00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة المدثر 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ـ ج 2   ||   تأليف : السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي

[ 732 ]

" 74 "

" سورة المدثر " " وما فيها من الآيات في الائمة الهداة "

منها (1): قوله تعالى: فإذا نقر في الناقور (8) فذلك يومئذ يوم عسير (9) على الكافرين غير يسير (10) 1 - تأويله: رواه الشيخ المفيد (قدس الله روحه)، عن محمد بن يعقوب باسناده عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنه سئل عن قول الله عزوجل (فإذا نقر في الناقور) ؟ قال: إن منا إماما يكون مستترا، فإذا أراد الله إظهار أمره نكت في قلبه نكتة فظهر وقام بأمر الله عزوجل (2). 2 - وفي حديث آخر عنه عليه السلام قال: إذا نقر في أذن الامام القائم أذن له في القيام (3). 3 - وروي عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قوله عزوجل (فإذا نقر في الناقور). (قال: الناقور) (4) هو النداء من السماء: ألا إن وليكم فلان (بن فلان) (5) القائم بالحق ينادي به جبرئيل في ثلاث ساعات من ذلك اليوم، فذلك " يوم عسير على

___________________________

(1) في نسخة " أ " عن علي بن إبراهيم (ره) " قم فأنذر " قال: هو قيامه في الرجعة. تفسير القمى: 702 وعنه البحار: 9 / 244 ح 147 وج 16 / 96 ح 34 وج 53 / 103 ح 129 والبرهان: 4 / 399 ح 1.

 (2) لم نعثر عليه في غيبة المفيد، نعم رواه النعماني في غيبته: 187 ح 40 وعنه البحار: 51 / 57 ح 49، فالظاهر أن المراد من المفيد محمد بن ابراهيم النعماني لا محمد بن محمد بن النعمان، وأخرجه في البحار: 52 / 284 ح 11 عن غيبة الطوسى: 13 والكشى: 192 ح 338 وفي البرهان: 4 / 400 ح 1، 2، 4 عن الشيخ المفيد والكافي: 1 / 343 ح 30 وكمال الدين: 349 ح 42 ورواه في الامامة والتبصرة: 123 ح 121.

 (3) عنه البرهان: 4 / 400 ذح 2، والمحجة: 238.

 (4، 5) ليس في نسخة " ج ".

 

[ 733 ]

الكافرين غير يسير "، يعني بالكافرين: المرجئة الذين كفروا بنعمة الله، وبولاية علي ابن أبي طالب عليه السلام (1). 4 - عن ابن إبراهيم (رحمه الله)، عن أبي العباس، عن يحيى بن زكريا، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمان بن كثير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى (ذرني ومن خلقت وحيدا - قال " الوحيد " ولد الزنا [ وهو ] (2) زفر - وجعلت له مالا ممدودا - [ قال: ] (3) أجل [ ممدود ] (4) إلى مدة - وبنين شهودا - [ قال: ] (5) اصحابه الذين شهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وآله لا يورث. - ومهدت له تمهيدا - ملكه الذي ملكته [ مهدته له ] (6) - ثم يطمع أن أزيد كلا إنه كان لاياتنا عنيدا -. [ قال: ] (7) لولاية أمير المؤمنين عليه السلام، جاحدا عاندا لرسول الله صلى الله عليه وآله فيها. - سأرهقه صعودا إنه فكر وقدر - فيما (8) أمر به من الولاية وقد ر أن مضى (9) رسول الله صلى الله عليه وآله أن لا يسلم (10) لامير المؤمنين عليه السلام البيعة التي بايعه بها على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله. - فقتل كيف قدرثم قتل كيف قدر - قال: عذاب بعد عذاب، يعذبه القائم عليه السلام - ثم نظر - إلى أمير المؤمنين عليه السلام وإلى رسول الله صلى الله عليه وآله - وبسر - مما أمر به - ثم أدبر واستكبر فقال إن هذا إلا سحر يؤثر - قال زفر: إن النبي سحر الناس لعلي - إن هذا إلا قول البشر - ليس هو وحي من الله عزوجل - سأصليه سقر) إلى آخر الآيات نزلت فيه (11).

___________________________

1) عنه البرهان: 4 / 400 ح 3 والمحجة: 238.

 (2، 3، 4، 5، 6، 7) من تفسير القمي.

 (8) في الاصل " فيما قدر " بدل " وقدر فيما ".

 (9) في الاصل " عصى " بدل " ان مضى ".

 (10) في الاصل: أن يسلم.

 (11) تفسير القمى: 703 وعنه البحار: 8 / 210 (طبع الحجر) والبرهان: 4 / 401 ح 1 وأورده في الزام الناصب: 1 / 101 مرسلا عن أبي عبد الله " ع "، والحديث من نسخة " أ ".

 

[ 734 ]

وقوله تعالى: ذرني ومن خلقت وحيدا (11) وجعلت له مالا ممدودا (12) وبنين شهودا (13) ومهدت له تمهيدا (14) ثم يطمع أن أزيد (15) كلا إنه كان لآياتنا عنيدا (16) 5 - تأويله: جاء في تفسير أهل البيت عليهم السلام رواه الرجال، عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل (ذرني ومن خلقت وحيدا) قال: يعني بهذه الآية إبليس اللعين خلقه وحيدا من غير أب ولا أم. وقوله (وجعلت له مالا ممدودا - يعني هذه الدولة إلى يوم الوقت المعلوم، يوم يقوم القائم عليه السلام - وبنين شهودا ومهدت له تمهيدا ثم يطمع أن أزيد كلا إنه كان لاياتنا عنيدا). يقول: معاندا للائمة، يدعو إلى غير سبيلها ويصد الناس عنها، وهي آيات الله. وقوله: سأرهقه صعودا (17) 6 - قال أبو عبد الله عليه السلام " صعودا " جبل في النار من نحاس يحمل (1) عليه حبتر ليصعده كارها، فإذا ضرب رجليه (2) على الجبل ذابتاحتى تلحق بالركبتين، فإذا رفعهما عادتا، فلا يزال هكذا ما شاء الله. وقوله تعالى: إنه فكر وقدر (18) فقتل كيف قدر (19) ثم قتل كيف قدر (20) ثم نظر (21) ثم عبس وبسر (22) ثم أدبر و استكبر (23) فقال إن هذا إلا سحر يؤثر (24) إن هذا إلا قول البشر (25) قال: يعني (3) تدبيره ونظره وفكرته واستكباره في نفسه، وادعاؤه الحق لنفسه دون أهله. ثم قال الله (سأصليه سقر (26) وما أدريك ما سقر (27) لا تبقى ولا تذر (28) لواحة للبشر (29) قال: يراه أهل الشرق كما يراه أهل الغرب إنه إذا كان في سقر يراه أهل الشرق والغرب ويتبين حاله، والمعني في هذه الآيات جميعها: حبتر. قال: قوله (عليها تسعة عشر (30) أي تسعة عشر رجلا، فيكونون من الناس كلهم

___________________________

(1) كذا في البحار: وفي الاصل والبرهان: يعمل.

 (2) كذا في نسخة " ب "، وفي نسخة " ج " والبرهان: بيده، وفي نسخة " م " والبحار: بيديه.

 (3) كذا في نسخة " ب " والبرهان، وفي نسختي " ج، م " قال: هذا يعني.

 

[ 735 ]

في (1) الشرق والغرب. وقوله تعالى (وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة) قال: فالنار هو القائم عليه السلام الذي قد أنار ضوءه وخروجه لاهل الشرق والغرب. و " الملائكة " هم الذين يملكون علم آل محمد، صلوات الله عليهم. وقوله (وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا) قال: يعني المرجئة. وقوله (ليستيقن الذين أوتوا الكتاب) قال: هم الشيعة، وهم أهل الكتاب (وهم الذين أوتوا الكتاب) (2) والحكمة والنبوة. وقوله (ويزداد الذين آمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أتوا الكتاب) أي لا يشك الشيعة في شئ من أمر القائم عليه السلام. وقوله (وليقول الذين في قلوبهم مرض - يعني بذلك الشيعة وضعفاء ها - والكافرون ماذا اراد الله بهذا مثلا - فقال الله عزوجل لهم - كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء) فالمؤمن يسلم والكافر يشك. وقوله (وما يعلم جنود ربك إلا هو) فجنود ربك هم الشيعة، وهم شهداء الله في الارض. وقوله (وما هي إلا ذكرى للبشر (31) * لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر (37)) قال: يعني اليوم قبل خروج القائم من شاء قبل الحق وتقدم إليه، ومن شاء تأخر عنه. وقوله (كل نفس بما كسبت رهينة (38) إلا أصحاب اليمين (39) قال: هم أطفال المؤمنين قال الله تبارك وتعالى [ (واتبعتهم ذريتهم بإيمان ] ألحقنا بهم ذريتهم) (3) قال: يعني أنهم آمنوا بالميثاق (4).

___________________________

(1) في نسخة " ج " من.

 (2) ليس في نسخة " ج ".

 (3) سورة الطور: 21، وما بين المعقوفين من البحار.

 (4) في نسخة " م " والبحار: في الميثاق.

 

[ 736 ]

وقوله (وكنا نكذب بيوم الدين (46) قال: بيوم خروج (1) القائم عليه السلام. وقوله (فمالهم ؟ عن التذكرة معرضين (49)) قال: يعني بالتذكرة ولاية أمير المؤمنين عليه السلام (2). وقوله (كأنهم حمر مستنفرة (50) فرت من قسورة (51)) قال: يعني كأنهم حمر (3) وحش فرت من الاسد حين رأته، وكذا أعداء آل محمد (4) إذا سمعت بفضل آل محمد - صلوات الله عليهم - نفرت عن الحق. ثم قال الله تعالى (بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة (52). قال: يريد كل رجل من المخالفين أن ينزل عليه كتاب من السماء. ثم قال تعالى (كلا بل لا يخافون الآخرة (53)) قال: هي دولة القائم عليه السلام. ثم قال تعالى بعد أن عرفهم التذكرة أنها الولاية (كلا إنه تذكرة (54) فمن شاء ذكره (55) وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة (56)). قال: فالتقوى في هذا الموضع النبي صلى الله عليه وآله، والمغفرة أمير المؤمنين عليه السلام (5). 7 - وروى الشيخ محمد بن يعقوب (رحمه الله) في هذا التأويل، عن علي ابن محمد، عن بعض أصحابنا، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت قوله عزوجل (ليستيقن الذين أوتوا الكتاب) ؟ قال: يستيقنون (6) أن الله ورسوله ووصيه حق. قلت (ويزداد الذين آمنوا إيمانا) ؟ قال: يزدادون بولاية الوصي إيمانا.

___________________________

(1) في نسخة " م " والبحار: بيوم الدين خروج.

 (2) في نسخة " ج " التذكرة أمير المؤمنين عليه السلام.

 (3) في نسخة " ج " " كل حمير " بدل " كأنهم حمر ".

 (4) كذا في نسخة " ب "، وفي نسختي " ج، م " وكذلك المرجئة.

 (5) من أول ح " 5 " إلى هنا في البحار: 24 / 325 ح 41 والبرهان: 4 / 402 ح 9.

 (6) في نسختي " ب، ج " ليستيقن، وفي نسخة " م " ليتيقنون.

 

[ 737 ]

قلت (ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون) ؟ قال: المؤمنون بالولاية (1). قلت: ما هذا الارتياب ؟ قال: يعني بذلك أهل الكتاب والمؤمنين الذين ذكر (هم) (2) الله عزوجل، فقال: ولا يرتابون في الولاية. قلت (وما هي إلا ذكرى للبشر) ؟ قال: ولاية علي. قلت (إنها لاحدى الكبر) ؟ قال: الولاية. قلت (لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر) ؟ قال: من تقدم إلى (3) ولايتنا تأخر (4) عن سقر، ومن تأخر عنها (5) تقدم إلى سقر. قلت (إلا أصحاب اليمين) ؟ قال: هم والله [ نحن و ] (6) شيعتنا. قلت (لم نك من المصلين) ؟ قال: لم نكن نتولى (7) وصي محمد والاوصياء من بعده، ونصلي (8) عليهم. قلت (فما لهم عن التذكرة معرضين) ؟ قال: عن الولاية معرضين (9). وجاء في تأويل أصحاب اليمين: 8 - ما رواه محمد بن العباس (رحمه الله)، عن محمد بن يونس، عن عثمان ابن أبي شيبة، عن عتبة بن [ أبي ] (10) سعيد، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل (كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين) قال: هم شيعتنا أهل البيت (11).

___________________________

(1) في الكافي ونسخة " ب " بولاية علي عليه السلام، وفي نسخة " م " " بولاية " بدل " المؤمنون بالولاية ".

 (2) ليس في الكافي.

 (3) في نسختي " ب، م " عن.

 (4) في الكافي: اخر.

 (5) في الكافي: عنا.

 (6) من نسخة " ج ".

 (7) في الكافي: ان لم نتول.

 (8) في الكافي والبحار: ولا يصلون.

 (9) الكافي: 1 / 434 قطعة من ح 91 وعنه البحار: 24 / 338 والبرهان: 4 / 402 ح 1.

 (10) من نسخة " ب ".

 (11) عنه البحار: 7 / 192 ح 55 وج 24 / 8 ح 23 والبرهان: 4 / 403 ح 3.

 

[ 738 ]

9 - وقال أيضا: حدثنا أحمد بن محمد بن موسى النوفلي، عن محمد بن عبد الله، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن زكريا (1) الموصلي، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن جده عليهم السلام أن النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام: يا علي قوله عزوجل (كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين في جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر - والمجرمون هم المنكرون لولايتك - قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين) فيقول لهم أصحاب اليمين: ليس من هذا أوتيتم، فما الذي سلككم في سقر يا أشقياء ؟ قالوا " وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين ". فقالوا لهم: هذا الذي سلككم في سقر يا أشقياء. ويوم الدين يوم الميثاق حيث جحدوا وكذبوا بولايتك وعتوا عليك واستكبروا (2). 10 - وقال أبو علي الطبرسي (رحمه الله) في تفسيره: قال الباقر عليه السلام: نحن وشيعتنا أصحاب اليمين (3). فمن كان من شيعتهم فليقل الحمد لله رب العالمين. [ علي بن إبراهيم (رحمه الله) وغيره ذكروه في هذه السورة زيادات من هذا القبيل، وفيما ذكرناه كفاية ] (4).

___________________________

(1) في نسختي " أ، م " ابن زكريا، وفي نسخة " ب " أبي زكريا.

 (2) عنه البحار: 7 / 193 ح 56 وج 24 / 8 ح 24 والبرهان: 4 / 404 ح 4.

 (3) مجمع البيان: 10 / 391 وعنه البرهان: 4 / 404 ح 5.

 (4) راجع تفسير القمى: 702 - 704، وما بين المعقوفين من نسخة " أ ".

 




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21400531

  • التاريخ : 18/04/2024 - 23:25

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net