00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة البلد 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ـ ج 2   ||   تأليف : السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي

" 90 "

" سورة البلد " " وما فيها من الآيات في الائمة الهداة "

 منها: قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم لا أقسم بهذا البلد (1) وأنت حل بهذا البلد (2) ووالد وما ولد (3) لقد خلقنا الانسان في كبد (4) أيحسب أن لن يقدر عليه أحد (5) يقول أهلكت مالا لبدا (6) أيحسب أن لم يره أحد (7) ألم نجعل له عينين (8) ولسانا وشفتين (9) وهديناه النجدين (10) فلا اقتحم العقبة (11) وما أدراك ما العقبة (12) فك رقبة (13) ولهذا تأويل ومعنى: فأما تأويل قوله (ووالد وما ولد) فهو: 1 - ما رواه محمد بن العباس (رحمه الله)، عن أحمد بن هوذة، عن إبراهيم

___________________________

(1) في نسخة " ج " فيمثل.

 (2) ليس في نسخة " م ".

 (3) في نسخة " أ " انسلاخ.

 (4) فضائل الشيعة: 29 وعنه البحار: 24 / 94 ح 7 والبرهان: 4 / 461 ح 10، وأخرجه في البحار: 6 / 196 ح 49 وج 61 / 48 ح 24 عن الكافي: 3 / 127 ح 2.

 

[ 798 ]

ابن إسحاق، عن عبد الله بن حضيرة (1) عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل (ووالد وما ولد). قال: يعني عليا وما ولد من الائمة عليهم السلام (2). 2 - وروى أيضا، عن علي بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمد، عن إبراهيم بن صالح الانماطي، عن منصور، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل (وأنت حل بهذا البلد) قال: يعني رسول الله صلى الله عليه وآله. قلت (ووالد وما ولد) قال: يعني علي وما ولد (3). 3 - وروى أيضا، عن الحسين بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس ابن يعقوب، عن عبد الله بن محمد، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال (لي): (3) يا أبا بكر قول الله عزوجل (ووالد وما ولد) هو علي بن أبي طالب وما ولد الحسن والحسين عليهم السلام (5). وأما تأويل قوله تعالى (ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين) فهو: 4 - ما رواه الحسن بن أبي الحسن الديلمي في تفسيره حديثا مسندا يرفع إلى أبي يعقوب الاسدي، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل (ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين) قال (6): العينان رسول الله صلى الله عليه وآله، واللسان: أمير المؤمنين، والشفتان: الحسن والحسين عليهم السلام (وهديناه النجدين) إلى ولايتهم جميعا، وإلى البراءة من

___________________________

(1) في نسخة " ب " حصيرة، وفي البحار: خضيرة.

 (2) عنه البحار: 23 / 269 ح 16 وج 36 / 13 ح 17 والبرهان: 4 / 462 ح 5، وأخرجه في البحار: 24 / 285 ح 13 وج 23 / 269 ح 21 عن الكافي: 1 / 414 ح 11 متنا.

 (3) عنه البحار: 23 / 269 ح 17 والبرهان: 4 / 462 ح 4.

 (4) ليس في البحار.

 (5) عنه البحار: 23 / 269 ح 18 والبرهان: 4 / 463 ح 6.

 (6) في نسخة " م " قال: قال.

 

[ 799 ]

أعدائهم جميعا (1) [ ومثله روى على بن إبراهيم (رحمه الله)، عن أحمد بن إدرريس، عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد، عن إسماعيل بن عباد، عن الحسين بن أبي يعقوب، عن بعض أصحابه، عن أبي جعفر عليه السلام وفيها زيادات أخر ] (2). وأما قوله عزوجل: فلا اقتحم العقبة (11) وما أدريك ما العقبة (12) فك رقبة (13) 5 - تأويله: ما رواه محمد بن العباس (رحمه الله)، عن الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى، عن يونس بن يعقوب، عن يونس بن زهير، عن أبان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن هذه الآية (فلا اقتحم العقبة) ؟ فقال: يا أبان هل بلغك من أحد فيها شئ ؟ فقلت: لا. فقال: نحن العقبة، فلا يصعد إلينا إلا من كان منا. ثم قال: يا أبان ألا أزيدك فيها حرفا خير لك من الدنيا وما فيها ؟ قلت: بلى. قال " فك رقبة " الناس مماليك النار كلهم (غيرك و) (3) غير أصحابك ففككم الله منها (قلت: بما فكنا منها ؟ قال:) (4) بولايتكم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (5). 6 - ويؤيده: ما رواه أيضا، عن أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد، عن محمد بن عمر، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى (فك رقبة) قال: الناس كلهم عبيد النار إلا من دخل في طاعتنا وولايتنا، فقد فك رقبته من النار، والعقبة: ولايتنا (6).

___________________________

(1) عنه البحار: 24 / 280 ح 1، وأخرجه في البرهان: 4 / 464 ح 4.

 (2) تفسير القمى: 716 وعنه البحار: 9 / 251 ملحق ح 157 والبرهان: 4 / 463 ح 1 وما بين المعقوفين من نسخة " أ ".

 (3) ليس في نسخة " ج ".

 (4) ليس في نسخة " ب "، وفي نسخة " ج " " كما " بدل " قلت بما ".

 (5) عنه البرهان: 4 / 465 ح 8 وفي البحار: 24 / 281 ح 2 عنه وعن تفسير فرات: 211.

 (6) عنه البحار: 24 / 281 ح 3 والبرهان: 4 / 465 ح 9.

 

[ 800 ]

7 - وقال أيضا: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد الطبري (1) باسناده عن محمد ابن فضيل، عن أبان بن تغلب قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل (فلا اقتحم العقبة) - فضرب بيده إلى صدره - وقال: نحن العقبة التي من اقتحمها نجا، ثم سكت ثم قال لي: ألا افيدك (2) كلمة هي خير لك من الدنيا وما فيها ؟ وذكر الحديث الذي تقدم (3). 8 - وقال أيضا: حدثنا محمد بن القاسم، عن عبيد بن كثير، عن إبرهيم بن إسحاق، عن محمد بن الفضيل، عن أبان بن تغلب، عن الامام جعفر بن محمد عليهما السلام في قوله عزوجل (فلا اقتحم العقبة) قال: نحن العقبة، ومن اقتحمها نجا، وبنا فك الله رقابكم من النار (4). [ وروى علي بن إبراهيم (رحمه الله) مثل ذلك وبمعناه مع زيادات أخر ] (5). وأما المعنى وتوجيه التأويل: قوله عزوجل (لا اقسم بهذا البلد - وهو البلد الحرام - وأنت حل بهذا البلد) أي حال فيه، ولاجل حلولك فيه شرفته وعظمته وأقسمت به. وإن كانت نافية فالتقدير " لا اقسم بهذا البلد وأنت حل فيه " أي حلال فيه منتهك الحرمة مستباح العرض والدم. 9 - ويؤيده: ما روي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: كانت قريش تعظم البلد الحرام وتستحل محمدا صلى الله عليه وآله فقال تعالى (لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد) يريد أنهم استحلوك وكذبوك (6) وشتموك، فعاب الله ذلك عليهم.

___________________________

(1) في البحار: الطبرسي.

 (2) في البحار: أزيدك.

 (3) عنه البرهان: 4 / 465 ح 10 وفي البحار: 24 / 281 ح 4 عنه وعن تفسير فرات: 211 مثله إلى قوله " نجا ".

 (4) عنه البحار: 24 / 282 ح 5 والبرهان: 4 / 465 ح 11 (5) تفسير القمى: 725 وعنه البحار: 24 / 282 ح 5 والبرهان: 4 / 465 ح 7، وما بين المعقوفين من نسخة " أ ".

 (6) في مجمع البيان: فيه فكذبوك.

 

[ 801 ]

ثم ابتدأ قسما ثانيا فقال (ووالد وما ولد) (1). وعلى القولين أن " ووالد وما ولد " مقسم بهم، وهم علي والحسن والحسين عليهم السلام وحالهم في انتهاك الحرمة واستباحة العرض والدم كحال النبي صلى الله عليه وآله. وقوله (لقد خلقنا الانسان - وهو عدو آل محمد عليهم السلام - في كبد - يكابد مصائب الدنيا وشدائدها وأهوال الآخرة - (أيحسب - هذا الانسان إذا عصى وكفر - - أن لن يقدر عليه أحد - في عذابه في الدنيا وعقابه في الآخرة) (2) - يقول أهلكت مالا لبدا - أي كثيرا في عداوة محمد وأهل بيته عليهم السلام - أيحسب أن ليره أحد) فيسأله عن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وعن ولايتنا أهل البيت عليهم السلام. ثم وبخه وعدد النعم التي أنعم بها عليه فقال (ألم نجعل له عينين) يبصر بهما الضلال من الهدى، وهو كناية عن النبي صلى الله عليه وآله كما تقدم (3). (ولسانا) ينطق به وهو كناية عن أمير المؤمنين عليه السلام. ويدل على ذلك قوله تعالى (وجعلنا لهم لسان صدق عليا) (4). وقوله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام (واجعل في لسان صدق في الآخرين) (5) والمعني في القولين: أمير المؤمنين عليه السلام. وقوله (وشفتين) لان بهما يحصل النطق والذوق، وفيهما حكم كثيرة وهما كناية عن الحسن والحسين عليهما السلام كما تقدم، لانهما قوام الدين ونظام الاسلام والمسلمين. وقوله تعالى (وهديناه النجدين) أي السبيلين، سبيل ولاية محمد وآل محمد صلوات الله عليهم وسبيل عداوتهم، وعرفناه غاية السبيلين. والنجد: ما علا من الارض والعقبة: الثنية الضيقة التي ترتقى بصعوبة وشدة، وقد ذكر أن العقبة: هي الولاية.

___________________________

(1) مجمع البيان: 10 / 493 وعنه البحار: 24 / 284.

 (2) ليس في نسخة " ج ".

 (3) ص 798 ح 4.

 (4) سورة مريم: 50.

 (5) سورة الشعراء: 84.

 

[ 802 ]

فلما عرف ذلك قال (فلا اقتحم العقبة) عقبة الولاية، والتقدير [ أ ] (1) فلا اقتحم العقبة في الدنيا لينجو من العقبة في الآخرة ؟ وإنما شبه الولاية بالعقبة لان العقبة لا ترقى إلا بصعوبة وشدة (وكذلك الولاية لا يرتقى إليها إلا بصعوبة وشدة) (2) ومحن، لقولهم عليهم السلام: من أحبنا أهل البيت فليستعد للبلاء. ولقول علي عليه السلام: من أحبني فليتجلبب للفقر جلبابا (3). ولقوله عليه السلام: لو أحبني جبل لتهافت (4). ثم وصف الذي اقتحم العقبة فقال (ثم كان من الذين ءا ] منوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة أولئك أصحاب الميمنة) وهم (محمد و) (5) آل محمد عليهم السلام وشيعتهم. ثم وصف الذين لم يقتحموا العقبة فقال (والذين كفروا بآياتنا - والآيات هم الائمة عليهم السلام - هم أصحاب المشئمة عليهم نار مؤصدة).

___________________________

(1) من نسخة " م ".

 (2) ليس في نسخة " ج ".

 (3) نهج البلاغة: 488 حكمة 112، وفيه: فليستعد للفقر، وعنه البحار: 8 / 727 (طبع الحجر) وج 67 / 247 ملحق ح 88.

 (4) نهج البلاغة: 488 حكمة 111 وعنه البحار: 8 / 727 (طبع الحجر) وج 67 / 247 ح 88.

 (5) ليس في نسخة " ج ".

 

[ 803 ]




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21336382

  • التاريخ : 28/03/2024 - 22:07

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net