00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة القلم 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ـ ج 2   ||   تأليف : السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي

" 68 "

" سورة القلم " " وما فيها من الآيات في الائمة الهداة "

 بسم الله الرحمن الرحيم ن والقلم وما يسطرون (1) ما أنت بنعمة ربك بمجنون (2) وإن لك لاجرا غير ممنون (3) وإنك لعلى خلق عظيم (4) فستبصر ويبصرون (5) بأييكم المفتون (6) إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين (7) تأويله: إن الله سبحانه وتعالى أقسم بنون والقلم، ونون إسم للنبي. والقلم إسم لعلي - صلى الله عليهما وعلى ذريتهما -: 1 - لما رواه الحسن بن أبي الحسن الديلمي (رحمه الله) عن رجاله باسناده (ه) (2) يرفعه إلى محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل (ن والقلم وما يسطرون) ؟ فالنون إسم لرسول الله و " القلم " إسم لامير المؤمنين. (3) صلوات الله عليهما وعلى ذريتهما. وهذا موافق لما جاء من أسمائه في القرآن مثل " طه " و " يس " و " ص " و " ق " وغير ذلك وسمي أمير المؤمنين عليه السلام بالقلم لما في القلم من المنافع للخلق، إذ هو أحا لساني (4) الانسان يؤدي عنه ما في جنانه ويبلغ البعيد (عنه) (5) ما يبلغ القريب بلسان وبه تحفظ أحكام الدين، وتستقيم أمور العالمين، وكذلك أمير المؤمنين عليه السلام.

___________________________

(1) عنه البحار: 24 / 399، ويأتي في سورة الليل ح 6، وفي الخاتمة ح 10.

 (2) ليس في نسختي " ج، م ".

 (3) عنه البحار: 36 / 165 ح 149، وأخرجه في البرهان: 4 / 368 ح 8 عن الحسن بن أبي الحسن الديلمى.

 (4) في نسختي " ج، م " لسان.

 (5) ليس في نسخة " ب ".

 

[ 711 ]

وقيل: إن قوام الدنيا والدين بشيئين: القلم والسيف، والسيف يخدم القلم. وقد نظم بعض الشعراء فأحسن فيما قال: إن يخدم القلم السيف الذي خضعت * له الرقاب ودانت (1) حذره الامم فالموت - والموت لا شئ بغالبه - * ما زال يتبع ما يجري به القلم وإن شئت جعلت تسميته مجازا، أي صاحب القلم وصاحب السيف، اللذان بهما قوام الدين والدنيا، كما تقدم وكان أمير المؤمنين عليه السلام كذلك. 2 - تأويل آخر: رواه محمد بن العباس (رحمه الله) عن عبد العزيز بن يحيى عن عمرو بن محمد بن تركي (2) عن محمد بن الفضل، عن محمد بن شعيب، عن دلهم ابن صالح، عن الضحاك بن مزاحم قال: لما رأت قريش تقديم النبي صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام و إعظامه له، نالوا من علي عليه السلام وقالوا: قد افتتن [ به ] (3) محمد صلى الله عليه وآله فانزل الله تبارك و تعالى (ن والقلم وما يسطرون - قسم أقسم الله تعالى به - ما أنت بنعمة ربك بمجنون وإن لك لاجرا غير ممنون وإنك لعلى خلق عظيم فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين). و " سبيله " علي بن أبي طالب عليه السلام (4). 3 - وروى أيضا، عن علي بن العباس، عن حسن بن محمد، عن يوسف بن كليب، عن خالد، عن حفص بن عمر، عن حنان، عن أبي أيوب الانصاري قال: لما أخذ النبي صلى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام فرفعها وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، قال أناس: (5)

___________________________

(1) في نسخة " ج " وذلت.

 (2) لم نجده في الرجال، وفي ص 433: زكى، وفي ص 515: عمر، وفي غاية المرام: عمرو بن محمد بن الفضيل وفيه سقط.

 (3) من نسخة " م " والبحار.

 (4) عنه البحار: 24 / 25 ح 56 والبرهان: 4 / 370 ح 2.

 (5) في البحار: الناس.

 

[ 712 ]

إنما افتتن بابن عمه، فنزلت الآية (فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون) (1). فعلى هذا التأويل تكون الآيات الآتية عقيب هذه الآيات المتقدمة نزلت فيمن قال " قد افتتن بابن عمه " وهي قوله تعالى (فلا تطع المكذبين ودوا لو تدهن فيدهنون ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم). وجاء في تفسير أهل البيت عليهم السلام أن أعداءهم المعنيون بذلك وهو: 4 - ما روي عن محمد بن جمهور، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار عنهم عليهم السلام في قوله عزوجل (ولا تطع كل حلاف مهين - [ الثاني ] (2) - هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم) قال: العتل: الكافر العظيم الكفر، والزنيم: ولد الزنا (3). 5 - وروى محمد البرقي، عن الاحمسي، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله، إلا أنه زاد فيه: وكان أمير المؤمنين عليه السلام يقرأ (فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون). فلقيه الثاني فقال له: (أنت الذي تقول: كذا وكذا) (4) تعرض بي وبصاحبي ؟ فقال له أمير المؤمنين عليه السلام - ولم يعتذر إليه -: ألا أخبرك بما نزل في بني أمية ؟ نزل فيهم (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم) (5) ؟ قال: فكذبه وقال له: هم (6) خير منك، وأوصل للرحم (7).

___________________________

(1) عنه البحار: 36 / 165 ح 150 والبرهان: 4 / 380 ح 3.

 (2) من نسخة " ج "، وفي نسخة " أ " يعنى الثاني.

 (3) عنه البحار: 8 / 225 (طبع الحجر) والبرهان: 4 / 370 ح 6.

 (4) ليس في البحار.

 (5) سورة محمد " ص ": 22.

 (6) في نسخة " ج " وهم، وفي البحار: منكم بدل " منك ".

 (7) عنه البحار: 8 / 225 (طبع الحجر) والبرهان: 4 / 370 ح 7.

 

[ 713 ]

[ وروى علي بن إبراهيم مثل ذلك وبمعناه ] (1). كذب، عليه من الله ما يستحق جزاء مستمرا سرمدا بكرة ومساءا. وقوله تعالى: وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون (51) وما هو إلا ذكر للعالمين (52) 6 - تأويله: قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا حسن (2) بن أحمد المالكي، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمان، عن عبد الله بن سنان عن حسان (3) الجمال قال: حملت أبا عبد الله عليه السلام من المدينة إلى مكة، فلما بلغ غدير خم نظر إلي. وقال: هذا موضع قدم رسول الله صلى الله عليه وآله حين أخذ بيد علي عليه السلام وقال " من كنت مولاه فعلي مولاه " وكان عن يمين الفسطاط أربعة نفر من قريش - سماهم لي -. فلما نظروا إليه وقد رفع يده حتى بان بياض إبطيه، قالوا: انظروا إلى عينيه قد انقلبتا كأنهما عينا مجنون ! فأتاه جبرئيل فقال: اقرأ (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون وما هو إلا ذكر للعالمين) والذكر: علي بن أبي طالب عليه السلام. فقلت: الحمد لله الذي أسمعني هذا منك. فقال: لولا أنك جمالي (4) لما حدثتك بهذا، لانك لا تصدق إذا رويت عني (5).

___________________________

(1) تفسير القمى: 690، وما بين المعقوفين من نسخة " أ ".

 (2) في نسخة " ج " (حسين - خ ل -).

 (3) في نسخ " أ، ب، م " الحسين، وفي نسخة " ج " الحسان (الحسين - خ ل -).

 (4) في نسختي " أ، م " جمال.

 (5) عنه البحار: 8 / 225 (طبع الحجر) وج 37 / 221 ح 89 والبرهان: 4 / 374 ح 2 وأخرجه في الوسائل: 3 / 548 ح 1 عن الكافي: 4 / 566 ح 2 والتهذيب: 3 / 263 ح 66 مع اختلاف يسير.

 

[ 714 ]

[ وذكر علي بن إبراهيم (رحمه الله) ما يقارب ذلك، وبمعناه ] (1).




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21394599

  • التاريخ : 16/04/2024 - 14:04

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net