00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الواقعة 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ـ ج 2   ||   تأليف : السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي

" 56 "

" سورة الواقعة " " وما فيها من الآيات في الائمة الهداة "

 منها: قوله تعالى: والسابقون السابقون 10) أولئك المقربون (11) تأويله: ورد من طريق العامة والخاصة: فأما العامة فهو: 1 - ما رواه أبو نعيم الحافظ، عن رجاله مرفوعا إلى ابن عباس (رضي الله عنه) قال: إن سابق هذه الامة علي بن أبي طالب عليه السلام (1) ومن كان إلى الاسلام أسبق كان أولى بنبيه السابق إليه، وأحرى بخصائص المثنى عليه. وأما ما ورد عن الخاصة فهو: 2 - ما رواه محمد بن العباس رحمه الله، عن أحمد بن محمد الكاتب، عن حميد ابن الربيع، عن حسين بن الحسن الاشقر (2) عن سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح عن عامر، عن ابن عباس قال: سبق الناس ثلاثة: يوشع صاحب موسى إلى موسى وصاحب ياسين إلى عيسى، وعلي بن أبي طالب إلى النبي، صلوات الله عليهم أجمعين (3). 3 - وقال أيضا: حدثنا الحسين بن علي المقري (4) عن أبي بكر محمد بن إبراهيم الجواني (5) عن محمد بن عمرو الكوفي، عن حسين الاشقر، عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس قال: السباق (6) ثلاثة:

___________________________

(1) عنه البحار: 35 / 332 ح 4 والبرهان: 4 / 276 ح 14، وأخرجه في البحار: 38 / 225 ح 25 عن تفسير فرات: 177.

 (2) في البحار والبرهان: الاشعري.

 (3) عنه البحار: 35 / 333 ح 5 والبرهان: 4 / 276 ح 8، وأخرجه في احقاق الحق: 5 / 588 وغاية المرام: 386 ح 7 وص 501 ح 23 عن مناقب الخوارزمي: 19 بإسناده عن حسين الاشقر مع اختلاف ورواه في كشف الغمة: 1 / 83.

 (4) في نسخة " أ " المنقرى، وفي البرهان: علي بن الحسين بن علي المقري.

 (5) في نسخة " م " الجوابى.

 (6) في نسخة " ج " السابق.

 

[ 642 ]

حزقيل مؤمن آل فرعون إلى موسى، وحبيب صاحب ياسين إلى عيسى، وعلي بن أبي طالب إلى محمد، وهو أفضلهم (1). صلوات الله عليهم أجمعين. 4 - وقال أيضا: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد بإسناده، عن رجاله، عن سليم (2) بن قيس، عن الحسن بن علي عليهما السلام في قوله عزوجل (والسابقون السابقون أولئك المقربون) قال: أبي (3) أسبق السابقين إلى الله والى رسوله، وأقرب المقربين إلى الله وإلى رسوله (4). 5 - وروى المفيد (قدس الله روحه) قال: أخبرنا علي بن الحسين (5) باسناده إلى داود الرقي قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك أخبرني عن قول الله عزوجل (والسابقون السابقون أولئك المقربون). فقال: نطق الله بهذا يوم ذرأ الخلق في الميثاق قبل أن يخلق الخلق بألفي عام. فقلت: فسر لي ذلك. فقال: إن الله عزوجل لما أراد أن يخلق الخلق خلقهم من طين، ورفع لهم نارا وقال: أدخلوها. فكان أول من دخلها محمد وأمير المؤمنين والحسن والحسين والتسعة الائمة (6) عليهم السلام، إماما بعد إمام (ثم) (7) اتبعتهم شيعتهم، فهم والله السابقون (8).

___________________________

(1) عنه البحار: 24 / 7 ح 21 والبرهان: 4 / 276 ح 9.

 (2) في نسختي " ج، م " سليمان.

 (3) في نسختي " أ، م " انى.

 (4) عنه البحار: 24 / 8 ح 22 وفيه: الحسن بن على، عن أبيه صلى الله عليه وآله، والبرهان: 4 / 276 ح 10.

 (5) في نسخة " أ " عن الصدوق بدل " قال: أخبرنا علي بن الحسين ".

 (6) في الاصل: وتسعة الائمة، وفي غيبة النعماني: وتسعة من الائمة.

 (7) ليس في نسخة " م ".

 (8) عنه البحار: 35 / 333 ح 6 ورواه النعماني في غيبته: 90 ح 20 وعنه مختصر البصائر: 175 والبحار: 36 / 401 ح 11 والبرهان: 4 / 275 ح 6، ولم نجده في كتب المفيد فالظاهر أن المراد من المفيد محمد بن ابراهيم النعماني، لا محمد بن محمد بن النعمان.

 

[ 643 ]

6 - وفي أمالي الشيخ (1) عن ابن عباس قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن قول الله عزوجل (والسابقون السابقون أولئك المقربون) فقال: قال لي جبرئيل: ذاك علي وشيعته هم السابقون إلى الجنة، المقربون من الله بكرامته لهم (3). وقوله تعالى: ثلة من الاولين (13) وقليل من الآخرين (14) 7 - تأويله: قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا محمد بن جرير (3) عن أحمد بن يحيى، عن الحسن بن الحسين، عن محمد بن الفرات، عن جعفر بن محمد عليهما السلام في قوله عزوجل (ثلة من الاولين وقليل من الآخرين) قال " ثلة من الاولين " ابن آدم الذي قتله أخوه، ومؤمن آل فرعون، وحبيب النجار صاحب ياسين " وقليل من الآخرين " علي بن أبي طالب عليه السلام (4). وقوله تعالى. ثلة من الاولين (39) وثلة من الآخرين (40) 8 - تأويله: قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا الحسن (5) بن علي التميمي عن سليمان بن داود الصيرفي، عن أسباط، عن أبي سعيد المدائني قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل (ثلة من الاولين وثلة من الآخرين) قال: " ثلة من الاولين " حزقيل مؤمن آل فرعون " وثلة من الآخرين " علي بن أبي طالب عليه السلام (6). ومعنى الثلة الجماعة وإنما ذكر الواحد بمعنى الجمع تفخيما لشأنه وإجلالا

___________________________

(1) في نسخة " أ " والصدوق في أماليه، والظاهر أنه اشتباه إذ لم نجده في أماليه.

 (2) عنه البحار: 24 / 4 ح 13. أمالى الطوسى: 1 / 70 وعنه البحار: 35 / 332 ح 1 والبرهان: 4 / 274 ح 2 وفي البحار: 68 / 20 ح 33 عن أمالى الطوسى وأمالى المفيد: 298 ح 7 ورواه في بشارة المصطفى: 107.

 (3) في نسختي " أ، م " حريز، وفي نسخة " ب " حذين.

 (4) عنه البحار: 35 / 333 ح 7 والبرهان: 4 / 276 ح 1 وأخرجه في البحار: 38 / 225 ح 26 عن تفسير فرات: 177.

 (5) في نسختي " أ، ج " الحسين.

 (6) عنه البحار: 35 / 333 ح 8 والبرهان: 4 / 281 ح 2.

 

[ 644 ]

لقدره، كما قال سبحانه (إن إبراهيم كان أمة) (1). والامة الجماعة، وهذا كثير في القرآن المجيد وغيره. وقول تعالى: فلولا إذا بلغت الحلقوم (83) وأنتم حينئذ تنظرون (84) ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون (85) 9 - جاء في تأويل أهل البيت الباطن في حديث أحمد بن إبراهيم عنهم عليهم السلام (وتجعلون رزقكم - أي شكركم النعمة التي رزقكم الله وما من عليكم بمحمد وآل محمد - أنكم تكذبون - بوصيه - فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون - إلى وصيه أمير المؤمنين، يبشر وليه بالجنة وعدوه بالنار - ونحن أقرب إليه منكم - يعني (أقرب) (2) إلى أمير المؤمنين منكم - ولكن لا تبصرون) أي لا تعرفون (3). 10 - ويؤيد هذا التأويل: ما جاء في تأويل الامام أبي محمد العسكري عليه السلام: قال: فقيل له: يا (4) رسول الله ففي القبر نعيم وعذاب ؟ قال: إي والذي بعث محمدا صلى الله عليه وآله بالحق نبيا وجعله زكيا هاديا مهديا وجعل أخاه عليا بالعهد وفيا، وبالحق مليا، ولدى الله مرضيا وإلى الجهاد سابقا ولله في أحواله موافقا، وللمكارم حائزا وبنصر الله له على أعدائه فائزا، وللعلوم حاويا ولاولياء الله مواليا ولاعدائه مناويا وبالخيرات ناهضا وللقبائح رافضا وللشيطان مخزيا وللفسقة المردة مغضبا (5) ولمحمد صلى الله عليه وآله نفسا (6) وبين يديه لدى المكاره جنة وترسا، آمنت به (أنا وأخي) (7) علي بن أبي طالب عليه السلام عبد رب الارباب، المفضل على أولي الالباب

___________________________

(1) سورة النحل: 120.

 (2) ليس في نسخة " ج ".

 (3) عنه البحار: 24 / 66 ح 53 وج 27 / 159 ح 8 والبرهان: 4 / 283 ح 2.

 (4) كذا في التفسير المطبوع، وفي نسخة الخونسارى ونسخ الاصل والبحار ومدينة المعاجز: يابن.

 (5) كذا في نسخة " ب " ونسخة الخونسارى من المصدر ومدينة المعاجز، وفي نسختي " ج، م " والبحار والمطبوع من المصدر: مقصيا.

 (6) في مدينة المعاجز: نقيبا.

 (7) كذا في المصدر المطبوع، وفي نسخة " ج " وهو، وفي نسختي " ب، م " وهو أبى، وفي نسخة الخونسارى من المصدر ومدينة المعاجز والبحار: " وأبي " بدل " وأخى ".

 

[ 645 ]

الحاوي لعلوم الكتاب، زين من يوافي يوم القيامة عرصات الحساب بعد محمد، صفي الكريم العزيز الوهاب. إن في القبر نعيما يوفر الله به حظوظ أوليائه وإن في القبر عذابا يشدد الله به شقاء (1) أعدائه، إن المؤمن الموالي لمحمد وآله الطيبين المتخذ لعلي بعد محمد إمامه الذي يحتذي مثاله، وسيده الذي يصدق أقواله ويصوب أفعاله ويطيعه بطاعة من يندبه (2) من أطائب ذريته لامور الدين وسياسته، إذا حضره من أمر الله ما لا يرد، ونزل به من قضائه ما لا يصد، وحضره ملك الموت وأعوانه وجد عند رأسه محمدا رسول الله [ من جانب ] (3) آخر عليا سيد الوصيين، وعند رجليه من جانب الحسن سبط سيد النبيين، ومن جانب آخر [ الحسين ] (4) سيد الشهداء أجمعين، وحواليه بعدهم خيار خواصهم ومحبيهم، الذين هم سادة هذه الامة بعد ساداتهم من آل محمد. فينظر إليهم العليل المؤمن فيخاطبهم بحيث يحجب الله صوته عن آذان (5) حاضريه، كما يحجب رؤيتنا أهل البيت (و) (6) رؤية خواصنا عن عيونهم، ليكون إيمانهم بذلك أعظم ثوابا، لشدة المحنة عليهم فيه. فيقول المؤمن: بأبي أنت وأمي يا رسول (7) رب العزة، بأبي أنت وأمي يا وصي رسول الرحمة، بأبي أنتما وأمي يا شبلي محمد وضرغاميه، يا ولديه وسبطيه، ويا سيدي شباب أهل الجنة المقربين من الرحمة والرضوان، مرحبا بكم [ معاشر ] (8) خيار أصحاب محمد وعلي وولديه، ما كان أعظم شوقي إليكم و [ ما ] (9) أشد سروري الآن

___________________________

(1) في المصدر اشقاء، وفي البحار: على أشقياء.

 (2) في المصدر المطبوع: بيده.

 (3، 4) من المصدر.

 (5) كذا في المصدر والبحار:، وفي نسخ الاصل: أسماع.

 (6) ليس في نسخة " م ".

 (7) في نسختي " ب، م " يا رسول الله.

 (8) من المصدر، وفي نسخة " ج " يا خيار.

 (9) من المصدر والبحار.

 

[ 646 ]

بلقائكم ! (1) يا رسول الله هذا ملك الموت قد حضرني ولا أشك في جلالتي في صدره لمكانك ومكان أخيك مني. فيقول (رسول الله صلى الله عليه وآله: كذلك هو. ثم يقبل رسول الله صلى الله عليه وآله على ملك الموت فيقول:) (2) يا ملك الموت استوص بوصية الله في الاحسان إلى مولانا وخادمنا ومحبنا ومؤثرنا. فيقول ملك الموت: يا رسول الله مره أن ينظر إلى ما أعد (3) له في الجنان. فيقول له رسول الله صلى الله عليه وآله: أنظر إلى العلو فينظر إلى ما لا تحيط به الالباب، ولا يأتي عليه العدد والحساب. فيقول ملك الموت: كيف لا أرفق بمن ذلك ثوابه، وهذا محمد وعترته (4) زواره ؟ ! يا رسول الله لولا أن الله جعل الموت عقبة لا يصل إلى تلك الجنان إلا من قطعها لما تناولت روحه، ولكن لخادمك ومحبك هذا اسوة بك وبسائر أنبياء الله ورسله وأوليائه الذين أذيقوا الموت بحكم (5) الله. ثم يقول محمد صلى الله عليه وآله: يا ملك الموت هاك أخانا قد سلمناه (6) إليك فاستوص به خيرا. ثم يرتفع هو ومن معه إلى روض (7) الجنان وقد كشف [ من ] (8) الغطاء والحجاب لعين ذلك المؤمن العليل، فيراهم هناك بعد ما كانوا حول فراشه.

___________________________

(1) في نسخة " ج " بلقياكم، وفي نسخة " م " بلقاكم، وفي الاصل: أشد الان سروري.

 (2) ليس في المصدر.

 (3) في نسختي " ج، م " أعده.

 (4) في نسختي " ب، م " وأعزته.

 (5) كذا في المصدر ومدينة المعاجز، وفي الاصل والبحار: لحكم.

 (6) في نسختي " ج، م " أسلمناه.

 (7) في نسخة " م " ريض، وما أثبتناه من البحار.

 (8) في المصدر: ومدينة المعاجز: عن، وفي نسخة الخونسارى من المصدر: عنه.

 

[ 647 ]

فيقول: يا ملك الموت الوحى الوحى (1) تناول روحي ولا تلبثني ههنا، فلا صبر لي عن محمد وعترته (2) وألحقني بهم، فعند ذلك يتناول ملك الموت روحه فيسلها كما يسل الشعرة من الدقيق وإن كنتم ترون أنه في شدة فليس في شدة بل هو في رخاء ولذة، فإذا أدخل (3) قبره وجد جماعتنا هناك. وإذا جاء منكر ونكير قال أحدهما للآخر: هذا محمد وعلي والحسن والحسين وخيار صحابتهم بحضرة صاحبنا فلنتضع (4) لهم، فيأتيان ويسلمان على محمد سلاما منفردا (5) ثم يسلمان على علي سلاما منفردا (ثم يسلمان على الحسن والحسين سلاما بجمعانهما فيه) (6) ثم يسلمان على سائر من معنا من أصحابنا. ثم يقولان: قد علمنا يا رسول الله زيارتك في خاصتك لخادمك ومولاك، ولولا أن الله يريد إظهار فضله لمن بهذه الحضرة (7) من أملاكه ومن يسمعنا (8) من ملائكته بعدهم (9) لما سألناه، ولكن أمر الله لا بد من امتثاله. ثم يسألانه فيقولان: من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ ومن إمامك ؟ وما قبلتك ؟ ومن إخوانك ؟ فيقول: الله ربي (والاسلام ديني) (10) ومحمد نبيي، وعلي وصي محمد إمامي، والكعبة قبلتي، والمؤمنون الموالون لمحمد وعلي وأوليائهما والمعادون

___________________________

(1) كلمة تقال في الاستعجال والمعنى: البدار، البدار.

 (2) في نسخة " ب " والبحار أعزته.

 (3) في نسختي " ج، م " دخل.

 (4) أي فلنتذلل ولنتخشع.

 (5) كذا في المصدر، وفي الاصل والبحار: مفردا، وكذا فيما بعد.

 (6) ليس في المصدر المطبوع.

 (7) في نسخة " ب " الحفيرة، وفي نسخة " ج " الحفرة، وفي البحار: ملائكة بدل " أملاكه ".

 (8) في نسخة " م " من سمعنا.

 (9) في نسخة " ج " بعده.

 (10) ليس في المصدر والمحتضر ومدينة المعاجز.

 

[ 648 ]

لاعدائهما إخواني وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأن أخاه عليا ولي الله، وأن من نصبهم للامامة من أطايب عترته وخيار دريته خلفاء الله (1) وولاة الحق والقوامون بالصدق. فيقولان: على هذا حييت، وعلى هذا مت، وعلى هذا تبعث إن شاء الله وتكون مع من تتولاه في دار كرامة الله ومستقر رحمته. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: وإن كان لاوليائنا معاديا ولاعدائنا مواليا ولاضدادنا بألقابنا ملقبا فإذا جاءه ملك الموت لنزع (2) روحه مثل الله عزوجل لذلك الفاجر سادته الذين اتخذهم أربابا من دون الله (و) (3) عليهم من أنواع العذاب ما يكاد نظره إليهم يهلكه فلا (4) يزال يصل إليه من حر عذابهم ما لا طاقة له به. فيقول له ملك الموت: يا أيها الفاجر الكافر تركت أولياء الله تعالى (وملت) (5) إلى أعدائه، فاليوم لا يغنون عنك شيئا، ولا تجد إلى مناص سبيلا. فيرد عليه من العذاب ما لو قسم أدناه على أهل الدنيا لاهلكهم. ثم إذا ادلي (6) في قبره رأى بابا من الجنة مفتوحا إلى قبره يرى من خيراتها فيقول له منكر ونكير: انظر إلى ما حرمته من (تلك) (7) الخيرات. ثم يفتح له في قبره باب من النار يدخل عليه منه عذابها فيقول: يا رب لا تقم الساعة، يا رب لا تقم الساعة (8).

___________________________

(1) في المصدر المطبوع والبحار: الامة.

 (2) في نسخة " ج " لنزوع، وفي نسخة الخونسارى من المصدر: لينزع.

 (3) ليس في المصدر والبحار ومدينة المعاجز.

 (4) في المصدر: الا، وفيه: نصلى، وفي البحار، والمحتضر: ولا.

 (5) ليس في البحار والمطبوع من المصدر، وفي نسخة الخونسارى من المصدر: جئت.

 (6) في نسختي " ب، م " والبحار: دلى.

 (7) ليس في المصدر المطبوع.

 (8) تفسير الامام: 71 وعنه مدينة المعاجز: 186 ذح 512 وصدره إلى قوله عليه السلام: " أعدائه " في ص 645 في البحار: 6 / 236 ذح 54 وبعده في ص 173 ح 1 والمحتضر: 20.

 

[ 649 ]

11 - ويعضده ما رواه الاصبغ بن نباتة (رحمه الله) قال: دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين عليه السلام في نفر من الشيعة وكنت معه فيمن دخل فجعل الحارث يتأود في مشيته، ويخبط الارض بمحجنه (1) وكان مريضا. فأقبل عليه أمير المؤمنين عليه السلام وكانت له منه منزلة فقال: كيف نجدك يا حار ؟ قال: نال الدهر مني يا أمير المؤمنين وزادني - أدواءا (2) وعللا - اختصام أصحابك ببابك. قال: فيم ؟ قال: في شأنك والبلية من قبلك، فمن مفرط غال، ومبغض قال، ومن متردد مرتاب فلا يدري أيقدم ؟ أم يحجم ؟ ! قال: فحسبك يا أخا همدان، ألا إن خير شيعتي النمط الاوسط، إليهم يرجع الغالي، وبهم يلحق التالي (3) قال: لو كشفت - فداك أبي وأمي - الريب (4) عن قلوبنا وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا قال: فذكر (5) فإنك إمرؤ ملبوس عليك، إن دين الله لا يعرف بالرجال، بل بآية الحق (والآية: العلامة) (6) فاعرف الحق تعرف أهله. يا حار إن الحق أحسن الحديث، والصادع به مجاهد، وبالحق أخبرك، فارعني سمعك، ثم أخبر به من كانت له خصاصة من أصحابك. ألا إني عبد الله وأخو رسوله، وصديقه الاول صدقته وآدم بين الروح والجسد ثم إني صديقه الاول في أمتكم حقا فنحن الاولون ونحن الآخرون، ألا وأنا خاصته يا حار وخالصته وصفوته (7) ووصيه ووليه وصاحب نجواه وسره، أوتيت فهم الكتاب

___________________________

(1) في نسختي " ب، م " بمحجته.

 (2) أي آلاما وأسقاما، وفي نسخة " ج " أوارا (أوداد - خ ل -)، وفي نسخة " م " والبحار: أودا وغليلا أي عيشا ضيقا ولهبا.

 (3) في نسخة " ب " القالى.

 (4) في نسخة " ب " الرين.

 (5) في نسخة " ب " فدك، وفي نسخة " ج " وأمالى الطوسى والمفيد وبشارة المصطفى والبحار: عنها: قدك.

 (6) ليس في نسخة " ج ".

 (7) في نسخة " م " صفوه، وفي نسخة " ج " صفوة وصيه.

 

[ 650 ]

وفصل الخطاب وعلم القرآن (1) والاسباب، واستودعت ألف مفتاح، يفتح كل مفتاح ألف (2) باب، يفضي كل باب إلى ألف ألف عهد، وايدت أو قال: أمددت بليلة القدر نفلا، وإن ذلك ليجري لي ولمن استحفظ من ذريتي ما جرى الليل والنهار حتى يرث الله الارض ومن عليها. وأبشرك يا حار ليعرفني - والذي فلق الحبة وبرأ النسمة - وليي وعدوي في مواطن شتى: عند الممات، وعند الصراط، وعند المقاسمة. قال: وما المقاسمة ؟ قال: مقاسمة النار أقسمها [ قسمة ] (3) صحاحا أقول: هذا وليي، وهذا عدوي. ثم أخذ أمير المؤمنين عليه السلام بيد الحارث وقال: يا حارث أخذت بيدك كما أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لي وقد اشتكيت إليه حسدة قريش والمنافقين: إذا كان يوم القيامة أخذت بحجزة من ذي العرش تعالى، وأخذت [ أنت ] (4) يا علي بحجزتي وأخذت ذريتك بحجزتك، وأخذت شيعتكم بحجزتكم (5) فماذا يصنع الله بنبيه ؟ وماذا يصنع نبيه بوصيه ؟ وماذا يصنع وصيه بأهل بيته وشيعتهم ؟ خذها إليك يا حار قصيرة من طويلة، أنت مع من أحببت، ولك ما اكتسبت. قالها ثلاثا. فقال الحارث وقام يجر رداءه جذلا (6): ما ابالي وربي بعد هذا ألقيت الموت أو لقيني (7).

___________________________

(1) في نسختي " ب، ج " القرون.

 (2) في نسختي " ب، ج " ألف ألف.

 (3، 4) من نسخة " ب ".

 (5) في نسختي " ج " م " والبحار: بحجزكم.

 (6) في نسخة " ب " جذلان.

 (7) عنه البحار: 27 / 159 ح 9، وأخرجه في البحار: 6 / 178 ح 7 عن أمالى الشيخ: 2 / 238 وأمالى المفيد: 3 ح 3 وفي البحار: 68 / 120 ح 49 عنهما وعن بشارة المصطفى: 4، وفي ج 39 / 239 ح 28 ومدينة المعاجز: 185 عن أمالى الطوسى ورواه في المحتضر: 29 عن كشف الغمة: 1 / 411.

 

[ 651 ]

وقوله تعالى: فأما إن كان من المقربين (88) فروح وريحان وجنت نعيم (89) وأما إن كان من أصحاب اليمين (90) فسلام لك من أصحاب اليمين (91) وأما إن كان من المكذبين الضالين (92) فنزل من حميم (93) و تصلية جحيم (94) إن هذا لهو حق اليقين (95) فسبح باسم ربك العظيم (96) معناه: أن المحتضر يكون على حالات ثلاث: فالاولى: أن يكون من المقربين والثانية: من أصحاب اليمين، والثالثة: من المكذبين، فالاولى والاخيرة يأتي تأويلهما، وأما الثانية: وهي أصحاب اليمين وهم الذين يعطون كتبهم بأيمانهم ويؤخذهم ذات اليمين. 12 - وأما تأويله: قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا علي بن العباس عن جعفر بن محمد، عن موسى بن زياد، عن عنبسة (1) العابد، عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل (فسلام لك من أصحاب اليمين) قال: هم الشيعة، قال الله سبحانه لنبيه (فسلام لك من أصحاب اليمين). يعني أنك تسلم منهم، لا يقتلون ولدك (2). 13 - وقال أيضا: حدثنا علي بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن محمد بن عمران، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل (وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين) قال أبو جعفر عليه السلام: هم شيعتنا ومحبونا (3). 14 - ويؤيد هذا التأويل: ما رواه الشيخ أبو جعفر الطوسي (قدس الله روحه) باسناده عن رجاله، عن أبي محمد الفضل بن شاذان النيسابوري مرفوعا إلى أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عزوجل يقول: ما توجه إلي أحد من خلقي أحب (إلي من

___________________________

(1) في نسختي " أ، م " عقبة.

 (2) عنه البحار: 24 / 1 ح 1 وج 68 / 53 ح 94 والبرهان: 4 / 285 ح 7.

 (3) عنه البحار: 24 / 1 ح 2 وج 69 / 53 ملحق ح 94 والبرهان: 4 / 285 ح 8.

 

[ 652 ]

داع دعاني) (1) يسأل بحق محمد وأهل بيته، وإن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه قال: اللهم أنت وليي (في) (2) نعمتي، والقادر على طلبتي وقد تعلم حاجتي فأسألك بحق محمد وآل محمد إلا ما رحمتني وغفرت زلتي. فأوحى الله إليه: يا آدم أنا ولي نعمتك، والقادر على طلبتك، وقد علمت حاجتك فكيف سألتني بحق هؤلاء ؟ فقال: يا رب إنك لما نفخت في الروح رفعت رأسي إلى عرشك، فإذا حوله مكتوب " لا إله إلا الله محمد رسول الله " فعلمت أنه أكرم خلقك عليك، ثم عرضت علي الاسماء، فكان ممن مر بي من أصحاب اليمين آل محمد وأشياعهم، فعلمت أنهم أقرب خلقك إليك. قال: صدقت يا آدم (3). 15 - وفي المعنى ما ذكره الشيخ في أماليه: عن جابر، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن جده عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام: أنت الذي احتج الله بك في ابتدائه (4) الخلق حيث أقامهم أشباحا. فقال لهم: ألست بربكم ؟ قالوا: بلى. قال: ومحمد رسولي ؟ قالوا: بلى. قال: وعلي أمير المؤمنين (5) ؟ فأبى الخلق كلهم جميعا إلا استكبارا وعتوا عن ولايتك إلا نفر قليل، وهم أقل القليل، وهم أصحاب اليمين (6). 16 - وأما تأويل الآية الاولى فهو: ما رواه محمد بن العباس (رحمه الله) قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى، عن محمد بن (7) عبد الرحمان بن الفضل، عن جعفر

___________________________

(1) في نسخة " ب " من دعاني، وفي نسخة " م " إلى من داع دعاني وليى.

 (2) ليس في نسخة " ب ".

 (3) عنه البحار: 24 / 1 ح 3.

 (4) في نسخة " ج " ابتداء.

 (5) في المصدر: وعلي بن أبي طالب وصيي.

 (6) أمالى الطوسى: 1 / 237 وعنه البحار: 24 / 2 ح 4 وج 26 / 272 ح 12 والجواهر السنية: 288 والبرهان: 4 / 284 ح 1 ورواه في بشارة المصطفى: 144 باسناده عن الشيخ الطوسى.

 (7) في نسخة " م " عن.

 

[ 653 ]

ابن الحسين (1) عن أبيه، عن محمد بن زيد، عن أبيه قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله عزوجل (فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنت نعيم) فقال: هذا (في) (2) أمير المؤمنين والائمة من بعده. صلوات الله عليهم أجمعين (3). 17 - وأما تأويل الاية الاولى والثالثة فهو: ما رواه الشيخ أبو جعفر محمد بن بابويه (رحمة الله عليه): بإسناده عن رجاله مرفوعا إلى الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: نزلت هاتان الآيتان في أهل ولايتنا، وأهل عداوتنا و (هي قوله عزوجل) (4) (فأما إن كان من المقربين فروح وريحان - يعني في قبره - وجنت نعيم) يعني في الآخرة. (وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم - يعني في قبره - وتصلية جحيم) يعني في الآخرة (5). 18 - ومما جاء في تأويل الآيات الثلاث: ما رواه محمد بن العباس (رحمه الله)، عن الحسين بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن محمد بن فضيل، عن محمد بن عمران (6) قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: فقوله عزوجل (فأما إن كان من المقربين) قال: ذاك من كانت (7) له منزلة عند الامام. قلت: (وأما إن كان من أصحاب اليمين) قال: ذاك من وصف بهذا الامر.

___________________________

(1) في نسخة " ب " الحسن.

 (2) ليس في نسختي " ب، ج ".

 (3) عنه البحار: 24 / 4 ح 14 والبرهان: 4 / 285 ح 9.

 (4) ليس في المصدر والبرهان.

 (5) أمالى الصدوق: 383 ح 11 وعنه البحار: 68 / 9 ح 6 والبرهان: 4 / 284 ح 3 ورواه في بشارة المصطفى: 247 وروضة الواعظين: 323.

 (6) في نسخة " ب، ج، م " محمد بن حمران ولم نجد روايته وكذا رواية محمد بن عمران، عن أبي جعفر عليه السلام، نعم عد البرقي محمد بن عمران من أصحاب الباقر عليه السلام، وهو محمد ابن عمران مولى أبي جعفر عليه السلام.

 (7) في نسخة " أ، ج، م " كان.

 

[ 654 ]

قلت (وأما إن كان من المكذبين الضالين) قال: الجاحدين للامام (1). عليه وعلى آبائه وأبنائه أفضل التحية والسلام.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21337709

  • التاريخ : 29/03/2024 - 05:30

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net