ما معنى دعاء حملة العرش للذين آمنوا وما أثره ؟؟؟

السؤال :

{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [سورة غافر، 7 - 8]

 

ما معنى دعاء حملة العرش للذين آمنوا وما أثره ؟؟؟

الله الذي خلقهم وهو أعلم بالمؤمنين إن كانوا يستحقون المغفرة فيغفر لهم !!!

فلماذا جعل هذه الواسطة بينه عز وجل وبين عباده ؟؟



الجواب :

لا شك في أن الدعاء ـ للنفس أو للغير ـ له الأثر الكبير على حياة المؤمن الدنيوية والأخروية، بل وفي تعيين مصيره، ففي الروايات الشريفة أن الدعاء يردّ القضاء، وأن الدعاء سلاح المؤمن... [انظر: الكافي، ج2، ص468 وما بعدها]. قال تعالى في الحث على الدعاء والمواظبة عليه: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر : 60]، {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} [الفرقان : 77]

نعم، هذا لا ينافي علم الله تعالى بمن يستحق المغفرة من عباده ومن لا يستحقها، لأن الذي لا يستحق مغفرة الله تعالى هو خارج عن هذه الدائرة سواءً دُعي له أم لا، كما هو في حال المنافقين، قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ * سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [المنافقون : 5-6]. يقول العلامة الطباطبائي في دعاء حملة العرش: >وإنما ذكروا الرحمة وشفعوها بالعلم لأنه برحمته ينعم على كل محتاج فالرحمة مبدأ إفاضة كل نعمة، وبعلمه يعلم حاجة كل محتاج مستعد للرحمة< [تفسير الميزان، ج17، ص309]

وأما من يستحق المغفرة (ومن هو مستعد لها) فيمكن أن يحصل عليها بالدعاء لله عز وجل من خلال نفسه أو غيره من المؤمنين، فيكون هذا الدعاء أحد الوسائط التي جعلها الله تعالى لكي يدخل عباده في دائرة المغفرة الإلهية، حيث جرت عادته ـ سبحانه ـ على أن يجري الأمور بأسبابها.

فالآية >بشرى للمؤمنين الحقيقيين والصابرين، بأنكم لستم وحدكم، فلا تشعروا بالغربة أبداً، فحملة العرش الإلهي والمقربون منه، وكبار الملائكة معكم يؤيدونكم، إنهم في دعاء دائم لكم، ويطلبون لكم من الله النصر في الدنيا وحسن الثواب في الآخرة ... < [تفسير الأمثل، ج15، ص198].


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=883