{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ}

السؤال :

{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} [سورة الأنعام، 38]

س: {أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ}، بأي وجه تكون الحيوانات أمم أمثال الناس؟



الجواب :

ظاهر الآية يشير  إلى البعث والحشر يوم القيامة. من هنا تنذر الآية المشركين وتقول لهم: إن الله الذي خلق جميع الحيوانات ووفر لها ما تحتاجه، ورعى كل أفعالها، وجعل لها حشراً ونشوراً، قد أوجد لكم دون شك بعثاً وقيامة، وليس الأمر كما تقول تلك الفئة من المشركين من أنه ليس ثمة شيء سوى الحياة الدنيا والممات.

ويتضح من هذا أن فصائل الحيوان والطيور أمم مثل البشر، غير أن للمفسرين أقوالاً مختلفة بشأن وجه الشبه في هذا التمثيل؛

فبعض يقول: إن التشابه يختص بأسرار خلقتها العجيبة التي تدل على عظمة الخالق سبحانه.

وبعض آخر يرى التشابه في حاجاتها الحياتية المختلفة وفي طرق سد تلك الحاجات وإشباعها.

ومنهم من يعتقد أن التشابه كائن في تشابه الإدراك والفهم والمشاعر، أي أن للحيوان والطير أيضاً - إدراكه ومشاعره في عالمه الخاص، ويعرف الله ويسبح له ويقدسه بحسب طاقته، وإن تكن قوة اداركه أدنى مما في الإنسان، ثم إن ذيل هذه الآية يؤيد هذا الرأي الأخير.

* الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج 4 - ص 274، بتصرّف.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=877