الميثاق الإلهي في عالم الذر، وغفلة بني آدم عن هذا الميثاق

السؤال :

{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} [الأعراف: 172]

س: هل يشمل الميثاق الذي تم بين بني آدم والرب في عالم الذر ذرية بني آدم جميعهم؟ وهل سيدّعون غفلتهم عن هذا الميثاق في الآخرة؟ وهل هم في الدنيا في غفلة عن الميثاق؟



الجواب :

جاء في تفسير الآية الكريمة أنّ المراد من هذا العالَم وهذا العهد هو عالم الاستعداد «والكفاءات»، و«عهد الفطرة» والتكوين والخلق. فعند خروج أبناء آدم (جميعهم) من أصلاب آبائهم إلى أرحام الأمهات، وهم نطف لا تعدو الذرّات الصغار، وهبهم الله الاستعداد لتقبل الحقيقة التوحيدية، وأودع ذلك السرّ الإلهي في ذاتهم و فطرتهم بصورة إحساس داخلي ... كما أودعه في عقولهم وأفكارهم بشكل حقيقة واعية بنفسها.

فبناء على هذا، فإنّ جميع أبناء البشر يحملون روح التوحيد، وما أخذه الله من عهد منهم أو سؤاله إيّاهم: ألست بربكم؟ كان بلسان التكوين والخلق، وما أجابوه كان باللسان ذاته! [انظر: الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج‏5، ص:288- 289]

فتبيّن من ذلك أن العهد والميثاق يشمل بني آدم جميعاً، وفي هذا الحجة الواضحة والتامّة عليهم حتى لا يقولوا إنا كنا عن هذا غافلين {أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ}  فورد في تفسيرها: أي: كراهة أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ولم ننتبه له، حيث أقام لهم الله تعالى دلائل ربوبيته وركب في عقولهم ما يدعوهم إلى الإقرار بربوبيته حتى صاروا بمنزلة من شهدوا وأقروا. [انظر: تفسير شبر، ج1، ص187]


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=906