00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الاعراف 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير نور الثقلين ( الجزء الثاني )   ||   تأليف : الشيخ عبد على بن جمعة العروسي الحويزي

كتاب تفسير نور الثقلين

الجزء الثاني

لمؤلفه

المحدث الجليل العلامة الخبير

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي قدس سره

المتوفى سنة 1112

صححه وعلق عليه واشرف على طبعه

الحاج السيد هاشم الرسولي المحلاتي

بنفقة خادم الشريعة الحاج ابي القاسم المشتهر بسالك وفقه الله تعالى لمرضاته

[2]

سورة الاعراف

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى أبي عبدالله عليه السلام قال: من قرأ سورة الاعراف في كل شهر كان يوم القيامة من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون قال: فان قرأها في كل جمعة كان ممن لا يحاسب يوم القيامة، اما ان يكون فيها محكما فلا تدعوا قرائتها فانها تشهد يوم القيامة لمن قرأها.

2 - في مصباح الكفعمي عنه صلى الله عليه وآله: من قرأها جعل الله بينه وبين ابليس سترا، وكان آدم عليه السلام شفيعا له يوم القيامة.

3 - في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: والمص معناه انا الله المقتدر الصادق.

4 - وباسناده إلى سليمان بن الخصيب قال: حدثني الثقة قال: حدثنا أبوجمعة رحمة بن صدقة قال: أتى رجل من بني امية - وكان زنديقا - جعفر بن محمد عليهما السلام فقال له: قول الله " المص " أي شئ أراد بهذا؟ وأي شئ فيه من الحلال والحرام؟ وأي شئ مما ينتفع به الناس؟ قال: فاغتاظ من ذلك جعفر بن محمد عليهما السلام فقال: امسك ويحك ! الالف واحد، واللام ثلاثون، والميم أربعون، والصاد تسعون، كم معك؟ فقال الرجل: مأة وأحدى وستون، فقال له جعفر بن محمد عليه السلام: فاذا انقضت سنة احدى وستين ومأة ينقضي ملك أصحابك، قال: فنظر فلما انقضت احدى وستون ومأة عاشورا دخل المسودة(1) الكوفة وذهب ملكهم.

5 - في تفسير العياشي خيثمة الجعفري عن أبي لبيد المخزومي قال: قال أبو - جعفر عليه السلام: يابالبيد انه يملك من ولد العباس اثنا عشر، يقتل بعد الثامن منهم أربعة،

___________________________________

(1) المسودة - بكسر الواو - اي لابسي سواد، والمراد اصحاب الدعوة العباسية لانهم كانوا يلبسون ثيابا سوداء.

[ * ]

[3]

فتصيب أحدهم الذبحة(1) فتذبحه، هم فئة قصيرة اعمارهم.

قليلة مدتهم، خبيثة سيرتهم منهم الفويسق الملقب بالهادي والناطق والغاوي، يابالبيد ان في حروف القرآن المقطعة لعلما جما، ان الله تبارك وتعالى أنزل " الم ذلك الكتاب " فقام محمد صلى الله عليه واله حتى ظهر نوره وثبتت كلمته، وولد يوم ولد، وقد مضى من الالف السابع مأة سنة وثلات سنين، ثم قال: وتبيانه في كتاب الله في الحروف المقطعة اذا عددتها من غير تكرار، وليس من حروف مقطعة حرف ينقضي ايامه الا وقائم من بني هاشم عند انقضائه ثم قال: الالف واحد، واللام ثلاثون، والميم اربعون والصاد تسعون، فذلك مأة واحدى وستون، ثم كان بدو خروج الحسين بن علي عليه السلام الم الله، فلما بلغت مدته قام قائم ولد العباس عند " المص " ويقوم قائمنا عند انقضائها بالر فافهم ذلك وعه واكتمه(2).

6 - في تفسير علي بن ابراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن محمد بن قيس عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان حيى بن أخطب وأبا ياسر بن أخطب ونفرا من اليهود من أهل نجران أتوا رسول الله صلى الله عليه واله فقالوا له: أليس تذكر ان فيما انزل اليك " الم "؟ قال: بلى، قالوا: أتاك بها جبرئيل من عند الله؟ قال: نعم، قالوا: لقد بعث الله انبياء قبلك ما نعلم نبيا منهم خبر ما مدة ملكه وما أكل امته غيرك ! قال: فأقبل حيى بن أخطب على أصحابه فقال لهم: الالف واحد واللام ثلاثون، والميم أربعون، فهذه احدى وسبعون سنة فعجب ممن يدخل في دين مدة ملكه واكل امته احدى وسبعون سنة، قال: ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه واله فقال له: يامحمد هل مع هذا غيره؟ قال: نعم، قال: هات، قال: " المص " قال: هذا أثقل وأطول، الالف واحد، واللام ثلاثون، والميم أربعون، والصاد تسعون، فهذا مأة و

___________________________________

(1) الذبحة - كهمزة -: وجع في الحلق من الدم، وقيل: قرحة تظهر فيه فينسد معها وينقطع النفس ويسمى بالخناق(2) لهذين الحديثين شرح طويل ذكرناه في ذيل تفسير العياشي وكذا غير ذلك مما يرتبط بالحروف المقطعة فراجع ج 2: 3 - 9.

[ * ]

[4]

أحدى وستون سنة، ثم قال لرسول الله صلى الله عليه واله: هل مع هذا غيره؟ قال: نعم قال: هات، قال: " الر " قال: هذا أثقل وأطول، الالف واحد، واللام ثلاثون، والراء مأتان، فهل مع هذا غيره؟ قالوا: نعم: قال: هات، قال: " المر " قال: هذا أثقل وأطول، الالف واحد، واللام ثلاثون، والميم أربعون، والراء مأتان، قال: فهل مع هذا غيره؟ قال: نعم، قال: قد التبس علينا أمرك فما ندري ما أعطيت، ثم قاموا عنه، ثم قال أبوياسر لحيى أخيه: وما يدريك لعل محمدا قد جمع هذا كله واكثر منه، فقال أبوجعفر عليه السلام: ان هذه الايات انزلت " منه آيات محكمات هن ام الكتاب وأخر متشابهات " وهي تجري في وجوه اخر على غير ما تأول به حيى وأبوياسر وأصحابه.

7 - في مجمع البيان فلا يكن في صدرك حرج منه: وقد روى في الخبر ان الله تعالى لما انزل القرآن إلى رسول الله صلى الله عليه واله قال: اني اخشى أن يكذبني الناس ويثلغوا رأسي(1) ويتركوه كالخبزة، فأزال الله الخوف عنه بهذه الاية.

8 - في تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال امير المؤمنين عليه السلام في خطبته: قال الله: اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون ففي اتباع ما جاء‌كم من الله الفوز العظيم، وفي تركه الخطأ المبين.

9 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يذكر فيه أحوال القيامة وفيه: فيقام الرسل فيسألون عن تأدية الرسلات التي حملوها إلى أممهم، فأخبروا أنهم قد ادوا ذلك إلى أممهم وتسأل الامم فيجحدون، كما قال: فلنسئلن الذين ارسل اليهم ولنسئلن المرسلين فيقولون: " ما جائنا من بشير ولا نذير " فتشهد الرسل رسول الله صلى الله عليه واله فيشهد بصدق الرسل وبكذب من جحدها من الامم، فيقول لكل امة منهم: " بلى قد جائتكم بشير ونذير والله على كل شئ قدير " اي مقتدر على شهادة جوارحكم عليكم بتبليغ الرسل اليكم رسالاتهم.

10 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله: " فلنسئلن الذين ارسل اليهم ولنسئلن المرسلين " قال: الانبياء عما حملوا من الرسالة، قوله: فنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين

___________________________________

(1) ثلغ رأسه: شدخه وكسره.

[ * ]

[5]

قال: لم نغب عن أفعالهم.

11 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أبي عبدالله عليه السلام حديث طويل وفيه: قال السائل: أو ليس توزن الاعمال؟ قال عليه السلام: لا لان الاعمال ليست باجسام وانما هي صفة ما عملوا، وانما يحتاج إلى وزن الشئ من جهل عدد الاشياء ولا يعرف ثقلها وخفتها، وان الله لا يخفي عليه شئ، قال: فما معنى الميزان؟ قال: العدل، قال: فما معناه في كتابه: فمن ثقلت موازينه؟ قال: فمن رجح عمله.

12 - في مجمع البيان والوزن يومئذ الحق ذكر فيه أقوال إلى قوله: وثانيها ان الله ينصب ميزانا له لسان وكفتان يوم القيامة فتوزن به أعمال العباد الحسنات والسيئات إلى قوله: واما حسن القول الثاني فلمراعاة الخبر الوارد فيه والجري على ظاهره، و يجوز أن يكون كل ميزان صنفا من أصناف اعماله ويؤيد هذا ما جاء في الخبر: ان الصلوة ميزان فمن وفى استوفى.

13 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام في كلام طويل: فاذا أردت أن تعلم أصادق انت أم كاذب فانظر في قصد معناك وغور دعواك وعيرهما(1) بقسطاس من الله عزوجل كانك في القيامة قال الله تعالى: " والوزن يومئذ الحق " فاذا اعتدل معناك بدعواك ثبت لك الصدق.

14 - في كتاب الخصال عن محمد بن موسى قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: ان الخير ثقل على أهل الدنيا على قدر ثقله في موازينهم يوم القيامة، وان الشر خف على اهل الدنيا على قدر خفته في موازينهم يوم القيامة.

15 - عن أبي مسلم راعي رسول الله صلى الله عليه واله قال: سمعت رسول الله يقول: خمس ما اثقلهن في الميزان: سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر والولد الصالح يتوفى لمسلم فيصبر ويحتسب.

16 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله: " والوزن يومئذ الحق " قال: المجازاة بالاعمال ان خيرا فخير وان شرا فشر، وهو قوله: فمن ثقلت موازينه فأولئك هم

___________________________________

(1) من العيار [ * ]

[6]

المفلحون ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون قال: بالائمة يجحدون.

قوله: ولقد خلقناكم ثم صورناكم اي خلقناكم في أصلاب الرجال، وصورناكم في أرحام النساء، ثم قال: وصور ابن مريم في الرحم دون الصلب وان كان مخلوقا في اصلاب الانبياء ورفع وعليه مدرعة من صوف(1).

17 - حدثنا أحمد بن جعفر عن عبدالله المحمدي قال حدثنا كثير بن عياش عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى: " ولقد خلقناكم ثم صورناكم " قال: اما " خلقناكم " فنطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاما ثم لحما، واما " صورناكم " فالعين والانف والاذنين والفم واليدين والرجلين، صور هذا ونحوه ثم جعل الدميم والوسيم(2) والجسيم والطويل والقصير وأشباه هذا.

18 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه عن جعفر بن محمد عليهما السلام حديث طويل يقول في آخره: ان الله تعالى ذكره لا يحمل على المقاييس، ومن حمل أمر الله على المقاييس هلك واهلك، ان اول معصية ظهرت، الانانية من ابليس اللعين حين أمر الله تعالى ذكره ملائكته بالسجود لادم فسجدوا، وأبى اللعين ان يسجد فقال الله عزوجل: ما منعك الا تسجد اذ أمرتك قال: انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين فطرده الله عزوجل عن جواره ولعنه وسماه رجيما، واقسم بعزته لا يقيس أحد في دينه الا قرنه مع عدوه ابليس في أسفل درك من النار.

19 - وباسناده إلى عيسى بن عبدالله القرشي رفع الحديث قال: دخل أبوحنيفة على أبي عبدالله عليه السلام فقال له: يابا حنيفة بلغني انك تقيس ! قال نعم أنا أقيس، قال: لا تقس فان اول من قاس ابليس حين قال: " خلقتني من نار وخلقته من طين " فقاس ما بين النار والطين، ولو قاس نورية آدم بنورية النار عرف فصل ما بين النورين، وصفا احدهما على الاخر ولكن قس لي رأسك، أخبرني عن اذنيك ما لهما مرتان؟ قال: لا أدري

___________________________________

(1) المدرعة عند اليهود: ثوب من كتان كان يلبسه عظيم أحبارهم.

(2) الدميم: القبيح المنظر والوسيم خلافه.

[ * ]

[7]

قال: فانت لا تحسن تقيس رأسك فكيف تقيس الحلال والحرام قال يابن رسول الله اخبرني ما هو؟ قال ان الله عزوجل جعل الاذنين مرتين لئلا يدخلهما شئ الا مات، ولولا ذلك لقتل ابن آدم الهوام، وجعل الشفتين عذبتين ليجد ابن آدم طعم الحلو والمر وجعل العينين مالحتين لانهما شحمتان ولولا ملوحتهما لذابتا، وجعل الانف بادرا سائلا لئلا يدع في الرأس داء الا اخرجه، ولولا ذلك لثقل الدماغ وتدود.

20 - وباسناده إلى ابن شبرمة قال: دخلت انا وأبوحنيفة على جعفر بن محمد عليهما السلام فقال لابي حنيفة: اتق الله ولا تقس الدين برأيك، فان اول من قاس ابليس أمره الله عزوجل بالسجود لآدم فقال: انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

21 - وباسناده إلى ابن ابي ليلى قال: دخلت انا والنعمان على جعفر بن محمد عليهما السلام فرحب بنا وقال: يابن ابي ليلى من هذا الرجل، فقلت: جعلت فداك هذا رجل من اهل الكوفة له رأي ونظر ونقاد، قال: فلعله الذي يقيس الاشياء برأيه؟ ثم قال: يانعمان اياك والقياس فان أبي حدثني عن آبائه ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: من قاس شيئا في الدين برأيه قرنه الله مع ابليس في النار، فانه اول من قاس حين قال: " خلقتني من نار وخلقته من طين " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

22 - وباسناده إلى ابي زهير شبيب بن انس عن بعض اصحاب أبي عبدالله عليه السلام قال: قال أبوعبدالله عليه السلام لابي حنيفة: ياباحنيفة اذا ورد عليك شئ ليس في كتاب الله ولم تأت به الآثار والسنة كيف تصنع؟ قال: أصلحك الله اقيس واعمل فيه برأيي، قال: ياباحنيفة ان اول من قاس ابليس الملعون قاس على ربنا تبارك وتعالى فقال: " انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين " فسكت أبوحنيفة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

23 - في اصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسن بن علي بن يقطين عن الحسين بن صباح عن أبيه عن ابي عبدالله عليه السلام قال: ان ابليس قاس نفسه بآدم فقال: " خلقتني من نار وخلقته من طين " فلو قاس الجوهر الذي خلق منه آدم

[8]

بالنار كان ذلك أكثر نورا وضياء من النار.

24 - وباسناده إلى داود بن فرقد عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ان الملائكة كانوا يحسبون ان ابليس منهم وكان في علم الله انه ليس منهم فاستخرج ما في نفسه بالحمية فقال: " خلقتني من نار وخلقته من طين ".

25 - في كتاب علل الشرايع ابي رحمه الله قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد عن احمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن محمد الحلبي عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ان القبضة التي قبضها الله من الطين الذي خلق منه آدم ارسل اليها جبرئيل عليه السلام أن يقبضها، فقالت الارض: أعوذ بالله ان تأخذ مني شيئا فرجع إلى ربه فقال: يارب تعوذت بك مني، فارسل اليها اسرافيل فقالت له مثل ذلك، فارسل اليها ميكائيل فقالت له مثل ذلك، فأرسل اليها عزرائيل فتعوذت بالله منه ان يسبى(1) منها شيئا، فقال ملك الموت: وانا أعوذ بالله ان أرجع اليه حتى اقبض منك، قال: وانما سمى آدم آدم لانه خلق من اديم الارض(2).

26 - وباسناده إلى عبدالله بن يزيد بن سلام انه سئل رسول الله صلى الله عليه واله فقال: آدم خلق من الطين كله أو من طين واحد؟ فقال: بل من الطين كله، ولو خلق من طين واحد لما عرف الناس بعضهم بعضا، وكانوا على صورة واحدة، قال: فلهم في الدنيا مثل؟ قال: التراب فيه ابيض وفيه اخضر وفيه اشقر وفيه أغبر وفيه احمر وفيه ازرق وفيه عذب وفيه ملح وفيه خشن وفيه لين وفيه اصهب، فلذلك صار الناس فيهم لين وفيهم خشن وفيهم ابيض وفيهم أصفر وأحمر وأصهب وأسود على ألوان التراب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

___________________________________

(1) كذا في النسخ لكن في المصدر (باب نوادر العلل) " يأخذ منها شيئا " وعن بعض نسخه " يستثنى " بدل " يأخذ "(2) " في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال عبدالله بن سلام: يامحمد أخبرني عن آدم من أي الارض خلق؟ قال: خلق رأسه ووجهه من موضع الكعبة، وخلق بدنه من بيت المقدس " منه عفى عنه " (عن هامش بعض النسخ) [ * ]

[9]

27 - في اصول الكافي علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن الحسين بن زيد عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن ابراهيم عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ان الله عزوجل لما أراد أن يخلق آدم عليه السلام بعث جبرئيل عليه السلام في اول ساعة من يوم الجمعة فقبض بيمينه قبضة بلغت قبضته من السماء السابعة إلى السماء الدنيا وأخذ من كل سماء تربة، وقبض قبضة اخرى من الارض السابعة العليا إلى الارض السابعة القصوى فأمر الله عزوجل كلمته فأمسك القبضة الاولى بيمينه والقبضة الاخرى بشماله، ففلق الطين فلقتين فذرا من الارض ذروا(1) و من السموات ذروا، فقال للذي بيمينه: منك الرسل والانبياء والاوصياء والصديقون والمؤمنون والسعداء ومن اريد كرامته، فوجب لهم ما قال كما قال، وقال للذي بشماله: منك الجبارون والمشركون والكافرون والطواغيت ومن اريد هوانه وشقوته، فوجب لهم ما قال كما قال، ثم ان الطينتين خلطتا جميعا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

28 - في تفسير علي بن ابراهيم حديث طويل عن العالم عليه السلام وفيه ثم قال الله تبارك وتعالى: للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا له فأخرج ابليس ما كان في قلبه من الحسد فأبى أن يسجد، فقال الله عزوجل: " ما منعك ان لا تسجد اذ أمرتك فقال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين " قال الصادق عليه السلام: فاول من قاس ابليس واستكبر والاستكبار هو اول معصية عصى الله بها، قال: فقال ابليس: يارب اعفني من السجود لادم وانا اعبدك عبادة لم يعبدكها ملك مقرب ولا نبي مرسل، فقال الله تبارك وتعالى: لا حاجة لي إلى عبادتك انما اريد ان اعبد من حيث اريد لا من حيث تريد فابى ان يسجد فقال الله تبارك وتعالى: " اخرج منها فانك رجيم وان عليك لعنتي إلى يوم الدين " فقال ابليس: يارب فكيف وانت العدل الذي لا تجور فثواب عملي بطل؟ قال: لا ولكن سلني من أمر الدنيا ما شئت ثوابا لعملك أعطيك، فأول ما سأل البقاء إلى يوم الدين، فقال الله: قد اعطيتك، فقال: سلطني على اولاد آدم، قال: سلطتك، قال: أجرني فيهم مجرى الدم في العروق

___________________________________

(1) الفلق: الشق والفصل.

والذرو: الاذهاب والتفريق.

[ * ]

[10]

قال: قد أجريتك، قال: لا يولد لهم واحد الا ولد لي اثنان، وأراهم ولا يروني وأتصور لهم في كل صورة شئت، فقال: قد اعطيتك، قال: يارب زدني، قال: قد جعلت لك ولذريتك صدورهم أوطانا، قال: رب حسبي فقال ابليس عند ذلك فبعزتك لاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين.

29 - قال: وحدثني ابي عن ابن ابي عمير عن جميل عن زرارة عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لما اعطى الله تعالى ابليس ما أعطاه من القوة قال آدم عليه السلام: يارب سلطت ابليس على ولدي وأجريته فيهم مجرى الدم في العروق، وأعطيته ما أعطيته فمالي و لولدي؟ فقال: لك ولولدك السيئة بواحدة، والحسنة بعشر امثالها، قال رب زدني، قال: التوبة مبسوطة إلى ان تبلغ النفس الحلقوم، فقال: يارب زدني، قال: أغفر ولا ابالي، قال: حسبي، قال: قلت له: جعلت فداك بماذا استوجب ابليس من الله ان أعطاه ما أعطاه؟ فقال: بشئ كان منه شكره الله عليه، قلت: وما كان منه جعلت فداك؟ قال ركعتين ركعهما في السماء في أربعة آلاف سنة.

30 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام قال: الصراط الذي قال ابليس: لاقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لاتينهم من بين ايديهم الاية وهو علي عليه السلام.

31 - في روضة الكافي ابن محبوب عن حنان وعلي بن رئاب عن زرارة قال: قلت له قوله عزوجل: " لاقعدن لهم صراطك المستقيم * ثم لآتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين " قال: فقال أبوجعفر عليه السلام يا زرارة انما عمد لك ولاصحابك فاما الاخرون فقد فرغ منهم.

32 - في نهج البلاغة من كتاب له عليه السلام إلى زياد بن أبيه وقد بلغه ان معوية قد كتب اليه يريد خديعته باستلحاقه: وقد عرفت ان معوية كتب اليك يستنزل لبك و يستفل غربك فاحذره فانما هو الشيطان يأتي المرء من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه و

[11]

عن شماله، ليقتحم غفلته ويستلب غرته(1).

33 - في مجمع البيان " ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم " قيل فيه أقوال إلى قوله: " وثالثها " ما روى عن أبي جعفر عليه السلام قال: " ثم لاتينهم من بين أيديهم " معناه اهون عليهم أمر الاخرة، " ومن خلفهم " آمرهم بجمع الاموال والبخل بها عن الحقوق لتبقى لورثتهم، " وعن أيمانهم " أفسد عليهم أمر دينهم بتزيين الضلالة وتحسين الشبهة " وعن شمائلهم " بتحبيب اللذات اليهم وتغليب الشهوات على قلوبهم.

34 - في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس للرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الانبياء عليهم السلام، حدثنا تميم بن عبدالله بن تميم القرشي رضى الله عنه قال: حدثني أبي عن حمدان بن سليمان النيسابوري عن علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال له المأمون: يابن رسول الله أليس من قولك: ان الانبياء معصومون؟ قال: بلى، قال: فما معنى قول الله عزوجل " وعصى آدم ربه فغوى " قال عليه السلام: ان الله تعالى قال لادم عليه السلام: اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة واشار لهما إلى شجرة الحنطة فتكونا من الظالمين ولم يقل ولا تأكلا من هذه الشجرة ولا مما كان من جنسهما فلم تقربا تلك الشجرة وانما اكلا من غيرها لما أن وسوس الشيطان اليهما وقال ما نهيكما ربكما عن هذه الشجرة وانما نهيكما ان تقربا غيرها ولم ينهكما عن الاكل منها الا ان تكونا ملكين او تكونا من الخالدين وقاسمهما اني لكما لمن الناصحين ولم يكن آدم وحوا شاهدا قبل ذلك من يحلف بالله كاذبا فدليهما بغرور فاكلا منها ثقة بيمينه بالله وكان ذلك من آدم قبل النبوة، ولم يكن ذلك بذنب كبير استحق به دخول النار، وانما كان من الصغاير الموهوبة التي تجوز على الانبياء قبل نزول الوحي عليهم، فلما اجتباه الله تعالى وجعله نبيا كان معصوما لا يذنب صغيرة ولا كبيرة، قال الله تعالى: " وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه

___________________________________

(1) قوله ليستزل لبك اه اللب: العقل والفل الكسر والغرب: الحد وقوله: ليقتحم غفلته اي ليلج ويهجم عليه وهو غافل.

والغرة: الغرور.

[ * ]

[12]

ربه فتاب عليه وهدى " وقال عزوجل: " ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين ".

35 - في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن ابي عبدالله عليه السلام حديث طويل وفيه قال عليه السلام: فلما اسكن الله عزوجل آدم وزوجته الجنة قال لهما " كلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة " يعني شجرة الحنطة " فتكونا من الظالمين " فنظر إلى منزلة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة عليهم السلام بعدهم فوجداها اشرف منازل أهل الجنة، فقالا: ربنا لمن هذه المنزلة؟ فقال الله جل جلاله: ارفعا رؤسكما إلى ساق العرش، فرفعا رؤسهما فوجدا اسماء محمد وعلي و فاطمة والحسن والحسين والائمة عليهم السلام مكتوبة على ساق العرش بنور من نور الله الجبار جل جلاله فقالا: ياربنا ما اكرم أهل هذه المنزلة عليك وما احبهم اليك وما اشرفهم لديك، فقال الله جل جلاله: لولاهم ما خلقتكما هؤلاء خزنة علمي وامنائي على سري، اياكما ان تنظرا اليهم بعين الحسد وتمنيا منزلتهم عندي ومحلهم من كرامتي، فتدخلان بذلك في نهيي وعصياني فتكونا من الظالمين، قالا: ربنا ومن الظالمون؟ قال: المدعون لمنزلتهم بغير حق، قالا: ربنا فارنا منزلة ظالميهم في نارك حتى نراها كما رأينا منزلتهم في جنتك، فأمر الله تعالى النار فأبرزت جميع ما فيها من ألوان النكال والعذاب، وقال عزوجل: مكان الظالمين لهم المدعين لمنزلتهم في أسفل درك منها كلما أرادوا أو يخرجوا منها أعيدوا فيها، وكلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذيقوا العذاب، ياآدم وياحوا لا تنظرا إلى أنواري وحججي بعين الحسد فاهبطكما عن جواري، واحل بكما هواني فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وورى عنهما من سوآتهما وقال ما نهيكما ربكما عن هذه الشجرة الا ان تكونا ملكين او تكونا من الخالدين وقاسمهما اني لكما لمن الناصحين فدليهما بغرور وحملهما على تمني منزلتهم فنظرا اليهم بعين الحسد فخذلا حتى اكلا من شجرة الحنطة فعاد مكان ما اكلا شعيرا، فأصل الحنطة كلها مما لم يأكلاه، وأصل الشعير كله مما عاد مكان ما أكلاه، فلما أكلا من الشجرة

[13]

طار الحلي والحلل عن اجسادهما وبقيا عريانين وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناديهما ربهما الم انهكما عن تلكما الشجرة واقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين فقالا ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين قال اهبطا من جواري فلا يجاورني في جنتي من يعصيني فهبطا موكولين إلى أنفسهما في طلب المعاش.

36 - في تفسير علي بن ابراهيم حدثني أبي رفعه قال: سئل الصادق عليه السلام عن جنة آدم أمن جنان الدنيا كانت أم من جنان الآخرة؟ فقال: كانت من جنان الدنيا تطلع فيها الشمس والقمر، ولو كانت من جنان الآخرة ما خرج منها ابدا، قال: فلما أسكنه الله الجنة اتى جهالة إلى الشجرة لانه خلق خلقة لا تبقى الا بالامر والنهي والغذاء واللباس والاكنان(1) والتناكح ولا يدرك ما ينفعه مما يضره الا بالتوفيق فجاء ابليس فقال له: انكما ان أكلتما من هذه الشجرة التي نهيكما الله عنها صرتما ملكين وبقيتما في الجنة ابدا وان لم تأكلا منها أخرجكما الله من الجنة وحلف لهما انه لهما ناصح كما قال الله تعالى حكاية عنه: " ما نهيكما ربكما عن هذه الشجرة الا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما اني لكما لمن الناصحين " فقبل آدم عليه السلام قوله، فأكلا من الشجرة وكان كما حكى الله " بدت لهما سوآتهما " وسقط عنهما ما ألبسهما الله من لباس الجنة، واقبلا يستتران بورق الجنة " وناديهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة واقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين " فقالا كما حكى الله عزوجل عنهما: " ربنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين " فقال الله لهما اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع إلى حين قال: إلى يوم القيمة.

37 - وروى عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لما اخرج الله آدم من الجنة نزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال: ياآدم أليس الله خلقك بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته وزوجك امته حواء واسكنك الجنة وأباحها لك ونهاك مشافهة أن

___________________________________

(1) الاكنان جمع الكن: البيت.

[ * ]

[14]

لا تأكل من هذه الشجرة فأكلت منها وعصيت الله؟ فقال آدم عليه السلام: ياجبرئيل ان ابليس حلف لي بالله انه لي ناصح فما ظننت ان احدا من خلق الله يحلف بالله كاذبا.

38 - في تفسير العياشي عن جميل بن دراج عن بعض أصحابنا عن أحدهما قال سئلته كيف أخذ الله آدم بالنسيان؟ فقال: انه لم ينس وكيف ينسى وهو يذكره ويقول له ابليس: ما نهيكما ربكما عن هذه الشجرة الا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين ".

39 - عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبدالله عليه السلام رفعه إلى النبي صلى الله عليه واله ان موسى سأل ربه أن يجمع بينه وبين آدم عليه السلام حيث عرج إلى السماء في أمر الصلوة ففعل فقال له موسى عليه السلام: ياآدم انت الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته وأباح لك جنته وأسكنك جواره وكلمك قبلا ثم نهاك عن شجرة واحدة فلم تصبر عنها حتى أهبطت إلى الارض بسببها فلم تستطع ان تضبط نفسك عنها حتى أغراك ابليس فأطعته، فأنت الذي اخرجتنا من الجنة بمعصيتك؟ فقال له آدم: ارفق بابيك يابني محنة ما لقى عن امر هذه الشجرة، يابني ان عدوي أتاني من وجه المكر والخديعة، فحلف لي بالله انه في مشورته علي لمن الناصحين وذلك انه قال منتصحا: اني لشأنك ياآدم لمغموم ! قلت: وكيف؟ قال: قد كنت آنست بك وبقربك مني وانت تخرج مما أنت فيه إلى ما ستكرهه، فقلت: وما الحيلة؟ فقال: ان الحيلة هوذا معك، ادلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى فكلا منها أنت وزوجك فتصيرا معي في الجنة أبدا من الخالدين، وحلف بالله كاذبا انه لمن الناصحين، ولم أظن يا موسى ان أحدا يحلف بالله كاذبا، فوثقت بيمينه، فهذا عذري فاخبرني يابني هل تجد فيما أنزل الله اليك ان خطيئتي كائنة من قبل أن أخلق؟ قال له موسى: بدهر طويل، قال رسول الله صلى الله عليه وآله فحج آدم موسى عليهما السلام، قال ذلك ثلثا.

40 - عن عبدالله بن سنان قال: سئل أبوعبدالله عليه السلام وانا حاضر: كم لبث آدم وزوجه في الجنة حتى أخرجتهما منها خطيئتهما؟ فقال: ان الله تبارك وتعالى نفخ في آدم روحه بعد زوال الشمس من يوم الجمعة ثم برأ زوجته من أسفل أضلاعه، ثم

[15]

اسجد له ملائكته واسكنه جنته من يومه ذلك، فوالله ما استقر فيها الا ست ساعات من يومه ذلك حتى عصى الله، فأخرجهما الله منها بعد غروب الشمس وما باتا فيها، وصيرا بفناء الجنة حتى أصبحا، " فبدت لهما سوآتهما وناديهما ربهما الم أنهكما عن تلكما الشجرة " فاستحيى آدم من ربه وخضع وقال: " ربنا ظلمنا أنفسنا واعترفنا بذنوبنا فاغفر لنا " قال الله لهما: اهبطا من سماواتي إلى الارض فانه لا يجاورني في جنتي عاص ولا في سماواتي، ثم قال أبوعبدالله عليه السلام: ان آدم عليه السلام لما أكل من الشجرة ذكر ما نهاه الله عنها فندم، فذهب ليتنحى من الشجرة فأخذت الشجرة برأسه فجرته اليها، وقالت له: أفلا كان فراقي(1) من قبل أن تأكل مني.

41 - عن بعض اصحابنا عن أبي عبدالله (ع) في قول الله " فبدت لهما سوآتهما " قال: كانت سوآتهما لا تبدو لهما فبدت يعني كانت من داخل.

42 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي عبدالله وابيجعفر عليهما السلام عن قوله: " يابني آدم " قالا: هي عامة.

43 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله: يابني آدم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير قال: لباس التقوى الثياب الابيض.

44 - وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " يابني آدم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا " فاما اللباس فالثياب التي تلبسون، واما الرياش فالمتاع والمال، واما لباس التقوى فالعفاف، ان العفيف لا تبدو له عورة وان كان عاريا من الثياب، والفاجر باد العورة وان كان كاسيا من الثياب، يقول الله: ولباس التقوى ذلك خير يقول: والعفاف خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون.

45 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمائة باب: ألبسوا ثياب القطن فانها لباس رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يكن يلبس الشعر والصوف الا من علة، وقال: ان الله تعالى جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده.

46 - عن ام الدرداء قالت: قال رسول الله صلى الله عليه واله من اصبح معافى في جسده آمنا

___________________________________

(1) وفي المصدر " فرارك " بدل " فراقي " [ * ]

[16]

في سربه(1) عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا، يابن آدم يكفيك من الدنيا ما سد جوعتك ووارى عورتك فان يكن لك بيت يكنك(2) فذاك وان يكن لك دابة تركبها فبخ بخ، والخير وما الخير او ما بعد ذلك حساب عليك أو عذاب.

47 - عن أحمد بن ابي عبدالله البرقي باسناده يرفعه إلى ابي عبدالله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يكره السواد الا في ثلثة: العمامة والخف والكساء.

48 - عن ابي عبدالله عليه السلام قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خمس لا أدعهن حتى الممات: الاكل على الحضيض(3) مع العبيد وركوب الحمار مردفا، وحلب المعز (العنز خ ل) بيدي، ولبس الصوف، والتسليم على الصبيان ليكون سنة من بعدي.

49 - في الكافي أحمد بن محمد بن سعيد عن جعفر بن عبدالله العلوي وأحمد بن محمد الكوفي عن علي بن العباس عن اسماعيل بن اسحق جميعا عن أبي روح فرج بن قرة عن مسعدة بن صدقه قال: حدثني ابن ابي ليلى عن أبي عبدالرحمان السلمي قال.

قال أمير المؤمنين عليه السلام: اما بعد فان الجهاد باب من أبواب الجنة، فتحه الله لخاصة أوليائه وسوغهم كرامة منه لهم، ونعمة ذخرها، والجهاد لباس التقوى ودرع الله الحصينة وجنته الوثيقه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

في نهج البلاغة نحوه من غير حذف مغير للمعنى المقصود هنا.

قال عز من قائل انه يريكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم.

50 - في تفسير علي بن ابراهيم عن العالم عليه السلام حديث طويل وفيه ذكر طلب ابليس من الله واجابته: ومن جملة الطلب قال عليه السلام: قال: ولا يولد لهم واحد الا ولد لي اثنان، واراهم ولا يروني، واتصور لهم في كل صورة شئت، فقال: قد اعطيتك.

___________________________________

(1) اى في حرمه وعياله.

قال دعبل: " وآل رسول الله تسبى حريمهم * وآل زياد آمنوا السربات ".

(2) كنه الشئ: ستره وغطاه وصانه من الشمس وغيره.

(3) الحضيض: القرار من الارض.

[ * ]

[17]

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد كتبنا في هذه الصورة قريبا مطالبته وما استحق به الاجابة اليها.

51 - في اصول الكافى عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن أبي وهب عن محمد بن منصور قال: سئلته عن قول الله عزوجل: واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليه آبائنا والله امرنا بها قل ان الله لا يأمر بالفحشاء اتقولون على الله ما لا تعلمون قال: فقال: هل رأيت احدا زعم ان الله أمر بالزنا وشرب الخمر وشئ من هذه المحارم؟ فقلت: لا.

قال: ما هذه الفاحشة التي يدعون ان الله أمرهم بها؟ قلت: الله أعلم ووليه، فقال: فان هذا في أئمة الجور ادعوا ان الله أمرهم بالايتمام بقوم لم يأمرهم الله بالايتمام بهم، فرد الله ذلك عليهم، فأخبر انهم قد قالوا عليه الكذب وسمى ذلك منهم فاحشة.

52 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن حماد بن عثمان عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من زعم ان الله يأمر بالفحشاء فقد كذب على الله، ومن زعم ان الخير والشر اليه فقد كذب على الله.

53 - في كتاب التوحيد أبي (ره) قال: حدثني علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبدالرحمان عن جعفر بن قرط عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من زعم ان الله تبارك وتعالى يأمر بالسوء والفحشاء فقد كذب على الله والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

54 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله: " واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليه آبائنا والله أمرنا بها " قال: الذين عبدوا الاصنام فرد الله عليهم فقال قل لهم: " ان الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون ".

55 - في تفسير العياشي عن الحسين بن مهران عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله: واقيموا وجوهكم عند كل مسجد قال: يعني الائمة.

56 - في تهذيب الاحكام علي بن الحسن الطاطري عن أبي حمزة عن ابن مسكان

[18]

عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سئلته عن قول الله عزوجل: " واقيموا وجوهكم عند كل مسجد " قال: هذه القبلة.

57 - ايضا محمد بن علي بن محبوب عن أحمد عن الحسن بن علي بن فضال عن أبي جميلة عن محمد بن علي الحلبي عن ابي عبدالله عليه السلام في قوله: " واقيموا وجوهكم عند كل مسجد " قال مساجد محدثة فأمروا ان يقيموا وجوههم شطر المسجد الحرام.

58 - في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام قوله: كما بدأكم تعودون فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة قال: خلقهم حين خلقهم مؤمنا وكافرا وسعيدا وشقيا، وكذلك يعودون يوم القيمة مهتد وضال انهم اتخذوا الشياطين اولياء من دون الله ويحسبون انهم مهتدون وهم القدرية الذين يقولون: لا قدر، ويزعمون انهم قادرون على الهدى والضلال، وذلك اليهم ان شاؤا اهتدوا وان شاؤا ضلوا وهم مجوس هذه الامة وكذب أعداء الله، المشية والقدرة لله كما بدأهم يعودون من خلقه الله شقيا يوم خلقه كذلك يعود اليه ومن خلقه سعيدا يوم خلقه كذلك يعود اليه سعيدا، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الشقي شقى في بطن امه، والسعيد سعيد في بطن امه.

59 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبي اسحق الليثي عن الباقر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام في آخره " كما بدأكم تعودون فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة انهم اتخذوا الشياطين اولياء من دون الله " يعني أئمة دون أئمة الحق " ويحسبون انهم مهتدون ".

60 - في مجمع البيان " كما بدأكم تعودون " ويروى عن النبي صلى الله عليه وآله يحشرون يوم القيمه عراة حفاة غرلا(1) " كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين ".

61 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله: يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد قال: في العيدين والجمعة يغتسل ويلبس ثيابا بياضا وروى ايضا المشط عند كل صلوة.

___________________________________

(1) الغرل جمع الاغرل وهو الاقلف.

[ * ]

[19]

62 - في من لا يحضره الفقيه وسئل أبوالحسن الرضا عليه السلام عن قول الله عزوجل: " خذوا زينتكم عند كل مسجد " قال: من ذلك التمشط عند كل صلوة.

63 - في مجمع البيان " خذوا زينتكم عند كل مسجد " اي خذوا ثيابكم التي تتزينون بها للصلوة في الجمعات والاعياد عن أبي جعفر الباقر عليه السلام.

64 - في كتاب الخصال عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله تعالى: " خذوا زينتكم عند كل مسجد " قال تمشطوا فان التمشط يجلب الرزق ويحسن الشعر وينجز الحاجة ويزيد في ماء الصلب ويقطع البلغم وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يسرح تحت لحيته أربعين مرة ومن فوقها سبع مرات، ويقول انه يزيد في الذهن ويقطع البلغم(1).

65 - في تفسير العياشي عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في قول الله: " خذوا زينتكم عند كل مسجد " قال: وهي الثياب.

66 - عن الحسين بن مهران عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: " خذوا زينتكم عند كل مسجد " قال: يعني الائمة.

67 - عن خثيمة بن أبي خثيمة قال: كان الحسن بن علي عليهما السلام اذا قام إلى الصلوة يلبس اجود ثيابه، فقيل له: يابن رسول الله صلى الله عليه واله تلبس أجود ثيابك؟ فقال: ان الله جميل يحب الجمال، فأتجمل لربي وهو يقول: " خذوا زينتكم عند كل مسجد " فأحب ان ألبس أجود ثيابي.

68 - عن ابي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سئلته " خذوا زينتكم عند كل مسجد " قال: هو المشط عند كل صلوة فريضة ونافلة.

69 - في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي عبدالله عليه السلام انه

___________________________________

(1) " في تهذيب الاحكام باسناده إلى محمد بن أحمد بن يحيى عن رجل عن الزبير بن عقبة عن فضالة بن موسى النهدي عن العلا بن سيابة عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى: خذوا زينتكم عند كل مسجد، قال: الغسل عند لقاء كل امام " منه عفى عنه ".

(عن هامش بعض النسخ).

[ * ]

[20]

قال: وصل الله طاعة ولي أمره بطاعة رسوله وطاعة رسوله بطاعته، فمن ترك طاعة ولاة امره لم يطع الله ولا رسوله، وهو الاقرار بما أنزل من عند الله عزوجل: " خذوا زينتكم عند كل مسجد " والتمسوا البيوت التي اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه، فانه أخبركم انهم " رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلوة وايتاء الزكوة يخافون يوما تنقلب فيه القلوب والابصار " والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

70 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن ايوب بن ابن سنان عن ابي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل.

" خذوا زينتكم عند كل مسجد " قال: في العيدين والجمعة.

قال عز من قائل: كلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين.

71 - في عيون الاخبار عن الرضا عليه السلام باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ليس شئ ابغض على الله من بطن ملئان.

72 - وباسناده قال: قال علي بن ابي طالب عليه السلام اتى ابوجحيفة النبي صلى الله عليه واله وهو يتجشأ فقال: اكفف جشاك، فان اكثر الناس في الدنيا شبعا اكثرهم جوعا يوم القيمة قال: فما ملاء ابوجحيفة بطنه من طعام حتى لحق بالله تعالى.

73 - في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: أبعد ما يكون العبد من الله ذا كان همه فرجه وبطنه.

74 - عن ابي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لمؤمن يأكل في معاء واحد، والكافر يأكل في سبعة امعاء.

75 - في كتاب علل الشرايع - باسناده إلى عمر بن علي عن ابيه علي بن ابي - طالب ان النبي صلى الله عليه واله قال: مر اخي عيسى عليه السلام بمدينة وفيها رجل وامرأة يتصايحان فقال: ما شأنكما؟ فقال: يانبي الله هذه أمراتي وليس بها بأس صالحة ولكني احب فراقها، قال: فاخبرني على كل حال ما شأنها؟ قال: هي خلقة الوجه من غير الكبر قال لها: ياامرأة أتحبين ان يعود ماء وجهك طريا؟ قالت: نعم، قال لها: اذا اكلت فاياك ان تشبعي لان الطعام اذا تكاثر على الصدر فزاد في القدر ذهب ماء الوجه ففعلت

[21]

ذلك فعاد وجهها طريا.

76 - في الكافي سهل بن زياد عن محمد بن عيسى عن العباس بن هلال الشامي مولى ابي الحسن عليه السلام عنه قال قلت له: جعلت فداك ما اعجب إلى الناس من يأكل الجشب(1) ويلبس الخشن ويتخشع فقال: اما علمت ان يوسف نبي ابن نبي عليهما السلام كان يلبس اقبية الديباج مزورة بالذهب، ويجلس مجالس آل فرعون يحكم فلم يحتج الناس إلى لباسه وانما احتاجوا إلى قسطه، وانما يحتاج من الامام إلى ان اذا قال(2) صدق: واذا وعد انجز، واذا حكم عدل، ان الله لم يحرم طعاما ولا شرابا من حلال، وانما حرم الحرام قل أو كثر، وقد قال الله عزوجل: " من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق ".

77 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن يحيى بن أبي العلا عن أبي عبدالله عليه السلام قال: بعث امير المؤمنين عليه السلام عبدالله بن عباس إلى ابن الكوا وأصحابه وعليه قميص رقيق وحلة، فلما نظروا اليه قالوا: ياابن عباس انت خيرنا في أنفسنا وأنت تلبس هذا اللباس؟ فقال: وهذا اول ما اخاصمكم فيه.

" قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق " وقال عزوجل: " خذوا زينتكم عند كل مسجد ".

78 - علي بن محمد بن بندار عن أحمد بن ابي عبدالله عن محمد بن علي رفعه قال: مر سفيان الثوري في المسجد الحرام فرأى أبا عبدالله عليه السلام وعليه ثياب كثيرة القيمة حسان، فقال: والله لاتينه ولاوبخنه، فدنا منه فقال: يابن رسول الله ما لبس رسول الله صلى الله عليه وآله مثل هذا اللباس ولا علي عليه السلام ولا احد من آبائك فقال له ابوعبدالله: كان رسول الله في زمان قتر مقتر(3) وكان يأخذ لقتره وقتاره(4)

___________________________________

(1) الجشب من الطعام: الغليظ الخشن، وقيل.ما لا أدم فيه.

(2) وفي المصدر: " في ان اذا قال ".

(3) القتر: الضيق في المعيشة.

(4) وفي المصدر " واقتداره " يدل " وقتاره ".

[ * ]

[22]

وان الدنيا بعد ذلك ارخت عزاليها(1) فاحق اهلها بها ابرارها، ثم تلا: " قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق " فنحن احق من اخذ منها ما اعطاه الله، غير اني ياثوري ما ترى علي من ثوب انما لبسته للناس، ثم اجتذب يد سفيان فجرها ثم رفع الثوب الاعلى واخرج ثوبا تحت ذلك على جلده غليظا، فقال: هذا لبسته لنفسي غليظا وما رأيته للناس، ثم اجتذب ثوبا على سفيان اعلاه غليظ خشن، وداخل الثوب لين، فقال: لبست هذا الاعلى للناس، ولبست هذا لنفسك تسرها.

79 - عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الاشعري عن ابن القداح قال: كان ابوعبدالله عليه السلام متكيا علي - او قال على ابي - فلقيه عباد بن كثير وعليه ثياب مروية(1) حسان، فقال: ياابا عبدالله ! انك من اهل بيت نبوة وكان ابوك وكان؟ فما هذه الثياب المزينة عليك فلو لبست دون هذه الثياب؟ فقال ابوعبدالله عليه السلام: ويلك ياعباد من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق؟ وان الله عزوجل اذا انعم على عبده نعمة احب ان يراها عليه ليس به بأس، ويلك ياعباد انما انا بضعة من رسول الله صلى الله عليه وآله فلا تؤذني، وكان عباد يلبس ثوبين قطنين.

80 - في تفسير العياشي عن الحكم بن عيينة قال: رأيت أبا جعفر عليه السلام و عليه ازار أحمر، قال فاحددت النظر اليه(3) فقال: ياأبا محمد ان هذا ليست به بأس ثم تلا: " قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق".

81 - عن الوشاء عن الرضا عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يلبس الجبة والمطرف(4) من الخز والقلنسوة ويبيع المطرف ويتصدق بثمنه و

____________________________________

(1) العزالي جمع العزلاء: فم المزادة وارخت اي ارسلت يقال ارخت السماء عزاليها وهذا كناية عن شدة وقع لمطر وكأن المراد في الحديث فتحت أبوابها من كل جانب.

(2) اي المنسوب إلى مرو.

(3) أحد اليه النظر - بتشديد الدال -: بالغ في النظر اليه.

(4) المطرف: بضم الميم وفتحها - رداء من خز مربع ذو اعلام، قال الفراء: اصله الضم لانه مأخوذ من أطرف اي جعل في طرفيه العلمان [ * ]

[23]

يقول: " قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق ".

82 - عن يوسف بن ابراهيم قال: دخلت على أبي عبدالله عليه السلام وعلي جبة خزو طليسان خز(1) فنظر إلي، فقلت: جعلت فداك علي جبة خز وطليسان خز ما تقول فيه؟ قال: ولا بأس بالخز، قلت: وسداه أبريسم(2) فقال: لا بأس به فقد اصيب الحسين بن علي عليه السلام وعليه جبة خز.

83 - عن احمد بن محمد عن أبي الحسن عليه السلام قال: كان علي بن الحسين يلبس الثوب بخمسمأة دينار والمطرف بخمسين دينارا يشتو فيه(3) فاذا ذهب الشتاء باعه وتصدق بثمنه.

84 - وفي خبر عمر بن علي عن أبيه عن الحسين عليه السلام(4) انه كان يشتري الكساء الخز بخمسين دينارا، فاذا صاف تصدق به لا يرى بذلك بأسا ويقول: " قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق ".

85 - في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: واعلموا ياعباد الله ان المتقين جازوا عاجل الخير و آجله، شاركوا اهل الدنيا في دنياهم، ولم يشاركهم اهل الدنيا في آخرتهم، أباحهم الله في الدنيا ما كفاهم به واغناهم، قال الله عزوجل: " قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هو للذين آمنوا في الحيوة الدنيا خالصة يوم القيمة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون " سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت، وأكلوها بافضل ما أكلت، شاركوا اهل الدنيا في دنياهم فأكلوا معهم من طيبات ما يأكلون

___________________________________

(1) الطيلسان - بالفتح وتثليث اللام -: كساء مدور اخضر لا اسفل له يلبسه الخواص من العلماء والمشايخ وهو من لباس العجم.

(2) السدى من الثوب: ما مد من خيوطه ويقال له بالفارسية " تار " وهو بخلاف اللحمة " پود ".

(3) شتا يشتو بالبلد: اقام به شتاء‌ا.

(4) وفي المصدر " عمر بن علي عن ابيه علي بن الحسين (ع) اه ".

[ * ]

[24]

وشربوا من طيبات ما يشربون، ولبسوا من افضل ما يلبسون وسكنوا من أفضل ما يسكنون، وتزوجوا من افضل ما يتزوجون، وركبوا من افضل ما يركبون، و أصابوا لذة الدنيا مع اهل الدنيا وهم غدا جيران الله، يتمنون عليه فيعطيهم ما يتمنون لا ترد لهم دعوة، ولا ينقص لهم نصيب من اللذة، فالى هذا ياعباد الله يشتاق اليه من كان له عقل.

86 - في اصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن احمد عن محمد بن عبدالله بن احمد عن علي بن النعمان عن صالح بن حمزة عن أبان بن مصعب عن يونس بن ظبيان أو المعلى بن خنيس قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: ما لكم من هذه الارض؟ فتبسم ثم قال: ان الله تبارك تعالى بعث جبرئيل عليه السلام وامره ان يخرق بابهامه ثمانية أنهار في الارض، منها سيحان وجيحان وهو نهر بلخ والخشوع وهو نهر الشاش(1) و مهران وهو نهر الهند ونيل مصر ودجلة والفرات فما سقت او استقت فهو لنا، وما كان لنا فهو لشيعتنا، وليس لعدونا منه شئ الا ما غصب عليه، وان ولينا لفي أوسع فيما بين ذه إلى ذه يعني من السماء إلى الارض، ثم تلا هذه الآية: " قل هي للذين آمنوا في الحيوة الدنيا " المغصوبين عليها " خالصة لهم يوم القيمة " بلا غصب.

87 - علي بن محمد عن صالح بن ابي حماد وعدة من اصحابنا عن احمد بن محمد وغيرهما بأسانيد مختلفة في احتجاج امير المؤمنين عليه السلام على عاصم بن زياد حين لبس العبا وترك الملا وشكاه اخوه الربيع بن زياد إلى امير المؤمنين عليه السلام انه قد غم اهله وأحزن ولده بذلك، فقال امير المؤمنين عليه السلام علي بعاصم بن زياد فجئ به فلما رآه عبس في وجهه فقال له: اما استحييت من اهلك أما رحمت ولدك أترى الله احل لك الطيبات وهو يكره اخذك منها؟ انت أهون على الله من ذلك، أوليس الله يقول: " والارض وضعها للانام فيها فاكهة والنخل ذات الاكمام " اوليس يقول: " مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان " إلى قوله: " يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان " فبالله لابتذال نعم الله بالفعال احب اليه من ابتذالها بالمقال، وقد قال

___________________________________

(1) بلد بما وراء النهر.

[ * ]

[25]

عزوجل: " واما بنعمة ربك فحدث " فقال عاصم: يا امير المؤمنين فعلى ما اقتصرت في مطعمك على الجشوبة(1) وفى ملبسك على الخشونه؟ فقال: ويحك ان الله عزوجل فرض على ائمة العدل ان يقدروا انفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيغ(2) بالفقير فقره فألقى عاصم بن زياد العبا ولبس الملاء.

88 - في نهج البلاغة ما كنت تصنع بسعة هذه الدار في الدنيا وانت اليها في الاخرة كنت احوج وبلى ان شئت بلغت بها الاخرة تقرى فيها الضيف وتصل فيها الرحم وتطلع منها الحقوق مطالعها، فاذا انت قد بلغت بها الاخرة، فقال له العلاء ياامير المؤمنين اشكو اليك اخي عاصم بن زياد قال: وما له؟ قال: قد لبس العباء وتخلى من الدنيا قال علي به فلما جاء قال: ياعدي نفسه لقد استهام بك الخبيث(3) اما رحمت اهلك وولدك أترى الله احل لك الطيبات وهو يكره ان تأخذها؟ انت اهون على الله من ذلك، قال: ياامير المؤمنين هذا انت في خشونة ملبسك وجشوبة مأكلك؟ قال: ويحك اني لست كانت ان الله عزوجل فرض على ائمة العدل ان يقدروا انفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره.

89 - في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابي وهب عن محمد بن منصور قال: سئلت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن قال: فقال: ان القرآن له ظهر وبطن، فجميع ما حرم القرآن من ذلك ائمة الجور، وجميع ما احل الله تعالى في الكتاب هو الظاهر والباطن من ذلك ائمة الحق.

90 - في تفسير علي بن ابراهيم " قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها ما وبطن ".

قال: من ذلك ائمة الجور.

91 - في الكافي ابوعلي الاشعري عن بعض اصحابنا وعلي بن ابراهيم عن ابيه جميعا عن الحسن بن علي بن ابي حمزة عن ابيه عن علي بن يقطين قال: سأل المهدي

___________________________________

(1) مر معناه في ذيل حديث 76.

(2) التبيغ: الهيجان والغلبة.

(3) عدي تصغير عدو، واستهام بك الخبيث اي جعلك هائما ضالا والباء زائدة.

[ * ]

[26]

ابا الحسن عليه السلام عن الخمر هل محرمة في كتاب الله عزوجل؟ فان الناس انما يعرفون النهي عنها ولا يعرفون التحريم لها، فقال له ابوالحسن عليه السلام: بل هي محرمة في كتاب الله جل اسمه ياامير المؤمنين، فقال له: في اي موضع محرمة في كتاب الله جل اسمه ياابا الحسن؟ فقال قول الله عزوجل: " قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق " فاما قوله " ما ظهر منها " يعني الزنا المعلن ونصب الرايات التي كانت ترفعها الفواجر للفواحش في الجاهلية واما قوله عزوجل: " وما بطن " يعني ما نكح من الاباء لان الناس كانوا قبل ان يبعث النبي صلى الله عليه واله اذا كان للرجل زوجة ومات تزوجها ابنه بعده اذا لم تكن امة فحرم الله عزوجل ذلك واما الاثم فانها الخمر بعينها(1) وقد قال الله عزوجل في موضع آخر: " يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس " فاما الاثم في كتاب الله فهي الخمر والميسر و اثمهما كبير كما قال الله تعالى، فقال المهدي: ياعلي بن يقطين هذه والله فتوى هاشمية قال: فقلت له: صدقت والله ياامير المؤمنين الحمد لله الذي لم يخرج هذا العلم منكم اهل البيت، قال: فوالله ما صبر المهدي ان قال لي: صدقت يارافضي.

92 - في من لا يحضره الفقيه قال امير المؤمنين عليه السلام في وصيته لابنه محمد بن الحنفية رضي الله عنه: يابني لا تقل ما لا تعلم بل لا تقل كلما تعلم.

93 - في نهج البلاغة وقال عليه السلام: علامة الايمان ان تؤثر الصدق حيث يضرك على الكذب حيث ينفعك، والا يكون في حديثك فضل عن علمك، وان تتقي الله في حديث غيرك.

94 - في عيون الاخبار باسناده عن علي بن ابي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من افتى الناس بغير علم لعنته ملائكة السموات والارض.

95 - في كتاب الخصال عن مفضل بن يزيد قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: انهاك عن خصلتين فيما هلك الرجال، ان تدين الله بالباطل وتفتي الناس بما لا تعلم.

96 - عن عبدالرحمان بن الحجاج قال: قال لي ابوعبدالله عليه السلام: اياك وخصلتين

___________________________________

(1) وقال الشاعر: " شربت الاثم حتى ضل عقلي * كذاك الاثم يفعل بالعقول " [ * ]

[27]

فيهما هلك من هلك اياك ان تفتي الناس برايك او تدين بما لا تعلم.

97 - في كتاب التوحيد باسناده إلى جعفر بن سماعة عن غير واحد عن زرارة قال سئلت ابا جعفر عليه السلام ما حجة الله على العباد؟ قال: ان يقولوا ما يعلمون.

ويقفوا عندما لا يعلمون.

98 - في الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن بكر بن محمد الازدي عن ابي عبدالله عليه السلام قال: ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم " إلى قوله " تعلمون " قال تعد السنين ثم تعد الشهور ثم تعد الايام ثم تعد الساعات ثم تعد الانفاس.

فاذا جاء اجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون.

99 - في تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة عن ابي عبدالله عليه السلام في قوله: " ثم قضى اجلا واجل مسمى عنده " قال: الاجل الذي غير مسمى موقوف يقدم منه ما شاء ويؤخر منه ما شاء، واما الاجل المسمى فهو الذي ينزل مما يريد ان يكون من ليلة القدر إلى مثلها من قابل، فذلك قول الله: اذا جاء اجلهم لا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون 100 - عن حمران عن ابي عبدالله عليه السلام قال: سئلته عن قول الله: " ثم قضى اجلا واجل مسمى عنده " قال: المسمى ما يسمى لملك الموت في تلك الليلة، وهو الذي قال الله: " اذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون " هو الذي يسمى لملك الموت في ليلة القدر، والاخر فيه المشية ان شاء قدمه وان شاء أخره.

101 - في كتاب التوحيد حدثنا احمد بن الحسن القطان قال.

حدثنا احمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبدالله بن حبيب قال حدثنا علي بن زياد قال: حدثنا مروان بن معوية عن الاعمش عن أبن حيان التميمي عن أبيه وكان مع علي عليه السلام يوم صفين وفيما بعد ذلك قال: بينما علي بن ابي طالب عليهما السلام يفنى الكتائب يوم صفين ومعاوية مستقبلة على فرس له يتأكل تحته تاكلا وعلي عليه السلام على فرس رسول الله صلى الله عليه وآله المرتجز، وبيده حربة رسول الله وهو متقلد سيفه ذا الفقار، فقال رجل من أصحابه: احترس ياأمير المؤمنين فانا نخشى

[28]

أن يغتالك هذا الملعون، فقال علي عليه السلام: لئن قلت ذلك انه غير مأمون علي دينه، وانه لاشقى القاسطين وألعن الخارجين على الائمه المهتدين، ولكن كفى بالاجل حارسا ليس احد من الناس الا ومعه ملائكة حفظة يحفظونه من ان يتردى في بئر أو او يقع عليه حائط او يصيبه سوء فاذا حان اجله خلوا بينه وبين ما يصيبه وكذلك اذا حان اجلي انبعث اشقاها فخضب هذه من هذا واشار بيده إلى لحيته وراسه - عهدا معهودا ووعدا غير مكذوب.

102 - وباسناده إلى الاصبغ بن نباته قال: ان امير المؤمنين عليه السلام عدل من عند حائط مايل إلى حايط آخر، فقيل له: ياأمير المؤمنين تفر من قضاء الله، قال: افر من قضاء الله إلى قدر الله عزوجل.

103 - وباسناده إلى عمرو بن جميع عن جعفر بن محمد قال: حدثني أبي عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: دخل الحسين بن علي عليهما السلام علي معوية فقال له: ما حمل اباك على أن قتل اهل البصرة ثم دار عشيا في طرقهم في ثوبين؟ فقال عليه السلام: حمله على ذلك علمه ان ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، قال: صدقت.

104 - قال: وقيل لامير المؤمنين عليه السلام لما أراد قتال الخوارج لو احترزت ياأمير المؤمنين ! فقال عليه السلام: اي يومي من الموت افر * يوم ما قدر أو يوم قدر يوم لم يقدر لا أخشى الردى * واذا قدر لم يغن الحذر(1)

___________________________________

(1) " وفي كتاب المناقب لابن شهر آشوب: وكان مكتوبا على درع علي (ع): اي يومي من الموت افر * يوم لا يقدر ام يوم قدر يوم لا اقدر لا اخشى الوغى * يوم قد قدر لا يغنى الحذر وكان مكتوبا على علم امير المؤمنين (ع): الحرب ان باشرتها * فلا يكن منك الفشل واصبر على اهوالها * لا موت الا بالاجل.

منه عفى عنه " (عن هامش بعض النسخ) [ * ]

[29]

105 - وباسناده إلى عبدالرحمان بن جندب عن أبيه وغيره عن الحسن بن علي عليهما السلام كلام طويل وفيه أن عليا عليه السلام في المحيى والممات والمبعث، عاش بقدر ومات بأجل.

106 - وباسناده إلى يحيى بن كثير قال: قيل لامير المؤمنين عليه السلام: الا نحرسك؟ قال: حرس كل امرء أجله.

107 - وباسناده إلى سعيد بن وهب قال: كنا مع سعيد بن قيس بصفين ليلا و الصفان ينظر كل واحد منهما إلى صاحبه حتى جاء امير المؤمنين عليه السلام فنزلنا على قناة(1) فقال له سعيد بن قيس: أفي هذه الساعة ياأمير المؤمنين؟ أما خفت شيئا؟ قال: واي شئ أخاف؟ انه ليس من احد الا ومعه ملكان موكلان به ان يقع في بئر او تضربه دابة او يتردى من جبل حتى يأتى القدر، فاذا أتى القدر خلوا بينه وبينه.

108 - في اصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن اسحق عن عبدالرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وما أضلنا الا المجرمون يعنون المشركون الذين اقتدوا بهم هؤلاء فاتبعوهم على شركهم وهم قوم محمد صلى الله عليه وآله ليس فيهم من اليهود والنصارى أحد وتصديق ذلك قول الله عزوجل: " كذبت قبلهم قوم نوح " " كذب أصحاب الايكة " كذب قوم لوط " ليس هم اليهود الذين قالوا عزير ابن الله ولا النصارى الذين قالوا المسيح ابن الله، سيدخل الله اليهود والنصارى النار ويدخل قوم بأعمالهم وقولهم: وما اضلنا الا المجرمون، اذ دعونا إلى سبيلهم ذلك قول الله عزوجل فيهم حين جمعهم إلى النار: قالت اوليهم لاخراهم ربنا هؤلاء اضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار وقوله: " كلما دخلت امة لعنت اختها حتى اذا اداركوا فيها جميعا " برئ بعضهم من بعض ولعن بعضهم بعضا يريد بعضهم ان يحج بعضا، رجاء الفلج فيفلتوا(2) من عظيم ما نزل بهم، وليس بأوان بلوى ولا اختبار، ولا قبول معذرة ولا

___________________________________

(1) القناة: البئر.

(2) الفلج: الفوز والظفر.

والافلات: التخلص من الشئ.

[ * ]

[30]

حين نجاة.

109 - في مجمع البيان: " قالت اوليهم لاخراهم ربنا هؤلاء اضلونا " قال الصادق عليه السلام: يعني ائمة الجور.

110 - في تفسير علي بن ابراهيم ثم قال ايضا: " وقالت اوليهم لاخريهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون " قال شماتة بهم.

111 - في تفسير العياشي عن منصور بن يونس عن رجل عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله: " ان الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط " نزلت في طلحة وزبير والجمل جملهم.

112 - في تفسير علي بن ابراهيم واما قوله: " ان الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط " فانه حدثني أبي عن فضالة بن ايوب عن ابان بن عثمان عن ضريس عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزلت هذه الاية في طلحة والزبير وجملهم، قوله: ونزعنا ما في صدورهم من غل قال: العداوة تنزع منهم اي من المؤمنين في الجنة.

113 - في كتاب الخصال عن امير المؤمنين عليه السلام قال: تفتح ابواب السماء في خمس مواقيت: عند نزول الغيث، وعند الزحف، وعند الاذان، وعند قرائة القرآن مع زوال الشمس، وعند طلوع الفجر.

114 - وعن علي عليه السلام وقد سأله بعض اليهود عن مسائل: اما أقفال السموات فالشرك بالله، ومفاتيحها قول لا اله الا الله.

115 - في مجمع البيان روى عن أبي جعفر الباقر عليه السلام انه قال: اما المؤمنون فترفع أعمالهم وأرواحهم إلى السماء، فنفتح لهم أبوابها، واما الكافر فيصعد بعمله وروحه حتى اذا بلغ إلى السماء نادى مناد: اهبطوا به إلى سجين وهو واد بحضرموت يقال له برهوت.

116 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله: " ونزعنا ما في صدورهم من غل "

[31]

قال: العداوة تنزع منهم اي من المؤمنين في الجنة.

117 - في اصول الكافي الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن احمد بن محمد عن ابن هلال عن ابيه عن ابي السفاتج عن ابي بصير عن ابي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: الحمد لله الذي هدينا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدينا الله فقال: اذا كان يوم القيمة دعى بالنبي صلى الله عليه واله وبأمير المؤمنين وبالائمة من ولده عليهم السلام فينصبون للناس فاذا رأتهم شيعتهم قالوا: الحمد لله الذي هدينا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدينا الله، يعني هدينا الله في ولاية امير المؤمنين والائمة من ولده عليهم السلام.

118 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل فيه خطبة الغدير وفيها: معاشر الناس سلموا على علي عليه السلام بامرة المؤمنين وقولوا: " الحمد لله الذي هدينا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدينا الله ".

119 - في مجمع البيان وعن عاصم بن حمزة عن علي عليه السلام انه ذكر اهل الجنة فقال: يحيون ويدخلون فاذا اساس بيوتهم من حندل اللؤللؤ(1) وسرر مرفوعة واكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة ولولا ان الله تعالى قدرها لهم لالتمعت ابصارهم لما يرون، ويعانقون الازواج، ويقعدون على السرر.

ويقولون: الحمد لله الذي هدينا لهذا.

120 - في الكافي علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن الدهقان عن درست عن ابراهيم بن عبدالحميد عن ابي الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه واله من قال اذا ركب الدابة: بسم الله لا حول ولا قوة الا بالله " الحمد لله الذي هدينا لهذا وما كنا لنهتدي " الآية " سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين " حفظت له دابته ونفسه.

121 - في مجمع البيان وروى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: ما من احد الا وله منزل في الجنة ومنزل في النار، فاما الكافر فيرث المؤمن منزله من النار، والمؤمن يرث الكافر منزله من الجنة، فذالك قوله: اورثتموها بما كنتم تعملون.

___________________________________

(1) الجندل: الحجارة.

[ * ]

[32]

122 - في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشا عن احمد عمر الحلال قال: سئلت ابا الحسن عليه السلام عن قوله: فاذن مؤذن بينهم ان لعنة الله على الظالمين قال: المؤذن امير المؤمنين عليه السلام.

123 - في مجمع البيان " فاذن مؤذن بينهم " الآية روى الحاكم ابوالقاسم الحسكاني باسناده عن محمد بن الحنفية عن علي عليه السلام انه قال: انا ذلك المؤذن.

124 - في كتاب معاني الاخبار خطبة لعلي عليه السلام يذكر فيها نعم الله عزوجل عليه وفيها يقول عليه السلام: الا واني مخصوص في القرآن باسماء، احذروا أن تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم، وانا المؤذن في الدنيا والاخرة قال الله عزوجل: " فاذن مؤذن بينهم ان لعنة الله على الظلمين " انا ذلك المؤذن وقال: " واذان من الله ورسوله " وانا ذلك الاذان.

125 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ونادى اصحاب الجنة اصحاب النار ان قد وجدنا ما عدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فاذن مؤذن بينهم ان لعنة الله على الظلمين حدثني ابي عن محمد بن الفضيل عن ابي الحسن عليه السلام قال: المؤذن امير المؤمنين صلوات الله عليه يؤذن اذانا يسمع الخلائق.

126 - وفيه وقال الصادق عليه السلام: كل امة يحاسبها امام زمانها ويعرف الائمة اوليائهم واعدائهم بسيماهم وهو قوله: وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم فيعطوا اوليائهم كتابهم بيمينهم فيمروا إلى الجنة بلا حساب، ويعطوا اعدائهم كتابهم بشمالم فيمروا إلى النار بلا حساب.

127 - في كتاب معاني الاخبار خطبة لعلي عليه السلام يذكر فيها نعم الله عزوجل عليه وفيها يقول عليه السلام: ونحن اصحاب الاعراف انا وعمي واخي وابن عمي والله فالق الحب و النوى لا يلج النار لنا محب ولا يدخل الجنة لنا مبغض، لقول الله عزوجل: " وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ".

128 - في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن عبدالله بن عبدالرحمن عن الهيثم بن واقد عن صفوان قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام

[33]

يقول: جاء ابن الكوا إلى امير المؤمنين عليه السلام فقال: ياامير المؤمنين " وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم " فقال " نحن على الاعراف، نعرف انصارنا بسيماهم ونحن الاعراف الذين لا يعرف الله عزوجل الا بسبيل معرفتنا ونحن الاعراف يعرفنا لله عزوجل يوم القيامة على الصراط، فلا يدخل الجنة الا من عرفنا وعرفناه ولا يدخل النار الا من انكرنا وانكرناه.

129 - في كشف المحجة لابن طاوس (ره) عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل فيه: فالاوصياء قوام عليكم بين الجنة والنار، لا يدخل الجنة الا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار الا من أنكرهم وانكروه، لانهم عرفاء العباد عرفهم الله اياهم عند اخذ المواثيق عليهم بالطاعة لهم، فوصفهم في كتابه فقال عزوجل: " وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم " وهم الشهداء على الناس والنبيون شهدائهم بأخذهم لهم مواثيق العباد بالطاعة.

130 - في تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام قال: انا يعسوب المؤمنين، وانا اول السابقين وخليفة رسول رب العالمين، وانا قسيم الجنة والنار وأنا صاحب الاعراف.

131 - عن هشام(1) عن أبي جعفر عليه السلام قال: سئلته عن قول الله عزوجل: " و على الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم " ما يعني بقوله: وعلى الاعراف رجال؟ قال: الستم تعرفون عليكم عرفا على قبايلكم لتعرفون من فيها من صالح او طالح؟ قلت: بلى قال: فنحن اولئك الرجال الذين يعرفون كلا بسيماهم.

132 - عن زاذان عن سلمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول لعلي عليه السلام اكثر من عشر مرات: ياعلي انك والاوصياء من بعدك اعراف بين الجنة والنار، ولا يدخل الجنة الا من عرفكم وعرفتموه ولا يدخل النار الا من انكركم وانكرتموه.

133 - عن سعد بن طريف عن ابي جعفر عليه السلام في هذه الاية: " وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم " قال: ياسعد هم آل محمد عليهم السلام، لا يدخل الجنة

___________________________________

(1) كذا في النسخ وفي المصدر " علقام " بدل " هشام ".

[ * ]

[34]

الا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار الا من انكرهم وانكروه.

134 - عن الثمالي قال: سئل ابوجعفر عليه السلام " وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم " فقال ابوجعفر: نحن الاعراف الذين لا يعرف الله الا بسبب معرفتنا ونحن الاعراف الذين لا يدخل الجنة الا من عرفنا وعرفناه ولا يدخل النار الا من انكرنا وانكرناه، وذلك بان الله لو شاء ان يعرف الناس نفسه لعرفهم ولكن جعلنا سببه وسبيله وبابه الذي يؤتى.

135 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: ولاهل التواضع سيماء يعرفه اهل السماء من الملائكة، واهل الارض من العارفين، قال الله تعالى: " وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ".

136 - في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن الحسن بن محبوب عن ابي ايوب عن بريد عن ابي عبدالله عليه السلام قال: الاعراف كثبان(1) بين الجنة والنار، والرجال الائمة صلوات الله عليهم يقفون على الاعراف مع شيعتهم وقد سبق المؤمنون إلى الجنة، فيقول الائمة لشيعتهم من اصحاب الذنوب: انظروا إلى اخوانكم في الجنة قد سبقوا اليها بلا حساب، وهو قول الله تبارك وتعالى: سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون ثم يقال لهم: أنظروا إلى اعدائكم في النار وهو قوله: واذا صرفت ابصارهم تلقاء اصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ونادى اصحاب الاعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم في النار فقالوا ما اغنى عنكم جمعكم في الدنيا وما كنتم تستكبرون ثم يقولون لمن في النار من اعدائهم: أهؤلاء شيعتي واخواني الذين كنتم انتم تحلفون في الدنيا لا ينالهم الله برحمة ثم يقول الائمة لشيعتهم: ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا انتم تحزنون.

137 - في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن اسباط عن سليم مولى طربال قال حدثني هشام عن حمزة بن الطيار قال: قال لي ابوعبدالله عليه السلام: الناس على ستة قسام قال: قلت: تأذن ان اكتبها؟ قال: نعم، قلت: ما اكتب؟

___________________________________

(1) الكثبان جمع الكثيب: التل من الرمل.

[ * ]

[35]

قال: اكتب اصحاب الاعراف، قال: قلت: وما اصحاب الاعراف؟ قال: قوم استوت حسناتهم وسيآتهم فان ادخلهم النار فبذنوبهم، وان ادخلهم الجنة فبرحمته والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

138 - علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن هشام بن سالم عن زرارة قال: دخلت أنا وحمران أو انا وبكير على ابي جعفر عليه السلام قال: قلت: انا نمد المطمار قال: وما المطمار؟ قلت: التر(1) فمن وافقنا من علوي أو غيره توليناه، ومن خالفنا من علوي او غيره تبرينا منه، فقال لي: يازرارة قول الله اصدق من قولك اين الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، اين اصحاب الاعراف، اين المؤلفة قلوبهم؟ والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

139 - علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن حماد عن حمزة بن الطيار قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: الناس على ست فرق يؤلون(2) كلهم إلى ثلث فرق: الايمان والكفر والضلال وهم اهل الوعيد، الذين وعدهم الله الجنة والنار المؤمنون والكافرون والمستضعفون والمرجون لامر الله اما يعذبهم واما يتوب عليهم والمعترفون بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا وأهل الاعراف.

140 - علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن رجل عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: اقبل علي فقال لي: ما تقول في أصحاب الاعراف؟ فقلت: ماهم الا مؤمنين او كافرين ان دخلوا الجنة فهم مؤمنون، وان دخلوا النار فهم كافرون، فقال: والله ما هم بمؤمنين ولا كافرين ولو كانوا مؤمنين لدخلوا الجنة كما دخلها المؤمنون، ولو كانوا كافرين لدخلوا النار كما دخلها الكافرون، ولكنهم قد استوت حسناتهم سيئاتهم، فقصرت

___________________________________

(1) المطمار: خيط للبناء يقدر به وكذا التر - بضم التاء - قال الفيض (ره) يعني انا نضع ميزانا لتولينا الناس وبرائتنا منهم وهو ما نحن عليه من التشيع، فمن استقام معنا عليه فهو ممن توليناه ومن مال عنه وعدل فنحن منه براء كائنا من كان.

(2) اي يرجعون.

[ * ]

[36]

بهم الاعمال.

وانهم لكما قال الله عزوجل فقلت: أمن اهل الجنة هم ام من اهل النار؟ فقال: اتركهم حيث تركهم الله قلت: أفترجئهم؟ قال: نعم ارجئهم كما أرجأهم الله، ان شاء ادخلهم الجنة برحمته، وان شاء ساقهم إلى النار بذنوبهم ولم يظلمهم، فقلت: هل يدخل الجنة كافر؟ قال: لا قلت: فهل يدخل النار الا كافر؟ قال: فقال: لا الا ان يشاء الله، يا زرارة انني اقول ما شاء الله وأنت لا تقول ما شاء الله، اما انك ان كبرت رجعت وتحللت عنك عقدك، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

141 - في تفسير العياشي عن كرام(1) قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: اذا كان يوم القيمة اقبل سبع قباب من نور يواقيت خضر وابيض في كل قبة امام دهره قد احف به اهل دهره برها وفاجرها حتى يقفون بباب الجنة فيطلع اولها صاحب قبة اطلاعة فيميز اهل ولايته من عدوه، ثم يقبل على عدوه فيقول: انتم الذين اقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم اليوم [ يقوله ] لاصحابه فتسود وجوه الظالمين فيمر اصحابه إلى الجنة وهم يقولون: " ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين " فاذا نظر اهل القبة الثانية إلى قلة من يدخل الجنة و كثرة من يدخل النار خافوا ان لا يدخلوها وذلك قوله: " لم يدخلوها وهم يطمعون ".

142 - في مجمع البيان وروى ان في قراء‌ة عبدالله بن مسعود وسالم " واذا قلبت ابصارهم تلقاء اصحاب النار قالوا ربنا عائذا بك ان لا تجعلنا مع القوم الظالمين " وروى ذلك عن ابي عبدالله عليه السلام.

143 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمة الله عليه " عن عبدالرحمان بن عبدالله الزهري قال: حج هشام بن عبدالملك فدخل المسجد الحرام متكيا على يد سالم مولاه ومحمد بن علي بن الحسين صلوات الله عليهم جالس في المسجد، فقال له سالم: ياامير المؤمنين هذا محمد بن علي بن الحسين فقال هشام: المفتون به اهل العراق؟ قال نعم، قال: اذهب اليه فقل له: يقول لك امير المؤمنين: ما الذي يأكل الناس ويشربون إلى ان يفصل بينهم يوم القيمة؟ فقال ابوجعفر عليه السلام: يحشر الناس

___________________________________

(1) كرام لقب عبدالكريم بن عمرو الخثعمي.

[ * ]

[37]

على مثل قرصة النقى(1) فيها انهار منفجرة يأكلون ويشربون حتى يفرغ الناس من الحساب، قال: فرأى هشام انه قد ظفر به فقال: الله اكبر اذهب اليه فقل له: ما اشغلهم عن الاكل والشرب يومئذ؟ فقال ابوجعفر عليه السلام: هم في النار اشغل ولم يشتغلوا عن ان قالوا: افيضوا علينا من الماء او مما رزقكم الله فسكت هشام لا يرجع كلاما.

144 - في تفسير العياشي عن ابراهيم بن عبدالحميد عن احدهما عليهما السلام قال: ان اهل النار يموتون عطشا، ويدخلون قبورهم عطاشا، ويدخلون جهنم عطاشا، فترفع لهم قراباتهم من الجنة فيقولون: " افيضوا علينا من الماء او مما رزقكم الله ".

145 - عن الزهري عن ابي عبدالله عليه السلام " يوم التناد " يوم ينادي اهل النار اهل الجنة ان افيضوا علينا من الماء.

146 - في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن الحسن بن محبوب عن ابي حمزة الثمالي عن ابي الربيع قال سئل نافع مولى عمر بن الخطاب ابا جعفر محمد بن علي عليهما السلام فقال: ياابا جعفر اخبرني عن قول الله تبارك وتعالى: " يوم تبدل الارض غير الارض والسموات " اي ارض تبدل؟ فقال ابوجعفر عليه السلام: بخبزة بيضاء ياكلون منها حتى يفرغ الله من حساب الخلائق، فقال نافع: انهم عن الاكل لمشغولون؟ فقال ابوجعفر عليه السلام: هم حينئذ اشغل ام هم في النار؟ فقال نافع؟ بل هم في النار، قال: فقد قال الله: " ونادى اصحاب النار اصحاب الجنة ان افيضوا علينا من الماء او مما رزقكم الله " ما شغلهم اذ دعوا الطعام فاطعموا الزقوم، ودعوا الشراب فسقوا الحميم، قال: صدقت يابن رسول الله والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

147 - في عيون الاخبار عن الرضا عليه السلام حديث طويل، وفيه: وانما يجازي من نسيه ونسى لقاء يومه بأن ينسيهم انفسهم كما قال الله تعالى: " ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنسيهم انفسهم اولئك هم الفاسقون " وقال عزوجل: فاليوم ننسيهم كما نسوا لقاء يومهم هذا اي نتركهم كما تركوا الاستعداد للقاء يومهم هذا.

148 - في كتاب التوحيد عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام:

___________________________________

(1) قال ابن الاثير: يعني الخبز الحواري.

والحواري: الدقيق الابيض.

[ * ]

[38]

وقد سأله رجل، عما اشتبه عليه من آيات الكتاب، وكذلك تفسير قوله عزوجل: " اليوم ننسيهم كما نسوا لقاء يومكم هذا " يعني بالنسيان انه لم يثبهم كما يثيب اولياء‌ه الذين كانوا في دار الدنيا مطيعين ذاكرين حين آمنوا به وبرسله وخافوه بالغيب وقد يقول العرب في باب النسيان: قد نسينا فلان فلا يذكرنا، اي انه لا يأمر لهم بخير ولا يذكرهم به.

149 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله: هل ينظرون الا تاويله يوم يأتي تاويله فهو من الايات التي تأويلها بعد تنزيلها، قال: ذلك في قيام القائم عليه السلام ويوم القيمة يقول الذين نسوه من قبل اي تركوه قد جائت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا قال: هذا يوم القيمة او نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا انفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون قوله ان ربكم الله الذي خلق السموات والارض في ستة ايام قال: في ستة اوقات.

150 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمة الله عليه " حديث طويل وفيه واما قوله: " انما اعظكم بواحدة " فان الله جل ذكره انزل عزائم الشرائع و آيات الفرائض في أوقات مختلفه، كما خلق السموات والارض في ستة ايام، ولو شاء الله ان يخلقها في اقل من لمح البصر لخلق، ولكنه جعل الاناة و المداراة مثالا لامنائه وايجابا للحجة على خلقه، وستسمع تتمة هذا الكلام عند قوله تعالى: " قل انما اعظكم بواحدة " ان شاء الله تعالى.

151 - في كتاب الخصال عن ابي جعفر عليه السلام قال: ان الله خلق الشهور اثنى عشر شهرا وهي ثلثمأة وستون يوما فحجز منها ستة ايام خلق فيها السموات والارض فمن ثم تقاصرت الشهور.

152 - عن بكر بن علي بن عبدالعزيز عن ابيه قال: سئلت ابا عبدالله عليه السلام عن السنة كم هي يوما؟ قال: ثلثمأة وستون يوما منها ستة ايام خلقها الله فيها السموات والارض فطرحت من اصل السنة فصار السنة ثلثماة وابعة وخمسين يوما.

153 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن عبدالله بن جعفر عن السيارى عن

[39]

محمد بن بكر عن ابن الجارود عن الاصبغ بن نباتة عن امير المؤمنين عليه السلام انه قال من بات بارض قفر فقرء هذه الآية: " ان ربكم الله الذى خلق السموات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش " إلى قوله: " تبارك الله رب العالمين " حرسته الملائكة و تباعدت عنه الشياطين، قال: فمضى الرجل فاذا هو بقرية خراب فبات فيها ولم يقرء هذه الآية فتغشاه الشياطين، فاذا هو آخذ بخطمه(1) فقال له صاحبه: انظره و استيقظ الرجل فقرء الآية فقال الشيطان لصاحبه: ارغم الله انفك أحرسه الآن حتى يصبح، فلما اصبح رجع إلى امير المؤمنين عليه السلام فأخبره وقال له: رأيت في كلامك الشفاء والصدق، ومضى بعد طلوع الشمس فاذا هو بأثر شعر الشيطان مجتمعا في الارض، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

154 - في من لا يحضره الفقيه في وصية النبي صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام.

ياعلي من يخاف ساحرا او شيطانا فليقرء: " ان ربكم الله الذي خلق السموات والارض " الاية.

155 - في روضة الواعظين للمفيد " ره " وروى ان اليهود اتت النبي صلى الله عليه واله فسألته عن خلق السموات والارض؟ فقال: خلق الله الارض يوم الاحد والاثنين، و خلق الجبال وما فيهم يوم الثلثاء وخلق يوم الاربعاء الشجر والماء المداين والعمران و الخراب، وخلق يوم الخميس السماء، وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة، قالت اليهود، ثم ماذا يامحمد؟ قال: ثم استوى على العرش.

156 - وفيها قال رسول الله صلى الله عليه واله: خلق الله الجنة يوم الخميس وسماه مونسا.

157 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه قوله: الرحمن على العرش استوى يعني استوى تدبيره وعلا امره.

158 - وعن الحسن بن راشد قال: سئل ابوالحسن موسى عليه السلام عن قول الله: " الرحمن على العرش استوى " فقال: استولى على ما دق وجل.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: ستسمع لهذه الاية مزيد بيان في هود عند قوله تعالى: " وهو الذي خلق السموات والارض في ستة ايام " وفي طه عند قوله:

___________________________________

(1) الخطم من كل دابة: مقدم أنفه وفمه.

[ * ]

[40]

تعالى: " لرحمن على العرش استوى ".

159 - في تفسير علي بن ابراهيم باسناده إلى علي بن الحسين عليهما السلام حديث طويل وفي آخره قال: وقال امير المؤمنين عليه السلام: الارض مسيرة خمس مأة سنة، الخراب منها مسيرة اربعمائة عام، والعمران منها مسيرة مأة عام، والشمس ستون فرسخا في ستين فرسخا، والقمر اربعون فرسخا في اربعين فرسخا، بطونهما يضيئان لاهل السماء، وظهورهما لاهل الارض، والكواكب كاعظم جبل على الارض، وخلق الشمس قبل القمر.

160 - وقال سلام بن المستنير قلت لابي جعفر عليه السلام: لم صارت الشمس احر من القمر؟ قال: ان الله تعالى خلق الشمس من نور النار وصفو الماء طبقا من هذا وطبقا من هذا حتى اذا صارت سبعة اطباق البسها لباسا من نار، فمن هنالك صارت احر من القمر، قلت: فالقمر؟ قال: ان الله خلق القمر من ضوء نور النار وصفو الماء طبقا من هذا وطبقا من هذا حتى اذا صارت سبعة أطباق ألبسها لباسا من ماء، فمن هنالك صار القمر أبرد من الشمس.

161 - في الخرايج والجرايح قال أبوهمام: سئل محمد بن صالح أبا محمد عليه السلام عن قوله تعالى " لله الامر من قبل ومن بعد " فقال: له الامر من قبل ان يأمر به، وله الامر من بعد ان يأمر به مما يشاء، فقلت في نفسي: هذا قول الله: الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين فأقبل علي وقال: هو كما اسررت في نفسك: " الا له الخلق وألامر تبارك الله رب العالمين "(1).

162 - في مجمع البيان: ادعوا ربكم تضرعا وخيفة وروى ان النبي صلى الله عليه واله كان في غزاة، فأشرف على واد فجعل الناس يهللون ويكبرون ويرفعون أصواتهم، فقال ايها الناس اربعوا على انفسكم(2) اما انكم لا تدعون أصم ولا غايبا، انكم تدعون

___________________________________

(1) وزاد في المصدر بعد الاية قوله: " قلت أشهد انك حجة الله وابن حجته في عباده وخلقه ".

(2) اربع على نفسك اي توقف.

[ * ]

[41]

سميعا قريبا انه معكم.

163 - في اصول الكافي عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام انه قال: ودعاء التضرع ان تحرك اصبعك السبابة مما يلي وجهك وهو دعاء الخيفة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

164 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: واستعن بالله في جميع أمورك متضرعا اليه آناء الليل والنهار، قال الله تعالى: " ادعوا ربكم تضرعا وخيفة انه لا يحب المعتدين " والاعتداء من صفة قراء زماننا هذا وعلامتهم.

165 - في روضة الكافي باسناده إلى ميسر عن ابي جعفر عليه السلام قال: قلت: قول الله عزوجل: ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها قال: فقال: ياميسر ان الارض كانت فاسدة فأصلحها الله عزوجل بنبيه صلى الله عليه واله فقال: " ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها ".

166 - في تفسير علي بن ابراهيم " ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها " قال: اصلاحها برسول الله صلى الله عليه واله وامير المؤمنين عليه السلام، فأفسدوها حين تركوا امير المؤمنين عليه السلام، قوله: والبلد الطيب يخرج نباته باذن ربه وهو مثل الائمة عليهم السلام يخرج علمهم باذن ربهم والذي خبث مثل لاعدائهم لا يخرج علمهم الا نكدا اي كذبا فاسدا.

167 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب عن محاسن البرقي، قال عمرو بن العاص للحسين عليه السلام: ما بال لحاكم اوفر من لحانا؟ فقال عليه السلام: " والبلد الطيب يخرج نباته باذن ربه والذي خبث لا يخرج الا نكدا ".

168 - في روضة الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: و بشر آدم بنوح عليه السلام فقال ان الله تبارك وتعالى باعث نبيا اسمه نوح عليه السلام، وانه يدعو إلى الله عز ذكره ويكذبه قومه فيهلكهم الله بالطوفان وكان بين آدم وبين نوح عليهما السلام عشرة آباء انبياء وأوصياء كلهم، وأوصى آدم عليه السلام إلى هبة الله ان من أدركه

[42]

منكم فليؤمن به وليتبعه وليصدق به فانه ينجو من الغرق، ثم آدم عليه السلام مرض المرضة التي مات فيها إلى قوله: ثم ان هبة الله لما دفن أباه اتاه قابيل فقال: ياهبة الله اني قد رأيت ابي آدم قد خصك من العلم بما لم أخص به أنا وهو العلم الذي دعا به أخوك هابيل فتقبل قربانه، وانما قتلته لكيلا يكون له عقب فيفتخرون على عقبي فيقولون نحن ابناء الذي تقبل قربانه وانتم ابناء الذي ترك قربانه فانك ان اظهرت من العلم الذي اختصك به أبوك شيئا قتلتك كما قتلت اخاك هابيل، فلبث هبة الله والعقب منه مستخفين بما عندهم من العلم والايمان والاسم الاكبر وميراث النبوة وآثار علم النبوة حتى بعث الله نوحا صلى الله عليه وظهرت وصية هبة الله حين نظروا في وصية آدم عليه السلام، فوجدوا نوحا نبيا قد بشر به آدم عليه السلام فآمنوا به واتبعوه وصدقوه.

وكان آدم عليه السلام وصى هبة الله ان يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة فيكون يوم عيدهم، ويتعاهدون نوحا وزمانه الذي يخرج فيه، وكذلك جاء في وصية كل نبي حتى بعث الله محمد صلى الله عليه واله، وانما عرفوا نوحا بالعلم الذي عندهم، وهو قول الله عزوجل: ولقد ارسلنا نوحا إلى قومه إلى آخر الاية وكان من بين آدم ونوح عليهما السلام من الانبياء مستخفين ولذلك خفى ذكرهم في القرآن، فلم يسموا كما سمى من استعلن من الانبياء عليهم السلام.

169 - في مجمع البيان روى الشيخ أبوجعفر بن بابويه باسناده في كتاب النبوة مرفوعا إلى ابي عبدالله عليه السلام قال: لما ان بعث الله عزوجل نوحا دعا قومه علانية فلما سمع عقب هبة الله من نوح تصديق ما في أيديهم من العلم وعرفوا ان العلم الذي في أيديهم هو العلم الذى جاء به نوح عليه السلام صدقوه وسلموا له، فاما ولد قابيل فانهم كذبوه وقالوا: ان الجن كانت قبلنا، فبعث الله اليهم ملكا فلو اراد الله أن يبعث الينا لبعث الينا ملكا من الملائكة.

قال مؤلف هذا الكتاب: ستسمع في سورة هود لقصة نوح عليه السلام مزيد بيان انشاء الله تعالى.

170 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى علي بن سالم عن أبيه قال:

[43]

قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام لما حضرت نوحا عليه السلام الوفاة دعى الشيعة فقال لهم: اعلموا انه سيكون من بعدي غيبة يظهر فيها الطواغيت، وان الله عزوجل سيفرج عنكم بالقائم من ولدي اسمه هود له سمت(1) وسكينة ووقار، يشبهني في خلقي وخلقي.

171 - وباسناده إلى عبدالحميد بن أبي الديلم عن الصادق أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام قال: لما بعث الله عزوجل هودا عليه السلام سلم له العقب من ولد سام واما الاخرون فقالوا: من أشد منا قوة فاهلكوا بالريح العقيم، واوصاهم هود عليه السلام و بشرهم بصالح عليه السلام.

172 - في روضة الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابي حمزة عن ابي جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: وبشر نوح ساما بهود عليهما السلام، فكان فيما بين نوح وهود من الانبياء عليهم السلام وقال نوح عليه السلام: ان الله باعث نبيا يقال له هود، وانه يدعوا قومه إلى الله عزوجل فيكذبونه، وان الله عزوجل مهلكهم بالريح، فمن أدركه منكم فليؤمن به وليتبعه فان الله عزوجل ينجيه من عذاب الريح، وأمر نوح عليه السلام ابنه ساما ان يتعاهد هذه الوصية عند راس كل سنة فيكون يومئذ عيدا لهم، فيتعاهدون فيه ما عندهم من العلم والايمان والاسم الاكبر ومواريث العلم وآثار علم النبوة فوجدوا هودا نبيا وقد بشر به ابوهم نوح عليه السلام فآمنوا به واتبعوه وصدقوه، فنجوا من عذاب الريح وهو قول الله عزوجل والى عاد اخاهم هودا وقوله عزوجل: " كذبت عاد المرسلين اذ قال لهم أخوهم هود الا تتقون ".

173 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبي حمزة الثمالي عن أبيجعفر محمد بن علي الباقر عليهم السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وان الانبياء بعثوا خاصة وعامة، اما هود فانه أرسل إلى عاد بنبوة خاصة.

___________________________________

(1) السمت: حسن النحو في مذهب الدين، يقال فلان حسن السمت اي حسن القصد والمذهب في دينه ودنياه.

[ * ]

[44]

174 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمه الله " عن علي بن الحسين عليهما - السلام حديث طويل وفيه: ولقد علمت صاحبة الجدب(1) والمستحفظون من آل محمد ان أصحاب الجمل وأصحاب صفين وأصحاب النهروان لعنوا على لسان النبي الامي صلى الله عليه وآله وقد خاب من افترى، فقال شيخ من اهل الكوفة: ياعلي بن الحسين ان جدك كان يقول: اخواننا بغوا علينا؟ فقال علي بن الحسين: اما تقرء كتاب لله: " والى عاد اخاهم هودا " فهم مثلهم نجا الله عزوجل هودا والذين معه وأهلك عادا بالريح العقيم.

175 - في تفسير العياشي وقال سليمان: قال سفيان: قلت لابيعبد الله عليه السلام: [ ما ] يجوز أن يزكى الرجل نفسه؟ قال: نعم اذا اضطر اليه، أما سمعت قول يوسف: " اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم " وقول العبد الصالح وانا لكم ناصح امين.

176 - في مجمع البيان: وزادكم في الخلق بسطة وقال أبوجعفر عليه السلام: كانوا كأنهم النخل الطوال، وكان الرجل منهم ينجو الجبل بيده فيهدم منه قطعة.

177 - وفيه وروى أبوحمزة الثمالي عن سالم عن ابي جعفر عليه السلام قال ان الله تبارك وتعالى بيت ريح يقفل عليه، لو فتحت لاذرت(2) ما بين السماء والارض، ما ارسل على قوم عاد الاقدر الخاتم، وكان هود وصالح وشعيب واسماعيل ونبينا صلى الله عليه واله يتكلمون بالعربية.

178 - في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن عبدالله بن عبدالرحمان عن الهيثم بن واقد عن أبي يوسف البزاز قال تلا أبو عبدالله عليه السلام هذه الاية فاذكروا آلاء الله قال: أتدري ما آلاء الله؟ قلت: لا قال: هي أعظم نعم الله على خلقه وهي ولايتنا.

179 - في تفسير العياشي عن أحمد بن محمد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول؟ ما أحسن الصبر وانتظار الفرج، اما سمعت قول العبد الصالح

___________________________________

(1) كذا في النسخ والمصدر ولعله كناية.

(2) أذرته الريح اذراء‌ا: أطارته وأذهبته.

[ * ]

[45]

اني معكم من المنتظرين.

180 - عن يحيى بن المساور الهمداني عن أبيه جاء رجل من أهل الشام إلى علي بن الحسين عليهما السلام فقال: انت علي بن الحسين؟ قال: نعم قال أبوك الذي قتل المؤمنين؟ فبكى علي بن الحسين عليه السلام ثم مسح عينيه فقال: ويلك كيف قطعت على ابي انه قتل المؤمنين؟ قال: قوله: اخواننا قد بغوا علينا فقاتلناهم على بغيهم فقال: ويلك اما تقرء القرآن؟ قال: بلى، قال فقد قال الله: والى مدين اخاهم شعيبا، والى ثمود اخاهم صالحا فكانوا اخوانهم في دينهم او في عشيرتهم؟ قال له الرجل لا بل عشيرتهم، قال: فهؤلاء اخوانهم في عشيرتهم وليسوا اخوانهم في الدين، قال: فرجت عني فرج الله عنك.

181 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضيل عن ابي حمزة الثمالي عن ابي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام حديث طويل وفيه ان الانبياء بعثوا خاصة وعامة، اما صالح فانه ارسل إلى ثمود وهي قرية واحدة وهي لا تكمل أربعين بيتا على ساحل البحر صغيرة.

182 - في مجمع البيان " وتنحتون الجبال بيوتا " يروى انهم لطول اعمارهم يحتاجون إلى ان ينحتوا في الجبال بيوتا لان السقوف والابنية كانت تبلى قبل فناء اعمارهم.

183 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى زيد الشحام عن ابي عبدالله عليه السلام قال: ان صالحا عليه السلام غاب عن قومه زمانا وكان يوم غاب عنهم كهلا مبدح البطن(1) حسن الجسم، وافر اللحية خميص البطن خفيف العارضين مجتمعا ربعة(2) من الرجال، فلما رجع إلى قومه لم يعرفوه بصورته فرجع اليهم وهم على ثلث طبقات، طبقة جاحدة لا ترجع ابدا، واخرى شاكة فيه، واخرى على يقين، فبدأ عليه السلام حين رجع بالطبقة الشاكة فقال لهم: انا صالح

___________________________________

(1) المبدح بمعنى الموسع وفي المصدر: " مبدح واسع البطن ".

(2) اي لا بالطويل ولا بالقصير بل بينهما.

[ * ]

[46]

فكذبوه وشتموه وزجروه، وقالوا برى الله منك ان صالحا كان في غير صورتك قال.

فأتى الجحاد فلم يسمعوا منه القول ونفروا منه أشد النفور، ثم انطلق إلى الطبقة الثالثة وهم أهل اليقين فقال لهم: أنا صالح، فقالوا: اخبرتنا خبرا لا نشك فيه معه انك صالح، فانا لا نمتري ان الله تبارك وتعالى الخالق ينقل ويحول في أي صورة شاء وقد اخبرنا وتدارسنا فيما بيننا بعلامات القائم اذا جاء، وانما يصح عندنا اذا أتى الخبر من السماء، فقال لهم: أنا صالح الذي أتيتكم بالناقة، فقالوا صدقت وهي التي نتدارس فما علامتها؟ فقال: لها شرب ولكم شرب يوم معلوم، قالوا: آمنا بالله وبما جئتنا به، فعند ذلك قال تبارك وتعالى: ان صالحا مرسل من ربه فقال: اهل اليقين انا بما ارسل به مؤمنون قال الذين استكبروا وهم الشكاك انا بالذي آمنتم به كافرون قلت: هل كان فيهم ذلك اليوم عالم به؟: قال الله اعدل من أن يترك الارض بلا عالم يدل على الله عزوجل، ولقد مكث القوم بعد خروج صالح عليه السلام سبعة ايام على فترة لا يعرفون اماما غير انهم على ما في أيديهم من دين الله عزوجل كلمتهم واحدة، فلما ظهر صالح عليه السلام اجتمعوا عليه وانما مثل القائم عليه السلام مثل الصالح.

184 - في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله " ولقد ارسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا ان اعبدوا الله فاذا هم فريقان يختصمون " يقول: مصدق ومكذب، قال الكافرون منهم: " أتشهدون ان صالحا مرسل من ربه قال المؤمنون انما بما ارسل به مؤمنون قال الكافرون منهم انا بالذي آمنتم به كافرون ".

185 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي روى موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لامير المؤمنين عليه السلام: فان هذا صالحا أخرج الله له ناقة جعلها لقومه عبرة، قال علي عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه واله أعطى ما هو أفضل من ذلك، ان ناقة صالح لم تكلم صالحا ولم تناطقه ولم تشهد له بالنبوة، ومحمد صلى الله عليه واله بينما نحن معه في بعض غزواته اذا هو ببعير قد دنا ثم رقا فأنطقه الله عزوجل، ثم قال: يارسول الله ان فلانا استعملني حتى

[47]

كبرت ويريد نحري فانا أسعيذ بك منه، فأرسل رسول الله صلى الله عليه واله إلى صاحبه فاستوهبه منه فوهبه له وخلاه، ولقد كنا معه فاذا نحن باعرابي معه ناقة يسوقها وقد استسلم للقطع لما زور عليه من الشهود، فنطقت الناقة فقالت: يارسول الله ان فلانا مني برئ وان الشهود يشهدون عليه بالزور وان سارقي فلان اليهودي.

186 - في كتاب الخصال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله ذات يوم، وهو آخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السلام - وهو يقول: يامعشر الانصار يامعشر بني هاشم يامعشر بني عبد المطلب انا محمد رسول الله الا اني خلقت من طينة مرحومة في أربعة من أهل بيتي: انا وعلي وحمزة وجعفر عليهم السلام فقال قائل: يا رسول الله هؤلاء معك ركبان يوم القيمة؟ فقال: ثكلتك امك انه لن يركب يومئذ الا اربعة: أنا وعلي وفاطمة وصالح نبي الله، فاما أنا فعلى البراق، واما فاطمة ابنتي فعلى ناقة العضباء ! واما صالح فعلى ناقتي التي عقرت واما علي عليه السلام فعلى ناقة من نور زمامها من ياقوت، عليه حلتان خضراوتان.

187 - في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليماني عن عمر بن اذينة عن ابان بن ابي عياش عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام قال بنى الكفر على أربع دعائم إلى ان قال: ومن عتا(1) عن امر الله شك، ومن شك تعالى الله عليه فأذله سلطانه(2) وصغره بجلاله كما اغتر بربه الكريم وفرط في امره.

188 - في روضة الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله سئل جبرئيل عليه السلام كيف كان مهلك قوم صالح؟ فقال يامحمد صلى الله عليه واله ان صالحا بعث إلى قومه وهو ابن ست عشرة سنة فلبث فيهم حتى بلغ عشرين ومأة سنة لا يجيبونه إلى خير، قال: وكان لهم سبعون صنما يعبدونها من ون الله عز ذكره، فلما رأى ذلك منهم قال: ياقوم بعثت اليكم وانا ابن ست عشرة سنة وقد بلغت مأة وعشرين سنة وانا اعرض

___________________________________

(1) العتو: الاستكبار.

(2) " تعالى الله عليه " اي استولى عليه، واذله بتمكنه وقدرته.

[ * ]

[48]

عليكم أمرين ان شئتم فاسئلوني حتى أسئل الهي فيجيبكم فيما سئلتموني الساعة، وان شئتم سألت آلهتكم فان أجابتني بالذي اسألها خرجت عنكم فقد سئمتكم وسئمتموني(1) قالوا: قد أنصفت ياصالح فاتعدوا ليوم يخرجون فيه، قال: فخرجوا باصنامهم إلى ظهرهم ثم قربوا طعامهم وشرابهم فأكلوا وشربوا، فلما أن فرغوا ادعوه فقالوا: ياصالح سل فقال لكبيرهم: ما اسم هذا؟ قالوا فلان، فقال له صالح عليه السلام يافلان اجب فلم يجبه فقال صالح: ما له لا يجيب؟ قالوا: ادع غيره، قال: فدعاها كلها فلم يجبه منها شئ، فاقبلوا على اصنامهم فقالوا لها: ما لك لا تجيبين صالحا؟(2) فلم تجب فقالوا تنح عنا ودعنا وآلهتنا ساعة، ثم نحوا بسطهم وفرشهم ونحوا ثيابهم وتمرغوا على التراب(3) وطرحوا التراب على رؤسهم وقالوا لاصنامهم: لئن لن تجبن صالحا لنفتضحن، قال: ثم دعوه فقالوا: ياصالح ادعها فدعاها فلم تجبه، فقال لهم: ياقوم قد ذهب صدر النهار ولا أرى آلهتكم تجيبوني، فاسئلوني حتى أدعو الهي فيجيبكم الساعة، فانتدب له(4) منهم سبعون رجلا منهم من كبرائهم والمنظور اليهم منهم، فقالوا: ياصالح نحن نسألك فان أجابك ربك تبعناك واجبناك ويبايعك جميع اهل قريتنا، فقال لهم صالح عليه السلام: سلوني ما شئتم، فقالوا: تقدم بنا هذا الجبل، وكان الجبل قريبا منهم، فانطلق معهم صالح عليه السلام فلما انتهوا إلى الجبل قالوا: ياصالح ادع لنا ربك يخرج من هذا الجبل الساعة ناقة حمراء شقراء وبراء عشراء(5) بين جنبيها ميل، فقال لهم صالح: لقد سألتموني شيئا يعظم علي و يهون على ربي عزوجل وقال: فسأل الله تبارك وتعالى ذلك صالح، فانصدع الجبل

___________________________________

(1) اي مللتكم ومللتموني.

(2) وفي تفسير العياشي: " ما بالكن لا تجبن صالح ".

(3) تمرغ في التراب: تقلب.

(4) ندبه للامر فانتدب له اي دعاه له فأجاب.

(5) شقراء اي شديد الحمرة، وبراء اي كثير الوبر، حشراء اي اتى على حملها عشرة أشهر.

[ * ]

[49]

صدعا(1) كادت تطير منه عقولهم لما سمعوا دلك، ثم اضطرب ذلك الجبل اضطرابا شديدا كالمرأة اذا اخذها المخاض، ثم لم يفجأهم الا رأسها قد طلع عليهم من ذلك الصدع فما استتمت رقبتها حتى اجترت ثم خرج ساير جسدها ثم استوت قائمة على الارض فلما رأو ذلك قالوا: ياصالح ما أسرع ما اجابك ربك ادع لنا ربك يخرج لنا فصيلتها(2) فسأل الله عزوجل فرمت به فدب حولها، فقال لهم: ياقوم أبقى شئ؟ قالوا: لا انطلق بنا إلى قومنا نخبرهم بما رأينا ويؤمنون بك، قال: فرجعوا فلم يبلغ السبعون اليهم حتى ارتد منهم أربعة وستون رجلا وقالوا: سحر وكذب، قال: فانتهوا إلى الجميع فقال الستة: حق وقال الجميع كذب وسحر، فانصرفوا على ذلك ثم ارتاب من الستة واحدا وكان فيمن عقرها، قال ابن محبوب: فحدثت بهذا الحديث رجلا من اصحابنا يقال له سعد بن يزيد، فاخبرني انه رأى الجبل الذي خرجت منه بالشام.

قال فرأيناها جنبها قد حك الجبل، فاثر جنبها فيه وجبل آخر بينه وبين هذا ميل.

189 علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسن بن عبدالرحمن عن علي بن ابي حمزة عن ابي بصير عن ابي عبدالله عليه السلام حديث طويل بذكر في قوم صالح ستقف عليه ان شاء الله في هود يقول عليه السلام في آخره: فلما كان نصف الليل اتاهم جبرئيل عليه السلام فصرخ عليهم صرخة خرقت تلك الصرخة اسماعهم، وفلقت قلوبهم وصدعت اكبادهم، وقد كانوا في تلك الثلثة الايام قد تحنطوا وتكفنوا وعلموا ان العذاب نازل بهم فماتوا أجمعين في طرفة عين صغيرهم وكبيرهم، فلم يبق لهم ثاغية ولا راغية(3) ولا شئ لا اهلكه الله

___________________________________

(1) اي انشق الجبل شقا.

(2) الفصيل: ولد الناقة.

(3) الثاغية: الشاة.

والراغية: البعير.

وقولهم " ماله ثاغية ولا راغية " اي ماله شاة ولا ناقة، وفي بعض النسخ " فلم يبق لهم ناعقة ولا راغية، والنعيق: صوت الراعي نفسه قال المجلسي (ره) في مرآة العقول: اي لم تبق منهم جماعة يأتي منهم النعيق والرعي، لكن الاول أظهر وهو الموجود في روايات العامة ايضا في تلك القصة.

[ * ]

[50]

فاصبحوا في ديارهم وكانت مضاجعهم موتى أجمعين، ثم ارسل الله عليهم مع الصيحة النار من السماء فأحرقتهم اجمعين.

190 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبي بصير عن أحدهما عليهما السلام في قوم لوط " إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين " فقال: ان ابليس أتاهم في صورة حسنة فيه تأنيث، عليه ثياب حسنة، فجاء إلى شبان منهم فأمرهم أن يقعوا به ولو طلب اليهم أن يقع بهم لابوا عليه ولكن طلب اليهم ان يقعوا به فلما ان وقعوا به التذوه ثم ذهب عنهم وتركهم فأحال بعضهم على بعض(1) في الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن احمد بن محمد بن ابي نصر عن ابان بن عثمان عن ابي بصير عن احدهما عليهما السلام في قوم لوط: " انكم لتأتون الفاحشة " وذكر كما في علل الشرايع سواء.

191 - في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سأل عنه امير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: وسأله عن اول من عمل عمل قوم لوط؟ قال ابليس، فانه امكن من نفسه.

192 - وفي باب ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل وعلة تحريم الذكران للذكران والاناث للاناث لما ركب في الاناث وما طبع عليه الذكران، ولما في اتيان الذكران الذكران والاناث الاناث من انقطاع النسل وفساد التدبير وخراب الدنيا.

193 - في كتاب الخصال عن ابي عبدالله عليه السلام قال: فما كان من شيعتنا فلا يكون فيهم ثلثة إلى قوله: ولا يكون فيهم من يؤتي في دبره.

194 - في مجمع البيان قصة لوط عليه السلام مع قومه وجملة أمرهم فيما

___________________________________

(1) " انما ذكرنا هذا الحديث هنا وان كان محله العنكبوت لشرحه: ما سبقكم بها من أحد من العالمين - وبيانه ما دعاهم اليه، وستقف في هود انشاء الله على ان الداعي لهم إلى ذلك هو البخل، وستقف على هذا الحديث في محله من العنكبوت انشاء الله تعالى، منه عفى عنه ".(عن هامش بعض النسخ).

[ * ]

[51]

روى عن أبي حمزة الثمالي وأبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام ان لوطا لبث في قومه ثلثين سنة، وكان نازلا فيهم ولم يكن منهم، يدعوهم إلى الله وينهاهم عن الفواحش، و يحثهم على الطاعة فلم يجيبوه ولم يطيعوه، وكانوا لا يتطهرون من الجنابة بخلاء أشحاء على الطعام فأعقبهم البخل الداء الذي لا دواء له في فروجهم، وذلك انهم كانوا على طريق السيارة إلى الشام ومصر، فكان ينزل بهم الضيفان، فدعاهم البخل إلى ان كانوا اذا نزل بهم الضيف فضحوه وانما فعلوا ذلك لينكل النازلة عليهم من غير شهوة بهم إلى ذلك فأوردهم البخل هذا الداء حتى صاروا يطلبونه من الرجال، ويعطون عليه الجعل، و كان لوط عليه السلام سخيا كريما يقري الضيف اذا نزل به فنهوه عن ذلك وقالوا: لا تقرين ضيفا جاء ينزل بك، فانك ان فعلت فضحنا ضيفك فكان لوط اذا نزل به الضيف كتم أمره مخافة ان يفضحه قومه.

والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة وستسمع له تتمة في هود عند مهلك قوم لوط انشاء الله.

195 - في تفسير العياشي عن يزيد بن ثابت قال: سأل رجل أمير المؤمنين عليه السلام ان يؤتي النساء في ادبارهن؟ فقال: سفلت سفل الله بك اما سمعت الله يقول: " اتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين ".

196 - عن عبدالرحمان بن الحجاج قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام ذكر عنده اتيان النساء في ادبارهن؟ قال: ما اعلم آية في القرآن أحلت ذلك الا واحدة: " ائنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء " الاية.

197 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضيل عن ابي حمزة الثمالي عن أبيجعفر عليه السلام حديث طويل في آخره: وان الانبياء بعثوا خاصة وعامة، اما شعيب فانه ارسل إلى مدين وهي لا تكمل أربعين بيتا.

198 - في تفسير العياشي عن يحيى بن المساور الهمداني عن أبيه جاء رجل من أهل الشام إلى علي بن الحسين عليه السلام فقال: أنت علي بن الحسين؟ قال: نعم، قال: أبوك الذي قتل المؤمنين؟ فبكى علي بن الحسين عليهما السلام ثم مسح عينيه فقال: ويلك كيف قطعت على أبي انه قتل المؤمنين؟ قال: قوله: اخواننا قد بغوا

[52]

علينا فقاتلناهم على بغيهم، فقال: ويلك أما تقرء القرآن؟ قال: بلى، قال: فقد قال الله " والى مدين أخاهم شعيبا " " والى ثمود أخاهم صالحا " فكانوا اخوانهم في دينهم او في عشيرتهم؟ قال له الرجل: لا بل عشيرتهم؟ قال فهؤلاء اخوانهم في عشيرتهم وليسوا اخوانهم في دينهم، قال: فرجت عني فرج الله عنك.

199 - في الخرايج والجرايح عن الحسين بن علي عليهما السلام حديث طويل في الرجعة وفيه: ولتنزلن البركة من السماء والارض حتى ان الشجرة لتصيف بما يريد الله فيها من الثمرة وليؤكل ثمرة الشتاء في الصيف وثمرة الصيف في الشتاء و ذلك قوله تعالى " ولو ان اهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الارض ولكن كذبوا".

200 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله: افامنوا مكر الله قال: المكر من الله العذاب.

201 - نهج البلاغة وقال عليه السلام، لا تأمنن على خير هذه الامة عذاب الله لقول الله سبحانه: فلا يامن مكر الله الا القوم الخاسرون.

202 - وفيه وقال عليه السلام: الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يؤيسهم من روح الله، ولم يؤمنهم من مكر الله.

203 - في تفسير العياشي عن صفوان الجمال قال صليت خلف أبيعبد الله عليه السلام ثم قال اللهم لا تؤمني مكرك ثم جهر فقال " فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون ".

204 - في اصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد ابن اسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة عن عبدالرحمن بن محمد الجعفري عن أبي جعفر عليه السلام وعن عقبة عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان الله خلق الخلق فخلق ما أحب مما احب، وكان ما أحب أن خلقه من طينة الجنة، وخلق ما أبغض مما أبغض، وكان ما أبغض ان خلقه من طينة النار.

ثم بعثهم في الضلال فقلت: وأى شئ الضلال؟ قال: ألم تر إلى ظلك في الشمس وليس بشئ، ثم بعث الله فيهم النبيين تدعوهم إلى الاقرار بالله وهو قوله: " ولئن سئلتهم من خلقهم ليقولن الله " ثم دعاهم إلى الاقرار

[53]

بالنبيين فأقر بعضهم وأنكر بعض، ثم دعاهم إلى ولايتنا فأقر بها والله من أحب، وانكرها من ابغض وهو قوله: وما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل ثم قال أبوجعفر عليه السلام: كان التكذيب ثم.

205 - في تفسير على بن ابراهيم " وما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل " يعنى في الذر الاول قال: لا يؤمنون في الدنيا بما كذبوا في الذر.

206 - حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن ابن مسكان عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله: " واذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى " قلت: معاينة كان هذا؟ قال: نعم، فثبتت المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه، ولولا دلك لم يدر أحد من خالقه ورازقه، فمنهم من اقر بلسانه في الذر ولم يؤمن بقلبه، فقال الله: " وما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل ".

207 - في أصول الكافى على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن الحسين بن الحكم قال: كتبت إلى العبد الصالح عليه السلام اخبره انى شاك وقد قال ابراهيم عليه السلام: " رب أرنى كيف تحيى الموتى " وانا احب ان ترينى شيئا، فكتب عليه السلام اليه: ان ابراهيم كان مؤمنا واحب ان يزداد ايمانا وانت شاك والشاك لا خير فيه، وكتب انما الشك ما لم يأت اليقين، فاذا جاء اليقين، لم يجز الشك، وكتب: ان الله عزوجل يقول: وما وجدنا لاكثرهم من عهد وان وجدنا اكثرهم لفاسقين قال: نزلت في الشاك.

208 - في روضة الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن ابى عبدالله عليه السلام انه قال لابى بصير: انكم وفيتم بما أخذ الله عليه ميثاقكم من ولايتنا: وانكم لم تبدلوا بنا غيرنا، ولو لم تفعلوا لعيركم الله كما عيرهم حيث يقول جل ذكره: " وما وجدنا لاكثرهم من عهد وان وجدنا اكثرهم لفاسقين ".

209 - في تفسير العياشى عن أبى داود قال: قال: والله ما صدق احد ممن اخذ ميثاقه فوفى بعهد الله غير اهل بيت نبيهم وعصابة قليلة من شيعتهم، وذلك قول الله: " وما وجدنا لاكثرهم من عهد وان وجدنا اكثرهم لفاسقين " وقوله: " ولكن اكثر

[54]

الناس لا يؤمنون ".

210 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبى حمزة الثمالى عن ابى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه: ثم ان الله تبارك وتعالى ارسل الاسباط اثنى عشر بعد يوسف ثم موسى وهارون إلى فرعون وملاء‌ه إلى مصر وحدها.

211 - في تفسير العياشى عن عاصم بن المصرى رفعه قال: ان فرعون بنى سبع مداين يتحصن فيها من موسى عليه السلام، وجعل فيما بينها آجاما وغياضا(1) وجعل فيها الاسد ليتحصن بها من موسى، فلما بعث الله موسى إلى فرعون فدخل المدينة فلما رآه الاسد تبصبصت(2) وولت مدبرة، قال: ثم لم يات مدينة الا انفتح له بابها حتى انتهى إلى قصر فرعون الذى هو فيه قال: فقعد على بابه وعليه مدرعة من صوف(3) ومعه عصاه فلما خرج الآذن قال له موسى: أستأذن لي على فرعون، فلم يلتفت اليه [ قال: فقال له موسى: " انى رسول رب العالمين " قال: فلم يلتفت اليه ] قال: فمكث بذلك ما شاء الله يسأله ان يستأذن له قال: فلما اكثر عليه قال له: اما وجد رب العالمين من يرسله غيرك؟ قال: فغضب موسى عليه السلام فضرب الباب بعصاه فلم يبق بينه وبين فرعون باب الا انفتح حتى نظر اليه فرعون وهو في مجلسه، فقال: أدخلوه قال فدخل اليه وهو في قبة له مرتفعة كثيرة الارتفاع ثمانون ذراعا، قال: فقال: انى رسول رب العالمين اليك، قال: فقال: فات بآية ان كنت من الصادقين قال: فألقى عصاه وكان له شفتان(4) فاذا هى حية قد وقع احدى الشفتين في الارض والشفة الاخرى في أعلى القبه، قال فنظر فرعون في جوفها وهى تلتهب نيرانا قال: واهوت أليه فأحدث وصاح: ياموسى خذها.

___________________________________

(1) الاجام جمع الاجمة - محركة -: الشجر الكثير الملتف، وغياض جمع الغيضة : مجتمع الشجر في مغيض ماء.

(2) بصبص الكلب وتبصبص: حرك ذنبه، والتبصبص: التملق.

(3) المدرعة: هو الثوب من الصوف يتدرع به.

(4) وفى المصدر وكذا المنقول عنه في البحار " شعبتان " بدل " شفتان " وكذا فيما يأتى.

[ * ]

[55]

212 - في عيون الاخبار باسناده إلى أبى يعقوب البغدادى قال: قال ابن السكيت لابى الحسن الرضا عليه السلام: لماذا بعث الله تعالى موسى بن عمران بيده البيضاء والعصا وآلة السحر، وبعث عيسى عليه السلام بالطب، وبعث محمدا صلى الله عليه وآله بالكلام والخطب فقال له ابوالحسن عليه السلام: لما بعث موسى عليه السلام كان الاغلب على اهل عصره السحر فأتاهم من عند الله بما لم يكن من عند القوم وفى وسعهم مثله، وبما ابطل به سحرهم، واثبت به الحجة عليهم.

والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة وقد مضى عند قوله تعالى " فأتوا بسورة من مثله ".

212 - وفى باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامى وما سأل عنه امير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل، وفيه وسأله عن شئ شرب وهو حى واكل وهو ميت؟ فقال: تلك عصا موسى " وفيه " فقال اخبرنا عن اول شجرة غرست في الارض؟ فقال: العوسجة(1) ومنها عصى موسى عليه السلام.

214 - في تفسير العياشى يونس بن ظبيان قال: قال: ان موسى وهارون حين دخلا على فرعون لم يكن في جلسائه يومئذ ولد سفاح، كانوا ولد نكاح كلهم و لو كان فيهم ولد سفاح لامر بقتلهما فقالوا ارجه واخاه وأمروه بالتأنى والنظر، ثم وضع يده على صدره قال: وكذلك نحن لا يسرع الينا الا كل خبيث الولادة.

215 - عن موسى بن بكر عن ابى عبدالله عليه السلام قال: اشهد ان المرجئة على دين الذين " قالوا ارجه واخاه وابعث في المدائن حاشرين ".

216 - في اصول الكافى باسناده إلى محمد بن الفيض عن أبى جعفر عليه السلام قال: كانت عصى موسى لآدم عليه السلام، فصارت إلى شعيب، ثم صارت إلى موسى عليه السلام وانها لعندنا وان عهدى بها آنفا وهى خضر كهيئتها حين انتزعت من شجرتها، وانها لتنطق اذا استنطقت اعدت لقائمنا يصنع بها ما كان يصنع موسى وانها لتروع وتلقف ما يأفكون(2)

___________________________________

(1) العوسجة واحدة العوسج: من شجر الشوك له ثمر مدور ويكون غالبا في السباخ ويقال للمظيم منه الغرقد.

(2) لتروع اى لتخوف.وتلقف اى تلقم.

[ * ]

[56]

وتصنع ما تؤمر به، انها حيث اقبلت تلقف ما يأفكون يفتح لها شفتان(1) احديهما في الارض والاخرى في السقف، وبينهما أربعون ذراعا تلقف ما يأفكون بلسانها.

217 - في الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبى عبدالله عن على بن محمد القاسانى عمن ذكره عن عبدالله بن القاسم عن أبى عبدالله عليه السلام عن أبيه عن جده قال: قال امير المؤمنين صلوات الله عليهم: كن لما لا ترجو أرحى منك لما ترحو إلى أن قال عليه السلام: وخرجت سحرة فرعون يطلبون العزة بفرعون فرجعوا مؤمنين.

218 - في روضة الكافى علي بن ابراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقرى عن حفص بن غياث عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال: و من ذهب يرى ان له على الآخر فضلا فهو من المستكبرين، فقلت له: انما يرى ان له عليه فضلا بالعافية، اذا رآه مرتكبا للمعاصي؟ فقال: هيهات هيهات فلعله أن يكون غفر ما أتى وأنت موقوف تحاسب، ام تلوت قصة سحرة موسى صلوات الله عليه والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

219 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله: وقال الملاء من قوم فرعون اتذر موسى وقومه ليفسدوا في الارض ويذرك وآلهتك قال: كان فرعون يعبد الاصنام ثم ادعى بعد ذلك الربوبية.

220 - في مجمع البيان روى عن علي عليه السلام: " ويذرك و الهتك روى انه كان يأمرهم ايضا بعبادة البقر ولذلك اخرج السامري لهم عجلا جسدا له خوار وقال هذا إلهكم وإله موسى.

221 - في تفسير العياشي عن عمار الساباطي قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ان الارض لله يورثها من يشاء من عباده، قال: فما كان لله فهو لرسوله وما كان لرسول الله فهو للامام بعد رسول الله صلى الله عليه واله.

222 - في الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر عليه السلام قال.وجدنا في كتاب علي صلوات الله

___________________________________

(1) وفي المصدر " شعبتان " بدل " شفتان " كما مر عن تفسير العياشي.

[ * ]

[57]

عليه: " ان الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين " انا واهل بيتي الذين أورثنا الله الارض ونحن المتقون والارض كلها لنا، فمن أحيى ارضا من المسلمين فليعمرها وليؤد خراجها إلى الامام من أهل بيتي، وله ما أكل منها، فان تركها او أبرجها فأخذها رجل من المسلمين من بعده فعمرها واحياها فهو أحق بها من الذي تركها فليؤد خراجها إلى الامام من اهل بيتي وله ما اكل حتى يظهر القائم عليه السلام من اهل بيتي بالسيف، فيحويها ويمنعها ويخرجهم منها كما حواها رسول الله صلى الله عليه واله ومنعها، الا ما كان في أيدي شيعتنا يقاطعهم على ما في أيديهم ويترك الارض في ايديهم.

223 - في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن اسباط عن صالح بن حمزة عن أبيه عن أبي بكر الحضرمي قال: لما حمل أبوجعفر عليه السلام إلى الشام إلى هشام بن عبدالملك وصار ببابه قال لاصحابه ومن كان بحضرته من بني امية: اذا رأيتموني قد وبخت محمد بن علي ثم رأيتموني قد سكت فليقبل عليه كل رجل منكم فليوبخه ثم أمر أن يؤذن له، فلما دخل عليه أبوجعفر عليه السلام قال بيده: السلام عليكم فعمهم جميعا بالسلام ثم جلس، فازداد هشام عليه حنقا بتركه السلام عليه بالخلافة و جلوسه بغير اذن، فاقبل يوبخه ويقول فيما يقول له: يامحمد بن علي لا يزال الرجل منكم قد شقى عصى المسلمين ودعى إلى نفسه وزعم انه الامام سفها وقلة علم، ووبخه بما أراد أن يوبخه، فلما سكت أقبل عليه القوم رجل بعد رجل يوبخه حتى انقضى آخرهم، فلما سكت القوم نهض عليه السلام قائما ثم قال: ايها الناس أين تذهبون وأين يراد بكم، بنا هدى الله أولكم وبنا يختم آخركم، فان يكن لكم ملك معجل فان لنا ملكا مؤجلا، وليس بعد ملكنا ملك، لانا اهل العاقبة يقول الله عزوجل: والعاقبة للمتقين فأمر به إلى الحبس، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

224 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله: قالوا اوذينا من قبل ان تاتينا ومن بعد ما جئتنا قال: قال الذين آمنوا لموسى: قد اوذينا قبل مجيئك ياموسى بقتل الاولاد ومن بعد ما جئتنا لما حبسهم فرعون لايمانهم بموسى، قوله: فاذا جائتهم الحسنة قالوا

[58]

لنا هذه قال: الحسنة هيهنا الصحة والسلامة والامن والسعة وان تصبهم سيئة قال: السيئة هنا الجوع والخوف والمرض.

225 - في مجمع البيان: وقالوا مهما تاتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين فارسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين " القصة " قال ابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة ومحمد بن اسحق بن يسار ورواه علي بن ابراهيم باسناده عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام دخل حديث بعضهم في بعض قالوا: لما آمنت السحرة فرجع فرعون مغلوبا وابى هو وقومه الا الاقامة على الكفر، قال هامان لفرعون: ان الناس قد آمنوا بموسى فانظر من دخل في دينه فاحبسه، فحبس كل من آمن به من بني اسرائيل فتابع الله عليهم بالايات واخذهم بالسنين ونقص من الثمرات، ثم بعث عليهم الطوفان فخرب دورهم ومساكنهم حتى خرجوا إلى البرية وضربوا الخيام، وامتلاء‌ت بيوت القبط ماء‌ا ولم يدخل بيوت بني اسرائيل من الماء قطرة وقام الماء على وجه الارض لا يقدرون على ان يحرثوا فقالوا لموسى: ادع لنا ربك أن يكشف عنا المطر فنؤمن لك ونرسل معك بني اسرائيل، فدعا ربه فكف عنهم الطوفان فلم يؤمنوا، وقال هامان لفرعون: لئن خليت بني اسرائيل غلبك موسى وأزال ملكك وانبت الله لهم في تلك السنة من الكلاء والتمر والزرع والثمر ما أعشبت به بلادهم وأخصبت، فقالوا: ما كان هذا الماء الا نعمة علينا وخصبا، فانزل الله عليهم في السنة الثانية عن علي بن ابراهيم وفي الشهر الثاني عن غيره من المفسرين الجراد فجردت زروعهم وأشجارهم حتى كانت تجرد شعورهم ولحاهم وتأكل الابواب والثياب و الامتعة، وكانت لا تدخل بيوت بني اسرائيل ولا يصيبهم من ذلك شئ فعجوا وضجوا و جزع فرعون من ذلك جزعا شديدا وقال: ياموسى ادع لنا ربك أن يكف عنا الجراد حتى اخلى عن بني اسرائيل، فدعا موسى ربه فكف عنه الجراد بعدما اقام عليه سبعة ايام من السبت إلى السبت، وقيل: ان موسى عليه السلام برز إلى الفضاء فأشار بعصاه نحو المشرق والمغرب فرجعت الجراد من حيث جائت كأن لم يكن قط، ولم يدع فرعون هامان أن يخلي عن بني اسرائيل، فانزل الله عليهم في السنة الثالثة وفي رواية علي بن

[59]

ابراهيم وفي الشهر الثالث عن غيره من المفسرين القمل وهو الجراد الصغار لا اجنحة له و هو شر ما يكون وأخبثه، فأتى على زروعهم كلها وافناها من اصلها فذهبت زروعهم ولحس الارض كلها، وقيل أمر موسى عليه السلام أن يمشي على كثيب اعفر بقرية من قرى مصر يدعي عين الشمس، فأتاه فضربه بعصاه فانثال عليهم(1) قملا فكان يدخل بين ثوب احدهم فبعضه وكان يأكل احدهم الطعام فيمتلي قملا، قال سعيد بن جبير: القمل السوس الذي يخرج من الحبوب فكان الرجل يخرج عشرة اقفزة إلى الرحا فيرد منها ثلثة اقفزة فلم يصابوا ببلاء كان أشد عليهم من القمل واخذت اشعارهم وابشارهم(2) وأشفار عيونهم وحواجبهم، ولزمت جلودهم كأنه الجدري عليهم ومنعتهم النوم و القرار فصرخوا وصاحوا فقال فرعون لموسى: ادع لنا ربك لئن كشفت عنا القمل لاكفن عن بني اسرائيل، فدعا موسى عليه السلام حتى ذهب القمل بعدما اقام عندهم سبعة ايام من السبت إلى السبت، فنكثوا فأنزل الله عليهم في السنة الرابعة وقيل في الشهر الرابع الضفادع فكانت يكون في طعامهم وشرابهم وامتلات منها بيوتهم وآنيتهم فلا يكشف احد ثوبا ولا اناء ولا طعاما ولا شرابا الا وجد فيه الضفادع، وكانت تثب في قدروهم فتفسد عليهم وكان الرجل يجلس إلى ذقنه في الضفادع ويهم ان يتكلم فيثب الضفدع في فيه و يفتح فاه لاكلة فيسبق الضفدع اكلته إلى فيه فلقوا منها اذى شديدا فلما رأوا ذلك بكوا و شكوا إلى موسى عليه السلام وقالوا: هذه المرة نتوب ولا نعود، فادع الله أن يذهب عنا الضفادع فانا نؤمن بك ونرسل معك بني اسرائيل، فأخذ عهودهم ومواثيقهم ثم دعا ربه فكشف عنهم الضفادع بعدما أقام عليهم سبعا من السبت إلى السبت ثم نقضوا العهد وعادوا لكفرهم، فلما كانت السنة الخامسة أرسل عليهم الدم فسال ماء النيل عليهم دما، فكان القبطي يراه دما والاسرائيلي يراه ماء‌ا، فاذا شربه الاسرائيلي كان ماء‌ا واذا شربه القبطي كان دما، وكان القبطي يقول للاسرائيلي: خذ الماء في فيك وصبه في في فكان اذا صبه في فم القبطي تحول دما، وان فرعون اعتراه العطش حتى انه ليضطر إلى مضغ الاشجار الرطبة فاذا مضغها يصير ماء‌ها في فيه دما، فمكثوا في ذلك سبعة

___________________________________

(1) اي انصب وعليهم.

(2) جمع البشرة ظاهر وجلد الانسان.

[ * ]

[60]

ايام لا يأكلون الا الدم ولا يشربون الا الدم، قال زيد بن أسلم: الدم الذي سلط عليهم كان كالرعاف فأتوا موسى عليه السلام فقالوا.

ادع لنا ربك يكشف عنا هذا الدم فنؤمن لك ونرسل معك بني اسرائيل: فلما دفع الله عنهم الدم لم يؤمنوا ولم يخلوا عن بني اسرائيل.

226 - في تفسير العياشي عن محمد بن قيس عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قلت: ما الطوفان؟ قال: هو طوفان الماء والطاعون.

227 - عن محمد بن علي عن أبي عبدالله انبأني عن سليمان عن الرضا عليه السلام في قوله: لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك قال: الرجز هو الثلج ثم قال: خراسان بلاد رجز.

228 - في مجمع البيان روى عن أبي عبدالله عليه السلام انه أصابهم ثلج احمر ولم يروه قبل ذلك، فماتوا فيه وجزعوا وأصابهم ما لم يعهدوه قبله.

229 - في تفسير علي بن ابراهيم فارسل الله عزوجل عليهم الرجز وهو الثلج، ولم يروه قبل ذلك فماتوا بما عهد عندك فيه وجزعوا جزعا شديدا وأصابهم ما لم يعهدوه قبله، فقالوا: ياموسى ادع لنا ربك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني اسرائيل فدعى ربه فكشف عنهم الثلج فخلوا عن بني اسرائيل، فلما خلوا عنهم اجتمعوا إلى موسى عليه السلام وخرج موسى من مصر واجتمع اليه من كان هرب من فرعون وبلغ فرعون ذلك، وقال له هامان: قد نهيتك ان تخلي عن بني اسرائيل فقد استجمعوا اليه، فجزع فرعون وبعث في المدائن حاشرين وخرج في طلب موسى عليه السلام.

230 - في اصول الكافي عن علي بن ابراهيم عن أبيه وعلي بن محمد القاساني جميعا عن القاسم بن محمد الاصبهاني عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ياحفص ان من صبر صبر قليلا وان من جزع جزع قليلا إلى قوله عليه السلام: ثم بشر في عترته بالائمة ووصفوا بالصبر فقال جل ثنائه: " وجعلنا منهم ائمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون " فعند ذلك قال رسول الله صلى الله عليه واله: الصبر من الايمان كالرأس من الجسد، فشكر الله عزوجل ذلك له، فأنزل الله عزوجل: وتمت كلمة ربك الحسنى على بني اسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع

[61]

فرعون وقومه وما كانوا يعرشون فقال صلى الله عليه واله: انه بشرى وانتقام.

231 - في نهج البلاغة وقال له عليه السلام بعض اليهود: ما دفنتم نبيكم حتى اختلفتم؟ فقال له: انما اختلفنا عنه لا فيه، ولكنكم ما جفت أرجلكم من البحر حتى قلتم لنبيكم: اجعل لنا الها كما لهم آلهة قال انكم قوم تجهلون.

232 - في مجمع البيان وواعدنا موسى ثلثين ليلة واتممناها بعشر ولم يقل أربعين، لفايدة زايدة ذكر فيها وجوه إلى قوله: ثالثها ان موسى عليه السلام قال لقومه: اني أتأخر عنكم ثلثين يوما ليتسهل عليكم، ثم زاد عليهم عشرا وليس في ذلك خلف، لانه اذا تأخر عنهم أربعين ليلة فقد تأخر ثلثين قبلها عن أبيجعفر الباقر عليه السلام.

233 - في اصول الكافي الحسين بن علي الخزاز عن عبدالكريم بن عمرو الخثعمي عن الفضيل بن يسار عن أبيجعفر عليه السلام قال: قلت: لهذا الامر وقت؟ فقال: كذب الوقاتون، كذب الوقاتون، كذب الوقاتون ان موسى عليه السلام لما خرج وافدا إلى ربه واعدهم ثلثين يوما، فلما زاده الله على الثلاثين عشرا قال قومه: قد أخلفنا موسى فصنعوا ما صنعوا، فاذا حدثناكم الحديث فجاء على ما حدثناكم به فقولوا: صدق الله واذا حدثناكم الحديث فجاء على خلاف ما حدثناكم به فقولوا: صدق الله توجروا مرتين.

334 - في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى شعيب عن أبيه عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ذو القعدة ثلثون يوما لقول الله عزوجل: " وواعدنا موسى ثلثين ليلة " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن اسمعيل عن بعض أصحابه عن أبي عبدالله عليه السلام في حديث طويل نحوه.

235 - في تفسير العياشي عن محمد بن علي عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله: " وواعدنا موسى ثلثين ليلة وأتممناها بعشر " قال: بعشر ذي الحجة.

236 - في امالي شيخ الطايفة " قدس سره " باسناده إلى ابي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله لعلي بن أبيطالب عليه السلام في غزوة تبوك: اخلفني

[62]

في اهلي، فقال علي عليه السلام: يارسول الله اني أكره أن تقول العرب: خذل ابن عمه6 وتخلف عنه، فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ قال: بلى، قال: فاخلفني.

237 - في تفسير علي بن ابراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام وذكر حديثا طويلا فيه ذكر موسى وهارون عليهما السلام وفيه: فقلت له: أخبرني عن الاحكام والقضايا والامر والنهي كان ذلك اليهما؟ قال: كان موسى الذي يناجي ربه ويكتب العلم ويقضي بين بني اسرائيل، وهارون يخلفه اذا غاب عن قومه للمناجاة.

238 - في روضة الكافي خطبة لامير المؤمنين عليه السلام وهي خطبة الوسيلة يقول عليه السلام فيها بعد ان ذكر النبي صلى الله عليه واله: واختصني بوصيته، واصطفاني بخلافته في امته فقال صلى الله عليه واله وقد حشده(1) المهاجرون والانصار وانغضت بهم المحافل(2) ايها الناس ان عليا مني كهارون من موسى الا انه لا نبي بعدي فعقل المؤمنون عن الله نطق الرسول اذ عرفوني اني لست بأخيه لابيه وامه، كما كان هارون أخاه لابيه وامه، ولا كنت نبيا فاقتضى نبوة ولكن كان ذلك منه استخلافا لي كما استخلف موسى هارون صلى الله عليهما حيث يقول: اخلفني في قومي واصلح ولا تتبع سبيل المفسدين.

239 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال في اثناء كلام له في جمع من المهاجرين والانصار في المسجد ايام خلافة عثمان: انشدكم بالله أتعلمون اني قلت لرسول الله صلى الله عليه واله في غزوة تبوك لم خلفتني؟ فقال: ان المدينة لا تصلح الا بي أو بك، وانت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي؟ قالوا: اللهم نعم.

240 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن ابي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام

___________________________________

(1) حشد عليه القوم: اجتمعوا.

(2) اي تضيقت بهم المحافل.

[ * ]

[63]

قالا: سئل موسى عليه السلام ربه تبارك وتعالى قال رب ارني انظر اليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني قال: فلما صعد موسى عليه السلام إلى الجبل فتحت أبواب السماء واقبلت الملائكة أفواجا في أيديهم العمد، وفي رأسها النور يمرون به فوجا بعد فوج، ويقولون: يابن عمران أثبت فقد سألت عظيما قال: فلم يزل موسى واقفا حتى تجلى ربنا جل جلاله فجعل الجبل دكا وخر موسى صعقا، فلما ان رد الله اليه روحه أفاق قال سبحانك تبت اليك وانا اول المؤمنين.

241 - قال ابن ابي عمير وغيره من اصحابنا: ان النار أحاطت به حتى لا يهرب لهول ما راى.

242 - عن ابي بصير قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ان موسى بن عمران عليه السلام لما سئل ربه النظر اليه، وعده الله ان يقعد في موضع، ثم أمر الملائكة ان تمر عليه موكبا موكبا بالبرق والرعد والريح والصواعق، فكلما مر به موكب من المواكب ارتعدت فرايصه(1) فيرفع رأسه فيسأل: أفيكم ربي؟ فيجاب هو آت وقد سألت عظيما يابن عمران.

243 - عن حفص بن غياث قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول في قوله: فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا قال: ساخ الجبل في البحر(2) فهو يهوى حتى الساعة.

244 - وفي رواية اخرى ان النار احاطت بموسى عليه السلام لئلا يهرب لهول ما راى، وقال: لما خر موسى عليه السلام صعقا مات، فلما ان رد الله روحه افاق فقال: " سبحانك تبت اليك وانا اول المؤمنين ".

245 - في كتاب بصاير الدرجات بعض أصحابنا عن احمد بن محمد السياري وقد سمعته انا من أحمد بن محمد قال: حدثني أبومحمد عبيد بن أبي عبدالله القاري

___________________________________

(1) الفرائص جمع الفريصة: اللحمة بين الجنب والكتف التي لا تزال ترعد من الدابة كما عن الاصمعي، وقيل: الفريصة لحمة بين الثدي والكتف، يقال: ارتعدت فريصته اي فزع.

(2) اي دخل فيه وغاب.

[ * ]

[64]

أو غيره، رفعوه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال: ان الكروبيين قوم من شيعتنا من الخلق الاول، جعلهم الله خلق العرش لو قسم نور واحد منهم على اهل الارض لكفاهم.

ثم قال: ان موسى عليه السلام لما سئل ربه ما سئل أمر واحدا من الكروبيين فتجلى للجبل فجعله دكا.

246 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمة الله عليه " عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام مجيبا لبعض الزنادقة وقد قال: واجده قد شهر هفوات انبيائه بتهجينه موسى، حيث قال.

" رب ارني أنظر اليك قال لن تراني " الاية: واما هفوات الانبياء عليهم السلام وما بينه الله في كتابه، فان ذلك من أدل الدلايل على حكمة الله عزوجل الباهرة وقدرته القاهرة وعزته الظاهرة، لانه علم ان براهين الانبياء عليهم السلام وما بينه الله في كتابه، تكبر في صدور اممهم وان منهم من يتخذ بعضهم الها كالذي كان من النصارى في ابن مريم فذكرها دلالة على تخلفهم عن الكمال الذي انفرد به عزوجل.

247 - في مجمع البيان وقيل: ان تجلى بمعنى جلى، كقولهم: حدث وتحدث وتقديره: جلى ربه امره للجبل ان أبرز في ملكوته للجبل ما تدكدكه به، ويؤيده ما جاء في الخبر ان الله تعالى أبرز من العرش مقدار الخنصر فتدكدك به الجبل، وقيل: صار الجبل ستة أجبل وقعت ثلثة بالمدينة وثلثة بمكة فالتي بالمدينة أجدو ورقان و رضوى، والتي بمكة ثور وثبير وحرى، وروى ذلك عن النبي صلى الله عليه واله وانا اول المؤمنين بانه لا يراك أحد من خلقك عن ابن عباس والحسن وروى مثله عن أبي عبدالله عليه السلام، قال معناه: انا اول من آمن وصدق بانك لا ترى.

248 - في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس لرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الانبياء عليهم السلام: حدثنا تميم بن عبدالله بن تميم القرشي رضى الله عنه قال: حدثني أبي عن حمدان بن سليمان النيسابوري عن علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال له المأمون: يابن رسول الله صلى الله عليه واله اليس من قولك: ان الانبياء معصومون؟ قال: بلى، قال: فما معنى قول الله عزوجل إلى أن قال: " ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب ارني انظر اليك قال لن تراني "

[65]

الآية كيف يجوز أن يكون كليم الله موسى بن عمران عليه السلام لا يعلم ان الله تعالى ذكره لا تجوز عليه الرؤية حتى يسأله هذا السؤال؟ قال الرضا عليه السلام: ان كليم الله موسى بن عمران عليه السلام علم ان الله تعالى منزه عن أن يرى بالابصار، ولكنه لما كلمه الله عزوجل وقربه نجيا رجع إلى قومه فأخبرهم ان الله تعالى كلمه وقربه وناجاه فقالوا: لن نؤمن لك حتى نسمع كلامه كما سمعته، وكان القوم سبع مأة ألف رجل فاختار منهم سبعين الفا ثم اختار سبعة آلاف، ثم اختار منهم سبعمأة، ثم اختار منهم سبعين رجلا لميقات ربه فخرج بهم إلى طور سيناء فأقامهم في سفح الجبل(1) وصعد موسى عليه السلام إلى الطور وسأل الله عزوجل أن يكلمه ويسمعهم كلامه، فكلمه الله تعالى ذكره وسمعوا كلامه من فوق واسفل ويمين وشمال ووراء وامام، لان الله تعالى أحدثه في الشجرة ثم جعله منبعثا منها حتى يسمعوه من جميع الوجوه، فقالوا: لن نؤمن بان هذا الذي سمعناه كلام الله حتى نرى الله جهرة، فلما قالوا هذا القول العظيم واستكبروا وعتوا بعث الله عليهم صاعقة وأخذتهم الصاعقة بظلمهم فماتوا، فقال موسى: يارب ما أقول لبني اسرائيل اذا رجعت اليهم وقالوا انك ذهبت بهم فقتلتهم لانك لم تكن صادقا فيما ادعيت في مناجاة الله عزوجل اياك؟ فاحياهم وبعثهم معه، فقالوا: انك لو سألت الله أن يريك ننظر اليه لاجابك وكنت تخبرنا كيف هو ونعرفه حق معرفته؟ فقال موسى عليه السلام: ياقوم ان الله تعالى لا يرى بالابصار ولا كيفية له، وانما يعرف بآياته ويعلم بأعلامه، فقالوا: لن نؤمن لك حتى تسأله، فقال موسى عليه السلام: يارب انك قد سمعت مقالة بني اسرائيل وأنت اعلم بصلاحهم: فاوحى الله تعالى اليه: ياموسى سلني ما سئلوك فلن اؤاخذك بجهلهم، فعند ذلك قال موسى عليه السلام: " رب أرني انظر اليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فان استقر مكانه وهو يهوى فسوف تراني " فلما تجلى ربه للجبل " بآية من آياته " جعله دكا وخر موسى صعقا فلما افاق قال سبحانك تبت اليك " يقول: رجعت إلى معرفتي بك عن جهل قومي " وانا اول المؤمنين " منهم بانك لا ترى فقال المأمون: لله درك ياابا الحسن.

___________________________________

(1) اي اسفله.

[ * ]

[66]

248 - في كتاب التوحيد خطبة للرضا عليه السلام وفيها: متجلى لا باستهلال رؤية.

وفيه عن علي عليه السلام مثله.

249 - وفيه خطبة لنبي صلى الله عليه واله وفيها: فتجلى لخلقه من غير أن يكون يرى و هو بالمنظر الاعلى.

250 - وفيه حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الايات: وسأل موسى عليه السلام وجرى على لسانه من حمد الله عزوجل: " رب أرني انظر اليك " فكانت مسئلته تلك أمرا عظيما، وسأل امرا جسيما، فعوقب فقال الله تبارك وتعالى: " لن تراني " في الدنيا حتى تموت فتراني في الاخرة، ولكن ان اردت أن تراني في الدنيا فانظر إلى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني، فأبدى الله سبحانه بعض آياته وتجلى ربنا للجبل فتقطع الجبل فصار رميما وخر موسى صعقا ثم احياه الله وبعثه(1) فقال عليه السلام " سبحانك تبت اليك وانا اول المؤمنين " يعني أول من آمن بك(2) منهم انه لن يراك.

251 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى اسحق بن غالب عن أبي عبدالله عليه السلام كلام طويل يقول فيه عليه السلام: فتجلى لخلقه من غير ان يكون يرى و هو يرى.

252 - وباسناده إلى عمر بن علي عن أبيه عن علي بن ابي طالب عليه السلام انه سئل مما خلق الله عزوجل الذر الذي يدخل في كوة البيت(3)؟ فقال: ان موسى عليه السلام لما قال: " رب ارني انظر اليك " قال لله عزوجل: ان استقر الجبل لنوري فانك ستقوى على ان تنظر الي، وان لم يستقر فلا تطيق ابصاري لضعفك، فلما تجلى الله تبارك وتعالى للجبل تقطع ثلث قطع، فقطعة ارتفعت في السماء وقطعة غاصت

___________________________________

(1) وفي المصدر بعد قوله: صعقا.

يعني ميتا فكان عقوبته الموت ثم احياه الله وبعثه وتاب عليه فقال سبحانك..اه.

(2) وفي المصدر: " اول مؤمن آمن بك..اه ".

(3) الكوة: الخرق الصغير في الحائط.

[ * ]

[67]

في تحت الارض، وقطعة بقيت، فهذا الذر من ذلك الغبار، غبار الجبل.

253 - في تفسير علي بن ابراهيم قال: فرفع الله الحجاب ونظر إلى الجبل، فساخ الجبل في البحر وهو يهوى حتى الساعة، ونزلت الملائكة وفتحت أبواب السماء، فأوحى الله إلى الملائكة: ادركوا موسى لا يهرب، فنزلت الملائكة وأحاطت بموسى و قالت: اتيت يابن عمران فقد سألت الله عظيما، فلما نظر موسى إلى الجبل قد ساخ و الملائكة قد نزلت وقع على وجهه فمات من خشية الله وهول ما راى، فرد الله عليه روحه فرفع رأسه وأفاق " وقال سبحانك تبت اليك وانا اول المؤمنين " اي اول من صدق انك لا ترى، فقال الله تعالى له: ياموسى اني اصطفيتك على الناس برسالاتي و بكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين فناداه جبرئيل عليه السلام: ياموسى انا أخوك جبرئيل.

254 - في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن علي بن يقطين عمن رواه عن أبي عبدالله عليه السلام قال: اوحى الله عزوجل إلى موسى عليه السلام ان ياموسى أتدري لما اصطفيتك بكلامي دون خلقي؟ قال: يارب ولم ذاك؟ قال فأوحى الله تبارك وتعالى اليه: ياموسى اني قلبت عبادي ظهرا لبطن فلم اجد فيهم أحدا أذل لي نفسا منك، ياموسى انك اذا صليت وضعت خدك على التراب، أو قال: على الارض.

255 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن سنان عن اسحق بن عمار قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ان موسى عليه السلام احتبس عنه الوحي اربعين او ثلثين صباحا قال: فصعد على جبل بالشام يقال له اريحا، فقال: يارب ان كنت حبست عني وحيك وكلامك لذنوب بني اسرائيل فغفرانك القديم، قال: فأوحى الله عزوجل اليه: ياموسى بن عمران أتدري لما اصطفيتك لوحيى وكلامي دون خلقي؟ فقال: لا علم لي يارب.

فقال: ياموسى اني اطلعت إلى خلقي اطلاعة فلم اجد في خلقي أشد تواضعا لي منك، فمن ثم خصصتك بوحيى وكلامي من بين خلقي، قال: وكان موسى عليه السلام اذا صلى لم ينفتل حتى يلصق خده الايمن بالارض والايسر.

[68]

256 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمة الله عليه " محمد بن ابي عمير الكوفي عن عبدالله بن الوليد السمان، قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ما يقول الناس في اولى العزم وصاحبكم امير المؤمنين عليه السلام؟ قال: قلت: ما يقدمون على اولى العزم احدا، قال: فقال ابوعبدالله عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى قال لموسى عليه السلام: وكتبنا له في الالواح من كل شئ موعظة ولم يقل كل شئ وقال لعيسى عليه السلام " ولابين لكم بعض الذي تختلفون فيه " ولم يقل كل شئ وقال لصاحبكم امير المؤمنين عليه السلام: " قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب " وقال الله عزوجل: " ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين " وعلم هذا الكتاب عنده.

257 - في بصاير الدرجات جعفر بن محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن عمرو عن عبدالله بن الوليد السمان، قال: قال لي ابوجعفر عليه السلام: ياعبدالله ما تقول الشيعة في علي وموسى وعيسى عليهم السلام؟ قلت: جعلت فداك وعن اي حالات تسألني قال: اسألك عن العلم؟ قال: هو والله أعلم منهما ثم قال.

ياعبدالله اليس يقولون: ان لعلي عليه السلام ما لرسول الله من العلم؟ قلت: نعم قال: فخاصمهم فيه، ان الله تبارك وتعالى قال لموسى: " وكتبنا له في الالواح من كل شئ " فأعلمنا انه لم يبين له الامر كله، وقال تبارك وتعالى لمحمد صلى الله عليه واله: " وجئنا بك على هؤلاء شهيدا و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ ".

258 - علي بن اسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن عبدالله بن الوليد قال قال لي ابوعبدالله عليه السلام: اي شئ تقول الشيعة في عيسى وموسى وامير المؤمنين عليهم السلام؟ قلت: يقولون: ان عيسى وموسى عليهما السلام افضل من امير المؤمنين فقال: أتزعمون ان امير المؤمنين عليه السلام قد علم ما علم رسول الله صلى الله عليه واله؟ قلت: نعم ولكن لا يقدمون على أولى العزم من الرسل أحدا، قال ابوعبدالله عليه السلام: فخاصمهم بكتاب الله، قلت: وفي أي موضع منه أخاصمهم؟ قال: قال الله تبارك وتعالى لموسى: " وكتبنا له في الالواح من كل شئ " علمنا انه لم يكتب لموسى

[69]

عليه السلام كل شئ، وقال الله تبارك وتعالى لعيسى عليه السلام: " ولابين لكم بعض الذي تختلفون فيه " وقال تبارك وتعالى لمحمد صلى الله عليه واله: " وجئنا بك على هؤلاء شهيدا و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ ".

259 - في تفسير العياشي عن أبي حمزة عن أبيعبد الله عليه السلام [ قال: ] في الجفر ان الله تبارك وتعالى لما أنزل الالواح على موسى عليه السلام أنزلها عليه وفيها تبيان كل شئ كان أو هو كائن إلى أن تقوم الساعة، فلما انقضت ايام موسى عليه السلام أوحى الله اليه: ان استودع الالواح وهي زبرجدة من الجنة جبلا يقال له زينة، فأتى موسى الجبل فانشق له الجبل، فجعلت فيه الالواح ملفوفة، فلما جعلها فيه انطبق الجبل عليها، فلم تزل في الجبل حتى بعث الله نبيه صلى الله عليه واله، فأقبل ركب من اليمن يريدون الرسول صلى الله عليه واله، فلما انتهوا إلى الجبل انفرج الجبل وخرجت الالواح ملفوفة كما وضعها موسى عليه السلام، فأخذها القوم، فلما وقعت في أيديهم القى في قلوبهم ان لا ينظروا اليها وهابوها حتى يأتوا بها رسول الله، وانزل جبرئيل عليه السلام على نبيه فاخبره بامر القوم وبالذي أصابوه، فلما قدموا على النبي صلى الله عليه واله [ سلموا عليه، ](1) ابتدأهم فسألهم عما وجدوا فقالوا: وما علمك بما وجدنا؟ قال: أخبرني به ربي وهو الالواح، قالوا نشهد انك لرسول الله، فأخرجوها فوضعوها اليه، فنظر اليها و قولها وكتبها بالعبرانية، ثم دعا أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال صلى الله عليه واله: دونك هذه ففيها علم الاولين والآخرين وهي ألواح موسى عليه السلام وقد أمرني ربي ان أدفعها اليك، فقال: لست أحسن قرائتها، قال: ان جبرئيل أمرني ان آمرك أن تضعها تحت رأسك ليلتك هذه، فانك تصبح وقد علمت قراء‌تها، قال: فجعلها تحت رأسه فأصبح وقد علمه الله كل شئ فيها، فأمر رسول الله صلى الله عليه واله بنسخها فنسخها في جلد وهو الجفر، وفيه علم الاولين والآخرين وهو عندنا، والالواح عندنا، وعصا موسى عليه السلام عندنا، ونحن ورثنا النبيين صلى الله عليهم أجمعين قال: قال أبوجعفر عليه السلام: تلك الصخرة التي حفظت ألواح موسى تحت شجرة في واد يعرف بكذا.

___________________________________

(1) ما بين المعقفتين غير موجود في المصدر.

[ * ]

[70]

260 - عن محمد بن سابق بن طلحة الانصاري قال: كان مما قال هارون لابي الحسن موسى عليه السلام حين دخل عليه: ما هذه الدار؟ قال: هذه دار الفاسقين، قال وقرأ ساصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق وان يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا وان يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا فقال له هارون: فدار من هي؟ قال: هي لشيعتنا قرة ولغيرهم فتنه، قال: فما بال صاحب الدار لا يأخذها؟ قال: اخذت منهم عامرة ولا يأخذها الا معمورة.

261 - في تفسير علي بن ابراهيم " وان يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا " قال اذا رأوا الايمان والصدق والوفاء والعمل الصالح لا يتخذوه سبيلا وان يروا الشرك والزنا والمعاصي يأخذوا بها ويعملوا بها.

262 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى جميل بن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: اكرموا البقر فانها سيد البهائم، ما رفعت طرفها إلى السماء حياء‌ا من الله عزوجل منذ عبد العجل.

263 - في تفسير العياشي عن محمد بن أبي حمزة عمن ذكره عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله تعالى: واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار فقال موسى عليه السلام: يارب ومن أخار الصنم؟ فقال الله: ياموسى انا أخرته فقال موسى: ان هي الا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء.

264 - عن ابن مسكان عن الوصاف عن ابي جعفر عليه السلام قال: ان فيما ناجى الله موسى عليه السلام ان قال: يارب هذا السامري صنع العجل فالخوار من صنعه؟ قال: فأوحى الله اليه ياموسى ان تلك فتنتي فلا تفحص عنها.

265 - في مجمع البيان وروى عن علي عليه السلام " ويذرك والاهنك " وروى انه كان يأمرهم ايضا بعبادة البقر، ولذلك اخرج السامري لهم عجلا جسدا له خوار، وقال: هذا إلهكم وإله موسى.

[71]

266 - في تفسير العياشي عن محمد بن ابي حمزة عمن ذكره عن ابي عبدالله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى لما أخبر موسى ان قومه اتخذوا عجلا له خوار فلم يقع منه موقع العيان، فلما رآهم اشتد غضبه فألقى الالواح من يده فقال أبو عبدالله عليه السلام: وللرؤية فضل على الخبر.

267 - في مجمع البيان - والقى الالواح روى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: رحم الله أخي موسى عليه السلام ليس المخبر كالمعاين، لقد أخبره الله بفتنة قومه وقد علم ان ما أخبره ربه حق، وانه على ذلك لمتمسك بما في يديه، فرجع إلى قومه ورآهم فغضب وألقى الالواح.

268 - في بصاير الدرجات علي بن خالد عن يعقوب بن يزيد عن عباس الوران عن عثمان بن عيسى عن ابن مسكان عن ليث المرادي انه حدثه عن سدير بحديث، فاتيته فقلت: ان المرادي حدثني عنك بحديث، فقال: وما هو؟ قلت: جعلت فداك حديث اليماني، قال: نعم كنت عند أبي جعفر عليه السلام: فمر بنا رجل من اهل اليمن، فسأله أبوجعفر عليه السلام عن اليمن؟ فاقبل يحدث فقال له أبوجعفر: تعرف دار كذا وكذا؟ قال: نعم ورأيتها فقال ابوجعفر: هل تعرف صخرة عندها في موضع كذا وكذا؟ قال: نعم، أو رأيتها؟ قال: فقال له الرجل: ما رايت رجلا اعرف بالبلاد منك فلما قام الرجل قال لي أبوجعفر عليه السلام: ياباالفضل تلك الصخرة التي حيث غضب موسى عليه السلام فالقى الالواح، فما ذهب من التورية التقمته الصخرة، فلما بعث الله رسوله صلى الله عليه واله أدته اليه وهي عندنا.

269 - معوية بن حكيم عن محمد بن شعيب عن غزوان عن رجل عن أبي جعفر عليه السلام قال: دخل رجل من أهل بلخ عليه فقال له: ياخورستاني تعرف وادي كذا وكذا؟ قال: نعم قال: من ذلك الصدع يخرج الدجال، قال: ثم دخل عليه رجل من أهل اليمن، فقال: يايماني تعرف شعب كذا وكذا؟ قال: نعم، قال له: تعرف شجرة في الشعب من صفتها كذا وكذا؟ قال: نعم، قال له تعرف صخرة تحت الشجرة؟ قال: نعم قال: تلك الصخرة التي حفظت الواح موسى على محمد صلى الله عليه واله.

[72]

270 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى علي بن سالم عن أبيه قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: أخبرني عن هارون لم قال لموسى عليه السلام: يابن ام لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي ولم يقل يابن ابي؟ فقال: ان العداوات بين الاخوة اكثرها يكون اذا كانوا بني علات(1) ومتى كانوا بني ام قلت العداوة بينهم، الا ان ينزغ الشيطان بينهم فيطيعوه، فقال هارون لاخيه موسى عليهما السلام يااخي الذي ولدته امي ولم تلدني غير امه لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي، ولم يقل يابن أبي، لان بني الاب اذا كانت امهاتهم شتى لم تستبعد العداوة بينهم الا من عصمه الله منهم، وانما تستبعد العداوة بين بني ام واحدة قال: قلت له: فلم أخذ برأسه يجره اليه وبلحيته ولم يكن في اتخاذهم العجل وعبادته له ذنب؟ فقال: انما فعل ذلك به لانه لم يفارقهم لما فعلوا ذلك ولم يلحق بموسى وكان اذا فارقهم ينزل بهم العذاب الا ترى انه قال لهارون: ما منعك اذ رأيتهم ضلوا الا تتبعن افعصيت امري قال هارون: لو فعلت ذلك لتفرقوا واني خشيت ان تقول فرقت بين بني اسرائيل ولم ترقب قولي.

271 - في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن الحسن بن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت: فكان هارون أخاه موسى لابيه وامه؟ قال: نعم، اما تسمع قول الله تعالى: " يابن ام لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

272 - في روضة الكافي خطبة لامير المؤمنين عليه السلام وهي خطبة الوسيلة يقول فيها وقد ذكر موسى وهارون عليهما السلام: كان هارون اخاه لابيه وامه.

273 - وفيها خطبة له عليه السلام وهي الخطبة الطالوتية وفي آخرها: ثم خرج من المسجد فمر بصيرة(1) فيها نحو من ثلثين شاة، فقال: والله لو ان رجالا ينصحون لله عزوجل ولرسوله بعدد هذه الشياة لازلت ابن آكلة الذبان(3) عن ملكه، فلما أمسى

___________________________________

(1) بنو علات - بفتح المهملة وتشديد اللام -: اي اولاد امهات شتى من اب واحد.

(2) الصيرة: حظيرة تتخذ من الحجارة وأغصان الشجر للغنم والبقر.

(3) الذبان - بالكسر والتشديد -: جمع ذباب، قال الفيض (ره): وكنى بابن آكلتها عن سلطان الوقت، فانهم كانوا في الجاهلية يأكلون من كل خبيث نالوه.

[ * ]

[73]

بايعه ثلثمأة وستون رجلا على الموت، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: اغدوا بنا إلى أحجار الزيت محلقين، وحلق أمير المؤمنين عليه السلام فما وافى من القوم محلقا الا ابوذر والمقداد وحذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر، وجاء سلمان في آخر القوم، فرفع يده إلى السماء فقال: ان القوم استضعفوني كما استضعفت بنو اسرائيل هارون عليه السلام.

274 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمة الله عليه، وفي رواية سليم بن قيس الهلالي عن سلمان الفارسي حديث طويل وفيه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام لابي بكر وأصحابه: اما والله لو ان اولئك الاربعين الرجل الذين بايعوني وفوا لي لجاهدتكم في الله حق جهاده، اما والله لا ينالها أحد من عقبكم إلى يوم القيمة، ثم نادى قبل ان يبايع: " يابن ام ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ".

275 - وباسناده إلى محمد بن علي الباقر عليه السلام قال: حج رسول الله صلى الله عليه واله من المدينة، وبلغ من حج مع رسول الله من اهل المدينة وأهل الاطراف والاعراب سبعين الف انسان او يزيدون، على نحو عدد اصحاب موسى عليه السلام السبعين الفا الذين أخذ عليهم بيعة هارون عليه السلام فنكثوا واتبعوا العجل والسامري، وكذلك اخذ رسول الله صلى الله عليه وآله البيعة لعلي عليه السلام بالخلافة على عدد اصحاب موسى عليه السلام فنكثوا البيعة واتبعوا العجل والسامري سنة بسنة ومثلا بمثل والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

276 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن مسعود قال: احتجوا في مسجد الكوفة فقالوا: ما لامير المؤمنين لم ينازع الثلثة كما نازع طلحة والزبير و عايشة ومعوية؟ فبلغ ذلك عليا عليه السلام فأمر ان ينادى: الصلوة جامعة، فلما اجتمعوا صعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال: معاشر الناس انه بلغني عنكم كذا وكذا قالوا صدق أمير المؤمنين عليه السلام قد قلنا ذلك، قال: ان لي بسنة الانبياء اسوة فيما فعلت، قال الله تعالى في محكم كتابه: " لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة " قالوا ومن هم ياامير المؤمنين عليه السلام؟ قال: اولهم ابراهيم عليه السلام إلى ان قال: ولي بأخي هارون عليه السلام اسوة اذ قال لاخيه: يابن ام ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني

[74]

فان قلتم لم يستضعفوه ولم يشرفوا على قتله فقد كفرتم، وان قلتم استضعفوه واشرفوا على قتله فلذلك سكت عنهم فالوصي أعذر.

277 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سلمان الفارسي عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه لعلي عليه السلام يااخي انت سيفي بعدي وستلقى من قريش شدة ومن تظاهرهم عليك و ظلمهم لك.

فان وجدت عليهم اعوانا فجاهدهم وقاتل من خالفك بمن وافقك، وان لم تجد أعوانا فاصبر وكف يدك ولا تلق بها إلى التهلكة، فانك مني بمنزلة هارون من موسى عليه السلام، ولك بهارون اسوة، اذا استضعفه قومه وكادوا يقتلونه فاصبر لظلم قريش وتظاهرهم عليك، فانك بمنزلة هارون ومن تبعه وهم بمنزلة العجل ومن تبعه.

278 - في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقري عن سفيان بن عيينة عن السدي عن أبيجعفر عليه السلام قال: ما اخلص عبد الايمان بالله أربعين يوما او قال: ما أجمل عبد ذكر الله أربعين يوما الا زهده الله في الدنيا وبصره داء‌ها ودواها، وأثبت الحكمة في قلبه، وانطق بها لسانه، ثم تلا: ان الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحيوة الدنيا وكذلك نجزي المفترين فلا يرى صاحب بدعة الا ذليلا، ومفتريا على الله عزوجل وعلى رسوله وأهل بيته صلى الله عليهم الا ذليلا.

279 - في تفسير العياشي عن داود بن فرقد قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: عرضت لي إلى الله حاجة فهجرت(1) فيها إلى المسجد، وكذلك أفعل اذا عرضت بي الحاجة فبينا انا أصلى في الروضة اذا رجل على رأسي، قال: قلت: ممن الرجل؟ فقال: من أهل الكوفة، قال قلت: ممن الرجل؟ قال: من أسلم، قال: قلت: ممن الرجل؟ قال: من الزيدية،(2) قال: قلت ياأخا أسلم من تعرف منهم؟ قال:

___________________________________

(1) هجرت - بتشديد الجيم - اي خرجت وقت الهاجرة وهي شدة الحر.

(2) وفي بعض النسخ " من الزهرية " ولعله مصحف.

[ * ]

[75]

اعرف صبورهم(1) ورشيدهم وأفضلهم هارون بن سعد، قلت يااخا أسلم ذلك من العجلية كما سمعت الله يقول: " ان الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا ".

280 - في بصاير الدرجات محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبدالله بن القاسم عن صباح المزني عن الحرث بن الحضيرة عن حبة العرني قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: ان يوشع بن نون كان وصي موسى بن عمران، وكانت الواح موسى عليه السلام من زمرد أخضر، فلما غضب موسى عليه السلام ألقى الالواح من يده فمنها ما تكسر ومنها ما بقي ومنها ما ارتفع، فلما ذهب عن موسى الغضب قال يوشع بن نون: عندك تبيان ما في الالواح؟ قال: نعم نزل كذا توارثها رهط بعد رهط حتى وقعت في أيدي اربعة رهط من اليمن، وبعث الله محمدا صلى الله عليه واله بتهامة و بلغهم الخبر، فقالوا: ما يقول هذا النبي؟ قيل: ينهى عن الخمر والزنا ويأمر بمحاسن الاخلاق وكرم الجوار، فقالوا: هذا اولى بما في ايدينا منا، فاتفقوا ان يأتوه في شهر كذا وكذا، فأوحى الله إلى جبرئيل عليه السلام ان ائت النبي صلى الله عليه واله فأخبره الخبر، فأتاه فقال: ان فلانا وفلانا وفلانا وفلانا ورثوا ما كان في الالواح الواح موسى عليه السلام، وهم يأتونك في شهر كذا وكذا في ليلة كذا وكذا، فسهر لهم تلك الليلة فجاء الركب، فدقوا عليه الباب وهم يقولون: يامحمد ! قال: نعم يافلان بن فلان بن فلان بن فلان ويافلان بن فلان بن فلان بن فلان اين الكتاب الذي توارثتموه من يوشع بن نون وصي موسى بن عمران؟ قالوا: نشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وانك رسول الله والله ما اعلم به احد قط منذ وقع عندنا احد قبلك قال: فأخذه النبي صلى الله عليه واله واذا هو كتاب بالعبرانية دقيق فدفعه الي ووضعته عند رأسي فأصبحت بالغداة وهو كتاب بالعبرانية(2) جليل فيه علم ما خلق الله منذ قامت السموات

___________________________________

(1) كذا في النسخ لكن في المصدر هكذا: " قال: اعرف خيرهم وسيدهم ورشيدهم ...اه ".

(2) وفي نسخة " بالعربية " عوض " بالعبرانية ".

[ * ]

[76]

والارض إلى ان تقوم الساعة فعلمت ذلك.

281 - في مجمع البيان: واختار موسى قومه الاية هذا الميثاق هو الميعاد الاول عن ابي علي الجبائي وابي مسلم وجماعة من المفسرين وهو الصحيح، ورواه علي بن ابراهيم في تفسيره.

282 - في كتاب التوحيد في باب مجلس الرضا عليه السلام مع اصحاب المقالات والاديان قال عليه السلام: فمتى اتخذتم عيسى عليه السلام ربا جاز لكم ان تتخذوا اليسع وحزقيل، لانهما قد صنعا مثل ما صنع عيسى عليه السلام، إلى ان قال: ثم موسى بن عمران عليه السلام واصحابه السبعون الذين اختارهم وصاروا معه إلى الجبل فقالوا له: انك قد رأيت الله فأرناه سبحانه كما رأيته فقال لهم: اني لم اره فقالوا: لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فاخذتهم الصاعقة واحترقوا عن آخرهم وبقي موسى وحيدا فقال: يارب اخترت سبعين رجلا من بني اسرائيل فجئت بهم وارجع وحدي فكيف يصدقني قومي بما اخبرتهم به؟ فلو شئت اهلكتهم من قبل واياي اتهلكنا بما فعل السفهاء منا؟.

283 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سعد بن عبدالله القمي عن الحجة القائم عليه السلام حديث طويل وفيه: قلت: فأخبرني يابن مولاي عن العلة التي تمنع القوم من اختيار الامام لانفسهم؟ قال: مصلح أم مفسد؟ قلت: مصلح قال: فهل يجوز ان تقع خيرتهم على المفسد بعد ان لا يعلم احد ما يخطر ببال غيره من صلاح او فساد قلت: بلى قال: فهي العلة، وأوردها لك ببرهان ينقاد لك عقلك، ثم قال عليه السلام: اخبرني عن الرسل الذين اصطفاهم الله عزوجل، وانزل عليهم الكتب وايدهم بالوحي والعصمة وهم اعلام الامم اهدى إلى الاختيار منهم، مثل موسى وعيسى عليهما السلام، هل يجوز مع وفور عقلهما وكمال علمهما اذ هما بالاختيار ان تقع خيرتهما على المنافق وهما يظنان انه مؤمن؟ قلت: لا قال.

هذا موسى كليم الله مع وفور عقله وكمال علمه ونزول الوحي عليه اختار من اعيان قومه ووجوه عسكره لميقات ربه عزوجل سبعين رجلا ممن لا يشك في ايمانهم واخلاصهم، فوقع خيرته على المنافقين قال الله عزوجل: " واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا " إلى قوله: " لن نؤمن لك

[77]

حتى نرى الله جهرة فاخذتهم الصاعقة بظلمهم " فلما وجدنا اختيار من قد اصطفاه الله عزوجل للنبوة واقعا على الافسد دون الاصلح، وهو يظن انه الاصلح دون الافسد علمنا ان الاختيار لا يجوز الا لمن يعلم ما تخفى الصدور وما تكن الضمائر، ويتصرف عليه السرائر وان لا خطر لاختيار المهاجرين والانصار بعد وقوع خيرة الانبياء على ذوي الفساد لما ارادوا اهل الصلاح.

قال مؤلف هذا الكتاب " عفى عنه ": قد كتبنا قريبا عند قوله تعالى: " رب ارني انظر اليك " عن الرضا عليه السلام حديثا طويلا وفيه بيان هذه الآية فليراجع.

284 - في تفسير العياشي عن محمد بن أبي حمزة عمن ذكره عن ابي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: " واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار " فقال موسى عليه السلام: يارب ومن أخار الصنم؟ فقال الله: ياموسى أنا اخرته فقال موسى: " ان هي الا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء "(1).

285 - عن ابي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما ناجى موسى ربه أوحى الله اليه: ان ياموسى قد فتنت قومك قال: وبماذا يارب؟ قال: بالسامري، صاغ لهم من حليهم عجلا، قال: يارب ان حليهم لا يحتمل أن يصاغ منه عزال أو تمثال أو عجل فكيف فتنتهم؟ قال: صاغ لهم عجلا فخار، قال: يارب ومن أخاره؟ قال: انا، قال عندها موسى عليه السلام: " ان هي الا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء ".

286 - في مجمع البيان: ورحمتي وسعت كل شئ وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه واله قام في الصلوة فقال أعرابي وهو في الصلوة: اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحد، فلما سلم صلى الله عليه واله قال للاعرابي: لقد تحجرت(2) واسعا يريد رحمة الله عزوجل اورده البخاري في الصحيح.

287 - في روضة الواعضين للمفيد " رحمه الله " قال رسول الله صلى الله عليه واله:

___________________________________

(1) وقد مر الحديث بعينه تحت رقم 269 ولعله كرره هنا لما بينه وبين الحديث الاتى من المناسب في المعنى أو غير ذلك.

(2) تحجر ما وسعه الله اي ضيقه على نفسه.

[ * ]

[78]

أوحى الله إلى داود عليه السلام: ياداود كما لا يضيق الشمس على من جلس فيها، كذلك لا تضيق رحمتي على من دخل فيها.

288 - في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن أبي عبيدة الحذاء عن ابي جعفر عليه السلام حديث طويل يقول عليه السلام فيه: " ورحمتي وسعت كل شئ " يقول: علم الامام ووسع علمه الذي هو من علمه كل شئ هم شيعتنا، ثم قال: فساكتبها للذين يتقون يعني ولاية غير الامام وطاعته.

289 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى جعفر بن محمد الصوفي قال: سألت ابا جعفر محمد بن على الباقر عليهما السلام فقلت: يابن رسول الله لم سمى النبى صلى الله عليه وآله الامى؟ فقال: ما يقول الناس؟ قلت: يزعمون انه انما سمى الامى لانه لم يحسن أن يكتب فقال عليه السلام: كذبوا عليهم لعنة الله، انى ذلك والله يقول في محكم كتابه: " وهو الذى بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة " فكيف كان يعلمهم ما لا يحسن والله لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقرء ويكتب باثنين وسبعين او قال بثلث وسبعين لسانا، وانما سمى الامى لانه كان من أهل مكة ومكة من امهات القرى، وذلك قول الله عزوجل: " ولتنذر به ام القرى ومن حولها".

290 - وباسناده إلى على بن حسان وعلى بن اسباط وغيره رفعوه عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت: الناس يزعمون ان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يكتب ويقرأ؟ فقال: كذبوا لعنهم الله، انى ذلك وقد قال الله عزوجل: " وهو الذى بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة " أفيكون يعلمهم الكتاب والحكمة وليس يحسن أن يقرء ويكتب؟ قال: قلت: فلم سمى النبى الامى؟ قال: نسب إلى مكة، وذلك قول الله عزوجل: لتنذر أم القرى ومن حولها " فام القرى مكة فقيل: امى لذلك.

291 - وباسناده إلى أحمد بن محمد بن أبى نصر عن بعض أصحابه عن أبيعبد الله عليه السلام قال: كان مما من الله عزوجل على رسوله صلى الله عليه وآله انه كان يقرء ولا يكتب فلما

[79]

توجه ابوسفيان إلى احد كتب العباس إلى النبى صلى الله عليه وآله فجائه الكتاب وهو في بعض حيطان المدينة فقرئه ولم يخبر آصحابه.

وأمرهم أن يدخلوا المدينة فلما دخلوا المدينة أخبرهم.

292 - وحدثنا محمد بن الحسن الصفار " رضى الله عنه " قال حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثنا احمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد ومحمد بن خالد البرقى عن محمد بن أبى عمير عن هشام بن سالم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: كان النبى صلى الله عليه وآله يقرء الكتاب ولا يكتب.

293 - ابى " رضى الله عنه " قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن ابان بن عثمان عن الحسن بن زياد الصيقل قال سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: كان مما من الله عزوجل به على نبيه صلى الله عليه وآله انه كان اميا لا يكتب ويقرء الكتاب.

294 - في امالي الصدوق " رحمة الله عليه " باسناده إلى امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول: قال يهودي لرسول الله صلى الله عليه واله: اني قرأت نعتك في التورية محمد بن عبدالله مولده بمكة ومهاجره بطيبة وليس بفظ ولا غليظ و لا صخاب ولا مترنن بالفحش ولا قول الخنا(1) وانا اشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله وهذا مالي فاحكم فيه بما انزل الله.

295 - في الخرايج والجرايح عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه: فقال الرضا عليه السلام انت ياجاثليق امن في ذمة الله وذمة رسوله لانه لا يبدء‌ك منا شئ تكره مما تخافه وتحذره، فقال: اما اذا امنتني فان هذا النبي الذي اسمه محمد صلى الله عليه واله و هذا الوصي الذي اسمه علي عليه السلام وهذه البنت التي اسمها فاطمة عليها السلام وهذا السبطان اللذان اسمهما الحسن والحسين عليهما السلام في التورية والانجيل والزبور.

296 - في كتاب التوحيد وعيون الاخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام

___________________________________

(1) الفظ: السئ الخلق الخشن الكلام، وصخب الرجل: صات شديدا فهو صخاب ورنن الرجل - بتشديد النون -: صاح، والخنى: الفحش في الكلام.

[ * ]

[80]

مع أصحاب الملل والمقالات قال الرضا عليه السلام لرأس الجالوت: تسألني او اسئلك قال: بل اسئلك، ولست أقبل منك حجة الا من التورية او من الانجيل او من زبور داود بما في صحف ابراهيم وموسى عليه السلام قال الرضا عليه السلام: لا تقبل مني حجة الا ما نطق به التورية على لسان موسى بن عمران عليه السلام، والانجيل على لسان عيسى بن مريم عليه السلام، والزبور على لسان داود عليه السلام فقال رأس الجالوت: من اين ثبت نبوة محمد صلى الله عليه واله قال الرضا عليه السلام: شهد بنبوته موسى بن عمران وعيسى بن مريم عليهما السلام و داود عليه السلام خليفة الله في الارض، فقال له ثبت قول موسى بن عمران عليه السلام، قال الرضا عليه السلام: هل تعلم يايهودي ان موسى عليه السلام اوصى بني اسرائيل فقال لهم: انه سيأتيكم نبي هو من اخوانكم فيه(1) فصدقوا ومنه فاسمعوا فهل تعلم ان لبني اسرائيل اخوة غير ولد اسماعيل ان كنت تعرف قرابة اسرائيل من اسماعيل او السبب الذي بينهما من قبل ابراهيم عليه السلام؟ فقال رأس الجالوت: هذا قول موسى لا ندفعه، فقال له الرضا عليه السلام: هل جائكم من اخوة بني اسرائيل نبي غير محمد صلى الله عليه واله؟ قال: لا، قال الرضا عليه السلام: أفليس قد صح هذا عندكم؟ قال نعم ولكني احب ان تصححه لي من التورية، فقال له الرضا عليه السلام: هل تنكر ان التورية يقول: جائكم النور من جبل طور سيناء، واضاء لنا من جبل ساعير واستعلن علينا من جبل فاران؟ قال راس الجالوت: اعرف هذه الكلمات وما اعلم تفسيرها، قال الرضا عليه السلام: انا اخبرك به، اما قوله: جاء النور من جبل طور سيناء فذلك وحي الله تبارك وتعالى الذي انزله على موسى على جبل طور سيناء، واما قوله: واضاء لنا من جبل ساعير، فهو الجبل الذي اوحى الله تعالى إلى عيسى بن مريم وهو عليه واما قوله: واستعلن علينا من جبل فاران، فذلك جبل من جبال مكة بينه وبينها يوم، وقال شيعا النبي عليه السلام فيما تقول انت واصحابك في التورية: رأيت راكبين اضاء لهما الارض احدهما على حمار والآخر على جمل، فمن راكب الحمار ومن راكب الجمل؟ قال راس الجالوت: لا اعرفهما، فاخبرني بهما قال: اما راكب الحمار

___________________________________

(1) كذا في النسخ واستظهر في هامش العيون ان الاصل " فيه " بالباء الموحدة.

[ * ]

[81]

فعيسى، واما راكب الجمل فمحمد صلى الله عليه واله أتنكر هذا من التورية؟ قال: لا ما انكره ثم قال الرضا عليه السلام: هل تعرف حيقوق النبي؟ قال: نعم اني به لعارف قال فانه قال وكتابكم ينطق به: جاء الله بالبينات من جبل فاران، وامتلات السموات من تسبيح احمد وامته يحمل خيله في البحر كما يحمل في البر يأتينا بكتاب جديد بعد خراب بيت المقدس يعني بالكتاب: القرآن أتعرف هذا وتؤمن به؟ قال راس - الجالوت: قد قال ذلك حيقوق ولا ننكر قوله، قال الرضا عليه السلام وقد قال داود في زبوره وانت تقرء: اللهم ابعث مقيم السنة بعد الفترة فهل تعرف نبيا اقام السنة بعد الفترة غير محمد صلى الله عليه واله؟ قال راس الجالوت: هذا قول داود نعرفه ولا ننكره ولكن عنى بذلك عيسى عليه السلام وايامه هي الفترة، قال الرضا عليه السلام: جهلت ان عيسى لم يخالف السنة وقد كان موافقا لسنة تورية حتى رفعه الله اليه، وفي الانجيل مكتوب ان ابن البرة ذاهب(1) والفارقليطا جاء من بعده، وهو الذي يحقق الاخبار و يفسر لكم كل شئ ويشهد لي كما شهدت له، انا جئتكم بالامثال وهو يأتيكم بالتأويل أتؤمن بهذا في الانجيل؟ قال: نعم لا.انكره.

297 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عبدالرحمن بن الاسود عن جعفر ابن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: كان لرسول الله صلى الله عليه واله صديقان يهوديان قد آمنا بموسى رسول الله وأتيا محمدا صلى الله عليه واله وسمعا منه، وقد كانا قرئا التورية وصحف ابراهيم وموسى عليهما السلام وعلما علم الكتب الاولى، فلما قبض الله تبارك وتعالى رسوله أقبلا يسئلان عن صاحب الامر بعده، وقالا: انه لم يمت نبي قط الا وله خليفة يقوم بالامر في امته من بعده، قريب القرابة اليه من أهل بيته، عظيم القدر، جليل الشأن، فقال احدهما لصاحبه: هل تعرف صاحب هذا الامر من بعد هذا النبي صلى الله عليه واله؟ قال الآخر: لا أعلمه الا بالصفة التي أجدها في التورية، وهو الاصلع المصغر

___________________________________

(1) برة على ما قيل: اصلها بارة اسم مريم عليها السلام: وقال الطريحي (ره): برة - بالباء الموحدة التحتانية والراء المهملة المشددة على ما صح من النسخ -: احد اوصياء الانبياء المتأخرين عن نوح (ع).

[ * ]

[82]

فانه كان اقرب القوم من رسول الله صلى الله عليه واله فلما دخلا المدينة وسألا عن الخليفة أرشدا إلى أبي بكر، فلما نظر اليه قالا: ليس هذا صاحبنا، ثم قالا له: ما قرابتك من رسول الله صلى الله عليه واله؟ قال: اني رجل من عشيرته، وهو زوج ابنتي عايشة، قالا: هل غير هذا؟ قال: لا: قالا: ليست هذه بقرابة فأخبرنا اين ربك؟ قال: فوق سبع سموات، قالا: هل غير هذا؟ قال: لا، قالا: دلنا على من هو أعلم منك فانك لست بالرجل الذي نجد صفته في التورية انه وصي هذا النبي صلى الله عليه واله وخليفته، ثم أرشدهما إلى عمر، فلما أتياه قالا: ما قرابتك من هذا النبي؟ قال: انا من عشيرته وهو زوج ابنتي حفصة قالا: هل غير ذلك؟ قال: لا قالا: ليست هذه بقرابة وليست هذه الصفة التي نجدها في التورية، ثم قالا له: فأين ربك؟ قال: فوق سبع سموات، قالا: هل غير هذا قال: لا، قالا: دلنا على من هو اعلم منك فأرشدهما إلى علي عليه السلام، فلما جاء‌ا فنظرا اليه قال أحدهما لصاحبه: انه الرجل الذي نجد صفته في التورية انه وصي هذا النبي صلى الله عليه وآله وخليفته و زوج ابنته وأبوالسبطين والقايم بالحق من بعده، ثم قالا لعلي عليه السلام: ايها الرجل ما قرابتك من رسول الله صلى الله عليه واله؟ قال عليه السلام: هو أخي وانا وارثه ووصيه واول من آمن به و زوج ابنته فاطمة عليها السلام، قالا له: هذه قرابة الفاخرة والمنزلة القريبة وهذه الصفة التي نجدها في التورية، قال اليهوديان: فما منع صاحبيك أن يكونا جعلاك في موضعك الذي انت اهله فوالذي أنزل التورية على موسى عليه السلام انك لانت الخليفة حقا نجد صفتك في كتبنا ونقرأه في كنائسنا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

298 - في روضة الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى عهد إلى آدم عليه السلام إلى ان قال: فلما أنزلت التورية على موسى بشر بمحمد صلى الله عليه واله و كان بين موسى ويوسف عليهما السلام انبياء وكان وصي موسى بن عمران يوشع بن نون عليهما السلام وهو فتاه الذي ذكره الله في كتابه، فلم تزل الانبياء تبشر بمحمد صلى الله عليه وآله حتى بعث الله تبارك وتعالى المسيح عيسى بن مريم، فبشر بمحمد صلى الله عليه واله وذلك قوله

[83]

تعالى: يجدونه يعني اليهود والنصارى مكتوبا يعني صفة محمد صلى الله عليه وآله عندهم في التورية والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، وهو قول الله عزوجل يخبر عن عيسى: " ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه احمد " وبشر موسى وعيسى عليهما السلام بمحمد كما بشر الانبياء صلوات الله عليهم بعضهم ببعض.

299 - في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن ابي نصر عن حماد بن عثمان عن ابي عبيدة الحذاء عن ابي عبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: يقول: ورحمتي وسعت كل شئ يقول: علم الامام ووسع علمه الذي هو من علمه كل شئ هم شيعتنا ثم قال: فساكتبها للذين يتقون يعني ولاية غير الامام وطاعته ثم قال: يجدونه مكتوبا عندهم في التورية والانجيل يعني النبي صلى الله عليه واله والوصي والقائم يامرهم بالمعروف اذا قام وينهاهم عن المنكر والمنكر من انكر فضل الامام عليه السلام وجحده ويحل لهم الطيبات اخذ العلم من اهله ويحرم عليهم الخبائث والخبائث قول من خالف ويضع عنهم اصرهم وهي الذنوب التي كانوا فيها قبل معرفتهم فضل الامام عليه السلام والاغلال التي كانت عليهم والاغلال: ما كانوا يقولون مما لم يكونوا امروا به من ترك فضل الامام عليه السلام فلما عرفوا فضل الامام وضع عنهم اصرهم والاصر: الذنب وهي الاصار ثم نسبهم فقال: الذين آمنوا به يعني بالامام وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون يعني الذين اجتنبوا الجبت والطاغوت ان يعبدوها والجبت والطاغوت فلان وفلان و فلان والعبادة طاعة الناس لهم.

300 - علي بن ابراهيم باسناده عن ابي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: " الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التورية والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث " إلى قوله: " واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون " قال: النور في هذا الموضع أمير المؤمنين والائمة عليهم السلام.

301 - محمد بن يحيى ومحمد بن عبدالله بن جعفر عن الحسن بن طريف وعلي بن

[84]

محمد عن صالح بن أبي حماد عن بكر بن صالح عن عبدالرحمن بن سالم عن أبي بصير عن أبي عبدالله ان ابا جعفر عليه السلام قرأ اللوح الذي أهداه الله إلى رسول الله صلى الله عليه واله الذي فيه اسم النبي واسماء الائمة عليهم السلام وفي آخره بعد ان ذكر علي بن محمد عليهما السلام اخرج منه الداعي إلى سبيلي، والخازن لعلمي الحسن، واكمل ذلك بابنه م ح م د رحمة للعالمين، عليه كمال موسى، وبهاء عيسى عليهما السلام، وصبر ايوب، فيذل أوليائي في زمانه ويتهادى رؤسهم كما يتهادى رؤس الترك والديلم، فيقتلون ويحرقون ويكونون خائفين مرعوبين وجلين، تصبغ الارض بدمائهم، ويفشوا الويل والرنة(1) في شأنهم، اولئك اوليائي حقا، بهم ادفع كل فتنة عمياء حندس(2) وبهم أكشف الزلازل وأدفع الاصار والاغلال، " اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون ".

302 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن عمر بن عثمان عن على بن عيسى رفعه قال: ان موسى عليه السلام ناجاه ربه تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: اوصيك ياموسى وصية الشفيق المشفق بابن البتول عيسى بن مريم، ومن بعده بصاحب الجمل الاحمر الطيب الطاهر المطهر: فمثله في كتابك انه مهيمن على الكتب كلها، وانه راكع ساجد راغب راهب، اخوانه المساكين وأنصاره قوم آخرون، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

303 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن حماد عن حريز عن ابى عبدالله عليه السلام قال: نزلت هذه الاية في اليهود والنصارى يقول الله تبارك وتعالى: " الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه " يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله " كما يعرفون أبنائهم " لان الله عزوجل قد أنزل عليهم في التورية والانجيل والزبور صفة محمد صلى الله عليه وآله وصفة أصحابه و مبعثه ومهاجره، وهو قوله تعالى: " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تريهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم

___________________________________

(1) الرنة: الصيحة.

(2) الحندس - بكسر الحاء -: المظلم.

[ * ]

[85]

من اثر السجود ذلك مثلهم في التورية ومثلهم في الانجيل " فهذه صفة رسول الله صلى الله عليه وآله في التورية والانجيل وصفة أصحابه، فلما بعثه الله عزوجل عرفه أهل الكتاب كما قال جل جلاله: " فلما جائهم ما عرفوا كفروا به ".

304 - في تفسير العياشى عن أبى بصير في قول الله: " فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذى انزل معه " قال أبوجعفر عليه السلام: النور علي عليه السلام.

305 - عن عبدالله بن سنان عن أبيعبدالله في قول الله: ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون فقال: قوم موسى عليه السلام هم أهل الاسلام.

306 - عن المفضل بن عمر عن أبيعبدالله عليه السلام قال: اذا قام قائم آل محمد صلى الله عليه وآله استخرج من ظهر الكعبة سبعة وعشرين رجلا، خمسة عشر من قوم موسى الذين يقضون بالحق وبه يعدلون، وسبعة من اصحاب الكهف ويوشع وصى موسى، ومؤمن آل فرعون وسلمان الفارسى، وابا دجانة الانصارى، ومالك الاشتر.

307 - عن ابي الصهبان البكري قال: سمعت علي بن ابيطالب عليه السلام ودعى رأس الجالوت واسقف النصارى فقال: اني سائلكما عن امر وانا اعلم به منكما، يارأس الجالوت بالذي انزل التورية على موسى، واطعمكم المن والسلوى، وضرب لكم في البحر طريقا يبسا وفجر لكم من الحجر الطور اثنى عشر عينا لكل سبط من بني اسرائيل عينا الا ما أخبرتني على كم افترقت بنوا اسرائيل بعد موسى عليه السلام؟ فقال: ولا الا فرقة واحدة، فقال: كذبت والذي لا اله غيره، لقد افترقت على احدى وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة، فان الله يقول: " ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون ".

308 - في الكافي علي بن ابراهيم عن هارون بن مسلم عن مسغدة بن صدقة عن أبي عبدالله عليه السلام وقال بعده: وبهذا الاسناد قال سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: يسأل عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر: أواجب هو على الامة جميعا؟ فقال: لا فقيل له: ولم؟ قال: انما هو على القوي المطاع، العالم بالمعروف من المنكر لا على الضعيف الذي لا يهتدي سبيلا إلى اي من اي، يقول من الحق إلى الباطل، والدليل علي ذلك كتاب الله تعالى قوله: " ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون

[86]

بالمعروف وينهون عن المنكر " فهذا خاص غير عام كما قال الله تعالى: " ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون " ولم يقل على امة موسى ولا على كل قومه و هم يومئذ امم مختلفة والامة واحدة فصاعدا، كما قال الله سبحانه وتعالى: " ان ابراهيم كان امة قانتا لله " يقول: مطيعا لله تعالى والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

309 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمه الله " باسناده إلى الامام محمد بن علي الباقر عليهما السلام عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل وفيه خطبة الغدير وفيها معاشر الناس انا الصراط المستقيم الذي امركم باتباعه، ثم علي (عليه السلام) من بعدي، ثم ولدي من صلبه ائمة يهدون بالحق وبه يعدلون.

310 - وفيه عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: ولم يخل أرضه من عالم بما يحتاج الخليقة اليه، ومتعلم على سبيل نجاة، اولئك هم الاقلون عددا، و قد بين الله ذلك من امم الانبياء، وجعلهم مثلا لمن تأخر، مثل قوله فيمن آمن من قوم موسى عليه السلام " ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون ".

311 - في مجمع البيان " ومن قوم موسى " الآية اختلف في هذه الامة من هم؟ على أقوال، احدها: انهم قوم من وراء الصين وبينهم وبين صين واد جار من الرمل لم يغيروا ولم يبدلوا عن ابن عباس والسدي والربيع والضحاك وهو المروى عن ابي جعفر الباقر عليه السلام قالوا وليس لاحد منهم مال دون صاحبه، يمطرون بالليل ويضحون بالنهار ويزرعون، لا يصل اليهم منا أحد ولا منهم الينا، وقيل: ان جبرئيل عليه السلام انطلق بالنبي صلى الله عليه واله ليلة المعراج اليهم، فقرأ عليهم من القرآن عشر سور نزلت بمكة، فآمنوا به وصدقوه وامرهم أن يقيموا مكانهم ويترك السبت، وأمرهم بالصلوة والزكوة و لم يكن نزلت فريضة غيرهما ففعلوا وروى أصحابنا انهم يخرجون مع قائم آل محمد عليهم السلام وروى ان ذا القرنين رآهم وقال: لم امرت بالمقام لسرني ان اقيم بين اظهركم.

312 - وفيه عند قوله تعالى: " وممن خلقنا امة يهدون بالحق " وروى ابن جريح عن النبي صلى الله عليه واله قال: هي امتي بالحق يأخذون، وبالحق يعطون، وقد اعطى القوم بين أيديكم مثلها " ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون ".

[87]

313 - في كتاب الخصال عن عبيد الله بن عبدالرحمن بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن علي عليهم السلام قال: سألت علي بن موسى بن جعفر عليه السلام عما يقول في بني الافطس فقال: ان الله أخرج من بني اسرائيل وهو يعقوب بن اسحق بن ابراهيم عليهم السلام اثنى عشر سبطا ونشر من الحسن والحسين أبني أمير المؤمنين عليه السلام لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله اثنى عشر سبطا ثم عدد الاثنى عشر من ولد اسرائيل فقال: زيلون بن يعقوب وشمعون بن يعقوب ويهود بن يعقوب وتشاخر بن يعقوب وريكون بن يعقوب ويوسف بن يعقوب وبنيامين بن يعقوب وتفشال بن يعقوب وودان بن يعقوب وسقط عن الحسن النسابة ثلثة منهم، ثم عدد الاثني عشر من ولد الحسن والحسين عليهما السلام فقال: اما الحسن فانتشر منه ستة ابطن، بنو الحسن بن زيد بن الحسن بن علي وبنو عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي، وبنو ابراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي وبنو الحسن بن الحسن بن علي وبنو داود بن الحسن بن الحسن بن علي وبنو جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي فعقب الحسن عليه السلام من هذه الستة الابطن، ثم عد بني الحسين عليه السلام فقال بنو محمد بن علي الباقر بن علي بن الحسين بن علي عليهم السلام، وبنو عبدالله الباهر بن علي، وبنو زيد بن علي بن الحسين بن علي، وبنو الحسين بن علي بن الحسين بن علي وبنو عمر بن علي بن الحسين بن علي وبنو علي بن الحسين بن علي، فهؤلاء الستة الابطن نشر الله منهم ولد الحسين بن علي عليهما السلام.

314 - في اصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام انه قال: في قول الله عزوجل: وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون فقال: ان الله أعز وأمنع من ان يظلم و ان ينسب نفسه إلى ظلم، ولكن الله خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه، وولايتنا ولايته ثم أنزل بذلك قرآنا على نبيه فقال: " وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " قلت هذا تنزيل؟ قال: نعم والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

315 - بعض أصحابنا عن محمد بن أبي عبدالله عن عبدالوهاب بن بشر عن موسى بن قادم عن سليمان عن زرارة عن ابي جعفر عليه السلام قال: سئلته عن قول الله عزوجل: " وما

[88]

ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون، قال: ان الله اعظم واعز واجل وامنع من ان يظلم، ولكنه خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته، حيث يقول: " انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا " يعني الائمة منا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

316 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمه الله " عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل فيه: واما قوله: " وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون " فهو تبارك اسمه اجل واعز من ان يظلم ولكنه قرن امنائه على خلقه بنفسه، وهو عرف الخليقة جلالة قدرهم عنده، وان ظلمهم ظلمه بقوله: " وما ظلمونا " ببغضهم اوليائنا، ومعونة أعدائهم عليهم " ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " اذ حرموها الجنة واوجبوا عليها دخول النار.

317 - في تفسير علي بن ابراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي عبيد عن أبي جعفر عليه السلام قال: وجدنا في كتاب علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ان قوما من أهل ايلة(1) من قوم ثمود وان الحيتان كانت سبقت اليهم يوم السبت ليختبر الله طاعتهم في ذلك، فشرعت اليهم يوم سبتهم في ناديهم(2) وقدام ابوابهم في انهارهم وسواقيهم، فبادروا اليها فأخذوا يصطادونها، فلبثوا في ذلك ما شاء الله لا ينهاهم عنها الاحبار ولا يمنعهم العلماء من صيدها، ثم ان الشيطان اوحى إلى طائفة منهم انما نهيتم عن اكلها يوم السبت ولم تنهوا عن صيدها، فاصطادوها يوم السبت واكلوها فيما سوى ذلك من الايام، فقالت طائفة منهم: الآن نصطادها فعتت وانحازت طائفة اخرى منهم ذات اليمين فقالوا: ننهاكم عن عقوبة الله ان تتعرضوا لخلاف أمره، واعتزلت طائفة اخرى منهم ذات اليسار فسكتت فلم تعظهم، فقالت للطائفة التي وعظتهم: لم تعظون قوما الله مهلكهم او معذبهم عذابا شديدا فقالت الطائفة التي وعظتهم معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون قال: فقال الله عزوجل: فلما نسوا ما ذكروا به

___________________________________

(1) ايلة: مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام، وقيل: آخر الحجاز واول الشام وحكى عن بعض انه: قال: سميت بايلة بنت مدين بن ابراهيم.

(2) النادي: مجلس القوم ومتحدثهم نهارا.

[ * ]

[89]

يعني لما تركوا ما وعظوا به مضوا على الخطيئة فقال الطائفة التي وعظتهم: لا والله لا نجامعكم ولا نبايتكم(1) هذه الليلة في مدينتكم هذه التي عصيتم الله مخافة أن ينزل بكم البلاء فيعمنا معكم، قال: فخرجوا عنهم من المدينة مخافة ان تصيبهم البلاء فنزلوا قريبا من المدينة فباتوا تحت السماء، فلما اصبحوا اولياء الله المطيعون لامر الله غدوا لينظروا ما حال اهل المعصية فأتوا باب المدينة فاذا هو مصمت فدقوه فلم يجابوا ولم يسمعوا منها حس أحد فوضعوا سلما على سور المدينة ثم أصعدوا رجلا منهم فأشرف على المدينة فنظر فاذا هو بالقوم قردة يتعاوون فقال الرجل لاصحابه: ياقوم ارى والله عجبا.

قالوا: وما ترى؟ قال: ارى القوم قد صاروا قردة يتعاوون لها اذناب، فكسروا الباب قال: فعرفت القردة انسابهم من الانس ولم تعرف الانس انسابها من القردة، فقال القوم للقردة: الم ننهكم؟ فقال علي عليه السلام: والله الذي فلق الحبة وبرأ النسمه اني لاعرف انسابها من هذه الامة لا ينكرون ولا يغيرون بل تركوا ما أمروا به فتفرقوا وقد قال الله: " فبعدا للقوم الظالمين " وقال الله: انجينا الذين ينهون عن السوء واخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون.

318 - في تفسير العياشي عن علي بن عقبة عن رجل عن ابي عبدالله عليه السلام قال: ان اليهود أمروا بالامساك يوم الجمعة فتركوا يوم الجمعة فأمسكوا يوم السبت.

319 - عن هارون بن عبيد رفعه إلى احدهم قال: جاء قوم إلى امير المؤمنين عليه السلام بالكوفة وقالوا: ياامير المؤمنين ان هذه الجراري(2) تباع في اسواقنا؟ قال: فتبسم امير المؤمنين عليه السلام ضاحكا به، ثم قال قوموا لاريكم عجبا ولا تقولوا في وصيكم الا خيرا فقاموا معه فأتوا شاطئ بحر فتفل فيه تفلة وتكلم بكلمات فاذا بجرية رافعة رأسها فاتحة فاها، فقال امير المؤمنين عليه السلام: من أنت الويل لك ولقومك؟ فقال: نحن من أهل القرية التي كانت حاضرة البحر اذ يقول

___________________________________

(1) من البيتوتة(2) الجراري جمع الجري - بتشديد الراء والياء كسكيت -: بمعنى الجريث: ضرب من السمك يشبه الحيات، ويقال له بالفارسية " مار ماهي " [ * ]

[90]

الله في كتابه: اذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا الآية، فعرض الله علينا ولايتك فقعدنا عنها فمسخنا الله فبعضنا في البر وبعضنا في البحر، فاما الذين في البحر فنحن الجراري، واما الذين في البر فالضب واليربوع، قال: ثم التفت امير المؤمنين عليه السلام الينا فقال: أسمعتم مقالتها؟ قلنا: اللهم نعم، قال: والذي بعث محمدا بالنبوة لتحيض كما تحيض نساؤكم.

320 - عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام في قول الله " فلما جاء امرنا انجينا الذين ينهون عن السوء " قال: افترق القوم ثلث فرق: فرقة نهت واعتزلت، وفرقة أقامت ولم تقارف الذنوب(1) وفرقة قارفت الذنوب فلم ينجو من العذاب الا من نهى، قال جعفر: قلت لابي جعفر عليه السلام: ما صنع بالذين أقاموا ولم يقارفوا الذنوب؟ قال: بلغني انهم صاروا ذرا.

321 - في كتاب الخصال عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تعالى: فلما نسوا ما ذكروا به قال: كانوا ثلثة أصناف، صنف ائتمروا وأمروا، وصنف ائتمروا ولم يأمروا، وصنف لم يأمروا ولم يأتمروا فهلكوا.

322 - في روضة الكافي سهل بن زياد عن عمرو بن عثمان عن عبدالله بن المغيرة عن طلحة بن زيد عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى " فلما نسوا ما ذكروا به انجينا الذين ينهون عن السوء " قال: كانوا ثلثة أصناف: صنف ائتمروا وأمروا فنجوا، و صنف ائتمروا ولم يأمروا فمسخوا ذرا وصنف لم يأتمروا ولم يأمروا فهلكوا.

423 - في مجمع البيان ووردت الرواية عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان الله لم يمسخ شيئا فجعل له نسلا وعقبا.

324 - في من لا يحضره الفقيه وقد روى ان المسوخ لم تبق اكثر من ثلثة ايام، وان هذه مثل لها فنهى الله عزوجل عن أكلها.

325 - في مجمع البيان: ليبعثن عليهم اي على اليهود إلى يوم القيمة من يسومهم سوء العذاب اي من يذيقهم ويوليهم شدة العذاب بالقتل واخذ الجزية منهم والمعنى

___________________________________

(1) قارف الذنب: قاربه.خالطه.[ * ]

[91]

به امة محمد صلى الله عليه واله عند جميع المفسرين وهو المروى عن أبيجعفر عليه السلام.

326 - في تفسير العياشي عن اسحق بن عبدالعزيز قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: خص الله هذه الامة بآيتين من كتابه ان لا يقولوا ما لا يعلمون، ثم قرء: الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب الآية وقوله: " بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله " إلى قوله " الظالمين ".

327 - عن ابي السفاتج قال قال ابوعبدالله عليه السلام: آيتين في كتاب الله خص الله الناس ان لا يقولوا ما لا يعلمون قول الله: " الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ان لا يقولوا على الله الا الحق " وقوله: " بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتيهم تأويله ".

328 - في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن يونس عن ابي يعقوب اسحق بن عبدالله عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ان الله خص عباده بآيتين من كتابه أن لا يقولوا حتى يعلموا، ولا يردوا ما لم يعلموا، وقال عزوجل: " الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله الا الحق " وقال: " بل كذبوا بما لم يحيطوا بعمله ".

329 - في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبيجعفر عليه السلام في قوله: " الذين يمسكون بالكتاب " إلى آخره قال: نزلت في آل محمد صلى الله عليه واله و أشياعهم.

330 - في نهج البلاغة ولن تأخذوا بميثاق الكتاب حتى تعرفوا الذي نقضه، ولن تمسكوا به حتى تعرفوا الذي نبذه فالتمسوا ذلك من عند اهله، فانهم عيش العلم وموت الجهل، هم الذين يخبركم حكمهم عن علمهم، وصمتهم عن منطقهم(1) وظاهرهم عن باطنهم، لا يخالفون الدين ولا يختلفون فيه، فهو بينهم شاهد صادق وصامت ناطق.

331 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله، واذ نتقنا الجبل فوقهم كانه ظلة وظنوا انه واقع بهم قال الصادق عليه السلام: لما انزل الله التورية على بني اسرائيل لم يقبلوه،

___________________________________

(1) ولذلك قيل: صمت العارف ابلغ من نطق غيره.

[ * ]

[92]

فرفع الله عليهم جبل طور سيناء فقال لهم موسى عليه السلام: ان لم تقبلوه وقع عليكم الجبل فقبلوه وطأطأوا رؤسهم.

332 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمه الله " عن ابي عبدالله عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: أخبرني عن طائر طار مرة ولم يطر قبلها ولا بعدها ذكره الله تعالى في القرآن ما هو؟ فقال: طور سيناء أطاره الله عزوجل على بني اسرائيل حين أظلهم بجناح منه، فيه ألوان العذاب حتى قبلوا التورية، وذلك قول الله عزوجل: " واذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا انه واقع بهم " الاية.

333 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وسأل طاوس اليماني ابا جعفر الباقر عليه السلام عن طاير طار مرة ولم يطير قبلها ولا بعدها قال عليه السلام: طور سيناء قوله تعالى: " واذ نتقنا الجبل فوقهم كانه ظلة ".

334 - في تفسير العياشي وفي رواية اسحق بن عمار عنه في قول الله تعالى: خذوا ما آتيناكم بقوة أقوة في الابدان أم قوة في القلوب؟ قال: فيهما جميعا.

335 - عن محمد بن ابي حمزة عمن أخبره عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله: " خذوا ما آتيناكم بقوة " قال: السجود ووضع اليدين على الركبتين في الصلوة.

336 في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن يعقوب بن يزيد عن ابن ابي عمير عن أبي الربيع القزاز عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال قلت: لم سمى أمير المؤمنين؟ قال: الله سماه، وهكذا أنزل في كتابه: " واذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم و اشهدهم على انفسهم الست بربكم وان محمدا رسولي وان عليا امير المؤمنين ".

337 - محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عبدالرحمان بن كثير عن داود الرقي عن أبي عبدالله عليه السلام انه قال: لما اراد الله ان يخلق الخلق نثرهم بين يديه فقال لهم: من ربكم؟ فأول من نطق رسول الله صلى الله عليه واله وأمير المؤمنين والائمة عليهم السلام فقالوا: انت ربنا فحملهم العلم والدين، ثم قال للملائكة: هؤلاء حملة ديني وعلمي وامنائي في خلقي، وهم المسئولون، ثم قال لبني آدم: اقروا لله بالربوبية ولهؤلاء النفر بالولاية والطاعة، فقالوا: ربنا اقررنا فقال الله للملائكة

[93]

اشهدوا فقال الملائكة: شهدنا، قال علي عليه السلام: ان لا تقولوا غدا انا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا انما اشرك آبائنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم افتهلكنا بما فعل المبطلون ياداود ولايتنا مؤكدة عليهم في الميثاق.

338 - علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن بعض اصحابنا عن ابي بصير قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: كيف اجابوا وهم ذر؟ قال: جعل فيهم ما اذا سألهم اجابوه، يعني في الميثاق.

339 - علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن عمير عن ابن اذينة عن زرارة ان رجلا سأل ابا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل واذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى إلى آخر الاية فقال وابوه يسمع عليهما السلام: حدثني ابي ان الله عزوجل قبض قبضة من تراب التربة التي خلق الله منها آدم.

فصب عليها الماء العذب الفرات، ثم تركها اربعين صباحا ثم صب عليها الماء المالح الاجاج(1) فتركها اربعين صباحا، فلما اختمرت الطينة اخذها فعركها عركا شديدا فخرجوا كالذر من يمينه وشماله وامرهم جميعا ان يقعوا في النار فدخل اصحاب اليمين فصارت عليهم بردا وسلاما، وابى اصحاب الشمال ان يدخلوها.

340 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن بكير بن اعين قال: كان ابوجعفر عليه السلام يقول: ان الله اخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذر يوم اخذ الميثاق على الذر بالاقرار له بالربوبية ومحمد صلى الله عليه واله بالنبوة وعرض الله عزوجل على محمد امته في الطين وهم اظلة وخلقهم من الطينة التي خلق منها آدم وخلق الله ارواح شيعتنا قبل ابدانهم بألفي عام وعرضهم عليه وعرفهم رسول الله صلى الله عليه واله وعرفهم عليا و نحن نعرفهم في لحن القول.

341 - عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن صالح بن سهل عن أبي عبدالله عليه السلام ان بعض قريش قال لرسول الله صلى الله عليه واله: بأي شئ سبقت الانبياء

___________________________________

(1) الاجاج: الشديد الملوحة.

[ * ]

[94]

وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم؟ قال: اني كنت أول من آمن بربي وأول من أجاب حين أخذ الله ميثاق النبيين وأشهدهم على أنفسهم " الست بربكم قالوا بلى " فكنت أنا أول نبي قال: بلى، فسبقتهم بالاقرار بالله.

342 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن علي بن اسماعيل عن محمد بن اسماعيل عن سعدان بن مسلم عن صالح بن سهل عن أبي عبدالله عليه السلام قال سئل رسول الله صلى الله عليه واله بأي شئ سبقت ولد آدم؟ قال: انني أول من أقر بربي ان الله اخذ ميثاق النبيين " واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى " فكنت انا اول من اجاب.

343 - في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن سنان قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: اول من سبق إلى بلى رسول الله صلى الله عليه واله، وذلك انه كان اقرب الخلق إلى الله تبارك وتعالى، وكان بالمكان الذي قال له جبرئيل عليه السلام لما اسرى به إلى السماء: تقدم يامحمد فقد وطئت موطئا لم يطأه ملك مقرب ولا نبي مرسل، ولولا ان روحه ونفسه كانت من ذلك المكان لما قدر ان يبلغه، وكان من الله عزوجل كما قال " قاب قوسين او ادنى " اي بل ادنى.

344 - في اصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن علي بن الحكم عن داود العجلي عن زرارة عن حمران عن ابيجعفر عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى حيث خلق الخلق خلق ماء‌ا عذبا وماء‌ا مالحا اجاجا فامتزج الماء‌ان، فأخذ طينا من أديم الارض فعركه عركا شديدا، فقال لاصحاب اليمين وهم كالذر يدبون: إلى الجنة بسلام، وقال لاصحاب الشمال: إلى النار ولا أبالي، ثم قال: " ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيمة انا كنا عن هذا غافلين " ثم اخذ الميثاق على النبيين فقال " ألست بربكم وان هذا محمد رسولي وان هذا علي أمير المؤمنين قالوا بلى " فثبتت لهم النبوة وأخذ الميثاق على أولى العزم انني ربكم ومحمد صلى الله عليه واله وعلي امير المؤمنين واوصياؤه من بعده ولاة أمري وخزان علمي عليهم السلام، وان المهدي أنتصر به لديني وأظهر به دولتي وانتقم به من أعدائي وأعبد به طوعا وكرها قالوا: اقررنا يارب وشهدنا ولم يجحد آدم عليه السلام ولم يقر، فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي

[95]

ولم يكن لآدم عزم على الاقرار به، وهو قول الله عزوجل: " ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما " قال: انما هو فترك ثم أمر نارا فأججت(1) فقال لاصحاب الشمال: ادخلوها، فهابوها وقال لاصحاب اليمين: ادخلوها فدخلوها فكانت عليهم بردا وسلاما، فقال أصحاب الشمال: [ يارب ] أقلنا فقال قد اقلتكم اذهبوا فادخلوها فهابوها، فثم ثبتت الطاعة والولاية والمعصية.

345 - علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سألته: عن قول الله عزوجل: " فطرة الله التي فطر الناس عليها " ما تلك الفطرة؟ قال: هي الاسلام فطرهم الله حين أخذ ميثاقهم على التوحيد، قال: ألست بربكم وفيه المؤمن والكافر.

346 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن صالح بن سهل عن أبي عبدالله عليه السلام ان رجلا جاء إلى امير المؤمنين عليه السلام وهو مع أصحابه فسلم عليهم ثم قال: انا والله احبك وأتولاك ! فقال له امير المؤمنين: كذبت قال: بلى والله اني لاحبك وأتولاك فقال له امير المؤمنين: كذبت ما أنت كما قلت، ان الله خلق الارواح قبل الابدان بألفي عام، ثم عرض علينا المحب لنا فوالله ما رأيت روحك فيمن عرض فأين كنت؟ فسكت الرجل عند ذلك ولم يراجعه.

347 - وفي رواية اخرى قال أبو عبدالله عليه السلام: كان في النار.

348 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى حبيب قال: حدثني الثقة عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق العباد وهم اظلة قبل الميلاد فما تعارف من الارواح ائتلف، وما تناكر منها اختلف.

349 - وباسناده إلى حبيب عمن رواه عن ابي عبدالله عليه السلام قال: ما تقول في الارواح انها جنود مجندة فما تعارف منها ايتلف وما تناكر منها اختلف قال: فقلت انا نقول ذلك، قال: فانه كذلك ان الله عزوجل اخذ من العباد ميثاقهم وهم اظلة قبل الميلاد وهو قوله عزوجل: " واذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم و

___________________________________

(5) الاجيج: ملتهب النار.

[ * ]

[96]

اشهدهم على انفسهم " إلى آخر الآية قال: فمن أقربه يومئذ جائت الفته هيهنا و من انكره يومئذ جاء خلافه هيهنا.

350 - ابي " رحمه الله " قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن ابن بكير عن زرارة قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: " واذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى " قال: ثبتت المعرفة ونسوا الوقت وسيذكرونه يوما، ولولا ذلك لم يدر احد من خالقه ولا من رازقه.

351 - في كتاب التوحيد قال: ابي رحمه الله حدثنا سعد بن عبدالله عن ابراهيم بن هاشم ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ويعقوب بن يزيد جميعا عن ابن ابي عمير عن عمر بن اذينة عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: " واذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى " قال: اخرج من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيمة، فخرجوا كالذر فعرفهم ورآهم صنعه ولولا ذلك لم يعرف أحد ربه.

352 - ابي " رحمه الله " قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن احمد بن محمد عن أبيه عن عبدالله بن المغيرة عن ابن مسكان عن زرارة قال: قلت لابي جعفر عليه السلام أصلحك الله قول الله عزوجل في كتابه: " فطرة الله التي فطر الناس عليها " قال فطرهم على التوحيد عند الميثاق، وعلى معرفته انه ربهم، قلت: وخاطبوه؟ قال: فطأطأ راسه ثم قال: لولا ذلك لم يعلموا من ربهم ولا من رازقهم.

353 - في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن ابن ابي عمير عن ابن مسكان عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله: " واذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم ألست بربكم قالوا بلى " قلت: معاينة كان هذا؟ قال: نعم فثبتت المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه، ولولا ذلك لم يدر احد من خالقه ورازقه، فمنهم من اقر بلسانه في الذر ولم يؤمن بقلبه فقال الله: " فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل ".

[97]

354 - في كتب التوحيد باسناده إلى أبي بصير عن ابيعبد الله عليه السلام قال: قلت له: اخبرني عن الله عزوجل هل يراه المؤمن يوم القيمة؟ قال: نعم وقد رأوه قبل يوم القيمة، فقلت: متى؟ قال: حين قال لهم: " الست بربكم قالوا بلى " ثم سكت ساعة ثم قال: وان المؤمنين ليرونه في الدنيا قبل يوم القيمة ألست تره في وقتك هذا؟ قال ابوبصير: فقلت له: جعلت فداك فأحدث بهذا عنك؟ فقال: لا، فانك اذا حدثت به فأنكره منكر جاهل بمعنى ما تقول، ثم قدر ان ذلك تشبيه كفر وليست الرؤية بالقلب كالرؤية بالعين، تعالى الله عما يصفه المشبهون والملحدون.

355 - في الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن موسى عن العباس بن معروف عن ابن ابي نجران عن عبدالله بن سنان عن ابن ابي يعفور عن ابي حمزة عن ابي جعفر عليه السلام قال: قال له رجل: كيف سميت الجمعة جمعة؟ قال: ان الله عزوجل جمع فيها خلقه للولاية محمد صلى الله عليه وآله ووصيه في الميثاق، فسماه يوم الجمعة لجمعه فيه خلقه.

356 - في امالي شيخ الطائفة باسناده إلى جابر عن أبي جعفر عليه السلام عن أبيه عن جده عليهم السلام ان رسول الله صلى الله عليه واله قال لعلي عليه السلام: أنت الذي احتج الله بك في ابتدائه الخلق حيث اقامهم اشباحا فقال لهم: الست بربكم؟ قالوا: بلى قال: و محمد صلى الله عليه واله رسولي؟ قالوا: بلى قال: وعلي امير المؤمنين وابى الخلق جميعا الا استكبارا وعتوا عن ولايتك الا نفر قليل وهم اقل القليل وهم اصحاب اليمين.

357 - في غوالي اللئالي وقال عليه السلام: اخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان(1) يعني عرفة فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر ثم كلمهم وتلا: " الست بربكم قالوا بلى ".

358 - في تهذيب الاحكام في الدعاء بعد صلوة الغدير المسند إلى الصادق عليه السلام: ومننت علينا بشهادة الاخلاص لك بموالاة اوليائك الهداة المهديين من بعد النذير

___________________________________

(1) قال الجوهري في الصحاح نعمان - بالفتح - واد في طريق الطائف يخرج إلى عرفات.

[ * ]

[98]

المنذر، والسراج المنير.

واكملت الدين بموالاتهم والبرائة من عدوهم واتممت علينا النعمة التي جددت لنا عهدك، وذكرتنا ميثاقك، المأخوذ منا في مبدء خلقك ايانا، وجعلتنا من اهل الاجابة، وذكرتنا العهد والميثاق ولم تنسنا ذكرك، فانك قلت: " واذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى " شهدنا بمنك ولطفك بانك انت الله لا اله الا انت ربنا، ومحمد عبدك ورسولك نبينا وعلي امير المؤمنين والحجة العظمى وآيتك الكبرى والنبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون.

359 - في الكافي ابوعلي الاشعري عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان عن ابي عميرة عن عبدالرحمان الحذاء عن ابي عبدالله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام لا يرى بالعزل بأسا أتقرء هذه الاية " واذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم علي انفسهم الست بربكم قالوا بلى " فكل شئ اخذ الله منه الميثاق فهو خارج وان كان على صخرة صماء.

360 - في تفسير العياشي عن جابر قال: قال لي ابوجعفر عليه السلام: يا جابر لو يعلم الجهال متى سمى امير المؤمنين علي عليه السلام لم ينكروا حقه، قال: قلت: جعلت فدك متى سمى؟ فقال لي: قوله: " واذ اخذ ربك من بني آدم " إلى " الست بربكم و ان محمدا صلى الله عليه واله رسول الله وان عليا امير المؤمنين عليه السلام " قال: ثم قال لي: ياجابر هكذا والله جاء بها محمد صلى الله عليه واله.

361 - عن ابن مسكان عن بعض اصحابه عن ابي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه واله ان امتي عرضت علي في الميثاق، فكان اول من آمن بي علي عليه السلام، وهو اول من صدقني حين بعثت، وهو الصديق الاكبر، والفاروق يفرق بين الحق والباطل.

362 - عن ابي بصير عن ابي عبدالله عليه السلام في قول الله: " الست بربكم قالوا بلى " قالوا بألسنتهم؟ قال: نعم، وقالوا بقلوبهم، فقلت: واي شئ كانوا يومئذ؟ قال: صنع منهم ما اكتفى به.

363 - عن جابر قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: متى سمى امير المؤمنين عليه السلام

[99]

امير المؤمنين؟ قال: قال: والله انزلت هذه الاية على محمد صلى الله عليه واله " واشهدهم على انفسهم الست بربكم وان محمدا رسول الله وان عليا امير المؤمنين عليه السلام " فسماه الله والله امير المؤمنين.

364 - عن الاصبغ بن نباتة عن علي عليه السلام قال: اتاه ابن الكوا فقال: ياامير المؤمنين أخبرني عن الله تبارك وتعالى هل كلم احدا من ولد آدم قبل موسى؟ فقال علي عليه السلام: قد كلم الله جميع خلقه برهم وفاجرهم وردوا عليه الجواب، فثقل ذلك على ابن الكوا ولم يعرفه، فقال له: كيف كان ذلك ياامير المؤمنين؟ فقال له: او ما تقرء كتاب الله اذ يقول لنبيه: " واذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى " فقد اسمعهم كلامه وردوا عليه الجواب كما تسمع في قول الله يابن الكوا، " وقالوا بلى " فقال لهم: اني انا الله لا اله الا أنا، وانا الرحمان فاقروا له بالطاعة والربوبية وميز الرسل والانبياء والاوصياء، وأمر الخلق بطاعتهم فأقروا بذلك في الميثاق، فقال الملائكة عند اقرارهم: شهدنا عليكم يابنى آدم ان تقولوا يوم القيمة انا كنا عن هذا غافلين.

365 - عن رفاعة قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله: " واذ اخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم " قال: نعم لله الحجة على جميع خلقه يوم الميثاق هكذا - وقبض يده -.

366 - في الكافى محمد بن يحيى وغيره عن احمد عن موسى بن عمر عن ابن سنان عن ابى سعيد القماط عن بكير بن اعين قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام: لاي علة وضع الله الحجر في الركن الذى هو فيه ولم يوضع في غيره؟ ولاي علة يقبل؟ ولاي علة اخرج من الجنة ولاي علة وضع ميثاق العباد فيه والعهد فيه ولم يوضع في غيره؟ وكيف السبب في ذلك؟ تخبرنى جعلنى الله فداك فان تفكري فيه لعجب، قال: فقال سألت واعضلت في المسألة(1) واستقصيت فافهم الجواب وفرغ قلبك واصغ سمعك أخبرك انشاء الله، ان الله تبارك وتعالى وضع الحجر الاسود وهي جوهرة أخرجت من الجنة

___________________________________

(1) اي جئت بمسألة معضلة مشكلة.

[ * ]

[100]

إلى آدم عليه السلام، فوضعت في ذلك الركن لعلة الميثاق، وذلك انه لما أخذ من بني آدم من ظهورهم ذريتهم حين أخذ الله عليهم الميثاق في ذلك المكان وفي ذلك المكان ترائى لهم(1) و في ذلك المكان(2) يهبط الطير على القائم عليه السلام، فاول من يبايعه ذلك الطير، وهو والله جبرئيل عليه السلام والى ذلك المقام يسند القائم ظهره وهو الحجة والدليل على القائم، و هو الشاهد لمن وافى(3) في ذلك المكان، والشاهد على من ادى اليه الميثاق والعهد الذي اخذ الله عزوجل على العباد، فاما القبلة والاستلام(4) فلعله العهد تجديدا لذلك العهد والميثاق، وتجديدا للبيعة ليؤدوا اليه العهد الذي أخذ الله عليهم في الميثاق فيأتوه في كل سنة ويؤدوا اليه ذلك العهد والامانة الذين اخذ عليهم الا ترى انك تقول(5): امانتى اديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة، ووالله ما يؤدي ذلك احد غير شيعتنا ولا حفظ ذلك العهد والميثاق احد غير شيعتنا، وانهم ليأتوه فيعرفهم و يصدقهم ويأتيه غيرهم فينكرهم ويكذبهم، وذلك انه لم يحفظ ذلك غيركم فلكم والله يشهد وعليهم والله يشهد بالخفر(6) والجحود والكفر، وهو الحجة البالغة من الله عليهم يوم القيمة يجئ وله لسان ناطق، وعينان في صورته الاولى تعرفه الخلق ولا تنكره، يشهد لمن وافاه وجدد الميثاق والعهد عنده يحفظ العهد والميثاق واداء الامانة، ويشهد على كل من أنكر وجحد ونسى الميثاق بالكفر والانكار، فأما علة ما اخرجه الله من الجنة فهل تدري ما كان الحجر؟ قلت: لا، قال: كان ملكا من عظماء الملائكة عند الله فلما اخذ الله من الملائكة الميثاق كان اول من آمن به واقر ذلك الملك فاتخذه لله امينا على جميع خلقه، فالقمه الميثاق وأودعه عنده، واستبعد الخلق ان يجددوا عنده في كل سنة

___________________________________

(1) اي ظهر لهم حتى رأوه.

(2) وفي المصدر: " من ذلك المكان ".

(3) وفي المصدر: " لمن وافاه ".

(4) وفي بعض النسخ " والالتماس " مكان " والاستلام ".

(5) اي في الدعاء عند استلام الحجر.

(6) انخفر: نقض العهد والغدر.

[ * ]

[101]

الاقرار بالميثاق والعهد الذي اخذ الله عزوجل عليهم، ثم جعله الله مع آدم في الجنة يذكره الميثاق ويجدد عنده الاقرار في كل سنة، فلما عصى آدم واخرج من الجنة انساه الله العهد والميثاق الذي اخذ الله عليه وعلى ولده لمحمد صلى الله عليه واله ولوصيه عليه السلام وجعله تائها(1) حيرانا، فلما تاب الله على آدم حول ذلك الملك في صورة بيضاء، فرماه من الجنة إلى آدم وهو بارض الهند، فلما نظر اليه انس اليه وهو لا يعرفه بأكثر من انه جوهرة وأنطقه الله عزوجل، فقال له: ياآدم اتعرفني؟ قال: لا قال: اجل استحوذ عليك الشيطان فانساك ذكر ربك، ثم تحول إلى صورته التي كان مع آدم عليه السلام في الجنة، فقال لآدم: اين العهد والميثاق، فوثب اليه آدم عليه السلام وذكر الميثاق وبكى وخضع وقبله وجدد الاقرار بالعهد والميثاق ثم حوله الله عزوجل إلى جوهرة الحجر درة بيضاء صافية تضئ، فحمله آدم على عاتقه اجلالا له وتعظيما، فكان اذا أعيا حمله عنه جبرئيل عليه السلام حتى وافى به مكة، فما زال يأنس به بمكة ويجدد الاقرار له كل يوم وليلة، ثم ان الله عزوجل لما بنى الكعبة وضع الحجر في ذلك المكان لانه تبارك وتعالى حين اخذ الميثاق من ولد آدم أخذه في ذلك المكان، وفي ذلك المكان ألقم الله الملك الميثاق، ولذلك وضع في ذلك الركن وتنحى آدم من مكان البيت إلى الصفا وحوا إلى المروة، ووضع الحجر في ذلك الركن، فلما نظر آدم من الصفا وقد وضع الحجر في الركن كبر الله وهلله ومجده، فلذلك جرت السنة بالتكبير واستقبال الركن الذي فيه الحجر من الصفا، فان الله أودعه الميثاق والعهد دون غيره من الملائكة، لان الله عزوجل لما أخذ الميثاق له بالربيوية ولمحمد صلى الله عليه واله بالنبوة ولعلي عليه السلام بالوصية اصطكت فرايص الملائكة(2) فاول من أسرع إلى الاقرار ذلك الملك ولم يكن فيهم أشد حبا لمحمد وآل محمد صلى الله عليه وعليهم منه، فلذلك اختاره الله من بينهم وألقمه الميثاق، وهو يجئ يوم القيمة وله لسان ناطق وعين ناظرة، يشهد لكل من

___________________________________

(1) التائه: المتحير.

(2) اصطكت اي ارتعدت والفريصة: اللحمة بين الجنب والكتف وقد مر ايضا.

[ * ]

[102]

وافاه إلى ذلك المكان وحفظ الميثاق.

367 - في تفسير العياشي عن سليمان اللبان قال: قال ابوجعفر عليه السلام أتدري ما مثل المغيرة بن شعبة؟(1) قال: قلت لا، قال: مثله مثل بلعم الذى اوتى الاسم الاعظم قال الذي قال الله " آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين ".

368 - في مجمع البيان وقال أبوجعفر عليه السلام الاصل في ذلك بلعم ثم ضربه الله مثلا لكل مؤثر هواه على هدى الله من اهل القبلة.

369 - في تفسير علي بن ابراهيم حدثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام انه اعطى بلعم بن باعور الاسم الاعظم، فكان يدعو به فيستجيب له فمال إلى فرعون فلما مر فرعون في طلب موسى واصحابه قال فرعون لبلعم ادع لله على موسى وأصحابه ليحبسه علينا فركب حمارته ليمر في طلب موسى فامتنعت عليه حمارته فأقبل يضربها فانطقها الله عزوجل، فقالت: ويلك على ماذا تضربني؟ أتريد ان اجئ معك لتدعو على نبي الله وقوم مؤمنين؟ فلم يزل يضربها حتى قتلها وانسلخ الاسم من لسانه، وهو قوله: فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه اخلد إلى الارض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث وهو مثل ضربه الله، فقال الرضا عليه السلام فلا يدخل الجنة من البهائم الا ثلث: حمارة بلعم.

وكلب أصحاب الكهف والذئب، وكان سبب الذئب انه بعث ملك ظالم رجلا شرطيا ليحشر قوما من المؤمنين ويعذبهم وكان للشرطي ابن يحبه فجاء ذئب فاكل ابنه فحزن الشرطي عليه فأدخل الله ذلك الذئب الجنة لما احزن الشرطي.

370 - وفي رواية ابي الجارود عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله: لهم قلوب لا

___________________________________

(1) مغيرة بن شبعة بن عامر بن مسعود الثقفي الكوفي صحابي مات سنة خمسين من الهجرة النبوية وهو يومئذ بن سبعين سنة، ولاه عمر بن الخطاب البصرة ولم يزل عليها حتى شهد عليه بالزنا فعزله ثم ولاه الكوفة، فلم يزل عليها حتى قتل عمر، فأقره عثمان عليها ثم عزله وولاه معاوية الكوفة، فلم يزل عليها إلى أن مات وقد ورد في ذمه روايات كثيرة ذكر بعضها في تنقيح المقال فراجع ان شئت.

[ * ]

[103]

يفقهون بها يقول: طبع الله عليها فلا تعقل ولهم اعين عليها غطاء عن الهدى لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها جعل في آذانهم وقرا فلن يسمعوا الهدى.

قال عز من قائل: اولئك كالانعام بل هم اضل.

371 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبدالله بن سنان قال: سالت ابا عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام فقلت: الملائكة أفضل ام بنو آدم؟ فقال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: ان الله عزوجل ركب في الملائكة عقلا بلا شهوة، وركب في البهائم شهوة بلا عقل، وركب في بني آدم كلتيهما، فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة، ومن غلبت شهوته عقله فهو شر من البهائم.

372 - في اصول الكافي الحسين بن محمد الاشعري ومحمد بن يحيى جميعا عن احمد بن اسحق عن سعدان بن مسلم عن معوية بن عمار عن ابي عبدالله عليه السلام في قوله الله عزوجل، ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها قال: نحن والله الاسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا الا بمعرفتنا.

373 - احمد بن ادريس عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان بن يحيى قال: سألني ابوقرة المحدث ان ادخله على ابي الحسن الرضا عليه السلام فاستأذنته فأذن لي، فدخل فسأله عن الحلال والحرام ثم قال له: أفتقر ان الله محمول؟ فقال ابوالحسن عليه السلام: كل محمول مفعول به مضاف إلى غيره محتاج، والمحمول اسم نقص في اللفظ والحامل فاعل وهو في اللفظ مدحة، وكذلك قول القائل: فوق وتحت وأعلى واسفل، وقد قال الله: " له الاسماء الحسنى فادعوه بها " ولم يقل في كتبه انه المحمول بل قال انه الحامل في البر والبحر والممسك السموات والارض ان تزولا، والمحمول ما سوى الله، ولم يسمع أحد آمن بالله وعظمته قط قال في دعائه: يامحمول.

374 - علي بن ابراهيم عن المختار بن محمد بن المختار ومحمد بن الحسن عن عبدالله بن الحسن العلوي جميعا عن الفتح بن يزيد الجرجاني عن ابي الحسن عليه السلام انه قال: ان الخالق لا يوصف الا بما وصف به نفسه، وانى يوصف الذي تعجز

[104]

الحواس ان تدركه، والاوهام ان تناله، والخطرات أن تحده، والابصار عن الاحاطة، به اجل عما يصفه الواصفون، وتعالى عما ينعته الناعتون، والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.

375 - في كتاب التوحيد باسناده إلى الحسين بن سعيد الخزاز عن رجاله عن أبي عبدالله عليه السلام قال: الله غاية من غياه، والمغيى غير الغاية، توحد بالربوبية ووصف نفسه بغير محدودية، فالذاكر لله غير الله، والله غير اسمائه وكل شئ وقع عليه اسم شئ سواه فهو مخلوق، الا ترى إلى قوله: العزة لله، العظمة لله، وقال: " و لله الاسماء الحسنى فادعوه بها " وقال: " قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن أيا ما تدعو فله الاسماء الحسنى " فالاسماء مضافة اليه وهو التوحيد الخاص.

376 - وباسناده إلى حنان بن سدير عن أبي عبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وله الاسماء الحسنى التي لا يسمى بها غيره، وهو التي وصفها في الكتاب فقال: " فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه " جهلا " بغير علم " فالذي يلحد في أسمائه بغير علم يشرك وهو لا يعلم، ويكفر به وهو يظن انه يحسن، ولذلك قال: " وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون " فهم الذين يلحدون في اسمائه بغير علم فيضعونها غير مواضعها.

377 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله: " ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها " قال: الرحمن الرحيم.

378 - في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن عبدالله بن سنان قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون قال: هم الائمة عليهم السلام.

379 - في تفسير العياشي عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: عزوجل " وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون " قال: هم الائمة.

380 - وقال محمد بن عجلان عنه: نحن هم.

381 - ابي الصبهان البكري قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: والذي نفسي بيده لتفترقن هذه الامة على ثلثة وسبعين فرقة كلها في النار الا فرقة " وممن خلقنا امة

[105]

يهدون بالحق وبه يعدلون " فهذه التي تنجو من هذه الامة.

382 - عن يعقوب بن يزيد قال قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: " وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون " قال: يعني امة محمد صلى الله عليه واله.

383 - عن زيد بن اسلم عن انس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله يقول: تفرقت امة موسى على احدى وسبعين فرقة، سبعون منها في النار وواحدة في الجنة، وتفرقت امة عيسى على اثنين وسبعين فرقة.

احدى وسبعون فرقة في النار، وواحدة في الجنة، وتعلو امتي على الفرقتين جميعا بملة واحدة في الجنة، واثنتان وسبعون في النار، قالوا من هم يارسول الله؟ قال: الجماعات، فقال يعقوب بن يزيد: كان علي بن أبي طالب عليه السلام اذا حدث هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه واله تلا فيه قرآنا " ولو أن اهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم " إلى قوله: " ساء ما يعملون " وتلا ايضا: " وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون " يعني امة محمد صلى الله عليه واله.

384 - في مجمع البيان وفي حديث غير أبي حمزة قال النبي صلى الله عليه واله لما قرأ: " وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون " هذه لكم وقد أعطى الله قوم موسى مثلها.

385 - وروى ابن جريح عن النبي صلى الله عليه واله قال: هي لامتي بالحق يأخذون وبالحق يعطون، وقد أعطى القوم بين ايديكم مثلها و " من قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون ".

386 - وقال الربيع بن أنس قرأ النبي صلى الله عليه واله هذه الاية فقال: إن من امتي قوما على الحق حتى ينزل عيسى بن مريم عليه السلام.

387 - في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبدالله بن جندب عن سفيان بن السمط، قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: ان الله اذا أراد بعبد خيرا فأذنب ذنبا اتبعه بنقمة ويذكره الاستغفار، واذا اراد بعبد شرا فأذنب ذنبا اتبعه بنعمة لينسيه الاستغفار ويتمادى بها(1) وهو قول الله عزوجل:

___________________________________

(1) تمادى في الامر: بلغ فيه المدى وتمادى في غيه: لج ودام على فعله.

[ * ]

[106]

سنستدرجهم من حيث لا يعلمون بالنعم عند المعاصي.

388 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن سماعة بن مهران قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: " سنستدرجهم من حيث لا يعلمون " قال: هو العبد يذنب الذنب فنجدد له النعمة معه تلهيه تلك النعمة عن الاستغفار عن ذلك الذنب.

389 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وعلي بن ابراهيم عن ابيه جميعا عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن بعض اصحابه قال: سئل ابوعبدالله عليه السلام عن الاستدراج؟ فقال: هو العبد يذنب الذنب فيملي له ويجدد له عنده النعم فيلهيه عن الاستغفار من الذنوب، فهو مستدرج من حيث لا يعلم.

390 - علي بن ابراهيم عن القاسم بن محمد عن داود سليمان المنقري عن حفص بن غياث عن ابي عبدالله عليه السلام قال: كم من مغرور بما قد انعم الله عليه وكم من مستدرج يستر الله عليه، وكم من مفتون بثناء الناس عليه.

391 - في روضة الكافي خطبة طويلة مسندة إلى امير المؤمنين عليه السلام يقول فيها: ثم انه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس في ذلك الزمان شئ أخفى من الحق، ولا أظهر من الباطل، ولا اكثر من الكذب على الله ورسوله صلى الله عليه واله، إلى أن قال: يدخل الداخل لما يسمع من حكم القرآن فلا يطمئن جالسا حتى يخرج من الدين، ينتقل من دين ملك إلى دين ملك ومن ولاية ملك إلى ولاية ملك ومن طاعة ملك إلى طاعة ملك، ومن عهود ملك إلى عهود ملك، فاستدرجهم الله تعالى من حيث لا يعلمون، وان كيده متين بالامل والرجاء.

392 - في نهج البلاغة انه من وسع عليه في ذات يده فلم ير ذلك استدراجا فقد امن مخوفا.

393 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ومن يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون قال: يكله إلى نفسه قوله: يسئلونك عن الساعة ايان مرسيها فان قريشا بعثت العاص بن وائل السهمي والنضر بن الحارث من كلدة وعقبة بن أبي معيط إلى

[107]

نجران ليتعلموا من علماء اليهود مسائل يسئلونها رسول الله صلى الله عليه واله، وكان فيها: سلوا محمدا متى يقوم الساعة فان ادعى علم ذلك فهو كاذب، فان قيام الساعة لم يطلع الله عليه ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا، فلما سئلوا رسول الله صلى الله عليه واله متى تقوم الساعة؟ أنزل الله تبارك وتعالى عليه: يسئلونك عن الساعة ايان مرسيها قل انما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها الا هو ثقلت في السموات والارض لا تاتيكم الا بغتة يسئلونك كانك حفي عنها اي جاهل عنها قل لهم يامحمد صلى الله عليه وآله انما علمها عند ربي ولكن اكثر الناس لا يعلمون.

494 - في عيون الاخبار عن الرضا عليه السلام قال: ولقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام ان النبي صلى الله عليه واله قيل له: يارسول الله متى يخرج القائم من ذريتك؟ فقال: مثله مثل الساعة " لا يجليها لوقتها الا هو ثقلت في السموات والارض لا تأتيكم الا بغتة " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

395 - في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى خلف بن حماد عن رجل عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى يقول: ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء يعني الفقر.

396 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله: " ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء " قال: كنت اختار لنفسي الصحة والسلامة.

397 - في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الانبياء (ع) حدثنا تميم بن عبدالله بن تميم القرشي رضي الله عنه، قال: حدثني أبي عن حمدان بن سليمان النيسابوري عن علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال له المأمون: يابن رسول الله أليس من قولك ان الانبياء معصومون؟ قال: بلى، قال: فما معنى قول الله عزوجل فلما آتيهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتيهما قال له الرضا عليه السلام: ان حوا ولدت لآدم خمسمائة بطن في كل بطن ذكر وأنثى، وان آدم وحوا عاهدا الله تعالى ودعواه وقالا: لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين فلما

[108]

آتيهما صالحا من النسل خلقا سويا بريئا من الزمانة والعاهة كان ما آتيهما صنفين: صنفا ذكرانا وصنفا اناثا، فجعل الصنفان لله تعالى ذكره " شركاء في ما آتيهما " ولم يشكراه كشكر أبويهما له عزوجل قال الله تعالى: فتعالى الله عما يشركون فقال المأمون: اشهد انك ابن رسول الله حقا.

398 - في تفسير علي بن ابراهيم أخبرنا أحمد بن ادريس عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر عن الفضل عن أبيجعفر عليه السلام: في قول الله: " فلما آتيهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتيهما " فقال: هو آدم وحوا، وانما كان شركهما شرك طاعة ولم يكن شرك عبادة، فأنزل الله على رسول الله صلى الله عليه وآله: هو الذي خلقكم من نفس واحدة إلى قوله: فتعالى الله عما يشركون قال: جعلا للحارث نصيبا في خلق الله ولم يكن شركاء ابليس في عبادة لله ثم قال: أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون.

399 - حدثني ابي عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان الاحول عن بريد العجلي عن ابي جعفر عليه السلام قال: لما علقت حوا من آدم عليهما السلام وتحرك ولدها في بطنها [ فنجبت من ذلك وارتاعت ](1) فقالت لآدم عليه السلام: ان في بطني شيئا يتحرك فقال لها آدم عليه السلام ابشري ان الذي في بطنك نطفة مني استقرت في رحمك يخلق الله تعالى منها خلقا ليبلونا فيه فأتاها ابليس فقال لها: كيف أنتم؟ فقالت له: اما اني قد علقت وفي بطني من آدم ولد يتحرك، فقال لها ابليس: اما انك ان نويت ان تسميه عبد الحارث ولدتيه غلاما وبقي وعاش، وان لم تنوى ان تسميه عبد الحارث مات بعد ما تلدينه بستة ايام، فوقع في نفسها مما قال لها شئ.

فأخبرت بما قال لها آدم عليه السلام، فقال لها آدم: قد جائك الخبيث لا تقبلي منه، فاني ارجو ان يبقى لنا ويكون خلاف ما قال لك، ووقع في نفس آدم عليه السلام مثل ما وقع في نفس حوا من مقالة الخبيث، فلما وضعته غلاما لم يعش الا ستة ايام حتى مات فقالت لادم عليه السلام: قد جائك الذي قال

___________________________________

(1) كذا في النسخ وما بين المعقفتين غير موجود في المصدر ولا في المنقول عنه في كتاب بحار الانوار.

[ * ]

[109]

لنا الحارث فيه ودخلهما من قول الخبيث ما شكههما فلم تلبث ان علقت من آدم عليه السلام حملا آخر فاتيها ابليس فقال لها: كيف أنتم؟ فقالت له: قد ولدت غلاما ولكنه مات يوم السادس فقال لها الخبيث: اما انك لو كنت نويت ان تسميه عبد الحارث لعاش، وان ما هو الذي في بطنك كبعض ما في بطون هذه الانعام التي بحضرتكم، اما بقرة و اما ناقة واما ضأن واما معز فدخلها من قول الخبيث ما استمالها إلى تصديقه والركون إلى ما اخبرها الذي كان تقدم اليها في الحمل الاول، فأخبرت بمقالته آدم عليه السلام، فوقع في قلبه من قول الخبيث مثل ما وقع في قلب حوا، " فلما اثقلت دعو الله ربهما لئن آتينا صالحا لنكونن من الشاكرين فلما آتيهما صالحا " اي لم تلد ناقة أو بقرة أو ضانا او معز فأتاها الخبيث فقال لها: كيف انتم؟ فقالت له: قد أثقلت، وقربت ولادتي فقال: اما انك ستلدين وترين من الذي في بطنك ما تكرهين، ويدخل آدم منك ومن ولدك شئ لو قد ولدتيه ناقة أو بقرة أو ضأنا أو معزا لكان أحسن، فاستمالها إلى طاعته والقبول لقوله ثم قال لها: اعلمي ان أنت نويت أن تسميه عبد الحارث وجعلت لي فيه نصيبا ولدتيه غلاما سويا وعاش وبقي لكم، فقالت: فاني قد نويت ان أجعل لك فيه نصيبا، فقال لها الخبيث: لا تدعين آدم حتى ينوي مثل ما نويت ويجعل لي فيه نصيبا ويسميه عبد الحارث، فقالت له: نعم، فأقبلت على آدم فأخبرته بمقالة الحارث وبما قال لها، فوقع في قلب آدم من مقالة ابليس ما خافه، فركن إلى مقالة ابليس وقالت حوا لآدم لان أنت لم تنو أن تسميه عبد الحارث وتجعل للحارث نصيبا لم أدعك تقربني ولا تغشاني، ولم يكن بيني وبينك مودة، فلما سمع ذلك منها آدم عليه السلام قال لها: اما انك سبب المعصية الاولى وسيدليك بغرور قد تابعتك واجبت إلى أن أجعل للحارث فيه نصيبا، وان اسميه عبد الحارث فاسرا النية بينهما بذلك، فلما وضعته سويا فرحا بذلك وأمنا ما كانا خافا من أن يكون ناقة أو بقرة أو ضأنا أو معز، واملا أن يعيش لهما ويبقى ولا يموت يوم السادس، فلما كان يوم السابع سمياه عبد الحارث.

400 - في تفسير العياشي عن زرارة عن أبيجعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: " فلما آتيهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتيهما " قال: هو آدم عليه السلام وحوا، انهما كان

[110]

شركهما شرك طاعة، وليس شرك عبادة.

401 - في روضة الكافي علي بن ابراهيم (محمد خ ل) عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابي جعفر عليه السلام قال: وقوله عزوجل: " ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون " يعني قبض محمد وظهرت الظلمة فلم يبصروا فضل اهل بيته وهو قوله عزوجل: " وان تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون اليك وهم لا يبصرون " والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

402 - في اصول الكافي محمد بن يحيى عن عبدالله بن جعفر عن السياري عن محمد ابن بكر عن أبي الجارود عن الاصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال: والذي بعث محمدا صلى الله عليه واله بالحق وأكرم أهل بيته ما من شئ يطلبونه من حرز من حرق أو غرق او سرق او افلات(1) دابة من صاحبها أو ضالة او آبق الا وهو في القرآن، فمن أراد ذلك فليسئلني عنه، قال: فقام اليه رجل فقال: ياأمير المؤمنين اخبرني عما يؤمن من الحرق والغرق؟ فقال: اقرأ هذه الآيات الله ان وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين و " ما قدروا الله حق قدره " إلى قوله: " سبحانه وتعالى عما يشركون " فمن قرأها فقد أمن من الحرق والغرق، قال: فقرأ رجل واضطرمت النار في بيوت جيرانه وبيته وسطها فلم يصبه شئ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

403 - في من لا يحضره الفقيه في وصية النبي صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام: ياعلي امان لامتي من الحرق " ان وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين " و " ما قدروا الله حق قدره " الآية.

404 - في روضة الكافي عن علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابي جعفر (ع) قال: وقوله عزوجل: " ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون " يعني قبض محمد صلى الله عليه واله وظهرت الظلمة فلم يبصروا فضل اهل بيته وهو قوله عزوجل وان تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا وتريهم

___________________________________

(1) الافلات والانفلات: التخلص من الشئ فجأة من غير تمكث.

[ * ]

[111]

ينظرون اليك وهم لا يبصرون والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

405 - في من لا يحضره الفقيه وروى عن رجل من ثقيف قال: قال علي عليه السلام اياك ان تضرب مسلما او يهوديا او نصرانيا في درهم خراج او تبيع دابة على درهم فانا امرنا ان نأخذ منه العفو.

406 - في عيون الاخبار باسناده إلى الحارث بن الدلهاث مولى الرضا عليه السلام قال: سمعت ابا الحسن عليه السلام يقول: لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون فيه ثلث خصال: سنة من ربه وسنة من نبيه، وسنة من وليه، إلى قوله: واما السنة من نبيه فمداراة الناس فان الله امر نبيه بمداراة الناس فقال: خذ العفو وامر بالعرف و اعرض عن الجاهلين.

407 - في تفسير العياشي عن الحسين بن علي بن النعمان عن ابيه عمن سمع ابا عبدالله عليه السلام وهو يقول: ان الله ادب رسول الله صلى الله عليه واله فقال: يامحمد " خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين " قال: خذ منهم ما ظهر وما تيسر، و العفو الوسط.

408 - في مجمع البيان وروى انه لما نزلت هذه الآية سئل رسول الله صلى الله عليه واله جبرئيل عليه السلام عن ذلك؟ فقال: لا ادرى حتى سئل العالم ثم اتاه فقال يامحمد ان الله يأمرك ان تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك، واعرض عن الجاهلين.

409 - قال ابن زيد: لما نزلت هذه الآية قال النبي صلى الله عليه وآله: كيف يارب الغضب؟ فنزل قوله: واما ينزغنك من الشيطان نزغ.

410 - في كتاب الخصال قال امير المؤمنين عليه السلام: اذا وسوس الشيطان إلى احدكم فليستعذ بالله وليقل آمنت بالله وبرسوله مخلصا له الدين.

411 - في تفسير علي بن ابراهيم " واما ينزغنك من الشيطان نزغ " قال: ان عرض في قلبك منه شئ وسوسة فاستعذ بالله انه سميع عليم ثم قال: " ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون " قال: اذا ذكرهم الشيطان المعاصي وحملهم عليها يذكرون الله فاذا هم مبصرون.

[112]

412 - في روضة الكافي كلام لعلي بن الحسين عليهما السلام: في الوعظ والزهد في الدنيا يقول فيه عليه السلام: واحذروا ايها الناس من الذنوب والمعاصي ما قد نهاكم الله عنها وحذركموها في كتابه الصادق بالبيان الناطق، فلا تأمنوا مكر الله و تحذيره عندما يدعوكم الشيطان اللعين اليه من عاجل الشهوات واللذات في هذه الدنيا، فان الله عزوجل يقول: ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون فاشعروا قلوبكم [ لله انتم ](1) خوف الله وتذكروا ما قد وعدكم الله في مرجعكم اليه من حسن ثوابه كما قد خوفكم من شديد العقاب.

413 - في كتاب الخصال عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: ثلثة من أشد ما عمل: انصاف المؤمن نفسه ومواساة المواخاة، وذكر الله على كل حال، و هو ان يذكر الله عند المعصية وهو قول الله عزوجل: " ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون ".

414 - في اصول الكافي ابوعلي الاشعري عن محمد بن عبدالجبار عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن ابي بصير عن ابي عبدالله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: " اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون " قال: هو العبد يهم بالذنب ثم يتذكر فيمسك، فذلك قوله: " تذكروا فاذا هم مبصرون ".

415 - في تفسير العياشي عن عبدالاعلى عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سئلته عن قول الله: " ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون " قال: هو الذنب يهم به العبد فيتذكر فيدعه.

416 - عن علي بن ابي حمزة عن ابي عبدالله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: " ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون " ما ذلك [ الطائف ]؟ فقال: هو السئ يهم به العبد ثم يذكر الله فيبصر ويقصر.

417 - ابوبصير عنه قال: هو الرجل يهم بالذنب ثم يتذكر فيدعه.

___________________________________

(1) كذا في النسخ وما بين المعقفتين غير موجود في المصدر وقوله: فأشعروا قلوبكم خوف الله اي اجعلوا خوف الله شعار قلوبكم ملازما لها غير مفارق عنها.

[ * ]

[113]

418 - في تهذيب الاحكام باسناده إلى جعفر بن محمد عليهما السلام انه سئل عن القرائة خلف الامام؟ فقال: اذا كنت خلف امام تتولاه وتثق به يجزيك قرائته، وان أحببت أن تقرأ فاقرأ فيما يخافت فيه فاذا جهر فانصت، قال الله تعالى: وانصتوا لعلكم ترحمون.

419 - الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن معاوية بن وهب عن ابي عبدالله عليه السلام قال: سئلته عن الرجل يؤم القوم وأنت لا ترضى به في صلاة يجهر فيها بالقرائة؟ فقال: اذا سمعت كتاب الله يتلى فانصت له.

420 - في من لا يحضره الفقيه وفي رواية زرارة عن ابي جعفر عليه السلام قال: وان كنت خلف الامام فلا تقرأن شيئا في الاوليين وانصت لقرائته، ولا تقرأن شيئا في الاخيرتين، فان الله عزوجل يقول للمؤمنين: واذا قرئ القرآن يعني في الفريضة خلف الامام فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون والاخيرتان تبعا للاوليين.

421 - في الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن بريد بن معاوية عن محمد بن مسلم عن ابي جعفر عليه السلام في خطبة يوم الجمعة الخطبة الاولى: الحمد لله نحمده ونستعينه إلى ان قال عليه السلام: ان كتاب الله اصدق الحديث واحسن القصص وقال الله عزوجل: " واذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون " فاسمعوا طاعة الله وانصتوا ابتغاء رحمته.

422 - في تفسير العياشي عن زرارة قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: يجب الانصات للقرآن في الصلوة وفي غيرها واذا قرئ عندك القرآن وجب عليك الانصات والاستماع.

423 - عن ابي بصير(1) عن ابي عبدالله عليه السلام قال: قرأ ابن الكوا خلف أمير المومنين عليه السلام: " لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين " فانصت له امير المؤمنين عليه السلام.

424 - عن ابراهيم بن عبدالحميد رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: واذكر ربك

___________________________________

(1) كذا في النسخ وفي المصدر " عن أبي كهمس " بدل " عن ابي بصير " [ * ]

[114]

في نفسك(1) يعني مستكينا وخيفة يعني خوفا من عذابه ودون الجهر من القول يعني دون الجهر من القرائة بالغدو والآيصال يعني بالغداة والعشي.

425 - عن الحسين بن المختار عن ابي عبدالله عليه السلام في قول الله: " واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال " قال: تقول عند المساء " لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت ويميت ويحيى وهو على كل شئ قدير " قلت: " بيده الخير "؟ قال: بيده الخير ولكن [ قل ] كما اقول لك عشر مرات، " وأعوذ بالله السميع العليم من همزات الشياطين وأعوذ بك رب ان يحضرون ان الله هو السميع العليم " عشر مرات حين تطلع الشمس وعشر مرات حين تغرب.

426 - عن محمد بن مروان عن بعض اصحابه قال: قال جعفر بن محمد عليه السلام قل: " استعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم واعوذ بالله ان يحضرون ان الله هو السميع العليم " وقل: " لا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى و يميت ويميت ويحيى وهو على كل شئ قدير " فقال له رجل: مفروض هو؟ قال: نعم مفروض هو محدود تقوله قبل طلوع الشمس وقبل الغروب عشر مرات، فان فاتك شئ منها فاقضه من الليل والنهار.

427 - في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عن زرارة عن احدهما عليهما السلام قال: لا يكتب الملك الا ما سمع، وقال الله عزوجل " واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة " فلا يعلم ثواب ذلك الذكر في نفس الرجل غير الله عزوجل لعظمته.

428 - وباسناده إلى ابي بصير عن ابي عبدالله عليه السلام انه قال في آخر حديث و دعاء التضرع ان تحرك اصبعك السبابة مما يلي وجهك وهو دعاء الخيفة.

429 - عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن ابن فضال رفعه قال: قال الله تعالى لعيسى عليه السلام: ياعيسى اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي واذكرني في ملائك أذكرك في ملاء خير من ملاء الادميين.

___________________________________

(1) كذا في نسخ الكتاب والمصدر وكأنه سقط " تضرعا " من الموضع.

[ * ]

[115]

430 - وباسناده إلى ابي المغرا الخصاف رفعه قال: قال امير المؤمنين عليه السلام: من ذكر الله عزوجل في السر فقد ذكر الله كثيرا، ان المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السر، فقال الله عزوجل: " يراؤن الناس ولا يذكرون الله الا قليلا ".

431 - في مجمع البيان " واذكر ربك في نفسك " وروى زرارة عن احدهما عليهما السلام قال معناه: اذا كنت خلف امام تأتم به فأنصت وسبح في نفسك فيما لا يجهر الامام عليه السلام فيه بالقرائة.

432 - في تفسير علي بن ابراهيم " واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة " قال: في الظهر والعصر " ودون الجهر من القول بالغدو والآصال " قال: بالغداة ونصف النهار " ولا تكن من الغافلين ".

433 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبان الاحمر عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام انه جاء اليه رجل فقال له: بأبي أنت وأمي عظني موعظة، فقال عليه السلام: ان كان الشيطان عدوا فالغفلة لماذا؟ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

434 - في الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن جميل بن دراج عن بعض أصحابه عن أبيجعفر عليه السلام قال: ايما مؤمن حافظ على الصلوات المفروضة فصلاها لوقتها، فليس هذا من الغافلين.

435 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عمن أخبره عن أبيعبد الله عليه السلام قال: من كان معه كفنه في بيته لم يكتب من الغافلين وكان مأجورا كلما نظر اليه.

436 - في كتاب الخصال عن أبيعبد الله عليه السلام قال: قال لقمان لابنه: يابني لكل شئ علامة يعرف بها ويشهد عليها إلى أن قال: وللغافل ثلث علامات: اللهو، والسهو، والنسيان.

437 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين.

[116]

438 - في تفسير الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن ابي عبدالله عليه السلام قال، قال رسول الله صلى الله عليه واله: ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل عن الفارين، والمقاتل عن الفارين له الجنة.

439 - في تفسير علي بن ابراهيم: ان الذين عند ربك يعني الانبياء والرسل و الائمة عليهم السلام لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21403187

  • التاريخ : 19/04/2024 - 20:22

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net