر وهي أنفس أموال العرب و أقواها وأجلاها فجعلت كناية عن خير الدنيا كله.

(2) ذو الحليفة: موضع بينها وبين المدينة ستة أميال ومنها ميقات أهل المدينة وهي المعروفة عندنا بمسجد الشجرة وفي وجه تسميتها خلاف ذكره الطريحي (ره) في المجمع.

[ * ]

[178]

فيها من غير تزكية لنفسي بنعمة الله له مطيعا قال: فيم وفيم ياامير المؤمنين قال: اما اوليهن إلى ان قال: واما السابعة ياأخا اليهود: فان رسول الله صلى الله عليه وآله لما توجه لفتح مكة احب ان يعذر اليهم ويدعوهم إلى الله آخرا كما دعاهم أولا، فكتب اليهم كتابا يحذرهم فيه وينذرهم عذاب ربهم، ويعدهم الصفح(1) وينذرهم ونسخ لهم في آخره سورة برائة لتقرء عليهم، ثم عرض على جميع أصحابه المضى به اليهم.

فكل منهم يرى التثاقل فيه، فلما رأى ذلك ندب منهم رجل فوجهه فيه.

فأتاه جبرئيل عليه السلام فقال: يامحمد انه لا يؤدي عنك الا أنت او رجل منك، فأنبأني رسول الله صلى الله عليه واله بذلك ووجهني بكتابه ورسالته إلى أهل مكة، فأتيت مكة وأهلها من قد عرفتم ليس منهم احد الا ولو قدر أن يضع على كل جبل مني اربا(2) لفعل، ولو ان يبذل في ذلك نفسه وماله وأهله وولده فبلغتهم رسالة النبي صلى الله عليه واله وقرأت عليهم كتابه، فكل تلقاني بالتهديد والوعيد ويبدي البغضاء ويظهر لي الشحناء(3) من رجالهم ونسائهم، فكان مني في ذلك ما قد رايتم، ثم التفت إلى اصحابه فقال: أليس كذلك؟ فقالوا: بلى ياامير المؤمنين.

13 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى جميع بن عمر(4) قال: صليت في المسجد الجامع فرأيت ابن عمر جالسا فجلست اليه فقلت: حدثني عن علي عليه السلام، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه واله أبا بكر ببرائة، فلما أتى بها ذا الحليفة اتبعه علي عليه السلام فأخذها منه قال ابوبكر: ياعلي مالي أنزل في شئ؟ قال: لا ولكن رسول الله قال: لا يؤدي عني الا انا او رجل من اهل بيتي، قال: فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقال: يارسول الله أنزل في شئ؟ قال: لا ولكن لا يؤدي عني الا انا او

___________________________________

(1) الصفح: الاعراض عن الذنب وفي المصدر " ويعدهم الصفح ويمنيهم مغفرة ربهم وينسخ لهم في آخره سورة برائة.اه ".

(2) الارب - بالكسر -: العضو.

(3) الشحناء: عداوة امتلاء‌ت منها النفس.

(4) والظاهر " عمير " كما في رجال العامة.

[ * ]

[179]

رجل من اهل بيتي.

قال كثير: قلت لجميع: استشهد(1) علي بن عمر بهذا؟ قال: نعم ثلثا.

14 - وباسناده إلى ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وآله بعث ابا بكر ببرائة ثم اتبعه علي عليه السلام فاخذها منه، فقال ابوبكر: يا رسول الله خيف في شئ؟ قال: لا، الا انه لا يؤدي عني الا أنا أو علي وكان الذي بعث به علي عليه السلام لا يدخل الجنة الا نفس في مؤمن مسلمة(2) ولا يحج بعد هذا العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه واله عهد فهو إلى مدته.

15 - وباسناده إلى الحارث بن مالك قال: خرجت إلى مكة فلقيت سعد بن مالك فقلت له: هل سمعت لعلي عليه السلام منقبة؟ قال: قد شهدت له أربعة لئن تكون لي احديهن أحب الي من الدنيا أعمر فيها عمر نوح، احديهما ان رسول الله صلى الله عليه واله بعث أبا بكر ببرائة إلى مشركي قريش فسار بها يوما وليلة، ثم قال لعلي عليه السلام: اتبع أبا بكر فبلغها ورد أبا بكر، فقال: يارسول الله انزل في شئ؟ قال: لا الا انه لا يبلغ عنى الا انا أو رجل مني.

16 - وباسناده إلى أنس بن مالك ان النبي صلى الله عليه واله بعث ببرائة إلى أهل مكة مع أبي بكر فبعث عليا عليه السلام وقال: لا يبلغها الا رجل من أهل بيتي.

17 - في تفسير العياشي عن حريز عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه واله بعث أبا بكر مع برائة إلى الموسم ليقرأها على الناس فنزل جبرئيل عليه السلام فقال: لا يبلغ عنك الا علي عليه السلام، فدعا رسول الله صلى الله عليه واله عليا فأمره أن يركب ناقته العضباء وامره ان يلحق أبا بكر فيأخذ منه برائة ويقرأه على الناس بمكة، فقال أبوبكر: اسخطة؟ فقال لا الا انه انزل عليه ان لا يبلغ الا رجل منك، فلما قدم علي عليه السلام مكة

___________________________________

(1) والظاهر " أتشهد " كما في بعض نسخ المصدر.

(2) وفي المصدر " الانفس مسلمة ".

[ * ]

[180]

وكان يوم النحر بعد الظهر وهو اليوم الحج الاكبر، قام ثم قال: اني [ رسول ](1) رسول الله اليكم فقرأها عليهم برائة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الارض اربعة اشهر عشرين من ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع - الاول، وعشرين من شهر ربيع الاخر، وقال: لا يطوف بالبيت عريان ولا عريانة.

ولا مشرك الا من كان له عهد عند رسول الله صلى الله عليه واله فمدته إلى هذه الاربعة الاشهر(2).

18 - وفي خبر محمد بن مسلم فقال: ياعلي هل نزل في شئ منذ فارقت رسول الله صلى الله عليه واله؟ قال: لا ولكن أبى الله أن يبلغ عن محمد الا رجل منه فوافي الموسم فبلغ عن الله وعن رسوله بعرفة والمزدلفة ويوم النحر عند الجمار وفي ايام التشريق(3) كلها ينادي: " برائة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الارض أربعة اشهر " ولا يطوفن بالبيت عريان.

19 - عن زرارة قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: لا والله ما بعث رسول الله صلى الله عليه واله ابا بكر ببرائة أهو كان يبعث بها معه ثم يأخذها منه؟ ولكنه استعمله على الموسم، وبعث بها عليا بعدما فصل ابوبكر عن الموسم، فقال صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام حين بعثه: انه لا يؤدي عني الا أنا وانت(4)

___________________________________

(1) ما بين العلامتين انما هو في المصدر دون النسخ وسيأتي عن كتاب مجمع البيان نظير الحديث مثل ما في نسخ الكتاب.

(2) " في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي جعفر (ع) حديث طويل وفيه: ومن كانت له مدة فهو إلى مدته، ومن لم يكن له مدة فمدته أربعة اشهر وهو الصواب: منه عفى عنه " (عن هامش بعض النسخ).

(3) ايام التشريق ايام منى وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر بعد يوم النحر واختلف في وجه التسمية على أقوال ذكره الطريحي (ره) في المجمع وفي بعض النسخ " ويوم النحر عند الجمار بايام التشريق " والظاهر هو المختار.

(4) " في مجمع البيان: أجمع المفسرون ونقلة الاخبار انه لما نزلت براء‌ة دفعها رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أبي بكر ثم أخذها منه ودفعها إلى علي (ع).

انتهى منه عفى عنه " (عن هامش بعض النسخ).

[ * ]

[181]

20 - في تفسير علي بن ابراهيم " برائة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين " قال: حدثني ابي عن محمد بن الفضيل عن ابي الصباح الكناني عن ابي عبدالله عليه السلام قال: نزلت هذه الآية بعد ما رجع رسول الله صلى الله عليه واله من غزوة تبوك في سنة تسع من الهجرة، قال: وكان رسول الله لما فتح مكة لم يمنع المشركين الحج في تلك السنة وكان سنة من العرب في الحج انه من دخل مكة وطاف بالبيت في ثيابه لم يحل له امساكها، وكانوا يتصدقون بها ولا يلبسونها بعد الطواف، فكان من وافى مكة يستعير ثوبا ويطوف فيه ثم يرده، ومن لم يجد عارية اكترى ثيابا، ومن لم يجد عارية ولا كرى ولم يكن له الا ثوب واحد طاف بالبيت عريانا فجاء‌ت امرأة من العرب وسيمة جميلة وطلبت عارية وكرى فلم تجده، فقالوا لها: ان طفت في ثيابك احتجت ان تتصدقي بها، فقالت: وكيف اتصدق وليس لي غيرها؟ فطافت بالبيت عريانة، واشرف لها الناس فوضعت احدى يديها على قبلها والاخرى على دبرها وقالت: اليوم يبدو بعضه او كله * فما بدا منه فلا احله فلما فرغت من الطواف خطبها جماعة فقالت: ان لي زوجا.

وكانت سيرة رسول الله صلى الله عليه واله قبل نزول سورة برائة ان لا يقاتل الا من قاتله ولا يحارب الا من حاربه وأراده وقد كان نزل عليه في ذلك من الله عزوجل: " فان اعتزلوكم ولم يقاتلوكم والقوا اليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا " وكان رسول الله صلى الله عليه واله لا يقاتل احدا قد تنحى عنه واعتزله حتى نزلت عليه سورة برائة وامره بقتل المشركين من اعتزله ومن لم يعتزله، الا الذين قد كان عاهدهم رسول الله صلى الله عليه واله يوم فتح مكة إلى مدة، منهم صفوان بن امية وسهيل بن عمرو، فقال الله عزوجل: " برائة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الارض أربعة اشهر ثم يقتلون حيث ما وجدوا، فهذه أشهر السياحة عشرين من ذي الحجة الحرام والمحرم وصفر وربيع الاول وعشرين من ربيع الآخر، فلما نزلت الآيات من اول برائة دفعها رسول الله صلى الله عليه واله إلى أبي بكر وأمره أن يخرج إلى مكة ويقرأها على الناس بمنى

[182]

يوم النحر فلما خرج أبوبكر نزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه واله فقال: يامحمد لا يؤدي عنك الا رجل منك، فبعث رسول الله صلى الله عليه واله أمير المؤمنين عليه السلام في طلبه فلحقه بالروحا فأخذ منه الآيات فرجع أبوبكر إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقال: يارسول الله أنزل في شئ؟ فقال: لا ان الله أمرني ان لا يؤدي عني الا أنا أو رجل مني.

21 - قال وحدثني أبي عن محمد بن الفضيل عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال قال امير المؤمنين عليه السلام: ان رسول الله صلى الله عليه وآله أمرني عن الله ان لا يطوف بالبيت عريان ولا يقرب المسجد الحرام مشرك بعد هذا العام، وقرأ عليهم: " برائة من الله ورسوله الا الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الارض اربعة اشهر " فأجل الله المشركين الذين حجوا تلك السنة اربعة اشهر حتى يرجعوا إلى مأمنهم ثم يقتلون حيث وجدوا.

22 - في مجمع البيان وروى اصحابنا ان النبي صلى الله عليه وآله ولاه ايضا الموسم.

وانه حين أخذ برائة من ابي بكر رجع.

23 - وروى عاصم بن حميد عن ابي بصير عن ابي جعفر عليه السلام قال: خطب علي عليه السلام واخترط سيفه(1) فقال: لا يطوفن بالبيت عريان، ولا يحجن البيت مشرك و من كانت له مدة فهو إلى مدته ومن لم تكن له مدة فمدته اربعة اشهر، وكان خطب يوم النحر فكان عشرون من ذي الحجة ومحرم وصفر وشهر ربيع الاول وعشر من ربيع الآخر.

24 - وروى انه عليه السلام قام عند جمرة العقبة وقال: ياايها الناس اني رسول الله اليكم بأن لا يدخل كافر ولا يحج البيت مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له عهد عند رسول الله صلى الله عليه وآله فله عهده إلى اربعة اشهر ومن لا عهد له فله بقية الاشهر الحرم، وقرأ عليهم سورة برائة وقيل.

قرأ عليهم ثلثة عشرة آية من اول برائة.

25 - في الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن احمد بن محمد بن ابي نصر عن الحسين بن خالد قال: قلت لابي الحسن عليه السلام لاي شئ صار الحاج لا يكتب عليه الذنب

___________________________________

(1) اخترط السيف: استله وأخرجه من غمده.

[ * ]

[183]

أربعة اشهر؟ قال: ان الله عزوجل اباح المشركين الحرم في اربعة اشهر اذ يقول: فسيحوا في الارض اربعة اشهر ثم وهب لمن يحج من المؤمنين البيت الذنوب اربعة اشهر.

26 - علي بن ابرهيم باسناده قال: أشهر الحج شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة واشهر السياحة عشرون من ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الاول و عشر من شهر ربيع الآخر.

27 - في تفسير العياشي جعفر بن احمد عن علي بن محمد بن شجاع قال: روى اصحابنا لابي عبدالله عليه السلام (!) بم صار الحاج لا يكتب عليه ذنب اربعة اشهر؟ قال: ان الله جل ذكره أمر المشركين فقال فسيحوا في الارض اربعة اشهر ولم يكن يقصر بوفده عن ذلك.

28 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن ابي جعفر وابي عبدالله عليهما السلام عن قول الله: " فسيحوا في الارض اربعة اشهر " قال: عشرون من ذي الحجة والمحرم و صفر وشهر ربيع الاول وعشر من ربيع الآخر.

29 - في الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن علي بن الحكم عن ابي ايوب عن سعد الاسكاف قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: ان الحاج اذا اخذ في جهازه إلى قوله: وكان ذا الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الاول اربعة أشهر تكتب له الحسنات، ولا تكتب عليه السيئات، الا ان يأتي بموجبه فاذا مضت الاربعة الاشهر خلط بالناس.

30 - في تفسير علي بن ابراهيم: حدثني ابي عن فضالة بن ايوب عن ابان بن عثمان عن حكيم بن جبير عن علي بن الحسين عليهما السلام في قوله: واذان من الله ورسوله قال: الاذان امير المؤمنين عليه السلام.

31 - وفي حديث آخر قال امير المؤمنين عليه السلام: كنت انا الاذان في الناس.

32 - في امالي شيخ الطايفة " قدس سره " باسناده إلى عبدالرحمان بن ابي ليلى قال: قال ابي: قال النبي صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام في كلام طويل: أنت الذي انزل الله فيه: " واذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الاكبر ".

[184]

33 - في كتاب الخصال في احتجاج علي عليه السلام على ابي بكر قال: فانشدك بالله انا الاذان لاهل الموسم ولجميع الامة بسورة برائة ام أنت؟ قال: بل أنت.

34 - في كتاب معاني الاخبار خطبة لعلي عليه السلام يذكر فيها نعم الله عزوجل عليه وفيها يقول عليه السلام: ألا واني مخصوص في القرآن بأسماء احذروا أن تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم، انا المؤذن في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: " فأذن مؤذن بينهم ان لعنة الله على الظالمين "، انا ذلك المؤذن، وقال: " وأذان من الله ورسوله " وأنا ذلك الاذان.

35 - حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب عن علي بن اسباط عن سيف بن عميرة عن الحارث بن مغيرة النصرى عن ابي عبدالله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: " واذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الاكبر " فقال: اسم نحله الله عزوجل عليا عليه السلام من السماء، لانه الذي أدى عن رسوله برائة، وقد كان بعث بها مع أبي بكر اولا فنزل جبرئيل عليه السلام فقال: يامحمد ان الله يقول لك: لا يبلغ عنك الا أنت أو رجل منك، فبعث رسول الله عند ذلك عليا عليه السلام فلحق ابا بكر واخذ الصحيفة من يده، ومضى إلى مكة فسماه الله تعالى " اذان من الله " انه اسم نحله الله من السماء لعلي.

36 - في عيون الاخبار باسناده إلى الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه لعلي: وقال عزوجل: " واذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الاكبر " وكنت انت المبلغ عن الله عزوجل ورسوله.

37 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى حفص بن غياث النخعي القاشي قال: سألت ابا عبدالله عن قول الله عزوجل: " واذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الاكبر " قال: فقال امير المؤمنين كنت انا الاذان في الناس، قلت فما معنى هذه اللفظة: الحج الاكبر؟ قال: انما سمى الاكبر لانها كانت سنة حج فيها المسلمون و المشركون، ولم يحج المشركون بعد تلك السنة.

38 - في تفسير العياشي عن جابر عن جعفر بن محمد وابي جعفر (ع) في قول الله: " واذان من الله ورسوله إلى الناس، يوم الحج الاكبر " قال: خروج القائم، واذان: دعوته إلى نفسه،

[185]

39 - عن حريز عن ابي عبدالله عليه السلام قال: في الاذان هو اسم في كتاب الله لا يعلم ذلك احد غيري.

40 - في كتاب معاني الاخبار حدثنا ابي " رحمة الله عليه " قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن القاسم بن محمد الاصبهاني عن سليمان بن داود المنقري عن فضيل بن عياض(1) عن ابي عبدالله عليه السلام قال، سألته عن الحج الاكبر؟ فقال: أعندك فيه شئ؟ فقلت: نعم كان ابن عباس يقول: الحج الاكبر يوم عرفة، يعني انه من ادرك يوم عرفة إلى طلوع الشمس (الفجر خ ل) من يوم النحر فقد ادرك الحج، ومن فاته ذلك فقد فاته الحج فجعل ليلة عرفة لما قبلها ولما بعدها والدليل على ذلك ان من ادرك ليلة النحر إلى طلوع الشمس فقد ادرك الحج واجزأ عنه من عرفة فقال ابوعبدالله: قال أمير المؤمنين عليه السلام: الحج الاكبر يوم النحر، واحتج بقول الله: عزوجل: " فسيحوا في الارض اربعة اشهر " فهي عشرون من ذي الحجة والمحرم وصفر وربيع الاول وعشر من شهر ربيع الاخر، ولو كان الحج الاكبر يوم عرفة لكان اربعة(2) اشهر ويوما، واحتج بقول الله عزوجل: " واذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الاكبر؟ وكنت انا الاذان في الناس، فقلت له: فما معنى هذه اللفظة: " الحج الاكبر "؟ فقال: انما سمى الاكبر لانها كانت سنة حج فيها المسلمون والمشركون، ولم يحج المشركون بعد تلك السنة.

41 - ابي " رحمه الله " قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن يعقوب بن يزيد عن صفوان بن يحيى عن ذريح المحاربي عن ابي عبدالله عليه السلام قال: الحج الاكبر يوم النحر.

42 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن معاوية بن عمار قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن يوم الحج الاكبر؟ فقال: هو يوم النحر، والاصغر العمرة.

43 - ابي " رحمه الله " قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم عن أبيه عن عبدالله

___________________________________

(1) وفي نسخة " فضيل بن غياث " لكن الظاهر هو المختار كما في المصدر.

(2) وفي المصدر " لكان السيح أربعة أشهر ويوما ".

[ * ]

[186]

ابن المغيرة عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه السلام قال: الحج الاكبر يوم الاضحى.

حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عيسى بن عبيد عن النضر بن سويد عن عبدالله بن سنان عن أبيعبد الله عليه السلام مثل ذلك.

44 - ابي " رحمه الله " قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري عن ابراهيم بن مهزيار عن أخيه علي بن الحسين عن حماد بن عيسى عن شعيب عن ابي بصير، والنضر عن ابن سنان عن ابيعبد الله عليه السلام قال: الحج الاكبر يوم الاضحى.

45 - في الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبيعمير عن معاوية بن عمار قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن يوم الحج الاكبر؟ فقال: هو يوم النحر و الاصغر العمرة.

46 - ابوعلي الاشعري عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان بن يحيى عن ذريح عن أبيعبد الله عليه السلام قال: الاكبر يوم النحر.

47 - في تفسير العياشي عن عبدالرحمن عن أبيعبد الله عليه السلام قال: يوم الحج الاكبر يوم النحر، والحج الاصغر العمرة.

48 - وفي رواية ابن سرحان عنه عليه السلام قال: الحج الاكبر يوم عرفة وجمع(1) ورمى الجمار بمنى والحج الاصغر العمرة.

49 - في الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن اذينة قال: كتبت إلى أبيعبد الله عليه السلام بمسائل إلى قوله: وسألته عن قول الله تعالى: " الحج الاكبر " ما يعني بالحج الاكبر؟ فقال: الحج الاكبر الوقوف بعرفة ورمى الجمار، والحج الاصغر العمرة.

___________________________________

(1) قال الطريحي (ره) جمع - بالفتح فالسكون - المشعر الحرام، وهو اقرب الموقفين إلى مكة المشرفة، ومنه حديث آدم (ع) ثم انتهى إلى جمع فجمع فيها بين المغرب و العشاء، قيل: سمى به لان الناس يجتمعون فيه ويزدلفون إلى الله تعالى اي يتقربون اليه بالعبادة والخير والطاعة، وقيل لان آدم اجتمع فيها مع حواء فازدلف ودنا منها، وقيل لانه يجمع فيها المغرب والعشاء.

[ * ]

[187]

50 - في مجمع البيان قال: وقد روى عن أمير المؤمنين عليه السلام حديثا طويلا وروى انه (ع) لما نادى فيهم ان الله برئ من المشركين ورسوله قال المشركون: نحن نبرء من عهدك وعهد ابن عمك.

51 - في تفسير العياشي عن زرارة عن أبيجعفر عليه السلام في قول الله فاذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم قال: هي يوم النحر إلى عشر مضين من شهر ربيع الاخر.

52 - في كتاب الخصال عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل وفيه " منها أربعة حرم " رجب مضر الذي بين جمادي وشعبان، وذو القعدة وذو الحجة والمحرم.

53 - وعن محمد بن أبيعمير حديث يرفعه إلى أبيعبد الله عليه السلام وفيه منها أربعة حرم عشرون من ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الاول وعشر من شهر ربيع الاخر، و ستقف على هذين الحديثين عند قوله تعالى: ان عدة الشهور عند الله الاية انشاء الله تعالى.

54 - في تهذيب الاحكام عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سأل رجل ابي عن حروب امير المؤمنين عليه السلام وكان السائل من محبينا فقال له ابي: ان الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه واله بخمسة اسياف، ثلثة منها شاهرة لا تغمد إلى ان تضع الحرب اوزارها ولن تضع الحرب اوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها فاذا طلعت الشمس من مغربها أمن الناس كلهم في ذلك اليوم، فيومئذ لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا، وسيف منها ملفوف وسيف منها مغمود سله إلى غيرنا وحكمه الينا، فاما السيوف الثلثة الشاهرة فسيف على مشركي العرب قال الله تبارك وتعالى: " اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا " يعني فان آمنوا " فاخوانكم في الدين فهؤلاء لا يقبل منهم الا [ السيف و ] القتل او الدخول في الاسلام وما لهم في ذراريهم سبى على ما امر رسول الله صلى الله عليه واله، فانه سبى وعفا، وقيل: الفداء.

55 - في الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابيعمير عن معاوية بن عمار قال.

اظنه عن ابي حمزة الثمالي عن ابيعبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله اذا اراد

[188]

ان يبعث سرية دعاهم فأجلسهم بين يديه ثم يقول: سيروا بسم الله وبالله وفي سبيل الله و على ملة رسول الله صلى الله عليه واله، لا تغلوا ولا تمثلوا(1) ولا تغدروا ولا تقتلوا شيخا فانيا و لا صبيا ولا امرأة ولا تقطعوا شجرا الا ان تضطروا اليها، وايما رجل من ادنى المسلمين او أفضلهم نظر إلى رجل من المشركين فهو جار(2) يسمع كلام الله، فان تبعكم فاخوكم في الدين وان أبى فابلغوه مأمنه واستعينوا بالله عليه(3).

56 - في تفسير علي بن ابراهيم ثم قال: وان احد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه قال: اقرأ عليه وعرفه ثم لا تتعرض له حتى يرجع إلى مأمنه.

57 - في نهج البلاغة وانما كلامه سبحانه فعل منه، انشأه ومثله لم يكن من قبل ذلك كاينا، ولو كان قديما لكان لها ثانيا.

58 - في تفسير علي بن ابراهيم واما قوله: وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم الاية فانها نزلت في أصحاب الجمل وقال أمير المؤمنين عليه السلام يوم الجمل: ما قاتلت هذه الفئة الناكثة الا بآية من كتاب الله يقول الله: " وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم و طعنوا في دينكم فقاتلوا ائمة الكفر انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون ".

59 - في مجمع البيان قرأ ابن عامر لا ايمان بكسر الهمزة ورواه ابن عقدة باسناده عن جعفر بن محمد عليهما السلام.

60 - في قرب الاسناد للحميري حدثني محمد بن عبدالحميد وعبدالصمد بن محمد جميعا عن حنان بن سدير قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: دخل علي اناس من أهل البصرة فسألوني عن طلحة والزبير؟ فقلت لهم: كانا من أئمة الكفر، ان عليا يوم

___________________________________

(1) الغلول: الخيانة، واكثر ما يستعمل في الخيانة في الغنيمة، والتمثيل: قطع الاذن والانف وما اشبه ذلك.

(2) قوله عليه السلام: نظر إلى رجل من المشركين اي نظر اشفاق ورحمة.

والجوار - بالكسر -: أن تعطي الرجل ذمة فيكون بها جارك فتجيره اي تنقذه وتعيذه.

(3) قال الفيض (ره): اي على ايمانه أو قتله.

[ * ]

[189]

البصرة لما صف الخيول قال لاصحابه: لا تعجلوا على القوم حتى أعذر فيما بيني وبين الله عزوجل وبينهم، فقام اليهم فقال: يااهل البصرة هل تجدون علي جورا في حكم الله؟ قالوا: لا، قال: فحيفا في قسم(1) قالوا: لا قال: فرغبت في دنيا اخذتها لي و لاهل بيتي دونكم فنقمتم علي فنكثتم بيعتي؟ قالوا: لا، قال: فأقمت فيكم الحدود وعطلتها عن غيركم؟ قالوا: لا، قال فما بال بيعتي تنكث وبيعة غيري لا تنكث؟ اني ضربت الامر انفه وعينه فلم اجد الا الكفر او السيف ثم ثنى إلى اصحابه فقال: ان الله تبارك و تعالى يقول في كتابه: " وان نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا ائمة الكفر انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون " فقال أمير المؤمنين عليه السلام والذي فلق الحبة وبرئ النسمة واصطفى محمدا بالنبوة انهم لاصحاب هذه الآية وما قوتلوا منذ نزلت.

61 - في امالي شيخ الطايفة " قدس سره " باسناده إلى ابي عثمان البجلي مؤذن بني أقصى قال بكير اذن لنا اربعين سنة، قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: " وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا ائمة الكفر انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون " ثم حلف حين قرأها انه ما قوتل اهلها منذ نزلت حتى اليوم، قال بكير: فسألت عنها ابا جعفر عليهما السلام؟ فقال: صدق الشيخ هكذا قال علي عليه السلام هكذا كان.

62 - في تفسير العياشي عن أبي الطفيل قال: سمعت عليا عليه السلام يوم الجمل وهو يحض الناس على قتالهم يقول: والله ما رمى أهل هذه الآية بكنانة قبل اليوم: قاتلوا ائمة الكفر انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون فقلت لابي الطفيل: ما الكنانة قال: السهم يكون موضع الحديد فيه عظم تسميه بعض العرب الكنانة.

63 - عن الحسن البصري قال: خطبنا علي بن أبي طالب عليه السلام على هذا المنبر و ذلك بعدما فرغ من امر طلحة والزبير وعايشة صعد المنبر فحمد الله واثنى عليه وصلى على رسول الله صلى الله عليه واله ثم قال: [ يا ] ايها الناس والله ما قاتلت هؤلاء الا بآية تركتها في كتاب الله، ان الله يقول: " وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا ائمة الكفر

___________________________________

(1) قسم - كعنب -: جمع القسمة.

[ * ]

[190]

انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون " اما والله لقد عهد الي رسول الله صلى الله عليه واله وقال: ياعلي لتقاتلن الفئة الباغية والفئة الناكثة والفئة المارقة.

64 - عن عمار عن ابيعبد الله عليه السلام قال: من طعن في دينكم هذا فقد كفر قال الله " وطعنوا في دينكم " إلى قوله " ينتهون ".

65 - عن الشعبي قال: قرأ عبدالله " وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم " إلى آخر الآية ثم قال: ما قوتل أهلها بعد، فلما كان يوم الجمل قرأها علي عليه السلام ثم قال: ما قوتل اهلها منذ يوم نزلت حتى كان اليوم.

66 - عن ابي عثمان مولى بني اقصى(1) قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: عذرني الله من طلحة والزبير بايعاني طائعين غير مكرهين ثم نكثا بيعتي من غير حدث أحدثته، والله ما قوتل اهل هذه الآية منذ نزلت حتى قاتلتهم " وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم و طعنوا في دينكم " الآية.

67 - عن علي بن عقبة عن أبيه قال: دخلت انا والمعلى على ابيعبد الله عليه السلام فقال: ابشروا أنتم(2) على احدى الحسنين شفى الله صدوركم وأذهب غيظ قلوبكم، وأنا لكم على عدوكم، وهو قول الله: ويشف صدور قوم مؤمنين وان مضيتم قبل ان ان يروا ذلك مضيتم على دين الله الذي رضيه لنبيه صلى الله عليه واله ولعلي عليه السلام.

68 - عن أبي الاغر اليمنى قال: اني لواقف يوم صفين اذا نظرت إلى العباس ابن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب شاك في السلاح(3) على رأسه مغفر وبيده صفيحة يمانية وهو على فرس أدهم(4) اذ هتف به هاتف من أهل الشام يقال له عرار بن أدهم ياعباس هلم إلى البراز قال: ثم تكافحا بسيفيهما مليا(5) من نهارهما لا يصل واحد

___________________________________

(1) وفي المصدر " بنى قصي " بدل " بني اقصى " ولم اقف على اسمه ولا حاله في كتب الرجال وقد مر عنه نظير هذه الرواية ايضا عن امالي الشيخ.

(2) وفي المصدر " انكم ".

(3) رجل شاك السلاح اي ذو شوكة وحدة في سلاحه.

(4) الصفيحة: السيف العريض.

والادهم الاسود.

(5) تكافحا اي تضاربا.

والملئ: الساعة الطويلة من النهار.

الزمان الطويل [ * ]

[191]

منهما إلى صاحبه لكمال لامته إلى أن لاحظ العباس وهيأ(1) في درع الشامي فأهوى اليه بالسيف فانتظم به جوانح الشامي(2) وخر الشامي صريعا بخده وام في الناس وكبر الناس تكبيرة ارتجت لها الارض(3) فسمعت قائلا يقول: " قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء " فالتفت فاذا هو أمير المؤمنين عليه السلام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

69 - عن ابن ابان قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: يامعشر الاحداث اتقوا الله ولا تأتوا الرؤساء، دعوهم حتى يصيروا أذنابا، لا تتخذوا الرجال ولايج(4) من دون الله انا والله خير لكم منهم، ثم ضرب بيده إلى صدره.

70 - عن ابي الصباح الكناني قال: قال أبوجعفر عليه السلام: اياكم والولايج فان كل وليجة دوننا فهي طاغوت - أو قال: ند -.

71 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال في اثناء كلام له في جمع من المهاجرين والانصار في المسجد ايام خلافة عثمان، فانشدكم الله عزوجل اتعلمون حيث نزلت: " ياايها الذين آمنوا اطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " وحيث نزلت: " انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة و يؤتون الزكوة وهم راكعون " وحيث نزلت " ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة قال الناس: يارسول الله هذه خاصة لبعض المؤمنين ام عامة لجميعهم؟ فأمر الله عزوجل نبيه صلى الله عليه وآله ان يعلمهم ولاة امرهم، وان يفسر

___________________________________

(1) اللامة الدرع والوهى: الشق في الشئ.

(2) الجوانح جمع الجانحة: الاضلاع تحت الترائب مما يلي الصدر كالضلوع مما يلي الظهر.

(3) ارتج البحر وغيره: اضطرب.

(4) الولايج جمع الوليجة: البطانة وخاصتك من الرجال او من تتخذه معتمدا عليه من غير اهلك.

[ * ]

[192]

لهم من الولاية ما فسر لهم من صلوتهم وزكوتهم وصومهم وحجهم فنصبني للناس بغدير خم إلى قوله: فقام ابوبكر وعمر فقالا: يارسول الله صلى الله عليه واله هذه الآيات خاصة لعلي؟ قال: بلى فيه(1) وفي أوصيائي إلى يوم القيامة، قالا: يارسول الله بينهم لنا: قال: علي اخي ووزيري ووارثي ووصيي وخليفتي في امتي وولي كل مؤمن بعدي ثم ابني الحسن ثم ابني الحسين، ثم تسعة من ولد الحسين عليهم السلام واحد بعد واحد القرآن معهم وهم مع القرآن، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا على حوضي؟ قالوا: اللهم نعم قد سمعنا ذلك وشهدنا كما قلت سواء، والحديث بتمامه مذكور في النساء والمائدة عند الآيتين.

72 - في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن مثنى عن عبدالله بن عجلان عن ابيجعفر عليه السلام في قوله تعالى.

" ام حسبتم ان تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة " يعني بالمؤمنين الائمة عليهم السلام لم يتخذوا الولايج من دونهم.

73 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد مرسلا قال: قال أبوجعفر عليه السلام: لا تتخذوا من دون الله وليجة فلا تكونوا مؤمنين، فان كل سبب ونسب وقرابة ووليجة وبدعة وشبهة منقطع الا ما أثبته القرآن.

74 - علي بن محمد ومحمد بن أبي عبدالله عن اسحق بن محمد النخعي قال: حدثني سفيان بن محمد الضبعي قال: كتبت إلى أبي محمد اسأله عن الوليجة وهو قول الله: " ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة " وقلت في نفسي لا في الكتاب: من يرى المؤمنين هيهنا فرجع الجواب: الوليجة الذي يقام دون ولي الامر، وحدثتك نفسك عن المؤمنين من هم في هذا الموضع، فهم الائمة الذين يؤمنون على الله فيجيز امانهم.

75 - في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية ابي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام

___________________________________

(1) وفي نسخة هكذا: " فقالا: يارسول الله هذه الايات خاصة؟ قال: بلى في وفي اوصيائي..اه ": [ * ]

[193]

في قوله: " ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة " يعني بالمؤمنين آل محمد صلى الله عليه واله والوليجة البطانة قوله: اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله فانه حدثني أبي عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبيجعفر عليه السلام قال: نزلت في علي وعباس وشيبة(1) قال العباس: أنا أفضل لان سقاية الحاج بيدي، وقال شيبة أنا أفضل لان حجابة البيت بيدي وقال علي (ع): أنا أفضل فاني آمنت قبلكما ثم هاجرت وجاهدت، فرضوا برسول الله صلى الله عليه واله، فأنزل الله: " أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله " إلى قوله " ان الله عنده اجر عظيم ".

76 - وفي رواية ابي الجارود عن ابيجعفر (ع) قال: نزلت هذه الاية في علي ابن ابيطالب (ع) قوله: " كمن آمن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين ".

77 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي بن ابي - طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه واله قال: في وصية له: ياعلي ان عبدالمطلب سن في الجاهلية خمس سنن أجراها الله له في الاسلام، إلى قوله: ولما حفر زمزم سماه سقاية الحاج، فأنزل الله تعالى: " اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الاخر ".

78 - في روضة الكافي أبوعلي الاشعري عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان ابن يحيى عن ابن مسكان عن أبي بصير عن احدهما عليهما السلام في قول الله عزوجل: " أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الاخر " نزلت في حمزة وعلي وجعفر والعباس وشيبة انهم فخروا بالسقاية والحجابة فأنزل الله عز ذكره: " أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الاخر وكان علي و حمزة وجعفر (ع) الذين آمنوا بالله واليوم الاخر وجاهدوا في سبيل الله لا يستوون عند الله.

___________________________________

(1) وفي المصدر " نزلت في علي (ع) وحمزة وعباس وشيبة..اه " [ * ]

[194]

79 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمه الله " عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه للقوم بعد موت عمر بن الخطاب: نشدتكم بالله هل فيكم أحد أنزل الله تعالى فيه: " أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله " غيري؟ قالوا: لا.

80 - في مجمع البيان قرأ محمد بن علي الباقر عليه السلام: سقاة الحاج وعمرة المسجد الحرام قيل: ان عليا عليه السلام قال للعباس: ياعم ألا تهاجر؟ الا تلحق برسول الله صلى الله عليه واله فقال: ألست في أعظم من الهجرة؟ أعمر المسجد الحرام وأسقى حاج بيت الله، فنزل: " اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام ".

81 - وروى الحاكم ابوالقاسم الحسكاني باسناده عن ابن بريدة عن أبيه قال: بينا شيبة والعباس يتفاخران اذ مر بهما علي بن ابيطالب عليه السلام فقال: بماذا تتفاخران؟ فقال العباس: لقد أوتيت من الفضل ما لم يؤت احد سقاية الحاج، وقال شيبة: اوتيت عمارة المسجد الحرام، فقال علي عليه السلام: اسحييت لكما فقد أوتيت على صغري ما لم تؤتيا فقالا: وما أوتيت ياعلي؟ فقال: ضربت خراطيمكما بالسيف حتى آمنتما بالله، فقام العباس مغضبا يجر ذيله حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه واله وقال: أما ترى إلى ما استقبلني به علي؟ فقال: ادعوا لي عليا، فدعي له فقال: ما دعاك إلى ما استقبلت به عمك؟ فقال يارسول الله صدمته(1) بالحق فمن شاء فليغضب ومن شاء فليرض، فنزل جبرئيل وقال: يامحمد ربك يقرئك السلام ويقول: اتل عليهم: " اجعلتم سقاية الحاج " الآيات، فقال العباس: انا قد رضينا، ثلث مرات.

82 - في تفسير العياشي عن ابي بصير عن أبيعبد الله عليه السلام قال: قيل لامير المؤمنين عليه السلام: ياأمير المؤمنين أخبرنا بأفضل مناقبك، قال: نعم كنت انا وعباس وعثمان بن أبي شيبة في المسجد الحرام، قال عثمان بن أبي شيبة: اعطاني رسول الله صلى الله عليه واله الخزانة يعني مفاتيح الكعبة، وقال العباس: أعطاني رسول الله صلى الله عليه وآله السقاية وهي زمزم ولم يعطك شيئا ياعلي، قال: فأنزل الله: " اجعلتم سقاية الحاج

___________________________________

(1) صدمه: دفعه وضربه.

[ * ]

[195]

وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله ".

83 - عن جابر عن ابي جعفر عليه السلام قال: سألته عن هذه الآية في قول الله ياايها الذين آمنوا لا تتخذوا آبائكم واخوانكم اولياء إلى قوله: " الفاسقين " فاما " لا تتخذوا آبائكم واخوانكم اولياء ان استحبوا الكفر على الايمان " فان الكفر في الباطن في هذه الاية ولاية الاول والثاني وهو كفر، وقوله على الايمان فالايمان ولاية علي بن ابيطالب عليه السلام، قال: ومن يتولهم منكم فاولئك هم الظالمون.

83 - في مجمع البيان " ياايها الذين آمنوا لا تتخذوا آبائكم واخوانكم " الآية روى عن ابي جعفر وابي عبدالله عليهما السلام انها نزلت في حاطب بن ابي بلتعة حيث كتب إلى قريش يخبرهم بخبر النبي صلى الله عليه اله لما اراد فتح مكة.

85 - في اعتقادات الامامية للصدوق رحمه الله ولما نزلت هذه الآية: " واتقوا فتنة لا تصبين الذين ظلموا منكم خاصة " قال النبي صلى الله عليه واله: من ظلم عليا مقعدي هذا بعد وفاتي فكأنما جحد نبوتي ونبوة الانبياء عليهم السلام قبلي، ومن تولى ظالما فهو ظالم، قال الله تعالى: " ياايها الذين آمنوا لا تتخذوا آبائكم واخوانكم اولياء ان استحبوا الكفر على الايمان ومن يتولهم منكم فاولئك هم الظالمون ".

86 - في نهج البلاغة ولقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله نقتل آبائنا وابنائنا واخواننا وأعمامنا ما يزيدنا ذلك الا ايمانا وتسليما ومضيا على اللقم، وصبرا على مضض الالم(1) وجدا على جهاد العدد(2).

___________________________________

(1) لقم الطريق: الجادة الواضحة: والمضض، لذع الالم وحرقته.

(2) وهذه الخطبة من عجائب خطبه (ع) حيث قال بعد طرف من الكلام: " فلما راى الله صدقنا انزل بعدونا الكبت وانزل علينا النصر.

اه " فمنه يعلم ان نصر الله عزوجل بعد المجاهدة الصادقة وان الفتح عقيب الصبر على اللاواء والشدائد والصدق في الايمان الاستقامة حتى انه لو اقتضى الذب عن الدين وترويج الشريعة إلى قتل الآباء والابناء لفعل ثم لا يزيده ذلك الا ايمانا وتسليما، قال المحقق البحرانى (ره) وقوله: " فلما رأى الله صدقنا، إلى قوله: النصر "فيه تنبيه على ان الجود الالهى لا بخل فيه ولا منع من جهته وانما هو عام الفيض على كل قابل استعد لرحمته واشار برؤية الله صدقهم إلى علمه باستحقاقهم واستعدادهم بالصبر الذى اعدهم به، وبانزال النصر عليهم والكبت لعدوهم إلى افاضته على كل منهم ما استعد له " انتهى " رزقنا الله وجميع المؤمنين الثبات في الدين والاستقامة في ترويج شريعة سيد المرسلين وطريقة الائمة المعصومين وجعلنا من المستعدين لانزال مواهبه آمين يارب العالمين.

[ * ]

[196]

في تفسير العياشى يوسف بن السخت قال: اشتكى المتوكل شكاة شديدة فنذر الله ان شافاه الله يتصدق بمال كثير، فعوفي من علته فسأل اصحابه عن ذلك فأعلموه ان اباه تصدق بثمانية ألف ألف درهم وان أراه تصدق بخمسة ألف ألف درهم، فاستكثر ذلك فقال يحيى بن ابى منصور المنجم: لو كتبت إلى ابن عمك يعنى ابا الحسن عليه السلام؟ فامر أن يكتب له فيسأله، فكتب ابوالحسن: تصدق بثمانين درهما فقالوا: هذا غلط سلوه من أين قال هذا؟ فكتب: قال الله لرسوله: لقد نصركم الله في مواطن كثيرة والمواطن التى نصر الله رسوله عليه وآله السلام ثمانون موطنا، فثمانون درهما من حله مال كثير.

88 - في كتاب معانى الاخبار حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا على بن الحسين السعدابادى عن احمد بن ابى عبدالله البرقى عن ابيه عن محمد ابن ابى عمير عن بعض أصحابنا عن ابى عبدالله عليه السلام انه قال في رجل نذر أن يتصدق بمال كثير فقال: الكثير ثمانون فما زاد، لقول الله تبارك وتعالى: " لقد نصركم الله في مواطن كثيرة " وكانت ثمانين موطنا.

89 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى محمد بن عمير (عمر وخ ل) قال: كان المتوكل اعتل علة شديدة، فنذر ان عافاه الله ان يتصدق بدنانير كثيرة او قال: بدراهم كثيرة، فعوفى فجمع العلماء فسألهم عن ذلك فاختلفوا عليه، قال احدهم: عشرة آلاف، وقال بعضهم مأة فلما اختلفوا قال له عياده: ابعث إلى ابن عمك محمد بن علي الرضا عليه السلام، فاسئله فبعث اليه فسأله فقال: الكثير ثمانون، فقالوا: رد اليه الرسول فقل: من أين قلت ذلك؟ فقال: من قول الله تبارك وتعالى: " لقد نصركم الله في مواطن كثيرة "

[197]

وكانت المواطن ثمانين موطنا.

90 - في الكافي علي بن ابراهيم عن بعض أصحابه ذكره قال: لما سم المتوكل نذر: ان عوفي أن يتصدق بمال كثير، فلما عوفي سأل الفقهاء عن حد المال الكثير فاختلفوا عليه، فقال بعضهم: مأة الف وقال بعضهم: عشرة آلاف فقالوا فيه أقاويل مختلفة فاشتبه عليه الامر، فقال رجل من ندمائه يقال له صنعان: الا تبعث إلى هذا الاسود فتسأل منه؟ فقال له المتوكل: فمن تعني ويحك؟ فقال له ابن ابن الرضا عليه السلام؟ فقال له: وهو يحسن من هذا شيئا؟ فقال له: ان اخرجك من هذا فلى عليك كذا وكذا، والا فاضربني مأة مقرعة(1) فقال المتوكل: قد رضيت، يا جعفر بن محمود صر اليه وسل عن حد المال الكثير، وصار جعفر بن محمود إلى ابي الحسن علي بن محمد (ع) فسأله عن حد المال الكثير فقال له: الكثير ثمانون فقال له جعفر: ياسيدي انه يسئلني عن العلة فيه؟ فقال ابوالحسن عليه السلام ان الله عز وجل يقول: " لقد نصركم الله في مواطن كثيرة " فعددنا المواطن فكانت ثمانين.

91 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين فانه كان سبب غزوة حنين انه لما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى فتح مكة اظهر انه يريد هوازن وبلغ الخبر هوازن فتهيأوا وجمعوا الجموع والسلاح واجتمعوا واجتمع رؤساء هوازن إلى مالك بن عوف النضري فرأسوه عليهم(2) و خرجوا وساقوا معهم أموالهم ونسائهم وذراريهم ومروا حتى نزلوا باوطاس(3) وكان دريد بن الصمة الخيثمي في القوم وكان شيخا كبيرا قد ذهب بصره من الكبر فلمس الارض بيده فقال: في أي واد أنتم؟ قالوا: بوادي أوطاس، قال: نعم مجال

___________________________________

(1) المقرعة: السوط.

(2) اي جعلوه رئيسا.

(3) اوطاس: واد في ديار هوازن، كانت فيه وقعة حنين، وفيها قال النبي صلى الله عليه وآله: الان حمى الوطيس وذلك حين استعرت الحرب وهي من الكلم التي لم يسبق النبي صلى الله عليه وآله اليها.

[ * ]

[198]

الخيل ! لا حزن ضرس ولا سهل دهس(1) مالي اسمع رغاء البعير ونهيق الحمار و خوار البقر وثغاء الشاة وبكاء الصبي؟ فقالوا له: ان مالك بن عوف ساق مع الناس اموالهم ونسائهم وذراريهم ليقاتل كل امرء عن نفسه وماله واهله، فقال دريد: راعي ضأن ورب الكعبة ماله وللحرب؟ ثم قال: ادعوا لي مالكا، فلما جاء قال له: يا مالك ما فعلت؟ قال: سقت مع الناس أموالهم ونسائهم وأبناء‌هم ليجعل كل رجل أهله وماله وراء ظهره فيكون اشد لحربه، فقال: يامالك انك اصبحت رئيس قومك وانك تقاتل رجلا كريما، وهذا اليوم لما بعده ولم تصنع في تقدمة بيضة(2) هوازن إلى نحور الخيل شيئا ويحك وهل يلوى المنهزم على شئ؟(3) اردد بيضة هوازن إلى عليا بلادهم وممتنع محالهم، فألق الرجال على متون الخيل، فانه لا ينفعك الا رجل بسيفه وفرسه، فان كان لك لحق بك من ورائك، وان كان عليك لا تكون قد فضحت في اهلك وعيالك، فقال له مالك: انك قد كبرت وكبر علمك [ وعقلك ] فلم يقبل من دريد، فقال دريد: ما فعلت كعب وكلاب؟ قالوا: لم يحضر منهم احد، قال.

غاب الحد والحزم لو كان يوم علاء وسعادة ما كانت تغيب كعب ولا كلاب، فمن حضرها من هوازن؟ قالوا: عمرو بن عامر وعوف بن عامر، قال: ذانك الجذعان(4) لا ينفعان ولا يضران، ثم تنفس دريد وقال: حرب عوان(5).

ياليتني فيها جذع * اخب فيها وأضع

___________________________________

(1) الحزن: المرتفع من الارض.

والضرس: الذي فيه حجارة محددة.

والدهس: اللين الكثير التراب.

(2) بيضة هوازن: جماعتهم.

(3) وفي السيرة لابن هشام " وهل يرد المنهزم شئ؟ ".

(4) الجذع من البهائم: الشاب الحدث.

يريد انهما ضعيفان في الحرب، بمنزلة الجذع في سنه.

(5) الحرب العوان: أشد الحروب.

[ * ]

[199]

أقود وطفاء الزمع * كانها شاة صدع(1) وبلغ رسول الله صلى الله عليه واله اجتماع هوازن بأوطاس فجمع القبايل ورغبهم في الجهاد ووعدهم النصر، وان الله قد وعده ان يغنمه اموالهم ونساء‌هم وذراريهم، فرغب الناس وخرجوا على راياتهم، وعقد اللواء الاكبر ودفعه إلى امير المؤمنين عليه السلام وكل من دخل مكة براية أمره ان يحملها، وخرج في اثني عشر الف رجل، عشرة آلاف ممن كانوا معه وفي رواية ابي الجارود عن أبيجعفر عليه السلام وكان معه من بني سليم الف رجل رئيسهم عباس بن مرداس السلمي، ومن مزينة الف رجل.

رجع الحديث إلى علي بن ابراهيم قال: فمضوا حتى كان من القوم على مسيرة ليلة قال: وقال مالك بن عوف لقومه: ليصير كل رجل منكم اهله وماله خلف ظهره، واكسروا جفون سيوفكم واكمنوا في شعاب هذا الوادي وفي الشجر فاذا كان في غلس الصبح(2) فاحملوا حملة رجل واحد وهدوا القوم(3) فان محمدا لم يلق احدا يحسن الحرب فلما صلى رسول الله صلى الله عليه واله الغداة انحدر في وادي حنين وهو واد له انحدار بعيد و كانت بنو سليم على مقدمته، فخرج عليهم كتائب هوازن من كل ناحية فانهزمت بنو سليم وانهزم من وارئهم ولم يبق احد الا انهزم، وبقى امير المؤمنين عليه السلام يقاتلهم في نفر قليل ومر المنهزمين برسول الله صلى الله عليه واله لا يلوون على شئ(4) وكان العباس اخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه واله عن يمينه وابوسفيان بن حارث بن عبدالمطلب عن يساره، فأقبل رسول الله صلى الله عليه واله ينادي: يامعشر الانصار إلى أين المفر انا رسول الله فلم يلو احد عليه، وكانت نسيبة بنت كعب المازنية تحثو في وجوه المنهزمين التراب وتقول: إلى أين

___________________________________

(1) الجذع: الشاب، والخبب والوضع: ضربان من السير.

والوطفاء: الطويلة الشعر.

والزمع: الشعر الذي فوق مربط قيد الدابة، يريد فرسا صفتها هكذا، وهو محمود في وصف الخيل والشاة هنا: الوعل وصدع اي وعل بين الوعلين ليس بالعظيم ولا بالحقير.

(2) الغلس: ظلمة آخر الليل.

(3) هد الشئ: كسره.

(4) اي لا يلتفتون ولا يعطفون عليه.

[ * ]

[200]

تفرون عن الله وعن رسوله؟ ومر بها عمر فقالت له: ويلك ما هذا الذي صنعت؟ فقال لها هذا من الله، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه واله الهزيمة ركض نحوم(1) على بغلته وقد شهر سيفه فقال: ياعباس اصعد هذا الظرب(2) وناد: يااصحاب البقرة ويااصحاب الشجرة(3) إلى أين تفرون؟ هذا رسول الله، ثم رفع رسول الله صلى الله عليه واله يده فقال: اللهم لك الحمد واليك المشتكى وانت المستعان، فنزل اليه جبرئيل عليه السلام فقال: يارسول الله دعوت بما دعى به موسى حين فلق الله له البحر ونجا من فرعون، ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله لابي سفيان بن الحارث: ناولني كفا من حصى فناوله فرماه وجوه المشركين ثم قال: شاهت الوجوه(4) ثم رفع رأسه إلى السماء فقال: اللهم ان تهلك هذه العصابة لم تعبد و ان شئت ان لا تعبد لا تعبد، فلما سمعت الانصار نداء العباس عطفوا وكسروا جفون(5) سيوفهم وهم يقولون: لبيك، ومروا برسول الله صلى الله عليه واله واستحيوا ان يرجعوا اليه ولحقوا بالراية، فقال رسول الله صلى الله عليه واله للعباس: من هؤلاء ياابا الفضل، فقال: يا رسول الله هؤلاء الانصار، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: الآن حمى الوطيس(6) ونزل النصر من السماء وانهزمت هوازن، وكانوا يسمعون قعقعة السلاح(7) في الجو وانهزموا في كل وجه وغنم الله رسوله أموالهم ونسائهم وذراريهم، وهو قول الله: " لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين ".

___________________________________

(1) كذا في النسخ وفي نسخة " بحرم " وفي المصدر " ركض نحو على بغلته " وهو ايضا غير صحيح والكل مصحف ويمكن ان يكون صحيح اللفظة " بجذم " والجذم: بقية السوط بعد ذهاب طرفه وركض اي ضرب قال الله تعالى " اركض برجلك " والمعنى: ضرب بسوط على بغلته.

(2) الظرب: التل من الرمل.

(3) وفي مجمع البيان " يااصحاب سورة البقرة، ويااهل بيعة الشجرة ".

(4) شاه وجهه: قبح.

(5) جمع الجفن: غمد السيف.

(6) الوطيس.وحمى الوطيس اي اشتد الحرب.

(7) القعقعة: حكاية صوت السلاح.

[ * ]

[201]

92 - في تفسير العياشي عن عجلان عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله: " ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم " إلى: " ثم وليتم مدبرين " فقال: أبو فلان.

93 - عن الحسن بن علي بن فضال قال: قال أبوالحسن الرضا عليه السلام للحسن ابن أحمد: اي شئ السكينة عندكم؟ قال: لا أدري جعلت فداك أي شئ هو؟ فقال: ريح من الجنة تخرج طيبة لها صورة كصورة وجه الانسان، فتكون مع الانبياء.

94 - في الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن علي بن أسباط عن أبي الحسن الرضا عليه السلام حديث طويل وفي آخره قال علي بن اسباط: وسألته فقلت: جعلت فداك ما السكينة؟ قال: ريح من الجنة لها وجه كوجه الانسان أطيب ريحها من المسك و هي التي أنزلها الله على رسوله صلى الله عليه واله بحنين فهزم المشركين.

95 - في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية ابي الجارود ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وهو القتل وذلك جزاء الكافرين قال: وقال رجل من بني نضر بن معوية يقال له شجرة بن ربيعة للمؤمنين وهو اسير في ايديهم: اين الخيل البلق والرجال عليهم الثياب البيض فانما كان قتلنا بأيديهم وما كنا نراكم فيهم الا كهيئة الشامة(1) قالوا: تلك الملائكة.

96 - في روضة الكافي حميد بن زياد عن عبد بن أحمد الدهقان عن علي بن الحسن الطاطري عن محمد بن زياد بياع السابري عن أبان عن عجلان أبي صالح قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: قتل علي بن ابي طالب عليه السلام بيده يوم حنين أربعين.

97 - في الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه وعلي بن محمد القاساني جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن الفضيل بن عياض إلى ان قال: و باسناده عن المنقري عن حفص بن غياث عن ابي عبدالله عليه السلام قال: سأل رجل ابي عن حروب امير المؤمنين عليه السلام وكان السائل من محبينا فقال له ابوجعفر عليه السلام: بعث الله محمدا صلى الله عليه واله بخمسة اسياف ثلثة منها شاهرة فلا تغمد حتى تضع الحرب اوزارها، ولن تضع الحرب اوزارها.

___________________________________

(1) الشامة: بمعنى الخال.

[ * ]

[202]

حتى تطلع الشمس من مغربها فاذا طلعت من مغربها آمن الناس كلهم في ذلك اليوم إلى قوله عليه السلام والسيف الثاني على اهل الذمة لشمس قال الله تعالى: " وقولوا للناس حسنا " ثم نسخها قوله تعالى: قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون فمن كان منهم في دار الاسلام فلن يقبل منهم الا الجزية او القتل وما لهم في ذراريهم سبى فاذا قبلوا الجزية على انفسهم حرم علينا سبيهم وحرمت اموالهم وحلت لنا مناكحتهم، ومن كان منهم في دار الحرب حل لنا سبيهم واموالهم، ولم تحل لنا مناكحتهم ولم يقبل منهم الا الدخول في دار الاسلام او الجزية او القتل.

98 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابي يحيى الواسطي عن بعض اصحابنا قال: سئل أبوعبدالله عليه السلام عن المجوس أكان لهم نبي؟ فقال: نعم أما بلغك كتاب رسول الله صلى الله عليه واله إلى اهل مكة ان اسلموا والا فأذنوا بحرب من الله، فكتبوا إلى رسول الله صلى الله عليه واله أن خذ منا الجزية ودعنا على عبادة الاوثان، فكتب اليهم النبي: اني لست آخذ الجزية الا من اهل الكتاب، فكتبوا اليه - يريدون بذلك تكذيبه -: زعمت انك لا تأخذ الجزية الا من اهل الكتاب ثم اخذت الجزية من مجوس هجر(1) فكتب اليهم النبي صلى الله عليه واله: ان المجوس كان لهم نبي فقتلوه وكتاب احرقوه، اتاهم نبيهم بكتابهم في اثنى عشر الف جلد ثور.

99 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الزهري عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: سألته عن النساء كيف سقطت الجزية ورفعت عنهن؟ فقال: لان رسول الله صلى الله عليه واله نهى عن قتل النساء والولدان في دار الحرب الا ان تقاتل، وان قاتلت ايضا فامسك عنها ما امكنك ولم تخف خللا فلما نهى عن قتلهن في دار الحرب كان ذلك في دار الاسلام اولى، وان امتنعت ان تؤدي الجزية لم يمكن قتلها، فلما لم يمكن قتلها، رفعت الجزية عنها، ولو منع الرجال وابوا ان يؤدوا الجزية كانوا ناقضين للعهد وحلت دمائهم وقتلهم، لان قتل الرجال مباح في دار الشرك، وكذلك

___________________________________

(1) هجر - محركة -: بلدة باليمن واسم لجميع أرض البحرين.

[ * ]

[203]

المقعد من اهل الشرك والذمة والاعمى والشيخ الفاني والمرأة والولدان في ارض الحرب فمن اجل ذلك رفعت عنهم الجزية.

100 - في الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن يحيى جميعا عن عبدالله بن المغيرة عن طلحة بن زيد عن أبيعبد الله عليه السلام قال: جرت السنة ألا تؤخذ الجزية من المعتوه(1) ولا من المغلوب على عقله.

101 - علي بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: ما حد الجزية على اهل الكتاب وهل عليهم في ذلك شئ موظف لا ينبغي ان يجوزوا إلى غيره؟ فقال: ذلك إلى الامام يأخذ من كل انسان منهم ما شاء على قدر ماله بما يطيق انما هم قوم فدوا انفسهم من ان يستعبدوا او يقتلوا، فالجزية تؤخذ منهم على قدر ما يطيقون له ان ياخذهم به حتى يسلموا، فان الله تبارك وتعالى قال: " حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " وكيف يكون صاغرا وهو لا يكترث(2) لما يؤخذ منه، حتى يجد ذلا لما اخذ منه، فيألم لذلك فيسلم.

102 - قال وقال ابن مسلم: قلت لابي عبدالله عليه السلام: أرأيت ما يأخذ هؤلاء من هذا الخمس(3) من ارض الجزية ويأخذ من الدهاقين جزية رؤسهم اما عليهم في ذلك شئ موظف؟ فقال: كان عليهم ما اجازوا على انفسهم، وليس للامام اكثر من الجزية ان شاء الامام وضع ذلك على رؤسهم وليس على اموالهم شئ، وان شاء فعلى اموالهم وليس على رؤسهم شئ، فقلت: فهذا الخمس؟ فقال: انما هذا شئ كان صالحهم عليه رسول الله صلى الله عليه واله(4)

___________________________________

(1) المعتوه: الذي ذهب عقله من غير جنون.

(2) اي لا يبالي.

(3) قال المجلسي (ره) في مرآة العقول، اي من الذي وضع عمر على نصارى تغلب من تضعيف الزكاة ورفع الجزية.

(4) وقال (ره) في بيان هذا الكلام: الظاهر انه عليه السلام بين اولا ان الخمس من البدع، فلما لم يفهم السائل وأعاد السؤال غير عليه السلام الكلام تقية، أو يكون هذا اشارة إلى ما مر سابقا من امر الجزية.

[ * ]

[204]

103 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن ابي ايوب عن محمد بن مسلم عن ابيجعفر عليه السلام في اهل الجزية يؤخذ من اموالهم ومواشيهم شئ سوى الجزية؟ قال: لا.

104 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله قال ابومحمد العسكري: قال الصادق عليهما السلام: ولقد حدثني أبي عن جدي علي بن الحسين زين العابدين عليهم السلام عن الحسين بن علي سيد الشهداء عن علي بن أبيطالب امير المؤمنين صلوات الله عليهم انه اجتمع يوما عند رسول الله صلى الله عليه واله أهل خمسة اديان: اليهود والنصارى والدهرية والثنوية ومشركوا العرب.

فقالت اليهود: نحن نقول: عزير ابن الله وقد جئناك يامحمد للنظر ما تقول فان اتبعتنا فنحن اسبق إلى الصواب منك وافضل، وان خالفتنا خصمناك، وقالت النصارى: نحن نقول: ان المسيح ابن الله اتحد به وقد جئناك للنظر ما تقول؟ فان اتبعتنا فنحن أسبق إلى الصواب منك وأفضل، وان خالفتنا خصمناك.

ثم قال صلى الله عليه واله لليهود: أجئتموني لاقبل قولكم بغير حجة؟ قالوا: لا قال: فما الذي دعاكم إلى القول بان عزيرا ابن الله؟ قالوا لانه احيا لبني اسرائيل التورية بعد ما ذهبت ولم يفعل بها هذا الا لانه ابنه، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: كيف صار عزير ابن الله دون موسى وهو الذي جائهم بالتورية ورأوا منه من المعجزات ما قد علمتم؟ فان كان عزيرا ابن الله لما ظهر من الكرامة من احياء(1) التورية فلقد كان موسى بالنبوة أحق واولى، ولئن كان هذا المقدار من اكرامه لعزير يوجب انه ابنه فاضعاف هذه الكرامة لموسى توجب له منزلة اجل من النبوة، وان كنتم انما تريدون بالنبوة الدلالة(2) على سبيل ما تشاهدون في دنياكم هذه من ولادة الامهات الاولاد بوطي آبائهم لهن فقد كفرتم بالله وشبهتموه بخلقه، وأوجبتم فيه صفات المحدثين، ووجب عندكم ان يكون محدثا مخلوقا، وان يكون له خالق صنعه وابتدعه قالوا: لسنا نعني هذا فان هذا كفر

___________________________________

(1) في المصدر وكذا في المنقول عن تفسير الامام " باحياء التوراة ".

(2) وفي المنقول عن تفسير الامام " الولادة " بدل " الدلالة ".

[ * ]

[205]

كما ذكرت ولكنا نعني انه ابنه على معنى الكرامة وان لم يكن هناك ولادة، كما قد يقول بعض علمائنا لمن يريد اكرامه وابانته بالمنزلة عن غيره: يابني، وانه ابني لا على اثبات ولادته منه.

ولانه قد يقول ذلك لمن هو اجنبي لانسب بينه وبينه وكذلك لما فعل الله بعزير ما فعل كان قد اتخذه ابنا على الكرامة لا على الولادة، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: فهذا ما قلته لكم: انه ان وجب على هذا الوجه ان يكون عزير ابنه فان هذه المنزلة لموسى اولى وان الله يفضح كل مبطل باقراره ويقلب عليه حجته، لان ما احتججتم به يؤديكم إلى ما هو اكبر مما ذكرته لكم.

لانكم قلتم: ان عظيما من عظمائكم قد يقول لاجنبي لا نسب بينه وبينه: يابني وهذا ابني لا على طريق الولادة فقد تجدون ايضا هذا العظيم يقول لاجنبي آخر، هذا اخى ولآخر: هذا شيخي وابي، ولآخر: هذا سيدي وياسيدي على سبيل الاكرام، وان من زاده في الكرامة زاده في مثل هذا القول فاذا يجوز عندكم ان يكون موسى اخا الله او شيخا له او ابا او سيدا، لانه قد زاده في الاكرام مما لعزير، كما ان من زاد رجلا في الاكرام قال له: ياسيدي وياشيخي وياعمي ويارئيسي على طريق الاكرام وان من زاده في الكرامة زاده في مثل هذا القول افيجوز عندكم ان يكون موسى اخا الله او شيخا او عما او رئيسا او سيدا او اميرا لانه قد زاده في الاكرام على من قال له: ياشيخي او ياسيدي او يااميري أو ياعمي او يارئيسي، قال: فبهت القوم وتحيروا وقالوا: يامحمد أجلنا نفكر فيما قلته لنا، فقال: انظروا فيه بقلوب معتقدة للانصاف يهدكم الله ثم اقبل صلى الله عليه واله على النصارى فقال: وانتم قلتم: ان القديم عزوجل اتحد بالمسيح عليه السلام ابنه، فما الذي أردتموه بهذا القول؟ أردتم ان القديم صار محدثا لوجود هذا المحدث الذي هو عيسى؟ أو المحدث الذي هو عيسى عليه السلام صار قديما لوجود القديم الذي هو الله؟ او معنى قولكم: انه اتحد به انه اختصه بكرامة لم يكرم بها احدا سواه؟ فان اردتم ان القديم صار محدثا فقد ابطلتم، لان القديم محال ان ينقلب فيصير محدثا، وان اردتم ان المحدث صار قديما فقد احلتم لان المحدث ايضا محال ان يصير قديما وان اردتم انه تحد به بان اختصه واصطفاه على ساير عباده فقد اقررتم بحدوث عيسى وبحدوث المعنى الذي اتحد به من اجله، لانه اذا كان عيسى محدثا وكان الله قد اتحد به بان احدث به معنى صار به اكرم الخلق عنده فقد صار عيسى وذلك

[206]

المعنى محدثين، وهذا خلاف ما بدأتم تقولونه، فقالت النصارى: يامحمد ان الله لما اظهر على يد عيسى من الاشياء العجيبة ما اظهر فقد اتخذه ولدا على جهة الكرامة، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه واله: فقد سمعتم ما قلته للهيود في هذا المعنى الذي ذكرتموه: ثم اعاد صلى الله عليه واله ذلك كله فسكتوا الا رجلا واحدا منهم قال له: يامحمد اولستم تقولون: ان ابراهيم خليل الله؟ قال: قد قلنا ذلك، فقال: اذا قلتم ذلك فلم منعتمونا ان نقول: ان عيسى ابن الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله: انهما لن يشتبها(1) لان قولنا ان ابراهيم خليل الله فانما هو مشتق من الخلة(2) والخلة انما معناها الفقر والفاقة وقد كان خليلا إلى ربه فقيرا، واليه منقطعا وعن غيره متعففا معرضا مستغنيا، وذلك لما اريد قذفه في النار فرمى به في المنجنيق فبعث الله تعالى جبرئيل عليه السلام فقال له: ادرك عبدي، فجائه فلقيه في الهواء فقال: كلمني ما بدالك فقد بعثني الله لنصرتك، فقال: بل حسبى الله ونعم الوكيل اني لا أسئل غيره ولا حاجة لي الا اليه فسمى خليله اي فقيره ومحتاجه والمنقطع اليه عمن سواه، واذا جعل معنى ذلك من الخلة(3) وهو انه قد تخلل معانيه ووقف على أسرار لم يقف عليها غيره، كان [ الخليل ] معناه العالم به وباموره ولا يوجب ذلك تشبيه الله بخلقه، الا ترون انه اذا لم ينقطع اليه لم يكن خليله، واذا لم يعلم باسراره لم يكن خليله، وان من يلده الرجل وان أهانه وأقصاه(4) لم يخرج عن أن يكون ولده، لان معنى الولادة قائم، ثم ان وجب لانه قال لابراهيم خليلي(5) أن تقيسوا أنتم كذلك فتقولوا: ان عيسى ابنه وجب ايضا أن تقولوا له لموسى ابنه، [ فان الذي معه من المعجزات لم يكن

___________________________________

(1) وفي المنقول عن تفسير الامام " لم يشتبها ".

(2) وفي المنقول عن تفسير الامام " من الخلة او الخلة " اي بالفتح أو بالضم وهو الصحيح لما سيأتي في كلام الامام عليه السلام من التفصيل.

(3) اي بالضم.

(4) اي ابعده.

(5) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في اكثر النسخ هكذا: " ثم ان من اوجب ان يقول على قول ابراهيم خليله..اه ".

[ * ]

[207]

بدون ما كان مع عيسى فقولوا ان موسى ايضا ابنه ](1) وانه يجوز أن تقولوا على هذا المعنى انه شيخه وسيده وعمه ورئيسه وأميره كما قد ذكرته لليهود، فقال بعضهم لبعض: وفي الكتب المنزلة ان عيسى قال: أذهب إلى أبي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ان كنتم بذلك الكتاب تعلمون فان فيه: أذهب إلى أبي وأبيكم فقولوا: ان جميع الذين خاطبهم عيسى كانوا ابناء الله كما كان عيسى ابنه من الوجه الذي كان عيسى ابنه: ثم ان ما في هذا الكتاب يبطل عليكم هذا الذي زعمتم ان عيسى من جهة الاختصاص كان ابنا له، لانكم قلتم انما قلنا انه ابنه لانه اختصه بما لم يختص به غيره، وانتم تعلمون ان الذي خص به عيسى لم يخص به هؤلاء القوم الذين قال لهم عيسى: أذهب إلى أبي وابيكم، فبطل ان يكون الاختصاص بعيسى لانه قد ثبت عندكم بقول عيسى لمن لم يكن له مثل اختصاص عيسى، وانتم انما حكيتم لفظة عيسى وتأولتموها على غير وجهها، لانه اذا قال: ابي وابيكم فقد اراد غير ما ذهبتم اليه ونحلتموه(2) وما يدريكم لعله عنى: أذهب إلى آدم ابي وابيكم او إلى نوح ان الله يرفعني اليهم ويجمعني معهم، وآدم ابي وابيكم وكذلك نوح، بل ما اراد غير هذا، قال: فكست النصارى وقالوا: ما راينا كاليوم مجادلا و لا مخاصما وسننظر في امورنا.

والحديث طويل اتخذنا منه موضع الحاجة وتتمته وهي الرد على الفرق الثلثة الباقية مضى اول سورة الانعام وفي آخر الحديث وقال الصادق عليه السلام: فوالذي بعثه بالحق نبيا ما اتت على جماعتهم الا ثلثة ايام حتى اتوا رسول الله صلى الله عليه واله فأسلموا وكانوا خمسة وعشرين رجلا من كل فرقة خمسة وقالوا: ما راينا مثل حجتك يامحمد نشهد انك رسول الله صلى الله عليه واله.

105 في عيون الاخبار باسناده إلى الرضا عليه السلام عن ابيه عن آبائه عن الحسين ابن علي عليهم السلام قال: ان يهوديا سئل علي بن ابي طالب عليه السلام قال: اخبرني عما ليس لله، وعما ليس عند الله: وعما لا يعلمه الله؟ فقال علي عليه السلام: اما ما لا يعلمه الله فذاك

___________________________________

(1) بين العلامتين انما هو في المصدر دون النسخ.

(2) نحل فلانا القول: اضاف اليه قولا قاله غيره وادعاه عليه.

[ * ]

[208]

قولكم يامعشر اليهود ان عزيرا ابن الله والله لا يعلم له ولد، واما قولك ما ليس عند الله فليس عند الله ظلم للعباد، واما قولك ما ليس لله فليس لله شريك، فقال اليهودي: اشهد ان لا اله الا الله، واشهد ان محمدا رسول الله.

106 - في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن اسحق بن الهيثم عن سعد بن طريف عن الاصبغ بن نباتة عن علي عليه السلام انه قال: ان الشجر لم يزل حصيدا كله حتى دعى للرحمان ولد، عز الرحمان وجل ان يكون له ولد، فعند ذلك اقشعر الشجر(1) وصار له شوك حذارا ان ينزل به العذاب.

107 - في تفسير العياشي عن عطية العوفي عن ابي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: اشتد غضب الله على اليهود حين قالوا: عزير ابن الله، واشتد غضب الله على النصارى حين قالوا: المسيح ابن الله، واشتد غضب الله على من أراق دمي وآذاني في عترتي.

108 - عن يزيد بن عبدالملك عن ابيعبد الله عليه السلام انه قال: لن يغضب الله شئ كغضب الطلح(2) والسدر ان الطلح كانت كالاترج والسدر كالبطيخ فلما قالت اليهود: يد الله مغلولة تقبض حملها فصغر فصار له عجم واشتد العجم، فلما ان قالت النصارى: المسيح بن الله خرج لهما هذا الشوك وتقبض حملهما وصار النبق(3) إلى هذا الحمل وذهب حمل الطلح فلا يحمل حتى يقوم قائمنا، ثم قال: من سقى طلحة او سدرة فكأنما سقى مؤمنا من ظمأ.

109 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمه الله " عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه وقال: قاتلهم الله انى يؤفكون اي لعنهم الله انى يؤفكون فسمى اللعنة قتالا.

___________________________________

(1) اقشعر النبات: لم يصب ريا وتخشن وتغير لونه.

(2) لطلح: شجر حجازية ومنابتها بطون الاودية ولها شوك كثير ويقال لها ام غيلان ايضا تأكل الابل منها اكلا كثيرا.

(3) كذا في النسخ وفي المصدر " وصار الشوك إلى هذا الحمل " وهو الظاهر والنبق: حمل شجر السدر.

[ * ]

[209]

110 - في مجمع البيان وروى الثعلبي باسناده عن عدي بن حاتم قال: اتيت رسول الله صلى الله عليه واله وفي عنقي صليب، فقال، ياعدي اطرح هذا الوثن من عنقك قال: فطرحته ثم اتيت اليه وهو يقرء من سورة برائة هذه الآية: أتخذوا احبارهم و رهبانهم اربابا حتى فرغ منها فقلت له: انا لسنا نعبدهم، قال: اليس يحرمون ما احل الله فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله فتستحلونه؟ قال: فقلت: بلى، قال: فتلك عبادتهم.

111 - في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن ابيه عن عبدالله بن يحيى عن عبدالله بن مسكان عن ابي بصير قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: " اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله " فقال: اما والله ما دعوهم إلى عبادة انفسهم ولو دعوهم إلى عبادة انفسهم لما اجابوهم، ولكن احلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا، فعبدوهم من حيث لا يشعرون.

112 - علي بن محمد عن صالح بن ابي حماد وعلي بن ابرهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن رجل عن ابيعبد الله عليه السلام قال: من اطاع رجلا في معصية الله فقد عبده.

113 - في تفسير العياشي عن ابي بصير عن ابيعبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: " اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله " قال: اما والله ما صاموا لهم ولا صلوا ولكنهم احلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا فاتبعوهم.

114 - وقال في خبر آخر عنه: ولكنهم اطاعوهم في معصية الله.

115 - عن جابر عن ابيعبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: " اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله " قال: اما انهم لم يتخذوهم آلهة الا انهم احلوا حلالا و اخذوا به وحرموا حراما فاخذوا به(1) فكانوا أربابهم من دون الله.

116 - في تفسير علي بن ابرهيم وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في

___________________________________

(1) كذا في النسخ وفي بعض نسخ المصدر كرواية الكليني (ره) في الكافي " احلوا حراما فأخذوا به وحرموا حلال فأخذوا به " ولعله الاصح وان لا يخلوا ما في النسخ ايضا من وجه صحيح كما لا يخفى.

[ * ]

[210]

قوله: " اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح بن مريم " اما المسيح فعصوه وعظموه في انفسهم حتى زعموا انه اله وانه ابن الله، وطائفة منهم قالوا: ثالث ثلثه، وطائفة منهم قالوا: هو الله، واما احبارهم ورهبانهم فانهم اطاعوا واخذوا بقولهم واتبعوه ما امروهم به، ودانوا بما دعوهم اليه، فاتخذوهم اربابا بطاعتهم لهم وتركهم امر الله وكتبه ورسله فنبذوه وراء ظهورهم، وما امرهم به الاحبار والرهبان اتبعوه و اطاعوهم وعصوا الله ورسوله، وانما ذكر هذا في كتابنا لكي نتعظ بهم، فعير الله تبارك وتعالى بني اسرائيل بما صنعوا، يقول الله تبارك وتعالى: " وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو سبحانه وتعالى عما يشركون ".

117 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمه الله " عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه وقد بين الله تعالى قصص المغيرين بقوله: يريدون ليطفؤا نور الله بافواههم ويأبي الله الا ان يتم نوره يعني انهم اثبتوا في الكتاب ما لم يقله الله ليلبسوا على الخليقة فأعمى الله قلوبهم حتى تركوا فيه ما دل على ما أحدثوه فيه وحرفوا منه.

وفيه وجعل أهل الكتاب المقيمين به والعالمين بظاهره وباطنه من " شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتى أكلها كل حين باذن ربها " اي يظهر مثل هذا العلم المحتملة في الوقت بعد الوقت وجعل أعداء‌ها اهل الشجرة الملعونة الذين حاولوا اطفاء نور الله بأفواههم فأبى الله الا أن يتم نوره.

118 - في كتاب الغيبة لشيخ الطايفة " قدس سره " وروى محمد بن احمد بن يحيى عن بعض أصحابنا عن محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن سنان قال: ذكر علي بن أبي حمزة(1) عند الرضا عليه السلام فلعنه، ثم قال: ان علي بن أبي حمزة اراد ان لا يعبد الله في سمائه وارضه، ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره المشركون، ولو كره اللعين المشرك، قلت: المشرك ! قال: نعم والله وان رغم انفه كذلك هو في كتاب الله:

___________________________________

(1) هو علي بن أبي حمزة سالم البطائني من أصحاب الكاظم عليه السلام ثم وقف بعد وفاته عليه السلام وهو أحد عمد الواقفة، ذكر ترجمته وما ورد في ذمه من الروايات الكثيرة وما يمكن ان يدفع به عنها وغير ذلك في تنقيح المقال فراجع.

[ * ]

[211]

" يريدون ان يطفؤا نور الله بأفواههم " وقد جرت فيه وفي امثاله أنه اراد ان يطفئ نور الله.

119 - وباسناده إلى الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وقد ذكر شق فرعون بطون الحوامل في طلب موسى عليه السلام كذلك بنو امية وبنو العباس لما أن وقفوا على ان زوال ملكة الامر والجبابرة منهم على يدي القائم عليه السلام ناصبونا العداوة، ووضعوا سيوفهم في قتل أهل بيت رسول الله صلى الله عليه واله وابادة نسله(1) طمعا منهم في الوصول إلى قتل القائم عليه السلام، فأبى الله أن يكشف أمره لواحد من الظلمة إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون.

في كتاب كمال الدين وتمام النعمة مثله سواء.

12 - في تفسير العياشي عن أحمد بن محمد قال: وقف علي أبوالحسن الثاني عليه السلام في بني زريق فقال لي وهو رافع صوته: ياأحمد ! قلت: لبيك، قال: انه لما قبض رسول الله صلى الله عليه واله جهد الناس على اطفاء نور الله فأبى الله الا أن يتم نوره بأمير المؤمنين.

121 - في قرب الاسناد للحميري معاوية بن حكيم عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: وعدنا أبوالحسن الرضا عليه السلام ليلة إلى مسجد دار معاوية فجاء فسلم فقال: ان الناس قد جهدوا على اطفاء نور الله حين قبض الله تبارك وتعالى رسول الله صلى الله عليه واله و أبى الله الا أن يتم نوره وقد جهد علي بن ابي حمزة على اطفاء نور الله حين قبض أبوالحسن فأبى الله الا ان يتم نوره، وقد هداكم الله لامر جهله الناس فاحمدوا الله على ما من عليكم به.

122 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبي بصير قال قال ابوعبدالله عليه السلام في قوله عزوجل: هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون فقال: والله ما نزل تأويلها بعد ولا ينزل تأويلها حتى يخرج القائم عليه السلام، فاذا خرج القائم لم يبق كافر بالله العظيم ولا مشرك بالامام الا كره خروجه، حتى لو كان كافر أو مشرك في بطن صخرة لقالت:

___________________________________

(1) الابادة بمعنى الاهلاك.

[ * ]

[212]

يامؤمن في بطني كافر فاكسرني واقتله.

123 - وباسناده إلى سليط قال: قال الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام: منا اثنا عشر مهديا أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وآخرهم التاسع من ولدي وهو القائم بالحق، يحيى الله به الارض بعد موتها، ويظهر به الدين الحق على الدين كله ولو كره المشركون، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

124 - وباسناده إلى محمد بن مسلم الثقفي قال: سمعت ابا جعفر محمد بن علي عليهما السلام يقول: القائم منا منصور بالرعب مؤيد بالنصر، تطوى له الارض وتظهر له الكنوز، يبلغ سلطانه المشرق والمغرب، ويظهر الله عزوجل دينه على الدين كله ولو كره المشركون، فلا يبقى في الارض خراب الا عمر، وينزل روح الله عيسى بن مريم عليه السلام فيصلي خلفه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

125 - في اصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: " هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق " قال: هو الذي امر رسوله بالولاية لوصيه، والولاية هي دين الحق، قلت: " ليظهره على الدين كله " قال: يظهر على جميع الاديان عند قيام القائم قال: يقول الله: " والله متم " ولاية القايم " ولو كره الكافرون " بولاية علي قلت هذا تنزيل؟ قال: نعم اما هذا الحرف فتنزيل، واما غيره فتأويل والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

126 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمه الله " عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: وغاب صاحب هذا الامر بايضاح العذر له في ذلك، لاشتمال الفتنة على القلوب حتى يكون أقرب الناس اليه أشدهم عداوة له، وعند ذلك يؤيده الله بجنود لم تروها، و يظهر دين نبيه صلى الله عليه واله على يديه على الدين كله ولو كره المشركون.

127 - في تفسير العياشي عن أبي المقدام عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: " ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " يكون أن لا يبقى أحد، الا أقر بمحمد صلى الله عليه واله.

128 - في مجمع البيان قال المقداد بن الاسود: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول:

[213]

لا يبقى على وجه الارض بيت مدر ولا وبر الا أدخله الله كلمة الاسلام، اما بعز عزيز أو بذل ذليل اما يعزهم فيجعلهم الله من أهله فيقروا به واما يذلهم فيدينون له.

129 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن معاذ بن كثير قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: موسع على شيعتنا أن ينفقوا مما في أيديهم بالمعروف، فاذا قام قائمنا حرم على كل ذي كنز كنزه حتى يأتيه به، فيستعين به على عدوه وهو قول الله عزوجل في كتابه: والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم.

130 - في امالي شيخ الطائفة " قدس سره " باسناده لما نزلت هذه الآية " والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم " قال رسول الله صلى الله عليه واله: كل مال تؤدي زكوته فليس بكنز وان كان تحت سبع أرضين، وكل مال لا تؤدي زكوته فهو كنز وان كان فوق الارض.

131 - في مجمع البيان وروى عن علي عليه السلام ما زاد على اربعة آلاف فهو كنز ادى زكوته او لم يؤدها وما دونها فهي نفقة فبشرهم بعذاب اليم.

132 - وروى سالم بن ابي الجعد ان رسول الله صلى الله عليه وآله لما نزلت هذه الاية قال: تبا للذهب، تبا للفضة يكررها ثلثا فشق ذلك على اصحابه، فسأله عمر فقال: يارسول الله اي المال نتخذ فقال: لسانا ذاكرا وقلبا شاكرا وزوجة مؤمنة تعين احدكم على دينه.

133 - في تفسير علي بن ابراهيم حديث طويل وفيه: نظر عثمان بن عفان إلى كعب الاحبار فقال له: يابا اسحق ما تقول في رجل ادى زكوة ماله المفروضة هل يجب عليه فيما بعد ذلك شئ؟ فقال: لا، ولو اتخذ لبنة من ذهب ولبنة من فضة ما وجب عليه شئ فرفع ابوذر رضى الله عنه عصاه فضرب بها راس كعب ثم قال له: يابن اليهودية الكافرة ما انت والنظر في احكام المسلمين؟ قول الله: أصدق من قولك حيث قال: " والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم " الاية.

134 - وفي رواية أبي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قوله: " والذين يكنزون

[214]

الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم " فان الله حرم كنز الذهب و الفضة وأمر بانفاقه في سبيل الله.

وقوله: يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون قال: كان أبوذر الغفاري يغدو كل يوم وهو بالشام فينادي بأعلى صوته: بشر أهل الكنوز بكي في الجباه(1) وكي بالجنوب وكي بالظهور ابدا حتى يتردد الحر في اجوافهم.

135 - في من لا يحضره الفقيه عن ابي عبدالله عليه السلام حديث طويل يذكر فيه الكباير وفيه: ومنع الزكوة المفروضة لان الله عزوجل يقول: " يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون ".

136 - في كتاب الخصال عن الحارث قال: قال امير المؤمنين عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه واله: الدينار والدرهم اهلكا من كان قبلكم وهما مهلكاكم.

137 - عن محمد بن احمد بن يحيى بن عمران رفع الحديث قال: الذهب والفضة حجران ممسوخان فمن أحبهما كان معهما.

138 - في الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن عبدالله بن المغيرة عن عمرو الشامي عن ابي عبدالله (ع) قال: ان الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والارض فغرة الشهور شهر الله عز ذكره وهو شهر رمضان وقلب شهر رضمان ليلة القدر ونزل القرآن في اول ليلة من شهر رمضان فاستقبل الشهر بالقرآن.

139 - علي بن ابراهيم عن ابيه ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن ابي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة قال: كنت قاعدا إلى جنب ابي جعفر عليه السلام وهو محتب(2) مستقبل الكعبة فقال: اما ان النظر اليها عبادة، فجائه رجل من

___________________________________

(1) الكي: احراق الجلد بحديدة ونحوها.

(2) الاحتباء: هو أن يضم الانسان رجليه إلى بطنه يجمعهما به مع ظهره ويشده عليهما وقد يكون الاحتباء باليدين عوض الثوب.

[ * ]

[215]

بجيلة(1) يقال له عاصم بن عمر، فقال لابي جعفر عليه السلام: ان كعب الاحبار كان يقول ان الكعبة تسجد لبيت المقدس في كل غداة، فقال ابوجعفر عليه السلام: فما تقول فيما قال كعب؟ فقال: صدق، القول ما قال كعب، فقال ابوجعفر عليه السلام: كذبت وكذب كعب الاحبار معك وغضب، قال زرارة: ما رأيته استقبل احدا يقول كذبت غيره، ثم قال: ما خلق الله بقعة في الارض احب اليه منها، ثم اومى بيده نحو الكعبة - ولا اكرم على الله تعالى منها، لها حرم الله لاشهر الحرم في كتابه يوم خلق السموات و الارض ثلثة متوالية للحج: شوال وذو القعدة وذو الحجة وشهر مفرد للعمرة رجب.

140 - في كتاب الغيبة لشيخ الطايفة " قدس سره " روى جابر الجعفي قال: سئلت ابا جعفر عليه السلام عن تأويل قول الله عزوجل: " ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والارض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم " قال: فتنفس سيدي الصعداء(2) فقال: ياجابر اما السنة فهي جدي رسول الله صلى الله عليه واله، وشهورها اثنى عشر شهرا فهو امير المؤمنين عليه السلام الي والى ابني جعفر وابنه موسى، وابنه علي، وابنه محمد، وابنه علي، والى ابنه الحسن، والى ابنه محمد الهادي المهدي اثنا عشر اماما حجج الله في خلقه وامناؤه على وحيه وعلمه، والاربعة الحرم الذين هم الدين القيم اربعة منهم يخرجون باسم واحد، علي امير المؤمنين عليه السلام، وابي علي بن الحسين، وعلي بن موسى، وعلي بن محمد، فالاقرار بهؤلاء هو الدين القيم فلا تظلموا فيهن انفسكم، اي قولوا بهم جميعا تهتدوا.

141 - في تفسير العياشي عن ابي خالد الواسطي عن ابيجعفر عليه السلام قال: حدثني ابي علي بن الحسين عن امير المؤمنين عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه واله لما ثقل في مرضه قال: ايها الناس ان السنة اثنا عشر شهرا منها اربعة حرم، ثم قال بيده: رجب مفرد، وذو القعدة وذو الحجة والمحرم ثلث متواليات، الا وهذا الشهر المفروض رمضان،

___________________________________

(1) بجيلة: حي من اليمن.

(2) الصعداء: تنفس طويل من هم أو حزن.

[ * ]

[216]

فصوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فاذا خفى الشهر فأتموا العدة: شعبان ثلثين، و صوموا الواحد والثلثين، وقال بيده: الواحد والاثنين والثلثة، ثم ثنى ابهامه ثم قال: انها(1) شهر كذا وشهر كذا.

142 - في كتاب الخصال عن محمد بن أبي عمير يرفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: " ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والارض " قال: المحرم وصفر وربيع الاول وربيع الاخر وجمادي الاول وجمادي الاخر.

ورجب وشعبان ورمضان وشوال وذو القعدة وذو الحجة، منها أربعة حرم، عشرون من ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الاول وعشر من شهر ربيع الاخر.

143 - عن ابى جعفر عليه السلام قال: ان الله تعالى خلق الشهور اثنى عشر شهر وهى ثلثمأة وستون يوما، فحجز منها ستة ايام خلق فيها السموات والارض فمن ثم تقاصرت الشهور.

144 - عن عبدالله بن عمر قال: نزلت هذه السورة " اذا جاء نصر الله " على رسول الله صلى الله عليه واله في اوسط ايام التشريق فعرف انه الوداع فركب راحلته العضباء فحمد الله واثنى عليه ثم قال.

ياايها الناس إلى قوله عليه السلام: و " ان عدة الشهور عند الله اثنى عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والارض منها اربعة حرم " رجب مضر(2) الذي بين جمادي و شعبان، وذو القعدة وذو الحجة والمحرم، فلا تظلموا فيهن أنفسكم.

145 - في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: قاتلوا المشركين كافة يقول: جميعا كما يقاتلونكم كافة.

146 - وقال علي بن ابراهيم " رحمه الله ": في قوله عزوجل: انما النسئ

___________________________________

(1) وفي المصدر " ايها الناس " بدل " انها ".

(2) مضر: اسم قبيلة.

قال ابن الاثير: ومنه الحديث: رجب مضر الذي بين جمادي وشعبان، أضاف رجبا إلى مضر لانهم كانوا يعظمونه خلاف غيرهم، وقوله بين جمادي وشعبان تأكيد للبيان وايضاح لانهم كانوا ينسئونه ويؤخرونه من شهر إلى شهر فيتحول عن موضعه المختص به فبين لهم انه الشهر الذي بين جمادي وشعبان لا ما كانوا يسمونه على حساب النسئ.

[ * ]

[217]

زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فانه كان سبب نزولها ان رجلا من كنانة كان يقف في المواسم فيقول: قد أحللت دماء المحلين طي وخثعم في شهر المحرم وانسأته وحرمت بدله صفر، فاذا كان العام القابل يقول: قد احللت صفرا وانسأته وحرمت بدله شهر المحرم، فأنزل الله عزوجل: " انما النسئ زيادة في الكفر " إلى قوله تعالى: " زين لهم سوء أعمالهم ".

147 - في كتاب الخصال عن عبدالله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله كلام من خطبة له نقلناه قريبا ويتصل بآخره اعني: " فلا تظلموا فيهن أنفسكم " فان النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله، وكانوا يحرمون المحرم عاما ويستحلون صفر عاما ويحرمون صفر عاما ويستحلون المحرم، ايها الناس ان الشيطان قد يئس ان يعبد في بلادكم.

148 - في مجمع البيان وقرأ ابوجعفر محمد بن علي عليهما السلام النسى يخفف على وزن الهدى، وقال مجاهد: كان المشركون يحجون في كل شهر عامين فحجوا في ذي الحجة عامين، ثم حجوا في المحرم عامين ثم حجوا في صفر عامين وكذلك في الشهور حتى وافقت الحجة التي قبل حجة الوداع في ذي القعدة، ثم حج النبي صلى الله عليه واله في العام القابل حجة الوداع، فوافقت ذا الحجة فذلك حين قال النبي صلى الله عليه واله في خطبته: الا ان الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السموات والارض، السنة اثنى عشر شهرا منها أربعة حرم ثلثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادي وشعبان، اراد عليه السلام بذلك ان الاشهر الحرم رجعت إلى مواضعها وعاد الحج إلى ذي الحجة وبطل النسئ.

149 - في نهج البلاغة قال عليه السلام انفروا رحمكم الله إلى قتال عدوكم ولا تثاقلوا إلى الارض فتقروا بالخسف، وتبوؤا بالذل(1) ويكون نصيبكم الاخس، ان اخا الحرب

___________________________________

(1) الخسف: الاذلال والضيم.

فتقروا بالخسف اي تعترفوا بالضيم وتصبروا له.

و تبوؤا بالذل اي ترجعوا به.

[ * ]

[218]

الارق(1) ومن نام لم ينم عنه.

150 - في كتاب الخصال عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عن علي عليهم السلام انه قال: وقد سأله راس اليهود عما امتحن الله به الاوصياء في حيوة الانبياء وبعد وفاتهم: يااخا اليهود ان الله تعالى امتحنني في حيوة نبينا صلى الله عليه واله في سبعة مواطن فوجدني فيها من غير تزكية لنفسي - بنعمة الله له مطيعا، قال: فيم وفيم ياامير المؤمنين؟ قال: اما أولهن إلى ان قال: واما الثانية يااخا اليهود فان قريشا لم تزل تجيل الآراء وتعمل الحيل في قتل النبي صلى الله عليه واله حتى كان آخر ما اجتمعت في ذلك في يوم الدار دار الندوة، وابليس الملعون حاضر في صورة اعور ثقيف فلم تزل تضرب امرها ظهرا وبطنا حتى اجتمعت آراؤها على ان ينتدب(2) من كل فخذ من قريش رجل، ثم ياخذ كل رجل منهم سيفه ثم ياتي النبي صلى الله عليه واله وهو نائم على فراشه فيضربونه جميعا باسيافهم ضربة رجل واحد فيقتلونه، فاذا قتلوه منعت قريش رجالها ولم تسلمها فيمضي دمه هدرا فهبط جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه واله فأنبأه بذلك واخبره بالليلة التي يجتمعون فيها وامره بالخروج في الوقت الذي خرج فيه إلى الغار فأنبأني رسول الله صلى الله عليه واله بالخبر، وامرني ان اضطجع في مضجعه وأقيه بنفسي فاسرعت إلى ذلك مطيعا له مسرورا لنفسي ان اقتل دونه فمضى عليه السلام لوجهه واضطجعت في مضجعه واقبلت رجال من قريش موقنة في انفسها بقتل النبي صلى الله عليه واله فلما استووا في البيت(3) الذي انا فيه ناهضتهم بسيفي فدفعتهم عن نفسي بما قد علمه الله والله(5) ثم قبل على اصحابه فقال: اليس كذلك؟ قالوا: بلى ياامير المؤمنين.

151 - وفي احتجاجه عليه السلام على ابي بكر قال: فأنشدك بالله انا وقيت

___________________________________

(1) الارق: الذي لا ينام.

(2) انتدبه لامر: اي دعاه له.

(3) وفي المصدر فلما استوى بي وبهم البيت.اه ".

(4) وفي المصدر " والناس " بدل " والله " [ * ]

[219]

رسول الله صلى الله عليه واله بنفسي يوم الغار ام انت؟ قال: بل انت.

152 - وفي احتجاجه عليه السلام على الناس يوم الشورى قال: فأنشدكم بالله هل فيكم احد وقى رسول الله صلى الله عليه واله حيث جاء المشركون يريدون قتله فاضطجعت في مضجعه وذهب رسول الله صلى الله عليه واله نحو الغار، وهم يرون اني انا هو، فقالوا: اين ابن عمك؟ فقلت: لا أدري فضربوني حتى كادوا يقتلونني غيري؟ قالوا: اللهم لا.

153 - وفي مناقبه عليه السلام وتعدادها قال: واما السابعة ان رسول الله صلى الله عليه واله أنامني على فراشه حيث ذهب إلى الغار، وسجاني ببرده فلما جاء المشركون ظنوني محمدا فأيقظوني وقالوا: ما فعل صاحبك؟ فقلت: ذهب في حاجة فقالوا: لو كان هرب لهرب هذا معه.

154 في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمه الله " عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه للقوم بعد موت عمر بن الخطاب: نشدتكم بالله هل فيكم أحد كان يبعث إلى رسول الله صلى الله عليه واله الطعام وهو في الغار ويخبره الاخبار غيري؟ قالوا: لا.

155 - وروى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام ان عليا قال ليهودي في اثناء كلام طويل: ولئن كان يوسف ألقى في الجب فلقد حبس محمد نفسه مخافة عدوه في الغار، حتى قال لصاحبه: لا تحزن ان الله معنا، ومدحه الله في كتابه.

156 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن مروان عن ابي عبدالله قال: ان أبا طالب أظهر الكفر وستر الايمان، فلما حضرته الوفاة أوحى الله عزوجل إلى الرسول: أخرج منها فليس لك بها ناصر.

157 - في روضة الكافي حميد بن زياد عن محمد بن ايوب عن علي بن أسباط عن الحكم بن مسكين عن يوسف بن صهيب عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ان رسول الله صلى الله عليه واله أقبل يقول لابي بكر في الغار: اسكن فان الله معنا وقد أخذته الرعدة وهو لا يسكن، فلما راى رسول الله صلى الله عليه واله حاله قال له: تريد ان أريك اصحابي من الانصار في مجالسهم يتحدثون، فأريك جعفر وأصحابه في البحر

[220]

يغوصون؟ قال: نعم فمسح رسول الله صلى الله عليه واله بيده على وجهه فنظر إلى الانصار يتحدثون ونظر إلى جعفر واصحابه في البحر يغوصون، فأضمر تلك الساعة انه ساحر.

158 - محمد بن احمد عن ابن فضال عن الرضا عليه السلام فانزل الله سكينته على رسوله وأيده بجنود لم تروها قلت: هكذا؟ قال: هكذا نقرأها وهكذا تنزيلها.

159 - في تفسير علي بن ابراهيم حدثني أبي عن بعض رجاله رفعه إلى ابي عبدالله عليه السلام قال: لما كان رسول الله صلى الله عليه وآله في الغار قال لابي بكر: كأني انظر إلى سفينة جعفر واصحابه تقوم في البحر، وأنظر إلى الانصار محتبين في أفنيتهم(1) فقال أبوبكر: وتريهم يارسول الله؟ قال: نعم قال: فأرنيهم، فمسح على عينه فرآهم، فقال في نفسه: الان صدقت انك ساحر، فقال له رسول الله: انت الصديق وهو قول الله عزوجل: وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا قول رسول الله صلى الله عليه واله والله عزيز حكيم.

160 - في تفسير العياشي عن عبدالله بن محمد الحجال قال: كنت عند ابي الحسن الثاني عليه السلام ومعي الحسن بن الجهم، فقال له الحسن: انهم يحتجون علينا بقول الله تبارك وتعالى: ثاني اثنين اذ هما في الغار قال: وما لهم في ذلك فوالله لقد قال الله فأنزل الله سكينته على رسوله وما ذكره فيها بخير قال: قلت له انا: جعلت فداك وهكذا تقرؤنها؟ قال: هكذا قد قرئتها.

161 - قال زرارة: قال أبوجعفر عليه السلام: فانزل الله سكينته على رسوله الا ترى ان السكينة انما نزلت على رسوله وجعل كلمة الذين كفروا السفلى قال: هو الكلام الذي يتكلم به عتيق رواه الحلبي عنه.

162 في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سعد بن عبدالله القمي عن الحجة القائم عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ياسعد وحين ادعى خصمك ان رسول الله صلى الله عليه واله ما أخرج مع نفسه مختار هذه الامة إلى الغار الا علما منه ان الخلافة له من بعده، وانه هو المقلد أمور التأويل، والملقى اليه ازمة الامة وعليه المعول

___________________________________

(1) الافنية جمع الفناء: الصيد وهو ساحة امام البيت.

[ * ]

[221]

في لم الشعث وسد الخلل، واقامة الحدود وتسرية الجيوش لفتح بلاد الكفر، فلما أشفق على نبوته أشفق على خلافته، واذ لم يكن من حكم الاستتار والتواري ان يروم الهارب من الشر مساعدة من غيره إلى مكان يستخفي فيه، وانما أبات عليا عليه السلام على فراشه لما لم يكترث له ولم يحفل به(1) به لاستثقاله اياه وعلمه انه ان قتل لم يتعذر عليه نصب غيره مكانه للخطوب التي كان يصلح لها، فهلا نقضت دعواه بقولك: اليس قال رسول الله صلى الله عليه واله: الخلافة بعدي ثلثون سنة، فجعل هذه موقوفة على أعمار الاربعة الذين هم الخلفاء الراشدون في مذهبكم، وكان لا يجد بدا من قوله لك: بلى، قلت له حينئذ: أليس كما علم رسول الله صلى الله عليه واله ان الخلافة من بعده لابي بكر علم انها من بعد أبي بكر لعمر: ومن بعد عمر لعثمان ومن بعد عثمان لعلي عليه السلام فكان ايضا لا يجد بدا من قوله لك: نعم، ثم كنت تقول له: فكان الواجب على رسول الله صلى الله عليه واله أن يخرجهم جميعا على الترتيب إلى الغار ويشفق عليهم كما أشفق على أبي بكر ولا يستخف بقدر هؤلاء الثلثة بتركه اياهم، وتخصيصه ابا بكر واخراجه مع نفسه دونهم.

163 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن مسعود قال: احتجوا في مسجد الكوفة فقالوا: ما بال امير المؤمنين عليه السلام لم ينازع الثلثة كما نازع طلحة و الزبير وعايشة ومعاوية؟ فبلغ ذلك عليا عليه السلام فأمر ان ينادي: الصلوة الجامعة، فلما اجتمعوا صعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال: يامعشر الناس انه بلغني عنكم كذا وكذا؟ قالوا: صدق امير المؤمنين عليه السلام قد قلنا ذلك، قال: ان لي بسنة الانبياء قبلي اسوة فيما فعلت، قال الله تعالى في محكم كتابه: " لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة " قالوا: ومن هم ياامير المؤمنين؟ قال: اولهم ابراهيم عليه السلام إلى ان قال: ولي بمحمد صلى الله عليه واله اسوة حين فر من قومه ولحق بالغار من خوفهم وأنامني على فراشه، فان قلتم فر من قومه بغير خوف منهم فقد كفرتم وان قلتم: خافهم وأنامني على فراشه ولحق بالغار من خوفهم فالوصي اعذر.

164 - في تفسير علي بن ابراهيم انفروا خفافا وثقالا قال شبانا وشيوخا يعني

___________________________________

(1) فلان لا يكثرث لهذا الامر: لا يعبأ به وكذا قولهم " ما احفل بفلان " اي ما ابالي به.

[ * ]

[222]

إلى غزوة تبوك.

165 - في كتاب التوحيد حدثني ابي ومحمد بن الحسن رضى الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبدالله عن احمد بن محمد بن عيسى عن عبدالله بن محمد الحجال الاسدي عن ثعلبة بن ميمون عن عبدالاعلى بن اعين عن ابيعبد الله عليه السلام في هذه الآية لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون انفسهم والله يعلم انهم لكاذبون انهم كانوا يستطيعون وقد كان في العلم انه لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لفعلوا.

166 - حدثني ابي ومحمد بن الحسن بن احمد بن الوليد رضي الله عنهما قالا: حدثنا احمد بن محمد بن عيسى عن علي بن عبدالله عن احمد بن محمد البرقي عن ابيعبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: " وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون انفسهم والله يعلم انهم لكاذبون " قال: اكذبهم الله عزوجل في قولهم: " لو استطعنا لخرجنا معكم " وقد كانوا مستطيعين للخروج.

167 - في تفسير العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن ابيجعفر وابيعبد الله عليهما السلام في قول الله: " لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك " الاية انهم يستطيعون وقد كان في علم الله لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لفعلوا.

168 - في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية ابي الجارود في قوله: " لو كان عرضا قريبا " يقول: غنيمة قريبة لاتبعوك.

169 - وقال علي بن ابراهيم: في قوله: " ولكن بعدت عليهم الشقة " يعني إلى تبوك وذلك ان رسول الله صلى الله عليه واله لم يسافر سفرا ابعد منه ولا اشد منه، وكان سبب ذلك ان الضيافة كانوا يقدمون المدينة من الشام معهم الدرموك والطعام وهم الانباط(1) فأشاعوا بالمدينة ان الروم قد اجتمعوا يريدون غزو رسول الله صلى الله عليه واله في

___________________________________

(1) الدرموك: الدقيق الخالص.

والانباط جمع النبط: جيل ينزلون بالبطائح بين العراقين او السواد على خلاف ذكره ابن منظور في اللسان.

[ * ]

[223]

عسكر عظيم، وان هرقل قد سار في جنوده وجلب معهم غسان وجذام وبهراء وعاملة(1) وقد قدم عساكره البلقاء ونزل هو حمص(2) فأمر رسول الله صلى الله عليه واله التهيؤا إلى تبوك وهي من بلاد البلقاء وبعث إلى القبائل حوله والى مكة والى من اسلم من خزاعة ومزينة وجهينة وحثهم على الجهاد، وامر رسول الله صلى الله عليه واله بعسكره فضرب في ثنية الوداع، وامر اهل الجدة ان يعينوا من لا قوة به ومن كان عنده شئ اخرجه، وحملوا وقووا وحثوا على ذلك، وخطب رسول الله صلى الله عليه واله فقال بعد أن حمد الله واثنى عليه: ايها الناس ان اصدق الحديث كتاب الله وذكر الخطبة بتمامها، قال: فرغب الناس لما سمعوا هذا من رسول الله صلى الله عليه واله وقدمت القبايل من العرب من استنفرهم وقعد عنه قوم من المنافقين وغيرهم، ولقى رسول الله صلى الله عليه واله الجد بن قيس فقال له: ياباوهب الا تنفر معنا في هذه الغزاة لعلك ان تحتفد من بنات الاصفر؟(3) فقال: يارسول الله ان قومي ليعلمون انه ليس فيهم أحد أشد عجبا بالنساء مني، وأخاف ان خرجت معك ان لا أصبر اذا رأيت بنات الاصفر فلا تفتني وائذن لي أن أقيم، وقال لجماعة من قومه: لا تخرجوا في الحر، فقال ابنه: ترد على رسول الله صلى الله عليه واله وتقول ما تقول؟ ثم تقول لقومك لا تنفروا في الحر؟ والله لينزلن الله في هذا قرآنا يقرؤه الناس إلى يوم القيمة، فأنزل الله على رسوله في ذلك: ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني الا في الفتنة سقطوا وان جهنم لمحيطة بالكافرين ثم قال الجد بن قيس ايطمع محمد ان حرب الروم مثل حرب غيرهم؟ لا يرجع من هؤلاء أحد أبدا.

170 - في عيون الاخبار باسناده إلى علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال له المأمون: يابن رسول الله أليس من

___________________________________

(1) اسماء قبائل.

(2) قال الحموي: البلقاء: كورة من اعمال دمشق بين الشام ووادي القرى.

وحمص: بلد معروف بالشام.

(3) حفد فلانا: خدمه واحتفد بمعنى حفد.

وبنو الاصفر: الروم وقيل: سموا بذلك لان أباهم الاول كان اصفر اللون، وهو روم بن عيصو بن اسحق بن ابراهيم.

[ * ]

[224]

قولك ان الانبياء معصومون؟ قال: بلى، قال: فما معنى قول الله عزوجل إلى أن قال فأخبرني عن قول الله عزوجل: عفا الله عنك لم أذنت لهم قال الرضا عليه السلام: هذا مما نزل باياك أعني واسمعي ياجاره(1) خاطب الله تعالى بذلك نبيه صلى الله عليه واله وأراد به أمته، و كذلك قول الله عزوجل: " لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين " و قوله: " ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا " قال: صدقت يابن رسول الله.

171 - في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: " عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا ويعلم الكاذبين " يقول: لتعرف أهل العذر والذين جلسوا بغير عذر.

172 - وفي رواية علي بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الاخر ان يجاهدوا باموالهم وانفسهم والله عليم بالمتقين إلى قوله تعالى ولا وضعوا خلالكم اي لهربوا عنكم.

قال عز من قائل فهم في ريبهم يترددون.

173 - في كتاب الخصال عن الاصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه: ومن تردد في الريب سبقه الاولون وأدركه الاخرون وقطعته سنابك الشياطين(2).

174 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: ومن تردد في الريب وطأته سنابك الشياطين.

175 - في تفسير العياشي عن المغيرة قال: سمعته يقول في قول الله: ولو ارادوا الخروج لاعدوا له عدة قال: يعني بالعدة النية، يقول: لو كان لهم نية

___________________________________

(1) هذا من أمثال العرب يضرب لمن يتكلم بكلام ويريد به شيئا غيره، وقيل: ان اول من قال ذلك سهل بن مالك الفزاري ويذكر قصته الميداني في مجمع الامثال (ج 1: ص 50 - 51.

ط مصر).

(2) سنابك جمع سنبك - كقنفذ -: طرف مقدم الحافر، وفي الرواية مبني على الاستعارة.

[ * ]

[225]

لخرجوا.

176 - في كتاب الخصال عن امير المؤمنين عليه السلام قال: اذا اردتم الحج فتقدموا في شراء الحوائج ببعض ما يقوتكم على السفر فان الله يقول: " ولو ارادوا الخروج لاعدوا له عدة ".

قال مؤلف هذا الكتاب " عفى عنه " قوله: ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني الاية قد سبق بيانه وفيمن نزل في تفسير قوله تعالى: " لو كان عرضا قريبا " عن علي ابن ابراهيم قدس سره.

177 - في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قوله: ان تصبك حسنة تسؤهم وان تصبك مصيبة اما الحسنة فالغنيمة والعافية، واما المصيبة فالبلاء والشدة يقولوا قد اخذنا امرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا هو مولينا وعلى الله فليتوكل المؤمنون وقوله عزوجل: قل هل تربصون بنا الا احدى الحسنيين يقول: الغنيمة والجنة إلى قوله: انا معكم متربصون.

178 - في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن عباس عن الحسن بن عبد الرحمان عن عاصم بن حميد عن ابي حمزة عن ابيجعفر عليه السلام قال: قلت له: قوله عزوجل.

" هل تربصون بنا الا احدى الحسنيين " قال: اما موت في طاعة الله او ادراك ظهور امام " ونحن نتربص " بهم مع ما نحن فيه من الشدة " ان يصيبهم الله بعذاب من عنده " قال: هو المسخ " وبأيدينا " وهو القتل، قال الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه واله: " قل تربصوا فانا معكم متربصون " والتربص انتظار وقوع البلاء بأعدائهم.

179 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: وكذلك المرء المسلم البرئ من الخيانة ينتظر احدى الحسنيين اما داعي الله فما عند الله خير له، واما رزق الله فاذا هو ذو اهل و مال ومعه دينه وحسبه.

180 - في روضة الكافي ابوعلي الاشعري عن محمد بن عبدالجبار عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن ابي امية يوسف بن ثابت بن ابي سعيد عن أبيعبد الله عليه السلام انه قال في حديث طويل: والله لو ان رجلا صام النهار وقام الليل ثم لقى الله

[226]

عزوجل بغير ولايتنا أهل البيت للعنه الله وهو عنه غير راض او ساخط عليه، ثم قال: و ذلك قول الله عزوجل: وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله و برسوله ولا يأتون الصلوة الا وهم كسالى ولا ينفقون الا وهم كارهون فلا تعجبك اموالهم ولا اولادهم انما يريد الله ليعذبهم بها في الحيوة الدنيا وتزهق انفسهم وهم كافرون ثم قال: وكذلك الايمان لا يضر معه العمل، وكذلك الكفر لا ينفع معه العمل.

181 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمه الله " عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: فكل عمل يجري على غير أيدي الاصفياء (الاوصياء خ ل) وحدودهم و عهودهم وشرايعهم وسننهم ومعالم دينهم مردود غير مقبول، وأهله بمحل كفر وان شملتهم صفة الايمان ألم تسمع إلى قول الله تعالى: " وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله " فمن لم يهتد من اهل الايمان إلى سبيل النجاة لم يغن عنه ايمانه بالله مع دفع حق أوليائه، وحبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين.

182 - في اصول الكافي محمد بن عيسى عن يونس عن ابن بكير عن ابي امية يوسف بن ثابت قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: لا يضر مع الايمان عمل، ولا ينفع مع الكفر عمل، ألا ترى انه قال: " وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم كافرون ".

183 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن ثعلبة عن ابي امية يوسف بن ثابت بن ابي سعدة عن ابيعبد الله عليه السلام قال: الايمان لا يضر معه عمل وكذلك الكفر لا ينفع معه عمل.

184 - في كتاب الخصال عن امير المؤمنين عليه السلام قال: لا يقومن احدكم في الصلوة متكاسلا ولا ناعسا، ولا ينكرن في نفسه فانه بين يدي الله عزوجل، وانما للعبد من صلوته ما اقبل عليه منها.

185 - في روضة الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن عيسى عن علي ابن الحكم عن أبي المغرا عن زيد الشحام عن عمرو بن سعيد بن هلال عن ابي عبدالله

[227]

عليه السلام قال: قال أوصيك بتقوى الله وصدق الحديث والورع والاجتهاد واعلم انه لا ينفع اجتهاد لا ورع معه، واياك أن تطمح نفسك(1) إلى من فوقك، وكفى بما قال الله عزوجل لرسول الله صلى الله عليه واله: فلا تعجبك اموالهم ولا اولادهم والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

186 - في مجمع البيان او مدخلا قيل أسرابا(2) في الارض عن ابن عباس وابي جعفر عليه السلام.

187 - ابوسعيد الخدري قال: بينا رسول الله صلى الله عليه واله يقسم قسما - وقال ابن عباس: كانت غنايم هوازن يوم حنين اذ جاء‌ه ابن ذي الخويصرة التميمي وهو حرقوص ابن زهير أصل الخوارج فقال: اعدل يارسول الله.

فقال: ويلك ومن يعدل اذا لم أعدل؟ فقال عمر: يارسول الله ائذن لي فأضرب عنقه، فقال النبي صلى الله عليه واله: دعه فان له اصحابا يحتقر احدكم صلوته مع صلوتهم وصومهم مع صومه(3) يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فينظر في قذذه فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر في رصافه فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر في نصله فلا يوجد فيه شئ(4) وقد سبق الفرث والدم صاحب رايتهم رجل اسود في أحدى قدميه(5) - أو قال في احدى يديه - مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر(6) يخرجون على فترة من الناس - وفي حديث آخر فاذا خرجوا فاقتلوهم ثم اذا خرجوا فاقتلوهم - فنزلت: ومنهم من يلمزك الآية

___________________________________

(1) طمح بصره إلى فلان: ارتفع ونظره شديدا.

(2) اسراب جمع سرب - محركة -: حجر الوحش، الحفير تحت الارض.

(3) وفي المصدر " وصيامه مع صيامهم ".

(4) مرق من الدين: خرج منه ببدعة او ضلالة.

والقذذ: ريش السهم.

والنصل: حديدته والرصاف، العقب الذي يلوى على مدخل النصل.

(5) وفي المصدر " ثدييه " مكان " قدميه ".

(6) البضعة، القطعة من اللحم.

وتدردر اي تمزمز وترجرج تجئ وتذهب و الاصل تتدردر فحذفت احدى التائين تخفيفا، قاله في النهاية.

[ * ]

[228]

قال ابوسعيد الخدرى: أشهد انى سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله.

وأشهد ان عليا عليه السلام حين قتلهم وانا معه جئ بالرجل على النعت الذي نعته رسول الله صلى الله عليه وآله.

رواه الثعلبي باسناده في تفسيره.

188 - في اصول الكافى علي عن ابيه عن ابن ابي عمير عن ابراهيم بن عبدالحميد عن اسحق بن غالب قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: كم ترى اهل هذه الآية: ان اعطوا منها رضوا وان لم يعطوا منها اذا هم يسخطون قال: ثم قال: هم اكثر من ثلثي الناس.

189 - عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن علي بن الحكم عن ابان بن عثمان عن صباح بن سيابة عن ابي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ايما مؤمن أو مسلم مات وترك دينا ولم يكن في فساد ولا اسراف فعلى الامام أن يقضيه فان لم يقضيه فعليه اثم ذلك ان الله تبارك وتعالى يقول: انما الصدقات للفقراء والمساكين الآية فهو من الغارين وله سهم عند الامام فان حبسه فاثمه عليه.

190 - في الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة ومحمد بن مسلم انهما قالا لابي عبدالله عليه السلام: ارأيت قول الله عزوجل: " انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلبهم وفى الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله " اكل هؤلاء يعطى وان كان لا يعرف؟ فقال: ان الامام يعطي هؤلاء جميعا لانهم يقرون له بالطاعة، قال: قلت: فان كانوا لا يعرفون؟ فقال: يازرارة لو كان يعطي من يعرف دون من لا يعرف لم يوجد لها موضع، وانما يعطي من لا يعرف ليرغب في الدين فيثبت عليه، فاما اليوم فلا تعطها أنت واصحابك الا من يعرف.

فمن وجدت من هؤلاء المسلمين عارفا فأعطه دون الناس ثم قال: سهم المؤلفة قلوبهم وسهم الرقاب عام(1) والباقي خاص، قال: قلت: فان لم يوجدوا؟ قال: لا يكون فريضة فرضها الله عزوجل لا يوجد لها اهل قال: قلت: فان لم تسعهم الصدقات؟ فقال: ان الله فرض للفقراء في مال الاغنياء ما يسعهم، ولو علم ان ذلك

___________________________________

(1) وفي بعض النسخ " عام عام ".

[229]

لا يسعهم لزادهم انهم لم يؤتوا من قبل فريضة الله، ولكن اوتوا(1) من منع من منعهم حقهم لا مما فرض الله لهم ولو ان الناس أدوا حقوقهم لكانوا عايشين بخير.

191 - علي بن ابراهيم عن احمد بن محمد عن محمد بن خالد عن عبدالله بن يحيى عن عبدالله مسكان عن ابي بصير قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: قول الله عزوجل: " انما الصدقات للفقراء والمساكين " قال: الفقير الذى لا يسأل الناس، والمسكين أجهد منه، والبائس أجهدهم، فكل ما فرض الله عزوجل عليك فاعلانه أفضل من اسراره، وكل ما كان تطوعا فاسراره أفضل من اعلانه، ولو ان رجلا حمل زكوة ماله فقسمها علانية كان ذلك حسنا جميلا.

192 - علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابي عمير عن عمر بن اذينة عن زرارة عن عبدالكريم بن عتبة الهاشمى قال: كنت قاعدا عند أبي عبدالله عليه السلام بمكة اذ دخل عليه اناس من المعتزلة فيهم عمرو بن عبيد إلى أن قال: قال: عليه السلام لعمرو بن عبيد: ما تقول في الصدقة؟ فقرأ عليه الاية: " انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها " إلى آخر الاية، قال نعم فكيف تقسمها؟ قال: أقسمها على ثمانية أجزاء، فاعطي كل جزء من الثمانية جزء‌ا قال: وان كان صنف منهم عشرة آلاف وصنف منهم رجلا واحدا أو رجلين او ثلثة جعلت لهذا الواحد ما جعلت للعشرة آلاف؟ قال نعم، قال: و تجتمع صدقات اهل الحضر وأهل البوادي وتجعلهم فيها سواء؟ قال: نعم قال: فقد خالفت رسول الله صلى الله عليه وآله في كل ما قلت في سيرته، كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقسم صدقة اهل البوادى

___________________________________

(1) كذا في النسخ لكن في المصدر وكذا الوافى وغيره " أتوا " بدون الواو قال الفيض (ره): قوله: " أتوا " على المجهول من الاتيان بمعنى المجئ يعنى ان الفقراء لم يصابوا بالفقر والمسكنة من قلة قدر الفريضة المقدرة لهم في أموال الاغنياء، وانما يصابون بالفقر والذلة، و يدخل عليهم ذلك في جملة ما دخل عليهم من البلاء من منع الاغنياء عنهم الفريضة المقدرة لهم في أموالهم " انتهى " وقال بعض المحشين: " أتوا " من أتى يأتي اتيانا، أتى عليه الدهر: اهلكه لا من آتاه بمعنى اعطاه، قال: والمعنى انهم لم يهلكوا بالآجال الحتمية من الله بل انما هلكوا بسبب منع من منعهم حقهم.

[ * ]

[230]

في اهل البوادي وصدقة اهل الحضر في اهل الحضر ولا يقسمه بينهم بالسوية وانما يقسمه على قدر ما يحضره منهم وما يرى، وليس في ذلك شئ موقت موظف، وانما يصنع ذلك بما يرى على قدر ما يحضره منهم فان كان في نفسك مما قلت شئ فالق فقهاء أهل البصرة فانهم لا يختلفون في ان رسول الله صلى الله عليه واله كذا كان يصنع.

193 - في مجمع البيان قيل: ان الفقير هو المتعفف الذي لا يسأل، والمسكين الذي يسأل عن ابن عباس والحسن والزهري ومجاهد ذهبوا إلى ان المسكين مشتق من المكسنة بالمسألة وروى ذلك عن ابي جعفر الباقر عليه السلام.

194 - وقيل: ان الفقير الذي يسأل والمسكين الذي لا يسأل، وجاء في الحديث ما يدل على ذلك فقد روى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: ليس المسكين الذي ترده الاكلة والاكلتان والتمرة والتمرتان، ولكن المسكين الذي لا يجد غنى فيغنيه، ولا يسأل الناس شيئا ولا يفطن به فيتصدق عليه.

195 - في تفسير علي بن ابراهيم وبين الصادق عليه السلام من هم؟ فقال: الفقراء هم الذين لا يسألون وعليهم مؤنات من عيالهم والدليل على انهم هم الذين لا يسألون قول الله عزوجل في سورة البقرة: " للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الارض يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس الحافا " والمساكين هم أهل الزمانة من العميان والعرجان(1) والمجذومين وجميع أصناف الزمني الرجال والنساء والصبيان " والعاملين عليها " السعاة والجباة في أخذها وجمعها وحفظها حتى يؤدوها إلى من يقسمها " والمؤلفة قلوبهم " قوم وحدوا الله ولم تدخل المعرفة قلوبهم أن محمدا رسول الله صلى الله عليه واله فكان رسول الله صلى الله عليه واله يتألفهم و يعلمهم كيما يعرفوا، فجعل الله عزوجل لهم نصيبا في الصدقات لكي يعرفوا ويرغبوا.

196 - وفي رواية ابي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: المؤلفة قلوبهم أبو سفيان بن حرب بن امية، وسهيل بن عمرو وهو من بني عامر بن لوي، وهمام بن عمرو وأخوه و

___________________________________

(1) جمع الاعرج.

[ * ]

[231]

صفوان بن امية بن خلف القرشي ثم الجمحي والاقرع بن حابس التميمي، ثم احد بن حازم(1) وعيينة بن حصين الفزاري، ومالك بن عوف وعلقمة بن علاثة بلغنا ان رسول الله صلى الله عليه واله كان يعطي الرجل منهم مأة من الابل ورعاتها وأكثر من ذلك وأقل.

197 - في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر وعلي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن رجل جميعا عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: المؤلفة قلوبهم قوم وحدوا الله وخلعوا عبادة من دون الله ولم تدخل المعرفة قلوبهم أن محمدا رسول الله صلى الله عليه واله وكان رسول الله صلى الله عليه واله يتألفهم ويعرفهم لكي ما يعرفوا ويعلمهم.

198 - علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن اذينة عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: " والمؤلفة " قال: هم قوم وحدوا الله عزوجل وخلعوا عبادة من يعبد من دون الله، وشهدوا أن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه واله و هم في ذلك شكاك في بعض ما جاء به محمد صلى الله عليه واله، فامر الله عزوجل نبيه أن يتألفهم بالمال والعطاء لكي يحسن اسلامهم ويثبتوا على دينهم الذي دخلوا فيه وأقروا به ان رسول الله صلى الله عليه وآله يوم حنين تألف روساء العرب من قريش وساير مضر، منهم ابوسفيان بن حرب وعيينة بن حصين الفزاري وأشباههم من الناس، فغضبت الانصار واجتمعت إلى سعد بن عبادة فانطلق بهم إلى رسول الله بالجعرانة(2) فقال: يارسول الله أتأذن لي في الكلام؟ فقال: نعم فقال: ان كان هذا الامر من هذه الاموال التي قسمت بين قومك شيئا أنزله الله رضينا، وان كان غير ذلك لم ترض قال زرارة وسمعت

___________________________________

(1) كذا في النسخ وفي المصدر " ثم عمر احد بني حازم " وفي البرهان " والاقرع بن حابس التميمي أحد بني حازم " والكل لا تخلو عن السقط أو التصحيف والظاهر هكذا: " الاقرع بن حابس التميمي أحد بني دارم ".

(2) في القاموسى: الجعرانة: موضع بين طائف ومكة، وفي المصباح: على سبعة اميال من مكة.

" انتهى " وهي أحد حدود الحرم وميقات سميت للاحرام، باسم ريطة بنت سعد وكانت تلقب بالجعرانة وهي التي اشار اليها قوله تعالى " كالتي نقضت غزلها من بعد قوة نكاثا ".

[ * ]

[232]

ابا جعفر عليه السلام يقول فقال رسول الله صلى الله عليه واله: يامعشر الانصار اكلكم على قول سيدكم سعد؟ فقالوا: سيدنا الله ورسوله، ثم قالوا في الثالثة: نحن على مثل قوله ورأيه فقال زرارة فسمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: فحط الله نورهم وفرض للمؤلفة قلوبهم سهما في القرآن.

199 - علي عن محمد بن عيسى عن يونس عن رجل عن زرارة عن ابيجعفر عليه السلام قال: المؤلفة قلوبهم لم يكونوا قط اكثر منهم اليوم.

200 - عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن حسان عن موسى بن بكر عن رجل قال: قال ابوجعفر عليه السلام: ما كانت المؤلفة قلوبهم قط اكثر منهم اليوم وهم قوم وحدوا الله وخرجوا من الشرك ولم تدخل معرفة محمد صلى الله عليه واله قلوبهم وما جاء به، فتألفهم رسول الله صلى الله عليه وآله وتألفهم المؤمنون بعد رسول الله صلى الله عليه وآله لكيما يعرفوا.

201 - في تفسير علي بن ابراهيم قال بعد ان قال: وبين الصادق عليه السلام من هم إلى آخر رواية ابي الجارود اعني قوله واكثر من ذلك وأقل رجع إلى تفسير علي بن ابراهيم (ره) " وفي الرقاب " قوم قد لزمهم كفارات في قتل الخطأ وفي الظهار وقتل الصيد في الحرم وفي الايمان، وليس عندهم ما يكفرون وهم مؤمنون، فجعل الله عزوجل لهم سهما في الصدقات ليكفر عنهم.

202 - في كتاب من لا يحضره الفقيه وسئل الصادق عليه السلام عن مكاتب عجز عن مكاتبته وقد أدى بعضها؟ قال: يؤدي عنه من مال الصدقة، ان الله عزوجل يقول في كتابه: " وفي الرقاب ".

203 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر قال: قال لي أبوالحسن عليه السلام: من طلب هذا الرزق من حله ليعود به على نفسه وعياله كان كالمجاهد في سبيل الله.

فان غلب عليه فليستدن على الله و على رسوله صلى الله عليه واله ما يقوت به عياله، فان مات ولم يقضه كان على الامام قضائه فان لم يقضه كان عليه وزره، ان الله عزوجل يقول: " انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين

[233]

عليها " إلى قوله: " والغارمين " فهو فقير مسكين مغرم.

204 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن سليمان عن رجل من أهل الجزيرة يكنى أبا محمد قال: سأل الرضا عليه السلام رجل وانا اسمع فقال له: جعلت فداك ان الله تبارك وتعالى يقول: " وان كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة " أخبرني عن هذه النظرة التي ذكرها الله في كتابه لها حد يعرف اذا صار هذا المعسر لابد له من ان ينظر وقد أخذ مال هذا الرجل وانفقه على عياله، وليس له غلة ينتظر ادراكها، ولا دين ينتظر محله، ولا مال غايب ينتظر قدومه؟ قال: ينتظر بقدر ما ينتهي خبره إلى الامام فيقضي عنه ما عليه من سهم الغارمين، اذا كان أنفقه في طاعة لله فان كان أنفقه في معصية الله فلا شئ له على الامام، قلت: فمال هذا الرجل الذي ائتمنه وهو لا يعلم فيما أنفقه في طاعة الله أم في معصيته؟ قال: يسعى له في ماله فيرده وهو صاغر.

قال مؤلف هذا الكتاب " عفى عنه ": قد نقلت في اول بيان هذه الاية عن اصول الكافي حديثا فيه ذكر الغارمين.

205 - في تفسير علي بن ابراهيم قال متصلا بآخر ما نقلناه عنه عند قوله " وفي الرقاب ": [ اعني ] ليكفر عنهم " والغارمين " قوم قد وقعت عليهم ديون انفقوها في طاعة الله عزوجل من غير اسراف، فيجب على الامام ان يقضي ذلك عنهم ويفكهم من مال الصدقات.

" وفي سبيل الله " قوم يخرجون في الجهاد وليس عندهم ما ينفقون، او قوم من المسلمين ليس عندهم ما يحجون به او في جميع سبل الخير فعلى الامام ان يعطيهم من مال الصدقات حتى ينفقونه على الحج والجهاد.

206 - في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى الحسين بن عمر قال: قلت لابي - عبدالله عليه السلام: ان رجلا اوصى الي في السبيل؟ قال اصرفه في الحج قال قلت: انه اوصى الي في السبيل؟ قال اصرفه في الحج فاني لا اعرف سبيلا من سبله افضل من الحج.

207 حدثنا ابي رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن ادريس قال: حدثنا محمد بن أحمد ابن يحيى بن عمران الاشعري عن محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسن بن راشد قال: سألت أبا الحسن العسكري عليه السلام بالمدينة عن رجل اوصى بمال في سبيل الله؟ قال:

[234]

سبيل الله شيعتنا.

208 - في تفسير علي بن ابراهيم قال - متصلا بقوله على الحج والجهاد وابن السبيل " ابناء الطريق الذين يكونون في الاسفار في طاعة الله فيقطع عليهم ويذهب مالهم، فعلى الامام ان يردهم إلى اوطانهم من مال الصدقات، والصدقات: تتجزى ثمانية اجزاء، فيعطي كل انسان من هذه الثمانية على قدر ما يحتاجون اليه بلا اسراف ولا تقتير(1) مفوض ذلك إلى الامام يعمل بما فيه الصلاح.

209 - في عيون الاخبار عن الرضا عليه السلام كلام طويل في الفرق بين العترة والامة يقول فيه عليه السلام في شأن ذي القربى فما رضيه لنفسه ولرسوله رضيه لهم قاله عليه السلام بعد ان ذكر قوله عزوجل: " واعلموا انما غنمتم " الاية ثم قال عليه السلام: وكذلك ما رضيه منه لنفسه ولنبيه رضيه لذى القربى كما أجراهم في الغنيمة، فبدأ بنفسه جل جلاله ثم برسوله ثم بهم وقرن سهمهم بسهمه وسهم رسوله، وكذلك في الطاعة قال: " يا ايها الذين آمنوا أطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم " فبدأ بنفسه ثم برسوله ثم بأهل بيته، وكذلك آية الولاية: " انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا " فجعل ولايتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته، كما جعل سهمهم مع سهم الرسول مقرونا بسهمه في الغنيمة والفئ فتبارك الله وتعالى ما أعظم نعمته على أهل هذا البيت، فلما جاء‌ت قصة الصدقة نزه نفسه ورسوله ونزه أهل بيته فقال: " انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله " فهل تجد في شئ من ذلك انه عزوجل سمى لنفسه أو لرسوله أو لذي القربى؟ لانه لما نزه نفسه عن الصدقة ونزه رسوله نزه أهل بيته، لا بل حرم عليهم لان الصدقة محرمة على محمد وآله، وهي أوساخ ايدي الناس لا تحل لهم لانهم طهروا من كل دنس ووسخ، فلما طهرهم واصطفاهم رضى لهم ما رضى لنفسه، وكره لهم ما كره لنفسه.

210 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: لا تحل الصدقة لبني

___________________________________

(1) التقتير: التضييق على العيال في النفقة.

[ * ]

[235]

هاشم الا في وجهين ان كانوا عطاشا فأصابوا ماء فشربوا، وصدقة بعضهم على بعض.

211 - في من لا يحضره الفقيه: وروى السكوني عن أبي عبدالله عليه السلام انه سئل عن رجل يوصي بسهم من ماله؟ فقال: السهم واحد من ثمانية لقول الله عزوجل: " انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل ".

212 - في كتاب معاني الاخبار حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد ابن عيسى عن صفوان بن يحيى قال: سألت الرضا عليه السلام عن رجل اوصى بسهم من ماله ولا ندري السهم أي شئ هو؟ فقال: ليس عندكم فيما بلغكم عن جعفر وابي جعفر عليهما السلام فيها شئ؟ قلت له: جعلت فداك ما سمعنا أصحابنا يذكرون شيئا في هذا عن آبائك عليهم السلام قال: السهم واحد من ثمانية، فقلت: جعلت فداك كيف صار واحدا من ثمانية؟ فقال: ما تقرأ كتاب الله عزوجل؟ فقلت: جعلت فداك اني لاقرأه ولكن لا ادري اين موضعه فقال: قول الله عزوجل: " انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل " ثم عقد بيده ثمانية، قال: وكذلك قسمها رسول الله صلى الله عليه واله على ثمانية أسهم والسهم واحد من ثمانية.

213 - في تهذيب الاحكام محمد بن يعقوب عن أحمد بن ادريس عن محمد ابن عبدالجبار ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن صفوان بن يحيى عن عيص بن القاسم عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ان اناسا من بني هاشم أتوا رسول الله صلى الله عليه واله فسألوه أن يستعملهم على صدقات المواشي وقالوا: يكون لنا هذا السهم الذي جعله الله تعالى للعاملين عليها فنحن أولى به فقال رسول الله صلى الله عليه واله: يابني عبدالمطلب ان الصدقة لا تحل لي ولا لكم، ولكني قد وعدت الشفاعة، ثم قال أبوعبدالله عليه السلام: اشهد لقد وعدها فما ظنكم يابني عبدالمطلب اذا أخذت بحلقة باب الجنة أتروني مؤثرا عليكم غيركم؟.

214 - سعد بن عبدالله عن موسى بن الحسن عن محمد بن عبد الحميد عن المفضل ابن صالح عن أبي اسامة زيد الشحام عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سألته عن الصدقة التي

[236]

حرمت عليهم؟ فقال: هي الزكوة المفروضة، ولم يحرم علينا صدقة بعضنا على بعض.

215 - محمد بن علي بن محبوب، عن احمد بن محمد عن الحسين عن النضر عن ابن سنان عن ابي عبدالله عليه السلام قال: لا تحل الصدقة لولد العباس ولا لنظرائهم من بني هاشم.

216 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمه الله " باسناده إلى محمد بن علي الباقر (ع) عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه وقد ذكر عليا عليه السلام وما أوصى الله فيه: وذكر المنافقين والآثمين والمستهزئين بالاسلام وكثرة اذاهم لي حتى سموني اذنا، وزعموا اني كذلك لكثرة ملازمته اياي واقبالي عليه حتى انزل الله عزوجل في ذلك: ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن قل اذن على الذين يزعمون انه اذن خير لكم الآية، ولو شئت ان اسمي بأسمائهم لسميت وان أومى اليهم بأعيانهم لاومأت، وان ادل عليهم لدللت، ولكني والله في امورهم قد تكرمت.

217 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله: " ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن " فانه كان سبب نزولها ان عبدالله بن نفيل كان منافقا، وكان يقعد إلى رسول الله صلى الله عليه واله فيسمع كلامه وينقله إلى المنافقين وينم عليه، فنزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه واله فقال: يارسول الله ان رجلا ينم عليك وينقل حديثك إلى المنافقين، فقال رسول الله: من هو؟ فقال: الرجل الاسود الكثير شعر الرأس ينظر بعينين كأنهما قدران، وينطق بلسان الشيطان، فدعاه رسول الله صلى الله عليه واله فأخبره فحلف انه لم يفعل، فقال رسول الله صلى الله عليه واله قد قبلت ذلك منك فلا تقعد، فرجع إلى اصحابه فقال: ان محمدا اذن اخبره الله اني انم عليه وانقل اخباره فقبل، وأخبرته اني لم افعل ذلك فقبل، فانزل الله على نبيه: " ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن قل اذن خير لكم يؤمن بالله " اي يصدق الله فيما يقول له ويصدقك فيما تعتذر اليه في الظاهر ولا يصدقك في الباطن، وقوله عزوجل: " ويؤمن للمؤمنين " يعني المقرين بالايمان من غير اعتقاد.

218 - في الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عمن حماد بن

[237]

عيسى عن حريز عن ابي عبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام لابنه اسمعيل: يا بني ان الله عزوجل يقول في كتابه: يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين يقول: يصدق الله ويصدق للمؤمنين، فاذا شهد عندك المؤمنون فصدقهم.

219 - حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن غير واحد عن ابان بن عثمان عن حماد بن بشير عن ابي عبدالله عليه السلام قال: اني اردت ان استبضع بضاعة إلى اليمن فأتيت ابا جعفر عليه السلام فقلت له: اني اريد ان استبضع فلانا فقال لي: اما علمت انه يشرب الخمر؟ فقلت: قد بلغني من المؤمنين انهم يقولون ذلك، فقال لي: صدقهم فان الله عزوجل يقول: " يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين "(1).

220 في تفسير العياشي عن ابي عبدالله عليه السلام مثل الحديث الاخير وزاد فيه فقال: يعني يصدق الله ويصدق المؤمنين، لانه كان رؤفا رحيما بالمؤمنين.

221 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله: يحذر المنافقون ان تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزؤا ان الله مخرج ما تحذرون قال: كان قوم من المنافقين لما خرج رسول الله صلى الله عليه واله إلى تبوك يتحدثون فيما بينهم ويقولون: أيرى محمد ان حرب الروم مثل حرب غيرهم لا يرجع منهم احد ابدا، فقال بعضهم: ما اخلفه ان يخبر الله محمدا بما كنا فيه وبما في قلوبنا وينزل عليه بهذا قرآنا يقرأه الناس، وقالوا هذا على حد الاستهزاء فقال رسول الله صلى الله عليه واله لعمار بن ياسر: الحق القوم فانهم قد احترقوا، فلحقهم عمار فقال: ما قلتم؟ قالوا: ما قلنا شيئا انما كنا نقول شيئا على حد اللعب والمزاح فأنزل الله: ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب قل ابالله وآياته ورسله كنتم تستهزئون.

222 - في مجمع البيان " يحذر المنافقون ان تنزل " الآيات " " النزول " قيل: نزلت في

___________________________________

(1) وفي هذه الرواية انه خالف اباه واستبضعه فضيعها إلى غير ذلك مما لا يناسب شأن الامام عليه السلام ولذلك قال الفيض (ره) في الوافي وقد مر في معنى هذا الخبر حديث آخر الا انه نسب هناك هذا الاستبضاع إلى اسماعيل بن جعفر والنهى عنه إلى أبيه وكانه الاصح لتنزه الامام عليه السلام عن مخالفة أبيه.

[ * ]

[238]

اثنى عشر رجلا وقفوا على العقبة ليقتلوا رسول الله صلى الله عليه واله عند رجوعه من تبوك، فأخبر جبرئيل رسول الله صلى الله عليه واله بذلك فأمره ان يرسل اليهم ويضرب وجوه رواحلهم فضربها حتى نحاهم، فلما نزل قال لحذيفة: من عرفت من القوم؟ فقال: لم أعرف منهم أحدا، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: انه فلان بن فلان حتى عددهم(1) فقال حذيفة ألا تبعث اليهم فنقتلهم؟ فقال: أكره أن تقول العرب لما ظفر بأصحابه اقبل يقتلهم عن ابن كيسان وروى عن ابي جعفر عليه السلام مثله، الا انه قال: ائتمروا بينهم ليقتلوه، وقال بعضهم لبعض: ان فطن نقول: " انما كنا نخوض ونلعب " وان لم يفطن نقتله.

223 - في تفسير العياشي عن صفوان الجمال قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: ما أنزل الله من السماء كتابا الا وفاتحته بسم الله الرحمن الرحيم، وانما كان يعرف انقضاء السورة بنزول بسم الله الرحمان الرحيم ابتداء للاخرى.

224 - عن جابر الجعفي قال أبوجعفر عليه السلام: نزلت هذه الآية: " ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب " إلى قوله " نعذب طائفة " قال: قلت لابي جعفر عليه السلام تفسير هذه الآية؟ قال: تفسيرها والله ما نزلت آية قط الا ولها تفسير، ثم قال: نعم نزلت في عدد بني امية والعشرة معها(2) انهم اجتمعوا اثنى عشر فكمنوا لرسول الله صلى الله عليه واله ليقتل(3) فانزل الله هذه الآية: " ولئن سئلتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب " قال الله لنبيه " قل أبالله وآياته ورسوله " يعني محمدا صلى الله عليه واله وسلم " كنتم تستهزؤن * لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم ان نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة ".

225 - في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قوله: " لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم " قال: هؤلاء قوم كانوا مؤمنين صادقين،

___________________________________

(1) وفي المصدر " حتى عدهم كلهم ".

(2) وفي المصدر " نزلت في التيمي والعدوي والعشرة معهما " والموجود هنا موافق لبعض نسخ المصدر ايضا كما حكى في ذيله.

(3) وفي المصدر " فكمنوا لرسول الله صلى الله عليه وآله وائتمروا بينهم ليقتلوه فقال بعضهم لبعض: ان فطن نقول: انما كنا نخوض ونلعب وان لم يفطن لنقتلنه فانزل الله..اه ".

[ * ]

[239]

ارتابوا وشكوا ونافقوا بعد ايمانهم، وكانوا أربعة نفر، وقوله: " ان نعف عن طائفة منكم " كان احد الاربعة مخشي بن الحمير(1) فاعترف وتاب وقال: يارسول الله أهلكنى اسمي فسماه رسول الله صلى الله عليه واله عبدالله بن عبدالرحمان، فقال: يارب اجعلني شهيدا حيث لا يعلم أحد أين أنا، فقتل يوم اليمامة ولم يعلم أين قتل، فهو الذي عفى الله عنه.

226 - في مجمع البيان " ان نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة " ويروى ان هاتين الطائفتين كانوا ثلثة نفر، فهزء اثنان وضحك واحد، وهو الذي تاب من نفاقه واسمه مخشى بن حمير فعفى الله عنه.

227 - في عيون الاخبار باسناده إلى عبدالعزيز بن مسلم قال: سألت الرضا عليه السلام عن قول الله تعالى: نسوا الله فنسيهم فقال: ان الله لا يسهو ولا ينسى، وانما ينسى و يسهو المخلوق والمحدث، الا تسمعه عزوجل يقول: " وما كان ربك نسيا " وانما يجازي من نسيه ونسى لقاء يومه بأن ينسيهم انفسهم.

كما قال تعالى: " ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانسيهم انفسهم اولئك هم الفاسقون " وقال عزوجل: " فاليوم ننسيهم كما نسوا لقاء يومهم هذا " اي نتركهم كما تركوا الاستعداد للقاء يومهم هذا.

وفي كتاب التوحيد مثله سواء.

228 - في كتاب التوحيد عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من آيات الكتاب: اما قوله: " نسوا الله فنسيهم " انما يعني نسوا الله في دار الدنيا لم يعملوا بطاعته فنسيهم في الآخرة، اي لم يجعل لهم في ثوابه شيئا، فصاروا منسيين من الخير، وقد يقول العرب في باب النسيان قد نسينا فلان فلا يذكرنا، اي انه لم يأمر لهم بخير ولا يذكرهم به.

229 - في تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام " نسوا الله " قال:

___________________________________

(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر ولما سيأتي من رواية الطبرسي (ره) في المجمع لكن في الاصل " مختبر " بدل " مخشى " ومع ذلك فقد اختلف التراجم في اسم الرجل ففي بعضها " مخشن " بالنون وفي آخر " مخشى " كما في الكتاب.

راجع اسد الغابة ج 4: 338 والاصابة ج 3: 382.

وسيرة ابن هشام ج 2: 524 وغيرها.

[ * ]

[240]

تركوا طاعة الله " فنسيهم " قال: فتركهم.

230 - عن ابي معمر السعدي قال: قال علي عليه السلام في قول الله: " نسوا الله فنسيهم " فانما يعنى انهم نسوا الله في دار الدنيا فلم يعملوا بالطاعة ولم يؤمنوا به و برسوله فنسيهم في الاخرة اي لم يجعل لهم في ثوابه نصيبا، فصاروا منسيين من الخير.

231 - في الكافي علي بن ابراهيم عن علي بن الحسين عن علي بن ابي حمزة عن ابي بصير عن أبيعبد الله عليه السلام قال: قلت: والمؤتفكات اتتهم رسلهم بالبينات قال: اولئك قوم لوط ايتفكت عليهم انقلبت عليهم.

232 - في من لا يحضره الفقيه روى جويرية بن مسهر انه قال: اقبلنا مع امير المؤمنين علي بن ابيطالب عليه السلام من قتل الخوارج حتى اذا قطعنا في ارض بابل حضرت صلوة العصر فنزل امير المؤمنين ونزل الناس، فقال علي عليه السلام: ايها الناس ان هذه الارض ملعونة قد عذبت في الدهر ثلث مرات، وفي خبر آخر: مرتين، وهي تتوقع الثالثة وهي احدى المؤتفكات والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.

233 - في تفسير العياشي عن صفوان الجمال قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام بابي انت وامي تأتيني المرأة المسلمة قد عرفتني بعملي وعرفتها باسلامها وحبها اياكم وولايتها لكم وليس لها محرم قال: فاذا جائتك المرأة المسلمة فاحملها، فان المؤمن محرم المؤمنة وتلا هذه الآية والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض.

234 - عن يونس(1) عن علي بن الحسين عليهما السلام قال اذا صار اهل الجنة في الجنة ودخل ولي الله جناته ومساكنه، واتكى كل مؤمن منهم على اريكته حفته خدامه وتهدلت عليه الثمار(2) وتفجرت حوله العيون وجرت من تحته الانهار، وبسطت له الزرابي، وصففت له النمارق(3) واتنه الخدام بما شاء‌ت شهوته من قبل ان يسألهم

___________________________________

(1) كذا في النسخ لكن في المصدر " ثوير " يدل " يونس " ويحتمل التصحيف.

(2) تهدلت الثمرة: تدلت اي تعلقت واسترسلت.

(3) الزرابي - بتشديد الياء - جمع الزريبة: البساط ذو الخمل وحكى عن المؤرج انه قال: في قوله تعالى: " وزرابي مبثوثة " قال: زرابي النبت: اذا اصفر واحمر وفيه خضرة وقد ازرب، فلما رأوا الالوان في البسط والفرش شبهوها بزرابي النبت.

والنمارق: الوسائد واحدتها النمرقة بكسر النون وفتحها.

[ * ]

[241]

ذلك، قال: ويخرج عليهم الحور العين من الجنان فيمكثون بذلك ما شاء الله، ثم ان الجبار يشرف عليهم فيقول: أوليائي وأهل طاعتي وسكان جنتي في جواري ! الا هل انبئكم بخير مما انتم فيه؟ فيقولون: ربنا واي شئ خير مما نحن فيه نحن فيما اشتهت انفسنا ولذت اعيننا من النعم في جوار الكريم، قال: فيعود عليهم بالقول، فيقولون: ربنا نعم ياربنا رضاك عنا ومحبتك لنا خير لنا وأطيب لانفسنا، ثم قرأ علي بن الحسين عليهما السلام هذه الآية: وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله اكبر ذلك هو الفوز العظيم.

235 - في كتاب الخصال في احتجاج علي عليه السلام على الناس يوم الشورى قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه واله: من سره ان يحيى حيوتي ويموت مماتي ويسكن جنتي التي وعدني الله ربي جنات عدن قضيب غرسه الله بيده ثم قال له كن فيكون فليوال علي بن ابيطالب وذريته من بعده إلى قوله: غيري؟ قالوا: اللهم لا.

236 - في مجمع البيان روى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: عدن دار الله التي لم ترها عين ولم تخطر على قلب بشر لا يسكنها غير ثلثة: النبيين والصديقين والشهداء، يقول الله: طوبى لمن دخلك.

237 - وروى في قرائة اهل البيت (ع) " جاهد الكفار بالمنافقين " قالوا لان النبي صلى الله عليه وآله لم يكن يقاتل المنافقين، ولكن كان يتألفهم، ولان المنافقين لا يظهرون الكفر وعلم الله بكفرهم لا يبيح قتلهم اذا كانوا يظهرون الايمان.

238 - وفيه في سورة التحريم وروى عن ابي عبدالله عليه السلام انه قرأ " جاهد الكفار بالمنافقين " قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله، لم يقاتل منافقا قط، انما كان يتألفهم.

[242]

239 - في تفسير علي بن ابرهيم قوله: " ياايها النبي جاهد الكفار والمنافقين و اغلظ عليهم " قال: انما نزلت: " ياايها النبي جاهد الكفار بالمنافقين واغلظ عليهم " لان النبي صلى الله عليه واله لم يجاهد المنافقين بالسيف.

240 - حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: " جاهد الكفار والمنافقين " بالزام الفرائض.

241 - وفيه في سورة التحريم أخبرني الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبدالله عن يعقوب بن يزيد عن سليمان الكاتب عن بعض أصحابه عن أبيعبد الله عليه السلام في قوله: " ياايها النبي جاهد الكفار والمنافقين " قال: هكذا نزلت، فجاهد رسول الله صلى الله عليه واله الكفار، وجاهد علي عليه السلام المنافقين، فجهاد علي عليه السلام جهاد رسول الله صلى الله عليه وآله.

242 - في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابن عباس قال: لما نزلت " يا النبي جاهد الكفار والمنافقين " قال النبي صلى الله عليه واله: لاجاهدن العمالقة يعني الكفار، وأتاه جبرئيل عليه السلام قال: أنت أو علي عليه السلام.

243 - في مجمع البيان: يحلفون بالله ما قالوا الاية قيل: نزلت في أهل العقبة، فانهم أضمروا(1) أن يقتلوا رسول الله صلى الله عليه واله في عقبة عند مرجعهم من تبوك وأرادوا أن يقطعوا أنساع راحلته(2) ثم يبطشوا به فاطلعه الله على ذلك، وكان من جملة معجزاته لانه لا يمكن معرفة ذلك الا بوحي من الله، فبادر رسول الله صلى الله عليه واله في العقبة وحده وعمار وحذيفة احدهما يقود ناقته والاخر يسوقها، وامر الناس كلهم بسلوك بطن الوادي، و كان الذين هموا بقتله اثنى عشر رجلا او خمسة عشر رجلا على الخلاف فيهم، عرفهم رسول الله صلى الله عليه واله وسماهم بأسمائهم واحدا واحدا عن الزجاج والواقدي والكلبي والقصة مشروحة في كتاب الواقدي، وقال الباقر عليه السلام: كانوا ثمانية أربعة منهم من قريش وأربعة من العرب.

244 - في تفسير علي بن ابراهيم وقوله عزوجل: " يحلفون بالله ما قالوا ولقد

___________________________________

(1) وفي المصدر " ائتمروا " بدل " اضمروا ".

(2) الانساع جمع النسع - بكسر النون -: حبل طويل تشد به الرحال.

[ * ]

[243]

قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم " قال: نزلت في الذين تحالفوا في الكعبة ان لا يردوا هذا الامر في بني هاشم فهي كلمة الكفر، ثم قعدوا لرسول الله صلى الله عليه واله في العقبة و هموا بقتله وهو قوله: وهموا بما لم ينالوا ".

245 - وفيه قوله: " يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم " قال: اذا كان يوم القيمة جمع الله الذين غصبوا آل محمد حقهم فيعرض عليهم أعمالهم، فيحلفون له انهم لم يعملوا منها شيئا، كما حلفوا لرسول الله صلى الله عليه واله في الدنيا حين حلفوا أن يردوا الولاية من بني هاشم وحين هموا بقتل رسول الله صلى الله عليه واله في العقبة، فلما اطلع الله نبيه وأخبره حلفوا له انهم لم يقولوا ذلك ولم يهموا به، حتى أنزل الله على رسوله: " يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا الا ان اغناهم الله ورسوله من فضله فان يتوبوا يك خيرا لهم " قال: اذا عرض الله عزوجل ذلك عليهم في القيمة ينكرونه ويحلفون له كما حلفوا لرسول الله صلى الله عليه واله، وهو قوله: " يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ".

246 - في تفسير العياشي عن جابر بن ارقم عن اخيه زيد بن ارقم قال: لما اقام النبي صلى الله عليه واله عليا عليه السلام، بغدير خم وبلغ فيه عن الله عزوجل ما بلغ ثم نزل انصرفنا إلى رحالنا، وكان إلى جانب خبائي خباء نفر(1) من قريش وهم ثلثة ومعي حذيفة اليمان فسمعنا احد الثلثة وهو يقول: والله ان محمدا لاحمق ان كان يرى ان الامر يستقيم لعلي من بعده، وقال الاخرون: أتجعله احمق الم تعلم انه مجنون قد كاد انه يصرع عند امرأة ابن ابي كبشة؟(2) وقال الثالث: دعوه ان شاء ان يكون احمق وان شاء ان يكون مجنونا، والله ما يكون ما يقول ابدا، فغضب حذيفة من مقالتهم فرفع جانب الخباء فأدخل راسه اليهم، وقال: فعلتموها ورسول الله بين اظهركم ووحى الله ينزل اليكم؟ والله لاخبرنه بكرة مقالتكم، فقالوا له: يا اباعبدالله وانك لهيهنا وقد سمعت ما

___________________________________

(1) الخباء: الخيمة من شعر او غيره.

(2) كان المشركون ينسبون النبي صلى الله عليه وآله إلى أبي كبشة، وكان أبوكبشة رجلا من خزاعة خالف قريشا في عبادة الاوثان فلما خالفهم النبي صلى الله عليه وآله في عبادة الاوثان شبهوه به وقيل: هو نسبة إلى جد النبي لامه.

[ * ]

[244]

قلنا؟ اكتم علينا فان لكل جوار امانة، فقال لهم: ما هذا من جوار الامانة ولا مجالسها، ما نصحت الله ورسوله ان انا طويت عنه هذا الحديث، فقالوا له: يابا عبدالله فاصنع ما شئت فوالله لنحلفن انا لم نقل وانك قد كذبت علينا افتراه يصدقك ويكذبنا ونحن ثلثة فقال لهم: اما انا فلا ابالي اذا اديت النصيحة إلى الله والى رسوله فقولوا ما شئتم ان تقولوا، ثم مضى حتى اتى رسول الله صلى الله عليه واله وعلي عليه السلام إلى جانب محتب بحمايل سيفه(1) فاخبره بمقالة القوم، فبعث اليهم رسول الله صلى الله عليه واله فأتوه فقال لهم: ماذا قلتم؟ فقالوا: والله ما قلنا شيئا فان كنت ابلغت عنا شيئا فمكذوب علينا.

فهبط جبرئيل عليه السلام بهذه الاية: " يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم " وقال علي عليه السلام عند ذلك: ليقولوا ما شاؤا والله ان قلبي بين اضلاعي وان سيفي لفي عنقي، ولان هموا لاهمين فقال جبرئيل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وآله: اخبر الامر الذي هو كائن، فأخبر النبي صلى الله عليه وآله عليا بما أخبر به جبرئيل عليه السلام، فقال: اذا اصبر للمقادير.

247 - عن جعفر بن محمد الخزاعي عن ابيه قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: لما قال النبي صلى الله عليه واله ما قال في غدير خم وصار بالاخبية، مر المقداد بجماعة منهم [ وهم يقولون: والله ان كنا وقيصر لكنا في الخز والوشى(2) والديباج والنساجات، وانا معه في الاخشنين نأكل الخشن ونلبس الخشن حتى ](3) اذا دنا موته وفنيت ايامه وحضر اجله اراد ان يولينا عليا من بعده، اما والله ليعلمن، قال: فمضى المقداد واخبر النبي صلى الله عليه وآله به فقال: الصلوة جامعة قال: فقالوا: قد رمانا المقداد فقوموا نحلف عليه: قال: فجاؤا حتى جثو بين يديه(4) فقالوا: بآبائنا و

___________________________________

(1) احتبى احتباء‌ا: جمع بين ظهره وساقيه بعمامة ونحوها ليستند اذ لم يكن للعرب في البوادي جدران تستند اليها في مجالسها.

(2) الوشى: نقش الثوب ويكون من كل لون ونوع من الثياب الموشية تسمية بالمصدر يقال: " هو يلبس الوشى ".

(3) ما بين العلامتين انما هو في المصدر دون النسخ.

(4) اي جلسوا واجتمعوا.

[ * ]

[245]

امهاتنا يارسول الله والذي بعثك بالحق والذي كرمك بالنبوة ما قلنا ما بلغك والذي اصطفاك على البشر، قال: فقال النبي صلى الله عليه واله: " بسم الله الرحمن الرحيم يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم وهموا " بك يامحمد ليلة العقبة " وما نقموا الا أن أغناهم الله من فضله " كان احدهم يبيع الرؤس والآخر يبيع الكراع ويفتل القرامل(1) فأغناهم الله برسوله ثم جعلوا أحدهم عليه(2) قال أبان بن تغلب: لما نصب رسول الله صلى الله عليه واله عليا عليه السلام يوم غدير خم فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فهم رجلان من قريش رؤسهما(3) والله لا نسلم له ما قال ابدا، فأخبر النبي صلى الله عليه واله فسئلهما عما قالا فكذبا وحلفا بالله ما قالا شيئا، فنزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه واله: " يحلفون بالله ما قالوا " الآية قال أبو عبدالله عليه السلام لقد توليا وماتا.

248 - في تفسير علي بن ابراهيم ثم ذكر البخلاء وسماهم منافقين وكاذبين، فقال: ومنهم من عاهد الله إلى قوله: يكذبون وفي رواية ابي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: هو ثعلبة بن خاطب بن عمرو بن عوف كان محتاجا فعاهد الله عزوجل، فلما آتاه الله بخل به.

249 - في مجمع البيان " ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله " الآيات قيل: نزلت في ثعلبة بن خاطب وكان من الانصار قال للنبي صلى الله عليه واله: ادع الله أن يرزقني مالا، فقال: ياثعلبه قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه، أما لك في رسول الله اسوة حسنة، والذي نفسي بيده لو أردت ان تسير الجبال معي ذهبا وفضه لسارت، ثم أتاه بعد ذلك فقال: يارسول الله ادع الله أن يرزقني مالا والذي بعثك بالحق لئن رزقني

___________________________________

(1) الكراع من الدابة: مستدق الساق.

وقيل: الكراع من الدواب ما دون الكعب ومن الانسان: ما دون الركبة.

والقرامل: ما تشد المرأة في شعرها من الخيوط.

وفي نسخة " ويقتل القوامل " بدل " ويقتل القرامل ".

(2) كذا في النسخ لكن في المصدر والمنقول عنه في البرهان " ثم جعلوا حدهم وحديدهم عليه " وهو الظاهر.

(3) وفي نسخة " أحدهما " بدل " رؤسهما ".

و " قال " مكان: " فهم ".

[ * ]

[246]

مالا لاعطين كل ذي حق حقه، فقال: اللهم ارزق ثعلبة مالا، قال: فاتخذ غنما فنمت كما ينمى الدود فضاقت عليه المدينة، فتنحى منها فنزل واديا من أوديتها ثم كثرت حتى تباعد عن المدينة، فاشتغل بذلك عن الجمعة والجماعة، فبعث رسول الله صلى الله عليه واله المصدق ليأخذ الصدقة فأبى وبخل، وقال ما هذه الا اخت الجزية، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ياويح ثعلبة ياويح ثعلبة فأنزل الله عزوجل الآيات، عن ابي امامة الكاهلي وروى ذلك مرفوعا.

قال عز من قائل: فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما اخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون.

250 - في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: وذكره المؤمنين " الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم " وقوله لغيرهم: " إلى يوم يلقونه بما اخلفوا الله ما وعدوه " إلى ان قال عليه السلام: فاللقاء هيهنا ليس بالرؤية واللقاء هو البعث.

فافهم جميع ما في كتاب الله من لقائه فانه يعني بذلك البعث.

251 - في كتاب الخصال عن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه واله قال: أربع من كن فيه فهو منافق، فان كانت فيه واحدة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، من اذا حدث كذب، واذا وعد اخلف واذا عاهد غدر، واذا خاصم فجر.

252 - في مجمع البيان وقد صح في الحديث عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: للمنافق ثلث علامات: اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا أتمن خان.

253 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله: الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون الا جهدهم فيسخرون منهم فجاء سالم بن عمير الانصاري بصاع من تمر فقال: يارسول الله كنت ليلتي اجر الجرير(1) حتى عملت بصاعين من تمر فاما احدهما فامسكته واما الآخر فاقرضته ربي فأمر رسول الله ان ينثره في

___________________________________

(1) قال الجزري في النهاية: وفي الحديث: ان رجلا كان يجر الجرير فأصاب صاعين من ثمر فتصدق بأحدهما، يريد انه كان يستقى الماء بالحبل.

[ * ]

[247]

الصدقات، فسخر منه المنافقون وقالوا: والله ان [ كان ] الله تعالى لغنى عن هذا الصاع ما يصنع الله بصاعه شيئا، ولكن أبا عقيل(1) اراد ان يذكر نفسه ليعطي من الصدقات فقال الله: سخر الله منهم ولهم عذاب اليم.

254 - في مجمع البيان: " والذين لا يجدون الا جهدهم " وروى عن النبي صلى الله عليه واله انه سئل فقيل: يارسول الله اي الصدقة افضل؟ قال: جهد المقل(2).

255 - في عيون الاخبار باسناده إلى الحسن بن علي بن فضال عن الرضا عليه السلام انه قال في كلام طويل: ان الله تعالى لا يسخر ولا يستهزء ولا يمكر ولا يخادع، ولكنه تعالى يجازيهم جزاء السخرية وجزاء الاستهزاء وجزاء المكر والخديعة، تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.

256 - في تفسير العياشي عن ابي الجارود عن ابي عبدالله عليه السلام في قول الله: الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات قال: ذهب علي امير المؤمنين عليه السلام فآجر نفسه على ان يستقى كل دلو بتمرة فأتى به النبي(3) وعبدالرحمان بن عوف على الباب، فلمزه اي وقع فيه فانزلت هذه الآية: " الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات " إلى قوله: استغفر لهم او لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم [ فاستغفر لهم مأة مرة ](4).

257 - عن العباس بن هلال عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال ان الله تعالى قال لمحمد صلى الله عليه وآله: " ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم " فاستغفر لهم مأة مرة

___________________________________

(1) الظاهر من الكلام ان ابا عقيل كنية سالم بن عمير المذكور في صدر الحديث لكن في الاصابة وكذا اسد الغابة: ذكر أبا عقيل صاحب الصاع الذي لمزه المنافقون ثم قال: انه مختلف في اسمه ولم يذكر فيما عده من الاسماء سالم بن عمير والله أعلم.

(2) اي قدر ما يحتمله حال القليل المال قاله الجزري في النهاية.

(3) وفي المصدر " كل دلو بتمرة يختارها، فجمع تمرا فأتى به النبي..اه ".

(4) ما بين المعقفتين في نسخة الاصل فقط دون ساير النسخ وغير موجود في المصدر ايضا والظاهر انه من زيادة النساخ.

[ * ]

[248]

ليغفر لهم فأنزل الله: " سواء عليهم أستغفرت لهم ام لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم " و قال: " لا تصل على احد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره " فلم يستغفر لهم بعد ذلك، ولم يقم على قبر واحد منهم(1).

258 - في مجمع البيان: " ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم " الوجه في تعليق الاستثناء بسبعين مرة المبالغة لا العدد المخصوص، ويجري ذلك مجرى قول القائل، لو قلت لي الف مرة ما قبلت، والمراد اني لا اقبل منك فكذا الآية المراد فيها نفي الغفران جملة، وما روى عن النبي صلى الله عليه واله وسلم انه قال: والله لازيدن على السبعين فانه خبر واحد، لا يعول عليه، ولانه يتضمن ان النبي صلى الله عليه واله يستغفر للكفار وذلك غير جايز بالاجماع، وقد روى انه قال: لو علمت انه لو زدت على السبعين مرة غفر لهم لفعلت.

259 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله: " استغفر لهم او لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم " قال علي بن ابراهيم: انها نزلت لما رجع رسول الله صلى الله عليه واله إلى المدينة ومرض عبدالله بن ابي(2) وكان ابنه عبدالله بن عبدالله مؤمنا، فجاء إلى النبي صلى الله عليه واله وابوه يجود بنفسه، فقال: يارسول الله بأبي انت وامي انك ان لم تأت ابي كان ذلك عارا علينا، فدخل اليه رسول الله صلى الله عليه واله والمنافقون عنده، فقال ابنه عبدالله بن عبدالله: يارسول الله استغفر له، فاستغفر له فقال عمر: ألم ينهك الله يارسول الله ان تصلي عليهم او تستغفر لهم؟ فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه واله فأعاد عليه، فقال له: ويلك اني خيرت فاخترت، ان الله يقول: " استغفر لهم او لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم " فلما مات عبدالله جاء ابنه

___________________________________

(1) في معنى هذا الحديث أقوال ذكرناها في ذيل العياشي راجع ج 2: 101 ان شئت.

(2) عبدالله أبي بن أبي سلول هو رئيس منافقي المدينة، وهو الذي قال: " ليخرجن الاعز منها الاذل " ونزلت سورة المنافقين في ذلك، وهو الذي قال لرسول الله صلى الله عليه وآله حين ورد المدينة: ياهذا اذهب إلى الذين غروك وخدعوك ولا تغشنا في دارنا فسلط الله على دورهم الذر فخرب ديارهم وقصة كيده لقتل رسول الله صلى الله عليه وآله ورده عليه مشهورة.

[ * ]

[249]

إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: بأبي انت وامي يارسول الله ان رأيت ان تحضر جنازته؟ فحضر رسول الله صلى الله عليه وآله وقام على قبره، فقال له عمر: يارسول الله ألم ينهك الله ان تصلي على احد منهم ابدا وان تقم على قبره؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: ويلك وهل تدري ما قلت؟ انما قلت: اللهم احش قبره نارا وجوفه نارا واصله النار، فبدا من رسول الله صلى الله عليه وآله ما لم يكن يحب.

260 - وفيه في قصة غزوة تبوك ولقى رسول الله صلى الله عليه واله الحر بن قيس(1) فقال له: ياباوهب الا تنفر معنا في هذه الغزاة لعلك ان تحتفد من بنات الاصفر فقال: يارسول الله والله ان قومي ليعلمون انه ليس فيهم احد اشد عجبا بالنساء مني، و اخاف ان خرجت معك ان لا اصبر اذا رأيت بنات الاصفر فلا تفتني، وائذن لي ان اقيم، وقال لجماعة من قومه.

لا تخرجوا في الحر فقال ابنه: ترد على رسول الله صلى الله عليه وآله وتقول ما تقول؟ ثم تقول لقومك: لا تنفروا في الحر، والله لينزلن الله تعالى في هذا قرآنا يقرأه الناس إلى يوم القيمة، فأنزل الله تبارك وتعالى على رسوله صلى الله عليه وآله في ذلك: " ومنهم من يقول ائذن لي " إلى قوله: ونزل ايضا في الحر بن قيس في رواية علي بن ابراهيم لما قال لقومه: لا تخرجوا في الحر: فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا ان يجاهدوا باموالهم و انفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم اشد حرا لو كانوا يفقهون.

إلى قوله تعالى: وماتوا وهم فاسقون.

ففضح الله تعالى الحر بن قيس واصحابه.

261 - في مجمع البيان: فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا وروى انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال: لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا.

262 - في الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن محمد بن مهاجر عن امه ام سلمة قالت: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: كان رسول الله صلى الله عليه واله اذا صلى على

___________________________________

(1) كذا في النسخ لكن المضبوط في كتب السير والتواريخ كسيرة ابن هشام وغيرها " جد بن قيس " بالجيم والدال.

وقد مر ايضا.

[ * ]

[250]

ميت كبر وتشهد ثم كبر وصلى على الانبياء، ثم كبر ودعا للمؤمنين، ثم كبر الرابعة ودعا للميت ثم كبر وانصرف، فلما نهاه الله عزوجل عن الصلوة على المنافقين كبر و تشهد ثم كبر وصلى على النبيين صلى الله عليهم، ثم كبر ودعا للمؤمنين، ثم كبر الرابعة وانصرف ولم يدع للميت.

263 - علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن حماد بن عثمان وهشام بن سالم عن ابيعبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله يكبر على قوم خمسا وعلى قوم آخرين اربعا، واذا كبر على رجل اربعا اتهم يعني بالنفاق.

264 - في تفسير العياشي عن زرارة قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: ان النبي صلى الله عليه واله قال لابن عبدالله بن ابي: اذا فرغت من ابيك فأعلمني، وقد كان توفى فأتاه فأعلمه فأخذ رسول الله صلى الله عليه واله نعليه للقيام فقال له عمر: اليس قد قال الله: " ولا تصل على احد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره "؟ فقال له: ويحك - او ويلك - انما اقول: اللهم املاء قبره نارا واملاء جوفه نارا واصله يوم القيمة نارا.

265 - عن حنان بن سدير عن ابيه عن ابيجعفر عليه السلام توفى رجل من المنافقين فأرسل إلى ابنه ان: اذا اردتم ان تخرجوا فأعلموني فلما حضر امره ارسلوا إلى النبي صلى الله عليه واله فأقبل عليه السلام نحوهم حتى اخذ بيد ابنه في الجنازة فمضى، قال: فتصدى له عمر ثم قال: يارسول الله اما نهاك ربك عن هذا ان تصلي على احد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره، فلم يجبه النبي صلى الله عليه واله، قال: فلما كان قبل ان ينتهوا به إلى القبر قال عمر ايضا لرسول الله صلى الله عليه وآله: اما نهاك الله عن ان تصلي على احد منهم مات ابدا او تقوم على قبره؟ " ذلك بانهم كفروا بالله وبرسوله وماتوا وهم كافرون " فقال النبي صلى الله عليه وآله لعمر عند ذلك: ما رأيتنا صلينا له على جنازة ولا قمنا له على قبر، ثم قال: ان ابنه رجل من المؤمنين وكان يحق علينا اداء حقه، وقال له عمر: اعوذ بالله من سخط الله وسخطك يارسول الله !(1).

266 - في مجمع البيان روى انه صلى الله عليه وآله صلى على عبدالله بن ابي

___________________________________

(1) وللفيض (ره) بان في هذا الحديث راجع تفسير الصافي ج 1: 720.

[ * ]

[251]

والبسه قميصه قبل ان ينهي عن الصلوة على المنافقين عن ابن عباس وجابر وقتادة، و قيل: انه اراد ان يصلي عليه فاخذ جبرئيل بثوبه وتلى عليه: " ولا تصل على احد منهم " الآية وقيل: انه قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله: لم وجهت بقميصك اليه يكفن فيه وهو كافر؟ فقال: ان قميصي لن يغني عنه من الله شيئا، واني اؤمل من الله ان يدخل بهذا السبب في الاسلام خلق كثير، فروى انه اسلم الف من الخزرج لما رأوه يطلب الاستشفاء بثوب رسول الله صلى الله عليه وآله، ذكره الزجاج، قال: والاكثر في الرواية انه لم يصل عليه.

267 - في عوالي اللئالي وروى ان النبي صلى الله عليه وآله صلى على عبدالله ابن ابي فقال له عمر: اتصلي على عدو الله وقد نهاك الله ان تصلي على المنافقين؟ فقال له: وما يدريك ما قلت له؟ فاني قلت: اللهم احش قبره نارا وسلط عليه الحيات والعقارب.

قال مؤلف هذا الكتاب: قد سبق عن علي بن ابراهيم عند قوله تعالى: " استغفر لهم أو لا تستغفر لهم " بيان لهذه الآية.

268 - في تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: رضوا بان يكونوا مع الخوالف فقال: النساء(1) انهم قالوا: " ان بيوتنا عورة " وكان بيوتهم في اطراف البيوت حيث ينفرد الناس، فأكذبهم الله قال: " وما هي بعورة ان يريدون الا فرارا " وهي رفيعة السمك حصينة(2).

269 - في تفسير علي بن ابراهيم في قصة غزوة تبوك وجاء البكاؤن إلى رسول الله صلى الله عليه واله وهم سبعة من بني عمرو بن عوف سالم بن عمير وقد شهد بدرا لا اختلاف فيه، ومن بني واقف هرمي بن عمير(3) ومن بني حارثة علبة بن زيد وهو الذي

___________________________________

(1) وفي المصدر بعد قوله: النساء هكذا " عن عبدالله الحلبي قال: سئلته عن قوله: " رضوا بأن يكونوا مع الخوالف " فقال: النساء، انهم قالوا.اه ".

(2) السمك: السقف.

(3) وفي السيرة " هرمي بن عبدالله ".

[ * ]

[252]

تصدق بعرضه، وذلك ان رسول الله صلى الله عليه واله امر بالصدقة، فجعل الناس يأتون بها فجاء علبة فقال يارسول الله والله ما عندي ما أتصدق به وقد جعلت عرضي حلا، فقال له رسول الله صلى الله عليه واله: قد قبل الله تعالى صدقتك ومن بني مازن بن نجار ابوليلى عبدالرحمان بن كعب، ومن بني سلمة عمرو بن غنيمة ومن بني زريق سلمة بن صخر ومن بني العزما ضرة بن سارية السلمي(1) هؤلاء جاؤا إلى رسول الله صلى الله عليه واله يبكون فقالوا: يارسول الله ليس بنا قوة أن نخرج معك، فأنزل الله عزوجل فيهم: ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج اذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم ولا على الذين اذا ما اتوك لتحملهم قلت لا اجد ما أحملكم عليه تولوا واعينهم تفيض من الدمع حزنا الا يجدوا ما ينفقون قال وانما سال هؤلاء البكاؤن نعلا يلبسونها، ثم قال جل ذكره: انما السبيل على الذين يستأذنوك وهم اغنياء رضوا بان يكونوا مع الخوالف والمستأذنون ثمانون رجلا من قبائل شتى والخوالف النساء.

270 - في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن علي بن الحكم عن ابان الاحمر عن حمزة بن الطيار عن ابي عبدالله عليه السلام قال: قال: وكذلك اذا نظرت في جميع الاشياء لم تجد أحدا في ضيق، ولم تجد أحدا الا والله عليه الحجة ولله فيه المشية، ولا أقول انهم ما شاؤا صنعوا ثم قال: ان الله يهدي ويضل، وقال: وما أمروا الا بدون سعتهم، وكل شئ امر الناس فهم يسعون له وكل شئ لا يسعون له فهو موضوع عنهم ولكن الناس لا خير فيهم ثم تلا عليه السلام " ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج " فوضع عنهم " ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم * ولا على الذين اذا ما أتوك لتحملهم " فوضع عنهم لانهم لا يجدون.

271 - في من لا يحضره الفقيه قال الصادق عليه السلام: شفاعتنا لاهل الكباير من شيعتنا، فاما التائبون فان الله عزوجل يقول: " ما على المحسنين من سبيل ".

___________________________________

(1) في تسمية بعض البكائين خلاف فليراجع السير والتواريخ.

[ * ]

[253]

272 - في كتاب الخصال عن تميم الداري قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله من يضمن لي خمسا اضمن له الجنة قيل: وما هي يارسول الله؟ قال: النصيحة لله عزوجل و النصيحة لرسوله، والنصيحة لكتاب الله والنصيحة لدين الله، والنصيحة لجماعة المسلمين.

273 - في تفسير العياشي عن عبدالله بن حرب قال: لما اقبل الناس مع امير المؤمنين من صفين أقبلنا معه حتى اذا جزنا النخيلة وراينا أبيات الكوفة، اذا شيخ جالس في ظل بيت على وجهه اثر المرض، فأقبل اليه امير المؤمنين عليه السلام ونحن معه حتى سلم عليه وسلمنا معه فرد بنا حسنا قال له امير المؤمنين عليه السلام: فهل شهدت معنا غزاتنا هذه؟ فقال: لا لقد اردتها ولكن ما ترى في من طب الحمى(1) خذلتني عنها.

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: " ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون " إلى آخر الاية والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

274 - عن عبدالرحمان بن كثير قال: قال ابوعبدالله عليه السلام يا عبدالرحمان شيعتنا والله لا يتختم البيوت(2) والخطايا، هم صفو الله الذين اختارهم لدينه.

وهو قول الله: " ما على المحسنين من سبيل ".

275 عن الحلبي وزرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن ابيجعفر وابيعبد الله عليهما السلام حديث طويل وفي آخره: ولا على الذين اذا ما اتوك لتحملهم الآية قال عبدالله بن يزيد بن ورقاء الخزاعي(3) احدهم.

276 - في مجمع البيان: فان ترضوا عنهم فان الله لا يرضى عن القوم الفاسقين جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه واله قال: من التمس رضا الله بسخط الناس رضى الله عنه وارضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه واسخط

___________________________________

(1) الطب: العادة.

الشأن.

وفي بعض النسخ " طلب " مكان " طب ".

(2) كذا في النسخ وفي المصدر " الذنوب " مكان " البيوت ".

(3) كذا في النسخ لكن الصحيح " بديل " بدل " يزيد " ويمكن التصحيف ايضا وهو عبدالله بن بديل بن ورقاء الخزاعي من التابعين الكبار ورؤسائهم وزهادهم وهو من أجلاء أصحاب امير المؤمنين عليه السلام وقتل بصفين وكان امير الرجالة رضوان الله تعالى عليه.

[ * ]

[254]

عليه الناس.

قال عز من قائل: الاعراب اشد كفرا ونفاقا الآية.

277 - في اصول الكافي علي بن محمد بن عبدالرحمان عن احمد بن محمد ابن خالد عن عثمان بن عيسى عن علي بن ابي حمزة قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: تفقهوا في الدين فانه من لم يتفقه في الدين فهو اعرابي(1) ان الله يقول في كتابه: " ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون ".

278 - الحسين بن محمد عن جعفر بن محمد عن القاسم بن الربيع عن المفضل ابن عمر قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: عليكم بالتفقه في دين الله، ولا تكونوا اعرابا فانه من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله اليه يوم القيمة ولم يزك له عملا.

279 - في روضة الكافي سهل عن يحيى بن المبارك عن عبدالرحمان بن جبلة عن اسحق بن عمار او غيره قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: نحن بنو هاشم وشيعتنا العرب، وساير الناس الاعراب.

280 - في تفسير العياشي عن داود بن الحصين عن ابيعبد الله عليه السلام قال: سألته عن قوله: ومن الاعراب من يؤمن بالله واليوم الاخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله ايثيبهم عليه؟ قال: نعم.

281 - وفي رواية اخرى عنه: يثابون عليه؟ قال: نعم.

282 - في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن بكر بن صالح عن القاسم ابن بريد قال: حدثنا ابوعمرو الزبيري عن ابيعبد الله عليه السلام قال: قلت له: ان للايمان درجات ومنازل يتفاضل المؤمنون فيها عند الله؟ قال: نعم قلت: صف لي رحمك الله حتى افهمه، قال: ان الله سبق بين المؤمنين كما يسبق بين الخيل يوم الرهان(2) ثم فضلهم على درجاتهم في السبق اليه: فجعل كل امرء منهم على درجة سبقه لا ينقصه فيها من

___________________________________

(1) الاعرابي منسوب إلى الاعراب ولا واحد له نص عليه الجوهري والمراد الذين يسكنون البادية ولا يتعلمون الاحكام الشرعية.

(2) الرهان: المسابقة على الخيل.

[ * ]

[255]

حقه، ولا يتقدم مسبوق سابقا، ولا مفضول فاضلا، تفاضل بذلك اوائل هذه الامة وأواخرها و لو لم يكن للسابق إلى الايمان فضل على المسبوق اذا للحق اواخر هذه الامة اولها نعم ولتقدموهم اذا لم يكن لمن سبق إلى الايمان الفضل على من ابطأ عنه ولكن بدرجات الايمان قدم الله السابقين وبالابطاء عن الايمان أخر الله المقصرين لانا نجد من المؤمنين من الآخرين من هو اكثر عملا من الاولين واكثرهم صلوة وصوما وحجا وزكوة وجهادا وانفاقا ولو لم يكن سوابق يفضل بها المؤمنون بعضهم بعضا عند الله لكان الآخرون بكثرة العمل مقدمين على الاولين ولكن ابى الله عزوجل ان يدرك آخر درجات الايمان اولها ويقدم فيها من آخر الله او يؤخر فيها من قدم الله قلت: أخبرني عما ندب الله عزوجل المؤمنين اليه من لاستباق إلى الايمان؟ فقال: قول الله عزوجل: والسابقون الاولون من المهاجرون والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه فبدأ بالمهاجرين الاولين والانصار على درجة سبقهم، ثم ثنى بالانصار، ثم ثلث بالتابعين لهم باحسان، فوضع كل قوم على قدر درجاتهم ومنازلهم عنده، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

283 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن امير المؤمنين عليه السلام انه قال في اثناء كلام له في جمع من المهاجرين والانصار في المسجد ايام خلافة عثمان: فانشدكم الله أتعلمون حيث نزلت: " والسابقون الاولون من المهاجرون والانصار والسابقون السابقون اولئك المقربون " سئل عنها رسول الله صلى الله عليه واله؟ فقال: انزلها الله تعالى في الانبياء وأوصيائهم، فانا افضل انبياء الله ورسله و علي بن ابي طالب افضل الاوصياء؟ قالوا: اللهم نعم.

284 - في تفسير علي بن ابراهيم ثم ذكر السابقين فقال: " والسابقون الاولون من المهاجرون والانصار " وهم النقباء ابوذر والمقداد وسلمان وعمار ومن آمن وصدق وثبت على ولاية امير المؤمنين عليه السلام.

285 - في روضة الكافي علي بن ابراهيم عن ابن ابي عمير عن عمرو بن ابي المقدام قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: خرجت انا وابي حتى اذا كنا بين القبر

[256]

والمنبر اذا هو باناس من الشيعة فسلم عليهم ثم قال: اني والله لاحب رياحكم و ارواحكم فاعينوني على ذلك بورع واجتهاد، واعلموا ان ولايتنا لا تنال الا بالورع والاجتهاد، ومن ائتم منكم بعبد فليعمل بعمله، انتم شيعة الله وانتم انصار الله، وانتم السابقون الاولون والسابقون الاخرون السابقون في الدنيا والسابقون في الاخرة إلى الجنة، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

286 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: لا يقع اسم الهجرة على احد الا بمعرفة الحجة في الارض، فمن عرفها واقر بها فهو مهاجر.

287 - في مجمع البيان واختلف في اول من اسلم من المهاجرين فقيل: ان اول من اسلم خديجة بنت خويلد ثم علي بن ابي طالب وهو قول ابن عباس وجابر بن عبدالله وانس وزيد بن ارقم ومجاهد وقتادة وابن اسحق وغيرهم، قال أنس: بعث النبي صلى الله عليه واله يوم الاثنين وصلى علي وأسلم يوم الثلثاء وقال مجاهد وابن اسحق: انه اسلم و هو ابن عشر سنين وكان مع رسول الله صلى الله عليه واله اخذه من ابي طالب وضمه إلى نفسه يربيه في حجره، وكان معه حتى بعث نبيا وروى ان ابا طالب قال لعلي عليه السلام اي بني ما هذا الدين؟ ما هذا الذي انت عليه؟ قال: ياابه آمنت بالله وبرسوله وصدقته فيما جاء به وصليت معه لله، فقال له: الا ان محمدا لا يدعو الا إلى خير فالزمه.

288 - وروى عبدالله بن موسى عن العلا بن صالح عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبدالله قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: انا عبدالله واخو رسوله، وانا الصديق الاكبر لا يقولها بعدي الا كذاب مفتر، صليت قبل الناس بسبع سنين.

289 - وفي مسند السيد ابي طالب الهروي مرفوعا إلى ابي ايوب عن النبي صلى الله عليه واله قال: صلت الملائكة علي وعلى علي عليه السلام سبع سنين وذلك انه لم يصل فيها احد غيري وغيره.

290 - وروى الحاكم ابوالقاسم الحسكاني باسناده مرفوعا إلى عبدالرحمان بن عوف في قوله سبحانه: " والسابقون الاولون " قال: هم عشرة من قريش أولهم اسلاما علي بن ابي طالب عليه السلام.

291 - في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن اسباط

[257]

عن سليم مولى طربال قال: حدثني هشام عن حمزة بن الطيار قال: قال لي ابوعبدالله عليه السلام: الناس على ستة اصناف، قال: قلت: تأذن ان اكتبها؟ قال: نعم، قلت: ما اكتب؟ قال: اكتب وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا قال: من هؤلاء؟ قال وحشي منهم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

292 - عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن حسان عن موسى بكر عن رجل قال قال ابوجعفر عليه السلام: " الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا " فاولئك قوم مؤمنون يحدثون في ايمانهم من الذنوب التي يعيبها المؤمنون ويكرهونها، فاولئك عس الله ان يتوب عليهم.

293 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وقال الحسن عليه السلام لحبيب بن مسلمة الفهري: رب مسير لك في غير طاعة قال: اما مسيري إلى ابيك فلا، قال: بلى و لكنك اطعت معاوية على دنيا قليلة، فلئن كان قام بك في دنياك لقد قعد بك في آخرتك فلو كنت اذا فعلت شرا قلت خيرا كنت كما قال الله عزوجل: " خلطوا عملا صالحا و آخر سيئا " ولكنك كما قال: " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ".

294 - في تفسير العياشي عن محمد بن خالد بن الحجاج الكرخي عن بعض اصحابه رفعه إلى خيثمة قال قال ابوجعفر عليه السلام في قول الله: " خلطوا عملا صالحا و آخر سيئا "(1) قال: قوم اجترحوا ذنوبا(2) مثل قتل حمزة وجعفر الطيار ثم تابوا ثم قال: ومن قتل مؤمنا لم يوفق للتوبة الا ان الله لا يقطع طمع العباد فيه ورجاهم منه وقال هو [ أ ] وغيره ان عسى من الله واجب.

295 - عن ابي بكر الحضرمي قال: قال محمد بن سعيد: سل ابا عبدالله عليه السلام: فاعرض عليه كلامي وقل له: اني اتولاكم وابرأ من عدوكم وأقول بالقدر وقولي فيه قولك؟

___________________________________

(1) وفي المصدر بعد قوله تعالى: وآخر سيئا هكذا: " عسى الله أن يتوب عليهم وعسى من الله واجب وانما نزلت في شيعتنا المذنبين (المؤمنين خ ل) عن أحمد بن محمد بن أبي نصر رفعه إلى الشيخ في قوله عملا تعالى: خلطوا صالحا وآخر سيئا، قال قوم.اه ".

(2) اجترح: اكتسب.

[ * ]

[258]

قال: فعرضت كلامه على ابي عبدالله عليه السلام فحرك يده ثم قال: " خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم " قال: ما اعرفه من موالي امير المؤمنين.

296 - عن زرارة عن ابيجعفر عليه السلام عن قول الله: " وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا " قال: اولئك قوم مذنبون يحدثون في ايمانهم من الذنوب التي يعيبها المؤمنون ويكرهها، " فاولئك عسى الله ان يتوب عليهم ".

297 - عن زرارة عن ابي جعفر عليه السلام قال: قلت له: من وافقنا من علوي أو غيره توليناه ومن خالفنا برئنا منه من علوي أو غيره؟ قال: يازرارة قول الله اصدق من قولك، أين الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا.

298 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله عزوجل: " وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله ان يتوب عليهم ان الله غفور رحيم " نزلت في ابي لبابة بن عبدالمنذر وكان رسول الله صلى الله عليه واله لما حاصر بني قريضة قالوا له: ابعث الينا ابا لبابة نستشيره في أمرنا، فقال له رسول الله صلى الله عليه واله: ايت حلفاء‌ك ومواليك فأتاهم فقالوا له: ياابا لبابة ما ترى أننزل على ما حكم محمد؟ فقال: انزلوا واعلموا ان حكمه فيكم هو الذبح وأشار إلى حلقه، ثم ندم على ذلك فقال: خنت الله ورسوله، ونزل من حصنهم ولم يرجع إلى رسول الله صلى الله عليه واله، ومر إلى المسجد وشد في عنقه حبلا ثم شده إلى الاسطوانة التي تسمى اسطوانة التوبة، وقال: لا احله حتى أموت أو يتوب الله علي، فبلغ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ذلك فقال: اما لو أتانا لاستغفرنا له الله، فاما اذا قصد إلى ربه فالله أولى به، وكان أبولبابة يصوم النهار ويأكل بالليل ما يمسك به نفسه، فكانت بنته تأتيه بعشائه وتحله عند قضاء الحاجة، فلما كان بعد ذلك ورسول الله صلى الله عليه واله في بيت ام سلمة نزلت توبته، فقال: ياام سلمة قد تاب الله على ابي لبابة، فقالت: يارسول الله أفأؤذنه بذلك؟ فقال: لتفعلن، فأخرجت رأسها من الحجرة فقالت: ياأبا لبابة أبشر فقد تاب الله عليك، فقال: الحمد لله فوثب المسلمون ليحلوه، فقال: لا والله حتى يحلني رسول الله صلى الله عليه واله فجاء رسول الله فقال: ياابا لبابة قد تاب الله

[259]

عليك توبة لو ولدت من امك يومك هذا لكفاك فقال: يارسول الله افأتصدق بمالي كله؟ قال: لا، قال: فبثلثيه؟ قال: لا قال فبنصفه؟ قال: لا، قال: فبثلثه؟ قال: نعم، فأنزل الله: " وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم ان الله غفور رحيم * خذ من اموالهم صدقة إلى قوله: ان الله هو يقبل التوبة عن عباده وياخذ الصدقات وان الله هو التواب الرحيم ".

299 - في مجمع البيان روى عن ابي جعفر الباقر عليه السلام انها نزلت في ابي لبابة ولم يذكر معه غيره، وسبب نزولها فيه ما جرى في بني قريضة حين قال: ان نزلتم على حكمه فهو الذبح.

300 - في عوالي اللئالي وروى ان الثلثة الذين تخلفوا في غزوة تبوك لما نزل في حقهم: " وعلى الثلثة الذين خلفوا " الآية وتاب الله عليهم قالوا: خذ من أموالنا صدقة يارسول الله وتصدق بها وطهرنا من الذنوب، فقال عليه السلام: ما أمرت ان آخذ من أموالكم شيئا، فنزل: " خذ من أموالهم صدقة " فأخذ منهم الزكوة المقررة شرعا.

301 - في تهذيب الاحكام محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد وعبدالله ابن محمد عن علي بن مهزيار قال: كتب اليه أبوجعفر عليه السلام وقرأت انا كتابه اليه في طريق مكة قال: الذي أوجبت في سنتي هذه، وهذه سنة عشرين ومأتين فقط، لمعنى من المعاني أكره تفسير المعنى كله خوفا من الانتشار وسأفسر لك بعضه انشاء الله، ان موالي - اسأل الله صلاحهم أو بعضهم - قصروا فيما يجب عليهم، فعلمت ذلك فأحببت ان أطهرهم وأزكيهم بما فعلت في عامي هذا من امر الخمس، قال الله تعالى: " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم ان صلوتك سكن لهم والله سميع عليم * ألم يعلموا ان الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وان الله هو التواب الرحيم * وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعلمون " والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

302 - في تفسير العياشي عن علي بن حسان الواسطي عن بعض أصحابه عن أبيعبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها "

[260]

جارية هي في الامام بعد رسول الله صلى الله عليه واله؟ قال: نعم.

303 - عن زرارة عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قلت له قوله: " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها " أهو قوله: " وآتوا الزكوة "؟ قال قال: الصدقات في النبات والحيوان، والزكوة في الذهب والفضة وزكوة الصوم.

304 - في اصول الكافي الحسين بن محمد بن عامر باسناده رفعه قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: من زعم ان الامام يحتاج إلى ما في ايدي الناس فهو كافر، انما الناس يحتاجون أن يقبل منهم الامام قال الله عزوجل: " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ".

305 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: اني لاخذ من أحدكم الدرهم، واني لاكثر أهل المدينة مالا أريد بذلك الا ان تطهروا.

306 - في الكافي عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد وأحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن عبدالله بن سنان قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: لما نزلت آية الزكوة: " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها " وأنزلت في شهر رمضان، فأمر رسول الله صلى الله عليه واله مناديه في الناس: ان الله فرض عليكم الزكوة كما فرض عليكم الصلوة ففرض الله عزوجل عليهم من الذهب والفضة، وفرض عليهم الصدقة من الابل والبقر والغنم ومن الحنطة والشعير والتمر والزبيب، فنادى بهم بذلك في شهر رمضان وعفى لهم عما سوى ذلك، قال: ثم لم يعرض بشئ من أموالهم حتى حال عليهم الحول من قابل، فصاموا وأفطروا فأمر مناديه فنادى في المسلمين: ايها المسلمون زكوا أموالكم تقبل صلوتكم، قال: ثم وجه عمال الصدقة وعمال الطسوق(1).

307 - في مجمع البيان: " وصل عليهم " وروى عن النبي صلى الله واله انه كان اذا أتاه قوم بصدقتهم قال: اللهم صلى عليهم، قال عبدالله بن أبي أوفى وكان من اصحاب الشجرة فأتاه أبي بصدقته، فقال: اللهم صل على آل ابي أوفى اورده البخاري ومسلم في الصحيح.

308 - في كتاب الخصال عن حفص بن غياث النخعي قال: قال ابوعبدالله

___________________________________

(1) الطسق - كفلس -: الوظيفة من اخراج الارض المقررة عليها فارسى معرب.

[ * ]

[261]

عليه السلام: لا خير في الدنيا الا لاحد رجلين رجل يزداد في كل يوم احسانا، ورجل يتدارك ذنبه بالتوبة، وأنى له بالتوبة والله لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبل الله منه الا بولايتنا اهل البيت.

309 - عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: واذا ناولتم السائل شيئا فسلوه أن يدعو لكم، فانه يجاب له فيكم ولا يجاب في نفسه، لانهم يكذبون وليرد الذي يناوله يده إلى فيه فيقبلها، فان الله عزوجل يأخذها قبل أن تقع في يده كما قال عزوجل: ألم يعلموا ان الله هو يقبل التوبة عن عباده وياخذ الصدقات.

310 - في كتاب التوحيد باسناده إلى سليمان بن مروان عن ابي عبدالله عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: والقبض منه عزوجل في وجه آخر الاخذ، والاخذ في وجه القبول منه كما قال: " ويأخذ الصدقات " اي يقبلها من أهلها ويثيب عليها.

311 - في كتاب ثواب الاعمال وعن أبي جعفر عليه السلام قال: قال علي بن ابيطالب عليه السلام: تصدقت يوما بدينار فقال رسول الله صلى الله عليه واله: أما علمت ياعلي ان الصدقة لا تخرج من يده حتى تفك عنها من لحيى(1) سبعين شيطانا كلهم يأمره بأن لا يفعل وما تقع في يد السائل حتى تقع في يد الرب جل جلاله، ثم تلا هذه الاية: " ألم يعلموا ان الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وان الله هو التواب الرحيم ".

312 - في تهذيب الاحكام محمد بن يعقوب عن عدة من اصحابنا عن احمد ابن محمد بن خالد عن سعدان بن مسلم عن معلى بن خنيس عن ابي عبدالله عليه السلام قال: ان الله لم يخلق شيئا الا وله خازن يخزنه الا الصدقة، فان الرب يليها بنفسه وكان ابي اذا تصدق بشئ وضعه في يد السائل ثم ارتده منه فقبله وشمه ثم رده في يد السائل، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

313 - في تفسير العياشي عن محمد بن مسلم عن ابي عبدالله عن آبائه عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه واله: خصلتان لا احب أن يشاركني فيهما أحد: وضوئي فانه من صلوتي وصدقتي من يدي إلى يد السائل فانها تقع في يد الرب.

___________________________________

(1) اللحيان " العظمان اللذان تنبت اللحية على بشرتهما ويلتقيان لملتقاها الذقن.

[ * ]

[262]

314 - عن محمد بن مسلم عن احدهما قال: كان علي بن الحسين صلوات الله عليهما اذا أعطى السائل قبل يد السائل فقيل له: لم تفعل ذلك؟ قال: لانها تقع في يد الله قبل يد العبد، وقال: ليس من شئ الا وكل به ملك الا الصدقة فانها تقع في يد الله، قال الفضل: أظنه يقبل الخبز والدرهم.

315 - عن مالك بن عطية عن أبي عبدالله عليه السلام قال: علي بن الحسين صلوات الله عليه: ضمنت على ربي ان الصدقة لا تقع في يد العبد حتى تقع في يد الرب، وهو قوله: " وهو يقبل الصدقات ".

316 - عن محمد بن مسلم عن احدهما قال: سئل عن الاعمال هل تعرض على رسول الله صلى الله عليه واله؟ فقال: ما فيه شك، قيل له: أرأيت قول الله: وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون قال: الله شهد في أرضه(1).

317 - عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: " اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله المؤمنون "؟ قال تريد ان يروون علي هو الذي في نفسك.

318 - عن ابي بصير عن ابي عبدالله عليه السلام ان أبا الخطاب كان يقول: ان رسول الله صلى الله عليه واله تعرض عليه اعمال امته كل خميس، فقال ابوعبدالله عليه السلام: هو هكذا، ولكن رسول الله صلى الله عليه واله تعرض عليه أعمال امته كل صباح ومساء ابرارها وفجارها فاحذروا، وهو قول الله تبارك وتعالى: " فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " قال: تعرض على رسول الله صلى الله عليه واله أعمال امته كل صباح ابرارها وفجارها فاحذروا.

319 - عن زرارة عن بريد العجلي قال: قلت لابي جعفر عليه السلام في قول الله " اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " فقال: ما من مؤمن يموت ولا كافر يوضع في قبره حتى يعرض عمله على رسول الله صلى الله عليه واله وعلي فهلم إلى آخر من فرض الله طاعته على العباد.

320 - وقال ابوعبدالله عليه السلام.والمؤمنون هم الائمة.

321 - عن محمد بن مسلم عن ابيعبد الله عليه السلام " اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله

___________________________________

(1) وفي المصدر " قال: لله شهداء في أرضه ".

[ * ]

[263]

قال: ان لله شاهدا في ارضه وان اعمال العباد تعرض على رسول الله صلى الله عليه واله.

322 - عن محمد بن حسان الكوفي عن محمد بن جعفر عن ابيه جعفر عن ابيه (ع) قال: اذا كان يوم القيمة نصب منبر عن يمين العرش له اربع وعشرون مرقاة، ويجئ علي بن ابيطالب عليه السلام وبيده لواء الحمد، فيرتقيه ويذكره(1) ويعرض الخلايق عليه، فمن عرفه دخل الجنة ومن انكره دخل النار وتفسير ذلك في كتاب الله: " قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ".

323 - في امالي شيخ الطائفة " قدس سره " باسناده إلى عمر بن اذينة قال: كنت عند أبيعبد الله عليه السلام فقلت له: جعلت فداك قوله عزوجل: " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " قال: ايانا عنى.

324 - في اصول الكافي احمد عن عبدالعظيم عن الحسين بن صباح عمن اخبره قال: قرأ رجل عند ابيعبد الله عليه السلام: " قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " فقال: ليس هكذا هي، انما هي " والمأمونون " فنحن المأمونون.

325 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي بن ابي حمزة عن ابي بصير عن ابيعبد الله عليه السلام قال: تعرض الاعمال على رسول الله صلى الله عليه واله اعمال العباد كل صباح أبرارها وفجارها فاحذروها، وهو قول الله عزوجل: " اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله " وسكت.

326 - عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبدالحميد الطائي عن يعقوب بن شعيب قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: " اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله والمؤمنون " قال: هم الائمة.

327 - علي بن ابراهيم عن أبيه عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن ابي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: مالكم تسوؤن رسول الله صلى الله عليه واله؟ فقال له رجل: كيف نسوئه فقال: أما تعلمون ان اعمالكم تعرض عليه؟ فاذا راى فيها معصية سائه ذلك فلا تسوؤا

___________________________________

(1) وفي المصدر " ويركبه ".

[ * ]

[264]

رسول الله صلى الله عليه واله وسروه.

328 - علي عن ابيه عن القاسم بن محمد الزيات عن عبدالله بن ابان الزيات وكان مكينا عند الرضا عليه السلام قال: قلت للرضا عليه السلام: ادع الله لي ولاهل بيتي، فقال: اولست أفعل؟ والله ان اعمالكم لتعرض علي في كل يوم وليلة، قال: فاستعظمت ذلك فقال: اما تقرء كتاب الله عزوجل: " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " قال: هو والله علي بن ابي طالب عليه السلام(1).

329 - احمد بن مهران عن محمد بن علي عن ابي عبدالله الصامت عن يحيى بن مساور عن ابي جعفر عليه السلام انه ذكر هذه الآية " فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " قال: هو والله علي بن ابي طالب عليه السلام.

330 - عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن الوشاء قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: ان الاعمال تعرض على رسول الله صلى الله عليه واله ابرارها وفجارها.

331 - في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن حنان بن سدير عن ابيه عن ابي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: مقامي بين اظهركم خير لكم، فان الله يقول " وما كان ليعذبهم وانت فيهم " ومفارقتي اياكم خير لكم، فقالوا: يارسول الله مقامك بين اظهرنا خير لنا فكيف يكون مفارقتك خير لنا؟ فقال: اما مفارقتي اياكم خير لكم فلانه يعرض علي كل خميس واثنين اعمالكم، فما كان من حسنة حمدت الله عليها، وما كان من سيئة استغفرت لكم.

332 - في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي باسناده إلى ابي ذر رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: ياابا ذر تعرض اعمال اهل الدنيا على الله من الجمعة إلى الجمعة في يوم الاثنين والخميس، فيغفر لكل عبد مؤمن الا عبدا كانت بينه وبين اخيه شحناء(2).

333 - في كتاب معاني الاخبار حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد رضى الله عنه قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن ابان عن الحسين بن سعيد عن صفوان بن

___________________________________

(1) يعني عليا واولاده الائمة عليهم السلام قاله الفيض (ره) في الوافي.

(2) الشحناء: البغض والعداوة.

[ * ]

[265]

يحيى عن حجر بن زايدة عن حمران قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل " الا المستضعفين " قال: هم اهل الولاية.

قلت: واي ولاية؟ قال: انها ليست بولاية في الدين، لكنها الولاية في المناكحة والموارثة والمخالطة، وهم ليسوا بالمؤمنين ولا بالكفار وهم المرجون لامر الله.

334 - في اصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن ايوب عن عمر بن ابان قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن المستضعفين؟ فقال: هم اهل الولاية فقلت: واي ولاية؟ قال: اما انها ليست بالولاية في الدين، و لكنها الولاية في المناكحة والموارثة والمخالطة وهم ليسوا بالمؤمنين ولا بالكفار ومنهم المرجون لامر الله عزوجل.

335 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر عن زرارة عن ابي جعفر عليه السلام في قول الله تعالى: وآخرون مرجون لامر الله قال: قوم كانوا مشركين فقتلوا مثل حمزة وجعفر واشباههما من المؤمنين ثم انهم دخلوا في الاسلام فوحدوا الله وتركوا الشرك ولم يعرفوا الايمان بقلوبهم، فيكونوا من المؤمنين فتجب لهم الجنة ولم يكونوا على جحودهم فيكفروا فتجب لهم النار فهم على تلك الحال إما يعذبهم واما يتوب عليهم.

336 - في تفسير علي بن ابراهيم حدثني أبي عن يحيى بن عمران عن يونس عن ابي الطيار قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: المرجون لامر الله قوم كانوا مشركين قتلوا حمزة، وذكر كما قلنا عن زرارة عن ابي جعفر عليه السلام سواء.

337 - في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن حسان عن موسى بن بكر الواسطي عن رجل قال: قال ابوجعفر عليه السلام: المرجون قوم مشركون فقتلوا مثل حمزة وجعفر واشباههما من المؤمنين، ثم انهم بعد دخلوا في الاسلام فوحدوا وتركوا الشرك ولم يكونوا يؤمنون فيكونوا من المؤمنين ولم يؤمنوا فتجب لهم الجنة ولم يكفروا فتجب لهم النار، فهم على تلك الحال مرجون لامر الله.

338 - في تفسير العياشي عن هشام بن سالم عن ابي عبدالله عليه السلام في قول الله: " و

[266]

آخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا " وبعد: " وآخرون مرجون لامر الله " قال: هم قوم من المشركين اصابوا دماء من المسلمين ثم اسلموا فهم المرجون لامر الله.

339 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن ابي جعفر وابي عبدالله عليهما السلام قالا: المرجون هم قوم قاتلوا يوم بدر واحد ويوم حنين وسلوا المشركون ثم اسلموا بعد تأخره فاما يعذبهم واما يتوب عليهم.

340 - قال حمران: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن المستضعفين؟ قال: هم ليسوا بالمؤمن ولا بالكافر وهم المرجون لامر الله.

341 - وعن ابن الطيار قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: الناس على ست فرق يؤلون إلى ثلث فرق: الايمان والكفر والضلال وهم اهل الوعد الذين وعدوا الجنة والنار، وهم المؤمنون والكافرون والمستضعفون والمرجون لامر الله اما يعذبهم واما يتوب عليهم، والمعترفون بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، واهل الاعراف.

342 - عن الحارث عن ابي عبدالله عليه السلام قال: سالته بين الايمان والكفر منزلة؟ فقال: نعم ومنازل لو يجحد شيئا منها اكبه الله في النار، وبينهما آخرون مرجون لامر الله، وبينهما المستضعفون وبينهما آخرون خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا وبينهما قوله: وعلى الاعراف رجال.

343 - عن زرارة عن ابي جعفر عليه السلام قال: المرجون لامر الله قوم كانوا مشركين فقتلوا مثل حمزة وجعفر واشباههما، ثم دخلوا بعد في الاسلام فوحدوا الله وتركوا الشرك، ولم يعرفوا الايمان بقلوبهم فيكونوا من المؤمنين فتجب لهم الجنة، ولم يكونوا على جحودهم فيكفروا فتجب لهم النار، فهم على تلك الحال إما يعذبهم و إما يتوب عليهم، قال ابوعبدالله عليه السلام: يرى فيهم رايه؟ قال: قلت: جعلت فداك من أين يرزقون؟ قال: من حيث شاء الله وقال ابوابراهيم عليه السلام: هؤلاء قوم يوقفهم حتى يتبين فيهم رأيه.

344 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله: والذين اتخذوا مسجدا ضرارا و

[267]

كفرا فلانه كان سبب نزولها انه جاء قوم من المنافقين إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقالوا: يا رسول الله اتأذن لنا فبنى مسجدا في بني سالم للعليل والليلة المطيرة(1) والشيخ الفاني فأذن لهم رسول الله صلى الله عليه واله وهو على الخروج إلى تبوك، فقالوا: يارسول الله لو اتيتنا فصليت فيه؟ فقال: انا على جناح الطير فاذا وافيت انشاء الله اتيته فصليت فيه، فلما اقبل رسول الله صلى الله عليه واله من تبوك نزلت هذه الاية في شأن المسجد وابي عامر الراهب وقد كانوا حلفوا لرسول الله صلى الله عليه واله انهم يبنون ذلك للصلاح والحسنى، فانزل الله عزوجل على رسوله: " والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وارصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل " يعني ابا عامر الراهب كان يأتيهم فيذكر رسول الله صلى الله عليه وآله، وليحلفن ان اردنا الا الحسنى والله يشهد انهم لكاذبون * لا تقم فيه ابدا لمسجد اسس على التقوى من اول يوم يعني مسجد قبا احب ان تقوم فيه، فيه رجال يحبون ان يتطهروا والله يحب المتطهرين قال كانوا يتطهرون بالماء.

345 - في الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عيسى عن الحلبي عن أبيعبد الله عليه السلام قال: سألته عن المسجد الذي اسس على التقوى؟ قال: مسجد قبا.

346 - في تفسير العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبيجعفر وأبيعبد الله عليهما السلام عن قوله: " لمسجد اسس على التقوى من اول يوم " قال: مسجد قبا، واما قوله: " احق ان تقوم فيه " قال: يعني من مسجد النفاق فسألته: هل كان النبي صلى الله عليه واله يصلي في مسجد قبا؟ قال: منزله على سعد بن خيثمة الانصاري، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

347 - في مجمع البيان " لمسجد اسس على التقوى " الآية وروى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: هو مسجدي هذا، " فيه رجال، يحبون ان يتطهروا " قيل يحبون ان يتطهروا بالماء من الغايط والبول وهو المروى عن السيدين الباقر والصادق عليهما السلام.

___________________________________

(1) اي التي فيها مطر.

[ * ]

[268]

348 - وروى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال لاهل قبا: ماذا تفعلون في طهركم فان الله عزوجل قد احسن عليكم الثناء؟ قالوا: نغسل أثر الغائط، فقال: أنزل الله فيكم: " والله يحب المتطهرين ".

349 - في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبيجعفر عليه السلام قال: مسجد الضرار الذي اسس على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم.

350 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام وكل عبادة مؤسسة على غير التقوى فهي هباء منثور، قال الله عزوجل: أفمن اسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير ام من اسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم الآية وتفسير التقوى ترك ما ليس بأخذه باس حذرا عما به بأس.

351 - في امالي شيخ الطائفة باسناده إلى حبش بن المعتمر قال: دخلت على أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام فقلت: السلام عليك ياامير المؤمنين ورحمة الله كيف أمسيت؟ قال امسيت محبا لمحبنا مبغضا لمبغضنا وامسى محبنا مغتبطا برحمة من الله كان منتظرها، وامسى عدونا يؤسس بنيانه على شفا جرف هار فكان ذلك الشفا قد انهار به في نار جهنم.

352 - وباسناده إلى امير المؤمنين عليه السلام انه قال: ليس عبد من عباد الله ممن امتحن الله قلبه بالايمان الا وهو يجد مودتنا على قلبه فهو محبنا، وليس عبد من عباد الله ممن سخط لله عليه الا وهو يجد بغضنا على قلبه فهو مبغضنا، فأصبح محبنا ينتظر الرحمة وكان أبواب الرحمة قد فتحت له، وأصبح مبغضنا على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم، فهنيئا لاهل الرحمة رحمتهم وهنيئا(1) لاهل النار مثواهم.

353 - وباسناده إلى صالح بن ميثم التمار رحمه الله عليه السلام، قال: وجدت في كتاب ميثم رضى الله عنه يقول: تمسينا ليلة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فقال لنا: ليس من عبد امتحن الله قلبه بالايمان الا أصبح يجد مودتنا على قلبه، ولا أصبح عبد سخط الله عليه الا يجد بغضنا على قلبه فأصبحنا نفرح بحب المحب لنا

___________________________________

(1) لعله تصحيف " تعسا " كما في الحديث الاتي ويمكن ان يكون من باب قوله تعالى: فبشرهم بعذاب اليم.

[ * ]

[269]

ونعرف بغض المبغض لنا، وأصبح محبنا مغتبطا بحبنا برحمة من الله ينتظرها كل يوم، و أصبح مبغضنا يؤسس بنيانه على شفا جرف هار، فكان ذلك الشفا قد انهار به في نار جهنم، وكان أبواب الرحمة قد فتحت لاهل أصحاب الرحمة فهنيئا لاصحاب الرحمة رحمتهم وتعسا لاهل النار مثواهم.

354 - في تفسير علي بن ابراهيم قال علي بن ابراهيم: قوله عزوجل: لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم الا ان تقطع قلوبهم الا في موضع حتى يعني حتى يتقطع قلوبهم والله عليم حكيم فبعث رسول الله صلى الله عليه واله مالك بن دخشم الخزاعي وعامر بن عدي أخا بني عمرو بن عوف على أن يهدموه ويحرقوه فجاء مالك فقال لعامر: انتظرني حتى أخرج نارا من منزلي، فدخل و جاء بنار واشتعل في سعف النخل(1) ثم اشتعله في المسجد وتفرقوا، فقعد زيد بن حارثة حتى احترقت البنية ثم أمر بهدم حائطه.

355 - في مجمع البيان وقرائة يعقوب وسهل " إلى أن " على انه حرف الجر وهو قرائة الحسن ورواه البرقي عن أبي عبدالله عليه السلام وروى انه ارسل عمار بن ياسر و وحشيا فحرقاه امر بان يتخذ كناسة يلقى فيها الزبل والجيف.

356 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن بعض اصحابه قال: كتب أبوجعفر عليه السلام في رسالة إلى بعض خلفاء بني امية ومن ذلك من ضيع الجهاد الذي فضله الله تعالى على الاعمال وفضل عامله على العمال تفضيلا في الدرجات والمغفرة والرحمة، لانه ظهر به الدين وبه يدفع عن الدين، وبه اشترى الله من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بالجنة بيعا مفلحا منجحا اشترط عليهم فيه حفظ الحدود، وأول ذلك الدعاء إلى طاعة الله عزوجل من طاعة العباد و إلى عبادة الله من عبادة العباد، والى ولاية الله من ولاية العباد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

357 - علي بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي

___________________________________

(1) السعف: جريد النخل.

[ * ]

[270]

عمرو الزبيري عن ابي عبدالله عليه السلام قال: قلت له: اخبرني عن الدعاء إلى الله والجهاد في سبيل الله اهو لقوم لا يحل الا لهم ولا يقوم به الا من كان منهم ام هو مباح لكل من وحد الله عزوجل وآمن برسوله صلى الله عليه واله، ومن كان كذا فله أن يدعو إلى الله عزوجل والى طاعته، وان يجاهد في سبيله؟ فقال: ذلك لقوم لا يحل الا لهم ولا يقوم بذلك الا من كان منهم، قلت: من اولئك؟ قال: من قام بشرايط الله تعالى في القتال والجهاد على المجاهدين فهو المأذون له في الدعاء إلى الله تعالى ومن لم يكن قائما بشرايط الله في الجهاد على المجاهدين فليس بمأذون له في الجهاد ولا إلى الدعاء إلى الله حتى يحكم في نفسه ما اخذ الله عليه من شرايط الجهاد، قلت فبين لي يرحمك الله قال: ان الله تبارك وتعالى أخبر في كتابه الدعاء اليه ووصف الدعاة اليه فجعل ذلك لهم درجات يعرف بعضها بعضا ويستدل ببعضها على بعض فأخبر انه تبارك وتعالى اول من دعا إلى نفسه ودعا إلى طاعته واتباع أمره إلى قوله: ثم ذكر من اذن له في الدعاء اليه بعده وبعد رسوله في كتابه فقال: " ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون " ثم أخبر عن هذه الامة وممن هي وانها من ذرية ابراهيم ومن ذرية اسمعيل من سكان الحرم ممن لم يعبدوا غير الله قط، الذين وجبت لهم دعوة ابراهيم واسمعيل من أهل المسجد، الذين اخبر عنهم في كتابه انه أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا الذين وصفناهم قبل هذا في صفة ابراهيم عليه السلام(1) الذين عناهم الله تبارك وتعالى في قوله: " ادعوا إلى الله على بصيرة انا ومن اتبعني " يعني اول من اتبعه على الايمان به والتصديق له وبما جاء به من عند الله عزوجل من الامة التي بعث فيها ومنها واليها قبل الخلق ممن لم يشرك بالله قط، ولم يلبس ايمانه بظلم وهو الشرك، ثم ذكر اتباع نبيه صلى الله عليه واله واتباع هذه الامة التي وصفها في كتابه بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجعلها داعية اليه، واذن له في الدعاء اليه فقال: " ياايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين " ثم وصف اتباع نبيه صلى الله عليه واله من المؤمنين فقال: " محمد

___________________________________

(1) خ وفي بعض النس‍ " في صفة امة محمد ".

[ * ]

[271]

رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تريهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التورية و مثلهم في الانجيل " وقال: " يوم لا يخزى الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبايمانهم " يعني اولئك المؤمنين وقال: " قد افلح المؤمنون " ثم حلاهم و وصفهم كيلا يطمع في اللحاق بهم الا من كان منهم فقال فيما حلاهم به ووصفهم: " الذين هم في صلوتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون " إلى قوله: " اولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون " وقال في صفتهم وحليتهم ايضا: " الذين لا يدعون مع الله الها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق اثاما يضاعف له العذاب يوم القيمة ويخلد فيه مهانا " ثم أخبر انه اشترى من هؤلاء المؤمنين ومن كان على مثل صفتهم " انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التورية والانجيل والقرآن " ثم ذكر وفاهم له بعهده ومبايعته فقال: " ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم " فلما نزلت هذه الآية ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة قام رجل إلى النبي صلى الله عليه واله فقال يانبي الله أرأيتك الرجل يأخذ سيفه فيقاتل حتى يقتل الا انه يقترف من هذه المحارم أشهيد هو؟ فانزل الله عزوجل على رسوله: التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين ففسر النبي صلى الله عليه واله المجاهدين من المؤمنين الذين هذه صفتهم وحليتهم بالشهادة و الجنة، وقال: " التائبون " من الذنوب " العابدون " الذين لا يعبدون الا الله ولا يشركون به شيئا " الحامدون " الذين يحمدون الله على كل حال في الشدة والرخاء و " السائحون " الصائمون " الراكعون الساجدون " الذين يواظبون على الصلوات الخمس الحافظون لها والمحافظون عليها بركوعها وسجودها والخشوع فيها وفي اوقاتها " الآمرون بالمعروف " بعد ذلك والعاملون به " والناهون عن المنكر " والمنتهون عنه، قال: فبشر من قتل وهو قائم بهذه الشرائط بالشهادة والجنة والحديث

[272]

طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

358 - علي بن ابراهيم عن ابيه عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن ابيعبد الله عليه السلام قال: لقى عباد البصري علي بن الحسين عليهما السلام في طريق مكة فقال له: يا علي بن الحسين تركت الجهاد وصعوبته وأقبلت على الحج ولينته ان الله تعالى يقول: ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التورية والانجيل والقرآن ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم فقال له علي بن الحسين صلوات الله عليهما: أتم الآية فقال: " التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين " فقال علي بن الحسين عليهما السلام اذا رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحج.

359 - عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبيه الميمون عن ابي عبدالله عليه السلام ان امير المؤمنين عليه السلام كان اذا أراد القتال قال هذه الدعوات: اللهم انك اعلمت سبيلا من سبلك جعلت فيه رضاك وندبت اليه اوليائك و جعلته اشرف سبلك عندك ثوابا واكرمها لديك مآبا واحبها اليك مسلكا ثم اشتريت فيه من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليك حقا فاجعلني ممن اشترى فيه منك نفسه ثم وفى لك ببيعه الذي بايعك عليه غير ناكث ولا ناقض عهدا ولا مبدلا تبديلا، والدعاء طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

360 - في نهج البلاغة قال عليه السلام ألا حر يدع هذه اللماظة لاهلها(1) انه ليس لانفسكم ثمن الا الجنة فلا تبيعوها الا بها.

361 - وفيه فلا أموال بذلتموها للذي رزقها ولا أنفس خاطرتم بها للذي

___________________________________

(1) هذا هو الصحيح الموافق لنسخ نهج البلاغة لكن في نسخ الكتاب " المماطلة " و اللماظة - بفتح اللام -: ما تبقى في الفم من الطعام ولمظ الرجل: اذا تتبع بلسانه بقية الطعام في فمه وأخرج لسانه فمسح به شفتيه وكذلك التلمظ.

[ * ]

[273]

خلقها(1).

362 - في تفسير العياشي عن ابي بصير عن ابي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله: " ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بأن لهم الجنة " الآية قال: يعني في الميثاق: ثم قرأت عليه: " التائبون العابدون " فقال ابوجعفر: لا ولكن اقرأها التائبين العابدين إلى آخر الاية، وقال: اذا رأيت هؤلاء فعند ذلك هؤلاء اشترى منهم انفسهم واموالهم يعني في الرجعة.

363 - في تفسير علي بن ابراهيم وقوله عزوجل: " ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة " قال: نزلت في الائمة صلوات الله عليهم.

364 - حدثني ابي عن بعض رجاله قال: لقى الزهري علي بن الحسين عليهما السلام في طريق الحج فقال له: ياعلي بن الحسين تركت الجهاد وصعوبته واقبلت على الحج و لينته ان الله تبارك وتعالى يقول: " ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التورية والانجيل والقرآن ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم " فقال له علي بن الحسين عليهما السلام: انما هم الائمة صلوات الله عليهم، فقال: " التائبون العابدن الحامدون السائحون " إلى قوله: " وبشر المؤمنين " فقال له علي بن الحسين صلوات الله عليهما: اذا رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم افضل من الحج.

365 - في مجمع البيان " انفسهم واموالهم بأن لهم الجنة " انما اشترى من المؤمنين أنفسهم يبذلونها بالجهاد في سبيل الله، والجهاد قد يكون بالسيف وقد يكون باللسان وربما كان جهاد اللسان ابلغ لان سبيل الله دينه والدعاء إلى الدين يكون اولا باللسان وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله: لئن يهدى الله على يديك نسمة خير مما طلعت عليه الشمس

___________________________________

(1) قال ابن أبي الحديد: انتصاب الاموال بفعل مقدر دل عليه بذلتموها وكذلك انفس، يقول: لم تبذلوا اموالكم في رضا من رزقكم اياها، ولم تخاطروا بأنفسكم في رضا الخالق لها، والاولى بكم أن تبذلوا المال في رضا رازقه، والنفس في رضا خالقها لانه ليس أحد أحق منه بالمال والنفس وبذلهما في رضاه.

[ * ]

[274]

وكان الصادق عليه السلام يقول: يامن ليست له همة انه ليست لابدانكم ثمن الا الجنة فلا تبيعوها الا بها(1).

366 - " السائحون " روى مرفوعا عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: سياحة امتي الصيام.

367 - وفي قرائة ابي وعبدالله بن مسعود والاعمش " التائبين العابدين " بالياء إلى آخرها وروى ذلك عن ابي جعفر وابيعبد الله عليهما السلام.

368 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن علي بن الحكم عن علي بن ابي حمزة عن ابي بصير عن ابيعبد الله عليهما السلام قال: تلوت: " التائبون العابدون "، فقال: لا، اقرء " التائبين العابدين " إلى آخرها فسئل عن العلة في ذلك؟ فقال: اشترى من المؤمنين التائبين العابدين.

369 - في الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران عن ابي عبدالله عليه السلام قال: من اخذ سارقا فعفى عنه فذاك له فان رفعه إلى الامام قطعه، فان قال الذي سرق له: انا أهب له لم يدعه الامام حتى يقطعه اذا رفعه اليه، وانما الهبة قبل أن يرفع إلى الامام، وذلك قول الله عزوجل: والحافظون لحدود الله فان انتهى الحد إلى الامام فليس لاحد ان يتركه.

370 - في تفسير العياشي عن ابراهيم بن ابي البلاد عن بعض اصحابه قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: ما يقول الناس في قول الله عزوجل: وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة وعدها اياه قلت: يقولون: ابراهيم وعد اباه ليستغفر له، قال: ليس هو هكذا وان ابراهيم وعده ان يسلم فاستغفر له فلما تبين له انه عدو لله تبرأ منه.

371 - ابواسحق الهمداني عن الخليل عن ابي عبدالله عليه السلام قال: صلى رجل إلى جنبي فاستغفر لابويه وكانا ماتا في الجاهلية فقلت: تستغفر لابويك وقد ماتا في

___________________________________

(1) وذكر الطبرسي (ره) ان الاصمعي انشد للصادق عليه السلام هذه الابيات:

اتأمن بالنفس النفيسة ربها *** فليس لها في الخلق كلهم ثمن

بها نشترى الجنات ان أنا بعتها *** بشئ سواها ان ذلكم غبن

اذا ذهبت نفسي بدنيا اصبتها *** فقد ذهب الدنيا وقد ذهب الثمن

[ * ]

[275]

الجاهلية؟ قال: فقد استغفر ابراهيم لابيه فلم ادر ما أرد عليه، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه واله فأنزل الله: " وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة وعدها اياه فلما تبين له انه عدو لله تبرء منه " قال: لما مات تبين انه عدو لله فلم يستغفر له.

372 - عن جابر قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله: " ربنا اغفر لي ولوالدي " قال: هذه كلمة صحفها الكتاب انما كان استغفاره لابيه عن موعدة وعدها اياه، و انما كان: " ربنا اغفر لي ولوالدي " [ يعني ] اسمعيل واسحق، والحسن والحسين والله ابنا رسول الله صلى الله عليه واله.

373 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله: " وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة وعدها اياه " قال: قال ابراهيم لابيه: ان لم تعبد الاصنام استغفرت لك.

فلما لم يدع الاصنام تبرأ منه ابراهيم، ان ابراهيم لاواه حليم اي دعاء.

374 - وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام قال: الاواه المتضرع إلى الله في صلوته واذا خلا في قفرة(1) من الارض وفي الخلوات.

375 - في مجمع البيان ثم بين سبحانه الوجه في استغفار ابراهيم لابيه مع كونه كافرا سواء كان اباه الذي ولده او جده لامه او عمه على ما رواه اصحابنا " ان ابراهيم لاواه " اي دعاء كثير الدعاء وهو المروى عن ابي عبدالله عليه السلام، وقيل: هو الخاشع المتذلل رواه ابن شداد عن النبي صلى الله عليه واله.

وقيل هو المتأوه شفقا وفرقا المتضرع يقينا بالاجابة ولزوما للطاعة عن ابي عبيدة، قال الزجاج وقد انتظم قول ابي عبيدة اكثر ما روى في الاواه.

376 - في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن ابي جعفر عليه السلام قلت: " ان ابراهيم لاواه حليم " قال: الاواه هو الدعاء.

377 - علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن عبدالرحمن بن الحجاج قال: قلت لابي الحسن موسى عليه السلام: ارأيت ان احتجت إلى متطبب(2) وهو نصراني

___________________________________

(1) القفرة: الخلاء من الارض لا ماء به ولا نبات.

(2) المتطبب: المتعاطي علم الطب.

[ * ]

[276]

ان اسلم عليه او ادعوا له؟ قال: نعم لا ينفعه دعائك.

378 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن عبدالرحمان بن الحجاج قال: قلت لابي الحسن عليه السلام: ارأيت ان احتجت إلى الطبيب وهو نصراني اسلم اليه وأدعوا له؟ قال: نعم لا ينفعه دعاؤك.

379 - عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن عرفة عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قيل لابيعبد الله عليه السلام: كيف أدعو لليهودي والنصراني؟ قال: تقول له: بارك الله لك في دنياك.

380 - علي بن محمد عن اسحق بن محمد عن شاهويه بن عبدالله الجلاب قال: كتب الي ابوالحسن في كتاب: اردت ان تسأل عن الخلف بعد ابيجعفر عليه السلام وقلقت لذلك، فلا تغتم فان الله عزوجل لا يضل قوما بعد اذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون، وصاحبكم بعدي ابومحمد ابني، وعنده ما تحتاجون اليه يقدم ما شاء الله ويؤخر ما يشاء، ما ننسخ من آية او ننسها نأت بخير منها او مثلها، قد كتبت بما فيه بيان وقناع لذي عقل يقظان.

381 - في كتاب التوحيد حدثنا محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن ابي القاسم عن احمد بن ابيعبد الله عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن حمزة بن الطيار عن ابيعبد الله عليه السلام في قوله عزوجل: وما كان الله ليضل قوما بعد اذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون قال: حتى يعرفهم ما يرضيه وما يسخطه.

في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن حمزة بن محمد الطيار عن ابيعبد الله عليه السلام مثله سواء.

382 - في كتاب التوحيد حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن ابراهيم بن هاشم عن اسمعيل بن مرار عن يونس بن عبدالرحمن عن حماد بن عبدالاعلى قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: " وما كان الله ليضل قوما بعد اذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون "؟ قال: حتى يعرفهم ما يرضيه وما يسخطه.

[277]

383 - في قرب الاسناد للحميري احمد بن محمد بن عيسى عن احمد بن محمد ابن ابي نصر قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول إلى ان قال: وعنه عن احمد بن محمد بن ابي نصر قال: دخلت عليه بالقادسية فقلت له: جعلت فداك اني اريد ان اسئلك عن شئ وانا اجلك(1) والخطب فيه جليل، وانما اريد فكاك رقبتي من النار فرآني وقد زمعت(2) وقال: لا تدع شيئا تريد ان تسألني عنه الا سألتني عنه، قلت: جعلت فداك اني سئلت اباك وهو نازل في هذا الموضع عن خليفته من بعده، فدلني عليك، وقد سألتك مرة منذ سنين وليس لك ولد عن الامامة فيمن يكون من بعدك؟ فقلت: في ولدي، وقد وهب الله لك ابنين فايهما عندك بمنزلتك [ التي ] كانت عند ابيك؟ فقال لي: هذا الذي سألت عنه ليس هذا وقته، فقلت له: جعلت فداك قد رأيت ما ابتلينا به في ابيك ولست آمن الاحداث فقال: كلا انشاء الله لو كان الذي تخاف كان مني في ذلك حجة احتج بها عليك وعلى غيرك، اما علمت ان الامام الفرض عليه والواجب من الله اذا خاف الفوت على نفسه ان يحتج في الامام من بعده، والحجة معروفة مبينة، ان الله تبارك وتعالى يقول في كتابه: " وما كان الله ليضل قوما بعد اذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون " فطب نفسا وطيب نفس اصحابك، فان الامر يجئ على غير ما تحذرون انشاء الله.

384 - في تفسير العياشي علي بن ابي حمزة قال: قلت لابي الحسن عليه السلام: ان اباك اخبرنا بالخلف من بعده فلو خبرتنا به؟ قال: فأخذ بيدي فهزها ثم قال: " ما كان الله ليضل قوما بعد اذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون ".

385 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله عزوجل: " لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين والانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة " قال الصادق عليه السلام: هكذا نزلت، وهو ابوذر وابوخيثمة وعميرة بن وهب الذين تخلفوا ثم لحقوا برسول الله صلى الله عليه واله.

386 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمه الله " عن أبان بن تغلب عن أبي عبدالله

___________________________________

(1) أجله اجلالا: عظمه.

(2) زمع بمعنى دهش.

وفي هامش المصدر " دمعت خ ل ".

[ * ]

[278]

عليه السلام انه قرأ: " لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين والانصار " قال ابان: فقلت له: يابن عم رسول الله ان العامة لا تقرأ كما عندك؟ قال: وكيف تقرأ ياابان؟ قال: قلت: انها تقرأ: " لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار " فقال: ويلهم واي ذنب كان لرسول الله صلى الله عليه واله حتى تاب الله عليه منه انما تاب الله به على امته والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

387 - في مجمع البيان وقد روى عن الرضا علي بن موسى عليهما السلام انه قرأ: " ولقد تاب الله بالنبي على المهاجرين وعلى الثلثة الذين خلفوا " وقرائة علي بن الحسين زين العابدين وابي جعفر محمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق " خالفوا ".

388 - في تفسير العياشي عن فيض بن المختار قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: كيف تقرأ هذه الآية في التوبة: وعلى الثلثة الذين خلفوا حتى اذا ضاقت عليهم قال: قلت " خلفوا " قال لو خلفوا لكانوا في حال طاعة، وزاد الحسين بن المختار عنه: لو كان خلفوا ما كان عليهم من سبيل ولكنهم خالفوا عثمان وصاحباه، اما والله ما سمعوا صوت كافر ولا قعقعة حجر(1) الا قالوا أتانا فسلط الله عليهم الخوف حتى اصبحوا، قال صفوان: قال ابوعبدالله عليه السلام: كان ابولبابة احدهم، يعني في " وعلى الثلثة الذين خلفوا ".

389 - عن سلام عن ابي جعفر عليه السلام في قوله: ثم تاب عليهم ليتوبوا قال: اقالهم فوالله ما تابوا.

390 - في تفسير علي بن ابراهيم في قصة غزوة تبوك وقد كان تخلف عن رسول الله صلى الله عليه واله قوم من المنافقين وقوم من المؤمنين مستبصرين لم يعثر عليهم في نفاق: منهم كعب بن مالك الشاعر، ومرارة بن الربيع، وهلال بن امية الواقفي، فلما تاب الله عزوجل عليهم قال كعب: ما كنت قط أقوى مني في ذلك الوقت الذي خرج رسول الله صلى الله عليه واله

___________________________________

(1) الققعة: حكاية صوت السلاح وصوت الرعد والترسة ونحوها وفي تفسير البرهان و كذا في رواية الكليني " حافر " بدل " كافر ".

وفي بعض النسخ " حجة " مكان " حجر " والظاهر انه تصحيف.

[ * ]

[279]

إلى تبوك وما اجتمعت لي راحلتان قط الا في ذلك اليوم، فكنت أقول: أخرج غدا، أخرج بعد غد، فاني مقوى وتوانيت وبقيت بعد خروج النبي صلى الله عليه واله اياما ادخل السوق فلا أقضي حاجة، فلقيت هلال بن امية ومرارة بن الربيع وقد كانا تخلفا ايضا فتوافقنا أن نبكر إلى السوق ولم نقض حاجة، فما زلنا نقول: نخرج غدا وبعد غد حتى بلغنا اقبال رسول الله صلى الله عليه واله، فندمنا فلما وافى رسول الله استقبلناه نهنيه بالسلامة فسلمنا عليه فلم يرد علينا السلام وأعرض عنا، وسلمنا على اخواننا فلم يردوا علينا السلام، فبلغ ذلك اهلونا فقطعوا كلامنا، وكنا نحضر المسجد فلا يسلم علينا أحد ولم يكلمنا فجاء‌ت نساؤنا إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقلن: قد بلغنا سخطك على أزواجنا افنعتزلهم؟ فقال رسول الله: لا تعتزلوهم ولكن لا يقربوكن، فلما رأى كعب بن مالك وصاحباه ما قد حل لهم، قال: ما يقعدنا بالمدينة ولا يكلمنا رسول الله صلى الله عليه واله ولا اخواننا ولا أهلونا؟ فهلموا نخرج إلى هذا الجبل فلا نزال فيه حتى يتوب الله علينا أو نموت، فخرجوا إلى ذناب جبل بالمدينة وقد كانوا يصومون وكان أهلوهم يأتونهم بالطعام فيضعونه ناحية.

ثم يولون عنهم فلا يكلمونهم، فبقوا على هذه الحالة اياما كثيرة يبكون بالليل والنهار ويدعون الله عزوجل أن يغفر لهم، فلما طال عليهم الامر قال لهم كعب: قد سخط الله عزوجل علينا ورسوله صلى الله عليه واله قد سخط علينا، واخواننا قد سخطوا علينا، وأهلونا قد سخطوا علينا فلا يكلمنا أحد، فلم لا يسخط بعضنا على بعض؟ فتفرقوا في الليل وحلفوا أن لا يكلم أحد منهم صاحبه حتى يموت أو يتوب الله عزوجل عليه، فبقوا على هذه ثلثة ايام كل واحد منهم في ناحية من الجبل لا يرى أحد منهم صاحبه ولا يكلمه، فلما كان في الليلة الثالثة ورسول الله صلى الله عليه واله في بيت ام سلمة نزلت توبتهم على رسول الله صلى الله عليه وآله.

ثم قال في هؤلاء الثلثه: " وعلى الثلثة الذين خلفوا " فقال العالم عليه السلام: انما أنزل الله: " وعلى الثلثة الذين خالفوا " ولو خلفوا لم يكن عليهم عتب " حتى اذا ضاقت عليهم الارض بما رحبت " حيث لم يكلمهم رسول الله صلى الله عليه واله ولا اخوانهم ولا أهلوهم، فضاقت المدينة عليهم حتى خرجوا منها " وضاقت عليهم أنفسهم " حتى حلفوا ان لا يكلم بعضهم

[280]

بعضنا، فتفرقوا وتاب الله عليهم لما عرف من صدق نياتهم.

391 - في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى علي بن عقبة عن أبيه عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله: عزوجل " ثم تاب عليهم " قال: هي الاقالة.

392 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب جابر الانصاري عن الباقر عليه السلام في قوله: " وكونوا مع الصادقين " اي آل محمد.

393 - في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشا عن أحمد بن عائذ عن ابن اذينة عن بريد بن معاوية العجلي قال: سئلت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: اتقوا الله وكونوا مع الصادقين قال: ايانا عنى.

394 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال: سئلته عن قول الله عزوجل " واتقوا الله وكونوا مع الصادقين " قال: الصادقون هم الائمة والصديقون بطاعتهم.

(1).

395 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: وقد جعل الله للعلم اهلا وفرض الله طاعتهم بقوله: " واتقوا الله وكونوا مع الصادقين ".

396 - في مجمع البيان في مصحف عبدالله وقرائة ابن عباس " من الصادقين " وروى ذلك ايضا عن ابي عبدالله عليه السلام.

397 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن امير المؤمنين عليه السلام انه قال في اثناء كلام له في جمع من المهاجرين و الانصار في المسجد ايام خلافة عثمان: اسألكم بالله اتعلمون ان الله عزوجل لما انزل: " ياايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " فقال سلمان: يارسول الله عامة هذه الآية ام خاصة؟ فقال عليه السلام: اما المامورون فعامة المؤمنين امروا بذلك، واما الصادقون فخاصة لاخي علي عليه السلام واوصيائي من بعده إلى يوم القيمة؟ قالوا: اللهم نعم.

389 - في كتاب معاني الاخبار خطبة لعلي عليه السلام يذكر فيها نعم الله

___________________________________

(1) قال الفيض (ره): لعل المراد ان الصادقين صنفان صنف منهم الائمة المعصومون صلوات الله عليهم، والاخر المصدقون بان طاعتهم مفترضة من الله تعالى كمال التصديق، أو كل من صدق بالحق غاية التصديق بطاعة لربه أو بطاعته اياهم.

[ * ]

[281]

عزوجل عليه وفيها يقول عليه السلام: الا واني مخصوص في القرآن باسماء احذروا ان تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم، يقول الله عزوجل: " ان الله مع الصادقين " ان ذلك الصادق.

399 - في امالي شيخ الطائفة " قدس سره " باسناده إلى جابر عن ابيجعفر عليه السلام في قوله: " ياايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " قال: مع علي ابن ابي طالب عليه السلام.

400 - في تهذيب الاحكام في الدعاء بعد صلوة الغدير المسند إلى الصادق عليه السلام: ربنا انك امرتنا بطاعة ولاة امرك وامرتنا ان تكونوا مع الصادقين فقلت: " اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم " وقلت: " واتقوا الله وكونوا مع الصادقين " فسمعنا وأطعنا ربنا فثبت أقدامنا وتوفنا مسلمين مصدقين لاوليائك، ولا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب.

401 - في تفسير العياشي عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت: اصلحك الله اي شئ اذا أنا عملته استكملت حقيقة الايمان؟ قال: توالى أولياء الله محمد رسول الله وعلي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ثم انتهى الامر الينا ثم ابني جعفر وأومى إلى جعفر وهو جالس، فمن والى هؤلاء فقد والى أولياء الله وكان مع الصادقين كما امره الله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة(1).

402 - في تفسير علي بن ابراهيم وقال علي بن ابراهيم رحمه الله: وقوله

___________________________________

(1) " في كتاب سعد السعود لابن طاووس رحمه الله، فصل فيما نذكره من مجلد قالب الثمن عتيق عليه مكتوب: الاول من تفسير أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين صلوات الله عليه رواية ابي الجارود عنه، وقال بعد هذا: فصل فيما نذكره من الجزء الثالث من تفسير الباقر عليه السلام من وجهة ثانية من ثاني سطر بلفظه: وأما قوله: " ياايها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين "، يقول: كونوا مع علي بن ابي طالب وآل محمد، قال الله: " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه - وهو حمزة بن عبدالمطلب - ومنهم من ينتظر - وهو علي بن أبيطالب - يقول الله: وما بدلوا تبديلا " وقال الله: " اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " وهم هيهنا آل محمد، منه عفى عنه " كذا في هامش بعض النسخ وكتاب سعد السعود غير موجود عندي والعبارة لا تخلو من التصحيف.

[ * ]

[282]

عزوجل: " ياايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " قال: هم الائمة عليهم السلام، وقوله ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا الا كتب لهم ليجزيهم الله احسن ما كانوا يعملون قال: كلما فعلوا من ذلك جازاهم الله عليه.

403 - في اصول الكافي علي بن محمد بن عبدالله ن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن علي بن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: تفقهوا في الدين فانه من لم يتفقه منكم في الدين فهو اعرابي، ان الله يقول في كتابه: ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون.

404 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان عن يعقوب بن شعيب قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: اذا حدث على الامام حدث كيف يصنع الناس؟ قال: اين قول الله عزوجل: " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون "؟ قال: هم في عذر ما داموا في الطلب، وهؤلاء الذين ينتظرونهم في عذر حتى يرجع اليهم اصحابهم.

405 - علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبدالرحمن قال: حدثنا حماد عن عبد الاعلى قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول العامة: ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: من مات وليس له امام مات ميتة جاهلية؟ قال: الحق والله، قلت: فان امام هلك و رجل بخراسان لا يعلم من وصيه لم يسعه ذلك؟ قال: لا يسعه ان الامام اذا هلك وقعت حجة وصيه على من هو معه في البلد، وحق النفر على من ليس بحضرته اذا بلغهم ان الله عزوجل يقول: " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

406 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن بريد بن معاوية عن محمد بن مسلم قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: اصلحك الله بلغنا شكواك واشفقنا فلو اعلمتنا [ او علمتنا ] من؟ فقال: ان عليا عليه السلام كان عالما والعلم يتوارث، فلا يهلك عالم الا بقى من بعده من يعلم مثل علمه او ما شاء الله، قلت: افيسع الناس اذا مات العالم ان لا يعرفوا الذي بعده فقال

[283]

اما اهل هذه البلدة فلا، يعني المدينة، واما غيرها من البلدان فبقدر مسيرهم ان الله عزوجل يقول: " وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون " والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

407 - في عيون الاخبار في باب العلل التي ذكر الفضل بن شاذان انه سمعها من الرضا عليه السلام فان قال: فلم أمر بالحج؟ قيل: لعلة لوفادة وطلب الزيادة إلى أن قال: مع ما فيه من النفقه ونقل اخبار الائمة عليهم السلام إلى كل صقع وناحية(1) كما قال الله عزوجل: " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون * وليشهدوا منافع لهم ".

408 - في كتاب علل الشرايع حدثنا علي بن احمد " رحمه الله " قال: حدثنا محمد بن ابي عبدالله الكوفي عن ابي الخير صالح بن ابي حماد عن احمد بن هلال عن محمد بن ابي عمير عن عبدالله بن المؤمن الانصاري قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: ان قوما يروون ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: اختلاف امتي رحمة؟ فقال: صدقوا، فقلت: ان كان اختلافهم رحمة فاجتماعهم عذاب؟ قال: ليس حيث تذهب وذهبوا، انما اراد قول الله عزوجل: " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون " فأمرهم ان ينفروا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ويختلفوا اليه فيتعلموا ثم يرجعوا إلى قومهم فيعلموهم، انما اراد اختلافهم من البلدان لا اختلافا في دين الله انما الدين واحد.

409 - وباسناده إلى عبدالجبار عمن ذكره عن يونس بن يعقوب عن عبدالاعلى قال: قلت لابي الحسن عليه السلام: ان بلغنا وفات الامام كيف نصنع؟ قال: عليكم النفير قلت: النفير جميعا؟ قال: ان الله يقول: " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين " الاية، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

410 - في تفسير العياشي عن يعقوب بن شعيب عن ابي عبدالله عليه السلام قال:

___________________________________

(1) الصقع - بالضم - بمعنى الناحية ايضا.

[ * ]

[284]

قلت له: اذا حدث للامام حدث كيف يصنع الناس؟ قال: يكونون كما قال الله: " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين " إلى قوله: " يحذرون " قال: قلت: فما حالهم؟ قال: هم في عذر.

411 - وعنه ايضا في رواية اخرى ما تقول في قوم هلك امامهم كيف يصنعون؟ قال فقال لي: أما تقرأ كتاب الله: " فلولا نفر من كل فرقة " إلى قوله: " يحذرون "؟ قلت: جعلت فداك فما حال المنتظرين حتى يرجع المتفقهون؟ قال فقال لي: رحمك الله أما علمت انه كان بين محمد وعيسى صلى الله عليهما وآلهما خمسون ومأتا سنة، فمات قوم على دين عيسى انتظارا لدين محمد فاتاهم الله أجرهم مرتين.

412 - عن أحمد بن محمد عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال: كتب الي: انما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا، فاذا خفنا خاف، واذا امنا امن، قال الله: " فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة " الآية فقد فرضت عليكم المسألة والرد الينا ولم يفرض علينا الجواب.

413 - عن عبدالاعلى قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام؟ بلغنا وفاة الامام؟ قال: عليكم النفر قلت: جميعا؟ قال ان الله يقول: " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا " الآية قلت: نفر فمات بعضنا في الطريق؟ قال: فقال: " ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله " إلى قوله: " اجره على الله " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

414 - عن ابي بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: تفقهوا فانه من لم يتفقه منكم فانه أعرابي، ان الله يقول في كتابه " ليتفقهوا في الدين " إلى قوله: " يحذرون ".

415 - في اصول الكافي الحسين بن محمد عن جعفر بن محمد عن القاسم بن الربيع عن المفضل بن عمر قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: عليكم بالتفقه في دين الله ولا تكونوا أعرابا فانه من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله اليه يوم القيمة ولم يزك له عملا.

416 - محمد بن اسمعيل عن المفضل بن شاذان عن ابن ابي عمير عن جميل بن دراج

[285]

عن أبان بن تغلب عن ابي عبدالله عليه السلام قال.

لوددت ان أصحابي ضربت رؤسهم بالسياط حتى يتفقهوا.

417 - علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن عيسى عمن رواه عن ابي عبدالله عليه السلام قال: قال له رجل: جعلت فداك رجل عرف هذا الامر لزم بيته ولم يتعرف إلى أحد من اخوانه: قال: فقال: وكيف يتفقه هذا في دينه؟.

418 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن اسمعيل عن الفضل ابن شاذان النيسابوري جميعا عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: ان من علامات الفقه الحلم والصمت.

419 - في كتاب الخصال عن موسى بن أكيل قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: لا يكون الرجل فقيها حتى لا يبالي أي ثوبيه ابتذل وبما سد فروة الجوع.

420 - عن الحارث الاعور قال: قال امير المؤمنين عليه السلام: ثلث بهن يكمل المسلم: التفقه في الدين والتقدير في المعيشة والصبر على النوائب(1).

421 - في تفسير العياشي عن عمران بن عبدالله التيمي عن جعفر بن محمد عليهما السلام في قول الله تبارك وتعالى: قاتلوا الذين يلونكم من الكفار قال: الديلم.

422 - في تفسير علي بن ابراهيم " ياايها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة " قال: يجب على كل قوم أن يقاتلوا ممن يليهم ممن يقرب من بلادهم ولا يجوزوا ذلك الموضع، والغلظة اي غلظوا لهم القول والقتل.

423 - في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد قال: حدثنا ابوعمر والزبيري عن ابي عبدالله عليه السلام وذكر حديثا طويلا وفيه بعد أن قال عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها، وفرقه فيها وبين ذلك قلت قد فهمت نقصان الايمان وتمامه فمن أين جاء‌ت زيادته؟ قال: قول الله عزوجل: واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين آمنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون * واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم

___________________________________

(1) النوائب: المصائب.

[ * ]

[286]

وقال: " نحن نقص عليك نبأهم بالحق انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى " ولو كان كله واحدا لا زيادة فيه ولا نقصان لم يكن لاحد منهم فضل على أخيه ولاستوت النعم فيه، ولا استوى الناس وبطل التفضيل، ولكن بتمام الايمان دخل المؤمنون الجنة وبالزيادة في الايمان تفاضل المؤمن بالدرجات عند الله، وبالنقصان دخل المفرطون النار.

424 - في نهج البلاغة ومن حديثه عليه السلام: ان الايمان يبدو لمظة(1) في القلب كلما ازداد الايمان ازدادت اللمظة.

425 - في تفسير العياشي عن زرارة بن اعين عن ابي جعفر عليه السلام: " واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم " يقول: شكا إلى شكهم.

426 - عن ثعلبة عن ابي عبدالله عليه السلام قال: قال الله تبارك وتعالى لقد جائكم رسول من انفسكم قال فينا عزيز عليه ما عنتم قال: فينا حريص عليكم قال فينا بالمؤمنين رؤف رحيم قال: شركنا المؤمنين في هذه الرابعة وثلثة لنا.

427 - عن عبدالله بن سليمان عن ابي جعفر عليه السلام قال: تلا هذه الآية " لقد جاء‌كم رسول من انفسكم " قال: من انفسنا قال: " عزيز عليه ما عنتم " قال: ما عنتنا(2) قال: " حريص عليكم " علينا " بالمؤمنين رؤف رحيم " [ قال: بشيعتنا رؤف رحيم ] فلنا ثلثة ارباعها ولشيعتنا ربعها.

428 - في اصول الكافي محمد بن يحيى عن عبدالله بن جعفر عن السياري عن محمد بن بكر عن ابي الجارود عن الاصبغ بن نباتة عن امير المؤمنين عليه السلام انه قام اليه رجل فقال: ياامير المؤمنين ان ارضي ارض مسبعة وان السباع تغشى منزلي ولا تجوز حتى تأخذ فريستها(3) فقال: اقرء: " لقد جائكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم فان تولوا فقل حسبي الله لا اله

___________________________________

(1) اللمظة النقطة من البياض.

(2) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في الاصل " ما عندنا " وهو مصحف.

(3) ارض مسبعة: تكثر فيها السباع وفريسة الاسد: التي تكسرها.

[ * ]

[287]

الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم " فقرأها الرجل فاجتنبته السباع، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

429 - في روضة الكافي عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن يحيى بن مبارك عن عبدالله بن جبلة عن اسحق بن عمار عن أبي عبدالله عليه السلام قال: هكذا انزل الله عزوجل: " لقد جاء‌نا رسول من أنفسنا عزيز عليه ما عنتنا حريص علينا بالمؤمنين رؤف رحيم ".

430 - في من لا يحضره الفقيه في وصية النبي صلى الله عليه واله لعلي: عليه السلام: ياعلي من خاف من السباع فليقرأ: " لقد جائكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم " إلى آخر السورة.

431 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمه الله " عن معمر بن شداد قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: ثم وصفني الله تعالى بالرأفة والرحمة وذكر في كتابه: " لقد جائكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

432 - في مجمع البيان: " لقد جائكم رسول من أنفسكم " قيل: معناه انه من نكاح لم يصبه شئ من ولادة الجاهلية عن الصادق عليه السلام.

433 - وقرأ ابن عباس وابن علية وابن محيصن والزهري " انفسكم " بفتح الفاء وقيل: انها قرائة فاطمة عليها السلام.

434 - في جوامع الجامع وقرء من " انفسكم " اي من اشرفكم وافضلكم و قيل: هي قرائة رسول الله صلى الله عليه واله وفاطمة عليهما السلام.

435 - في تفسير علي بن ابراهيم ويقرأ: من انفسكم " اي من اشرفكم.

436 - في كتاب التوحيد حدثنا علي بن احمد بن محمد بن عمران الدقاق " رحمه الله " قال: حدثنا محمد بن ابي عبدالله الكوفي قال: حدثنا محمد بن اسمعيل البرمكي قال: حدثنا الحسين بن الحسن قال: حدثني ابي عن حنان بن سدير قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن العرش والكرسي فقال: ان للعرش صفات كثيرة مختلفة، له في

[288]

كل سبب وضع(1) في القرآن صفة على حدة.

فقوله: رب العرش العظيم يقول: الملك العظيم، وقوله: " الرحمان على العرش استوى " يقول: على الملك احتوى وهذا ملك الكيفوفية في الاشياء، ثم العرش في الوصل منفرد من الكرسي لانهما بابان من اكبر ابواب الغيوب، وهما جميعا غيبان وهما في الغيب مقرونان، لان الكرسي هو الباب الظاهر من الغيب الذي منه مطلع البدع ومنه الاشياء كلها والعرش هو الباب الباطن الذي يوجد فيه علم الكيف والكون والحمد والقدر والاين والمشية وصفة الارادة وعلم الالفاظ والحركات والترك وعلم العود والبدأ.

فهما في العلم بابان مقرونان، لان ملك العرش سوى ملك الكرسي، وعلمه اغيب من علم الكرسي، فمن ذلك قال: " رب العرش العظيم " اي صفته أعظم من صفة الكرسي وهما في ذلك مقرونان.

437 - حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد " رحمه الله " قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن علي بن اسمعيل عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليماني عن ابي الطفيل عن ابي جعفر عن علي بن الحسين عليهم السلام قال: ان الله عزوجل خلق العرش ارباعا لم يخلق قبله الا ثلثة اشياء الهوا والقلم والنور، ثم خلقه من انوار مختلفة فمن ذلك النور نور اخضر اخضرت منه الخضرة، ونور اصفر اصفرت منه الصفرة، ونور احمر احمرت منه الحمرة، ونور ابيض وهو نور الانوار، ومنه ضوء النهار، ثم جعله سبعين الف طبق: غلظ كل طبق كاول العرش إلى اسفل السافلين ليس من ذلك طبق الا يسبح بحمد ربه ويقدسه بأصوات مختلفة، والسنة غير مشتبهة، ولو اذن للسان منها فأسمع شيئا مما تحته لهدم الجبال والمداين والحصون، ولخسف البحار ولاهلك ما دونه، له ثمانية اركان على كل ركن منها من الملائكة ما لا يحصى عددهم الا الله عزوجل، يسبحون الليل والنهار لا يفترون، ولو حس شئ مما فوقه ما قام لذلك طرفة عين بينه و

___________________________________

(1) وفي المصدر " وصنع " بدل " وضع ".

[ * ]

[289]

بين الاحساس الجبروت والكبرياء والعظمة والقدس والرحمة والعلم، وليس وراء هذا مقال(1)

___________________________________

(1) " في كتاب طب الائمة (ع) عن الشعيري عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أراده انسان بسوء فأراد ان يحجز الله بينه وبينه فليقل حين براء‌ة (يراه ظ): اعوذ بحول الله وقوته من حول خلقه وقوتهم واعوذ برب الفلق من شر ما خلق ثم يقول: ما قال الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه وآله: فان تولوا فقل حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، صرف الله عنه كيد كل كائد، ومكر كل ماكر، وحسد كل حاسد ولا يقولن هذه الكلمات الا في وجهه فان الله يكفيه بحوله.

منه عفى عنه " (عن هامش بعض النسخ).

[ * ]




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21404052

  • التاريخ : 20/04/2024 - 04:21

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net