00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة التحريم 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ـ ج 2   ||   تأليف : السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي

" 66 "

" سورة التحريم " " وما فيها من الآيات في الائمة الهداة "

 منها: قوله تعالى: وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير (3) إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل و صالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير (4) سبب نزول هذه الآيات: أن النبي صلى الله عليه وآله أسر إلى عائشة وحفصة حديثا وهو: أن أبا بكر وعمر يليان الامر من بعده بالقهر والغلبة، فلما أسر إليهما ذلك عرفت كل واحدة أباها وأفشت سر رسول الله صلى الله عليه وآله. فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وآله يخبره بما فعلتا ويعرفهما بأنهما إن تابتا مما فعلتاه. (فقد صغت قلوبهما (5) - أي مالت إلى الهدى وعدلت إلى الرشاد - وإن تظاهرا عليه - أي على النبي صلى الله عليه وآله أي تتقويا - فإن الله هو مولاه - أي ناصره ومؤيده - وكذلك - جبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير).

___________________________

(1) كذا في الكافي، وفي الاصل هكذا: من هلك قبلكم ولا يهلك من يهلك.

 (2) في الكافي: جحود.

 (3) ليس في الكافي.

 (4) الكافي: 1 / 426 ح 74 وعنه البحار: 23 / 370 ح 68 والبرهان: 4 / 340 ح 2 والاية الاخيرة من سورة البقرة: 213.

 (5) في نسخة " ج " قلوبكما.

 

[ 698 ]

وصالح المؤمنين: أمير المؤمنين عليه السلام على ما رواه: محمد بن العباس (رحمه الله) - من طريق العام والخاص أورد في تفسيره هذا المنقول (منه) (1) اثنين وخمسين حديثا إخترنا منها بعضها - قال: 1 - حدثنا جعفر بن محمد الحسيني، عن عيسى بن مهران، عن محول (2) بن إبراهيم، عن عبد الرحمان بن الاسود، عن محمد بن عبد الله بن أبي رافع، عن عون بن عبد الله بن أبي رافع، قال: لما كان اليوم الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وآله غشي عليه ثم أفاق، وأنا أبكي واقبل يديه وأقول: من لي ولولدي بعدك يا رسول الله ؟ قال: لك الله بعدي ووصيي صالح المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (3). 2 - وقال أيضا: حدثنا محمد بن سهل القطان، عن عبد الله بن محمد البلوي عن إبراهيم بن عبيدالله [ بن ] (4) العلا، عن سعيد بن يربوع (5) عن أبيه، عن عمار ابن ياسر (رضي الله عنه) قال: سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: دعاني رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: ألا ابشرك ؟ قلت: بلى يا رسول الله وما زلت مبشرا بالخير. قال: لقد أنزل الله فيك قرآنا. قال: قلت: وما هو ؟ يا رسول الله ! قال: قرنت (6) بجبرئيل، ثم قرأ " وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير " فأنت والمؤمنون من بنيك الصالحون (7).

___________________________

(1) ليس في نسختي " ب، م ".

 (2) في نسختي " أ، ب " محلول، وفي نسختي " ج، م " مخلول، وفي البحار: مخول، وما أثبتناه هو الصحيح، راجع معجم رجال السيد الخوئى.

 (3) عنه البحار: 36 / 29 ح 5 والبرهان: 4 / 353 ح 3.

 (4) في نسختي " ب، م " عبيدالله القلا، وفي نسخة " ج " عبيدالقلا، وفي نسخة " أ " عبد الله القلا، وما أثبتناه من رجال السيد الخوئى.

 (5) في نسخة " م " مربوع.

 (6) في نسخة " م " قريت، وفي نسخة " ب " قرأت.

 (7) عنه البحار: 36 / 29 ح 6 والبرهان: 4 / 353 ح 4.

 

[ 699 ]

3 - وقال أيضا: حدثنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن محمد الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله عرف أصحابه (1) أمير المؤمنين مرتين: وذلك أنه قال لهم: أتدرون من وليكم بعدي ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم (قال) (2): فان الله تبارك قد قال (فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين) - يعني أمير المؤمنين - وهو وليكم بعدي. والمرة الثانية: يوم غدير خم حين قال: من كنت مولاه فعلي مولاه (3). 4 - وقال أيضا: حدثنا علي بن عبيد ومحمد بن القاسم قالا: حدثنا حسين ابن حكم، عن حسن بن حسين، عن حيان بن علي، عن الكلبي، عن أبي صالح (4) عن ابن عباس في قوله عزوجل (فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين) قال: نزلت في علي عليه السلام خاصة (5). وإنما أفرد جبرئيل من بين الملائكة وأمير المؤمنين من بين الناس لعلو شأنهما فأما جبرئيل فعطف الملائكة عليه، وأما أمير المؤمنين عليه السلام لم يشرك معه أحدا من الناس، فتلك فضيلة لم يسبق إليها، ولا قدر أحد من البشر عليها. وهذا مثل قوله تعالى (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين) (6). والمؤمنون عبارة عنه لانه أميرهم، وكما قيل: الناس ألف منهم بواحد، وواحد كألف إن أمرعنا، وقال الآخر: وليس لله بمستنكر أن يجمع العالم في واحد.

___________________________

(1) أي لاصحابه.

 (2) ليس في نسخة " م ".

 (3) عنه البحار: 36 / 29 ح 7 والبرهان: 4 / 353 ح 5 وكشف اليقين: 91.

 (4) في نسختي " أ، م " صالح وما أثبتناه هو الصحيح بقرينة بقية الموارد راجع فهرس أعلام كتابنا هذا والحديث ساقط من نسخة " ب ".

 (5) عنه البحار: 36 / 30 ذح 7، والبرهان: 4 / 353 ح 6، وأخرجه في البحار: 36 / 30 ح 8 عن تفسير فرات: 185.

 (6) سورة الانفال: 62.

 

[ 700 ]

5 - علي بن إبراهيم (رحمه الله)، عن محمد بن همام، عن جعفر بن محمد ابن مالك، عن محمد بن الحسين الصائغ، عن الحسن (1) بن علي بن أبي عثمان، عن صالح بن سهل، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى (نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم) قال: أئمة المؤمنين نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم حتى ينزلوا منازلهم (2). قوله تعالى: ضرب الله مثلا للذين كفروا أمرأت نوح وأمرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين (10) 6 - قال أبو علي الطبرسي (رحمه الله): هذا مثل ضربه الله سبحانه لازواج النبي صلى الله عليه وآله (اللواتي أفشين سره) حثا لهن على (التوبة و) الطاعة، وبيانا لهن أن مصاحبة الرسول صلى الله عليه وآله (ومما سته) مع مخالفته وإفشاء سره لا ينفعهن ذلك (3). 7 - ويؤيده: ما روي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: قوله تعالى (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين) الآية، مثل ضربه الله سبحانه لعائشة وحفصة، إذ تظاهرا على رسول الله صلى الله عليه وآله وأفشتا سره (4). ولما بين سبحانه حالهما وعاقبة أمرهما في المثل الذي ضربه لهما وللذين كفروا، ضرب الله مثلا آخر للذين آمنوا فقال سبحانه: وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأت فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين (11) 8 - تأويله: جاء في رواية (5) محمد بن علي عن علي بن الحكم، عن سيف

___________________________

(1) كذا في المصدر وهو الصحيح راجع كتب الرجال، وفي الاصل: الحسين.

 (2) تفسير القمى: 689 وعنه نور الثقلين: 5 / 375 ح 35، والحديث نقلناه من نسخة " أ ".

 (3) مجمع البيان: 10 / 319، وكل ما بين الاقواس ليس في المجمع.

 (4) عنه البرهان: 4 / 358 ح 2.

 (5) ذكر الخونسارى سند الحديث عن الكليني (رحمه الله) ولم نجده في الكافي.

 

[ 701 ]

ابن عميرة، عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل (وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأت فرعون) الآية، أنه قال: هذا مثل ضربه الله لرقية بنت رسول الله صلى الله عليه وآله التي تزوجها عثمان بن عفان قال: وقوله (ونجني من فرعون وعمله) يعني من الثالث وعمله. وقوله (ونجني من القوم الظالمين) يعني به بني أمية (1). ولما تم القول على المثل المضروب للذين آمنوا قال سبحانه وتعالى: ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها و كتبه وكانت من القانتين (12) 9 - تأويله: بالاسناد المتقدم، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: " ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها " هذا مثل ضربه الله لفاطمة عليها السلام. وقال: إن فاطمة أحصنت فرجها، فحرم الله ذريتها على النار (2). 10 - ويؤيده: ما رواه محمد بن العباس (رحمه الله)، عن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد السياري، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل (ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها) قال: هذا مثل ضربه الله لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أهل بيته وسلم تسليما (3).

___________________________

(1) عنه البحار: 8 / 225 (طبع الحجر) والبرهان: 4 / 358 ح 1.

 (2) عنه البرهان: 4 / 358 ح 2، (3) عنه البرهان: 4 / 358 ح 3.

 

[ 702 ]




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21403222

  • التاريخ : 19/04/2024 - 20:42

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net