00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة المطففين 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ـ ج 2   ||   تأليف : السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي

" 83 "

" سورة المطففين " " وما فيها من الآيات في الائمة الهداة "

 منها: قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ويل للمطففين (1) الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون (2) وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون (3) 1 - تأويله: ما رواه أحمد بن إبراهيم بن عباد باسناده إلى عبد الله بن بكير يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل (ويل للمطففين - يعني الناقصين (4) لخمسك يا محمد - الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون) أي إذا صاروا (5) إلى حقوقهم من الغنائم يستوفون. " وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون " أي إذا سألوهم خمس آل محمد نقصوهم.

___________________________

(1) عنه البحار: 8 / 238 (طبع الحجر) والبرهان: 4 / 236 ح 5.

 (2) ليس في نسخة " م " والبحار.

 (3) عنه البحار 24 / 2 ح 5 والبرهان: 4 / 436 ح 3.

 (4) في نسخة " ج " المناقصين.

 (5) في البحار: ساروا.

 

[ 772 ]

وقوله تعالى (ويل يومئذ للمكذبين) بوصيك يا محمد، وقوله تعالى (إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الاولين) قال: يعني تكذيبه بالقائم عليه السلام إذ يقول له: لسنا نعرفك، ولست من ولد فاطمة عليها السلام، كما قال المشركون لمحمد صلى الله عليه وآله (1). وقوله تعالى: كلا إن كتاب الفجار لفي سجين (7) 2 - تأويله: رواه الشيخ محمد بن يعقوب (رحمه الله)، عن علي بن محمد (عن بعض أصحابنا) (2) عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت له: قوله عزوجل (كلا إن كتاب الفجار لفي سجين) (قال: هم الذين فجروا في حق الائمة واعتدوا عليهم) (3). قال: فقلت [ له ]: (4) ثم يقال " هذا الذي كنتم به تكذبون " قال: يعني (به) (5) أمير المؤمنين عليه السلام (قال) (6): قلت: (هذا) (7) تنزيل ؟ قال: نعم (8). وقوله تعالى: كلا إن كتاب الابرار لفي عليين (18) وما أدراك ما عليون (19) كتاب مرقوم (20) 3 - تأويله: رواه أيضا محمد بن يعقوب (رحمه الله)، عن محمد بن يحيى وغيره، عن أحمد بن محمد [ وغيره، ] (9) عن محمد بن خالد (10) عن أبي نهشل، عن محمد بن إسماعيل، عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الله تعالى خلقنا من أعلى عليين، وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه، وخلق أبدانهم من دون ذلك، فقلوبهم تهوي إلينا، لانها خلقت مما خلقنا منه. ثم تلا [ هذه الآية ] (11) (كلا إن كتاب الابرار لفي عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم).

___________________________

(1) عنه البحار: 24 / 280 ح 9 والبرهان: 4 / 437 ح 1 وصدره في البحار: 96 / 188 ح 19.

 (2) ليس في نسخة " م ".

 (3) ليس في نسخة " م ".

 (4) من نسخة " م "، وكلمة " قال " ليست في الكافي وفيه: قلت بدل " فقلت ".

 (5، 6، 7) ليس في الكافي.

 (8) الكافي: 1 / 435 قطعة من حديث 91 وعنه البحار: 24 / 340 والبرهان: 4 / 438 ح 1.

 (9) من الكافي.

 (10) في الكافي: خلف.

 (11) من الكافي.

 

[ 773 ]

وخلق عدونا من سجين، وخلق قلوب شيعتهم مما خلقوا (1) منه و (خلق) (2) أبدانهم من دون ذلك، فقلوبهم تهوي إليهم لانها خلقت مما خلقوا منه، ثم تلا [ هذه الآية ] (3) (كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدريك ما سجين كتاب مرقوم) (4) ومما ورد في هذا المعنى، أن النبي والائمة صلى الله عليهم خلقوا من طينة عليين هو: 4 - ما رواه الشيخ أبو جعفر محمد بن بابويه (رحمة الله عليه) في كتاب " المعراج " - عن رجاله مرفوعا - عن عبد الله بن العباس (رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يخاطب عليا عليه السلام يقول: يا علي إن الله تبارك وتعالى كان ولا شئ معه فخلقني وخلقك روحين من نور جلاله، وكنا أمام عرش رب العالمين نسبح الله ونقدسه، ونحمده ونهلله، وذلك قبل أن خلق السماوات والارضين. فلما أراد أن يخلق آدم خلقني وإياك من طينة واحدة، من طينة عليين وعجننا بذلك النور، وغمسنا في جميع الانوار وأنهار الجنة، ثم خلق آدم واستودع صلبه تلك الطينة (5) والنور، فلما خلقه استخرج ذريته من ظهره، فاستنطقهم وقررهم بربوبيته (6). فأول خلق اقر (7) له بالربوبية أنا وأنت والنبيون على قدر منازلهم وقربهم من الله عزوجل. فقال الله تبارك وتعالى: صدقتما وأقررتما - يا محمد ويا علي - وسبقتما خلقي إلى طاعتي، وكذلك كنتما في سابق علمي فيكما، فأنتما صفوتي من خلقي

___________________________

(1) في الكافي: خلقهم.

 (2) ليس في الكافي.

 (3) من الكافي.

 (4) الكافي: 2 / 4 ح 4 وعنه البحار: 67 / 127 ح 32 والبرهان: 4 / 438 ح 2.

 (5) في نسخة " ج " النطفة.

 (6) في نسخة " ب " بدينه.

 (7) في نسخة " ب " فأول من خلقه فأقر.

 

[ 774 ]

والائمة من ذريتكما وشيعتكما، وكذلك خلقتكم. ثم قال النبي صلى الله عليه وآله: يا علي فكانت الطينة في صلب آدم ونوري ونورك بين عينيه، فما زال ذلك النور ينتقل بين أعين النبيين والمنتجبين حتى وصل النور والطينة إلى صلب عبد المطلب، فافترق نصفين، فخلقني الله من نصف (1) واتخذني نبيا ورسولا، وخلقك من النصف الآخر فاتخذك خليفة ووصيا ووليا. فلما كنت من عظمة ربي كقاب قوسين أو أدنى قال لي: يا محمد من أطوع خلقي لك ؟ فقلت: علي بن أبي طالب. فقال عزوجل: فاتخذه خليفة ووصيا،، فقد اتخذته صفيا ووليا. يا محمد كتبت اسمك واسمه على عرشي من قبل أن أخلق (أحدا) (2) محبة مني لكما ولمن أحبكما وتولاكما وأطاعكما، فمن أحبكما وأطاعكما وتولاكما كان عندي من المقربين، ومن جحد ولايتكما وعدل عنكما كان عندي من الكافرين الضالين. ثم قال النبي صلى الله عليه وآله: يا علي، فمن ذا يلج بيني وبينك (و) (3) أنا وأنت من نور واحد وطينة واحدة ؟ فأنت أحق الناس بي في الدنيا والآخرة، وولدك ولدي وشيعتكم (4) شيعتي وأولياؤكم أوليائي، وأنتم معي غدا في الجنة (5). وهذا يدل على أن أمير المؤمنين عليه السلام أفضل من الانبياء والمرسلين عليهم السلام لانه سبقهم إلى الاقرار هو والنبي المختار، صلى الله عليهما وعلى ذريتهما الاطهار ما اطرد الليل والنهار.

___________________________

(1) في نسختي " ب، م " نصفه.

 (2) ليس في نسخة " أ ".

 (3) ليس في نسخة " م ".

 (4) في نسختي " أ، ج " شيعتك.

 (5) أخرجه في البرهان: 4 / 439 ح 6، وقطعة منه في اثبات الهداة: 3 / 87 ح 791 عن كتاب المعراج لابن بابويه.

 

[ 775 ]

5 - وروى محمد بن العباس (رحمه الله)، عن علي بن عبد الله، عن إبراهيم ابن محمد، عن سعيد بن عثمان الخزاز (1) قال: سمعت أبا سعيد المدائني يقول: " كلا إن كتاب الابرار لفي عليين وما أدريك ما عليون كتاب مرقوم " بالخير، مرقوم بحب محمد وآل محمد عليهم السلام (2). ثم قال " كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدريك ما سجين كتاب مرقوم " (بالشر مرقوم ببغض محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله ومعنى سجين كتاب مرقوم) (3) وسجين: موضع في جهنم، وإنما سمي به الكتاب مجازا تسمية الشئ باسم مجاوره ومحله، أي كتاب أعمالهم في سجين. 6 - وروي عن البراء بن عازب أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله " سجين " أسفل سبع أرضين (4). 7 - وروي أن عبد الله بن العباس جاء إلى كعب الاحبار وقال له: أخبرني عن قول الله عزوجل (كلا إن كتاب الفجار لفي سجين). فقال له: إن روح الفاجر يصعد بها إلى السماء فتأبى السماء أن تقبلها، فيهبط بها إلى الارض فتأبى الارض أن تقبلها، فتنزل [ إلى ] (5) سبع أرضين حتى ينتهي بها إلى سجين، وهو موضع جنود إبليس اللعين (6). فعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. وأما معنى عليين: فانه مراتب عالية محفوفة بالجلالة، وقيل: هي في السماء

___________________________

(1) في نسخة " م " الجزار.

 (2) عنه البحار: 24 / 3 ح 6 وص 327 ح 44 وفي البرهان: 4 / 438 ح 3 إلى قوله " في سجين ".

 (3) ما بين القوسين ليس في نسخة " م ".

 (4 () عنه البرهان: 4 / 439 ح 4، وأخرجه في البحار: 58 / 50 عن مجمع البيان: 10 / 453.

 (5) من البرهان.

 (6) عنه البرهان: 4 / 439 ح 5، وأخرجه في البحار: 58 / 50 عن مجمع البيان: 10 / 453 وفي البحار: 50 / 52 ح 5 عن الدر المنثور: 6 / 334.

 

[ 776 ]

السابعة وفيها أرواح المؤمنين، وقيل: هي في سدرة المنتهى، وهي التي ينتهى إليها كل شئ من أمر الله تعالى، وقيل " عليون " الجنة، وقيل: هي لوح من زبرجدة خضراء معلق تحت العرش، أعمالهم - مكتوبة مرقومة (1) - فيه طاعاتهم وما تقر به أعينهم ويوجب سرورهم بضد كتاب الفجار. ومما ورد أن في عليين منزل النبي صلى الله عليه وآله والائمة صلوات الله عليهم ومنزل شيعتهم 8 - هو ما رواه أبو طاهر المقلد بن غالب (رحمه الله)، عن رجاله، باسناد متصل إلى (علي بن شعبة الوالبي (2) عن الحارث الهمداني قال: دخلت على أمير المؤمنين (3) علي بن أبي طالب عليه السلام وهو ساجد يبكى حتى علا نحيبه وارتفع صوته بالبكاء، فقلنا: يا أمير المؤمنين لقد أمرضنا بكاؤك وأمضنا وأشجانا، وما رأيناك قد فعلت مثل هذا الفعل قط ! فقال: كنت ساجدا أدعو ربي بدعاء الخيرة (4) في سجدتي، فغلبتني عيني فرأيت رؤيا هالتني وأفظعتني، رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله قائما وهو يقول: يا أبا الحسن طالت غيبتك عني، وقد اشتقت إلى رؤيتك، وقد أنجز لي ربي ما وعدني فيك. فقلت: يا رسول الله وما الذي أنجز لك في ؟ قال: أنجز لي فيك وفي زوجتك وابنيك وذريتك في الدرجات العلى في عليين. فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله فشيعتنا ؟ قال: شيعتنا معنا وقصورهم بحذاء قصورنا، ومنازلهم مقابل منازلنا. فقلت: يا رسول الله فما لشيعتنا في الدنيا ؟ قال: الامن والعافية. قلت: فما لهم عند الموت ؟ قال: يحكم الرجل في نفسه، ويؤمر ملك الموت بطاعته (وأي ميتة شاء ماتها، وإن شيعتنا ليموتون على قدر حبهم لنا) (5). قلت: فما لذلك حد يعرف به ؟ قال: بلى إن أشد شيعتنا لنا حبا يكون

___________________________

(1) في نسخة " ب " مرفوعة.

 (2) في نسختي " أ، ب " الوالى، وفي نسخة " ج " الوابشى.

 (3) ليس في البحار.

 (4) في البحار: الخيرات.

 (5) ليس في البحار.

 

[ 777 ]

خروج نفسه كشرب أحدكم في اليوم الصائف الماء البارد الذي ينتفع منه القلب، وإن سائرهم ليموت كما يغط أحدكم على فراشه كأقر ما كانت عينه بموته (1). وقوله تعالى: يسقون من رحيق مختوم (25) ختامه مسك 9 - تأويله: قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا أحمد بن محمد مولى بني هاشم، عن جعفر بن عنبسة، عن جعفر بن محمد، عن الحسن (2) بن بكر عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وآله فأخذ بضبعي (3) علي بن أبي طالب عليه السلام حتى رؤي بياض إبطيه وقال له: إن الله ابتدأني فيك بسبع خصال، قال جابر: فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، وما السبع التي ابتدأك (الله) (4) بهن ؟ قال: أنا أول من يخرج من قبره وعلي معي، وأنا أول من يجوز [ على ] (5) الصراط وعلي معي، وأنا أول من يقرع باب الجنة وعلي معي، وأنا أول من يسكن عليين وعلي معي، وأنا أول من يزوج من الحور العين وعلي معي، وأنا أول من يسقى من الرحيق المختوم الذي ختامه مسك وعلي معي (6). وقوله تعالى: ومزاجه من تسنيم (27) عينا يشرب بها المقربون (28) 10 - تأويله: قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا أحمد بن محمد عن أحمد بن الحسن قال: حدثني أبي، عن حصين (7) بن مخارق، عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام، عن أبيه علي بن الحسين عليهما السلام، عن جابر بن عبد الله (رضي الله عنه) عن النبي صلى الله عليه وآله قال: قوله تعالى (ومزاجه من تسنيم) قال: هو أشرف شراب في

___________________________

(1) عنه البحار: 42 / 194 ح 11 والبرهان: 4 / 439 ح 5، وما بين هذه العبارة وعبارة البحار ونسخة " م " اختلافات يسيرة.

 (2) في البحار: الحسين.

 (3) في البحار: بعضد.

 (4) ليس في نسخة " ج ".

 (5) من نسخة " م ".

 (6) عنه البحار: 39 / 230 ح 7 والبرهان: 4 / 440 ح 8.

 (7) كذا في نسخة " أ " وهو الصحيح بقرينة بقية الموارد، وفي بقية النسخ والبحار: حسين.

 

[ 778 ]

الجنة يشربه محمد وآل محمد، وهم المقربون السابقون: رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي ابن أبي طالب والائمة وفاطمة وخديجة (1). صلوات الله عليهم وعلى ذريتهم الذين اتبعوهم بإيمان يتسنم عليهم من أعالي دورهم (2) 11 - محمد بن أبي القاسم في " البشارة " بإسناده إلى أبي العباس الضرير الدمشقي عن أبي الصباح، عن همام بن أبي علي (3) قال: قلت لكعب الاحبار: ما تقول في هذه الشيعة شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام ؟ فقال: يا همام إني أجد صفتهم في كتاب الله المنزل، أنهم حزب الله [ ورسوله ] (4) وأنصار دينه، وشيعة وليه، وهم خاصة الله من عباده، نجباؤه من خلقه، إصطفاهم لدينه، وخلقهم لجنته، مسكنهم جنة الفردوس الاعلى في قباب الدر وغرف اللؤلؤ وهم المقربون الابرار، يشربون من الرحيق المختوم، وتلك عين يقال لها " تسنيم " لا يشرب فيها غيرهم فإن تسنيما عين وهبها الله لفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله زوجة علي عليه السلام تخرج من تحت قائمة (العرش) (5). قبتها على برد الكافور، وطعم الزنجبيل، وريح المسك، ثم تسنم (6) فيشرب منها شيعتها وأحباؤها. ولقبتها أربع (7) قوائم: قائمة من لؤلؤة بيضاء، تخرج من تحتها عين تسيل في سبل أهل الجنة، يقال لها " السلسبيل ". وقائمة من درة صفراء تخرج من تحتها عين يقال لها " طهور " وهي التي قال الله تعالى (وسقاهم ربهم شرابا طهورا) (8).

___________________________

(1) عنه البحار: 8 / 150 ح 85 وج 24 / 3 ح 7 والبرهان: 4 / 440 ح 9.

 (2) في نسخة " أ " تنسم، وفي نسخة " م " تبسم.

 (3) كذا في البحار والمصدر، وفي الاصل: همام بن أبي طالب.

 (4) من المصدر.

 (5) ليس في البحار والمصدر.

 (6) في البحار: تسيل.

 (7) ولكن المعدود ثلاث.

 (8) سورة الدهر: 21.

 

[ 779 ]

وقائمة من درة خضراء، تخرج من تحتها عينان نضاختان من خمر وعسل. وكل عين منها تسيل إلى الجنان إلا التسنيم، فانها تسنم إلى عليين، فيشرب منها خاصة أهل الجنة وهم شيعة علي عليه السلام وأحباؤه وذلك قول الله عزوجل (يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ومزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقربون) فهنيئا لهم. قال كعب: والله لا يحبهم إلا من أخذ الله عزوجل منه الميثاق (1). 12 - وروي عنه عليه السلام أنه قال: تسنيم أشرف شراب في الجنة يشربه محمد وآل محمد صرفا، ويمزج لاصحاب اليمين ولسائر أهل الجنة (2) وقوله تعالى: إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون (29) وإذا مروا بهم يتغامزون (30) وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين (31) وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون (32) وما أرسلوا عليهم حافظين (33) فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون (34) على الارائك ينظرون (35) هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون (36) معناه: قوله سبحانه (إن الذين أجرموا) وهم منافقو قريش، كانوا إذا مر بهم أمير المؤمنين عليه السلام وأصحابه يضحكون منهم ويتغامزون عليهم (وإذا انقلبوا - المنافقون إلى أهليهم - انقلبوا فكهين - أي متفكهين بذكرهم مسرورين بما هم فيه - وإذا رأوهم - أي المنافقون المؤمنين - قالوا هؤلاء لضالون وما ارسلوا عليهم حافظين) (أي يقول المنافقون: إن المؤمنين ضالون وبعد ذلك إن المنافقين لم يرسلوا من قبل الله على المؤمنين حافظين) (3) بما كلفوا به، شاهدين عليهم يوم القيامة، بل المؤمنون هم الحافظون الشاهدون على المنافقين بما كانوا يعملون.

___________________________

(1) بشارة المصطفى: 60 مع اختلاف يسير، وعنه البحار: 68 / 128 ح 59، والحديث نقلناه من نسخة " أ ".

 (2) عنه البحار: 8 / 150 ح 86 وج 24 / 3 ح 8 والبرهان: 4 / 440 ذح 9.

 (3) ليس في نسخة " ج ".

 

[ 780 ]

ثم قال سبحانه " فاليوم - أي يوم القيامة - الذين آمنوا - يعني أمير المؤمنين واصحابه - من الكفار - المنافقين - يضحكون على الارائك ينظرون " إلى المنافقين وهم في النار يعذبون. ثم قال سبحانه (هل ثوب الكفار - الذين ضحكوا من المؤمنين أي هل حصل لهم من الثواب والعقاب والجزاء - ما كانوا يفعلون) في الدنيا من الافعال القبيحة ثوابا وجزاء غير الخزي والفضيحة ؟ 13 - وأما تأويله: ما رواه محمد بن العباس (رحمه الله)، عن أحمد بن محمد بن الحسن، عن أبيه، عن حصين بن مخارق، عن يعقوب بن شعيب، عن عمران بن ميثم، عن عباية بن ربعي، عن علي عليه السلام أنه كان يمر بالنفر من قريش فيقولون: انظروا إلى هذا الذي اصطفاه محمد واختاره من بين أهله، ويتغامزون فنزلت هذه الآيات (إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون) إلى آخر السورة (1). 14 - وقال أيضا: حدثنا علي بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن الحكم بن سليمان، عن محمد بن كثير، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله تعالى (إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون) قال: ذاك هو الحارث بن قيس وأناس معه، كانوا إذا مر بهم علي عليه السلام قالوا: أنظروا إلى هذا الذي اصطفاه محمد، واختاره من بين أهل بيته، فكانوا يسخرون ويضحكون، فإذا كان يوم القيامة فتح بين الجنة والنار باب، فعلي عليه السلام يومئذ على الارائك متكئ ويقول لهم: هلم لكم، فإذا جاؤا سد بينهم الباب، فهو كذلك يسخر منهم ويضحك، وهو قوله تعالى (فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الارائك ينظرون هل

___________________________

(1) عنه البحار: 36 / 66 ح 7 والبرهان: 4 / 440 ح 1.

 

[ 781 ]

ثوب الكفار ما كانوا يفعلون) (1). 15 - وقال أيضا: حدثنا محمد بن محمد الواسطي باسناده إلى مجاهد في قوله تعالى (إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون) قال: إن نفرا من قريش كانوا يقعدون بفناء الكعبة فيتغامزون بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ويسخرون منهم، فمر بهم، مأ علي عليه السلام في نفر من أصحاب رسول صلى الله عليه وآله فضحكوا منهم وتغامزوا عليهم، وقالوا: هذا أخو محمد ! فأنزل الله عزوجل (إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون) فإذا كان يوم القيامة أدخل علي عليه السلام (و) (2) من كان معه الجنة فأشرفوا على هؤلاء الكفار ونظروا إليهم، فسخروا منهم وضحكوا، وذلك قوله تعالى (فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون) (3). 16 - وقال أيضا: حدثنا محمد بن عيسى، عن يونس، عن عبد الرحمان بن سالم (4) عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل (إن الذين أجرموا كانوا من الذين ءامنوا يضحكون) إلى آخر السورة نزلت في علي عليه السلام وفي الذين استهزؤا به من بني أمية، وذلك أن عليا عليه السلام مر على قوم من بني أمية والمنافقين فسخروا منه (5). 17 - وأحسن ما قيل في هذا التأويل: ما رواه أيضا [ عن ] (6) محمد بن القاسم، عن أبيه باسناده، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: إذا كان يوم القيامة أخرجت أريكتان من الجنة فبسطتا على شفير جهنم، ثم يجئ علي عليه السلام حتى يقعد فإذا قعد ضحك وإذا ضحك انقلبت جهنم فصارت عاليها سافلها، ثم يخرجان فيوقفان بين يديه، فيقولان:

___________________________

(1) عنه البحار: 35 / 339 ح 9 والبرهان: 4 / 440 ح 2، وأخرجه في البحار: 36 / 69 ح 15 عن تفسير فرات: 204 مثله.

 (2) ليس في نسخة " ج ".

 (3) عنه البحار: 36 / 66 ح 8 والبرهان: 4 / 441 ح 1.

 (4) في البحار: مسلم.

 (5) عنه البحار: 35 / 339 ح 10 والبرهان: 4 / 441 ح 2.

 (6) من نسخة " م ".

 

[ 782 ]

يا أمير المؤمنين يا وصي رسول الله ألا ترحمنا ؟ ألا تشفع لنا عند ربك ؟ قال: فيضحك منهما، ثم يقوم فيدخل (وترفع) (1) الاريكتان ويعادان إلى موضعهما. فذلك قوله عزوجل (فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الارائك ينظرون هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون) (2).

" 84 "

" سورة الانشقاق "

" وفيها آية واحدة " وهي: قوله تعالى: فأما من أوتي كتابه بيمينه (7) فسوف يحاسب حسابا يسيرا (8) وينقلب إلى أهله مسرورا (9) 1 - تأويله: رواه محمد بن العباس (رحمه الله)، عن الحسين بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يوسن، عن سماعة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: [ سألته عن ] (3) قوله تعالى (فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا). [ فقال: ] (4) هو علي وشيعته، يؤتون كتبهم بأيمانهم (5).

___________________________

(1) ليس في نسختي " ج، م ".

 (2) عنه البحار: 8 / 228 (طبع الحجر) وج 36 / 66 ذح 8 والبرهان: 4 / 441 ح 3.

 (3، 4) من البحار.

 (5) عنه البحار: 36 / 67 ح 9 والبرهان: 4 / 443 ح 2.

 




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21393829

  • التاريخ : 16/04/2024 - 05:36

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net