لماذا صار قلب أم موسى (ع) فارغاً من كل شيء إلا من الخوف على موسى، فكانت قوية حين إلقائه في اليم فلماذا ضعفت بعد ذلك؟

السؤال :

قال تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [القصص: 7] وقال تعالى: {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [القصص: 10]

 كان الوحي لها أن تلقيه في اليم ولا تحزن، فلماذا صار قلبها فارغاً من كل شيء إلا من الخوف على موسى، فكانت قوية حين إلقائه في اليم فلماذا ضعفت بعد ذلك؟



الجواب :

ذكرت بعض التفاسير أنها ألقته (عليه السلام) في البحر ليلتقطه غير فرعون، وإذا به في بيته و قبضته! ولكن الله سبحانه رزقها الصبر والجلد.

إلا أنّ السيد الطباطبائي (ره) ردّ ذلك وأمثاله من الوجوه بأنّ السياق لا يحتمل شيئاً منها، فقال في تفسير الآية محل البحث: >وصار قلب أم موسى بسبب وَحينا خالياً من الخوف والحزن المؤديين إلى إظهار الأمر، لو لا أن ثبّتنا قلبها بسبب الوحي لتكون واثقة بحفظ الله له لقربت من أن تظهر أمره لهم بالجزع عليه. وبما تقدم يظهر ضعف بعض ما قيل في تفسير جمل الآية كقول بعضهم في {وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى‏ فارِغاً} أي صفراً من العقل لما دهمها من الخوف والحيرة حين سمعت بوقوع الطفل في يد فرعون، وقول آخرين: أي فارغاً من الوحي الذي أوحي إليها بالنسيان، وما قيل: أي فارغاً من كل شي‏ء إلا ذكر موسى أي صار فارغاً له. فإنها جميعاً وجوه لا يحتمل شيئاً منها السياق< [الميزان في تفسير القرآن، ج‏16، ص12- 13]


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=900