هل يوجد أثر وفائدة لتلاوة القرآن في حال عدم فهم الإنسان لمعنى الآيات؟

السؤال :

هل يوجد أثر وفائدة لتلاوة القرآن، في حال عدم فهم الإنسان لمعنى الآيات؟



الجواب :

إذا اتضح لدينا أهمية وفضيلة تلاوة القرآن، وعلمنا بأن الله بات يكلّمنا من خلال هذا القرآن، وتذوّقنا تلاوته بطهارة الباطن والأنس به، عندئذٍ لا نرضى بالابتعاد عن القرآن، ولا نحرم أنفسنا من هذا الفيض العظيم أبداً، ولو بتلاوة خمسين آية في اليوم على الأقل. إن الله سبحانه جعل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) تحت ولايته مباشرة وقال: {إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ} [سورة الأعراف، الآية 196]. فهذه الآية الكريمة تحتوي على عدة أمور: يقول فيها أوّلاً أن الله هو ولي رسول الله {إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ}، وثانياً: أن الله الذي هو ولي رسول الله قد أنزل القرآن {الَّذِي نَزَّلَ الكِتَابَ}، وثالثاً: أن الله هو متولّي الصالحين {وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ}.

مع ملاحظة هذه المسائل الثلاث، نفهم أن الطريق إلى ولاية الله للإنسان، هو أن يكون الإنسان صالحاً، وما لم يكن كذلك لا يدخل في ولاية الله، ولا يقبل الله أن يتولاه، وأفضل طرق الصلاح هو الأنس مع القرآن، وهذه الجملة القائلة أن ولي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو الله الذي أنزل القرآن هي من باب تعليق الحكم على الوصف وهو مشعر بالعلية، يعني إذا عمل أحد بالقرآن صار صالحاً، وإذا أراد الله أن يتولّى أحداً يُعمل ولايته وتدبيره عن طريق القرآن. ولهذا الدليل يقول: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ القُرآنِ} [سورة المزمل، الآية 20] وكونوا مأنوسين به. حتى ولو كانت بعض آياته وسوره غير واضحة لديكم، ولا تقولوا ما هي ثمرة القراءة العارية من الفهم، لأن القرآن ليس بكلام إنسان حتى لا تنفع قراءته من دون فهم معناه؛ بل هو نور إلهي قراءته عبادة لوحدها وإن لم يرق الإنسان إلى معناه.

* المصدر: قرآن در قرآن ص239 و240، «القرآن في القرآن»، آية الله العظمى الشيخ جوادي آملي.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=903