00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الزخرف 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ـ ج 2   ||   تأليف : السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي

[ 552 ]

                             " 43 "

 " سورة الزخرف " " وما فيها من الآيات في الائمة الهداة "

 منها: قوله تعالى: وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم (4) إعلم أن الضمير في " إنه " يعود إلى علي عليه السلام لما يأتي في التأويل وإن لم نجد له ذكرا، وجاء ذلك كثيرا في القرآن وغيره ويسمى إلتفاتا مثل قوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس) (1) الآية. وقوله (حتى توارت بالحجاب) (2). 1 - ومن التأويل: ما رواه الحسن بن أبي الحسن الديلمي (رحمه الله) بإسناده عن رجاله إلى حماد السندي (3)، عن أبي عبد الله عليه السلام وقد سأله سائل عن قول الله عزوجل (وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم) قال: هو أمير المؤمنين عليه السلام (4). 2 - ويؤيده: ما رواه محمد بن العباس (رحمه الله)، عن أحمد بن إدريس عن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن موسى بن القاسم، عن محمد بن علي بن جعفر قال: سمعت الرضا عليه السلام وهو يقول: قال أبي عليه السلام (5) وقد تلا هذه الآية (وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم) قال: علي بن أبي طالب عليه السلام (6). 3 - وروي عنه عليه السلام أنه سئل أين ذكر علي عليه السلام في أم الكتاب ؟ فقال: في قوله سبحانه (إهدنا الصراط المستقيم) وهو علي بن أبي طالب عليه السلام (7). 4 - وقال أيضا: حدثنا أحمد بن محمد النوفلي (عن محمد بن حماد الشاشي) (8)

___________________________

(1) سورة الاحزاب: 33.

 (2) سورة ص: 32.

 (3) في نسخة " ب " " عن أبي حماد السمندى " بدل " إلى حماد السندي ".

 (4) عنه البحار: 23 / 210 ح 16 والبرهان: 4 / 135 ح 8.

 (5) في نسخة " ب " أبو عبد الله عليه السلام.

 (6) عنه البحار: 23 / 210 ح 17 والبرهان: 4 / 134 ح 3.

 (7) عنه البحار: 23 / 211 ح 18 والبرهان: 4 / 134 ح 4.

 (8) ليس في نسخة " ب "، وفي نسخة " م " الشاسى.

 

[ 553 ]

عن الحسين بن أسد الطفاوي، عن علي بن إسماعيل الميثمي، عن عباس الصائغ عن سعد الاسكاف، عن الاصبغ بن نباتة قال: خرجنا مع أمير المؤمنين عليه السلام حتى انتهينا إلى صعصعة بن صوحان فإذا هو على فراشه، فلما رأى عليا عليه السلام خف له. فقال له علي عليه السلام: لا تتخذن زيارتنا إياك فخرا على قومك، قال: لا يا أمير المؤمنين ولكن ذخرا وأجرا. فقال له: والله ماكنت (علمتك) (1) إلا خفيف المؤنة، كثير المعونة. فقال صعصعة: وأنت والله يا أمير المؤمنين ما علمتك إلا أنك بالله (2) لعليم، وأن الله في عينك لعظيم، وأنك في كتاب الله لعلي حكيم، وأنك بالمؤمنين رؤوف رحيم (3). 5 - وقال أيضا: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن إبراهيم بن هاشم، عن علي بن معبد، عن واصل (4) بن سليمان، عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما صرع زيد بن صوحان يوم الجمل جاء أمير المؤمنين عليه السلام حتى جلس عند رأسه فقال: رحمك الله يا زيد قد (5) كنت خفيف المؤنة، عظيم المعونة فرفع زيد رأسه إليه فقال: وأنت جزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين، فوالله ما علمتك إلا بالله عليما، وفي أم الكتاب عليا حكيما، وأن الله في صدرك عظيما (6). 6 - وجاء في دعاء يوم الغدير: وأشهد أنه الامام الهادي الرشيد أمير المؤمنين الذي ذكرته في كتابك، فإنك قلت (وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم) (7). وقوله تعالى: ستكتب شهادتهم ويسئلون (19) 7 - تأويله: ما قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا أحمد بن هوذة الباهلي

___________________________

(1) ليس في البحار.

 (2) كذا في البحار، وفي الاصل هكذا: انك ما علمتك إلا بالله (3) عنه البحار: 23 / 211 ح 19 والبرهان: 4 / 135 ح 5.

 (4) في نسختي " أ، م " واهل.

 (5) في نسخة ج " وقد، وفي " ب " فقد.

 (6) أي كان في صدرك عظيما. عنه البحار: 23 / 211 ح 20 والبرهان: 4 / 135 ح 6.

 (7) أخرجه في البحار: 98 / 304 عن اقبال الاعمال: 477.

 

[ 554 ]

عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، عن عبد الله بن حماد، عن عمرو بن شمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أمر رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر وعمر وعليا عليه السلام أن يمضوا إلى الكهف والرقيم فيسبغ أبو بكر الوضوء ويصف قدميه ويصلي ركعتين وينادي ثلاثا فإن أجابوه وإلا فليقل (1) مثل ذلك عمر، فإن أجابوه وإلا فليقل (2) مثل ذلك علي عليه السلام فمضوا وفعلوا ما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يجيبوا أبا بكر ولا عمر. فقام علي عليه السلام وفعل ذلك فأجابوه وقالوا: لبيك لبيك - ثلاثا -. فقال لهم: ما لكم لم (3) تجيبوا الصوت الاول والثاني (4) وأجبتم الثالث ؟ فقالوا: إنا امرنا أن لا نجيب إلا نبيا أو وصيا. ثم انصرفوا إلى النبي صلى الله عليه وآله فسألهم ما فعلوا، فأخبروه، فأخرج رسول الله صلى الله عليه وآله صحيفة حمراء فقال لهم: اكتبوا شهادتكم بخطوطكم فيها بما (5) رأيتم وسمعتم. فأنزل الله عزوجل (ستكتب شهادتهم ويسئلون) يوم القيامة (6). 8 - [ وروى ابن طاووس (رحمه الله) هذه المنقبة في كتاب " اليقين في تسمية علي بأمير المؤمنين " وفي كتاب " سعد السعود " من طريق العامة وذكر أنه رواها من طرق متعددة وفيما ذكره زيادة أخرى هي: أن أمير المؤمنين عليه السلام جلس على بساط أتى به النبي صلى الله عليه وآله وأمر بجلوس من جلس معه على ذلك البساط وحرك شفتيه بما لا يفهمه أحد منهم وطاربهم البساط إلى الكهف، وكان ذهابهم إليه ومجيئهم من زوال الشمس إلى وقت صلاة العصر. وفي الرواية زيادة بسط وتأكيد لما يتعلق بولايته عليه السلام من التأسيس والتشييد والتمهيد. (7) ]

___________________________

(1، 2) في نسخة " ب " فليفعل.

 (3) في نسخة " ب " لا.

 (4) في نسخة " ج " والصوت الثاني.

 (5) في نسخة " ب " وبما، وفي نسخة " ج " فيما.

 (6) عنه البحار: 24 / 319 ح 26 وج 36 / 153 ح 133 والبرهان: 4 / 137 ح 1.

 (7) كشف اليقين: 135، سعد السعود: 112، وعنهما البحار: 39 / 138 ح 5. والحديث نقلناه من نسخة " أ ".

 

[ 555 ]

9 - وقال أيضا: حدثنا الحسين بن أحمد المالكي، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن خلف، عن حماد بن عيسى (1) عن أبي بصير قال: ذكر أبو جعفر عليه السلام الكتاب الذي تعاقدوا عليه في الكعبة واشهدوا فيه وختموا (2) عليه بخواتيمهم. فقال: يا أبا محمد إن الله أخبر نبيه بما يصنعونه قبل أن يكتبوه، وأنزل الله فيه كتابا. قلت: أنزل الله فيه كتابا ؟ ! قال: نعم، ألم تسمع قوله تعالى (ستكتب شهادتهم ويسئلون) (3). وقوله تعالى: وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون (28) 10 - تأويله: قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا علي بن محمد الجعفي، عن أحمد بن القاسم الاكفاني، عن علي بن محمد بن مروان، عن أبيه، عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس قال: خرج علينا علي بن أبي طالب عليه السلام ونحن في المسجد فاحتوشنا عليه. فقال: سلوني قبل أن تفقدوني، سلوني عن القرآن فإن في القرآن علم الاولين والآخرين لم يدع لقائل مقالا، ولا (4) يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم، وليسوا (5) بواحد، ورسول الله صلى الله عليه وآله كان واحدا منهم، علمه الله سبحانه إياه، وعلمنيه رسول الله صلى الله عليه وآله ثم لا يزال في بقيته (6) إلى يوم القيامة (7). ثم قرأ " وبقية مما ترك آل موسى وآل هرون تحمله الملائكة " (8) فأنا (بقية) (9) من رسول الله صلى الله عليه وآله بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة، والعلم في عقبنا إلى أن تقوم الساعة. ثم قرأ (وجعلنا كلمة باقية في عقبه)، ثم قال: كان (10) رسول الله صلى الله عليه وآله

___________________________

(1) كذا في الاصل، وفي البحار: 24: يونس، عن خلف، عن أبي بصير، وفي البحار: 36: يونس، عن حماد بن عيسى.

 (2) في نسخ " أ، ج، م "، واجتمعوا.

 (3) عنه البحار: 24 / 319 ح 27 وج 36 / 153 ذح 133 والبرهان: 4 / 137 ح 2.

 (4) في نسخة " ب " لم.

 (5) في نسخة " ج " ليس.

 (6) في نسختي " ج، م " في عقبه.

 (7) في البحار: يوم تقوم الساعة.

 (8) سورة البقرة: 248.

 (9) ليس في نسختي " ج، م ".

 (10) في نسخة " ب " لان.

 

[ 556 ]

عقب إبراهيم، ونحن أهل البيت عقب إبراهيم، وعقب محمد صلى الله عليه وآله (1). 11 - وقال أيضا: حدثنا محمد بن الحسن (2) بن علي بن مهزيار (3) قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن الحسين (4) بن سعيد، عن محمد بن سنان، عن أبي سلام عن سورة بن كليب، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل (وجعلها كلمة باقية في عقبه) قال: إنها في [ عقب ] (5) الحسين، فلم يزل هذا الامر - منذ أفضي إلى الحسين عليه السلام - ينتقل من والد إلى ولد لا يرجع إلى أخ ولا إلى عم، ولا يعلم أحد منهم خرج من الدنيا إلا وله ولد، وإن عبد الله بن جعفر خرج من الدنيا ولا ولد له، ولم يمكث بين ظهراني أصحابه إلا شهرا (6). 12 - وروى الشيخ محمد بن بابويه (رحمه الله) في كتاب النبوة بإسناده إلي المفضل بن عمر قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: يابن رسول الله أخبرني عن قول الله عزوجل (وجعلها كلمة باقية في عقبه) قال: يعني بذلك الامامة جعلها الله في عقب الحسين عليه السلام إلى يوم القيامة. فقلت: (7) يابن رسول الله أخبرني كيف صارت الامامة في ولد الحسين دون الحسن عليهما السلام وهما ولدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسبطاه وسيدا شباب أهل الجنة ؟ فقال عليه السلام: يا مفضل إن موسى وهارون نبيان مرسلان أخوان، فجعل الله النبوة في صلب هارون [ دون صلب موسى ] (8) ولم يكن لاحد أن يقول: لم فعل ذلك ؟ وكذلك الامامة، وهي خلافة الله عزوجل

___________________________

(1) عنه البحار: 24 / 179 ح 11 والبرهان: 4 / 139 ح 5.

 (2) في نسخ " أ، ب، م " الحسين.

 (3) في نسختي " أ، م " مهران.

 (4) في نسختي " أ، م " الحسن.

 (5) من الكمال وغيره.

 (6) عنه البحار: 24 / 179 ح 12 والبرهان: 4 / 139 ح 6، وأخرجه في البحار: 25 / 253 ح 12 عن كمال الدين: 2 / 415 ح 4 وفي ص 258 ح 18 والبرهان: 4 / 138 ح 2 عن علل الشرائع: 1 / 207 ح 6، ورواه ابن بابويه في الامامة والتبصرة: 49 ح 32.

 (7) في البحار: قال: فقلت له.

 (8) من نسخة " ب " والمعاني والخصال والكمال.

 

[ 557 ]

وليس لاحد أن يقول: لم جعلها في صلب الحسين دون صلب الحسن عليهما السلام. لان الله عزوجل حكيم في أفعاله (لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون) (1). وقال علي بن إبراهيم (رحمه الله) " وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون " يعني فانهم يرجعون - أي الائمة - عليهم السلام إلى الدنيا (2). وقوله تعالى: ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون (29) 13 - تأويله: قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد السياري، عن محمد بن خالد البرقي، عن أبي أسلم، عن أيوب البزاز عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال " ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم - آل محمد حقهم - أنكم في العذاب مشتركون " (3). وهذا جواب لمن تقدم ذكرهم أمام هذه الآية، وهو قوله عزوجل (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين). فيقال لهم عقيب ذلك (ولن ينفعكم اليوم - أي هذا اليوم - إذ ظلمتم آل محمد حقهم - أنكم في العذاب مشتركون) التابع منكم والمتبوع واصول الظلم والفروع. وقوله تعالى: فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون (41) معناه: إذا ذهبنا بك وتوفيناك " فإنا منهم منتقمون " من أمتك من بعدك لان الله سبحانه آمن أمته من عذاب الاستئصال لقوله تعالى (وما كان الله ليعذبهم وأنت

___________________________

(1) معاني الاخبار: 126 ح 1، الخصال: 1 / 304 ح 84، كمال الدين: 2 / 358 ح 57 وعنها البحار: 25 / 260 ح 25، وأخرجه في البرهان: 4 / 39 ح 7 عن كتاب النبوة لابن بابويه، والاية الاخيرة: 23 من سورة الانبياء.

 (2) تفسير القمى: 609 وعنه البحار: 53 / 56 ح 38 والبرهان: 4 / 140 ح 12، والحديث من نسخة " أ ".

 (3) عنه البحار: 24 / 230 ح 33 وج 36 / 153 ذح 133 والبرهان: 4 / 143 ح 3.

 

[ 558 ]

فيهم) (1)، ولما آمنهم من الانتقام في حياته توعدهم بالانتقام بعد وفاته على يد وصيه، لانه قال له: 14 - يا علي إنك تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل، وإنك تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين (2). وقد ورد في تأويل ذلك أخبار: 15 - منها: ما حكاه أبو علي الطبرسي (رحمه الله) قال: روي [ عن ] (3) جابر بن عبد الله الانصاري أنه قال: إني لادناهم من رسول الله صلى الله عليه وآله في حجة الوداع بمنى إذ قال: لالفينكم (4) ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، ولايم الله لئن فعلتموها لتعرفنني في الكتيبة التي تضاربكم، ثم التفت إلى خلفه وقال: أو علي أو علي - ثلاث مرات - فرأينا أن جبرئيل قد غمزه، فأنزل الله سبحانه في أثر ذلك (فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون) بعلي بن أبي طالب عليه السلام (5). 16 - ومنها: ما رواه محمد بن العباس (رحمه الله)، عن محمد بن عثمان بن (6) أبي شيبة، عن يحيى بن حسن بن فرات، عن مصبح بن الهلقام (7) العجلي، عن أبي مريم، عن المنهال بن عمر [ و ] (8)، عن زر بن حبيش (9)، عن حذيفة بن اليمان قال: قوله تعالى (فإما

___________________________

(1) سورة الانفال: 33.

 (2) أخرج صدره في احقاق الحق: 6 / 24 - 38 عن عدة كتب وذيله في ص 62 عن مستدرك الحاكم: 3 / 140 وشرح النهج لابن أبي الحديد: 13 / 183.

 (3) من نسخة " م ".

 (4) في نسخة " أ " ألقينكم، وفي نسخة " ب " لانهيكم.

 (5) مجمع البيان: 9 / 49 وعنه البرهان: 4 / 144 ح 8، وأخرجه في البحار: 8 / 454 (طبع الحجر) والبرهان: 4 / 144 ح 7 عن أمالى الشيخ: 1 / 373.

 (6) في البرهان: عن.

 (7) في نسختي " ب، م الهلتام، وما أثبتناه هو الصحيح، راجع لسان الميزان: 6 / 42.

 (8) من البرهان وهو الصحيح راجع كتب الرجال وفي نسخة " ج " عمر (وخ ل).

 (9) في نسختي " أ، م " رزين بن خنيس، وما اثبتناه هو الصحيح: رجال الشيخ اصحاب علي عليه السلام.

 

[ 559 ]

نذهبن بك فإنا منهم منتقمون) يعنى: بعلي بن أبي طالب عليه السلام (1). 17 - وقال أيضا: حدثنا أحمد بن محمد بن موسى النوفلي، عن عيسى بن مهران، عن يحيى بن حسن (2) بن فرات بإسناده إلى حرب بن أبي الاسود الدؤلي (3) عن عمه أنه قال: إن النبي صلى الله عليه وآله قال: لما نزلت (فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون) أي بعلي، كذلك حدثني جبرئيل عليه السلام (4). 18 - وقال أيضا: حدثنا عبد العزيز بن يحيى، عن المغيرة بن محمد، عن عبد الغفار بن محمد، عن منصور بن أبي الاسود، عن زياد بن المنذر، عن عدي بن ثابت قال: سمعت ابن عباس يقول: ما حسدت قريش عليا عليه السلام بشئ مما سبق له اشد مما وجدت يوما ونحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: كيف أنتم معشر قريش ! ! لوقد كفرتم من بعدي، فرأيتموني في كتيبة أضرب وجوهكم بالسيف ؟ فهبط عليه جبرئيل، فقال: قل: إن شاء الله أو علي فقال: إن شاء الله أو علي (5). 19 - وقال أيضا: حدثنا الحسين بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس عن (6) عبد الرحمان بن سالم، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل (فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون)

___________________________

(1) عنه البرهان: 4 / 144 ح 2، وأخرجه في البحار: 36 / 23 ح 6 عن تفسير فرات: 150 متنا.

 (2) في نسخة " م " حسن (حسين - خ ل -).

 (3) لم نجد له ذكرا في كتب الرجال وانما الموجود: أبو الأسود الدؤلى واسمه ظالم بن ظالم راجع " معجم رجال السيد الخوئى ": 9 / 171، وحرب موجود في الرجال بغير هذا العنوان فراجع.

 (4) عنه البرهان: 4 / 144 ح 3، وأخرجه في البحار: 8 / 153 (طبع الحجر) عن المناقب لابن شهر اشوب: 3 / 20 مع اختلاف.

 (5) عنه البرهان: 4 / 144 ح 4 والبحار: 8 / 458 (طبع الحجر) وفي ص 455 عن أمالى الشيخ: 2 / 117 بإسناده عن جابر الانصاري نحوه.

 (6) كذا في البحار وسورة المطففين والفجر، وفي الاصل " بن " وهو تصحيف.

 

[ 560 ]

قال: قال الله (1): أنتقم بعلي يوم البصرة (2) وهو الذي وعد الله رسوله (3). 20 - وقال أيضا: حدثنا علي بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمد، عن علي إبن هلال، عن محمد بن الربيع، قال: قرأت على يوسف الازرق حتى انتهيت في " الزخرف " إلى قوله تعالى " فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون). قال: يا محمد أمسك، فأمسكت. فقال يوسف: قرأت على الاعمش فلما انتهيت إلى هذه الآية، قال: يا يوسف أتدري فيمن نزلت ؟ قلت: الله أعلم. قال: نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام (فإما نذهبن بك فإنا منهم - بعلي - منتقمون)، محيت والله من القرآن، واختلست والله من القرآن (4). وقوله تعالى: فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم (43) 21 - تأويله: قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا علي بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمد، عن علي بن هلال، عن الحسن بن وهب، عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل (فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم) قال: في علي بن أبي طالب عليه السلام (5). 22 - وروى الشيخ محمد بن يعقوب (رحمه الله) عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين، عن النضر بن شعيب بإسناده عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: أوحى الله عزوجل إلى نبيه صلى الله عليه وآله (فاستمسك

___________________________

(1) في نسخة " ب " فقال: والله بدل " قال: قال الله ".

 (2) في نسختي " أ، م " النصرة.

 (3، 4) عنه البحار: 8 / 458 (طبع الحجر) والبرهان: 4 / 144 ح 5، 6.

 (5) عنه البحار: 24 / 25 ح 55 وج 36 / 154 والبرهان: 4 / 54 ح 4، وأخرجه في البحار: 8 / 153 (طبع الحجر) عن مناقب ابن شهر اشوب: 3 / 20.

 

[ 561 ]

بالذي اوحي إليك إنك - في ولاية علي - على صراط مستقيم) وعلي هو الصراط المستقيم (1). قوله تعالى: وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون (44) 23 - تأويله: قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا محمد بن القاسم عن حسين بن الحكم، عن حسين بن نصر، عن أبيه، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس، عن علي عليه السلام قال: قوله عزوجل (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون) فنحن قومه، ونحن المسؤولون (2). 24 - وقال أيضا: حدثنا عبد العزيز بن يحيى، عن محمد بن عبد الرحمان بن سلام، عن أحمد بن عبد الله، عن أبيه، عن زرارة قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: قوله عزوجل (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون) ؟ قال: إيانا عنى ونحن أهل الذكر ونحن المسؤولون (2). 25 - وقال أيضا: حدثنا الحسين بن عامر، عن محمد بن الحسين، عن ابن فضال عن أبي جميلة، عن محمد الحلبي [ عن أبي عبد الله عليه السلام ] (4) قال: قوله عزوجل (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون) فرسول الله صلى الله عليه وآله [ الذكر ] (5) وأهل بيته صلوات الله عليهم أهل الذكر، وهم المسؤولون، أمر الله الناس يسألونهم، فهم ولاة الناس وأولاهم بهم، فليس يحل لاحد من الناس أن يأخذ هذا الحق الذي افترضه الله لهم (6). 26 - وقال أيضا: حدثنا الحسين بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يوسف عن صفوان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: قوله عزوجل (وإنه لذكر لك ولقومك

___________________________

(1) الكافي: 1 / 417 ح 24 وعنه البحار: 24 / 23 ح 48 والبرهان: 4 / 145 ح 1.

 (2) عنه البحار: 23 / 186 ح 58 وج 36 / 154 والبرهان: 4 / 146 ح 9.

 (3) عنه البرهان: 4 / 146 ح 10، والمستدرك: 3 / 178 ح 7.

 (4) من نسخة " أ ".

 (5) من غاية المرام.

 (6) في البحار: 23 / 187 ح 59 والبرهان: 4 / 146 ح 11 وغاية المرام: 385 ح 13 والمستدرك: 3 / 178 ح 8.

 

[ 562 ]

وسوف تسئلون) من هم ؟ قال: نحن هم (1). 27 - وروي عن محمد بن خالد البرقي (2) عن الحسين بن سيف، عن أبيه عن ابني (3) القاسم، عن (4) عبد الله، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون) قال: قوله (ولقومك) يعني عليا أمير المؤمنين عليه السلام، " وسوف تسئلون " عن ولايته (5). ويدل على ذلك قوله تعالى (وقفوهم إنهم مسئولون) (6). ويدل على ذلك أيضا قوله تعالى: وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا تأويله: جاء من طريق العامة والخاصة: 28 - فمن ذلك: ما رواه أبو نعيم الحافظ أن النبي صلى الله عليه وآله ليلة اسري به إلى السماء جمع الله بينه وبين الانبياء، ثم قال له: سلهم يا محمد على ماذا بعثتم ؟ فقالوا: بعثنا على شهادة: أن لا إله إلا الله، والاقرار بنبوتك، والولاية لعلي بن أبي طالب عليه السلام (7). 29 - ويؤيده: ما رواه محمد بن العباس (رحمه الله)، عن جعفر بن محمد الحسيني (8) عن علي بن إبراهيم القطان، عن عباد بن يعقوب (9) عن محمد بن الفضيل، عن محمد ابن سوقة (10) عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث الاسراء: فإذا ملك قد أتاني، فقال: يا محمد سل من أرسلنا قبلك من رسلنا: على ماذا بعثتم ؟

___________________________

(1) عنه البحار: 23 / 187 ح 60 والبرهان: 4 / 146 ح 12.

 (2) في هذا نظر إذ لم نجد في كتب الرجال روايته عن ابن سيف فيحتمل كونه أحمد بن محمد ابن خالد البرقى.

 (3) في نسخة " ب " أبى.

 (4) في نسخة " م " بن.

 (5) عنه البحار: 23 / 187 ح 61 والبرهان: 4 / 146 ح 13.

 (6) سورة الصافات: 24.

 (7) عنه البحار: 36 / 155 مع اختلاف. وأخرجه في البرهان: 4 / 148 ح 9 عن كتاب حلية الاولياء، وفي احقاق الحق: 3 / 144 عن ابن عبد البر وغيره من علماء المخالفين وفي ج 4 / 338 عن دلائل النبوة لابي نعيم.

 (8) في نسخة " م " والبحار: الحسنى.

 (9) في نسخة " ج " ابن عياش بن يعقوب.

 (10) في نسخ " أ، ج، م " (سويد: خ - ل).

 

[ 563 ]

فقلت لهم: معاشر الرسل والنبيين على ماذا بعثكم الله قبلي ؟ قالوا: على ولايتك يا محمد، وولاية علي بن أبي طالب عليه السلام (1). 30 - ويؤيده: ما رواه الحسن بن أبي الحسن الديلمي (رحمه الله) بإسناده عن رجاله إلى محمد بن مروان (2) قال: حدثنا السائب بإسناده، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما عرج بي إلى السماء انتهى بي المسير مع جبرئيل إلى السماء الرابعة، فرأيت بيتا من ياقوت أحمر، فقال لي جبرئيل: يا محمد هذا البيت المعمور خلقه الله قبل أن يخلق (3) السماوات والارض بخمسين ألف عام، فصل فيه، فقمت للصلاة وجمع الله النبيين والمرسلين، فصفهم جبرئيل صفا، فصليت بهم. فلما سلمت أتاني آت من عند ربي فقال: يا محمد ربك يقرئك السلام، و يقول لك: سل الرسل على ماذا أرسلتم من قبلي ؟ فقلت: معاشر الانبياء والرسل على ماذا بعثكم ربي قبلي ؟ قالوا: على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب، وذلك قوله تعالى (وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا) (4). 31 - ومن طريق العامة عن أبي نعيم الحافظ، عن محمد بن حميد (5) يرفعه عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى (وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما جمع الله بيني وبين الانبياء ليلة الاسراء قال الله تعالى: سلهم يا محمد على ماذا بعثتم ؟ قالوا: بعثنا الله على شهادة: أن لا إله إلا الله، والاقرار بنبوتك، وعلى الولاية

___________________________

(1) عنه البحار: 36 / 154 ح 134 والبرهان: 4 / 147 ح 3.

 (2) في البحار: حمران.

 (3) في نسختي " ب، م " خلق بدل " أن يخلق ".

 (4) عنه البحار: 36 / 155 ورواه ابن شاذان في المائة منقبة: 82.

 (5) في نسخة " ب " جميل، وفي نسخة " ج " حميد (جميل - خ - ل).

 

[ 564 ]

لعلي بن أبي طالب عليه السلام (1). فانظر أيها الناظر إلى ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فإنها مفترضة على الخلق أجمعين خصوصا على النبيين والمرسلين. 32 - وروى محمد بن العباس (رحمه الله) في سورة الاسراء عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أتى رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهو في مسجد الكوفة وقد احتبى بحمائل سيفه، فقال: يا أمير المؤمنين إن في القرآن آية قد أفسدت علي ديني وشككتني في ديني قال: وما ذاك ؟ قال: قول الله عزوجل: (وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون) فهل كان في ذلك الزمان نبي غير محمد فيسأله عنه ؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: اجلس اخبرك به إن شاء الله إن الله عزوجل يقول (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا) (2). فكان من آيات الله التي أراها محمدا صلى الله عليه وآله أنه انتهى به جبرئيل إلى البيت المعمور، وهو المسجد الاقصى، فلما دنا منه أتى جبرئيل عينا فتوضأ منها، ثم قال: يا محمد توضأ، ثم قام جبرئيل فأذن، ثم قال للنبي صلى الله عليه وآله: تقدم فصل واجهر بالقراءة فإن خلفك امما (3) من الملائكة لا يعلم عدتهم إلا الله عزوجل، وفي الصف الاول آدم ونوح وإبراهيم وهود وموسى وعيسى وكل نبي بعثه الله منذ خلق الله السماوات والارض إلى أن بعث صلى الله عليه وآله، فصلى بهم غير هائب ولا محتشم.

___________________________

(1) مع ح 28 وله تخريجات ذكرناها هناك فلاحظ.

 (2) سورة الاسراء: 1.

 (3) في البحار: أفقا.

 

[ 565 ]

فلما انصرف أوحى الله إليه كلمح البصر (وسئل - يا محمد - من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا) الآية فالتفت [ إليهم ] (1) رسول الله صلى الله عليه وآله بجميعه فقال: بم تشهدون ؟ قالوا: نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنك رسول الله وأن عليا أمير المؤمنين وصيك ؟ وأنك رسول الله سيد النبيين، وأن عليا سيد الوصيين أخذت على ذلك مواثيقنا لكما بالشهادة. فقال الرجل: أحييت قلبي، وفرجت عني يا أمير المؤمنين. وابن طاووس (رحمه الله) روى ذلك بعينه عن طريق العامة بأسانيد متعددة في مواضع من كتبه (2). ويؤيده ما تقدم [ ص 155 ] " أن الله تعالى لم يبعث نبيا إلا بها ". 33 - وروى الشيخ محمد بن يعقوب (رحمه الله)، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن عليه السلام قال: ولاية علي مكتوبة في جميع صحف الانبياء ولم يبعث الله رسولا إلا بنبوة محمد، ووصية علي، صلوات الله عليهما (3). 34 - وروى أيضا، عن محمد بن يحيى (4) عن سلمة بن الخطاب، عن علي ابن سيف، عن العباس بن عامر، عن أحمد بن رزق الغمشاني (5) عن محمد بن عبد الرحمان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ولايتنا ولاية الله التي لم يبعث الله نبيا [ قط ] (6) إلا بها (7).

___________________________

(1) من البحار.

 (2) كشف اليقين: 87 و 148 وعنه البحار: 18 / 394 ح 99 وج 37 / 316 ح 47 ورواه في مقصد الراغب: 57 (مخطوط)، والحديث من نسخة " أ ".

 (3) الكافي: 1 / 437 ح 6 وعنه البرهان: 4 / 148 ح 7، وأخرجه في البحار: 26 / 280 ح 24 عن بصائر الدرجات: 72 ح 1 وتقدم الحديث عن الكافي في سورة المائدة: ص 155 ح 15.

 (4) كذا في الكافي، وفي الاصل: احمد بدل " يحيى ".

 (5) في نسختي " ج، م " العمشانى، وفي نسخة " ب " الغمسائى.

 (6) من الكافي.

 (7) الكافي: 1 / 437 ح 3 وعنه البرهان: 4 / 148 ح 6، وأخرجه في البحار: 26 / 281 ح 33 عن بصائر الدرجات: 75 ح 9 وتقدم الحديث عن الكافي في ص 155 ح 14.

 

[ 566 ]

35 - وروى الشيخ أبو جعفر الطوسي (رحمه الله) في أماليه مسندا، عن محمد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما قبض الله نبيا حتى أمره أن يوصي إلى افضل عترته من عصبته، وأمرني أن اوصي، فقلت: إلى من يا ربي ؟ فقال: أوص يا محمد إلى ابن عمك علي بن أبي طالب فإني قد أثبته في الكتب السالفة، وكتبت فيها أنه وصيك، وعلى ذلك أخذت ميثاق الخلائق ومواثيق أنبيائي ورسلي، أخذت مواثيقهم لي بالربوبية، ولك يا محمد بالنبوة، ولعلي بن أبي طالب بالولاية (1). فإذا كان ذلك كذلك فان المقر بولايته أفضل من المقر له، والعقل يشهد بصحة ذلك فيكون النبي وأمير المؤمنين أفضل من النبيين والمرسلين، صلوات الله عليهم أجميعن. 36 - ويؤيد هذا: ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب (رحمه الله)، عن محمد ابن يحيى، عن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن محمد بن عبد الحميد، عن يونس بن يعقوب عن عبد الاعلى قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما من نبي جاء قط إلا بمعرفتنا وتفضيلنا على من سوانا (2). ومما ورد في أن أمير المؤمنين أفضل من النبيين صلوات الله عليهم أجمعين: 37 - ما روي مسندا مرفوعا عن جابر بن عبد الله (رضي الله عنه) أنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: يا جابر أي الاخوة أفضل ؟ قال: قلت: البنين من الاب والام فقال: إنا معاشر الانبياء إخوة وأنا أفضلهم وأحب الاخوة إلي علي بن أبي طالب

___________________________

(1) أمالى الطوسى: 1 / 102 وعنه البحار: 15 / 18 ح 27 وج 26 / 271 ح 11 وج 38 / 111 ح 44 والبرهان: 4 / 148 ح 8 واثبات الهداة: 3 / 459 ح 379، ورواه في بشارة المصطفى: 39 وفيه: ولعلي بن أبي طالب عليه السلام بالوصية.

 (2) الكافي: 1 / 437 ح 4، وروى نحوه في بصائر الدرجات بأسانيد مختلفة: 74 - 75 وفي الكافي: معرفة حقنا بدل " بمعرفتنا ".

 

[ 567 ]

فهو عندي أفضل من الانبياء، فمن زعم أن الانبياء أفضل منه، فقد جلعني أقلهم، ومن جعلني اقلهم فقد كفر، لاني لم أتخذ عليا أخا إلا لما علمت من فضله، وأمرني ربي بذلك (1). وبيان ذلك: أن معنى الاخوة بينهما المماثلة في فضل إلا النبوة: 38 - لما روى المفضل بن محمد المهلبي، عن رجاله مسندا، عن محمد بن ثابت قال: حدثني أبو الحسن موسى عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: أنا رسول الله المبلغ عنه، وأنت وجه الله المؤتم به (2) فلا نظير لي إلا أنت، ولا مثل لك إلا أنا (3). فافهم ذلك، وقس عليه، هداك الله إلى سبيل معناه، والوصول إليه. وقوله تعالى: ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون (57) - إلى قوله تعالى - في الارض يخلفون (60) 39 - تأويله: قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا عبد العزيز بن يحيى عن محمد بن زكريا، عن نجدح بن عمير الخثعمي (4)، عن عمرو بن قائد، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: بينما النبي صلى الله عليه وآله في نفر من أصحابه إذ قال: الآن يدخل عليكم نظير عيسى بن مريم في أمتي. فدخل أبو بكر فقالوا: هو هذا ؟ فقال: لا. فدخل عمر، فقالوا: هو هذا ؟ فقال: لا. فدخل علي عليه السلام فقالوا: هو هذا ؟ فقال: نعم. فقال قوم: لعبادة اللات والعزى أهون (5) من هذا، فأنزل الله عزوجل (و لما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون وقالوا ءالهتنا خير) الآيات (6).

___________________________

(1) عنه البرهان: 4 / 148 ح 10.

 (2) في نسخة " م " والمؤتم به، وفي نسخة " ب " والمؤلم به.

 (3) عنه البرهان: 4 / 148 ذح 10.

 (4) في نسخة " ب " مخرج بن عمر الخثعمي، وفي نسخة " أ " خديج بن عمير الحنفي، وفي نسخة " م " نجدح بن عمير الحنفي، وفي البحار: يحيى بن عمير الحنفي، وفي البرهان: محمد بن عمر الحنفي، وفي نسخة " أ " والبحار: عمر بن قائد.

 (5) في البحار: خير.

 (6) عنه البحار: 35 / 314 ح 2 والبرهان: 4 / 151 ح 4.

 

[ 568 ]

40 - وقال أيضا: حدثنا محمد بن سهل (1) العطار قال: حدثنا أحمد بن عمرو الدهقان، عن محمد بن كثير الكوفي، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: جاء قوم إلى النبي صلى الله عليه وآله فقالوا: يا محمد إن عيسى بن مريم كان يحيي الموتى، فأحي لنا الموتى. فقال لهم: من تريدون ؟ فقالوا: فلان، وإنه قريب عهد بموت. فدعا علي بن أبي طالب عليه السلام فاصغى إليه بشئ لا نعرفه، ثم قال له: انطلق معهم إلى الميت فادعه باسمه واسم أبيه. فمضى معهم حتى وقف على قبر الرجل، ثم ناداه يا فلان بن فلان، فقام الميت فسألوه، ثم اضطجع في لحده، فانصرفوا وهم يقولون: إن هذا من أعاجيب بني عبد المطلب أو نحوها (2) فأنزل الله عزوجل (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون) أي يضحكون (3). 41 - وقال أيضا: حدثنا عبد الله بن عبد العزيز، عن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن نمير، عن شريك، عن عثمان بن عمير البجلي، عن عبد الرحمان بن أبي ليلي قال: قال لي علي عليه السلام: مثلي في هذه الامة مثل عيسى بن مريم، أحبه قوم فغالوا في حبه فهلكوا، وأبغضه قوم فأفرطوا في بغضه فهلكوا، واقتصد فيه قوم فنجوا (4). 42 - وقال أيضا: حدثنا محمد بن مخلد الدهان، عن علي بن أحمد العريضي (5) بالرقة، عن إبراهيم بن علي بن جناح، عن الحسن بن علي (بن محمد بن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام) (6) أن رسول الله صلى الله عليه وآله نظر إلى علي عليه السلام وأصحابه

___________________________

(1) في نسخة " ب " جميل.

 (2) في نسخة " ج " ونحوها.

 (3) عنه البحار: 35 / 314 ح 3 والبرهان: 4 / 151 ح 5، وفي نسخة " م " يضجون. أقول: ان هؤلاء لما سمعوا أن عيسى هو ابن مريم ولا أب له كانوا يضحكون استهزاء ويصدون عنه عليه السلام.

 (4) عنه البحار: 35 / 314 ح 4، وأورده في احقاق الحق: 3 / 400 بطرق مختلفة.

 (5) في نسخة " ب " العويضى.

 (6) في البحار: عن محمد بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام.

 

[ 569 ]

حوله وهو مقبل فقال صلى الله عليه وآله: أما إن فيك لشبها (1) من عيسى بن مريم، ولولا مخافة أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت اليوم فيك مقالا لا تمر بملا من الناس إلا أخذوا من تحت قدميك التراب يبتغون به البركة. فغضب من كان حوله وتشاوروا فيما بينهم وقالوا: لم يرض محمد إلا أن جعل ابن عمه مثلا لبني إسرائيل ! فأنزل الله جل اسمه (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون وقالواء ألهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل ولو نشاء لجعلنا - من بني هاشم - ملائكة في الارض يخلفون). قال: فقلت لابي عبد الله عليه السلام: ليس في القرآن بني هاشم ؟ (2) قال: محيت والله فيما محي، ولقد قال عمرو بن العاص على منبر مصر: محي من كتاب الله ألف حرف، وحرف منه بألف حرف (3) وأعطيت مأتي الف درهم على أن أمحي " إن شانئك هو الابتر " (4). فقالوا: لا يجوز ذلك. [ قلت ] (5) فكيف جاز ذلك لهم ولم يجز لي ؟ ! فبلغ ذلك معاوية فكتب إليه: قد بلغني ما قلت على منبر مصر، ولست هناك (6). [ وروى علي بن إبراهيم (رحمه الله)، عن أبيه، عن وكيع، عن الاعمش، عن سلمة ابن كهيل، عن أبي صادق، عن أبي الاعز، عن سلمان الفارسي (رض) نحو سابقتها ] (7). ثم قال تعالى: وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم (61) 43 - [ وذكر (رحمه الله) في قوله تعالى بعد ذلك (وإنه لعلم للساعة فلا تمترن

___________________________

في نسخة " ج " شبها.

 (2) في البرهان: بنى هاشم ملائكة في الارض يخلفون.

 (3) في نسخة " ج " بألف ألف حرف.

 (4) سورة الكوثر: 3.

 (5) من نسخة " ب ".

 (6) عنه البحار: 35 / 315 والبرهان: 4 / 151 ح 7 وذيله في ص 515 ح 6.

 (7) تفسير القمى: 611 وعنه البرهان: 4 / 151 ح 3، وما بين المعقوفين من نسخة " أ ".

 

[ 570 ]

بها واتبعون هذا صراط مستقيم) يعني أمير المؤمنين عليه السلام ] (1). تأويله: قال أبو علي الطبرسي (قدس الله روحه): إن هاء الضمير في " إنه " يعود إلى عيسى عليه السلام أي إن نزوله علم للساعة أي من أشراطها، يعلم به قربها، وذلك عند ظهور القائم عليه السلام. 44 - قال: وروى جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ينزل عيسى بن مريم فيقول (لهم) (2) أميرهم يعني القائم عليه السلام [ تعال ] (3) صل بنا فيقول: لا، إن بعضكم على بعض امراء تكرمة من الله لهذه الامة، أورده مسلم في الصحيح (4). [ و ] في حديث آخر كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم وإمامكم منكم (5) ؟. يعني به المهدي عليه السلام. 45 - وجاء في تفسير أهل البيت عليهم السلام أن الضمير في " إنه " يعود إلى علي عليه السلام: لما روي - بحذف الاسناد - عن زرارة بن أعين قال: سالت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل (وإنه لعلم للساعة) قال: عني بذلك أمير المؤمنين عليه السلام. [ و ] (6) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي أنت علم هذه الامة، فمن اتبعك نجا ومن تخلف عنك هوى وهلك (7). ولا منافات في اختلاف التأويل بين علي وعيسى عليهما السلام في أن (يكون) (8) كل واحد منهما علما للساعة. لما تقدم في أن مثل علي عليه السلام في هذه الامة مثل عيسى عليه السلام في بني إسرائيل وأن عيسى ينزل عند قيام القائم عليه السلام وكلاهما علم للساعة، وإذا كان القائم عليه السلام علما

___________________________

(1) تفسير القمى: 611 وعنه البرهان: 4 / 152 ح 4، والحديث من نسخة " أ ".

 (2) ليس في المصدر.

 (3) من المصدر.

 (4) صحيح مسلم: 1 / 137 ح 247، السنن الكبرى للبيهقي: 9 / 180.

 (5) مجمع البيان: 9 / 54، وأورد ذيله مسلم في صحيحه: 1 / 136 ح 244.

 (6) من نسخة " م " والبرهان.

 (7) عنه البرهان: 4 / 152 ح 3.

 (8) ليس في نسخة " م ".

 

[ 571 ]

للساعة وهو ابن أمير المؤمنين، فصح أن يكون أبوه علما للساعة، وهو المطلوب. وقد جاء في تأويل الساعة أنها ساعة ظهور القائم عليه السلام. ويأتي في تأويل (1) قوله تعالى: هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون (66) 46 - تأويله: قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا علي بن عبد الله ابن أسد، عن إبراهيم بن محمد، عن إسماعيل بن بشار، عن علي بن جعفر الحضرمي عن زرارة بن أعين قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل (هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة) قال: هي ساعة القائم عليه السلام تأتيهم بغتة (2). وقوله تعالى: إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون (74) لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون (75) وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين (76) 47 - تأويله: قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد السياري، عن محمد بن خالد، عن محمد بن سليمان، عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى (وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين) قال " وما ظلمناهم - بتركهم ولاية أهل بيتك - ولكن كانواهم الظالمين " (3) معنى هذا التأويل: أن الله سبحانه لما حكى حال المجرمين يوم القيامة قال: مجيبا لمن يقول: أنه سبحانه قد ظلمهم (وما ظلمنهم - فيما فعلنا بهم - ولكن كانوا هم الظالمين) بما جنوا على انفسهم بتركهم ولاية أهل بيت نبيهم عليهم السلام، فهذا سبب تعذيبهم (4) " وما ظلمناهم - بذلك - ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " (5). وقوله تعالى: أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون (79) أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون (80)

___________________________

(1) في نسخة " ج " تأويل الساعة.

 (2) عنه البحار: 24 / 164 ح 4 والبرهان: 4 / 152 ح 1 واثبات الهداة: 7 / 129 ح 654.

 (3) عنه البحار: 24 / 230 ح 34 والبرهان: 4 / 154 ح 1.

 (4) في نسخة " م " تقديم.

 (5) سورة النحل: 118.

 

[ 572 ]

48 - تأويله: قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا أحمد بن محمد النوفلي (1) عن محمد بن حماد الشاشي (2) عن الحسين بن أسد الطفاوي، عن علي بن إسماعيل الميثمي (3) عن الفضل بن الزبير، عن أبي داود، عن بريدة الاسلمي أن النبي صلى الله عليه وآله قال لبعض أصحابه: سلموا على علي بإمرة المؤمنين. فقال رجل من القوم: لا والله لا تجتمع النبوة والخلافة في أهل بيت أبدا فأنزل الله عزوجل (أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون) (4). [ ورواه الكاتب الثقة أبو بكر محمد بن أبي الثلج في كتاب " التنزيل " بإسناده إلى بريدة مثل ذلك وبمعناه ] (5). 49 - ويؤيده: ما روي عن عبد الله بن العباس (رضي الله عنه) أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله أخذ عليهم الميثاق مرتين لامير المؤمنين عليه السلام (6): الاولى: حين قال: أتدرون من وليكم من بعدي ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: صالح المؤمنين، - وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب عليه السلام - وقال: هذا وليكم من بعدي. والثانية: يوم غدير خم يقول: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، وكانوا قد اسروا في أنفسهم وتعاقدوا أن لا نرجع إلى أهله (7) هذا الامر، ولا نعطيهم الخمس فاطلع الله نبيه صلى الله عليه وآله على أمرهم، وأنزل عليه (8) (أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون أم

___________________________

(1) في البحار: المتولي.

 (2) في نسختي " ب، م " الساسى، وفي نسخة " أ " الشاسى، وفي البحار: الشامي، والصحيح ما أثبتناه راجع رجال الكشى ترجمة " سلمان ".

 (3) في البحار: المثنى.

 (4) عنه البحار: 36 / 157 ح 136 والبرهان: 4 / 155 ح 3.

 (5) أخرج نحوه ابن طاووس في كشف اليقين: 75 عن بريدة وما بين المعقوفين من نسخة " أ ".

 (6) في نسختي " أ، ج " لامير المؤمنين في مواطن. 7) في البحار: آل محمد.

 (8) في نسخة " ج " عليهم.

 

[ 573 ]

يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون) (1).

___________________________

(1) عنه البحار: 36 / 157 ح 136 والبرهان: 4 / 155 ح 4. متحد مع صدر ح 12 من سورة محمد صلى الله عليه وآله.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21334649

  • التاريخ : 28/03/2024 - 13:07

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net