00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الاخلاص 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ـ ج 2   ||   تأليف : السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي

" 112 "

" سورة الاخلاص "

 وما جاء في معنى تأويلها: إن مثل قراءتها (في القرآن) (2) كمثل حب علي عليه السلام (في الايمان) (3): 1 - فمن ذلك ما نقله أخطب خطباء خوارزم باسناد يرفعه إلى عبد الله بن العباس (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي ما مثلك في الناس إلا كمثل " قل هو الله أحد " في القرآن، من قرأها مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن كله. وكذلك (4) أنت يا علي، من أحبك بقلبه فقد أحب ثلث الايمان، ومن أحبك بقلبه ولسانه فقد أحب ثلثي الايمان، ومن أحبك بقلبه ولسانه ويده فقد أحب الايمان كله. والذي بعثني بالحق نبيا لو أحبك أهل الارض كما يحبك أهل السماء لما عذب الله أحدا منهم بالنار (5). 2 - ومن ذلك ما رواه محمد بن العباس (رحمه الله)، عن سعيد بن عجب الانباري، عن سويد بن سعيد (6)، عن علي بن مسهر، عن حكيم بن جبير، عن ابن

___________________________

(1) تفسير القمى: 742 وعنه البحار: 27 / 68 ح 5 والبرهان: 4 / 517 ح 4، والسورة بتمامها من نسخة " أ ".

 (2، 3) ليس في نسخة " ج ".

 (4) في نسختي " ب، م " وكذا.

 (5) عنه البحار: 39 / 270 ح 46 وعن معاني الاخبار: 235 ذح 1، وأخرجه في البرهان: 4 / 522 ح 24 عن أخطب خوارزم، وفي احقاق الحق: 5 / 621 عن ينابيع المودة: 125 عن موفق بن أحمد، ولم نجده في كتابه.

 (6) في نسخة " أ " سويد بن غفلة، وهو من أصحاب علي عليه السلام لا يناسب المقام، وفي البحار: سعيد بن سويد. وهو سويد بن سعيد بن سهل بن شهريار أبو محمد الهروي ثم الحدثاني الانباري راجع سير أعلام النبلاء: 11 / 410.

 

[ 861 ]

عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام: إنما مثلك مثل " قل هو الله أحد " فان من قرأها مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن كله. وكذلك (أنت) (1) من أحبك بقلبه كان له ثلث ثواب العباد، ومن أحبك بقلبه ولسانه كان له ثلثا ثواب العباد، ومن أحبك بقلبه ولسانه ويده كان له ثواب العباد أجمع (2). 3 - ويؤيده: ما رواه أيضا، عن علي بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمد عن إسحاق بن بشر (3) الكاهلي، عن عمرو بن أبي المقدام، عن سماك بن حرب عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرأ (قل هو الله أحد) مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاث مرات (4) فكأنما قرأ القرآن كله. وكذلك من أحب عليا بقلبه أعطاه الله ثلث ثواب هذه الامة، ومن أحبه بقلبه ولسانه أعطاه الله ثلثي ثواب (5) هذه الامة، ومن أحبه بقلبه ولسانه ويده أعطاه الله ثواب هذه الامة كلها (6). 4 - ويعضده: ما رواه أيضا، عن علي بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمد عن الحكم بن سليمان، عن محمد بن كثير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي إن فيك مثلا من " قل هو الله أحد " من قرأها مرة فقد قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فقد قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاثا فقد قرأ القرآن

___________________________

(1) ليس في نسخة " ج ".

 (2) عنه البحار: 39 / 288 ح 81 والبرهان: 4 / 521 ح 19، وأخرجه في البحار: 27 / 94 ح 54 عن المحاسن: 1 / 153 ح 77 بسند آخر عن الصادق عليه السلام.

 (3) في نسختي " أ، ب " بشير.

 (4) في نسختي " ج، م " ثلاثا بدل " ثلاث مرات ".

 (5) في نسخة " م " ثواب ثلثى.

 (6) عنه البحار: 39 / 228 ح 82 والبرهان: 4 / 522 ح 20.

 

[ 862 ]

[ كله ] (1). يا علي ومن أحبك بقلبه كان له مثل أجر ثلث هذه الامة، ومن أحبك بقلبه وأعانك بلسانه كان له مثل أجر ثلثي هذه الامة، ومن أحبك بقلبه وأعانك بلسانه ونصرك بسيفه كان له مثل أجر هذه الامة (2) اعلم - وفقك الله لمحبته، وجعلك من أهل مودته - أن في هذا التأويل عبرة لذوي الاعتبار وتبصرة لاولي (3) الابصار. " 113، 114 " " المعوذتان " 1 - عبد الله والحسين ابنا بسطام في كتاب " طب الائمة " باسناده عن الصادق عليه السلام أن جبرئيل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وآله وأخبره: إن فلانا سحرك، وجعل السحر في بئر بني فلان فابعث إليه - يعني إلى البئر - أوثق الناس عندك وأعظمهم في عينك، وهو عديل نفسك حتى يأتيك بالسحر. قال: فبعث النبي صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام، فاستخرج حقا وأتى به إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: افتحه. ففتحه، فإذا فيه قطعة كرب النخل في جوفه، وتر عليها إحدى عشرة (4) عقدة وكان جبرئيل أنزل يومئذ على النبي صلى الله عليه وآله بالمعوذتين. قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: اقرأهما على الوتر. فجعل أمير المؤمنين عليه السلام كلما قرأ آية انحلت عقدة حتى فرغ منها، وكشف الله عن نبيه ما سحر به وعافاه (5). رزقنا الله سبحانه الفوز بمحبته التي هي نعم الذخر لدار القرار، ووفقنا للعمل بطاعته في آناء الليل وأطراف النهار (6).

___________________________

(1) من نسخة " ب "، وفي البحار: من قرأها ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن كله.

 (2) عنه البحار: 39 / 288 ح 83 والبرهان: 4 / 522 ح 21.

 (3) في نسخة " ج " لذوي.

 (4) في المصدر: احدى وعشرين.

 (5) طب الائمة: 118 مفصلا وعنه البحار: 18 / 69 ح 25 وفيه بيان فراجع، وج 63 / 23 ح 16 وج 92 / 364 ح 6 وج 95 / 125 ح 3 والبرهان: 4 / 529 ح 1.

 (6) السورة بتمامها من نسخة " أ ".

 

[ 863 ]

" خاتمة الكتاب " ولنورد لك في فضل محبته، وفضل محبيه وشيعته ما تقر به عينك ويثبت (1) به فؤادك على محبته وولايته 1 - فمن ذلك: ما ذكره الشيخ الصدوق أبو جعفر محمد بن بابويه (رحمة الله عليه) عن أبيه قال: حدثني عبد الله بن الحسن المؤدب، عن أحمد بن علي الاصفهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن محمد بن أسلم الطوسي قال: حدثنا أبو رجاء قتيبة بن سعيد، عن حماد بن زيد قال: حدثني عبد الرحمان السراج، عن نافع، عن عبد الله بن عمر قال: سالنا رسول الله صلى الله عليه وآله عن علي بن أبي طالب عليه السلام، فغضب صلى الله عليه وآله وقال: ما بال أقوام يذكرون (من له عند الله منزلة ومقام كمنزلتي ومقامي إلا النبوة) (2) ؟ ألا ومن أحب عليا فقد أحبني، ومن أحبني رضي الله عنه، ومن رضي الله عنه كافأه بالجنة. ألا ومن أحب عليا لا يخرج من الدنيا حتى يشرب من الكوثر، ويأكل من طوبى، ويرى مكانه من الجنة. ألا ومن أحب عليا قبل الله منه صلاته وصيامه وقيامه، واستجاب الله دعاءه. ألا ومن أحب عليا استغفرت له الملائكة، وفتحت له أبواب الجنة (3) الثمانية يدخلها من أي باب شاء بغير حساب. ألا ومن أحب عليا أعطاه الله كتابه بيمينه، وحاسبه حساب الانبياء. ألا ومن أحب عليا هون الله عليه سكرات الموت، وجعل قبره روضة من رياض الجنة.

___________________________

(1) في نسخة " م " تثبت.

 (2) في فضائل الشيعة: من، منزلته من الله كمنزلتي.

 (3) في نسخة " ج " الجنان.

 

[ 864 ]

ألا ومن أحب عليا أعطاه (الله) (1) بكل عرق في بدنه حوراء، وشفع في ثمانين من أهل بيته، وله بكل شعرة في بدنه مدينة في الجنة. ألا ومن أحب عليا بعث الله إليه ملك الموت كما يبعثه للانبياء، ودفع الله عنه هول منكر ونكير، ونور قبره (وفسحه مسيرة سبعين عاما) (2)، وبيض وجهه يوم القيامة وكان مع حمزة سيد الشهداء. ألا ومن أحب عليا أظله الله في ظل (3) عرشه مع الصديقين والشهداء والصالحين، وآمنه يوم الفزع الاكبر من أهوال الصاخة. ألا ومن أحب عليا أثبت (4) الله الحكم (5) في قلبه، وأجرى على لسانه الصواب، وفتح الله عليه أبواب الرحمة. ألا ومن أحب عليا سمي في السماوات أسير الله في الارض (6)، وباهى به ملائكة السماوات وحملة العرش. ألا ومن أحب عليا ناداه ملك من تحت العرش: (يا عبد الله) (7) استأنف العمل، فقد غفر الله لك الذنوب كلها. ألا ومن أحب عليا جاء يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر. ألا ومن أحب عليا وضع الله على رأسه تاج الملك، وألبسه حلة العز والكرامة. ألا ومن أحب عليا مر على الصراط كالبرق الخاطف (ولم ير صعوبة المرور) (8). ألا ومن أحب عليا كتب الله له براءة من النار، وجوازا على الصراط، وأمانا من العذاب، ولم ينشر له ديوان، ولم ينصب له ميزان، وقيل له: ادخل الجنة

___________________________

(1) ليس في نسخة " م ".

 (2) ليس في فضائل الشيعة والبحار، وفي نسخة " ج " مسير بدل " مسيرة ".

 (3) في نسخة " م " ظلل.

 (4) في نسختي " ب، م " أنبت.

 (5) في نسخة " ب " الحكمة. 6) في نسخة " ب " أمير الله.

 (7) ليس في نسخة " ج "، وفي البحار: أن يا عبد الله.

 (8) ليس في نسخة " ب " والفضائل والبحار، وفي نسخة " ج " مؤنة، وفي نسخة " م " = 

[ 865 ]

بلا (1) حساب ألا ومن أحب عليا (ومات على حبه) (2) صافحته الملائكة وزاره الانبياء وقضى الله عزوجل له كل حاجة. ألا ومن أحب آل محمد (أمن من الحساب والميزان والصراط. ألا ومن مات على حب آل محمد) (3) أنا كفيله بالجنة مع الانبياء. ألا ومن أبغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه: آيس من رحمة الله. ألا ومن مات على بغض (4) آل محمد مات كافرا. ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة. قال أبو رجاء: كان حماد بن زيد يفتخر بهذا الحديث ويقول: هذا هو الاصل (5). انظر (6) ببصر البصيرة إلى راوي هذا الحديث الشريف كيف عدل عن حب أهل الاجلال والتشريف، واتبعه (على ذلك) (7) أهل الشقاق والنفاق والتبديل والتحريف وجنود إبليس أجمعون، فهو ممن قال الله سبحانه فيه (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله افلا تذكرون) ؟ ! (8). 2 - ومن ذلك ما رواه أيضا، عن الحسن بن عبد الله بن سعيد، عن محمد ابن أحمد بن حمدان القشيري، عن المغيرة بن محمد بن المهلب، عن عبد الغفار

___________________________

(1) = موتة بدل " صعوبة " وما أثبتناه من المائة منقبة.

 (1) في نسخة " ج " بغير.

 (2، 3) ليس في نسخة " ج ".

 (4) في نسخة " ج " ألا ومن أبغض.

 (5) فضائل الشيعة: 2 ح 1 وفيه: الامل (الاصل - خ ل -) وعنه البحار: 39 / 277 ح 55 وعن كتاب الاربعين عن الاربعين للشامي، وفي البحار: 68 / 124 ح 53 عن الفضائل وبشارة المصطفى: 43، ورواه الخزاعى في اربعينه ح 1 (مخطوط)، وأخرجه في البحار: 114 27 ح 89 عن المائة منقبة، منقبة: 37.

 (6) في نسخة " ج " انظروا.

 (7) ليس في نسخة " ج ".

 (8) سورة الجاثية: 23.

 

[ 866 ]

ابن محمد بن كثير الكلابي الكوفي، عن عمرو بن ثابت، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر، عن أبيه علي، عن أبيه الحسين صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: حبي وحب أهل بيتي نافع في سبعة (1) مواطن أهوالهن عظيمة: عند الوفاة، وفي القبر، وعند النشور، وعند الكتاب، (وعند الحساب) (2)، وعند الميزان، وعند الصراط (3). 3 - ومن ذلك ما رواه ايضا، عن الحسين بن إبراهيم، (عن أحمد بن يحيى عن بكر بن عبد الله، عن محمد بن عبد الله، عن علي بن الحكم) (4) عن هشام، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: يا علي ما ثبت حبك في قلب امرئ (مؤمن) (5) فزلت به قدم على الصراط إلا وثبت له قدم حتى يدخله الله بحبك الجنة (6). 4 - ومن ذلك ما رواه أيضا، عن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب باسناده عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: حب علي يأكل السيئات كما تأكل النار الحطب (7). 5 - ومن ذلك ما رواه أيضا، عن محمد بن القاسم الاسترآبادي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن هارون قال: حدثنا عمار بن رجاء قال: حدثنا (يزيد بن هارون قال: أخبرنا (8) محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:

___________________________

(1) في نسختي " ج، م " ستة.

 (2) ليس في نسختي " ج، م ".

 (3) الخصال: 2 / 360 ح 3 والامالي للصدوق: 18 ح 3 وعنهما البحار: 27 / 158 ح 3 وعن فردوس الاخبار (مخطوط) ورواه في فضائل الشيعة: 5 ح 2.

 (4) سقط من الفضائل.

 (5) ليس في نسخة " ج ".

 (6) أمالى الصدوق: 467 ح 28 وعنه البحار: 27 / 77 ح 8، وأخرجه في البحار: 8 / 69 ح 17 وج 27 / 158 ح 6 وج 39 / 305 ح 119 عن فضائل الشيعة: 5 / ح 4.

 (7) فضائل الشيعة: 11 / 10 مع اختلاف السند وعنه البحار: 27 / 136 ح 135 وج 39 / 306 ح 121، وأورده في مقصد الراغب: 31 (مخطوط).

 (8) ليس في نسخة " ب ".

 

[ 867 ]

إن رسول الله صلى الله عليه وآله جاءه رجل فقال: يا رسول الله أما رأيت فلانا ركب (1) البحر ببضاعة يسيرة وخرج إلى الصين، فأسرع الكرة وآب (2) بالغنيمة، وقد حسده أهل وده، وأوسع على أقربائه (3) وجيرانه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن مال الدنيا كلما ازداد كثرة وعظما ازداد صاحبه بلاء فلا تغبطوا أصحاب المال إلا من جاد بماله في سبيل الله، ولكن [ ألا ] (4) أخبركم بمن هو أقل من صاحبكم بضاعة، وأسرع منه كرة، وأعظم منه غنيمة، وما أعد له من الخيرات محفوظ [ له ] (5) في خزائن عرش الرحمن ؟ قالوا: بلى يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنظروا إلى هذا المقبل، إليكم، فنظروا، فإذا (6) برجل من الانصار، رث الهيئة. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن [ هذا ] (7) قد صعد له اليوم إلى العلو من الخيرات والطاعات ما لو قسم على جميع أهل [ السماوات و ] (8) الارض لكان نصيب أقلهم منه غفران ذنوبه ووجوب الجنة. قالوا: يا رسول الله بماذا استوجب هذا ؟ قال: سلوه يخبركم عما صنع في هذا اليوم. قال: فأقبل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله على ذلك الرجل فقالوا (له) (9): هنيئا لك بما بشرك به رسول الله صلى الله عليه وآله فماذا صنعت في يومك هذا حتى قد كتب لك ما قد كتب ؟ فقال الرجل: ما أعلم أني [ قد ] (10) صنعت شيئا، غير أني خرجت من بيتي وأردت حاجة كنت أبطأت عنها فخشيت أن تكون [ قد ] (11) فاتتني، فقلت في نفسي لاعتاضن (12) عنها بالنظر إلى وجه علي بن أبي طالب عليه السلام، فقد سمعت رسول الله

___________________________

(1) (1) في نسخة " ج " راكب.

 (2) في الامالى: أعظم بدل " آب ".

 (3) في نسختي " ب. م " قراباته.

 (4) من الامالى والبحار.

 (5) من الامالى والبحار، وفي نسخة " ج " محفوظة.

 (6) في نسختي " ب، م " وإذا.

 (7) من الامالى والبحار.

 (8) من الامالى.

 (9) ليس في نسخة " ج "، وفي الامالى: وقالوا.

 (10) من نسخة " ج ".

 (11) من نسخة " ج ".

 (12) في نسخة " ج " لاعتاض.

 

[ 868 ]

صلى الله عليه وآله (يقول:) (1) النظر إلى وجه علي عبادة. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إي والله عبادة، (وأي عبادة) (2) إنك يا عبد الله ذهبت (تبتغي) (3) أن تكسب دينارا لقوت عيالك ففاتك ذلك، فاعتضت عنه بالنظر إلى وجه علي بن أبي طالب وأنت له محب ولطاعته (4) معتقد، وذلك خير لك من أن لو كانت الدنيا كلها لك ذهبة حمراء فأنفقتها في سبيل الله، ولتشفعن بعدد كل نفس تنفسته في مصيرك إليه في ألف رقبة يعتقها الله من النار بشفاعتك (5). 6 - ومن ذلك ما رواه أيضا قال: حدثني أبي (رحمه الله) قال: حدثنا سعد ابن عبد الله، عن أحمد بن الحسين بن سعيد، عن محمد بن جمهور، عن يحيى ابن صالح، عن علي بن أسباط، عن عبد الله بن القاسم، عن المفضل بن عمر عن الصادق عليه السلام قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله في ملا من أصحابه وإذا بأسود (على جنازة) (6) تحمله أربعه من الزنوج، ملفوف في كساء، يمضون به إلى قبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: علي بالاسود، فوضع بين يديه، فكشف عن وجهه. ثم قال لعلي عليه السلام: يا علي هذا رياح غلام آل النجار. فقال علي عليه السلام: والله ما رآني قط إلا وحجل في قيوده، وقال: يا علي إني أحبك. قال: فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله بغسله، وكفنه في ثوب من أثوابه (7)، وصلى عليه وشيعه [ رسول الله صلى الله عليه وآله ] (8) والمسلمون إلى قبره، وسمع (الناس) (9) دويا شديدا في السماء. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: (إنه) (10) قد شيعه سبعون ألف قبيل من الملائكة، كل

___________________________

(1، 2، 3) ما بين الاقواس ليس في نسخة " ج ".

 (4) في الامالى: لفضله.

 (5) أمالى الصدوق: 296 ح 1 وعنه البحار: 38 / 197 ح 5، وأورده في بشارة المصطفى: 68 باسناده عن الصدوق.

 (6) ليس في البحار، وفيه وفي نسخة " م " أسود.

 (7) في نسخة " م " والبحار: ثيابه.

 (8) من نسخة " ج ".

 (9، 10) ليس في نسخة " ج ".

 

[ 869 ]

قبيل سبعون ألف ملك، والله ما نال ذلك إلا بحبك يا علي. قال: ونزل رسول الله صلى الله عليه وآله في لحده، ثم أعرض عنه، ثم سوى عليه اللبن فقال له أصحابه: يا رسول الله رأيناك قد أعرضت عن الاسود ساعة ثم سويت عليه اللبن ! فقال: نعم إن ولي الله خرج من الدنيا عطشانا، فتبادر إليه أزواجه من الحور العين بشراب من الجنة، وولي الله غيور، فكرهت أن احزنه بالنظر إلى أزواجه فأعرضت عنه (1). 7 - ومن ذلك ما رواه الشيخ أبو جعفر محمد الكراجكي (رحمه الله) في كتاب " كنز الفوائد " حديثا مسندا يرفعه إلى سلمان الفارسي (رضي الله عنه) قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وآله في مسجده إذ جاءه أعرابي فسأله عن مسائل في الحج وغيره، فلما أجابه قال (له) (2): يا رسول الله إن حجيج قومي ممن شهد ذلك معك أخبرنا أنك قمت بعلي بن أبي طالب بعد قفولك (3) من الحج، ووقفته بالشجرات من (4) خم، فافترضت على المسلمين طاعته ومحبته، وأوجبت عليهم جميعا ولايته، وقد أكثروا علينا في (5) ذلك، فبين لنا يا رسول الله اذلك فريضة (علينا) (6) من الارض لما أدنته الرحم والصهر منك ؟ أم من الله (افترضه) (7) علينا وأوجبه من السماء ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: بل الله افترضه [ علينا ] (8) وأوجبه من السماء، وافترض ولايته على أهل السماوات و [ على ] (9) أهل الارض جميعا. يا أعرابي إن جبرئيل هبط علي (10) يوم الاحزاب وقال: إن ربك يقرؤك

___________________________

(1) عنه البحار: 39 / 289 ح 84 وفي ص 254 ح 25 عن المحاسن: 1 / 150 ح 70 بسند آخر عن الصادق عليه السلام.

 (2) ليس في نسختي " ج، م ".

 (3) في نسخة " ج " وقوفك، وقفل قفلا وقفولا: رجع من السفر.

 (4) في نسخة " ج " في.

 (5) في نسخة " ب " والبحار: من.

 (6، 7) ليس في نسخة " ج ".

 (8، 9) من نسخة " ج ".

 (10) في نسخة " م " على (إلى - خ ل -).

 

[ 870 ]

السلام، ويقول (لك) (1) إني قد افترضت حب علي بن أبي طالب ومودته على أهل السماوات وأهل الارض، فلم أعذر في محبته أحدا، فمر أمتك بحبه، فمن أحبه فبحبي وحبك أحبه، ومن أبغضه فببغضي وبغضك أبغضه. أما إنه ما أنزل الله عزوجل كتابا، ولا خلق خلقا إلا وجعل له سيدا، فالقرآن سيد الكتب المنزلة، وشهر رمضان سيد الشهور، وليلة القدر سيدة الليالي والفردوس سيد الجنان، وبيت الله الحرام سيد البقاع، وجبرئيل سيد الملائكة وأنا سيد الانبياء، وعلي سيد الاوصياء، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ولكل امرئ من عمله سيد (وحبي) (2) وحب علي بن أبي طالب سيد الاعمال وما تقرب (به) (3) المتقربون من طاعة ربهم [ إلا بحب علي ] (4). يا أعرابي إذا كان يوم القيامة نصب لابراهيم منبر عن يمين العرش، ونصب لي منبر عن شمال العرش، ثم يدعى بكرسي عال يزهر نورا فينصب بين المنبرين فيكون إبراهيم على منبره وأنا على منبري، ويكون أخي (علي) (5) على ذلك الكرسي، فما رأيت أحسن منه حبيبا بين خليلين. يا أعرابي ما هبط علي جبرئيل إلا وسألني عن علي، ولا عرج إلا وقال: إقرأ على علي مني السلام (6).

___________________________

(1) ليس في نسخة " ج ".

 (2) ليس في نسختي " ج، م ".

 (3) ليس في نسخة " ج "، وفي نسخة " ب " يقرب.

 (4) من نسخة " ب ".

 (5) ليس في نسختي " ج، م ".

 (6) عنه االبحار: 40 / 54 ح 89.

 

[ 871 ]

نبأ عظيم يشتمل على شئ من فضائله، وأن الملائكة تحبه وتشتاق إليه وتسلم عليه وهو: 8 - ما رواه - صاحب كتاب الواحدة - أبو الحسن علي بن محمد بن جمهور (رحمه الله)، عن الحسن بن عبد الله الاطروش (1) قال: حدثني محمد بن إسماعيل الاحمسي السراج قال: حدثنا وكيع بن الجراح قال: حدثنا الاعمش، عن مورق (2) العجلي، عن أبي ذر الغفاري (رضي الله عنه) قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وآله ذات يوم في منزل أم سلمة ورسول الله صلى الله عليه وآله يحدثني وأنا أسمع، إذ دخل علي بن أبي طالب عليه السلام فأشرق وجهه نورا [ و ] (3) فرحا بأخيه وابن عمه، ثم ضمه إليه وقبل [ ما ] (4) بين عينيه. ثم التفت إلي وقال (5): يا أبا ذر أتعرف هذا الداخل علينا حق معرفته ؟ قال أبو ذر: فقلت: يا رسول الله هذا أخوك وابن عمك وزوج فاطمة البتول وأبو الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أبا ذر هذا الامام الازهر، ورمح الله الاطول، وباب الله الاكبر، فمن أراد الله فليدخل الباب. يا أبا ذر هذا القائم بقسط الله، والذاب عن حريم الله، والناصر لدين الله وحجة الله على خلقه، إن الله عزوجل لم يزل يحتج على خلقه في الامم، كل أمة يبعث فيها نبيا. يا أبا ذر إن الله عزوجل جعل على كل ركن من أركان عرشه سبعين ألف ملك

___________________________

(1) في نسخة " ب " الاطرش.

 (2) هو مورق بن مشمر ج بن عبد الله العجلى، أبو المعتمر البصري (تقريب التهذيب: 2 / 280).

 (3، 4) من نسخة " ج ".

 (5) في نسختي " ب، م " والبحار: فقال 

[ 872 ]

ليس لهم تسبيح ولا عبادة إلا الدعاء لعلي وشيعته، والدعاء على أعدائه. يا أبا ذر لولا علي ما بان حق من باطل، ولا مؤمن من كافر، ولا عبد الله لانه ضرب رؤوس المشركين حتى أسلموا وعبدوا الله، ولولا ذلك لم يكن ثواب ولا عقاب ولا يستره من الله ستر، ولا يحجبه من الله حجاب، وهو الحجاب والستر. ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب (1). يا أبا ذر إن الله تبارك وتعالى تفرد بملكه، ووحدانيته (وفردانيته في وحدانيته) (2) فعرف عباده المخلصين لنفسه، وأباح لهم جنته، فمن أراد أن يهديه عرفه ولايته، ومن أراد أن يطمس على قلبه أمسك عنه معرفته. يا أبا ذر هذا راية الهدى، وكلمة التقوى، والعروة الوثقى، وإمام أوليائي ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمها الله المتقين، فمن أحبه كان مؤمنا ومن أبغضه كان كافرا، ومن ترك ولايته كان ضالا مضلا، ومن جحد ولايته كان مشركا يا أبا ذر يؤتى بجاحد ولاية علي يوم القيامة أصم [ و ] (3) أعمى (و) (4) أبكم فيكبكب (5) في ظلمات القيامة [ ينادي: يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله ] (6) وفي عنقه طوق من نار، لذلك الطوق ثلاثمائة شعبة، على كل شعبة منها شيطان يتفل في وجهه ويكلح من (7) جوف قبره إلى النار.

___________________________

(1) سورة الشورى: 13.

 (2) ليس في البحار، وفي نسخة " ج " اكتفى بكلمة " فردانيته ".

 (3) من البحار.

 (4) ليس في نسختي " ج، م ".

 (5) كبكب الشئ: قلبه وصرعه، وفي نسخة " ب " فيكب.

 (6) من البحار.

 (7) كذا في البحار، وفي الاصل: في.

 

[ 873 ]

قال أبو ذر: فقلت: (زدني بأبي أنت وأمي يا رسول الله) (1). فقال: نعم، إنه لما عرج بي إلى السماء (فصرت إلى السماء) (2) الدنيا أذن ملك من الملائكة وأقام الصلاة، فأخذ بيدي جبرئيل فقدمني وقال لي: يا محمد صل [ بالملائكة فقد طال شوقهم إليك، فصليت ] (3) بسبعين صفا من الملائكة الصف ما بين المشرق والمغرب لا يعلم عددهم إلا [ الله ] (4) الذي خلقهم عزوجل فلما قضيت الصلاة أقبل إلي شرذمة من الملائكة يسلمون علي ويقولون: لنا إليك حاجة، فظننت أنهم يسالوني الشفاعة لان الله عزوجل فضلني بالحوض والشفاعة على جميع الانبياء. فقلت: ما حاجتكم [ يا ] (5) ملائكة ربي ؟ قالوا: إذا رجعت إلى الارض فاقرأ عليا منا السلام، وأعلمه بأنا (6) قد طال شوقنا إليه. فقلت: ملائكة ربي ! تعرفوننا حق معرفتنا ؟ فقالوا: يا رسول الله (و) (7) لم لا نعرفكم وأنتم أول خلق خلقه الله (من نور) (8) خلقكم الله أشباح نور (من نور) (9) في نور من نور الله، وجعل لكم مقاعد في ملكوته بتسبيح (10) وتقديس وتكبير له، ثم خلق الملائكة مما اراد من أنوار شتى وكنا نمر بكم وأنتم تسبحون الله وتقدسون وتكبرون وتحمدون وتهللون فنسبح ونقدس ونحمد ونهلل ونكبر بتسبيحكم وتقديسكم وتحميدكم وتهليلكم وتكبيركم، فما نزل من الله عزوجل قإليكم، وما صعد إلى الله تبارك وتعالى فمن عندكم، فلم لا نعرفكم ؟

___________________________

(1) في البحار: فداك أبي وأمي يا رسول الله ملات قلبي فرحا وسرورا فزدني.

 (2) ليس في البحار، وفي نسخة " ج " في السماء.

 (3) من البحار.

 (4، 5) من نسخة " ج ".

 (6) في نسخة " ب " أنا، وفي نسخة " ج " بأننا.

 (7، 8، 9) ما بين الاقواس ليس في البحار.

 (10) في نسخة " ج " في تسبيح.

 

[ 874 ]

ثم عرج بي إلى السماء الثانية، فقالت لي الملائكة مثل مقالة أصحابهم فقلت: ملائكة ربي ! هل تعرفوننا حق معرفتنا ؟ قالوا: ولم لا نعرفكم وأنتم صفوة الله من خلقه، وخزان علمه، والعروة الوثقى، والحجة العظمى، وأنتم الجنب والجانب وأنتم الكرسي (1) وأصول العلم ؟ فاقرأ عليا منا السلام. ثم عرج بي إلى السماء الثالثة، فقالت لي الملائكة مثل مقالة أصحابهم، فقلت: ملائكة ربي ! تعرفوننا حق معرفتنا ؟ قالوا: ولم لا نعرفكم وأنتم باب المقام، وحجة الخصام، وعلي دابة الارض، وفاصل القضاء، وصاحب العصا، وقسيم النار، غدا وسفينة النجاة من ركبها نجا، ومن تخلف عنها في النار يتردى يوم (2) القيامة، أنتم الدعائم من تخوم (3) (الاقطار والاعمدة، وفساطيط السجاف الاعلى (على) (4) كواهل أنواركم) (5) فلم لا نعرفكم فاقرأ عليا منا السلام. ثم عرج بي إلى السماء الرابعة فقالت لي الملائكة مثل مقالة أصحابهم، فقلت: ملائكة ربي ! تعرفوننا حق معرفتنا ؟ فقالوا: ولم لا نعرفكم وأنتم شجرة النبوة، وبيت الرحمة، ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة، وعليكم ينزل جبرئيل بالوحي من السماء، فاقرأ عليا منا السلام. ثم عرج بي إلى السماء الخامسة، فقالت لي الملائكة مثل مقالة أصحابهم فقلت: ملائكة ربي ! تعرفوننا (حق معرفتنا) (6) ؟ فقالوا: ولم لا نعرفكم ونحن نمر عليكم بالغداة والعشي بالعرش، وعليه مكتوب " لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي بن أبي طالب [ وليي ] (7) ". فعلمنا عند ذلك أن عليا ولي من أولياء الله تعالى، فاقرأه منا السلام.

___________________________

(1) في نسخة " م " الكراسي.

 (2) في نسختي " ج، م " ثم يوم، وفي البحار: تردى.

 (3) في نسخة " م " نجوم، وفي البحار: ونجوم.

 (4) ليس في نسخة " ج ".

 (5) ليس في البحار.

 (6) ليس في نسختي " ب، ج ".

 (7) من نسخة " ج ".

 

[ 875 ]

ثم عرج بي إلى السماء السادسة، فقالت [ لي ] (1) الملائكة مثل مقالة أصحابهم فقلت: ملائكة ربي ! تعرفوننا [ حق معرفتنا ] ؟ (2) فقالوا ولم لا نعرفكم وقد خلق الله جنة الفردوس وعلى بابها شجرة وليس فيها ورقة إلا وعليها سطر (3) مكتوب بالنور " لا إله إلا الله محمد رسول الله علي بن أبي طالب عروة الله الوثقى، وحبل الله المتين، وعينه على الخلائق أجمعين " فاقرأه منا السلام. ثم عرج بي إلى السماء السابعة، فسمعت الملائكة يقولون: الحمد لله الذي صدقنا وعده. فقلت: (و) (4) بماذا وعدكم ؟ قالوا: يا رسول الله لما خلقتم (5) أشباح نور في نور من نور الله عرضت علينا ولايتكم فقبلناها، وشكونا محبتكم إلى الله تعالى فأما أنت فوعدنا بأن يريناك معنا في السماء وقد فعل. وأما علي فشكونا محبته إلى الله عزوجل، فخلق لنا في (6) صورته ملكا وأقعده عن يمين عرشه على سرير من ذهب مرصع بالدر والجوهر عليه (7) قبة من لؤلؤة بيضاء، يرى باطنها من ظاهرها، وظاهرها من باطنها، بلا دعامة من تحتها ولا علاقة من فوقها، قال لها صاحب العرش: قومي بقدرتي، فقامت، فكلما اشتقنا إلى رؤية علي نظرنا إلى ذلك الملك في السماء، فاقرأ عليا منا السلام (8). ونحن أيضا نسلم على من سلمت عليه الملائكة (9) ونهدي منا التحية الحسنة الوافرة إليه، صلى الله عليه وعلى ذريته الطيبين صلاة دائمة إلى يوم الدين.

___________________________

(1) من نسخة " م " (2) من البحار.

 (3) في نسختي " ب، م " والبحار: حرف بدل " سطر ".

 (4) ليس في نسخة " ب " والبحار.

 (5) في نسخة " ب " والبحار: خلقكم.

 (6) في نسخة " ج " مثل بدل " في "، وفي نسخة " ب " " فحول " بدل " فخلق ".

 (7) في نسخة " ج " على.

 (8) عنه البحار: 40 / 55 ح 90 ومدينة المعاجز: 156، وأورده في المحتضر: 77 باسناده عن أبي ذر، وأخرج قطعة منه في البحار: 8 / 174 ح 122 عن تفسير فرات: 133.

 (9) في نسخة " م " الملائكة عليه.

 

[ 876 ]

[ خاتم الاحاديث في فضل علي وذريته عليهم السلام ] وبعد فلنختم هذه الاحاديث بحديث جامع لفضله وفضل ذريته الطيبين، وأنهم أفضل الخلق الافاضل أجمعين وهو: 9 - ما رواه الشيخ الصدوق أبو جعفر محمد بن بابويه (رحمة الله عليه)، عن الحسن ابن محمد بن سعيد الهاشمي قال: حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدثنا محمد ابن أحمد بن علي الهمداني قال: حدثني أبو الفضل العباس بن عبد الله البخاري قال: حدثنا محمد بن القاسم بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن محمد بن أبي بكر (بن أبي قحافة) (1) قال: حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي، عن الامام علي ابن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد ابن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما خلق الله خلقا أفضل مني، ولا أكرم عليه مني. قال علي عليه السلام: فقلت: يا رسول الله فأنت أفضل أم جبرئيل ؟ فقال صلى الله عليه وآله: يا علي إن الله تبارك وتعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين وفضلني على جميع النبيين والمرسلين، والفضل بعدي لك يا علي وللائمة من بعدك، وإن الملائكة لخدامنا وخدام محبينا. يا علي " الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا " (2) بولايتنا. يا علي لولا نحن ما خلق الله آدم ولا حواء، ولا الجنة ولا النار، ولا السماء ولا

___________________________

(1) ليس في نسخة " ب ".

 (2) سورة المؤمن: 7.

 

[ 877 ]

الارض، وكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى معرفة ربنا عزوجل وتسبيحه وتقديسه وتهليله، لان أول ما خلق الله أرواحنا، فأنطقها الله بتوحيده وتمجيده. ثم خلق الملائكة، فلما شاهدوا أرواحنا نورا واحدا استعظمت أمرنا فسبحنا لتعلم الملائكة أنا خلق مخلوقون، وأنه تعالى منزه عن صفاتنا، فسبحت الملائكة لتسبيحنا ونزهته عن صفاتنا، فلما شاهدوا عظم شأننا هللنا لتعلم الملائكة أن لا إله إلا الله (وأنا عبيد لسنا بآلهة يجب أن نعبد معه، أو دونه، فقالوا: لا إله إلا الله) (1). فلما شاهدوا كبر محلنا كبرنا لتعلم الملائكة أن الله أكبر من أن ينال عظم المحل إلا به. فلما شاهدوا ما جعله الله لنا من العزة والقوة قلنا: لا حول ولا قوة إلا بالله (العلي العظيم) (2) لتعلم الملائكة أن لا حول ولا قوة إلا بالله. (فقالت الملائكة: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) (3). فلما شاهدوا ما أنعم الله به علينا وأوجبه لنا من فرض الطاعة قلنا: الحمد لله لتعلم الملائكة ما يحق لله تعالى ذكره علينا من الحمد على نعمه، فقالت الملائكة: الحمد لله، فبنا اهتدوا إلى معرفة توحيد الله وتسبيحه وتهليله وتحميده وتمجيده. ثم إن الله تبارك وتعالى لما خلق آدم أودعنا صلبه، وأمر الملائكة بالسجود له تعظيما لنا وإكراما، وكان سجودهم لله عزوجل عبودية، ولآدم إكراما وطاعة لكوننا في صلبه، فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سجدوا (لآدم) (4) كلهم أجمعون وأنه لما عرج بي إلى السماء أذن جبرئيل مثنى مثنى، وأقام مثنى مثنى. ثم قال: تقدم يا محمد. فقلت له: يا جبرئيل أتقدم عليك ؟ ! فقال: نعم، إن الله تبارك وتعالى فضل أنبياءه على ملائكته أجمعين، وفضلك (5) خاصة، فتقدمت

___________________________

(1) ليس في نسختي " ب، م ".

 (2) ليس في البحار والعيون والعلل.

 (3) ليس في البحار والعلل والاكمال والعيون، وجملة " العلى العظيم " ليست في نسختي " ب، م ".

 (4) ليس في نسختي " ب، م ".

 (5) في نسختي " أ، ج " فضلكم.

 

[ 878 ]

فصليت بهم ولا فخر، فلما انتهينا إلى حجب النور. قال (لي) (1) جبرئيل: تقدم يا محمد، وتخلف عني. فقلت: يا جبرئيل في مثل هذا الموضع تفارقني ؟ فقال: يا محمد إن انتهاء حدي الذي وضعني الله عزوجل (فيه) (2) هو هذا المكان، فإن تجاوزته احترقت أجنحتي لتعدي حدود ربي جل جلاله، فزجني في النور زجة حتى انتهيت إلى حيث ما شاء الله عزوجل من ملكوته. فنوديت: يا محمد. فقلت: لبيك يا ربي وسعديك تباركت وتعاليت. فنوديت: يا محمد أنت عبدي وأنا ربك، فإياي فاعبد، وعلي فتوكل فإنك نوري في عبادي، ورسولي إلى خلقي، وحجتي على بريتي، لمن اتبعك خلقت جنتي، ولمن خالفك خلقت ناري، ولاوصيائك أوجبت كرامتي، ولشيعتهم أوجبت ثوابي. فقلت: يا ربي ومن أوصيائي ؟ فنوديت: يا محمد أوصياؤك المكتوبون على ساق العرش (3)، فنظرت وأنا بين يدي ربي إلى ساق العرش، فرأيت اثني عشر نورا في كل نور سطرا أخضر عليه اسم وصي من أوصيائي، أولهم علي بن أبي طالب، وآخرهم مهدي أمتي. فقلت: يا رب هؤلاء أوصيائي بعدي ؟ فنوديت: يا محمد هؤلاء أوليائي وأحبائي وأصفيائي وحججي بعدك على بريتي، وهم أوصياؤك وخلفاؤك وخير خلقي بعدك، وعزتي وجلالي لاظهرن بهم ديني ولاعلين بهم كلمتي، ولاطهرن الارض بآخرهم (4) من أعدائي، ولامكنه مشارق الارض ومغاربها، ولاسخرن له الرياح، ولاذللن له الصعاب، ولارقينه في الاسباب، ولانصرنه بجندي، ولاؤيدنه بملائكتي حتى يعلن دعوتي، ويجمع الخلق

___________________________

(1، 2) ليس في نسخة " ج ".

 (3) في نسخة " ب " المكتوب على سرادق عرشى.

 (4) في نسخة " ب " بأضربهم.

 

[ 879 ]

على توحيدي، ولاديمن ملكه، ولاداولن الايام بين أوليائي إلى يوم القيامة (1). إعلم أيدك الله بتسديده وسددك بتأييده أنه قدبان لك من هذا الحديث الصحيح والمعنى الواضح الصريح بأن محمدا وآله الطيبين عند رب العالمين أفضل من النبيين والمرسلين والملائكة المقربين والخلق أجمعين، ولولاهم لم يخلق الله سبحانه آدم ولا حواء، ولا الجنة ولا النار، ولا السماء ولا الارض. 10 - وقد جاء في الدعاء " سبحان من خلق الدنيا والآخرة وما سكن في الليل والنهار لمحمد وآل محمد " (2). فإذا عرفت ذلك فتمسك أيها الولي بولايتهم وودهم في الله حق مودتهم لتكون من مواليهم المحبين وشيعتهم، وتحشر يوم القيامة في زمرتهم. وبعد، فحيث ختمنا هذه الاحاديث بهذا الحديث ؟ الجامع لفضلهم، الظاهر الشائع رأينا أن نأتي بعده بحديث يتضمن ما خصهم الله سبحانه به من البلاء العظيم، وما أعد (الله) (3) لهم من الجزاء على صبرهم في جنات النعيم، وما أعده لاعدائهم من العذاب الاليم في دركات الجحيم، وذلك مما تفرح به قلوب المؤمنين، ويتيقن أنها على الحق المبين بموالاتهم لخاتم النبيين وأهل بيته الطيبين، وبالبراءة من أعدائهم الظالمين من الاولين والآخرين وهو: 11 - ما نقله الشيخ أبو القاسم جعفر بن قولويه (رحمة الله عليه) قال: حدثني محمد

___________________________

(1) اكمال الدين: 254 ح 4، علل الشرائع: 5 ح 1، عيون أخبار الرضا: 1 / 204 ح 22 وعنها البحار: 26 / 335 ح 1 وج 60 / 303 ح 16، وفي ج 11 / 139 ح 6 وج 57 / 58 ح 29 ومستدرك الوسائل: 1 / 331 ح 4 عن العيون، وفي البحار: 18 / 345 ح 56 عن العيون والعلل.

 (2) البحار: 24 / 399، وقد تقدم في سورة الملك ح 17 وسورة الليل ح 6.

 (3) ليس في نسخة " م "، وفي نسخة " ب " أعده.

 

[ 880 ]

ابن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، (عن عبد الله بن حماد البصري) (1)، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، عن حماد ابن عثمان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أسري بالنبي صلى الله عليه وآله قيل له: إن الله مختبرك في ثلاث لينظر كيف صبرك. قال: أسلم لامرك يا رب وأصبر، ولا قوة لي على الصبر إلا بك، فما هن ؟ قيل له: أولهن: الجوع والاثرة على نفسك وعلى أهلك لاهل الحاجة. قال: قبلت يا رب ورضيت وسلمت، ومنك التوفيق للصبر. وأما الثانية: فالتكذيب والخوف الشديد، وبذلك مهجتك في (و) (2) محاربتك الكفار بمالك ونفسك، والصبر على ما يصيبك منهم من الاذى من أهل النفاق والالم في الحرب والجراح. فقال: يا رب قبلت ورضيت وسلمت، ومنك التوفيق والصبر (3). وأما الثالثة: فما يلقى (4) أهل بيتك من بعدك من القتل: أما أخوك: فيلقى من أمتك الشتم والتعنيف والتوبيخ والحرمان والجهد والظلم وآخر ذلك القتل. فقال: يا رب سلمت وقبلت، ومنك التوفيق والصبر (5). وأما ابنتك: فتظلم وتحرم ويؤخذ حقها غصبا الذي تجعله لها، وتضرب وهي حامل، ويدخل عليها (6) حريمها ومنزلها بغير إذن، ثم يمسها هوان وذل ثم لا تجد مانعا وتطرح ما في بطنها من الضرب، وتموت (7) من ذلك الضرب. قال: (فقلت): (8) إنا لله وإنا إليه راجعون، قبلت يا رب وسلمت ومنك

___________________________

(1) ليس في نسخة " ب ".

 (2) ليس في نسختي " ب، ج ".

 (3) في نسختي " ج، م " للصبر.

 (4) في نسخة " ج " يلقاه، وفي نسخة " ب " تلقى.

 (5) في نسختي " ب، م " للصبر.

 (6) في البحار: على، وفي نسخة " ج " بحريمها.

 (7) في نسخه " م " يموت.

 (8) ليس في البحار، وفي نسخة " ب " " قلت " بدل " قال: فقلت ".

 

[ 881 ]

التوفيق والصبر (1). ويكون لها من أخيك ابنان يقتل أحدهما غدرا [ ويسلب ] (2)، ويطعن، ويسم تفعل به ذلك أمتك. قال: قبلت يا رب وإنا لله وإنا إليه راجعون، وسلمت، ومنك التوفيق والصبر (3). وأما ابنها الآخر: فتدعوه أمتك إلى الجهاد، ثم يقتلونه صبرا ويقتلون ولده ومن معه من أهل بيته، ثم يسلبون حريمه، فيستعين بي وقد مضى القضاء مني فيه بالشهادة له، ولمن معه، ويكون قتله حجة على (من) (4) بين قطريها، فيبكيه أهل السماوات (وأهل الارض) (5) جزعا عليه، وتبكيه ملائكة لم يدركوا نصرته. ثم أخرج من صلبه ذكرا به أنصرك، وأن شبحه عندي تحت العرش، يملا الارض بالعدل ويطبقها بالقسط، يسير معه الرعب (و) (6) يقتل حتى يشك فيه. فقلت: إنا لله [ وإنا إليه راجعون ] (7). فقيل لي: ارفع رأسك، فنظرت إلى رجل من أحسن الناس صورة وأطيبهم ريحا، والنور يسطع من فوقه ومن تحته، فدعوته فأقبل إلي وعليه ثياب النور، وسيماء كل خير حتى قبل بين عيني، ونظرت (إلى) (8) ملائكة قد حفوا به لا يحصيهم إلا الله عزوجل. فقلت: يا رب لمن يغضب (هذا) (9) ولمن أعددت هؤلاء الملائكة وقد وعدتني النصر فيهم فأنا أنتظره منك وهؤلاء (10) أهلي وأهل بيتي، وقد أخبرتني

___________________________

(1) في نسختي " ب، م " للصبر.

 (2) من البحار.

 (3) في نسختي " ب، م " للصبر.

 (4) ليس في نسخة " ج ".

 (5) في البحار: والارضين (6) ليس في البحار، وفيه " يسأل " بدل " يشك ".

 (7) من نسخة " ج ".

 (8) ليس في نسخة " ب ".

 (9) ليس في نسخة " ج "، وفيها وفي نسخة " م " أمددت بدل " أعددت ".

 (10) في نسخة " م " هؤلاء، وفي البحار: فهؤلاء.

 

[ 882 ]

بما يلقون من بعدي، ولو شئت لاعطيتني النصر [ فيهم ] (1) على من بغى عليهم، وقد سلمت وقبلت [ ورضيت ] (2) ومنك التوفيق والرضا والعون على الصبر. فقيل لي: أما أخوك: فجزاؤه عندي جنة المأوى نزلا بصبره (و) (3) افلج حجته على الخلائق يوم البعث، وأوليه حوضك يسقي منه أولياءكم، ويمنع (منه) (4) أعداءكم، وأجعل جهنم عليه بردا وسلاما يدخلها فيخرج (منها) (5) من كان في قلبه [ مثقال ] (6) ذرة من المودة لكم، وأجعل منزلتكم في درجة واحدة من الجنة. وأما ابنك المقتول المخذول (المسموم) (7)، وابنك المغدور المقتول صبرا: فانهما مما أزين بهما عرشي، ولهما من الكرامة سوى ذلك ما لا يخطر على قلب بشر لما أصابهما من البلاء. (وعلي لكل من زار قبره من الخلائق الكرامة) (8) لان زواره زوارك وزوارك زواري، وعلي كرامة زائري (و) (9) أن أعطيه ما سأل، وأجزيه جزاء يغبطه من نظر إلى عطيتي إياه (10) وما أعددت له من كرامتي [ إياه ] (11). وأما ابنتك: فاني أوقفها عند عرشي فيقال لها: إن الله قد حكمك في خلقه فمن ظلمك وظلم ولدك فاحكمي فيه بما أحببت، فاني أجيز حكومتك فيهم، فتشهد العرصة (12) فإذا أوقف (13) من ظلمها أمرت به (14) إلى النار. فيقول الظالم: واحسرتاه " على ما فرطت في جنب الله "، ويتمنى الكرة " ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم

___________________________

(1، 2) من البحار.

 (3) ليس في البحار.

 (4) ليس في نسختي " ج، م ".

 (5) ليس في البحار.

 (6) من البحار.

 (7) ليس في البحار.

 (8) في البحار: ولكل من أتى قبره من الخلق. هل يرجع ضمير " قبره " إلى الحسين عليه السلام فيكون سقط في الكلام أو إلى علي عليه السلام فيكون تأخيرا عن محله ؟ (9) ليس في نسخة " ج "، وفي البحار: وأنا.

 (10) في البحار: تعظيمي له.

 (11) من نسخة " ج ".

 (12) في نسختي " ج، م " العرض، وفي نسخة " ب " الارض (13) في نسخة " ج " وإذا وقف، وفي نسخة " م " وإذا.

 (14) في نسخة " ب " أمر ربه .

[ 883 ]

أتخذ فلانا خليلا " (1) وقال " حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون " (2). فيقول الظالم " أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون " (3) [ أو الحكم لغيرك ] (4). فيقال لهما: ألا " لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة كافرون " (5). فأول من يحكم فيهما (6) محسن بن علي عليه السلام في قاتله، ثم في قنفذ، فيؤتيان هو وصاحبه ويضربان (7) بسياط من نار لو وقع سوط منها على البحار لغلت من مشرقها إلى مغربها، ولو وضع على جبال الدنيا لذابت حتى تصير رمادا، فيضربان بها. ثم يجثو أمير المؤمنين عليه السلام بين يدي الله للخصومة مع الرابع، ويدخل (8) الثلاثة في جب (فيطبق عليهم) (9) لا يراهم (أحد) (10) ولا يرون أحدا، فعندها يقول الذين في ولايتهم " ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والانس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الاسفلين " (11). فيقول الله عزوجل (لن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون) فعند ذلك ينادون بالويل والثبور، ويأتيان الحوض يسألان عن أمير المؤمنين عليه السلام ومعهما حفظة فيقولان: اعف عنا وأسقنا وخلصنا. فيقال لهما " فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي

___________________________

(1) سورة الفرقان: 27 - 28.

 (2) سورة الفرقان: 38 - 39.

 (3) سورة الزمر: 46.

 (4) من البحار.

 (5) سورة الاعراف: 44 - 45.

 (6) في البحار: وأول من يحكم فيه.

 (7) في البحار: فيضربان.

 (8) في البحار: وتدخل.

 (9) ليس في نسخة " ج "، وفي نسخة " ب " فتطيع.

 (10) ليس في نسخة " م ".

 (11) سورة فصلت: 29.

 

[ 884 ]

كنتم به تدعون " (1) (يعني) بامرة المؤمنين، ارجعوا ظماء مظمئين إلى النار، فما شرابكم إلا الحميم والغسلين، وما تنفعكم شفاعة الشافعين (2). 12 - ومما نقله في هذا المعنى بهذا الاسناد، عن عبد الله الاصم، عن عبد الله ابن بكير (3) الارجاني قال: صحبت أبا عبد الله عليه السلام في طريق مكة إلى (4) المدينة فنزلنا منزلا يقال له " عسفان " ثم مررنا بجبل أسود عن يسار الطريق وحش (5) فقلت: له: يابن رسول الله ما أوحش هذا الجبل ؟ ما رأيت في الطريق مثل هذا. فقال لي: يابن بكير أتدري أي جبل هذا ؟ فقلت: لا. قال: هذا جبل يقال له: الكمد (6)، وهو على واد من أودية جهنم وفيه قتلة أبي الحسين عليه السلام استودعهم الله فيه، تجري من تحته مياه جهنم من الغسلين والصديد والحميم، وما يخرج من جب الخزي (7)، وما يخرج من الفلق، [ وما يخرج ] (8) من آثام، وما يخرج من طينة الخبال، (وما يخرج) (9) من جهنم، وما يخرج من لظى (و) (10) من الحطمة، وما يخرج من سقر، وما يخرج من الحميم (11)، وما يخرج (من الهاوية، وما يخرج من السعير) (12)، وما مررت بهذا الجبل في سفري فوقفت

___________________________

(1) سورة الملك: 27، وما بين القوسين ليس في البحار.

 (2) كامل الزيارات: 332 ح 11 وعنه البحار: 28 / 61 ح 24 والبرهان: 4 / 143 ح 1.

 (3) في نسخة " ب " والبحار: بكر.

 (4) في نسخة " ب " والبحار: من.

 (5) في الكامل: موحش.

 (6) في نسخة " ب " أكمل.

 (7) في الكامل: الجوى، أي المتغير المنتن، وفي الاختصاص: الان وما يخرج من جهنم وفي نسخة البحار: الحوى، وذكر المجلسي (رحمه الله) في البحار: 6 ان جب الحوى لعله تصحيف جب الحزن، لما روى أن النبي صلى الله عليه وآله قال: تعوذوا بالله من جب الحزن، وهو اسم جب في جهنم.

 (8) من البحار.

 (9) ليس في نسخة " ج ".

 (10) ليس في نسخة " م ".

 (11) في نسختي " ب، م " الجحيم.

 (12) في نسخة " ج " وما يخرج من جهنم السعير، وفي نسخة " ب " ويخرج من السعير.

 

[ 885 ]

فيه (1) إلا رأيتهما يستغيثان إلي (وإني لانظر إلى قتلة أبي) (2). فأقول لهما: (هؤلاء إنما فعلوا ما فعلوا بما أسستما لهم) (3) لم ترحمونا إذ وليتم وحرمتمونا وقتلتمونا، ووثبتم على حقنا، واستبددتم بالامر دوننا، فلا رحم الله من يرحمكما، ذوقا وبال ما قدمتما، وما الله بظلام للعبيد، وأشدهما تضرعا واستكانة الثاني، فربما وقفت عليهما ليسلي (4) عني بعض ما في قلبي، وربما طويت الجبل الذي هما فيه، وهو جبل الكمد (5). قال: قلت له: جعلت فداك إذا طويت الجبل فما تسمع ؟ قال: أسمع أصواتهما ينادياني: عرج علينا نكلمك فانا نتوب، وأسمع من الجبل صارخا يصرخ بي: أجبهما، وقل لهما " اخسؤا فيها ولا تكلمون " (6). قال: قلت جعلت فداك ومن معهم ؟ قال: كل فرعون عتا على الله وحكى عنه فعاله، وكل من علم العباد الكفر. قلت (7): من هم ؟ قال: " بولس " الذي علم اليهود أن يد الله مغلولة. ونحو " بسطور " (8) الذي علم النصارى أن المسيح ابن الله، وقال لهم: (إني ثالث ثلاثة) (9)، ونحو فرعون موسى الذي قال: أنا ربكم الاعلى. ونحو نمرود الذي قال: قهرت أهل الارض وقتلت من في السماء، وقاتل أمير المؤمنين، وقاتل فاطمة، وقاتل الحسن والحسين ومحسن عليهم السلام.

___________________________

(1) في نسخة " ب " به.

 (2) ليس في نسخة " ج ".

 (3) في الكامل: انما هؤلاء فعلوا ما اسستما.

 (4) في الكامل والبحار: ليتسلى (5) في نسخة " ب " أكمل.

 (6) سورة المؤمنون: 108.

 (7) في نسخة " ج " فقلت.

 (8) في الكامل والبحار: نسطور، وفي نسخة " ب " لنسطور.

 (9) في الكامل: هم ثلاثة، وفي نسختي " ب، م " أنه ثالث ثلاثة.

 

[ 886 ]

وأما معاوية وعمرو بن العاص فلا يطمعان في الخلاص ومعهم كل من نصب لنا العداوة، وأعان علينا بيده ولسانه وماله. قلت له: جعلت فداك فانك تسمع هذا كله ولا تفزع ؟ قال: يابن بكير إن قلوبنا غير قلوب الناس، إنا مصفون مصطفون، نرى ما لا يرى الناس، ونسمع ما لا يسمعون، وإن الملائكة تنزل علينا في رحالنا، وتتقلب على فرشنا وتشهد طعامنا، وتحضر موتانا، وتأتينا بأخبار ما يحدث قبل أن يكون، وتصلي معنا وتدعو لنا، وتلقي علينا أجنحتها، وتتقلب على أجنحتها صبياننا، وتمنع الدواب أن تصل إلينا، وتأتينا مما في الارضين من (كل) (1) نبات في زمانه، وتسقينا من ماء كل أرض، نجد ذلك في آنيتنا. وما من يوم ولا ساعة ولا وقت صلاة إلا وهي تنبهنا لها. وما من ليلة تأتي علينا إلا وأخبار كل أرض عندنا وما يحدث فيها، وأخبار الجن، وأخبار أهل الهواء من الملائكة. وما من ملك يموت في الارض ويقوم غيره مقامه إلا (و) (2) أتتنا بخبره، وكيف سيرته في الذين قبله. وما من أرض من ستة أرضين إلى الارض السابعة إلا نحن نؤتى بخبرها. فقلت له: جعلت فداك أين منتهى هذا الجبل ؟ قال: إلى الارض السابعة (3)، وفيها جهنم على واد من أوديتها، عليه حفظة أكثر من نجوم السماء، وقطر المطر، وعدد ماء البحار، وعدد الثرى [ و ] (4) قد وكل كل ملك منهم بشئ، وهو مقيم عليه لا يفارقه.

___________________________

(1) ليس في نسخة " م ".

 (2) ليس في نسختي " ب، م "، وفي نسخة " ب " أتينا.

 (3) في نسخة " م " والبحار: السادسة، وفي هامش الكامل " السادسة - خ ل - ".

 (4) من نسخة " ج ".

 

[ 887 ]

قلت: جعلت فداك إليكم جميعا يلقون الاخبار ؟ قال: لا، إنما يلقى ذلك إلى صاحب الامر [ منا ] (1) وإنا لنحمل ما لا يقدر العباد على (حمله، ولا على) (2) الحكومة فيه، فمن لم يقبل حكومتنا جبرته الملائكة على قولنا، وأمرت الذين يحفظون ناحيته أن يقصروه (3) على قولنا، فان كان من الجن (من) (4) أهل الخلاف والكفر أوثقته وعذبته حتى يصير إلى (ما) (5) حكمنا به. قلت: جعلت فداك فهل يرى الامام ما بين المشرق والمغرب ؟ فقال: يابن بكير فكيف يكون حجة على ما بين قطريها، وهو لا يراهم ولا يحكم فيهم ؟ وكيف يكون حجة على قوم غيب لا يقدر عليهم ولا يقدرون عليه ؟ وكيف يكون مؤديا عن الله شاهدا على الخلق وهو لا يراهم ؟ وكيف يكون حجة عليهم وهو محجوب عنهم ؟ وقد حيل بينهم وبينه أن يقوم بأمر ربه فيهم والله يقول (وما أرسلناك إلا كافة للناس) (6) يعني به من على الارض، والحجة بعد النبي صلى الله عليه وآله يقوم مقامه، وهو الدليل على ما تشاجرت فيه الامة، والآخذ بحقوق الناس، والقائم بأمر الله والمنصف بعضهم من بعض، فإذا لم يكن معهم من ينفذ قوله تعالى وهو يقول: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم) (7) فأي آية في الآفاق غيرنا أراها الله أهل الآفاق وقال تعالى (وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها) (8) فأي آية أكبر منا (9). بعد، فحيث بان لك من هذا الحديث فضل أئمتك القديم منه والحديث وعرفت صفاتهم الخاصة، وكيف ينبغي أن يكون الامام منهم، وأنه يعلم ما في المشرق

___________________________

(1) من نسخة " ج ".

 (2) ليس في الكامل.

 (3) في الكامل: يقسروه، وفي نسخة " ب " يتصوره.

 (4) ليس في نسختي " ب، م ".

 (5) ليس في نسخة " م ".

 (6) سورة سبأ: 28.

 (7) سورة فصلت: 53.

 (8) سورة الزخرف: 48، وفي نسخة " م " قال: أي بدل " فأى ".

 (9) كامل الزيارات: 326 وعنه البرهان: 4 / 148 ح 1، وفي البحار: 25 / 372 ح 24 عنه وعن الاختصاص: 340 مثله إلى قوله " وهو مقيم عليه لا يفارقه "، وصدره في البحار: 6 / 288 ح 10.

 

[ 888 ]

والمغرب، وما فوق الارض وما تحتها، ويعلم أشياء أخر تقدم ذكرها، وأن علمه مستفاد من النبي صلى الله عليه وآله، عن جبرئيل، عن الله عزوجل في كبريائه وجلاله، وعرفت جهل عدوهم وقبيح (1) فعاله، وتيهه في الباطل وسبل ضلاله، وما أعد (الله) (2) له في معاده، وماله من سوء العذاب ووبال نكاله، فإذا عرفت ذلك بالدليل والبرهان بان لك (بأن ذلك) (3) نهج الايمان، فحينئذ وال أئمتك بصدق الولاء، وتبرأ بصدق ولائك من الاعداء لتعد غدا من السعداء، وتفوز بالنعيم في دار البقاء. واعلم أن هذا نهاية ما وفقنا الله سبحانه بجميل صنعه لتأليفه وجمعه، وهذا الذي عثرنا عليه، وسهل الله سبحانه لنا الوصول إليه، وهو قليل من كثير ونزر من غزير، لان فضلهم مما نطق به الكتاب الكريم ونبأ به النبي عليه وعلى آله الصلاة والتسليم فمن أجل ذلك أنه لا يحصى كثرة ولا يعلمه إلا الله العظيم 13 - لما رواه الثقات من الناس، عن الحبر عبد الله بن العباس (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو أن الغياض (4) أقلام، والبحر مداد، والجن حساب، والانس كتاب لما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام (5). ولكن الغرض في هذا الباب (من) (6) تأليف هذا الكتاب التقرب إلى رب الارباب العزيز الوهاب، لان في ذكرها فضلا جسيما وأجرا عظيما (7) 14 - لما ذكره الخوارزمي في كتاب الاربعين باسناد يرفعه عن الامام جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين أنه قال:

___________________________

(1) في نسختي " ب، م " قبح.

 (2) ليس في البحار.

 (3) ليس في نسختي " ب، ج ".

 (4) في البحار: الرياض.

 (5) رواه الخوارزمي في مناقبه: 2 و 235 وعنه المحتضر: 96 وحلية الابرار: 1 / 289 وأخرجه في البحار: 38 / 197 عن كشف الحق.

 (6) ليس في نسخة " ج ".

 (7) في نسختي " ب، م " فضل جسيم وأجر عظيم.

 

[ 889 ]

إن الله تعالى جعل لاخي علي بن أبي طالب فضائل لا يحصى عددها كثرة (1) فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرا بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (ولو وافى القيامة بذنوب الثقلين) (2) ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها (بالاستماع ومن نظر إلى كتاب من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها) (3) بالنظر (4). والآن، حيث وفقنا الله بحسن توفيقه وسداده لموالاته وموالاة الطيبين من أولاده، فلنقل بعده (5): شكرا لله على نعمائه (6) السابغات على من يحبه ويتولاه: (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله) (7). ونسأله بعد موالاتهم - بجاههم العريض، وفضلهم المستفيض، وقدرهم العالي وجود أياديهم المتتالي، وبر إحسانهم المتوالي - أن يثبتنا على موالاتهم ومودتهم وأن يتوفانا على دينهم وملتهم، وينجينا (8) من أهوال يوم القيامة بشفاعتهم ويدخلنا الجنة في زمرتهم، إنه بالاجابة جدير، وهو على كل شئ قدير والحمد لله رب العالمين، والصلاة على محمد خاتم النبيين وآله الطاهرين صلاة كثيرة طيبة نامية باقية إلى يوم الدين.

___________________________

(1) في مناقب الخوارزمي: كثيرة.

 (2) ليس في مناقب الخوارزمي.

 (3) ليس في نسخة " م ".

 (4) رواه الخوارزمي في مناقبه: 2 وعنه المحتضر: 98 وحلية الابرار: 1 / 290، وأخرجه في البحار: 38 / 196 ح 4 عن أمالى الصدوق: 119 ح 9 وكشف الغمة: 1 / 112.

 (5) في نسخة " م " بعد.

 (6) في نسخة " م " نعمة.

 (7) سورة الاعراف: 43.

 (8) في نسخة " م " وسنتهم ويجنبنا. 

[ 890 ]

بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونشكره تعالى على ما وفقنا إليه من تحقيق هذا السفر النفيس الموسوم ب‍ " تأويل الايات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة " بما ورد من الاخبار عن النبي صلى الله عليه وآله وعترته الائمة الاطهار عليهم السلام من طرق عديدة، ومنها طريق الشيخ الاجل المفسر " محمد بن العباس بن الماهيار " الذي لم نعثر على كتابه، ولا على شطر منه (في غير هذا ب‍ " تأويل الايات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة " بما ورد من الاخبار عن النبي صلى الله عليه وآله وعترته الائمة الاطهار عليهم السلام من طرق عديدة، ومنها طريق الشيخ الاجل المفسر " محمد بن العباس بن الماهيار " الذي لم نعثر على كتابه، ولا على شطر منه (في غير هذا الكتاب) إلا ما وجدناه من نزر يسير في كتاب سعد السعود للسيد الاجل ابن طاووس أو ما روي عن تأويل الايات في البحار، والبرهان وغيرهما. وقد تصدت مؤسسة الامام المهدي (عج) لهذا العمل الجليل، فكانت جهود متواضعة، سبرنا خلالها غور ما توفر لدينا من نسخ - ذكرناها في المقدمة - وكان إخراج الكتاب بهذه الصورة خدمة لتراث أهل بيت الوحي عليهم السلام، فان أصبنا فذاك فضل الله تعالى علينا. ومع ذلك فاننا نأمل من السادة العلماء والافاضل ورجال التحقيق أن يتحفونا بملاحظاتهم القيمة لكي نسير على ضوئها في المستقبل إن شاء الله. ولهم منا الشكر سلفا، ومن الله سبحانه نسأل - لنا ولهم - جزاء المحسنين. ونسأله تعالى التوفيق للحصول في المستقبل على نسخ قديمة، يكون الاعتماد عليها أكثر لتكون الفائدة أعم، وليزدان بها روعة. وأخيرا - وليس آخرا - نشكر الاخوة الفضلاء القائمين بادارة تحقيقات مؤسسة الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) على ما تحملوه من عناء في هذا السبيل، لهم من الله خير الجزاء عن أهل البيت عليهم السلام. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين. السيد محمد باقر بن المرتضى الموحد الابطحي الاصفهاني قم المقدسة شوال 1407 / ه‍ - ق




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21330582

  • التاريخ : 28/03/2024 - 09:17

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net