هل العبادة للاسم أو الذات؟

السؤال :

{قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ} [سورة الأعراف: 70-71].

س: هل يقصد أنهم يعبدون أسماءً أو ذواتاً لها أسماء؟ وهل نحن نعبد ذات الله أم اسم الله؟



الجواب :

الاسم بحسب اللغة هو ما يدل على المُسمَّى ويشير إليه، واسم الشيء علامته، وهو غير المسمى. والأسماء: ألفاظ حاكية عن مسمّاها الخارجي. [انظر: كنز الفوائد، أبو الفتح الكراجكي: ج 1، فصل في معرفة الاسم والصفة، ص 70. مناهج اليقين، العلاّمة الحلّي: المنهج الخامس، البحث الرابع عشر، ص 225]

فلا تتعلق العبادة بالاسم فهو مجرد إشارة إلى الذات وعلامة له، بل إن العبادة هي للذات وحدها لا الاسم. عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) أنه قال: >الاسم غير المسمّى، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئاً، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك وعبد اثنين، ومن عبد المعنى دون الاسم فذلك التوحيد ... [ثم قال:]  لله تسعة وتسعون اسماً فلو كان الاسم هو المسمى لكان كل اسم منها إلهاً، ولكن الله معنى يدل عليه بهذه الأسماء< [الكافي (ط الإسلامية)، الشيخ الكليني: ج1، ص114].

وأما المقصود بقوله تعالى: {فِي أَسْماءٍ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ} أي: الأسماء التي اخترعوها للأصنام، فأعطوا لها (هذه الأصنام) أسماء الآلهة، وليس فيها من معنى الإلهية من شي‏ء، ولا تملك من الألوهية إلا أسماء من دون مسمّيات. فإنّ المستحقّ للعبادة بالذات هو الموجد للكلّ. [انظر: مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‏4، ص: 674؛ الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج‏5، ص: 96؛ زبدة التفاسير، ج‏2، ص: 545]


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=955