نسبة الإحياء والاماتة بالقتل للإنسان

السؤال :

{مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} [سورة المائدة: 32]

س: أليس الله هو المحيي المميت؟ كما قال عز وجل: {هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [سورة يونس: 56] فكيف ينسب الإحياء والاماتة بالقتل للإنسان؟



الجواب :

إن أمر العباد جميعاً من حياة وموت ورجوع هو إلى الله تعالى، فله القدرة على إماتة العباد وإحيائهم لمحكمة الآخرة، فقانون الموت والحياة بيده تعالى فقط. والحياة هي أول نعمة ينعم الله بها على خلقه ثم يميتهم وهذا لا يقدر عليه إلا الله تعالى؛ لأن الإماتة هي أن يخرج الروح من بدن الحي من غير جرح و لا نقص بنية ولا إحداث فعل يتصل بالبدن من جهته وهذا خارج عن قدرة البشر.

وأما الإنسان فإنما يكون واسطة وأداة في ذلك، فإن كان القتل ظلماً وبغير قتل نفس فإن هذا يوجب القصاص. وأما الإحياء (من قبل الإنسان لغيره) فمعناه التسبّب لبقاء حياتها بعفوٍ أو منعٍ عن القتل أو استنقاذ من بعض أسباب الهلكة [انظر: زبدة التفاسير، ج‏2، ص: 251] أو ما يعد في عرف العقلاء إحياءً كإنقاذ الغريق وإطلاق الأسير، وقد عد الله تعالى في كلامه الهداية إلى الحق إحياء قال تعالى: {أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} [الأنعام: 122] فمن دلّ نفساً إلى الإيمان فقد أحياها. [انظر: الميزان في تفسير القرآن، ج‏5، ص: 317]، والخلاصة أن كل شيء إنما يتم تحت تصرّف القدرة الإلهية ومشيئته، ودار الدنيا هي دار اختبار وامتحان.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=897