00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الروم 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير الجلالين   ||   تأليف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

* (سورة الروم) *

 [ مكية إلا آية 17 فمدنية وآياتها ستون ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (آلم) * الله أعلم بمراده في ذلك (2) * (غلبت الروم) * وهم أهل الكتاب غلبتها فارس وليسوا أهل كتاب بل يعبدون الاوثان ففرح كفار مكة بذلك، وقالوا للمسلمين: نحن نغلبكم كما غلبت فارس الروم.

______________________________

= جرير من طريق ابن عباس مثله ثم رجح الاولى لكونها أصح سندا وكذا رجحها النووي وغيره وقال الحافظ ابن حجر لكن يحتمل الجمع بينهما بأنها نزلت في الدعاء داخل الصلاة وقد أخرج ابن مردويه من حديث أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى عند البيت رفع صوته بالدعاء فنزلت وأخرج ابن جرير والحاكم عن عائشة قالت نزلت هذه الآية في التشهد وهي مبينة لمرادها في الرواية السابقة، ولابن منيع في مسنده عن ابن عباس: كانوا يجهرون بالدعاء اللهم ارحمني فنزلت فأمروا أن لا يخافتوا ولا يجهروا. أسباب نزول الآية 111 قوله تعالى (وقل الحمد لله) الآية أخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال: إن اليهود والنصارى قالوا اتخذ الله ولدا وقالت العرب لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك وقال الصابئون والمجوس لولا أولياء الله لذل فأنزل الله (وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك). (سورة الكهف) أخرج ابن جرير من طريق ابن اسحاق عن شيخ من أهل مصر عن عكرمة عن ابن عباس قال بعثت قريش النضر بن الحارث وعقبة ابن أبي معيط إلى أحبار اليهود بالمدينة فقالوا لهم سلوهم عن محمد وصفوا لهم صفته وأخبروهم يقوله فإنهم أهل الكتاب الاول = (*)

 

[ 531 ]

(3) * (في أدنى الارض) * أي أقرب أرض الروم إلى فارس بالجزيرة التقى فيها الجيشان والبادي بالغزو الفرس * (وهم) * أي الروم * (من بعد غلبهم) * أضيف المصدر إلى المفعول: أي غلبة فارس إياهم * (سيغلبون) * فارس (4) * (في بضع سنين) * هو ما بين الثلاث إلى التسع أو العشر، فالتقى الجيشان في السنة السابعة من الالتقاء الاول وغلبت الروم فارس * (لله الامر من قبل ومن بعد) * أي من قبل غلب الروم ومن بعده المعنى أن غلبة فارس أولا وغلبة الروم ثانيا بأمر الله: أي إرادته * (ويومئذ) * أي يوم تغلب الروم * (يفرح المؤمنون) * (5) * (بنصر الله) * إياهم على فارس وقد فرحوا بذلك وعلموا به يوم وقوعه أي يوم بدر بنزول جبريل بذلك مع فرحهم بنصرهم على المشركين فيه * (ينصر من يشاء وهو العزيز) * الغالب * (الرحيم) * بالمؤمنين (6) * (وعد الله) * مصدر بدل من اللفظ بفعله، والاصل وعدهم الله النصر * (لا يخلف الله وعده) * به * (ولكن أكثر الناس) * أي كفار مكة * (لا يعلمون) * وعده تعالى بنصرهم (7) * (يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا) * أي معايشها من التجارة والزراعة والبناء والغرس وغير ذلك * (وهم عن الآخرة هم غافلون) * إعادة هم تأكيد (8) * (أولم يتفكروا في أنفسهم) * ليرجعوا عن غفلتهم * (ما خلق الله السماوات والارض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى) * لذلك تفنى عند انتهائه وبعده البعث * (وإن كثيرا من الناس) * أي كفار مكة * (بلقاء ربهم لكافرون) * أي لا يؤمنون بالبعث بعد الموت (9) * (أولم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم) * من الامم وهي إهلاكهم بتكذيبهم رسلهم * (كانوا أشد منهم قوة) *

______________________________

= وعندهم ما ليس عندنا من علم الانبياء فخرجا حتى أتيا المدينة فسألوا أحبار اليهود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفوا لهم أمره وبعض قوله فقالوا لهم سلوه عن ثلاث فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل وإن لم يفعل فالرجل متقول سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الاول ما كان أمرهم فإنه كان لهم أمر عجيب وسلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الارض ومغاربها ما كان نبؤه وسلوه عن الروح ما هو ؟ فأقبلا حتى = (*)

 

[ 532 ]

كعاد وثمود * (وأثاروا الارض) * حرثوها وقلبوها للزرع والغرس * (وعمروها أكثر مما عمروها) * أي كفار مكة * (وجاءتهم رسلهم بالبينات) * بالحجج الظاهرات * (فما كان الله ليظلمهم) * بإهلاكهم بغير جرم * (ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) * بتكذيبهم رسلهم (10) * (ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى) * تأنيث الاسوأ: الاقبح خبر كان على رفع عاقبة واسم كان على نصب عاقبة، والمراد بها جهنم وإساءتهم * (أن) * أي: بأن * (كذبوا بآيات الله) * القرآن * (وكانوا بها يستهزءون) * (11) * (الله يبدأ الخلق) * أي: ينشئ خلق الناس * (ثم يعيده) * أي خلقهم بعد موتهم * (ثم إليه يرجعون) * بالياء والتاء (12) * (ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون) * يسكت المشركون لانقطاع حجتهم (13) * (ولم يكن) * أي لا يكون * (لهم من شركائهم) * ممن أشركوهم بالله وهم الاصنام ليشفعوا لهم * (شفعاء وكانوا) * أي: يكونون * (بشركائهم كافرين) * أي متبرئين منهم (14) * (ويوم تقوم الساعة يومئذ) * تأكيد * (يتفرقون) * المؤمنون والكافرون (15) * (فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة) * جنة * (يحبرون) * يسرون (16) * (وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا) * القرآن * (ولقاء الآخرة) * البعث وغيره * (فأولئك في العذاب محضرون) * (17) * (فسبحان الله) * أي: سبحوا الله بمعنى صلوا * (حين تمسون) * أي تدخلون في المساء وفيه صلاتان: المغرب والعشاء * (وحين تصبحون) * تدخلون في الصباح وفيه صلاة الصبح

______________________________

= قدما على قريش فقالا قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد فجاؤوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه فقال أخبركم غدا بما سألتم عنه ولم يستثن فانصرفوا ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة لا يحدث الله في ذلك إليه وحيا ولا يأتيه جبريل حتى أرجف أهل مكة وحتى أحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث الوحي عنه وشق عليه ما يتكلم يه أهل مكة ثم جاءه جبريل من الله بسورة أصحاب الكهف فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم وخبر ما سألوه عنه من أمر الفتية والرجل الطواف وقول الله (ويسألونك عن الروح) وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال اجتمع عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وابو جهل بن هشام والنصر بن الحارث وأمية بن خلف والعاصي بن وائل والاسود بن المطلب وأبو البحتري في نفر من قريش وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كبر عليه ما يرى من خلاف قومه إياه وإنكارهم ما جاء به من النصيحة فأحزنه حزنا شديدا فأنزل الله (فلعلك باخع نفسك على آثارهم) الآية وأخرج ابن مردويه أيضا عن ابن عباس قال أنزلت (ولبثوا في كهفهم ثلثمائة) فقيل يا رسول الله سنين أو شهورا ؟ فأنزل الله (سنين وازدادوا تسعا). أسباب نزول الآية 23 وأخرجه ابن جرير عن الضحاك وأخرجه ابن مردويه أيضا عن ابن عباس قال حلف النبي صلى الله عليه وسلم = (*)

 

[ 533 ]

(18) * (وله الحمد في السماوات والارض) * اعتراض ومعناه يحمده أهلهما * (وعشيا) * عطف على حين وفيه صلاة العصر * (وحين تظهرون) * تدخلون في الظهيرة وفيه صلاة الظهر (19) * (يخرج الحي من الميت) * كالانسان من النطفة والطائر من البيضة * (ويخرج الميت) * النطفة والبيضة * (من الحي ويحيي الارض) * بالنبات * (بعد موتها) * أي يبسها * (وكذلك) * الاخراج * (تخرجون) * من القبور بالبناء للفاعل والمفعول (20) * (ومن آياته) * تعالى الدالة على قدرته * (أن خلقكم من تراب) * أي: أصلكم آدم * (ثم إذا أنتم بشر) * من دم ولحم * (تنتشرون) * في الارض (21) * (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا) * فخلقت حواء من ضلع آدم وسائر الناس من نطف الرجال والنساء * (لتسكنوا إليها) * وتألفوها * (وجعل بينكم) * جميعا * (مودة ورحمة إن في ذلك) * المذكور * (لآيات لقوم يتفكرون) * في صنع الله تعالى (22) * (ومن آياته خلق السماوات والارض واختلاف ألسنتكم) * أي لغاتكم من عربية وعجمية وغيرها * (وألوانكم) * من بياض وسواد وغيرهما، وأنتم أولاد رجل واحد وامرأة واحدة * (إن في ذلك لآيات) * دلالات على قدرته تعالى * (للعالمين) * بفتح اللام وكسرها، أي: ذوي العقول وأولي العلم (23) * (ومن آياته منامكم بالليل والنهار) * بإرادته راحة لكم * (وابتغاؤكم) * بالنهار * (من فضله) * أي تصرفكم في طلب المعيشة بإرادته * (إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون) * سماع تدبر واعتبار (24) * (ومن آياته يريكم) * أي إراءتكم * (البرق خوفا) * للمسافر من الصواعق * (وطمعا) * للمقيم في المطر * (وينزل من السماء ماء فيحيي به الارض

______________________________

= على يمين فمضى له أربعين ليلة فأنزل الله (ولا تقولن لشئ إني فاعل غدا إلا أن يشاء الله). أسباب نزول الآية 28 قوله تعالى (واصبر نفسك) الآية تقدم سبب نزولها في سورة الانعام في حديث خباب قوله تعالى: (ولا تطع) الآية أخرج ابن مردويه من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس في قوله (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا) = (*)

 

[ 534 ]

بعد موتها) * أي: يبسطها بأن تنبت * (إن في ذلك) * المذكور * (لآيات لقوم يعقلون) * يتدبرون (25) * (ومن آياته أن تقوم السماء والارض بأمره) * بإرادته من غير عمد * (ثم إذا دعاكم دعوة من الارض) * بأن ينفخ إسرافيل في الصور للبعث من القبور * (إذا أنتم تخرجون) * منها أحياء فخروجكم منها بدعوة من آياته تعالى (26) * (وله من في السماوات والارض) * ملكا وخلقا وعبيدا * (كل له قانتون) * مطيعون (27) * (وهو الذي يبدأ الخلق) * للناس * (ثم يعيده) * بعد هلاكهم * (وهو أهون عليه) * من البدء بالنظر إلى ما عند المخاطبين من أن إعادة الشئ أسهل من ابتدائه وإلا فهما عند الله تعالى سواء في السهولة * (وله المثل الاعلى في السماوات والارض) * أي الصفة العليا، وهي أنه لا إله إلا الله * (وهو العزيز) * في ملكه * (الحكيم) * في خلقه. (28) * (ضرب) * جعل * (لكم) * أيها المشركون * (مثلا) * كائنا * (من أنفسكم) * وهو * (هل لكم من ما ملكت أيمانكم) * أي من مماليككم * (من شركاء) * لكم * (في ما رزقناكم) * من الاموال وغيرها * (فأنتم) * وهم * (فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم) * أي أمثالكم من الاحرار والاستفهام بمعنى النفي المعنى: ليس مماليككم شركاء لكم إلى آخره عندكم فكيف تجعلون بعض مماليك الله شركاء له * (كذلك نفصل الآيات) * نبينها مثل ذلك التفصيل * (لقوم يعقلون) * يتدبرون (29) * (بل اتبع الذين ظلموا) * بالاشراك * (أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله) * أي لا هادي له * (وما لهم من ناصرين) * مانعين من عذاب الله

______________________________

= قال نزلت في أمية بن خلف الجمحي وذلك أنه دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمر كرهه الله من طرد الفقراء عنه وتقريب صناديد أهل مكة فنزلت وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع قال حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم تصدى لامية بن خلف وهو ساه غافل عما يقال له فنزلت وأخرج عن أبي هريرة قال دخل عيينة بن حصن على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده سلمان فقال عيينة إذا نحن أتيناك فأخرج هذا وأدخلنا فنزلت = (*)

 

[ 535 ]

(30) * (فأقم) * يا محمد * (وجهك للدين حنيفا) * مائلا إليه: أي أخلص دينك لله أنت ومن تبعك * (فطرت الله) * خلقته * (التي فطر الناس عليها) * وهي دينه أي: الزموها * (لا تبديل لخلق الله) * لدينه أي: لا تبدلوه بأن تشركوا * (ذلك الدين القيم) * المستقيم توحيد الله * (ولكن أكثر الناس) * أي كفار مكة * (لا يعلمون) * توحيد الله (31) * (منيبين) * راجعين * (إليه) * تعالى فيما أمر به ونهى عنه حال من فاعل أقم وما أريد به، أي أقيموا * (واتقوه) * خافوه * (وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين) * (32) * (من الذين) * بدل بإعادة الجار * (فرقوا دينهم) * باختلافهم فيما يعبدونه * (وكانوا شيعا) * فرقا في ذلك * (كل حزب) * منهم * (بما لديهم) * عندهم * (فرحون) * مسرورون، وفي قراءة فارقوا: أي تركوا دينهم الذي أمروا به (33) * (وإذا مس الناس) * أي كفار مكة * (ضر) * شدة * (دعوا ربهم منيبين) * راجعين * (إليه) * دون غيره * (ثم إذا أذاقهم منه رحمة) * بالمطر * (إذا فريق منهم بربهم يشركون) * (34) * (ليكفروا بما آتيناهم) * أريد به التهديد * (فتمتعوا فسوف تعلمون) * عاقبة تمتعكم، فيه التفات عن الغيبة (35) * (أم) * بمعنى همزة الانكار * (أنزلنا عليهم سلطانا) * حجة وكتابا (فهو يتكلم) * تكلم دلالة * (بما كانوا به يشركون) * أي يأمرهم بالاشراك ! لا (36) * (وإذا أذقنا الناس) * كفار مكة وغيرهم * (رحمة) * نعمة * (فرحوا بها) * فرح بطر * (وإن تصبهم سيئة) * شدة * (بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون) * ييأسون من الرحمة ومن شأن المؤمن أن يشكر عند النعمة ويرجو ربه عند الشدة

______________________________

أسباب نزول الآية 109 قوله تعالى (قل لو كان البحر) الآية أخرج الحاكم وغيره عن ابن عباس قال قالت قريش لليهود أعطونا شيئا نسأل عنه هذا الرجل ؟ فقالوا سلوه عن الروح فسألوه فنزلت (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) وقال اليهود أوتينا علما كثيرا أوتينا التوراة ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا فنزلت (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي) الآية. (*)

 

[ 536 ]

(37) * (أولم يروا) * يعلموا * (أن الله يبسط الرزق) * يوسعه * (لمن يشاء) * امتحانا * (ويقدر) * يضيقه لمن يشاء ابتلاء * (إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون) * بها (38) * (فلت ذا القربى) * القرابة * (حقه) * من البر والصلة * (والمسكين وابن السبيل) * المسافر من الصدقة، وأمة النبي تبع له في ذلك * (ذلك خير للذين يريدون وجه الله) * أي ثوابه بما يعملون * (أولئك هم المفلحون) * الفائزون (39) * (وما آتيتهم من ربا) * بأن يعطى شئ هبة أو هدية ليطلب أكثر منه، فسمي باسم المطلوب من الزيادة في المعاملة * (ليربو في أموال الناس) * المعطين، أي يزيد * (فلا يربو) * يزكو * (عند الله) * لا ثواب فيه للمعطين * (وما آتيتهم من زكاة) * صدقة * (تريدون) * بها * (وجه الله فأولئك هم المضعفون) * ثوابهم بما أرادوه، فيه التفات عن الخطاب (40) * (الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم) * ممن أشركتم بالله * (من يفعل من ذلكم من شئ) * لا * (سبحانه وتعالى عما يشركون) * به (41) * (ظهر الفساد في البر) * أي القفار بقحط المطر وقلة النبات * (والبحر) * أي البلاد التي على الانهار بقلة مائها * (بما كسبت أيدي الناس) * من المعاصي * (ليذيقهم) * بالياء والنون * (بعض الذي عملوا) * أي عقوبته * (لعلهم يرجعون) * يتوبون (42) * (قل) * لكفار مكة * (سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين) * فأهلكوا بإشراكهم ومساكنهم ومنازلهم خاوية (43) * (فأقم وجهك للدين القيم) * دين الاسلام * (من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله) * هو يوم القيامة * (يومئذ يصدعون) * فيه إدغام التاء في الاصل في الصاد: يتفرقون بعد الحساب إلى الجنة والنار

______________________________

أسباب نزول الآية 110 قوله تعالى (فمن كان يرجو لقاء ربه) الآية أخرج ابن أبي حاتم وابن أبي الدنيا في كتاب الاخلاص عن طاووس قال قال رجل يا رسول الله إني أقف أريد وجه الله وأحب أن يرى موطني فلم يرد عليه شيئا حتى نزلت هذه الآية (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) مرسل وأخرجه الحاكم في المستدرك موصولا عن = (*)

 

[ 537 ]

(44) * (من كفر فعليه كفره) * وبال كفره وهو النار * (ومن عمل صالحا فلانفسهم يمهدون) * يوطئون منازلهم في الجنة (45) * (ليجزي) * متعلق بيصدعون * (الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله) * يثيبهم * (إنه لا يحب الكافرين) * أي يعاقبهم (46) * (ومن آياته) * تعالى * (أن يرسل الرياح مبشرات) * بمعنى لتبشركم بالمطر * (وليذيقكم) * بها * (من رحمته) * المطر والخصب * (ولتجري الفلك) * السفن بها * (بأمره) * بإرادته * (ولتبتغوا) * تطلبوا * (من فضله) * الرزق بالتجارة في البحر * (ولعلكم تشكرون) * هذه النعم يا أهل مكة فتوحدوه (47) * (ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات) * بالحجج الواضحات على صدقهم في رسالتهم إليهم فكذبوهم * (فانتقمنا من الذين أجرموا) * أهلكنا الذين كذبوهم * (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) * على الكافرين بإهلاكهم وإنجاء المؤمنين (48) * (الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا) * تزعجه * (فيبسطه في السماء كيف يشاء) * من قلة وكثرة * (ويجعله كسفا) * بفتح السين وسكونها قطعا متفرقة * (فترى الودق) * المطر * (يخرج من خلاله) * أي وسطه * (فإذا أصاب به) * بالودق * (من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون) * يفرحون بالمطر (49) * (وإن) * وقد * (كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله) * تأكيد * (لمبلسين) * آيسين من إنزاله (50) * (فانظر إلى أثر) * وفي قراءة آثار * (رحمة الله) * أي نعمته بالمطر * (كيف يحيي الارض بعد موتها) * أي يبسها بأن تنبت إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شئ قدير) *

______________________________

= طاووس عن ابن عباس وصححه على شرط الشيخين وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال كان رجل من المسلمين يقاتل وهو يحب أن يرى مكانه، فأنزل الله (فمن كان يرجو لقاء ربه) الآية وأخرج أبو نعيم وابن عساكر في تاريخه من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: قال جندب بن زهير إذا صلى الرجل أو صام أو تصدق فذكر بخير ارتاح فزاد في ذلك لمقالة الناس له فنزلت في تلك (فمن كان يرجوا لقاء ربه) الآية. (*)

 

[ 538 ]

(51) * (ولئن) * لام القسم * (أرسلنا ريحا) * مضرة على نبات * (فرأوه مصفرا لظلوا) * صاروا جواب القسم * (من بعده) * أي بعد إصفراره * (يكفرون) * يجحدون النعمة بالمطر (52) * (فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا) * بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بينها وبين الياء * (ولوا مدبرين) * (53) * (وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم إن) * ما * (تسمع) * سماع إفهام وقبول * (إلا من يؤمن بآياتنا) * القرآن * (فهم مسلمون) * مخلصون بتوحيد الله (54) * (الله الذي خلقكم من ضعف) * ماء مهين * (ثم جعل من بعد ضعف) * آخر، وهو ضعف الطفولية * (قوة) * أي قوة الشباب * (ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة) * ضعف الكبر وشيب الهرم والضعف في الثلاثة بضم أوله وفتحه * (يخلق ما يشاء) * من الضعف والقوة والشباب والشيبة * (وهو العليم) * بتدبير خلقه * (القدير) * على ما يشاء (55) * (ويوم تقوم الساعة يقسم) * يحلف * (المجرمون) * الكافرون * (ما لبثوا) * في القبور * (غير ساعة) * قال تعالى: * (كذلك كانوا يؤفكون) * يصرفون عن الحق: البعث كما صرفوا عن الحق الصدق في مدة اللبث (56) * (وقال الذين أوتوا العلم والايمان) * من الملائكة وغيرهم * (لقد لبثتم في كتاب الله) * فيما كتبه في سابق علمه * (إلى يوم البعث فهذا يوم البعث) * الذي أنكرتموه * (ولكنكم كنتم لا تعلمون) * وقوعه (57) * (فيومئذ لا ينفع) * بالياء والتاء * (الذين ظلموا معذرتهم) * في إنكارهم له * (ولا هم يستعتبون) * لا يطلب منهم العتبي: أي الرجوع إلى ما يرضي الله

______________________________

(سورة مريم) أسباب نزول الآية 64 قوله تعالى (وما نتنزل إلا بأمر ربك) الآية. أخرج البخاري عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا فنزلت (وما نتنزل إلا بأمر ربك). وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال أبطأ جبريل في النزول أربعين يوما فذكر نحوه. وأخرج ابن مردويه عن أنس قال سأل النبي صلى الله عليه وسلم جبريل أي البقاع أحب إلى الله وأبغض إلى الله ؟ فقال ما أدري حتى سأل فنزل = (*)

 

[ 539 ]

(58) * (ولقد ضربنا) * جعلنا * (للناس في هذا القرآن من كل مثل) * تنبيها لهم * (ولئن) * لام قسم * (جئتهم) * يا محمد * (بآية) * مثل العصا واليد لموسى * (ليقولن) * حذف منه نون الرفع لتوالي النونات، والواو ضمير الجمع لالتقاء الساكنين * (الذين كفروا) * منهم * (إن) * ما * (أنتم) * أي محمد وأصحابه * (إلا مبطلون) * أصحاب أباطيل (59) * (كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون) * التوحيد كما طبع على قلوب هؤلاء (60) * (فاصبر إن وعد الله) * بنصرك عليهم * (حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون) * بالبعث: أي لا يحملنك على الخفة والطيش بترك الصبر: أي لا تتركه




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21336391

  • التاريخ : 28/03/2024 - 22:15

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net