ملاك التمييز بين صفات الذات والفعل

السؤال :

ما هو ملاك التمييز بين صفات الذات والفعل؟



الجواب :

صفات الله سبحانه بعضها ذاتية وبعضها فعليّة. والصفات الذاتيّة عين الذات وهي مثلها غير محدودة، ولا تكون في مقابلها أيّةَ صفة كماليّة، كالعلم والحياة والقدرة، ولمّا كان المقابل لهذه الصفات وهو (الجهل والموت والعجز) ممتنعاً على الله فانّ الله سبحانه لا يتّصف به.

امّا الصفات الفعليّة فهي صفات منتزعة من مقام الفعل الإلهيّ، وفي بعض الموارد يكون لها مقابل، وعندما يكون لها مقابل فانّ الله يتّصف به أيضاً كالإرادة والرضا والإحياء والبسط الّتي تقابلها الكراهة والسخط والإماتة والقبض وهذه أيضاً من صفات الله سبحانه.

وعلى أساس هذا الفرق بين صفات الذات وصفات الفعل صحَّحَ الإمام الرضا (عليه السلام) قول شخص تكلّم في حضور الإمام وقال (الحمد لله منتهى علمه) فقال له الإمام لا تقل هكذا فانّ علم الله سبحانه عين ذاته ولا حدّ له. فقال الشخص: فكيف أحمد الله؟ فقال الإمام (عليه السلام): قل «الحمد لله منتهى رضاه» [البحار، ج4، ص83] لانّ رضا الله محدود فهو يرضى عن الإيمان والمؤمن، ولا يرضى عن الكفر والكافر: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ}. [سورة الزمر، الآية 7] وفي عالم الآخرة أيضاً فإنّ الجنّة والنعيم متّسع رضا الله وجهنّم وعذابها مجال غضبه. [هذه الضابطة الدقيقة في تشخيص وتمييز صفات الذات عن صفات الفعل بيّنها الشيخ الكليني تحت عنوان (جملة القول في صفات الذات وصفات الفعل) كالآتي: (انّ كلّ شيئين وصفت الله بهما وكانا جميعاً في الوجود فذلك صفة الفعل) (اُصول الكافي، ج1، باب حدوث الأسماء]

تنويه: أفعال الله تتّصف فقط بالصفات الكماليّة للفعل ولا تتّصف بصفات نقص الفعل أبداً، مثلاً إذا صدر من الله فعل فهو بالتأكيد عدل وانصاف وليس فيه أيّ ظلم وحيف. فالاتّصاف بالجهتين المتقابلتين ليس بمعنى اتّصاف الذات المقدّسة الإلهيّة بصفات النقص الموجودة في إحدى الجهتين.

* المصدر: تفسير تسنيم، ج1 (عربي) -  صفحه 364.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=935