00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الحاقة 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير الصافي ( الجزء الخامس )   ||   تأليف : المولى محسن الملقب بـ « الفيض الكاشاني »

[ 217 ]

سورة الحاقة

مكية عدد آيها إحدى وخمسون آية بصري شامي وآيتان في الباقين بسم الله الرحمن الرحيم (1) الحاقة قيل الساعة التي يحق وقوعها أو تحق فيها الامور أي تجب وتعرف حقائقها أو تقع فيها حواق الامور من الحساب والجزاء. (2) ما الحاقة أي شئ هي وضع الظاهر موضع الضمير تفخيما لشأنها وتهويلا لها. (3) وما أدريك ما الحاقة وأي شئ أعلمك ما هي أي إنك لا تعلم كنهها فإنها أعظم من أن تبلغها دراية. (4) كذبت ثمود وعاد بالقارعة بالحالة التي تقرع الناس بالافزاع والاواهل والاجرام بالانفطار والانتشار وإنما وضعت موضع ضمير الحاقة زيادة في وصف شدتها. (5) فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية بالواقعة المجاوزة للحد في الشدة وهي الصيحة والرجفة كما مضى بيانه في سورتي الاعراف وهود. (6) وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية القمي أي باردة عاتية قال قال خرجت أكثر مما امرت به. (7) سخرها عليهم سلطها الله عليهم بقدرته سبع ليال وثمنية أيام حسوما متتابعات القمي قال كان القمر منحوسا بزحل سبع ليال وثمانية أيام حتى هلكوا. أقول: وقد سبق في سورة القمر أن أول الثمانية وآخرها كانا يوم الاربعاء وأنه نحس مستمر فترى القوم فيها صرعى موتى جمع صريع كأنهم أعجاز نخل اصول نخل خاوية متأكلة الاجواف.

[ 218 ]

(8) فهل ترى لهم من باقية قد سبقت قصتهم في سورتي الاعراف وهود. (9) وجاء فرعون ومن قبله ومن تقدمه وقرئ ومن قبله اي ومن عنده من أتباعه. والمؤتفكات قرى قوم لوط والمراد أهلها. بالخاطئة بالخطأ القمي المؤتفكات البصرة والخاطئة فلانة. (10) فعصوا رسول ربهم فعصى كل امة رسولها فأخذهم أخذة رابية زائدة في الشدة زيادة أعمالهم في القبح. القمي عن الباقر (عليه السلام) والرابية التي رابت على ما صنعوا. (11) إنا لما طغا الماء جاوز حده المعتاد يعني في الطوفان حملناكم في الجارية حملنا آبائكم وأنتم في أصلابهم في سفينة نوح. (12) لنجعلها لنجعل الفعلة وهي انجاء المؤمنين وإغراق الكافرين لكم تذكرة عبرة ودلالة على قدرة الصانع وحكمته وكمال قهره ورحمته وتعيها وتحفظها. اذن وعية من شأنها أن تحفظ ما يجب حفظه بتذكره وإشاعته والتفكر فيه والعمل بموجبه وقرئ اذن بالتخفيف. في المجمع عن النبي (صلى الله عليه وآله) إنه قال لعلي (عليه السلام) يا علي إن الله تعالى أمرني أن ادنيك ولا اقصيك وأن اعلمك وتعي وحق على الله أن تعي فنزل وتعيها أذن وعية. وفيه وفي العيون والجوامع عنه (عليه السلام) إنه لما نزلت هذه الاية قال سألت الله عز وجل أن يجعلها اذنك يا علي وفي رواية لما نزلت قال اللهم اجعلها اذن علي ثم قال علي (عليه السلام) فما سمعت شيئا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فنسيته وزاد في اخرى وما كان لي أن أنسى. وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) لما نزلت وتعيها اذن وعية قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) هي اذنك يا علي.

______________________________

(1) أي من نفس باقية وقيل من بقاء. (*) ؟

[ 219 ]

(13) فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة لما بالغ في تهويل القيامة وذكر مال المكذبين بها عاد إلى شرحها والمراد بالنفخة النفخة الاولى التي عندها خراب العالم. (14) وحملت الارض والجبال رفعت من أماكنها فدكتا دكة وحدة القمي قال وقعت فدك بعضها على بعض. (15) فيومئذ فحينئذ وقعت الواقعة قامت القيامة. (16) وانشقت السماء فهى يومئذ واهية ضعيفة مسترخية. (17) والملك والجنس المتعارف بالملك على أرجائها على جوانبها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمنية. في المجمع عن النبي (صلى الله عليه وآله) إنهم اليوم أربعة فإذا كان يوم القيامة أيدهم بأربعة اخرى فيكونون ثمانية. وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) قال حملة العرش والعرش العلم ثمانية أربعة منا وأربعة ممن شاء الله والقمي قال حملة العرش ثمانية لكل واحد ثمانية أعين كل عين طباق الدنيا قال وفي حديث آخر قال حملة العرش ثمانية أربعة من الاولين وأربعة من الاخرين فأما الاربعة من الاولين فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى (عليهم السلام) وأما الاربعة من الاخرين فمحمد وعلي والحسن والحسين صلوات الله عليهم ومعنى يحملون العرش يعني العلم. (18) يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية سريرة وقرئ بالياء. (19) فأما من أوتى كتابه بيمينه تفصيل للعرض فيقول تبجحا هاؤم اقرءوا كتابيه هاؤم اسم لخذوا والهاء في كتابيه ونظائره الاتية للسكت تثبت في الوقف وتسقط في الوصل. (20) إنى ظننت أي تيقنت كذا في التوحيد والاحتجاج عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال والظن ظنان ظن

[ 220 ]

شك وظن يقين فما كان من أمر المعاد من الظن فهو ظن يقين وما كان من أمر الدنيا فهو ظن شك أنى ملاق حسابيه قال إني ابعث واحاسب. القمي عن الصادق (عليه السلام) كل امة يحاسبها إمام زمانها ويعرف الائمة أوليائهم وأعدائهم بسيماهم وهو قوله وعلى الاعراف رجال يعرفون وهم الائمة (عليهم السلام) يعرفون كلا بسيماهم فيعطوا أوليائهم كتابهم بيمينهم فيمروا إلى الجنة بلا حساب ويعطوا أعداءهم كتابهم بشمالهم فيمروا إلى النار بلا حساب فإذا نظر أولياؤهم في كتابهم يقولون لاخوانهم هاؤم اقرءوا كتبيه إنى ظننت أنى ملاق حسابيه. (21) فهو في عيشة راضية القمي أي مرضية فوضع الفاعل مكان المفعول. (22) في جنة عالية. (23) قطوفها جمع قطف وهو ما يجتنى بسرعة دانية يتناولها القائم والقاعد. (24) كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الايام الخالية بما قدمتم من الاعمال الصالحة في الماضية من أيام الدنيا. في المجمع عن النبي (صلى الله عليه وآله) إنه جاء إليه رجل من أهل الكتاب فقال يا أبا القاسم تزعم إن أهل الجنة يأكلون ويشربون فقال والذي نفسي بيده إن الرجل منهم ليؤتى قوة مأة رجل في الاكل والشرب والجماع قال فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة فقال عرق يفيض مثل ريح المسك فإذا كان ذلك ضمر له بطنه. (25) وأما من أوتى كتابه بشماله القمي قال نزلت في معاوية فيقول يا ليتنى لم اوت كتابيه. (22) ولم أدرما حسابيه يقولها لما يرى من سوء العاقبة. (27) يا ليتها يا ليت الموتة التي متها كانت القاضية القاطعة لامري فلم ابعث بعدها.

[ 221 ]

(28) ما أغنى عنى ماليه قيل مالي من المال والتبع والقمي يعني ماله الذي جمعه. (29) هلك عنى سلطانيه قيل ملكي وتسلطي على الناس والقمي أي حجته. (30) خذوه يقال لخزنة النار خذوه فغلوه. (31) ثم الجحيم صلوه. (32) ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه القمي عن الصادق (عليه السلام) لو أن حلقة واحدة من السلسلة التي طولها سبعون ذراعا وضعت على الدنيا لذابت الدنيا من حرها. وفي الكافي عنه (عليه السلام) وكان معاوية صاحب السلسة التي قال الله عز وجل في سلسلة ذرعها الاية قال وكان فرعون هذه الامة. وفي البصائر عن الباقر (عليه السلام) قال كنت خلف أبي وهو على بغلته فنفرت بغلته فإذا هو شيخ في عنقه سلسلة ورجل يتبعه فقال يا علي بن الحسين اسقني فقال الرجل لا تسقه لا سقاه الله قال وكان الشيخ معاوية وعنه (عليه السلام) إنه نزل وادي ضجنان فقال ثلاث مرات لاغفر الله لك ثم قال لاصحابه أتدرون لم قلت ما قلت فقالوا لم قلت جعلنا الله فداك قال مر بي معاوية بن أبي سفيان يجر في سلسلة قد أدلى لسانه يسألني أن أستغفر له وأنه ليقال ان هذا واد من أودية جهنم والقمي قال معنى السلسلة السبعون ذراعا في الباطن هم الجبابرة السبعون. (33) إنه كان لا يؤمن بالله العظيم. (34) ولا يحض ولا يحث على طعام المسكين. (35) فليس له اليوم ههنا حميم قريب يحميه. (36) ولا طعام إلا من غسلين غسالة أهل النار وصديدهم.

[ 222 ]

القمي قال عرق الكفار. (37) لا يأكله إلا الخاطئون أصحاب الخطايا من خطى الرجل إذا تعمد الذنب. (38) فلا اقسم لا مزيدة وبما تبصرون (39) وما لا تبصرون بالمشاهدات والمغيبات. (40) إنه إن القرآن لقول رسول كريم على الله يبلغه عن الله فان رسول لا يقول عن نفسه والمراد إما محمد (صلى الله عليه وآله) أو جبرئيل. (41) وما هو بقول شاعر كما تزعمون تارة قليلا ما تؤمنون. (42) ولا بقول كاهن كما تدعون اخرى قليلا ما تذكرون ولذلك يلتبس الامر عليكم قيل ذكر الايمان مع نفي الشاعرية والتذكر مع نفي الكاهنية لان عدم مشابهة القرآن للشعر أمر بين لا ينكره إلا معاند بخلاف مباينته للكهانة فإن العلم بها يتوقف على تذكر أحوال الرسول ومعاني القرآن المنافية لطريقة الكهنة ومعاني أقوالهم وقرئ بالياء فيهما. (43) تنزيل هو تنزيل من رب العالمين نزله على لسان جبرئيل. (44) ولو تقول علينا بعض الاقاويل القمي يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله). (45) لاخذنا منه باليمين بيمينه أو بقوتنا القمي قال انتقمنا منه بقوة. (46) ثم لقطعنا منه الوتين أي نياط قلبه والقمي قال عرق في الظهر يكون منه الولد وهو تصوير لاهلاكه بأفظع ما يفعله الملوك بمن يغضبون عليه. (47) فما منكم من أحد عنه حاجزين دافعين يعني إنه لا يتكلف الكذب علينا لاجلكم مع علمه أنه لو تكلف ذلك لعا قبناه ثم لم تقدروا على دفع عقوبتنا عنه القمي يعني لا يحجز الله أحد ولا يمنعه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله).

[ 223 ]

(48) وإنه لتذكرة للمتقين. (49) وإنا لنعلم أن منكم مكذبين. (50) وإنه لحسرة على الكافرين إذا رأوا ثواب المؤمنين به. (51) وإنه لحق اليقين اليقين الذي لا ريب فيه. (52) فسبح باسم ربك العظيم فسبح الله بذكر اسمه العظيم تنزيها له عن الرضا بالتقول عليه وشكرا على ما اوحى إليك. في الكافي عن الكاظم (عليه السلام) إنه لقول رسول كريم يعني جبرئيل من الله في ولاية علي (عليه السلام) قال قالوا إن محمدا كذب على ربه وما أمره الله بهذا في ولاية علي فأنزل الله بذلك قرآنا فقال إن ولاية علي (عليه السلام) تنزيل من رب العالمين ولو تقول علينا بعض الاقاويل الاية ثم عطف القول فقال إن ولاية علي (عليه السلام) لتذكرة للمتقين للعالمين وأن عليا (عليه السلام) لحسرة على الكافرين وأن ولايته لحق اليقين. فسبح يا محمد باسم ربك العظيم يقول اشكر ربك العظيم الذي أعطاك هذا الفضل. والعياشي عن الصادق (عليه السلام) قال لما أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيد علي وأظهر ولايته قالا جميعا والله ما هذا من تلقاء الله ولا هذا إلا شئ أراد أن بشرف به ابن عمه فأنزل الله ولو تقول علينا بعض الاقاويل الايات أن منكم مكذبين فلانا فلانا وإنه لحسرة على الكافرين يعني عليا (عليه السلام) والقمي يعني أمير المؤمنين (عليه السلام). في ثواب الاعمال عن الصادق (عليه السلام) أكثر من قراءة الحاقة فإن قراءتها في الفرائض والنوافل من الايمان بالله ورسوله لانها إنما نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام) ومعاوية ولم يسلب قارئها دينه حتى يلقى الله عز وجل. وفي المجمع عن الباقر (عليه السلام) مثله بدون قوله لانها إنما نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام) ومعاوية عليه الهاوية.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21336004

  • التاريخ : 28/03/2024 - 19:31

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net