00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة النجم 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير شبر   ||   تأليف : العلامة المحقق الجليل السيد عبدالله شبر

سورة النجم

 (53) سورة النجم اثنتان وستون آية (62) مكية

إلا آية الذين يجتنبون.

بسم الله الرحمن الرحيم

(والنجم إذا هوى) الثريا أو جنس نجوم السماء إذا غرب أو انتشر في القيامة أو انقض أو نجوم القرآن إذا نزل أو النبات إذا سقط على الأرض.

(ما ضل) ما عدل (صاحبكم) محمد عن طريق الحق (وما غوى) ما خاب عن إصابة الرشد.

(وما ينطق) بما يؤديه إليكم (عن الهوى) عن التشهي.

(إن هو) ما الذي ينطق به (إلا وحي يوحى) إليه من الله.

(علمه) إياه ملك (شديد القوى) جمع قوة وهو جبرائيل.

[492 ]

(ذو مرة) قوة عقلية أو جسمية فيراد بالأولى العقلية (فاستوى) استفهام على صورته الحقيقية.

(وهو) أي جبرئيل (بالأفق الأعلى) الشرقي.

(ثم دنا) من النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) (فتدلى) فنزل إليه.

(فكان) منه (قاب) مقدار (قوسين أو أدنى) في تقديركم.

(فأوحى) جبرائيل أو الله على لسانه (إلى عبده) محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) (ما أوحى) جبرائيل أو الله إليه أو إلى جبرائيل وفيه تفخيم للموحى به.

(ما كذب الفؤاد ما رأى) أي فيما رأى من صورة جبرئيل أو ما أنكر فؤاده ما رآه ببصره.

(أفتمارونه على ما يرى) تجادلونه عليه من المراء المجادلة.

(ولقد رءاه) أي جبرائيل على صورته (نزلة أخرى).

(عند سدرة المنتهى) هي شجرة فوق السماء السابعة عن يمين العرش ينتهي إليها علم كل ملك أو ما ينزل من فوقها ويعرج من تحتها.

(عندها جنة المأوى) الجنة التي يأوي إليها المتقون.

(إذ يغشى السدرة ما يغشى) من النور والبهاء والملائكة يسبحون الله عنده.

(ما زاغ البصر وما طغى) ما مال بصر النبي عن المقصود وما جاوز الحد المحدود.

(لقد رأى من ءايات ربه الكبرى) أي بعض آياته العظام من عجائب الملكوت أو صورة جبرائيل.

(أفرأيتم اللات والعزى ومنوة الثالثة) للمذكورين قبلها (الأخرى) صفة ذم أي المتأخرة الوضيعة وهي أصنام كانت لهم.

(ألكم الذكر وله الأنثى) إنكار لزعمهم أن الملائكة بنات الله.

(تلك إذا قسمة ضيزى) جائرة إذ جعلتم له ما تكرهون ولكم ما تحبون.

(إن هي) ما الأصنام باعتبار الألوهية أو ما الصفة التي تصفونها بها (إلا أسماء سميتموها أنتم وءاباؤكم) تشبيها (ما أنزل الله بها من سلطان) برهان تتمسكون به (إن يتبعون إلا الظن) الناشىء من التقليد والتوهم الباطل (وما تهوى الأنفس) وما تشتهيه أنفسهم (ولقد جاءهم من ربهم الهدى) الرسول والقرآن فرفضوه.

(أم للإنسان) أم منقطعة تضمنت الإنكار أي ليس لكل إنسان منهم (ما تمنى) من شفاعة الأصنام.

(فلله الآخرة والأولى) فهو المعطي والمانع ولا حكم لأحد عليه.

(وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله) لهم أن يشفعوا (لمن يشاء) من عباده (ويرضى) عنه كقوله ولا يشفعون إلا لمن ارتضى فكيف تشفع الجمادات لعبدتها.

(إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة) أي كل فرد منهم (تسمية الأنثى) لقولهم بنات الله.

(وما لهم به) بهذا القول (من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا) فإن الحق إنما يحصل بالعلم دون الظن والتخمين.

(فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحيوة الدنيا) أي لا تهتم بشأنه.

(ذلك) أي طلب التمتع بالدنيا (مبلغهم من العلم) فلا اهتمام لهم إلا بالدنيا (إن ربك هو أعلم بمن ضل

[493 ]

عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى) فيجازي كلا بما يستحقه.

(ولله ما في السموات وما في الأرض) ملكا وخلقا (ليجزي الذين أساءوا بما عملوا) تعليل لما دل عليه ما قبله (ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى) المثوبة الحسنى أي الجنة أو بسبب أعمالهم الحسنى.

(الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش) ما تزايد قبحه من الكبائر (إلا اللمم) وهو الصغائر والاستثناء منقطع أي لكن اللمم يغفر لمجتنبي الكبائر (إن ربك واسع المغفرة) فيغفر ما دون الشرك لمن يشاء (هو أعلم بكم) بأحوالكم (إذ أنشأكم) حين ابتدأ خلقكم بخلق آدم (من الأرض وإذ أنتم أجنة) جمع جنين (في بطون أمهاتكم) في الأرحام (فلا تزكوا أنفسكم) لا تمدحوها إعجابا ورياء (هو أعلم بمن اتقى) بمن أطاع وأخلص العمل.

(أفرأيت الذي تولى) عن الحق.

(وأعطى قليلا وأكدى) وقطع العطاء.

(أعنده علم الغيب فهو يرى.

(أم) بل (لم ينبأ بما في صحف موسى) أسفار التوراة.

(وإبراهيم) أي وصحف إبراهيم وقدم صحف موسى لشهرتها أو ليترتب على إبراهيم (الذي وفى) أتم ما أمر به ومن ذلك صبره على ذبح ابنه ونار نمرود.

(ألا تزر وازرة وزر أخرى) لا تحمل نفس ذنب غيرها ولا ينافيه من قتل نفسا فكأنما قتل الناس ونحوه لأن ذلك فعل من التسبيب.

(وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) إلا ثواب سعيه وما ورد من نفع الميت بعمل غيره له فلابتنائه على سعيه وهو إيمانه فالعامل له كالنائب عنه.

(وأن سعيه سوف يرى) في الآخرة.

(ثم يجزاه الجزاء الأوفى) التام والهاء لسعيه.

(وأن إلى ربك المنتهى) انتهاء الخلق ومصيرهم وروي إذا بلغ الكلام إلى الله فأمسكوا.

(وأنه هو أضحك وأبكى) فعل سبب الضحك والبكاء أو أقدر عليهما.

(وأنه هو أمات وأحيا) بخلقه الموت والحياة ولا قدرة لغيره عليهما.

(وأنه خلق الزوجين) الصنفين (الذكر والأنثى).

(من نطفة إذا تمنى) تصب في الرحم.

(وأن عليه النشأة الأخرى) للبعث.

(وأنه هو أغنى) بالكفاية بالأموال (وأقنى) أعطى القنية وهو مال المتأثل.

(وأنه هو رب الشعرى) أي العبور عبدها خزاعة.

(وأنه أهلك عادا الأولى) هم قوم هود أبوهم عاد بن عوض والأخرى عقبهم أو قوم صالح.

(وثمود) وأهلك ثمود بالتنوين وعدمه (فما أبقى) الجمعين.

(وقوم نوح من قبل) أهلكهم قبل عاد وثمود (إنهم كانوا هم أظلم وأطغى) من عاد وثمود لإفراطهم في إيذائه مدة ألف سنة إلا خمسين عاما.

(والمؤتفكة) المنقلبة وهي قرى قوم لوط (أهوى) أسقطها مقلوبة بعد رفعها بأمر جبرائيل بذلك.

(فغشاها ما غشى) من الحجارة.

(فبأي ءالاء ربك) نعمه المعدودة هنا وغيره (تتمارى) تتشكك أيها السامع.

(هذا) الرسول أو القرآن (نذير) منذر أو إنذار (من النذر

[494 ]

الأولى) من جنس المنذرين المتقدمين أو الإنذارات المتقدمة.

(أزفت الآزفة) قربت الساعة.

(ليس لها من دون الله كاشفة) نفس تقدر على كشفها وردها أو تكشف عن وقتها.

(أفمن هذا الحديث) أي القرآن (تعجبون) إنكارا.

(وتضحكون) استهزاء (ولا تبكون) انزجارا من وعيده.

(وأنتم سامدون) لاهون غافلون.

(فاسجدوا لله واعبدوا) أي اعبدوه بإخلاص.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21334457

  • التاريخ : 28/03/2024 - 12:44

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net