✅التكرار في القرآن

السؤال :

قال تعالى ﴿قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَ ما أَدْري ما يُفْعَلُ بي‌ وَ لا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ ما يُوحى‌ إِلَيَّ وَ ما أَنَا إِلاَّ نَذيرٌ مُبينٌ (9) قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ كَفَرْتُمْ بِهِ وَ شَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَني‌ إِسْرائيلَ عَلى‌ مِثْلِهِ فَآمَنَ وَ اسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمينَ (10﴾الأحقاف 
✅التكرار في القرآن
القرآن الكريم قد يكرر الحديث عن ذات البصائر والأفكار والموضوعات المرة بعد الأخرى، لماذا؟

 



الجواب :

الإجابة عن ذلك من جهتين، الأولى: الدرس حرف والتكرار ألف كما يقولون، وفي الإعادة إفادة، والقرآن الكريم ليس كتاباً يقرأ وتنسى معارفه، بل كتاب يراد منه أن يكرس القيم في البشر ويصنع واقعاً مغايراً للواقع الفاسد، ومن دون التكرار لا يتسنى ذلك للناس لكثرة نسيانهم.
الثانية: كل تكرار وإعادة في القرآن الكريم، فيه فوائد جديدة، فمثلاً سورة الأحقاف حين تحدثنا عن الشرك، تحدثنا عن جوانب مغايرة للشرك عن الحديث عن الشرك في سورة أخرى، فهناك أبعاد كثيرة ومظاهر مختلفة للشرك، فهناك شرك في الجانب العبادي وهناك شرك التشريع وشرك الإستعانة و..، فإذ يورد القرآن الكريم الحديث عن الشرك في سورة لقمان يورده بما يتعارض مع الحكمة ويقف حائلاً دونها، وفي سورة الأحقاف يربطه بالجانب السلوكي.
ففي نهاية الآية العاشرة يبين الرب سبحانه أن عدم الهداية (وبالتالي إستمرار المشرك على شركه) هو نتيجة للإنحراف السلوكي والظلم، فظلم الظالم يحجبه عن رؤية الحقائق، فالظالم المتمرد على حقوق الناس والمتعدي عليهم لا يلبث أن يتحدى الرب سبحانه، ويشرك به، فيتسافل في الدركات.

المجيب اية الله السيد محمد تقي المدرسي


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=889