00989338131045
 
 
 
 
 
 

 ...تتمة سورة البقرة 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير العياشي ( الجزء الأول )   ||   تأليف : المحدث الجليل ابى النضر محمد بن مسعود بن عياش السل


من سورة البقرة...القسم السادس

452 - عن حماد عنه قال: رأيته جالسا متوركا برجله على فخذه، فقال [ له رجل عنده: جعلت فداك ] هذه جلسه مكروه؟ فقال: لا ان اليهود قالت: ان الرب لما فرغ من خلق السموات والارض جلس على الكرسى هذه الجلسة ليستريح فأنزل الله " الله لا اله الا هو الحى القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم " لم يكن متوركا كما كان(1).

453 - عن زرارة عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله " وسع كرسيه السموات و الارض " قال أبوعبدالله: السموات والارض وجميع ما خلق الله في الكرسى(2) .

454 - عن زرارة قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله " وسع كرسيه السموات والارض " أوسع الكرسى السموات والارض ام السموات والارض وسعن الكرسى؟ فقال: ان كل شئ في الكرسى(3).

455 - عن محسن المثنى (الميثمى ظ) عمن ذكره عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال أبوذر: يا رسول الله ما أفضل ما أنزل عليك؟ قال: آية الكرسى، ما السموات السبع والارضون السبع في الكرسى الا كحلقة ملقاة بأرض بلاقع(4) وان فضله على العرش كفضل الفلات على الحلقة(5).

456 - عن زرارة قال: سألت أحدهما عن قوله: " وسع كرسيه السموات و الارض " أيهما وسع الاخر؟ قال: الارضون كلها والسموات كلها وجميع ما خلق الله في الكرسى(6).

457 - عن زرارة قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله " وسع كرسيه " السموات

___________________________________

(1) البرهان ج 1: 242. الصافى ج 1: 213.

(2) البحار ج 14: 97. البرهان ج 1: 242.

(3) الصافى ج 1: 214. البرهان ج 1: 242.

(4) البلاقع جمع البلقع: الارض القفر وفى نسخة الصافى " ملقاة في فلاة " مكان " ملقاة بارض بلاقع " .

(5 - 6) البرهان ج 1: 242. الصافى ج 1: 214. (*)
[
138]

والارض وسع الكرسى او الكرسى وسع السموات والارض؟ قال: لا بل الكرسى وسع السموات والارض، والعرش وكل شئ خلق الله في الكرسى(1) .

458 - عن الاصبغ بن نباتة قال: سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن قول الله " وسع كرسيه السموات والارض " فقال: ان السماء والارض وما فيهما من خلق مخلوق في جوف الكرسى وله أربعة املاك يحملونه باذن الله(2).

459 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليه السلام في قول الله: " العروة الوثقى " قال: هى الايمان بالله يؤمن بالله وحده(3).

460 - عن عبدالله بن أبى يعفور قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: انى اخالط الناس فيكثر عجبى من أقوام لا يتولونكم ويتولون فلانا وفلانا لهم امانة وصدق ووفاء و أقوام يتولونكم ليس لهم تلك الامانة ولا الوفاء ولا الصدق؟ قال: فاستوى أبوعبد الله، عليه السلام جالسا وأقبل على كالغضبان ثم قال: لا دين لمن دان بولاية امام جائر ليس من الله، ولا عتب على من دان بولاية امام عدل من الله، قال: قلت: لا دين لاولئك ولا عتب على هؤلاء؟ فقال: نعم لا دين لاولئك ولا عتب على هؤلاء، ثم قال: اما تسمع لقول الله " الله ولى لذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور " يخرجهم من ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة لولايتهم كل امام عادل من الله، قال الله " والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات " قال: قلت أليس الله عني بها الكفار حين قال: " والذين كفروا " قال: فقال: وأى نور للكافر وهو كافر فأخرج منه إلى الظلمات؟ انما عنى الله بهذا انهم كانوا على نور الاسلام، فلما ان تولوا كل امام جاير ليس من الله خرجوا بولايتهم اياهم من نور الاسلام إلى ظلمات الكفر، فأوجب لهم النار مع الكفار، فقال: " اولئك أصحاب النار هم فيها خالدون "(4).

461 - عن مسعدة بن صدقة قال: قص أبوعبدالله عليه السلام قصة الفريقين جميعا

___________________________________

(1) البرهان ج 1: 242 الصافى ج 1: 214.

(2) البحار ج 14: 99. البرهان ج 1: 242.

(3) البحار ج 15 (ج 1): 17. البرهان ج 1: 244.

(4) ج 15 (ج 1): 129. البرهان ج 1: 244. (*)
[
139]

في الميثاق حتى بلغ الاستثناء من الله في الفريقين، فقال: ان الخير والشر خلقان من خلق الله فيهما المشية في تحويل ما يشاء فيما قدر فيها حال عن حال، والمشية فيما خلق لها من خلقه في منتهى ما قسم لهم من الخير والشر، وذلك ان الله قال في كتابه " الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات " فالنور هم آل محمد (ع) والظلمات عدوهم(1).

462 - عن مهزم الاسدى قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: قال الله تبارك وتعالى لاعذبن كل رعية دانت بامام ليس من الله وان كانت الرعية في أعمالها برة تقية ولاغفرن عن كل رعية دانت بكل امام من الله وان كانت الرعية في أعمالها سيئة قلت: فيعفو عن هؤلاء ويعذب هؤلاء؟ قال: نعم ان الله يقول: " الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور " ثم ذكر الحديث الاول حديث ابن أبى يعفور رواية محمد بن الحسين، وزاد فيه فأعداء على أمير المؤمنين هم الخالدون في النار، وان كانوا في أديانهم على غاية الورع والزهد والعبادة والمؤمنون بعلي عليه السلام هم الخالدون في الجنة وان كانوا في اعمالهم [ مسيئة ] على ضد ذلك(2).

463 - عن أبى بصير قال: لما دخل يوسف على الملك قال له: كيف انت يا ابراهيم؟ قال: انى لست بابراهيم انا يوسف بن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم، عليه السلام قال: وهو صاحب ابراهيم الذى حاج ابراهيم في ربه قال: وكان أربع مأة سنة شابا(3).

464 - عن أبان بن حجر عن أبى عبدالله عليه السلام قال: خالف ابراهيم عليه السلام قومه وعاب آلهتهم حتى ادخل على نمرود فخاصمهم، فقال ابراهيم: " ربى الذى يحيى ويميت قال أنا احيى واميت قال ابراهيم فان الله يأتى بالشمس من المشرق

___________________________________

(1) البرهان ج 1: 244.

(2) البرهان ج 1: 244. البحار ج 15 (ج 1): 129.

(3) البرهان ج 1: 246. الصافى ج 1: 217 (*)
[
140]

فأت بها من المغرب فبهت الذى كفر والله لا يهدى القوم الظالمين "(1) .

465 - وعن حنان بن سدير عن رجل من أصحاب أبى عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: ان أشد الناس عذابا يوم القيمة لسبعة نفر: أولهم ابن آدم الذى قتل أخاه، ونمرود بن كنعان الذى حاج ابراهيم في ربه(2) . 466 - عن ابى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله " او كالذى مر على قرية وهى خاوية على عروشها قال انى يحيى هذه الله بعد موتها " فقال: ان الله بعث على بنى اسرائيل نبيا يقال له إرميا، فقال: قل لهم ما بلد تنقيته من كرايم البلدان، وغرس(3) فيه من كرايم الغرس ونقيته من كل غريبة فاخلف فانبت خرنوبا قال: فضحكوا واستهزئوا به فشكاهم إلى الله، قال: فأوحى الله اليه: ان قل لهم ان البلد بيت المقدس والغرس بنو اسرائيل تنقيته من كل غريبة ونحيت عنهم كل جبار فاخلفوا فعملوا بمعاصى الله فلاسلطن عليهم في بلدهم من يسفك دمائهم وياخذ أموالهم، فان بكوا إلى فلم أرحم بكائهم وان دعوا لم استجب دعاء‌هم [ فشلتهم وفشلت ] ثم لاخربنها مائة عام ثم لاعمرنها، فلما حدثهم جزعت العلماء فقالوا: يا رسول الله ما ذنبنا نحن ولم نكن نعمل بعملهم؟ فعاود لنا ربك، فصام سبعا فلم يوح اليه شئ فأكل أكلة ثم صام سبعا فلم يوح اليه شئ فأكل أكلة ثم صام سبعا فلما ان كان يوم الواحد والعشرين أوحى الله اليه لترجعن عما تصنع أتراجعنى في امر قضيته او لاردن وجهك على دبرك؟ ثم أوحى اليه قل لهم: لانكم رأيتم المنكر فلم تنكروه، فسلط الله عليهم بخت نصر فصنع بهم ما قد بلغك، ثم بعث بخت نصر إلى النبى فقال: انك قد نبئت عن ربك وحدثتهم بما أصنع بهم فان شئت فأقم عندى فيمن شئت وان شئت فاخرج فقال: لا بل اخرج فتزود عصيرا وتينا وخرج، فلما أن غاب(4) مد البصر التفت اليها فقال: " انى يحيى هذه

___________________________________

(1) البرهان ج 1: 246. الصافى ج 1: 217.

(2) البحار ج 5: 123 .

(3) والظاهر غرست كما في نسختى البحار والبرهان .

(4) وفى نسختى البحار والبرهان " كان " بدل " غاب " (*)
[
141]

الله بعد موتها فأماته الله مائة عام " أماته غدوة وبعثه عشية قبل ان تغيب الشمس وكان أول شئ خلق منه عيناه في مثل غرقئ البيض(1) ثم قيل له: " كم لبثت قال لبثت يوما " فلما نظر إلى الشمس لم تغب قال: " أو بعض يوم قال بل لبثت مأة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما " قال: فجعل ينظر إلى عظامه كيف يصل بعضها إلى بعض ويرى العروق كيف تجرى، فلما استوى قائما قال: " اعلم ان الله على كل شئ قدير " وفى رواية هارون فتزود عصيرا ولبنا(2) .

467 - عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: نزلت هذه الاية على رسول الله هكذا " الم ترى إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له " قال ما تبين لرسول الله انها في السموات " قال رسول الله أعلم ان الله على كل شئ قدير " سلم رسول الله صلى الله عليه واله للرب وآمن بقول الله فلما تبين له قال: أعلم ان الله على كل شئ قدير(3).

468 - أبوطاهر العلوى عن على بن محمد العلوى عن على بن مرزوق عن ابراهيم بن محمد قال: ذكر جماعة من أهل العلم ان ابن الكوا قال لعلى عليه السلام: يا أمير المؤمنين ما ولد اكبر من أبيه من أهل الدنيا؟ قال: نعم أولئك ولد عزير حيث مر على قرية خربة، وقد جاء من ضيعة له تحته حمار ومعه شنة(4) فيها تين(5) وكوز فيه عصير فمر على قرية خربة فقال: أنى يحيى هذه الله بعد موتها؟ فأماته الله مائة عام فتوالد ولده وتناسلوا ثم بعث الله اليه فأحياه في المولد الذى أماته فيه فاولئك ولده اكبر من أبيهم(6).

___________________________________

(1) الغرقئ: بياض البيض الذى يؤكل.

(2) البحار ج 5: 358(419 ص). البرهان ج 1: 248.

(3) البرهان ج 1: 248.

(4) الشنة: القربة الخلق.

(5) وفى نسختى البحار والبرهان " قتر " وهو مصحفه.

(6) البحار ج 5: 358.(421 ص). البرهان ج 1: 350. الصافى ج 1: 222 (*)
[
142]

469 - عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام في قول ابراهيم عليه السلام " رب أرنى كيف تحيى الموتى " قال أبوعبدالله عليه السلام: لما ارى ابراهيم ملكوت السموات والارض رأى رجلا يزنى فدعا عليه فمات، ثم رأى آخر فدعا عليه فمات حتى رأى ثلثة فدعا عليهم فماتوا، فأوحى الله اليه أن يا ابراهيم ان دعوتك مجابة فلا تدع على عبادى، فانى لو شئت لم أخلقهم، انى خلقت خلقى على ثلثة أصناف: عبدا يعبدنى لا يشرك بى شيئا فأثيبه، وعبدا يعبد غيرى فلن يفوتنى، وعبدا يعبد غيرى فاخرج من صلبه من يعبدنى ثم التفت فراى جيفة علي ساحل بعضها في الماء وبعضها في البر يجئ سباع البر فيأكل بعضها بعضا وفسد بعضها عن بعض فيأكل بعضها بعضا(1) فعند ذلك تعجب ابراهيم مما رأى، " وقال رب أرنى كيف تحيى الموتي "؟ كيف يخرج ما تناسخ، هذه امم أكل بعضها بعضا " قال: أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى " يعنى حتى ارى هذا كما رأى الله(2) الاشياء كلها، قال: خذ أربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزء‌ا وتقطعهن وتخلطهن كما اختلطت هذه الجيفة في هذه السباع التى أكلت بعضها بعضا، " ثم اجعل على كل جبل منهن جزء‌ا ثم ادعهن يأتينك سعيا " فلما دعاهن أجبنه وكانت الجبال عشرة.(3) .

470 - وروى ابوبصير عن أبى عبدالله عليه السلام: وكانت الجبال عشرة وكانت الطيور الديك والحمامة والطاوس والغراب، وقال: فخذ أربعة من الطير فقطعهن

___________________________________

(1) قد اختلفت نسخ الكتاب هنا والظاهر الموافق لرواية الكافى هكذا " فراى جيفة على ساحل البحر بعضها في الماء وبعضها في البر تجيئ سباع البحر فتأكل ما في الماء ثم ترجع فيشتمل بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا، ويجيئ سباع البر فتأكل منها فيشتمل بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا " .

(2) وفى نسخة البرهان " كما ارانى الله " وفى رواية الكافى " كما رأيت الاشياء كلها " وهو الظاهر.

(3) البرهان ج 1: 251. البحار ج 5: البحار 131. الصافى ج 1: 223. (*)
[
143]

بلحمهن وعظامهن وريشهن ثم امسك رؤسهن ثم فرقهن على عشرة جبال على كل جبل منهن جزء‌ا، فجعل ما كان في هذا الجبل يذهب إلى هذا الجبل بريشه(1) و لحمه ودمه ثم يأتيه حتى يضع رأسه في عنقه حتى فرغ من اربعتهن(2) .

471 - عن معروف بن خربوذ قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ان الله لما أوحى إلى ابراهيم عليه السلام أن خذ أربعة من الطير، عمد ابراهيم فاخذ النعامة والطاوس والوزة(3) والديك فنتف ريشهن بعد الذبح ثم جعلهن في مهراسه(4) فهرسهن ثم فرقهن على جبال الاردن، وكانت يومئذ عشرة اجبال فوضع على كل جبل منهن جزء‌ا ثم دعاهن بأسمائهن فأقبلن اليه سعيا، يعنى مسرعات، فقال ابراهيم عند ذلك أعلم ان الله على كل شئ قدير(5) .

472 - عن علي بن اسباط ان أبا الحسن الرضا عليه السلام سئل عن قول الله: " قال بلى ولكن ليطمئن قلبى " أكان في قلبه شك؟ قال: لا ولكنه أراد من الله الزيادة في يقينه، قال: والجزء(6) واحد من العشرة(7) .

473 - عن عبدالصمد بن بشير قال جمع لابى جعفر المنصور القضاة، فقال لهم: رجل أوصى بجزء من ماله فكم الجزء؟ فلم يعلموا كم الجزء واشتكوا اليه فيه، فأبرد بريدا إلى صاحب المدينة ان يسئل جعفر بن محمد عليه السلام: رجل أوصى بجزء من ماله فكم الجزء فقد أشكل ذلك على القضاة فلم يعلموا كم الجزء؟ فان هو أخبرك به والا فاحمله على البريد ووجهه إلى، فأتى صاحب المدينة ابا عبدالله عليه السلام فقال له: ان أبا جعفر بعث إلى أن اسئلك عن رجل أوصى بجزء

___________________________________

(1) وفى نسخة البحار " برأسه ".

(2) البحار ج 5: 132. البرهان ج 1: 251.

(3) الوزة لغة في الاوز: البط.

(4) المهراس: الهاون.

(5) البحار ج 5: 132. البرهان ج 1: 251.

(6) اى الجزء في قوله " على كل جبل منهن جزء‌ا " كما يظهر ذلك مما ياتى ايضا.

(7) البحار ج 5: 132. البرهان ج 5: 215. (*)
[
144]

من ماله وسأل من قبله من القضاة فلم يخبروه ما هو، وقد كتب إلى ان فسرت ذلك له والا حملتك على البريد اليه، فقال أبوعبد الله عليه السلام: هذا في كتاب الله بين ان الله يقول: لما قال ابراهيم " رب أرنى كيف تحيى الموتى " إلى قوله " كل جبل منهن جزء‌ا " فكانت الطير أربعة والجبال عشرة، يخرج الرجل من كل عشرة أجزاء جزء‌ا واحدا، وان ابراهيم دعا بمهراس فدق فيه الطيور جميعا، وحبس الرؤس عنده، ثم دعا بالذى أمر به فجعل ينظر إلى الريش كيف يخرج، والى العروق عرقا عرقا حتى تم جناحه مستويا فاهوى نحو ابراهيم فمال ابراهيم(1) ببعض الرؤس فاستقبله به، فلم يكن الرأس الذى استقبله به لذلك البدن حتى انتقل اليه غيره، فكان موافقا للرأس فتمت العدة وتمت الابدان(2) .

474 - عن عبدالرحمن بن سيابة قال: ان امرأة أوصت إلى وقالت لي: ثلثى تقضى به دين ابن اخى، وجزء منه لفلانه، فسألت عنه بذلك ابن أبى ليلى؟ فقال: ما أرى لها شيئا وما أدرى ما الجزء؟ فسألت أبا عبدالله عليه السلام وأخبرته كيف قالت المرأة وما قال ابن أبى ليلى، فقال: كذب ابن أبى ليلى لها عشر الثلث ان الله امر ابراهيم عليه السلام فقال: " اجعل على كل جبل منهن جزء‌ا " وكانت الجبال يومئذ عشرة وهو العشر من الشئ(3).

475 - عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام في رجل أوصى بجزء من ماله فقال: جزء من عشرة، كانت الجبال عشرة وكان الطير الطاوس والحمامة والديك والهدهد فأمره الله أن يقطعهن ويخلطهن وأن يضع على كل جبل منهن جزء‌ا وأن يأخذ رأس كل طير بيده، قال: فكان اذا أخذ رأس الطير منها بيده تطاير اليه ما كان منه حتى يعود كما كان(4) .

476 - عن محمد بن اسمعيل عن عبدالله بن عبدالله قال: جاء‌نى أبوجعفر بن سليمان الخراسانى وقال: نزل بى رجل من خراسان من الحجاج فتذاكرنا الحديث فقال: مات لنا اخ

___________________________________

(1) وفى نسخة البحار " فقال ابراهيم ".

(2) البحار ج 5: 132 و 23: 49. البرهان ج 1: 251. الصافى ج 1: 224.

(3 - 4) البحار ج 23: 250. البرهان ج 1: 251. (*)
[
145]

بمرو وأوصى إلى بمائة ألف درهم وأمرنى ان أعطى ابا حنيفة منها جزء‌ا ولم أعرف الجزء كم هو مما ترك، فلما قدمت الكوفة أتيت أبا حنيفة فسألته عن الجزء فقال لى الربع، فأبى قلبى ذلك، فقلت: لا أفعل حتى أحج واستقصى المسألة فلما رأيت اهل الكوفة قد أجمعوا على الربع قلت لابى حنيفة لا سوء‌ة(1) بذلك لك أوصى بها يا با حنيفة، ولكن أحج واستقصى المسألة فقال أبوحنيفة: وأنا اريد الحج. فلما أتينا مكة وكنا في الطواف فاذا نحن برجل شيخ قاعد قد فرغ من طوافه وهو يدعو ويسبح، اذا التفت أبوحنيفة فلما رآه قال: ان أردت ان تسئل غاية الناس فسل هذا فلا أحد بعده، قلت: ومن هذا؟ قال: جعفر بن محمد عليه السلام، فلما قعدت واستمكنت اذ استدار أبوحنيفة خلف ظهر جعفر بن محمد عليه السلام فقعد قريبا منى فسلم عليه وعظمه وجاء غير واحد مزدلفين مسلمين عليه وقعدوا، فلما رأيت ذلك من تعظيمهم له اشتد ظهرى فغمزنى أبوحنيفة(2) ان تكلم فقلت: جعلت فداك انى رجل من أهل خراسان وان رجلا مات وأوصى إلى بمائة ألف درهم وأمرنى ان أعطى منها جزء‌ا وسمى لى الرجل، فكم الجزء جعلت فداك؟ فقال جعفر بن محمد عليه السلام: يا با حنيفة لك أوصى قل فيها؟ فقال: الربع، فقال لابن أبى ليلى قل فيها، فقال: الربع، فقال جعفر عليه السلام: ومن أين قلتم الربع؟ قالوا لقول الله: " فخذ أربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزء‌ا " فقال أبوعبدالله عليه السلام لهم: - وانا أسمع هذا - قد علمت الطير أربعة فكم كانت الجبال؟ انما الاجزاء للجبال ليس للطير، فقالوا: ظننا انها أربعة، فقال أبوعبدالله عليه السلام: ولكن الجبال عشرة(3) 477 - عن صالح بن سهل الهمدانى عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله: " فخذ أربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزء‌ا " الآية فقال: أخذ الهدهد والصرد والطاوس والغراب فذبحهن وعزل رؤسهن ثم نخر(4) أبدانهن بالمنخار

___________________________________

(1) وفى نسخة البحار " لا سترة ". وفى نور الثقلين " لا تسبق " وهو الظاهر.

(2) غمزه: كبسه باليد اى شده. وفى نور الثقلين " فعمد ابوحنيفة أن يكلم ".

(3) البحار ج 23: 50. البرهان ج 1: 251.

(4) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة الصافى لكن في الاصل ونسخة البرهان " تجزى " (*)
[
146]

بريشهن ولحومهن وعظامهن حتى اختلط، ثم جزاهن عشرة أجزاء على عشرة جبال، ثم وضع عنده حبا وماء‌ا(1) ثم جعل مناقيرهن بين اصابعه ثم قال ايتنى سعيا باذن الله فتطايرت بعضهن إلى بعض اللحوم والريش والعظام حتى استوت بالابدان كما كانت وجاء كل بدن حتى التزق برقبته التى فيها المنقار.

فخلى ابراهيم عن مناقيرها فرفعن وشربن من ذلك الماء، والتقطن من ذلك الحب، ثم قلن يا نبى الله احييتنا أحياك الله، فقال: بل الله يحيى ويميت، فهذا تفسيره في الظاهر، واما تفسيره في باطن القرآن قال: خذ أربعة من الطير ممن يحتمل الكلام فاستودعهم علمك، ثم ابعثهم في أطراف الارض حججا لك على الناس، فاذا أردت أن يأتوك دعوتهم بالاسم الاكبر يأتونك سعيا باذن الله(2) .

478 - عن عمر بن يونس قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: اذا أحسن المؤمن عمله ضاعف الله [ له ] عمله بكل حسنة سبعمائة ضعف، فذلك قول الله: " والله يضاعف لمن يشاء " فأحسنوا أعمالكم التى تعملونها لثواب الله قلت: وما الاحسان؟ قال: اذا صليت فأحسن ركوعك وسجودك، واذا صمت فتوق [ كل ] ما فيه فساد صومك واذا حججت فتوق كل ما يحرم عليك في حجتك وعمرتك، قال: وكل عمل تعمله فليكن نقيا من الدنس.

(3) .

479 - عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت له أرأيت المؤمن له فضل على المسلم في شئ من المواريث والقضايا والاحكام حتى يكون للمؤمن أكثر مما يكون للمسلم في المواريث أو غير ذلك؟ قال: لا هما يجريان في ذلك مجرى واحد اذا حكم الامام عليهما ولكن للمؤمن فضلا على المسلم في أعمالهما يتقربان به إلى الله، قال: فقلت: أليس الله يقول: " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " وزعمت انهم مجتمعون على الصلوة والزكاة والصوم والحج مع المؤمن؟ قال: فقال: أليس

___________________________________

(1) هذا هو الصحيح الموافق للصافى لكن في الاصل والبرهان " اكبادها " بدل " حبا وماء‌ا ".

(2) البرهان ج 1: 252. الصافى ج 1: 224.

(3) البحار ج 15 (ج 2): 179. البرهان ج 1: 252. الصافى ج 1: 225. (*)
[
147]

الله قد قال: " والله يضاعف لمن يشاء أضعافا كثيرة " فالمؤمنون هم الذين يضاعف الله لهم الحسنات لكل حسنة سبعين ضعفا، فهذا من فضلهم ويزيد الله المؤمن في حسناته على قدر صحة ايمانه أضعافا مضاعفة كثيرة، ويفعل الله بالمؤمنين ما يشاء(1).

480 - عن المفضل بن محمد الجعفى قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل " قال: الحبة فاطمة صلى الله عليها والسبع السنابل من ولدها سابعهم قائمهم، قلت الحسن؟ قال: ان الحسن امام من الله مفترض طاعته ولكن ليس من السنابل السبعة أولهم الحسين وآخرهم القائم، فقلت: قوله " في كل سنبلة مائة حبة " قال: يولد الرجل منهم في الكوفة مائة من صلبه وليس ذاك الا هؤلاء السبعة(2).

481 - عن محمد الواشي عن أبى عبدالله عليه السلام قال: اذا احسن العبد المؤمن ضاعف الله له عمله لكل حسنة سبعمائة ضعف، وذلك قول الله تبارك وتعالى " والله يضاعف لمن يشاء "(3).

482 - عن المفضل بن صالح عن بعض أصحابه عن جعفر بن محمد وأبى جعفر (ع) في قول الله: " يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى " إلى آخر الآية قال: نزلت في عثمان وجرت في معاوية أتباعهما.

(4) 483 - عن سلام بن المستنير عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: " يا ايها الذين آمنوا

___________________________________

(1) البرهان ج 1: 253.

(2) البرهان ج 1: 253. وأخرجه المحدث الحر العاملى " ره " في كتاب اثبات الهداة ج 7: 95.

عن هذا الكتاب مختصرا ثم قال ما لفظه: اقول: هؤلاء السبعة من جملة الاثنى عشر وليس فيه اشعار بالحصر كما هو واضح، ولعل السابع من الصادق (ع) لانه هو المتكلم بهذا الكلام " انتهى ".

(3) البحار ج 15 (ج 2): 179. البرهان ج 1: 253. الصافى ج 1: 225.

(4) البحار ج 8: 217. البرهان ج 1: 253. الصافى ج 1: 225. (*)
[
148]

لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى " لمحمد وآل محمد عليه الصلوة والسلام هذا تأويل قال: انزلت في عثمان(1) 484 - عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله: " يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى " إلى قوله: " لا يقدرون على شئ مما كسبوا " قال: " صفوان " اى حجر(2) " والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس " فلان وفلان وفلان ومعوية وأشياعهم(3) 485 - عن سلام بن المستنير عن أبى جعفر عليه السلام قال: في قوله " والذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله " قال: انزلت في على عليه السلام(4) .

486 - عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: " ومثل الذين ينفقون اموالهم ابتغاء مرضات الله " قال: على أمير المؤمنين أفضلهم، وهو ممن ينفق ماله ابتغاء مرضات الله(5) .

487 - عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام " اعصار فيه نار " قال: ريح(6) .

488 - عن عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله: " يا أيها الذين آمنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم ومما اخرجنا لكم من الارض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون " قال كان في اناس على عهد رسول الله صلى الله عليه واله يتصدقون بأشر ما عندهم من التمر الرقيق القشر، الكبير النواء يقال له المعافارة ففى ذلك انزل الله " ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون "(7) .

489 - عن أبى بصير قال سألت أبا عبدالله " ومما أخرجنا لكم من الارض "

___________________________________

(1) البحار ج 8: 217. البرهان ج 1: 253.

(2) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة البحار لكن في الاصل " وجحدوا ". مكان " اى حجر " فسر الصفوان بالحجر .

(3) البحار ج 9: 217. البرهان ج 1: 254.

(4) الصافى ج 1: 226. البرهان ج 1: 254.

(5) البرهان ج 1: 254.

(6) البحار ج 20: 38. البرهان ج 1: 254.

(7) البرهان ج 1: 254. الصافى ج 1: 226. (*)
[
149]

قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله اذا امر بالنخل ان يزكى يجئ قوم بالوان من التمر هو من أردى التمر يؤدونه عن زكوتهم، تمر يقال له الجعرود والمعافارة، قليلة اللحاء(1) عظيمة النوا فكان بعضهم يجئ بها عن التمر الجيد، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : لا تخرصوا هاتين(2) ولا تجيئوا منها بشئ وفى ذلك انزل الله " يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم " إلى قوله " الا ان تغمضوا فيه " والاغماض ان يأخذ هاتين التمرين من الثمر، وقال: لا يصل إلى الله صدقة من كسب حرام(3) .

490 - عن رفاعة عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله: " الا ان تغمضوا فيه " فقال: رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بعث عبدالله بن رواحة فقال: لا تخرصوا جعرورا ولا معافارة: وكان الناس يجيئون بتمر سوء، فانزل الله جل ذكره " ولستم بآخذيه الا ان تغمضوا فيه " وذكر ان عبدالله خرص عليهم تمر سوء، فقال النبى صلى الله عليه واله وسلم: يا عبدالله لا تخرص جعرورا ولا معافارة(4).

491 - عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله: " ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون " قال: كانت بقايا في أموال الناس أصابوها من الربوا ومن [ المكاسب ] الخبيثة قبل ذلك، فكان احدهم يتيممها فينفقها ويتصدق بها فنهيهم الله عن ذلك(5).

492 - عن ابى الصباح عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله " ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون " قال: كان الناس حين أسلموا عندهم مكاسب من الربا، ومن أموال خبيثة، فكان الرجل يتعمدها من بين ماله فتصدق بها، فنهيهم الله عن ذلك وان الصدقة لا تصلح الا من

___________________________________

(1) اللحاء بكسر اللام: القشر.

(2) خرص التمر وغيره: قدره.

(3) البحار ج 20: 13. البرهان ج 1: 254. الصافى ج 1: 227.

(4) البرهان ج 1: 254. البحار ج 20: 13.

(5) الوسائل (ج 2) ابواب الصدقة باب 46. البحار ج 20: 44. البرهان ج 1: 255. (*)
[
150]

كسب طيب(1).

493 - عن اسحق بن عمار عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: كان أهل المدينة يأتون بصدقة الفطر إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه واله وفيه عذق(2) يسمى الجعرود وعذق يسمى معافارة، كانا عظيم نواهما، رقيق لحاهما، في طعمهما مرارة، فقال رسول الله صلى الله عليه واله للخارص: لا تخرص عليهم هذين اللونين لعلهم يستحيون لا يأتون بهما، فأنزل الله " يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم " إلى قوله " تنفقون "(3) .

494 - عن محمد بن خالد الضبى قال: مر ابراهيم النخعى على أمرأة وهى جالسة على باب دارها بكرة وكان يقال لها ام بكر، وفى يدها مغزل تغزل به، فقال: يا ام بكر اما كبرت ألم يأن لك ان تضعى هذا المغزل فقالت: وكيف أضعه وسمعت على بن أبيطالب أمير المؤمنين عليه السلام يقول: هو من طيبات الكسب(4).

495 - عن هارون بن خارجة عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قلت له إنى افرح من غير فرح أراه في نفسى ولا في مالى ولا في صديقى، وأحزن من غير حزن أراه في نفسى ولا في مالى ولا في صديقى؟ قال: نعم ان الشيطان يلم بالقلب(5) فيقول: لو كان لك عند الله خيرا ما أراك عليك عدوك ولا جعل بك اليه حاجة هل تنتظر الا مثل الذى انتظر الذين من قبلك فهل قالوا شيئا، فذاك الذى يحزن من غير حزن واما الفرح فان الملك يلم بالقلب فيقول: ان كان الله أراك عليك عدوك وجعل بك اليه حاجة، فانما هى ايام قلائل أبشر بمغفرة الله وفضل وهو قول الله: " الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا "(6).

___________________________________

(1) البحار ج 20: 44. البرهان ج: 255.

(2) العذق من النخل: هو كالعنقود من العنب.

(3) البحار ج 20: 13. البرهان ج 1: 255. الصافى ج 1: 227.

(4) الوسائل ج 2 ابواب ما يكتسب به باب 61. البرهان ج 1: 255.

(5) من اللمة بمعنى الدنو وفى الحديث لابن آدم لمتان: لمة من الملك ولمة من الشيطان اى دنو.

(6) البرهان ج 1: 255. البحار ج 15 (ج 2): 38. (*)
[
151]

496 - عن أبى بصير قال: سألته عن قول الله " ومن يؤتى الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا " قال: هى طاعة الله ومعرفة الامام(1) .

497 - عن أبى بصير قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: " ومن يؤتى الحكمة فقد اوتى خيرا كثيرا " قال: معرفة الامام واجتناب الكبائر التى أوجب الله عليها النار(2) .

498 - عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله: " ومن يؤتى الحكمة فقد اوتى خيرا كثيرا " فقال: ان الحكمة المعرفة والتفقه في الدين، فمن فقه منكم فهو حكيم، وما من احد يموت من المؤمنين احب إلى ابليس من فقيه(3) .

499 - عن الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: " وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم " قال: ليس تلك الزكوة ولكنه الرجل يتصدق لنفسه والزكوة علانية ليس بسر(4) .

500 - عن جابر الجعفى عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان الله يبغض الملحف.(5) .

501 - عن أبى بصير قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام قوله: " الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية " قال: ليس من الزكوة.(6) .

502 - عن أبى اسحق قال كان لعلى بن أبى طالب (ع) أربعة دراهم لم يملك غيرها، فتصدق بدرهم ليلا وبدرهم نهارا، وبدرهم سرا، وبدرهم علانية، فبلغ ذلك النبى صلى الله عليه واله فقال: يا على ما حملك على ما صنعت؟ قال: إنجاز موعود الله، فأنزل الله " الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية " الآية(7)

___________________________________

(1 - 2) البحار ج 7: 108. البرهان ج 1: 254. الصافى ج 1: - 227.

(3) البحار ج 7: 108. البرهان ج 1: 256. الصافى ج 1: 228.

(4 - 5) البرهان ج 1: 256 وروى الاخير المحدث الحر العاملى: " ره " في الوسائل ج 2 ابواب لصدقة

باب 31. الملحف: الملح في السؤال.

(6 - 7) البرهان ج 1: 256 - 257. الصافى ج 1: 229 (*)
[
152]

503 - عن شهاب بن عبد ربه قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: آكل الربوا لا يخرج من الدنيا حتى يتخبطه الشيطان(1) .

504 - عن زرارة قال أبو عبدالله عليه السلام: لا يكون الربا الا فيما يوزن ويكال(2) .

505 - عن محمد بن مسلم عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله " فمن جاء‌ه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله " قال: الموعظة التوبة(3) .

506 - عن محمد بن مسلم ان رجلا سأل أبا جعفر عليه السلام(4) وقد عمل بالربوا حتى كثر ماله بعد ان سأل غيره من الفقهاء، فقالوا له: ليس يقيك منك شئ الا أن ترده إلى أصحابه، فلما قص على ابى جعفر عليه السلام قال له أبوجعفر: مخرجك في كتاب الله قوله " فمن جاء‌ه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله " والموعظة التوبة(5) .

507 - عن سالم بن أبى حفصة عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان الله يقول: ليس من شئ الا وكلت به من يقبضه غيرى الا الصدقة، فانى أتلقفها بيدى تلقفا(6) [ حتى ] ان الرجل والمرأة يتصدق بالتمرة وبشق تمرة فاربيها له كما يربى الرجل فلوه وفصيله(7) فيلقانى يوم القيامة وهى مثل احد وأعظم من أحد.(8)

___________________________________

(1) الوسائل ج 2 ابواب الربا باب 1 وفيه هكذا " آكل الربا لا يقوم حتى يتخبطه اه " البحار ج 23: 30.

البرهان ج 1: 258. الصافى ج 1: 230 والتخبط: المس بالجنون وفى الدعاء واعوذ بك ان يتخبطنى الشيطان اى يصرعنى ويلعب بى.

(2) البحار ج 23: 31. البرهان ج 1: 258.

(3) الوسائل ج 2 ابواب الربا باب 5. البحار ج 23: 31. البرهان ج 1: 258. الصافى ج 1: 230 .

(4) وفى نسخة البرهان " ابا عبدالله ع " بدل " ابا جعفر ع " ولكن الظاهر هو المختار.

(5) البحار ج 23: 31. البرهان ج 1: 258.

(6) تلقف الشئ: تناوله بسرعة.

(7) الفلو: ولد الفرس والفصيل: ولد الناقة اذا فصل عن امه.

(8) البرهان ج 1: 258. الصافى ج 1: 231. (*)
[
153]

508 - عن محمد القمام عن على بن الحسين عليه السلام عن النبى صلى الله عليه واله قال: ان الله ليربى لاحدكم الصدقة كما يربى أحدكم ولده حتى يلقاه يوم القيمة وهو مثل احد.(1) .

509 - عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال الله تبارك وتعالى أنا خالق كل شئ وكلت بالاشياء غيرى الا الصدقة، فانى أقبضها بيدى حتى ان الرجل أو المرأة يصدق بشقة التمرة فأربيها له كما يربى الرجل منكم فصيله وفلوه، حتى اتركه يوم القيمة أعظم من احد.(2) .

510 - عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: انه ليس شئ الا وقد وكل به ملك غير الصدقة فان الله يأخذ بيده ويربيه كما يربى أحدكم ولده حتى يلقاه يوم القيمة وهى مثل احد.(3) .

511 - عن الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام عن الرجل يكون عليه الدين إلى أجل مسمى فيأتيه غريمه فيقول: أنقذنى فقال. لا أرى به بأسا لانه لم يزد على رأس ماله، وقال الله " فلكم رؤس اموالكم لا تظلمون ولا تظلمون ".(4) .

512 - عن أبى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان التوبة مطهرة من دنس الخطيئة، قال: " يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقى من الربوا ان كنتم مؤمنين " إلى قوله " لا تظلمون " فهذا ما دعا الله اليه عباده من التوبة، ووعد عليها من ثوابه، فمن خالف ما أمره الله به من التوبة سخط الله عليه، وكانت النار أولى به وأحق.(5) .

513 - عن معوية بن عمار الدهنى قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: من أراد أن يظله الله في ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله فلينظر معسرا او ليدع

___________________________________

(1) الوسائل ج 2 ابواب الصدقة باب 6. البرهان ج 1: 258.

(2) الوسائل ج 2 ابواب الصدقة باب 6. البرهان ج 1: 258. الصافى ج 1: 231.

(3) الوسائل ج 2 ابواب الصدقة باب 6. البرهان ج 1: 259.

(4) البحار ج 23: 31. البرهان ج 1: 259 .

(5) الوسائل ج 2 ابواب الربا باب 1. البحار ج 23: 37. البرهان ج 1: 261 (*)
[
154]

له من حقه.(1).

514 - عن أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله: من سره أن يقيه الله من نفحات جهنم فلينظر معسرا او ليدع له من حقه.(2) .

515 - عن القاسم بن سليمان عن أبى عبدالله عليه السلام ان أبا اليسر رجل من الانصار من بنى سليمة، قال رسول الله صلى الله عليه واله: أيكم يحب ان ينفصل من فور جهنم(3) فقال القوم: نحن يا رسول الله، فقال: من أنظر غريما أو وضع لمعسر.(4) .

516 - عن اسحق بن عمار قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: ما للرجل أن يبلغ من غريمه؟ قال: لا يبلغ به شيئا الله أنظره(5) .

517 - عن أبان عمن أخبره عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى عليه واله وسلم في يوم حار: من سره أن يظله الله في ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله فلينظر غريما او ليدع لمعسر(6) .

518 - عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبى جعفر عليه السلام قال: يبعث الله قوما(7) من تحت العرش يوم القيمة وجوههم من نور، ولباسهم من نور، ورياشهم من نور جلوس على كراسى من نور، قال: فيشرف الله لهم على الخلق فيقولون: هؤلاء الانبياء فينادى مناد من تحت العرش: هؤلاء ليسوا بأنبياء قال: فيقولون: هؤلاء شهداء؟ قال فينادى مناد من تحت العرش ليس هؤلاء شهداء ولكن هؤلاء ييسرون على المؤمنين وينظرون المعسر حتى ييسر(8) .

519 - عن ابن سنان عن أبى حمزة قال: ثلثة يظلهم الله يوم القيمة يوم لا ظل الا ظله

___________________________________

(1) البحار ج 23: 37. البرهان ج 1: 261.

(2 و 4 و 5 و 6) كتاب الوسائل ج 2 ابواب الدين باب 25. البحار ج 23: 37. البرهان ج 1: 261.

(3) فور جهنم: غليانها.

(7) وفى نسخة البرهان " اقواما ".

(8) الوسائل ج 2 ابواب الدين باب 25. البحار 23: 37. البرهان ج 1: 261. (*)
[
155]

رجل دعته امرأة ذات حسن إلى نفسها فتركها وقال: انى اخاف الله رب العالمين، ورجل أنظر معسرا أو ترك له من حقه، ورجل معلق قلبه بحب المساجد " وان تصدقوا خير لكم " يعنى ان تصدقوا بمالكم عليه فهو خير لكم، فليدع معسرا او ليدع له من حقه نظرا.

قال أبو عبدالله: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من أنظر معسرا كان له على الله في كل يوم صدقة بمثل ماله عليه حتى يستوفى حقه(1).

520 - عن عمر بن سليمان عن رجل من أهل الجزيرة قال: سأل الرضا عليه السلام رجل فقال له: جعلت فداك ان الله تبارك وتعالى يقول: فنظرة إلى ميسرة فأخبرنى عن هذه النظرة التى ذكرها الله لها حد يعرف اذا صار المعسر لا بد له من ان ينظر وقد اخذ مال هذا الرجل وانفق على عياله وليس له غلة ينتظر ادراكها، ولا دين ينتظر محله، ولا مال غائب ينتظر قدومه؟ قال: نعم ينتظر بقدر ما ينتهى خبره إلى الامام فيقضى عنه ما عليه من سهم الغارمين اذا كان انفقه في طاعة الله، فان كان انفقه في معصية الله فلا شئ له على الامام، قلت: فمال هذا الرجل الذى ائتمنه وهو لا يعلم فيم أنفقه في طاعة الله او معصيته؟ قال: يسعى له في ماله فيرده وهو صاغر(2).

521 - عن ابن سنان قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام متى يدفع إلى الغلام ماله؟ قال: اذا بلغ وأنس منه رشد، ولم يكن سفيها أو ضعيفا قال: قلت فان منهم من يبلغ خمس عشر سنة وست عشر عشر سنة ولم يبلغ؟ قال: اذا بلغ ثلث عشرة سنة جاز أمره الا أن يكون سفيها أو ضعيفا، قال: قلت وما السفيه والضعيف؟ قال : السفيه الشارب الخمر، والضعيف الذى يأخذ واحدا باثنين(3) .

522 - عن يزيد بن اسامة(4) عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن قوله الله: " ولا يأب الشهداء اذا ما دعوا " قال: ما ينبغى لاحد اذا ما دعى إلى الشهادة

___________________________________

(1) الوسائل ج 2 ابواب الدين باب 25. البحار ج 23: 37. البرهان ج 1: 261.

(2 - 3) البحار ج 23: 37 - 39. البرهان ج 1: 262. الصافى ج 1: 33 .

(4) كذا في الاصل وتوافقه نسخة الوسائل وفى نسخة البرهان " زيد بن ابى اسامة " والظاهر تصحيف الكل والصحيح " عن زيد أبى اسامة " وهو المعروف بزيد الشحام يروى عن أبيعبد الله (ع) وغيره (*)
[
156]

ليشهد عليها أن يقول: لا اشهد لكم(1) .

523 - عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن موسى عليه السلام في قول الله: " ولا يأب الشهداء اذا ما دعوا " قال: اذا دعاك الرجل تشهد على دين أو حق لا ينبغى لاحد أن يتقاعس عنها(2) .

524 - عن أبى الصباح عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله: " ولا يأب الشهداء اذا ما دعوا " قال: قال: قبل الشهادة قال: لا ينبغى لاحد اذا ما دعى للشهادة شهد عليها(3) أن يقول: لا أشهد لكم وذلك قبل الكتاب(4).

525 - عن محمد بن عيسى عن أبى جعفر عليه السلام قال: لا رهن الا مقبوضا(5) .

526 - عن هشام بن سالم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قلت: " ولا تكتموا الشهادة " قال: بعد الشهادة(6).

527 - عن هشام عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله: " ولا يأب الشهداء " قال: قبل الشهادة(7).

528 - عن سعدان عن رجل عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله: " وان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء " قال: حقيق على الله أن لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من

___________________________________

(1) البحار ج 24: 319. البرهان ج 1: 264. الوسائل ج 3 كتاب الشهادت باب 1.

(2) البحار ج 24: 319. البرهان ج 1: 264. ويتقاعس عن الشهادة: اى يتأخر عنها ولم يشهد من قولهم تقاعس الرجل عن الامر اذا تأخر ورجع إلى خلف ولم يتقدم فيه.

(3) وفى نسخة البرهان " ان يشهد عليها ".

(4) البحار ج 24: 19، البرهان ج 1: 264.

(5 - 6) البحار ج 23: 38. البرهان ج 1: 264 .

(7) البحار ج 24: 19. البرهان ج 1: 264. (*)
[
157]

حبهما(1).

529 - عن أبى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان الله فرض الايمان على جوارح بنى آدم وقسم عليها وفرقه فيها فليس من جوارحه جارحة الا وقد وكلت من الايمان بغير ما وكلت به اختها فمنها قلبه الذى به يعقل ويفقه ويفهم وهو أمير بدنه الذى لا يرد الجوارح ولا يصدر الا عن رأيه وأمره. فاما ما فرض على القلب من الايمان فالاقرار والمعرفة والعقد والرضا والتسليم بان لا اله الا هو وحده لا شريك له الها واحدا. لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، وأن محمدا عبده ورسوله والاقرار بما جاء من عند الله من نبى أو كتاب، فذلك ما فرض الله على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله وهو قول الله تعالى: " الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدرا " وقال: " الا بذكر الله تطمئن القلوب " وقال " الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم " وقال: " ان تبدوا ما في انفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء " فذلك ما فرض الله على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله وهو رأس الايمان(2) .530 - عن عبدالصمد بن بشير قال ذكر عند أبى عبدالله عليه السلام بدؤ الاذان فقال: ان رجلا من الانصار رأى في منامه الاذان فقصه على رسول الله صلى الله عليه واله فامره رسول الله صلى الله عليه واله أن يعمله بلالا، فقال أبوعبدالله كذبوا ان رسول الله صلى الله عليه واله كان نائما في ظل الكعبة فأتيه جبرئيل عليه السلام ومعه طاس فيه ماء من الجنة، فأيقظه وامره ان يغتسل به ثم وضع في محمل له ألف ألف لون من نور، ثم صعد به حتى انتهى إلى أبواب السماء، فلما رأته الملئكة نفرت عن أبواب السماء وقالت: إلهين اله في الارض واله في السماء فأمر الله جبرئيل فقال: الله اكبر الله أكبر، فتراجعت الملائكة نحو أبواب السماء وعلمت انه مخلوق ففتحت الباب، فدخل رسول الله صلى الله عليه واله حتى انتهى إلى السماء الثانية، فنفرت الملئكة عن أبواب السماء فقالت: الهين اله في الارض واله في السماء فقال جبرئيل: أشهد ان لا اله الا الله [ اشهد ان لا اله الا الله ]

___________________________________

(1) البرهان ج 1: 267. الصافى ج 1: 237 .

(2) البرهان ج 1: 267، البحار ج 21: 117 (*)
[
158]

فتراجعت الملئكة وعلمت انه مخلوق، ثم فتح الباب فدخل عليه السلام، و مر حتى انتهى إلى السماء الثالثة، فنفرت الملئكة عن ابواب السماء فقال جبرئيل: اشهد أن محمدا رسول الله [ أشهد أن محمدا رسول الله ] فتراجعت الملئكة وفتح الباب، ومر النبى صلى الله عليه واله حتى انتهى إلى السماء الرابعة، فاذا بملك وهو على سرير تحت يده ثلثمائة ألف ملك تحت كل ملك ثلثماثة ألف ملك [ فهم النبى صلى الله عليه واله بالسجود وظن انه ] فنودى أن قم قال: فقام الملك على رجليه [ قال: فعلم النبى صلى الله عليه واله وسلم انه عبد مخلوق قال ] فلا يزال قائما إلى يوم القيمة.

قال وفتح الباب ومر النبى صلى الله عليه واله حتى انتهى إلى السماء السابعة، قال: وانتهى إلى السدرة المنتهى قال: فقالت السدرة: ما جاوزنى مخلوق قبلك، ثم مضى فتدانى فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى الله إلى عبده ما أوحى، قال: فدفع اليه كتابين كتاب أصحاب اليمين بيمينه وكتاب أصحاب الشمال بشماله، فأخذ كتاب أصحاب اليمين بيمينه وفتحه فنظر فيه فاذا فيه اسماء أهل الجنة واسماء آبائهم و قبائلهم.

قال: فقال الله " آمن الرسول بما أنزل اليه من ربه " فقال رسول الله صلى الله عليه واله " كل آمن بالله وملئكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله " فقال الله " وقالوا سمعنا وأطعنا " فقال النبى صلى الله عليه واله " غفرانك ربنا واليك المصير " قال الله: " لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت " قال النبى صلى الله عليه واله: " ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او أخطأنا " قال: فقال الله قد فعلت، فقال النبى صلى الله عليه واله: " ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا " فقال: قد فعلت، فقال النبى صلى الله عليه واله: " ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين " كل ذلك يقول الله قد فعلت، ثم طوى الصحيفة فامسكها بيمينه. وفتح الاخرى صحيفة أصحاب الشمال فاذا فيها اسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ان هؤلاء قوم لا يؤمنون، فقال الله: يا
[159]

محمد فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون، قال: فلما فرغ من مناجات ربه رد إلى البيت المعمور وهو في السماء السابعة بحذاء الكعبة، قال: فجمع له النبيين و المرسلين والملئكة ثم أمر جبرئيل فأتم الاذان وأقام الصلوة وتقدم رسول الله صلى الله عليه واله فصلى بهم فلما فرغ التفت اليهم فقال الله له: سل الذين يقرون الكتاب من قبلك لقد جاء‌ك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين، فسألهم يومئذ النبى صلى الله عليه واله ثم نزل ومعه صحيفتان، فدفعهما إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال أبو عبدالله عليه السلام: فهذا كان بدء الاذان(1).

531 - عن عبدالصمد بن بشير(2) قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: أتى جبرئيل رسول الله صلى عليه واله وهو بالابطح بالبراق أصغر من البغل وأكبر من الحمار عليه ألف ألف محفة(3) من نور فشمس(4) حين أدناه منه ليركبه فلطمه جبرئيل عليه السلام لطمة عرق البراق منها، ثم قال: اسكن فانه محمد ثم زف به(5) من بيت المقدس إلى السماء فتطايرت الملئكة من أبواب السماء، فقال جبرئيل: الله اكبر الله اكبر فقالت المئلكة: عبد مخلوق، قال: ثم لقوا جبرئيل فقالوا: يا جبرئيل من هذا؟ قال: هذا محمد فسلموا عليه ثم زف به إلى السماء الثانية، فتطايرت الملئكة فقال جبرئيل اشهد ان لا اله الا الله، أشهد ان لا اله الا الله.

فقالت الملئكة: عبد مخلوق فلقوا جبرئيل فقالوا: من هذا؟ فقال: محمد، فسلموا عليه فلم يزل كذلك في سماء سماء ثم اتم الاذان ثم صلى بهم رسول الله صلى الله عليه واله في السماء السابعة وأمهم رسول الله صلى الله عليه واله، ثم مضى به جبرئيل عليه السلام حتى انتهى به إلى موضع فوضع اصبعه على منكبه

___________________________________

(1) البحار ج 18: 164. البرهان ج 1: 267.

(2) هذا هو الظاهر الموافق لنسختى البحار والبرهان لكن في نسخة الاصل كنسخة اثبات الهداة " عبدالصمد بن مسيب ".

(3) المحفة: مركب كالهودج.

(4) اى أبى وامتنع.

(5) اى اسرع. (*)
[
160]

ثم رفعه فقال له: امض يا محمد، فقال له: يا جبرئيل تدعنى في هذا الموضع؟ قال: فقال له: يا محمد ليس لى ان أجوز هذا المقام، ولقد وطئت موضعا ما وطئه أحد قبلك ولا يطأه أحد بعدك، قال: ففتح الله له من العظيم ما شاء الله، قال: فكلمه الله " آمن الرسول بما انزل اليه من ربه " قال: نعم يا رب " والمؤمنون كل آمن بالله وملئكته و كتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير " قال الله تبارك وتعالى " لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما أكتسبت " قال محمد " ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين " قال: قال الله: يا محمد من لامتك [ من ] بعدك؟ فقال: الله أعلم، قال على أمير المؤمنين قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: والله ما كانت ولايته الا من الله مشافهة لمحمد صلى الله عليه واله(1).

532 - عن قتاده قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله اذا قرأ هذه الآية " آمن الرسول بما انزل اليه من ربه " حتى يختمها قال: وحق الله ان لله كتابا قبل أن يخلق السموات و الارض بألفى سنة [ فوضعه ] عنده فوق العرش فأنزل آيتين فختم بهما البقرة فأيما بيت قرء‌ا فيه لم يدخله شيطان(2).

533 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أحدهما قال: في آخر البقرة ما دعوا اجيبوا " لا يكلف الله نفسا الا وسعها " قال: ما افترض الله عليها " لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت " وقوله: " لا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ".(3) .

534 - عن عمرو بن مروان الخزاز قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: رفعت عن أمتى أربع خصال ما اخطئوا وما نسوا وما اكرهوا عليه ولم يطيقوا، وذلك في كتاب الله قول الله تبارك وتعالى " ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او

___________________________________

(1) البحار ج 6: 397. البرهان ج 1: 268، ونقله المحدث الحر العاملى (ره) في كتاب اثبات الهداة ج 3: 540 مختصرا عن هذا الكتاب ايضا.

(2 - 3) البرهان ج 1: 269. (*)
[
161]

أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " وقول الله: " الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ".(1) .

535 - عن أبى بصير عن أبيعبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: من قرأ سورة البقرة وآل عمران جاء‌تا يوم القيمة تظلانه على رأسه مثل الغمامتين او مثل الغيابتين(2)

___________________________________

(1) الوسائل ج 2 ابواب الامر بالمعروف والنهى عن المنكر باب 25 البرهان ج 1: 269.

(2) البرهان ج 1: 269. البحار ج 19: 67. وقد مضى قبل في اول السورة تحت رقم 2 بهذا السند ايضا.(*)



 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21332895

  • التاريخ : 28/03/2024 - 11:09

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net