ما هو مصير ذرّية إبليس.. وما هو ذنبهم؟

السؤال :

{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} [سورة الكهف: 50].

س1: إبليس كان من الجن ففسق لماذا ذريته من الفسقة هل ذريته جميعهم بدون استثناء؟ و ما ذنب ذرية إبليس وكيف يولدون وهم فاسقون؟

س2: إبليس لم يطلب أن ينظره هو وذريته {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} وهل ذريته منظرون إلى يوم يبعثون؟

{وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا} [سورة نوح: 26-27].



الجواب :

1-كون ذرّية إبليس فسقة بأجمعهم دون استثناء وما ذنبهم؟

القرآن ينطق بعضه ببعض، ويشهد بعضه على بعض، وقد عبّر عن الذين يلبسون الحق بالباطل بأنهم جنود إبليس وأولياؤه في العديد من الآيات. وقال هنا عزّ من قائل: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ} فجاز لنا ـ وهذه هي الحال ـ أن نفسِّر ذرية إبليس بجنوده وأعوانه، وأن ذرية إبليس وجنوده وأولياءه هم الذين يلتمسون الباطل بالكذب والافتراء على الحق.. وليس ببعيد أن يكون التعبير عن هؤلاء بذرية إبليس للإشارة الى قوة الشبه بين أعمالهم وأعماله. [انظر: التفسير الكاشف، ج‏5، ص: 137]

2- وهنا يتضح الجواب عن السؤال الثاني من أن ذرية إبليس هم كل مَن اتبعه، فحكمهم حكمه على كل حال، ومنه الانظار إلى يوم يبعثون كما هو حال أهل الدنيا. والدنيا دار امتحان واختبار ولو أهلك الله كل الكافرين لقضي الأمر وانتفى كون الدنيا دار امتحان، والحساب التام الشامل إنما هو في الآخرة: {نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ} [لقمان: 24].

وأمّا قوله تعالى: {وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا} [سورة نوح: 26-27]، فالآية تبيّن دعوة نبي الله نوح (عليه السلام) بإهلاك جماعة مخصوصين من الكافرين آنذاك بعد أن تبيّن لهم الحق، فقد طغى الكفر والفجور على مجتمع قوم نوح (عليه السلام) بحيث لا ينشأ فيه إلا الكافر الفاجر، حيث جرّبهم واستقرى أحوالهم ألف سنة إلا خمسين عامًا، فعرف شيمهم وطباعهم، فيموت الكبير وينشأ الصغير على ذلك. وأيضًا قد أخبره الله تعالى بشأنهم: {أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ} [هود: 36].

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=967