00989338131045
 
 
 
 
 
 

 المقدمة الثانية عشرة :في بيان ما اصطلحنا عليه في التفسير  

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير الصافي ( الجزء الأول)   ||   تأليف : المولى محسن الملقب بـ « الفيض الكاشاني »

( 75 )

المقدمة الثانية عشرة

في بيان ما اصطلحنا عليه في التفسير

فنقول كلما يحتاج من الآيات إلى بيان وتفسير لفهم المقصود من معانيه أو إلى تأويل لمكان تشابه فيه أو إلى معرفة سبب نزوله المتوقف عليه فهمه وتعاطيه أو إلى تعرّف نسخ أو تخصيص أو صفة أخرى فيه .
وبالجملة ما يزيد على شرح اللفظ والمفهوم مما يفتقر إلى السماع من المعصوم فان وجدنا شاهدا من محكمات القرآن يدل عليه أتينا به فان القرآن يفسر بعضه بعضا وقد أُمرنا من جهة أئمة الحق عليهم السلام أن نرد متشابهات القرآن إلى محكماته وإلا فان ظفرنا فيه بحديث معتبر عن أهل البيت عليهم السلام في الكتب المعتبرة من طرق أصحابنا رضوان الله عليهم أوردناه ، وإلا أوردنا ما روينا عنهم عليهم السلام من طرق العامة لنسبته إلى المعصوم وعدم ما يخالفه ، نظيره في الاحكام ما روي عن الصادق عليه السلام : إذا نزلت بكم حادثة لا تجدون حكمها فيما يروى عنا فانظروا إلى ما رووه عن علي عليه السلام فعملوا به . رواه الشيخ الطوسي رضوان الله عليه في العدة وما لم نظفر فيه بحديث عنهم عليهم السلام أوردنا ما وصل إلينا من غيرهم من علماء التفسير إذا وافق القرآن وفحواه وأشبه أحاديثهم في معناه فان لم نعتمد عليه من جهة الاستناد اعتمدنا عليه من جهة الموافقة والشبه والسداد . قال رسول الله « ص » إن على كل حق حقيقة وعلى كل صواب نورا فما وافق كتاب الله فخذوا به وما خالف كتاب الله فدعوه . وقال الصادق عليه السلام : ما جاءك في رواية من برّ أو فاجر يوافق القرآن فخذ به وما جاءك في رواية من برّ او فاجر يخالف القرآن فلا تأخذ .

( 76 )

وقال الكاظم عليه السلام إذا جاءك الحديثان المختلفان فقسهما على كتاب الله وعلى أحاديثنا فإن أشبههما فهو حق وإن لم يشبههما فهو باطل وما ورد فيه أخبار كثيرة فان لم يكن فيها كثير اختلاف اقتصرنا منها على ما اشتمل على مجامعها وتركنا سائرها مما في معناه روما للاختصار وصونا من الإكثار .
وربما أشرنا إلى تعددها وتكثرها إذا أهممنا ( اهمّنا خ ل ) الاعتماد وإن كانت مختلفة نقلنا أصحها وأحسنها وأعمها فائدة ثم أشرنا إلى مواضع الاختلاف ما استطعنا وما لا يحتاج إلى شرح اللفظ والمفهوم والنكات المتعلقة بعلوم الرسوم مما لا يفتقر إلى السماع من المعصوم أوردنا فيه ما ذكره المفسرون الظاهريون من كان تفسيره أحسن وبيانه أوجز وأتقن كائنا من كان الا أوائل السورة التي يذكر فيها البقرة فان تفسير أكثرها وأكثر تفسيرها مأخوذ من التفسير المنسوب إلى مولانا الزكي أبي محمد العسكري الذي منه ما هو من كلامه ومنه ما يرويه عن آبائه عليهم السلام .
منه ما أوردناه بألفاظه ومتونه . ومنه ما أوردناه بمعانيه ومضمونه .
ومنه ما لفقناه من غير موضع منه ثم منه ما نسبناه إليه ومنه ما لم ننسبه إليه وما لم ننسبه إليه ولا إلى غيره فهو منه إلا نادرا من شرح لفظه لا يجري فيه اختلاف وإنما النسبة للفصل من كلام الغير فإن ( فإذا خ ل ) فصل بالقرآن فلا نسبة وذلك إلى حيث ما وجد منه من تفسير هذه السورة وهو قوله عز وجل ( ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله ) ثم من قوله تعالى : ( الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى ) إلى قوله سبحانه ( كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت ) فإن وجد منه تفسير آية اخرى في ضمن تفسير هذه الايات أو على حدة نسبناه إليه في محله إنشاء الله وهو تفسير حسن لا سيما ما يتعلق منه بألفاظ القرآن ومعناه مما له مدخل في فهم القرآن وإن لم يقع موقع القبول عند جماعة من أصحابنا طاعنين في إسناده فإذا أردنا أن نأتي بمزيد بيان لآية أو حديث من لدنا أو من قول بعض أهل العلم والمعرفة أو أردنا أن نجمع ونوفق بين ما يوهم التناقض أو نحو ذلك صدرنا كلامنا بقولنا ( أقول أو قيل ) ليفصل من كلام المعصوم عليه السلام إلا إذا كانت هناك قرينة تدل على ذلك

( 77 )

وما لا يحتاج إلى مزيد كشف وبيان إما لوضوحه وإحكام معناه أو لما عرف مما سلف قريبا من تفسير ما يجري مجراه طوينا تفسيره أو أحلنا على ما أسلفناه ، وقلما نتعرض لانحاء النحو وصروف الصرف وشقوق الاشتقاق واختلاف القراءة فيما لا يختلف به أصل المعنى لأن نظر أولى الألباب إلى المعاني أكثر منه إلى المباني .
وربما يحوجنا تمام الكشف عن المقصود إلى ذكر شيء من الأسرار فمن لم يكن من أهله فلا يبادر بالإنكار وليتركه لأهله فان لكل أهلا وذاك أيضا من مخزون علمهم الذي استفدناه من عباراتهم ومكنون سرهم الذي استنبطناه من إشاراتهم باخلاص الولاء والحب وبمصاص المخ واللب ولله الحمد وما نقلناه من كتب الأصحاب نسبناه إليها باقتصار في أسمائها كالاكتفاء بالمضاف عما اضيف إليه كالمجمع والجوامع للشيخ أبي علي الطبرسي ، وكالتوحيد والعيون والعلل والاكمال والمعاني والمجالس والاعتقادات من تصنيف ( تصانيف خ ل ) الصدوق أبي جعفر بن بابويه رحمه الله وكالمناقب لمحمد بن شهر اشوب المازندراني ، وكالتهذيب والغيبة والأمالي للشيخ أبي جعفر الطوسي أطاب الله ثراهم ، وكنينا عن كتاب من لا يحضره الفقيه بالفقيه واكتفينا عن ذكر تفسيري علي بن إبراهيم القمي ومحمد بن مسعود العياشي واسميهما بالقمي والعياشي ، وعبرنا عن تفسير الإمام أبي محمد العسكري عليه السلام بتفسير الإمام واقتصرنا في التعبير عن المعصوم على ذكر لقبه تعظيما بعدم التسمية وحذرا عن الاشتباه بذكر الكنى لاشتراك بعضها وطلبا للاختصار وكلما أضمرنا عن المعصوم بقولنا عنه عليه السلام فمرجع الضمير الإمام الذي سبق ذكره وكلما لم نسم الكتاب فالمروي عنه ( منه خ ل ) الكتاب الذي مضى اسمه أو اسم مصنفه إلا ما صدّر بروي والقمي قد يسند إلى المعصوم عليه السلام وقد لا يسند وربما يقول : قال والظاهر أنه أراد به الصادق عليه السلام فان ( كما ان خ ل ) الشيخ أبا علي الطبرسي قد يروي عنه ما أضمره ويسنده إلى الصادق عليه السلام ونحن نروي ما أضمره على إضماره وحذفنا الأسانيد في الكل لقلة جدوى المعرفة بها في هذا العصر البعيد العهد عنها مع الاختلاف فيها والاشتباه على أنا إنما نصحح الأخبار بنحو آخر غير الأسانيد إلا قليلا ونستعين في ذلك كله بالله وحده ولا نتخذ إلى غيره

( 78 )

سبيلا فيا إخواني خذوا ما آتينكم بقوة فقد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور .




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21339435

  • التاريخ : 29/03/2024 - 15:53

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net