لماذا اعتقد إبليس بأن النار خير من الطين؟

السؤال :

{قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [سورة ص، 76]

س : لماذا اعتقد إبليس بأن النار خير من الطين؟؟



الجواب :

اعتقد إبليس أنه أفضل من آدم (عليه السلام) فقال: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ}، وذلك لأنه خُلق من النار، وتخيّل أن عنصر النار أشرف وأرقى من عنصر الطين، لأنه طالب لجهة العلو، فيكون أحق بالسجود له من آدم (عليه السلام)، وهذا هو منشأ قياسه هذا. وذمّت الروايات الشريفة القياس، وذكرت أن أول من قاس هو إبليس لعنه الله.

قال في تفسير الأمثل: >وكأن إبليس كان يتصور أن النار أفضل من التراب، وهذه هي أكبر غلطاته وأخطائه، ولعله لم يقل ذلك عن خطأ والتباس، بل كذب عن وعي وفهم، [...] على أن ميزة الإنسان - بغض النظر عن كل هذه الأمور - لم تكن في كونه من التراب، بل إن ميزته الأصلية تكمن في "الروح الإنسانية" وفي خلافته لله تعالى. وعلى فرض أن مادة الشيطان الأصلية كانت أفضل من مادة الإنسان، فإن ذلك لا يعني تسويغ عدم السجود للإنسان الذي خلق بتلك الروح، ووهبه الله تلك العظمة، وجعله خليفة له على الأرض. والظاهر أن الشيطان كان يعرف بكل هذه الأمور، ولكن التكبر، والأنانية هما اللذان منعاه عن امتثال أمر الله، وكان ما أتى به من العذر حجة داحضة، ومحض تحجج وتعلل< [الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل: ج 4 - ص 580 - 582].


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=884