00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة القيامة 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير الصافي ( الجزء الخامس )   ||   تأليف : المولى محسن الملقب بـ « الفيض الكاشاني »

[ 254 ]

سورة القيامة

مكية أربعون آية كوفي تسع وثلاثون في الباقين اختلافها آية لتعجل به كوفي بسم الله الرحمن الرحيم (1) لا اقسم بيوم القيمة لا مزيدة للتأكيد. (2) ولا اقسم بالنفس اللوامة التي تلوم نفسها أبدا وإن اجتهدت في الطاعة. (3) أيحسب الانسان أن لن نجمع عظامه بعد تفرقها قيل نزلت في عدي بن ربيعة سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن أمر القيامة فأخبره به فقال لو عاينت ذلك اليوم لم اصدقك أو يجمع الله هذه العظام. (4) بلى نجمعها قادرين على أن نسوي بنانه بجمع سلامياته وضم بعضها إلى بعض كما كانت مع صغرها ولطافتها فكيف بكبار العظام القمي قال أطراف الاصابع لو شاء الله لسواها. (5) بل يريد الانسان ليفجر أمامه ليدوم على فجوره فيما يستقبله من الزمان القمي قال يقدم الذنب ويؤخر التوبة ويقول سوف اتوب. (6) يسئل أيان يوم القيمة متى يكون استبعادا واستهزاء. (7) فإذا برق البصر تحير فزعا من برق الرجل إذا نظر إلى البرق فدهش بصره القمي قال يبرق البصر فلا يقدر أن يطرف وقرئ بفتح الراء وهو لغة أو من البريق من شدة شخوصه. (8) وخسف القمر ذهب ضؤه.

[ 255 ]

(9) وجمع الشمس والقمر في الغيبة عن القائم (عليه السلام) إنه سئل متى يكون هذا الامر إذا حيل بينكم وبين سبيل الكعبة واجتمع الشمس والقمر واستدار بهما الكواكب والنجوم فقيل متى فقال في سنة كذا وكذا تخرج دابة الارض من بين الصفا والمروة ومعه عصا موسى وخاتم سليمان (عليه السلام) يسوق الناس إلى المحشر وقيل اريد بهذه الايات ظهور امارات الموت. (10) يقول الانسان يومئذ أين المفر يقوله قول الايس من وجدانه المتمني. (11) كلا ردع عن طلب المفر لا وزر لا ملجأ مستعار من الجبل واشتقاقه من الوزر وهو الثقل. (12) إلى ربك يومئذ المستقر إليه وحده وإلى حكمه ومشيئته موضع القرار. وعن الباقر (عليه السلام) بما قدم من خير وشر وما اخر فما سن من سنة ليستن بها من بعده فإن كان شرا كان عليه مثل وزرهم ولا ينقص من وزرهم شيئا وإن كان خيرا كان له مثل اجورهم ولا ينقص من اجورهم شيئا. (14) بل الانسان على نفسه بصيرة حجة بينة على أعمالها لانه شاهد بها أو عين بصيرة بها فلا يحتاج إلى الانباء. (15) ولو ألقى معاذيره ولو جاء بكل ما يمكن ان يعتذر به القمي قال يعلم ما صنع وان اعتذر. وفي الكافي والعياشي عن الصادق (عليه السلام) قال ما يصنع أحدكم أن يظهر حسنة ويستر شيئا اليس إذا رجع إلى نفسه يعلم أنه ليس كذلك والله عز وجل يقول بل الانسان على نفسه بصيرة إن السريرة إذا صلحت قويت العلانية. وعنه (عليه السلام) إنه تلا هذه الاية فقال ما يصنع الانسان أن يعتذر إلى الناس بخلاف ما يعلم الله منه إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يقول من أسر سريرة البسه الله رداءها إن خيرا فخير وإن شرا فشر.

[ 256 ]

(16) لا تحرك به لسانك لتعجل به لا تحرك يا محمد بالقرآن لسانك قبل أن يتم وحيه لتأخذه على عجلة مخافة أن ينفلت منك. في المجمع عن ابن عباس كان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا نزل عليه القرآن عجل بتحريك لسانه لحبه اياه وحرصه على أخذه وضبطه ومخافة أن ينساه فنهاه الله عن ذلك ويأتي في سبب نزوله وجه آخر عن القمي عن قريب. (17) إن علينا جمعه في صدرك وقرآنه وإثبات قراءته في لسانك وهي تعليل للنهي. (18) فإذا قرأنه بلسان جبرئيل عليك فاتبع قرآنه قراءته بتكراره حتى تقرر في ذهنك. في المجمع عن ابن عباس فكان النبي (صلى الله عليه وآله) بعد هذا إذا نزل عليه جبرئيل أطرق فإذا ذهب قرأ. (19) ثم إن علينا بيانه بيان ما اشكل عليك من معانيه. (20) كلا لعله ردع عن إلقاء الانسان المعاذير مع أنه على نفسه بصيرة وما بينهما إعتراض بل تحبون العاجلة القمي قال الدنيا الحاضرة. (21) وتذرون الاخرة قال تدعون وقرئ بالياء فيهما. (22) وجوه يومئذ ناضرة. إلى ربها ناظرة قال قال ينظرون إلى وجه الله أي إلى رحمة الله ونعمته وفي العيون عن الرضا (عليه السلام) قال يعني مشرقة ينتظر ثواب ربها. وفي التوحيد والاحتجاج عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث قال ينتهي أولياء الله بعد ما يفرغ من الحساب إلى نهر يسمى الحيوان فيغتسلون فيه ويشربون منه فتبيض وجوههم إشراقا فيذهب عنهم كل قذى ووعث ثم يؤمرون بدخول الجنة فمن هذا المقام ينظرون إلى ربهم كيف يثيبهم قال فذلك قوله تعالى إلى ربها ناظرة وإنما يعني بالنظر إليه النظر إلى ثوابه تبارك وتعالى. وزاد في الاحتجاج والناظرة في بعض اللغة هي المنتظرة ألم تسمع إلى قوله

[ 257 ]

فناظرة بم يرجع المرسلون أي منتظرة. (24) ووجوه يومئذ باسرة شديدة العبوس. (25) تظن أن يفعل بها فاقرة داهية تكسر الفقار. (26) كلا ردع على إيثار الدنيا على الاخرة إذا بلغت التراقي القمي قال يعني النفس إذا بلغت الترقوة. (27) وقيل من راق قال يقال له من يرقيك. (28) وظن أنه الفراق علم أنه الذي نزل به فراق الدنيا ومحابها. (29) والتفت الساق بالساق التوت شدة فراق الدنيا بشدة خوف الاخرة. (30) إلى ربك يومئذ المساق القمي قال يساقون إلى الله. وفي الكافي عن الباقر (عليه السلام) إنه سئل عن هذه الاية فقال ذلك ابن آدم إذا حل به الموت قال هل من طبيب أنه الفراق أيقن بمفارقة الاحبة قال والتفت الساق بالساق التفت الدنيا بالاخرة إلى ربك يومئذ المساق قال المصير إلى رب العالمين. (31) فلا صدق ما يجب تصديقه ولا صلى ما فرض عليه. (32) ولكن كذب وتولى عن الطاعة. (33) ثم ذهب إلى أهله يتمطى يتبختر افتخارا بذلك من المط. (34) أولى لك فأولى قيل أي ويل لك. (35) ثم أولى لك فأولى أي يتكرر ذلك عليك مرة بعد اخرى. وفي العيون عن الجواد (عليه السلام) إنه سئل عن هذه الاية فقال يقول الله عز وجل بعدا لك من خير الدنيا وبعدا لك من خير الاخرة والقمي قال كان سبب نزولها إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعا إلى بيعة علي (عليه السلام) يوم غدير

[ 258 ]

خم فلما بلغ الناس وأخبرهم في علي (عليه السلام) وما أراد أن يخبر رجعوا الناس فاتكى معاوية على المغيرة بن شعبة وأبي موسى الاشعري ثم أقبل يتمطى نحو أهله ويقول ما نقر لعلي بالولاية أبدا ولا نصدق محمدا (صلى الله عليه وآله) مقالته فأنزل الله جل ذكره فلا صدق ولا صلى الايات فصعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنبر وهو يريد البراءة منه فأنزل الله لا تحرك به لسانك لتعجل به فسكت رسول الله (صلى الله عليه وآله). وفي المجمع عن النبي (صلى الله عليه وآله) انه أخذ بيد أبي جهل ثم قال له أولى لك فاولى ثم اولى لك فأولى فقال أبو جهل بأي شئ تهددني لا تستطيع أنت ولا ربك أن تفعلا بي شيئا أو اني لاعز أهل هذا الوادي فأنزل الله سبحانه كما قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله). (36) أيحسب الانسان أن يترك سدى مهملا القمي قال لا يحاسب ولا يعذب ولا يسئل عن شئ. (37) ألم يك نطفة من منى يمنى. (38) ثم كان علقة فخلق فسوى فسوى فقدره فعدله. (39) فجعل منه الزوجين الصنفين الذكر والانثى. (40) أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى. في المجمع عن النبي (صلى الله عليه وآله) إنه لما نزلت هذه الاية قال سبحانك اللهم بلى. قال وهو المروي عن الباقر والصادق (عليهما السلام) وفي العيون عن الرضا (عليه السلام) إنه إذا قرأ هذه السورة قال عند فراغها ذلك. وفي ثواب الاعمال والمجمع عن الباقر (عليه السلام) من أدمن قراءة لا اقسم وكان يعمل بها بعثه الله مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) من قبره في أحسن صورة ويبشره ويضحك في وجهه حتى يجوز على الصراط والميزان.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21403213

  • التاريخ : 19/04/2024 - 20:32

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net