00989338131045
 
 
 
 
 
 

 المقدمة الاولى : في نبذ مما جاء في الوصية بالتمسك بالقرآن وفي فضله  

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير الصافي ( الجزء الأول)   ||   تأليف : المولى محسن الملقب بـ « الفيض الكاشاني »

المقدمة الاولى
في نبذ مما جاء في الوصية بالتمسك بالقرآن وفي فضله

روى محمد بن يعقوب الكليني طاب ثراه في الكافي باسناده ، ومحمد بن مسعود العياشي في تفسيره باسناده عن الصادق عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أيها الناس إنكم في دار هدنة وأنتم على ظهر سفر والسير بكم سريع وقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر يبليان كل جديد ويقربان كل بعيد ويأتيان بكل موعود فأعدوا الجهاز لبعد المجاز . قال : فقام المقداد بن الأسود فقال يا رسول الله : وما دار الهدنة فقال (ص) . دار بلاغ وانقطاع فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فإنه شافع مشفع ، وما حل مصدق ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار وهو الدليل يدل على خير سبيل وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل ، وهو الفصل وليس بالهزل وله ظهر وبطن ، فظاهره حكم وباطنه علم ظاهره أنيق وباطنه عميق له تخوم وعلى تخومه تخوم لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة .
وزاد في الكافي : فليجل جال بصره وليبلغ الصفة نظره ينج من عطب ويخلص من نشب فإن التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور ، فعليكم بحسن التخلص وقلة التربص .
أقول : ما حل أي يمحل بصاحبه إذا لم يتبع ما فيه ، أعني سعى به إلى

( 16 )

الله تعالى . وقيل معناه خصم مجادل .
والأنيق الحسن المعجب .
والتخوم بالمثناة الفوقانية والمعجمة : جمع تخم بالفتح وهو منتهى الشئ.
لمن عرف الصفة : أي صفة التعرف وكيفية الاستنباط .
والعطب : الهلاك . والنشف : الوقوع فيما لا مخلص منه .
وروى العياشي بإسناده عن الحارث الأعور قال : دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام فقلت : يا أمير المؤمنين انا إذا كنا عندك سمعنا الذي نشد به ديننا وإذا خرجنا من عندك سمعنا أشياء مختلفة مغموسة ولا ندري ما هي . قال : أو قد فعلوها قال : قلت : نعم . قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : أتاني جبرئيل فقال : يا محمد ستكون في أمتك فتنة . قلت : فما المخرج منها ؟ فقال : كتاب الله فيه بيان ما قبلكم من خبر ، وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل من وليه من جبار فعمل بغيره قصمه الله ، ومن التمس الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم لا تزيغه الأهوية ولا تلبسه الألسنة ولا يخلق على الرد ولا تنقضي عجائبه ولا يشبع منه العلماء هو الذي لم تلبث الجن إذ سمعته أن قالوا : ( إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد ) من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم وهو الكتاب العزيز الذي لا يأتيه البطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد .
وبإسنادهما عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القرآن : هدى من الضلالة وتبيان من العمى واستقالة من العثرة ونور من الظلمة وضياء من الأجداث وعصمة من الهلكة ورشد من الغواية وبيان من الفتن وبلاغ من الدنيا إلى الآخرة وفيه كمال دينكم وما عدل أحد من القرآن إلا إلى النار .

( 17 )

وروى العياشي بإسناده عنه عليه السلام قال : عليكم بالقرآن فما وجدتم آية نجى بها من كان قبلكم فاعملوا به وما وجدتموه مما هلك بها من كان قبلكم فاجتنبوه .
وفي تفسير الامام ابي محمد الزكي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن هذا القرآن هو النور المبين والحبل المتين والعروة الوثقى والدرجة العليا والشفاء الأشفى والفضيلة الكبرى والسعادة العظمى من استضاء به نوره الله ومن عقد به أموره عصمه الله ومن تمسك به أنقذه الله ، ومن لم يفارق أحكامه رفعه الله ومن استشفى به شفاه الله ومن أثر على ما سواه هداه الله ومن طلب الهدى في غيره أضله الله ومن جعله شعاره ودثاره أسعده الله ومن جعله إمامه الذي يقتدي به ومعوله الذي ينتهي إليه أداه الله إلى جنات النعيم والعيش السليم .
وفي الكافي بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا معاشر قراء القرآن اتقوا الله فيما حملكم من كتابه فإني مسؤول وإنكم مسؤولون ، إني مسؤول عن تبليغ الرسالة وأما أنتم فتسألون عما حملتم من كتاب الله وسنتي .
وبإسناده عنه عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أنا أول وافد على العزيز الجبار يوم القيامة وكتابه وأهل بيتي ثم امتي ثم أسألهم ما فعلتم بكتاب الله وأهل بيتي .
وبإسناده عن سعد الأسكاف (1) عنه عليه السلام قال : قال صلى الله عليه وآله وسلم اعطيت السور الطول مكان التوراة واعطيت المئين مكان الانجيل واعطيت المثاني مكان الزبور وفضلت بالمفصل ثمان وستون سورة وهو مهيمن على سائر الكتب ، فالتوراة لموسى والانجيل لعيسى والزبور لداود .
أقول : اختلف الأقوال في تفسير هذه الألفاظ أقربها إلى الصواب وأحوطها
____________
(1) روى هذا الحديث العياشي أيضا إلى قوله عليه السلام : وستون سورة وأورد مكان ثمان سبع .

( 18 )

لسور الكتاب إن الطول كصرد هي السبع الأول بعد الفاتحة على أن يعد الأنفال والبراءة واحدة نزولها جميعا في المغازي وتسميتهما بالقرينتين .
والمئين من بني إسرائيل إلى سبع سور سميت بها لأن كلا منها على نحو مائة آية ، والمفصل من سورة محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى آخر القرآن سميت به لكثرة الفواصل بينها والمثاني بقية السور وهي التي تقصر عن المئين وتزيد على المفصل كأن الطول جعلت مبادي تارة والتي تلتها مثاني لها لأنها ثنت الطول أي تلتها ، والمئين جعلت مبادي اخرى والتي تلتها مثاني لها .




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21335847

  • التاريخ : 28/03/2024 - 18:18

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net